![]() |
قصه تراتيل الفجر المقدسة الفصل الرابع بقلم مريم عثمان
"꧁🎊 🎈العيد في ظلَ الخلافة الإسلامية🎈🎊꧂مرّ الزمن، وامتدت رقعة الإسلام من الجزيرة إلى فارس والروم والأندلس، ومع توسع الحضارات، بدأ العيد يكتسب أبعادًا جديدة.
في بغداد، عاصمة المجد العباسي، كانت الأعياد مشاهد عظيمة؛ شوارع معطرة بالمسك والعنبر، الأسواق تمتلئ بالحلوى الفاخرة، والشعراء يمدحون الخليفة بأبيات تحتفي بالعيد وكأنها أهازيج الزمن المخلد.
كان الخلفاء ينثرون الذهب على العامة، ويتجولون في الشوارع ليشهدوا فرح الناس، ويجلسون للمظالم حتى لا يُظلَم أحدٌ في يوم الفرح.
كانت العيديات تُوزع، والموائد تُمد، والخطباء يخطبون خطبًا تذكر الناس بأن العيد ليس يومًا للأكل واللباس، بل يومًا للتسامح والصفح والعمل الصالح.
وفي الأندلس، كانت الأعياد كرنفالًا من البهجة؛ الموسيقى الأندلسية تعزف أنغامها في الحدائق الغنّاء، والناس يرتدون ملابس الحرير المطرزة بخيوط الذهب، والجوامع تمتلئ بتكبيرات الفرح، والأمراء يشاركون في الاحتفالات وكأنهم جزء من العامة.
꧁🎊🎈 الأعياد في الدولة العثمانية 🎈🎉꧂
جاءت الدولة العثمانية فحملت معها طقوسًا أضافت لمسة من المهابة والجمال.
كان العيد يبدأ بتحية السلطان وهو يخرج للصلاة وسط الموكب المهيب، وأهل إسطنبول ينتظرون مروره ليحصلوا على الهدايا.
أما في البيوت، فكانت الأعياد تعني اجتماع العائلة حول مائدة عامرة بأصناف الطعام العثماني الفاخر، وكان "البقلاوة" و"الكنافة" أبرز الحلويات التي تتزين بها الموائد. وكانت الأبواب تُفتح للضيوف، فلا فرق بين الغريب والقريب، والجميع يتبادل التهاني والدعوات الصالحة.
كان الجنود العثمانيون يحصلون على عطلة العيد، ويُرسلون إلى عائلاتهم محملين بالهدايا، في مشهدٍ يعكس كيف امتزجت الإنسانية بالقوة في حضارة جعلت العيد مناسبة للجميع، لا لفئة دون أخرى.