رواية شمس لا تغيب الجزء التاني ( يوميات ابطال ) الفصل الخامس اكرم و ناريمان بقلم ساره سعد
*رحب أحمد بشده بصديقه الصدوق مالك وهو يستقبله بالبيت بعد أن اتي مالك للاطمئنان على صحه أحمد بعد الحادث الذي تعرض له أثناء تدريبات الفروسية بكلية العسكريه هتف مالك بمرحه المعتاد {ايه يابني اخبارك ايه دلوقتي ورجلك عامله ايه}زفر أحمد بنفاذ صبر{زهقت من الجبس ده والحبسه إللي أنا فيها انت عارف ماما عامله عليا حرس من كتر الخوف}ربت مالك على ساق صديقه الذي يكبره بسنة وعده أشهر{أن شاء الله تبقي كويس وترجع احسن من الاول بس اكيد انت شديت فى التمرين يا أحمد براحه يابني شويه}هتف أحمد بالامبالاه{ولا شديت ولا حاجه نط حواجز مش اكتر يا مالك المهم انت اخبارك ايه فين سليم مجاش معاك ليه}نهض مالك من مكانه ينظر من نافذه غرفه أحمد التى تتطل على أحد فيلات الجيران ليقل بمكر وهو يغمز{أخبارها ايه نانسي عجرم بتاعتك مفيش جديد}مط أحمد شفتيه بحزن{ولا قديم حتي مش عارف حاسس أن البت ديه مجنونه ساعات تبقي طبيعيه وساعات هبله مش فاهم}جلس مالك أمام احمد يقل بجديه{اسمعني كويس انت عارف انك انت وسليم اغلي ماعندي وانا مش بعرف اخبي عنك حاجه ولازم اقولك}شعر أحمد بقلق من حديث مالك الذي يعتبره هو وسليم جزء لا يتجز عنه{في ايه يابني أتكلم قلقتني}زفر مالك بنفاذ صبر وغضب من نفسه وهو يشعر أنه يخون صديقه وصاحب عمره ويخفي عنه الحقيقه الذي يعتبرها هو مره{اسمع بقا البت نانسي ديه عضوه معانا في النادي صح}اومأ أحمد برأسه يقل {ايوه صح وبعدين}أكمل مالك بتاثر يغمض عيناه الخضراء بلون الزرع{بصراحه بقا البت ديه محمد ابن خالو هشام وكمان أنس مشوا معاها وكل واحد فيهم قضا معاها فتره}أحس مالك بأنه طعن صديقه بتلك الحقيقه المره والتى كان يخفيها عنه هو وسليم وشعر بالخزي من صديقه وأثناء تفكير مالك بتلك الحساسية دوي الي مسامعه صوت ضحكه أحمد والذي استمر يضحك بجنون ويلكم مالك في صدره...فتح مالك عيناه على لكمه قويه من أحمد ليقل بسخط{ايه يا عم الافتري ده براحه انا مش قدك وبعدين بتضحك ليه ومبسوط كده عشان البت خبره}استمر أحمد فى الضحك وهو يقل{وخبرة ايه على أيد الاساتذه الكبار محمد وانس الحمد لله أنها مدخلتيش على فارس}ضحك مالك بسخريه{والله كانت هتدخل بس مش عارف فارس غير رأيه ليه في آخر وقت}.....
نظر مالك إلى أحمد يسأله بحذر{انت مش زعلان مني}وضع أحمد في فم مالك قطعه من الشكولا يغمغم{انت غبي يابني ازعل منك ليه عشان الهبله ديه انت عارف ديه كانت تسلية قولت اجرب بيها حظي لكن انا لما أفكر أحب لازم تكون بنت ملهاش حل كده}أطلق مالك ضحكه مجلجله يقل{اخ منك انت وعامل فيها مؤدب}غمغم أحمد بلهجة متزنه{المهم انت ايه اخبارك العاطفيه هتشوف هنا النهارده}حلقت الفراشات حول قلب مالك وارتسم على وجه الوسيم قلب كبير يهمس بهيام{ايوه هشوف هنا النهاردة بس يارب تحس على دمها شويه وتحس بيا حاسس اني بتعامل مع لوح تلج}كور أحمد شفتيه يقل بتردد{عشان مش بتحبك إللي بيحب بيحس بالإنسان إللي قدامة لكن هي لا يا مالك انت سايب إلي بتموت فيك وبتحب هنا إلا مش حاسه بيك أساسا}عقد مالك حاجبيه بجديه وتهجم وجهه الوسيم ليقف قائلا بصرامه{أحمد انا مش بفكر فى ليلي انا منكرش أن ليلي جميله ورقيقه ومعجبه بيا بس انا بحب هنا وانت عارف كده كويس انا همشي مش هتيجي تشوف الماتش معانا}هز أحمد رأسه بقلة حيله مفطور القلب على صديقه {لا انت عارف ماما وكمان بابا مسافر فى مؤتمر وهى قايمه بالواجب تمام}.................
*مؤتمر الأطباء بالندن وقف أكرم يلقي محاضرة علميه عن أحدث جراحات الأسنان والتركيبات التى تم اكتشافها مؤخرا فى عالم طب الأسنان وكانت احدي محاضرات دكتور أكرم الهامه فى تخصصه الذي برع فيه بلندن والقاهرة بعد أن افتتح قسم كبير وأصبح شريك يوسف بالمركز الطبي بقسم أحدث طرق علاج الأسنان...............
*من بعيد كانت تقف مجموعه من الممرضات المستعان بهم لمساعدة طاقم المؤتمر ووسط إلقاء أكرم لمحضرته هتفت احدي الممرضات بالانجليزيه{دكتور أكرم رجل عظيم ومتفوق فى مهنته وغير ذلك رجل محظوظ زوجته جميله}انتبهت عليها ماريا احدي الممرضات فى الطاقم وهى تتذكر ذلك الوجه جيدا برغم مرور السنين وهذا الوجه ووجوه اخري محفورة فى ذهنها لتتذكر قبل 15 عام.........
نادر العزيزي{اسمع كويس يا فهد انا مش عايز وجع رأس وبعدين أنا بصراحه عايز أخلص من شخص حاسس انه بيحفر ورايا}......
*فهد العمرى{مين ده إلي عايز تخلص منه وانا اخلصك وكل شيء بحسابه }ليخرج نادر صورة لشخص وسيم طويل القامه فاتح البشره ويؤشر عليه باصابعه{ده أكرم مهدي جوز ناريمان اختي بصراحه مخنوق وعايز اخلص منه}انتهت مقابلة نادر مع أكرم ووضع فهد الصوره فوق الطاوله لتتطلع بها ماريا التى كانت ترافق فهد فى ذلك الوقت بعد أن استمعت إلى حديثه مع نادر وفهمت بعض كلمات منه.......رجعت ماريا إلى واقعها على تصفيق حار من الموجودين بالقاعة التى تهتز لمحاضرة أكرم وهى تقل بخفوت{أكرم مهدى بيكون زوج ناريمان الحسيني ياربي}......
*أنتهي أكرم من لقاء الصحفيين وعمل المقابلات معهم وأثناء خروجه من القاعه دوي صوت نسائي من خلفه يهتف{دكتور أكرم ايمكنني الحديث معك}ألتفت أكرم الي تلك السيده الجميله سمراء البشره ورشيقه القوام يهز رأسه بذوق وأخلاق وهو يتحدث الانجليزية{نعم تفضلي سيده...}مدت ماريا يدها تقل بخفوت وهى تنظر حولها{ميس ماريا...ماريا العمرى}انتبه أكرم على الاسم يتذكر صحبه ليحدق بها بدهشه يقل{هل ما أفكر فيه صحيح أم أنها صدفه} اومأت ماريا رأسها تقل بتردد {دكتور أكرم انا ماريا العمري أم ياسمين فهد العمرى} تجمد أكرم وهو يشعر بان أبواب الماضي ستفتح مره اخرى والحقيقه اتيه و لا محال من الهروب...................
*باحدي ديسكوهات لندن الشبابيه ووسط صخب موسيقي البوب وأغاني الروك وطرقعات كاسات الخمر وضحك الفتيات ومغازله الشباب الثاملين صرخه الفتاه الجميله والتي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما على شاب انجليزي حاول التحرش بها وهى ترقص لتضربه بكل قوتها وهى تبصق عليه قائله{اللعنه عليك ياحقير}وقف الشاب الإنجليزي بوجه الفتاه ليحاول الشاب ضربها وهو ينهرها باحدي الشتائم البذيئة{اللعنه عليكي انتي أيتها العربيه الغبيه كلكم اغبياء ومتخلفين}حاولت الفتاه الشابة أن تضرب الشاب مره اخري ولكنه كان أسرع منها ولوي ذراعها خلف ظهرها وقبل أن يتحرش بها فعليا كان يتلقي احدي اللكمات القويه من رجل قوي البنيان طويل القامه وسيم الوجه وجذاب الطله فى عقده الرابع ليقل الرجل الوسيم لشاب الإنجليزي{ابتعد عنها يا متخلف واحترم الناس اللعنه عليك }جذب الرجل الوسيم الفتاه التى تاوهت بين بحور عيناه السوداء ولحيته الكثيفه وجسده القوي ليهمس لها بكل جدية{انتي فى المكان القذر ده بتعملي ايه انتي لسه صغيره}همهمت الفتاه تقل باعجاب
{انا عندي 18 سنه مش صغيره انت مصري}ابتسم لها ابتسامه اوقعتها فى شباك غرامة ليقل بكل ثقة{انا حازم شاكر رجل أعمال مصري وانتي}هتفت الفتاه بسحر خاص يخرج من عيناها الزمرديه{بالانجليزي جاسمين والمصري ياسمين....ياسمين فهد العمري}
*تجمدت ناريمان وهى تضغط على الهاتف بقوه{ايه الكلام ده يا أكرم انت اتاكدت فعلا أنها هي الست ديه}تنفس أكرم بعمق وهو يجلس بستراحه كبار الزوار فى مطار لندن{ايوه هي يا ناريمان ومعاها صوره لزفت فهد ده ال مش هنخلص منه ولا من سيرته وكمان تعرف نادر الي كان عايز فهد يقتلني}غمغمت ناريمان بصدمه حقيقيه{مش عارفه اقولك ايه بجد أنا مصدومة من إلا بسمعه مسكين فارس الولد ده بجد قاسي كتير ولسه هيقاسي اكتر اخت ومن مين من الحقير ده}زفر أكرم بياس وهو يغمض عيناه من التعب{شوفتي الظروف كلها بتتجمع على الولد ده ربنا يستر من الاجي والأهم أن فعلا الست مصممه تنزل مصر ببنتها عشان البنت محتاجه مراقبه وانتي عارفه حياه الأجانب}هتفت ناريمان بارتياع{منه لله ربنا ينتقم منه حطم ناس كتير ولسه بيحطم اكتر المهم متتعبش نفسك بتفكير وتعالى بسلامه}قال أكرم بتعب{لازم يوسف وهشام يعرفوا واشوف هشام هيتصرف ازاي المهم انتي وحشانى جداااا جدااا نفس اخدك فى حضني أحمد حبيبي عامل ايه والإصابة}تمتمت ناريمان بعشق وهى تبتسم{انت كمان وحشني جدا يا حبيبي أسبوع بعيد عني حاسه انه سنه وحشني حضنك وكلامك وكل حاجة منك وفيك ترجعلنا بسلامه أن شاء الله}ثم همهمت تكمل{أحمد كويس الحمد لله والدكتور كان عنده النهارده وأطمن ع الاصابه وقال أسبوع كده ويفك الجبس بس انت عارف ابنك عنيد ازاي مش بيقعد فى مكان}دوي صوت أكرم الرخيم يهتف بسعاده{جاب العند منك يا بت العزيزي انتي عنيدة وكل عايلتك الله يرحمهم بقا حتي عمي الله يرحمه كان عنيد كده وهو تعبان}غمغمت ناريمان بحزن{الله يرحمه عيله ايه بقي ربنا يخلي يوسف ومراد ومريم هما كل العيله ويبارك فيك انت وأحمد انتم كل حياتي وعيلتي وناسي}هتف أكرم بحب وهو يستعد إلى الصعود على متن الطائرة {كلها كام ساعه أن شاء الله واشوفك على خير انتي وأحمد ياقلبي لا اله الا الله حبيبتي ياوروح قلبي}ابتسمت ناريمان تردد خلفه{محمد رسول الله ياحبيبي ربنا معاك}......
*تسلل أحمد بخفه إلى غرفه أمه الشارده ليقبلها من الخلف لتشهق ناريمان وهى تقرصه من وجنته كما تعودت{حبيبي تعالى ياحمودى}همهم أحمد بملل {ماما كلها كما سنه وابقا حضره الظابط وانتي بتقولي حمودي مش ممكن}مررت ناريمان اناملها فوق وجه ابنها الوسيم{هتفضل حمودي حماده حبيبي لحد ماتبقي آب وادلعك وادلع ولادك انت نور عيني وروحي ووحيدي ربنا يخليك ليا انت وباباك}قبل أحمد كفه أمه بحب يهمهم{ويخليكي ليا يارب انت وبابا وميحرمنيش منكم ابدا يارب}.................