رواية هنا الأمير الفصل الخامس بقلم زينب محروس
اول ما هنا شافت ابوها و علامات الغضب اللي على وشه، كانت خطواتها أسرع من تفكيرها، ف جريت على الصالون تاني و هي بتقول:
- انا هندفن النهاردة.
سالي باهتمام:
- في ايه؟ مالك خايفة كدا ليه؟؟
«هنا» بخوف و هي بتتلفت وراها:
- ابويا، ابويا هنا و الحيوان ابن خالي مفهمه حاجة غلط عني و أنا خايفة من رد فعل بابا، عشان كدا فضلت عندكم و خوفت ارجع لأهلي.
على باب القصر أمير اتكلم ب ذوق:
- اتفضل يا عمي حضرتك مين؟!!!
ابو هنا رد ب تكشيرة:
- عايز بنتي، «هنا»
أمير خطف نظرة للشاب اللي وراه، و بعدين رحب ب والد هنا و قال:
- اتفضل يا عمي «هنا» جوا في الصالون.
والد هنا دخل و كان ابن خالها هيدخل، لكن منعه أمير لما مسكه من دراعه و سأله بترقب:
- أنت مين.
- ابن خاله
أمير باستخفاف:
- أنت بقى معيد في الجامعة!!!
- ايوه.
أمير دفعه لبره بعنف و هو بيقول:
- مش مسموح لك تدخل.
و هبد الباب في وشه بغضب و دخل الصالون، كان الوضع كالآتي، «هنا» واقفة ورا سالي و هدي، و والدها بيقول:
- مش هكرر كلامي يا «هنا» يلا هاتي شنطتك و تعالي عشان نمشي.
أمير أتدخل و قال:
- من فضلك يا عمي اقعد بس نتكلم.
- لاء مش قاعد، و متشكر اوي لحضراتكم إنكم استضافتوا بنتي عندكم.
أمير باندفاع:
- و الله هنا فوق دماغنا، و ياريتها تفضل معانا العمر كله..
كلهم بصوا له ف قال بتوضيح:
- أقصد يعني لحد ما تخلص كليتها، كدا كدا ميفعش تيجي و تسافر كل يوم، خليها معانا لحد ما كليتها تخلص.
سالي بتأييد:
- ايوه يا حاج، خليها معانا هنا، و الله احنا بنحبها خالص.
والدها بصرامة:
- لاء مش هسيب بنتي هنا، و أصلا مش هخليها تكمل تعليمها في المحافظة دي.
هما اتشجعت و خرجت من وراهم و قالت:
- صدقني يا بابا كل الكلام اللي ابن خالي قاله كذب، و الله معملتش حاجة.
ابوها قرب منها و طبطب على خدها و قال بحنية:
- انا واثق فيكي يا حبيبتي، أنا مش تايه عن تربية ايدي، بس في نفس الوقت مقدرش اسيبك قدام ابن خالك كدا....
أمير باستغراب:
- و لما حضرتك عارف جايبه معاك لحد هنا ليه!!
والد هنا بتوضيح:
- كنت خايف أشد قصاده ف معرفش مكانها، عشان كدا فضلت مسايره لحد ما دلني على عنوانكم......ارجعي معايا يا هنا عشان اكون مطمن عليكي.
أمير كان مضايق جدًا بس بيحاول يداري عن اللي حواليه، و في نفس الوقت عايز يحل الموضوع و يطلب من والدها يسيبها معاهم.
و دا بقى كان دور عمته اللي طلبت من والد هنا يتكلموا على انفراد، و قدرت تقنعه يخليها، لأن دا اكتر مكان ممكن يبقى مطمن على «هنا» فيه، لو كان حد من الشباب حابب يضرها كان كريم عمل كدا في أول مرة شافها فيها و بتطلب منه المساعدة بنفسها، أو كان أمير سابها تسافر لعمتها أو حتى كان يوافق على تواجدها في البيت بسهولة و ينتقم منها عشان هانته قدام الناس و هو معملش حاجة.
و بالفعل ابوها بات عندهم في القصر و سافر الصبح بعد ما وصاهم عليها، و في آخر اليوم كانت سالى و هدى و «هنا» قاعدين مع بعض في الصالون، ف هدي قالت:
- بالحق يا هنا، صاحبتي جاية النهاردة عشان تعلمينا.
سالي سألتهم بفضول:
- تعلمكم ايه؟
«هنا» ضحكت و قالت:
- الرقص يا طنط.
سالي ب مرح:
- و مالوا بس لما تخلصوا عايزة اشوف النتيجة يا هدى.
التلاتة يادوب بيضحكوا، ف سمعوا صوت أمير الغضبان بيقول:
- لاء مفيش حد هيتعلم حاجة.
هدي باستغراب:
- ليه يا أمير، ما عادي ما احنا بنات مع بعض، فين المشكلة!
أمير بصرامة:
- من غير أسئلة يا هدى، «هنا» مش هتعلم حد و لا حتى انتي، صاحبتك لو هتيجي على دماغنا بس مش عشان تتعلم حاجة.
سابهم و كله اوضته، ف هدى قالت بهمس:
- هو في ايه!
سالي بصوت سمعته هدى:
- بيغير عليها، أمير بيحب «هنا».
هدى قالت بصوت عالي مندهشة:
- ايوه، صح، كدا صح.
«هنا» بصتلها باستغراب و قالت:
- هو ايه اللي صح.
هدي بتلقائية:
- تقريبًا كدا في حد بيحبك.
«هنا» ابتسمت ب هيام، و قالت بشرود:
- و أنا كمان بحبه اوي!
هدى بمشاكسة:
- يا سيدي، يا سيدى!
«هنا» قالت بانتباه:
- أنا هطلع اقنعه.
و بالفعل طلعت عند أمير و حاولت تقنعه لكنه رفض، ف قربت من البرفيوم بتاعه، و هي بتتفقدهم، لحد ما وصلت عن نوع معين، فقالت بإعجاب:
- واو، البرفيوم دا تحفة اوي.
أمير بتذكر:
- فكرتيني، استني.
دخل الجزء الخاص بالدريسنج، و بعدين طلع و معاه برفيوم، حطه قدامها و قال:
- جربي دا كدا.
اول ما استخدمته عجبها جدًا لكنها علقت بإنه مايل الطابع الأنثوي، ف أمير قال:
- هو فعلاً حريمي، و دا عشانك، دي اول زجاجة تجريبية لشركتنا، هتبقى انتي اول واحدة تستخدميه.
تاني يوم ، كريم كان واقف مع هنا قدام الباب و بيهزروا سوا، و بعدين كريم قال بجدية:
- هتيجي معايا اوصلك الجامعة قبل ما اروح الشغل؟
قبل ما ترد عليه سبقه أمير، اللي شدها من ايدها و قال و هو ماشي، روح أنت شغلك و انا هوصلها.
و على هذا الوضع بقى أمير هو المسؤول عن توصيل «هنا»، للكلية و يجيبها معاه و هو راجع البيت، و «هنا» قربت من كل أفراد العيلة اكتر و اكتر و تحديدًا أمير، اللي كان مهتم بكل حاجة تخصها و كان الكل ملاحظ تصرفاته معاها إلا هي، و بقي عارف و متأكد إن هو بيحبها، و قرر إنه في آخر يوم امتحان ليها هيعترف بمشاعره ليها.
و فعلاً في يوم امتحانها الأخير كان مستنيها في عربيته، و على الكرسي اللي جنبه بوكيه ورد أحمر متوسط الحجم، كان كل شوية يبص في ساعته و هو حاسس إن الوقت بيعدي بالعافية، و في نفس الوقت كان متحمس عشان يعترف لها، وعلى اعتقاد إن هي كمان بتحبه.
و اول ما عقرب الساعة وصل الساعة اتنين نزل من عربيته بسرعة و لما شافها خارجة من البوابة اتحرك ليها بسرعة و هو بيبتسم لها بحب، إنما هي بصت للورد و قالت بإعجاب:
- البوكيه دا تحفة اوي يا أمير، جايبه لمين؟؟
نقل نظره بينها و بين الورد و اتكلم و هو بيمد لها البوكيه:
- دا عشان الكابتن الشطور بتاعي.
اخدته منه و هي بتتفقده:
- هو عشاني!
- ايوه.
- شكرًا.
- قوليلي بقى عملتي ايه في الامتحان؟؟
- الحمدلله كان كويس.
- حيث كدا بقى عندي مفاجأة كمان عشانك.
قبل ما ترد عليه سمعت صوت والدها بينده، ف سعادتها زادت اكتر، و أعطت الورد لأمير بإهمال و هي بتجري على والدها، اللي حضنته جامد و هي بتبص ب حب للشاب الي كان وراه.
والدها خرجها من حضنه و اتحرك تجاه أمير اللي كان قرب منهم و الاتنين سلموا على بعض ب بشاشة، و بعدين والد هنا شاور على الشاب اللي معاه و قال:
- احب اعرفك يا أمير يا ابني، دا معتز، ابن اخويا و خطيب «هنا» إن شاء الله.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم