رواية قلوب ابت النسيان الفصل الخامس
"وإن أصبحت الاحلام حقيقة فلن ادعها تتحقق سٱحارب من اجلك "
ياسين كان بيضغط على دواسة بنزين عربيته بأقصى سرعةمش عشان يلحقها بس... لكن عشان يفهم
وكل ما يفكر أكتر، كل ما عقله يغرق في أسئلة مرعبة...
ليه الراجل ده شكله مألوف؟
ليه لما شاف آية أول مرة حس إنه يعرفها من سنين؟
ليه أحلامه كلها بتدور حوالين شخص بيحاول ينقذ بنت شبهها... لكن بيفشل كل مرة؟
هل ده مجرد تشابه...؟ ولا في رابط بينهم أقوى بكتير من اللي فاكرينه؟
العربية السودا كانت بتجري بسرعة جنونية في الشوارع الجانبية، والسواق بيحاول يبعد عن أي طريق زحمة عشان يوصّل بآية للمخزن المهجور من غير مشاكل
آية كانت بتقاوم، بتحاول تفك الحبل اللي رابط إيديها، بس كل مرة كانت بتتشد أكتر، الألم بقى شديد، والدم بدأ ينزل من معصمها
لكنها مش فارق معاها ... لازم تهرب بأي طريقة
"إنتو مين؟ عاوزين مني إيه؟"
الراجل اللي خطفها لف ناحيتها، ضحك بسخرية وقال:
"ما تقلقيش... كلها كام ساعة وكل حاجة هتبقى واضحة ليكي... قبل ما تموتي"
آية اتجمدت جواها صوت بيسألها:
ليه؟ ليه أنا؟
عربيته كانت بتلف بسرعة عينه بتدور في كل الاتجاهات عقله مشغول بالتفكير
الطريق ده... هو نفسه الطريق اللي شافه في الحلم
=مستحيل يكون مجرد حلم... مستحيل!!
همس بصدمه
وفجأة... لمحها!
العربية السودا داخلة طريق جانبي ضيق...
ضغط على البنزين بكل قوته، لف الدركسيون بعنف صوت كاوتشات العربية حك جامد لدرجه عمل صوت في الشارع بس هو كان عارف... لو تأخر لحظة هتضيع منه ممكن ميلحقهاش
العربية السودا وقفت عند المخزن القديم... الباب اتفتح وواحد من الرجال شد آية بقوة
في المخزن المهجور كانت آية متكتفة، ملامحها فيها خوف لكنها بتحاول تتمالك نفسها
قدامها كان فيه راجل ضخم وشه فيه ندبة كبيرة وعينه مليانة غضب قاتل
أخيرًا وقعتي في إيدينا... بعد دا كله متتصوريش انا من بعد ما رجعت تاني وانا مستني اشوفك ازاي
آية بصتله بعدم فهم صوتها طلع متقطع من الخوف
إنت مين؟ وعاوز مني إيه؟
الرجل ضحك بسخرية وقال:
إنتي فاكرة إنك عايشة حياتك بعيد عن اللي فات فاكرة إن الماضي مش هيطاردك؟
هي رفعت حواجبها عقلها مش قادر يفسر كلامه قالت باستغراب:
ماضي إيه؟ أنا معرفكش اصلا ولا اعرف بتتكلم عن اي
الرجل قرب منها صوته بقى أهدى... لكن أخطر
مش مهم إنتي تفتكرينا... المهم إننا عمرنا ما نسينا اللي حصل... إنتي لازم تموتي... علشان نقفل الحساب القديم
آية حست بقشعريرة في جسمها...
حساب قديم؟
أنا مالي انا مليش دعوه باي حاجه... بالله عليك خليني امشي
قرب منها رفع السلاح عليها وهو بيضحك بصوت عالي وبيقول دمك هو الحل
ارتجفت عيونها دمعت وهيا بتبصله مش فاهمه حاجه مقدرتش تتكلم
خارج المكان كان عامل زي المجنون الي بيدور علي حياته فجأة لمح شباك صغير حاول يطلع منه وفعلا نجح لكن وقف مصدوم وهو شايفها مربوطه وواحد رافع السلاح عليها
قرب بدون تفكير وهو بيقول بحده وغضب:
سيبها حالًا!!
صوت ياسين وهو بيزعق في المكان كان عامل زي الرعد
الرجالة لفوا بسرعة أولهم بص ليه بدهشة... وبعد لحظة تحولت الدهشة لصدمة
ياسين إنت لسه عايش؟
ياسين اتجمد مكانه باستغراب هو بقول في نفسه:
هو... يعرفني؟
لكن قبل ما يرد الراجل اللي قدامه طلع سلاحه وهو بيقرب عليه وعينه مليانة غضب
كان لازم تموت مع باقي العيلة... بس شكلك هتموت النهارده بدل زمان....
رفع المسدس تحت دقنه عيونه علي اية وهو بيبتسم وبيقول:
قصة حب انتهت زمان علي ايدي وهنتهي تاني انهارده برضو علي ايدي بس المرة اللي فاتت ملحقتش اعمل الي انا عاوزه بس المره هعمله
ياسين كان مصدوم من كلامه مش فاهم هو بيتكلم عن اي وعيلة مين الي بيتكلم عنها
كل حاجة كانت بتلف في دماغه الأحلام، الوجوه الغريبة اللي بيشوفها في منامه، إحساسه بآية إحساسه إنه شايف المشهد ده قبل كده...
الرجل اللي ماسك المسدس عينه مليانة غضب... لكن الغضب ده كان متغطي بدهشة مش قادر يخفيها
إنت مش المفروض تكون عايش... مش المفروض تكون هنا أصلًا
ياسين حس بجسمه بيتشنج... مش فاهم بس في حاجة جواه عارفة
حاجة أعمق من المنطق أقدم من أي ذكرى يفتكرها في حياته دي
آية كانت مصدومه مش فاهمة إيه اللي بيحصل... بس عينها كانت على ياسين كانت متعلقة بيه كأنه طوق النجاة الوحيد في اللحظة دي
وفجأة...
"آية..."
الكلمة خرجت من فم ياسين وهو بيبصلها مش مجرد اسم، لكن كأنه سر كان مدفون في أعماقه، خرج للنور للمرة الأولى
واللحظة دي... العالم كله لف بيه وعقله رجع الذكريات بتظهر قدامه
كان فيه قصر قديم... في زمن مختلف...
وكان فيه بنت في بفستان أبيض طويل...
وكان فيه راجل واقف عند باب القصر مستنيها
آية... إحنا لازم نهرب دلوقتي!
صوت خطوات سريعة صراخ ناس، حد بيجري وراهم...
دم...
نار...
ودمعة سقطت من عينيها قبل ما حد يسحبها بعيد عنه
فتح عيونه مره واحده
شهق كأنه كان غرقان وطلع للسطح لأول مرة
جسمه كله ارتعش... نفس المشهد... نفس الوجوه... بس في زمن مختلف!
"هي... هي فعلا آية! مش بس اسمها... هي نفسها!"
إنت فاكر... صح؟
صوت الرجل اللي معاه المسدس كان مليان حقد كأنه مستني اللحظة دي من سنين
ياسين رفع عينه ليه، ومرة واحدة ملامحه اتبدلت... ملامحه ل راجل شاف الموت قبل كده... شاف الحقيقة قال بخبث:
فاكر كل حاجة...
آية بصت ليه بخوف... مش قادرة تستوعب، لكن قلبها كان بيدق بسرعة، زي ما يكون عارف الحقيقة
الي عقلها مش قادر يستوعبها
ياسين اتحرك بسرعة قبل ما الرجل يلحق يضغط الزناد، كانت إيده سبقته...
ضربة قوية على معصمه خلت المسدس يطير في الهوا...
الرجل حاول يهاجمه لكن ياسين كان أسرع... ضربه بلكمة في وجهه خلت الدم ينزل من شفته، ثم حركة سريعة برجله وقعته على الأرض
الباقيين كانوا لسه مصدومين من اللي بيحصل... لكن لما واحد منهم حاول يتحرك نحية آية، ياسين بص له بنظرة قاتلة وقال:
جرّب تلمسها... وشوف هيحصلك إيه
مسك المسدس ورفعه عليهم وهو بيرجع بضهره ليها
وقال لواحد من الي واقفين بصوت حاد:
فكها يلا..
بص علي كبيرهم الي كان لسه علي الارض وهو هز دماغه ليه والتاني بدا يفكها
ياسين كان لسه رافع المسدس عليهم الراجل فكها ورجع لورا بحركه من ياسين
مد إيده ليها... وهي، من غير تفكير، مدت إيديها ليه
ولما صوابعهم لمست بعض حاجه غريبه حصلت...
كأن العالم كله لف بيهم ... كأن في طاقة غريبة اتولدت في اللحظة دي... وكأنهم لأول مرة، رجعوا للحياة اللي كانوا فيها من قرون
لكن الحرب لسه مخلصتش...
لأن اللي عاوزين يمحوهم من الوجود... لسه مستنيين الفرصة المناسبه وواقفين حواليهم
المكان بقي بارد جدا ريحة الرطوبة والحديد المصدّي مليّة الجو آية كانت حاسه بجسمها بيرتعش، مش بس من الخوف، لكن من إحساس غريب جوّاها... إحساس إنها كانت هنا قبل كده
ياسين كان واقف قدامها، نظرته مش مفهومة، مزيج من الحماية، الغضب، وحاجه تانيه أعمق... شيء كأنه كان مدفون جواه سنين طويلة وبدأ يظهر دلوقتي
الرجل اللي واقع على الأرض مسح الدم من شفته بص لياسين الي كان واضح انو في عالم تاني ونسى وجودهم
وضحك ضحكة مليانة سخرية وقال:
كنت عارف إنك هتفتكر في النهاية... بس فات الأوان يا ياسين... فاكر إحنا مين
فاكر إنت مين؟
ياسين فاق مره واحده
شد آية ناحيته كأنه خايف عليها، لكن الحقيقة إنه هو نفسه اللي كان مرعوب... مش منهم، لكن من الذكريات اللي بدأت تنهال عليه زي الطوفان مره تانيه
غمض عيونه مش قادر من الصداع والذكريات الي بتظهر شاف...
غرفة مظلمة، مصابيح زيتية بتنور المكان بضوء ضعيف... وآية كانت قاعدة على الأرض، مكبّلة، ووشها مليان دموع
=سيبوها أنا اللي عاوزينه مش هي!
ياسين كان بيصرخ بصوت مليان وجع... لكن الراجل اللي كان ماسك السيف ضحك وقال:
"أنت فاكر إنك تقدر تهرب من مصيرك هي لازم تموت... لأنك بتحبها ولأنك... خنت عهدك
ولان هي الهدف الحقيقي مش انت مكنش لازم تحبها مكنش ينفع الخطه كلها اتقلبت بسببك
عيون آية كانت مليانة رجاء، ولسانها نطق اسمه للمرة الأخيرة قبل ما...
ياسين فتح عيونه و شهق وكأنه كان غرقان في بحر ورجع للسطح فجأة وكل حاجة حواليه اتغيرت
إنتو...
كان عارفهم... مش بس من الحلم، لكن من الحقيقة اللي كان بينكرها طول الوقت
إنتو السبب... أنتو اللي قتلتوها
الرجل اللي كان مرمي على الأرض ابتسم وقال:
وهنقتلها تاني... وهي المرة دي مش هتهرب برضو!
قبل ما ياسين حتى يلحق يرد، صوت طلق ناري دوّى في المكان
ياسين اتجمّد في مكانه... قلبه كان بيدق بجنون وعينيه بصت بسرعة على آية واقفه مكانها، بس نظرتها كانت صدمة... وصدرها كان عليه بقعة دم بتكبر ببطء
لاااااا!
صوته كان مليان ألم كأنه صرخة عمرها مئات السنين، كأنه رجع للحظة اللي فقدها فيها قبل كده... لكن مش تاني
جري عليها مسكها قبل ما تقع، ودمها كان بيغرق إيده... كانت بتبص له بنفس الطريقة اللي بصّت له بيها زمان... نظرة واحدة، مفيهاش كلام، لكن مليانة
بكل الكلام اللي بتقوله
متسبنيش يا ياسين...
همست بصوت ضعيف، وعيونها بدأت تقفل...
كان حاسس إنه بيتحطم... لكن وسط الألم، وسط الدموع، وسط الرعب... كان اتولدت حاجه جوه منه
مش غضب... ولا انتقام... لكن قوة
لأن المرة دي... مش هيسيبها تموت مش هيسيب القدر يعيد نفسه مرة تانيه
يارب الاقي تفاااااااعل بقي.....
الي عاوز البارت الجديد يقول في الكومنتات ويكتب كملي لان دا اخر بارت هينزل في الاحتفاليه فعشان اكمل لازم اعرف مين متابع ومين لا لو كتير هنزلها
قولوا رأيكم وتواققعتكم في الجديد🆕
"" قلبي يراك وان كانت جفوني غافله ""
ياسين كان حاضن آية وإيده كلها دم بس قلبه... قلبه كان بيدق بطريقة مختلفة، كأنه بيفكر في حاجه ورافض انو يستسلم ليها
فتحت عينيها بصعوبة، شفايفها كانت بتتحرك بضعف لكنها ما قدرتش تنطق غير:
"ياسين"
عيونه كانت مليانة خوف وهو بيفتكر بس في نفس الوقت كان فيها حاجة غريبة... حاجة كأنه اكتشفها دلوقتي بس كأنه عارف هو مين، وعارف هي مين
بيحاول يمنع الذكريات الي بدأت ترجع تاني....
كان مربوط جسمه مليان جروح، لكن كل ده ما كانش هامه ... اللي كان كاسره وقتها هو صوتها، صوت آية وهي بتصرخ وهي بتتحاوط من الرجالة دول
=سيبهاااااااااا!
صرخته دوّت في المكان، لكن للاسف السيف نزل بسرعة قدامه ...
دم... وعيونها وهي بتبص له للمرة الأخيرة
كانت آخر مرة يشوفها... أو هكذا ظن
فتح عيونه مره واحده ورجع
للواقع... والقرار الذي لا رجعة فيه
"مش هخسرك تاني" قلها و
صوته كان حاد عيونه مليانة نار قادره تحرق الجميع رفع رأسه وبص للرجاله اللي واقفين قدامه... كانوا فخورين كأنهم حققوا انتقامهم أخيرًا
لكنهم غلطوا... لأنهم فكروا إن الماضي هيتكرر بنفس الطريقة بس هو مش هيسمح بدا...
رفع رأسه نظرته كانت مختلفة... كان حاسس بقوة اتتولد جواه حاجة كبيره حاجة كأنها استيقظت من سبات طويل لا يعلم مقداره
قام فجأة بسرعة تخض أي حد ضرب أول واحد منهم قبل ما حتى يلحق يرفع سلاحه، الصوت كان قوي، كسر أنف خصمه لدرجه الدم كان بيقع علي الارض
&الانتقام ليس الخيار ولكن الحماية هي كل شيء&
كان بيحارب كأنه عارف كل خطوة قبل ما تحصل، كأن جسمه بيتحرك لوحده، كأنه عايش اللحظة دي قبل كده
واحد قرب منه حاول يضربه بسكينة، لكنه مسك إيده قبل ما تلمسه، لفّ ذراعه بقوة وقع السكنيه خلاه يصرخ من الألم قبل ما يوقعه على الأرض
الباقيين بدأوا يتراجعوا... ياسين كأنه اتحول بقى مش مجرد رجل عادي، كان حد مخيف بالنسبة لهم، لأنه ببساطة كان شخص افتكر كل حاجة!
$بين الحياة والموت المعجزة تحدث$صلواعلى الحبيب 🌺
آية كانت بتتنفس بصعوبة، كانت بتسمع صوته وهو بيحارب، بس في نفس الوقت كانت بتشوف حاجات تانية... صور مش واضحة، ناس بملابس غريبة صوت صراخ، و..... صوته وهو بيقول:
"مش هخسرك تاني حتى لو كان الثمن حياتي"
حست بإيد قوية بتلمس جبهتها... حرارة غريبة كأنها طاقة مش طبيعية، كأنها حاجه بتجري في دمها
وفجأة... فتحت عينيها، والنَفَس رجع تاني
ياسين كان واقف مكانه، بينهج، والرجالة اللي كانوا بيحاولوا يقتلوا آية كلهم واقعين علي الارض ... مش قادرين يتحركوا
آية كانت بتبص له... مش بس بصدمة، لكن بعيون مختلفة، كأنها بتشوفه لأول مرة
حاولت تتكلم:
"أنا... عرفت أنت مين"
كلماتها خرجت ببطء وكانت اخر حاجه تقولها وبعديها قفلت عينها يمكن للأبد..
شعر أن قلبه توقف... لا بل كأن الزمن كله توقف حملها جسدها الصغير يبدو هشًّا بين ذراعيه
رفعها بسرعة، احتضنها بقوة وكأن احتضانه قادر على إرجاع الحياة إليها لم يعد يُسمع سوى نبضه المجنون
فتح باب السيارة بعنف، وضعها على المقعد جواره، وانطلق كالصاروخ عيناه لم تفارقها، كأنه يخشى أن تختفي أمامه... لا، ليس مرة أخرى لن يسمح لهذا القدر اللعين بأن يأخذها منه ثانية
كان يسمع صوت أنفاسها المتقطعة لم يتمالك نفسه، لم يدرِ متى بدأ البكاء، لكنه لم يهتم... لأول مرة في حياته، شعر أنه عاجز، ضعيف، خائف...
وأخيراً وصل المستشفى
قفز من السيارة حاملاً إياها، اندفع نحو المدخل صرخاته هزّت المكان:
=حد يساعدني حد ييجي هنا بسرعة
ركض الأطباء نحوها، حملوها وضعوها على نقالة لكنه لم يترك يدها حتى دفعوه بعيدًا ليدخلوا بها غرفة العمليات
وقف عند الباب،أنفاسه متقطعة، كل خلية في جسده تصرخ باسمها... فجأة، خرج الطبيب، نظراته لم تكن تبشر وكلماته خرجت كخنجر انغرس في صدره:
=حالتها صعبة جدًا... النزيف كان شديد، هنحاول ننقذها، بس
لم تكتمل جملته لانه فهم مقصده ... لم يستطع تحمل تلك الكلمات، قبضته ارتجفت، ثم صرخ بانهيار:
لأ! لازم تعيش، لازم تعيش انت فاهم مش هسمح تموت لا...
ضرب بقبضته على الحائط بقوة حتى سال الدم من يده لم يشعر بشيء... لان الألم الحقيقي كان في قلبه
"أحبّها وهو لا يعرف اسمها أحبّها وهي تصارع الحياة كأنها تودّع الأمل، ولم يكن يعلم أنه سيكون لها الحياة حين ظنّت أن كل شيء انتهى"
مرت الدقائق كأنها سنوات ... ثم خرج الطبيب مرة أخرى، نظر إليه بملامح متعبة وقال بهدوء
=عملنا اللي علينا... الباقي على ربنا ادعيلها
أغمض ياسين عينيه للحظة، وكأن العالم توقف مجددًا لم ينتظر ليسأل... فقط اندفع للداخل
كانت هناك... مُمددة على السرير، أنابيب تحيط بها، وجهها شاحب كالموتى، لكن ملامحها لا تزال جميلة... لا تزال هي
اقترب منها ببطء، خطواته ثقيلة كأنها تسير فوق جراحه، جلس بجوارها، مد يده ولمس يدها برفق... كانت باردة قلبه انقبض
#$حسيت الفصحى هنا في المشهد دا معبره شويه عن العاميه~~
كان واقف جنبها، عيونه مليانه دموع، لكنه كان بيقاوم... بيقاوم بكل قوته عشان ما ينهارش
مد إيده بهدوء ولمس كفها البارد، صوته مش قادر يطلع كانت دي أول مرة في حياته يحس إنه عاجز بالشكل ده:
=آية متسبنيش
صدره كان بيتحرك بسرعة، نفسه مش منتظم، ولأول مرة في حياته، حس بالخوف الحقيقي الخوف من إنه يخسرها تان
وهنا بدأت الذكريات ترجع تاني مسك دماغه وكانها هتنفجر......
كان ماسك إيديها وبيبصلها بنظرة كلها حب، وهي بتبتسمله وقالت له بصوتها اللي بيحسسه إنه حي:
=هتفضل تحارب عشانّا... صح؟
وكان رده في المشهد وفي الحياة وفي كل العوالم اللي بينهم:
=لآخر نفس في عمري
فتح عيونه وهو بيبتسم لذكرى دي
شد الكرسي وقعد جنبيها، كأن روحه متعلقة بيها كأن الدنيا كلها بقت عبارة عن اللحظة دي بس، مفيش بكرة، مفيش ماضي، مفيش حاجة غيرها
مسك إيديها وحطها على قلبه، كأنه بيحاول يخليها تحس إنه لسه هنا إنه مش هيسيبها، وإنها لازم ترجع عشانه
=فاكرة لما قلتِلي إنك بتحبّي المطر؟
ضحك رغم إن عيونه كانت مليانة دموع
=المطر نزل النهارده... بس كان ناقص حاجة
نظر لها، قلبه كان بيتوجع علي شكلها ده قدامه، كأن كل حاجه جواه بتتكسر في اللحظة دي
=كان ناقصك أنتِ
××××××اذكر الله♥××××××××××♕
عينيه كانت متثبته عليها مستني أي أشاره منها
وفجأة...
ايده حسّت بحاجة... حركة خفيفة جدًا، كأنها بسمة وسط عاصفة
بص بسرعة لكفها، شاف صوابعها بتتحرك ببطء وكأنها بتحاول تمسك بتحاول تقول له:
=أنا سامعاك... أنا هنا
دموعه نزلت بس المرة دي... كانت دموع فرحة
§لما القلب بينادى والقدر بيجاوب# ✍🏻
فتحت عينيها ببطء، كانت تائهة شوية، مش قادرة تركزبس لما لمحت وشه، لما شافت نظرة الحب والخوف في عيونه...
اتجمّدت دموعها وشفايفها تحركت بصوت ضعيف جدًا لكنه كان كافي عشان يرجّ كيانه كله:
=ياسين"
مش قادر يصدق إنها رجعت له... مش قادر يصدق إنها نطقت اسمه من تاني
ضحك رغم كل حاجة، رغم كل الألم، رغم كل الدموع، ورغم إن قلبه كان لسه بيتوجع
=أنا هناجنبك ومش هسيبك أبدًا
كانت قاعده علي السرير مش فاهمه اي حاجه بتبصله كانها تعرفه مش مجرد مدير وخلاص لحد ما
دخل عليهم....
كانت قاعده علي السرير مش فاهمه اي حاجه بتبصله كانها تعرفه مش مجرد مدير وخلاص لحد ما
دخل عليهم....
أهلها.... أمها جريت عليها مسكت إيدها وبتعيط من الفرحة أبوها كان متأثر بس بيحاول يخبي ده، وأخوها واقف بعيد شوية كأنه مش قادر يصدق الي حصل لاخته
أمها بدموع: يا حبيبتي يبنتي … الحمد لله إنك بخير… كنتِ هتموتي يا آية
أخوها بصلها وقال: مين اللي عمل كده؟ ومين الراجل ده'بيبص لياسين"
بصت لياسين، مش عارفة ترد مش عارفة تقول إيه… هي نفسها مش فاهمة
كان واقف بعيد شوية بس مش قادر يبعد عينيه عنها هو نفسه مش مستوعب مش عارف ليه قلبه متعلق بيها بالشكل ده، ليه إحساسه بيها مش مجرد إحساس عادي، ليه لما شافها بتتألم حس كأنه هو اللي بيموت؟
أبوها اتكلم بحدة: إحنا لازم نعرف الحقيقة، مين دول؟ وليه كانوا عاوزين يقتلوا بنتي؟
حس انهم بيتهموه حاول يهديهم ويطمنهم وقال:
أنا اللي أنقذتها… بس لسه معرفش الحقيقة كاملة لكن اوعدك إني مش هسيب الموضوع ده غير لما أعرف كل حاجة
أبوها كان باصص له حاسس انو شخص كويس لكن مرتحش ليه، لكن في نفس الوقت كان ممتن له لأنه أنقذ بنته
= اكيد ي ابني انا بشكرك انك انقذتها لولا انك شفتها الله اعلم كان حصلها اي
دخلت الممرضه وقالتلهم انهم يخرجوا عشانوالمريضه ترتاح
بعد ما العيلة خرجت، آية فضلت ساكتة للحظات بعدين بصت لياسين وسألته بصوت ضعيف:
=إنت مين؟
السؤال كان عادي بس هو نفسه مش عارف الايجابه
قعد جنبها بهدوء، كان حاسس إنها محتاجة تطمن او تحس بالامان
=أنا… شخص لسه بيدور على الحقيقة
آيةبستغراب: طب وأنا مين؟
سكت لحظة بعدين قال بهمس:
أنتِ… أكتر حد حاسس إني أعرفه بس مش عارف إزاي
حست برجفة غريبة في قلبها، وكأنها فهمت الكلام ده رغم إنه معقد ومش مفهوم بصتله بتركيز، وهمست بصوت كأنها بتحاول تفتكر حاجة:
أنا… شفتك قبل كده
اخد نفس عميق وهمس لنفسه: وأنا شفتك قبل كده… في حياتين مش حياة واحدة ذكريات قديمه وجديده يترى هعيش فين بقلبي
&&&&&&اذكر ﷲ&&&&&&🌺👏
الأيام اللي بعدها كانت غريبة… آية خرجت من المستشفى لكن حياتها ما بقتش زي الأول في حاجة ناقصة في إحساس جوها بيقول لها إن اللي حصل مش صدفة وإن حياتها مرتبطة بياسين بطريقة مش مفهومة
أما ياسين، فكان كل ليلة … الحلم بيزيد وضوح بيشوف تفاصيل أكتر بيشوف حياته القديمة وهي بتمتزج بالحاضر كان بيشوفها هناك… في الماضي… وكان بيشوف النهاية اللي كانت بتحصل… النهاية اللي مش مستعد يسمح ليها تحصل تاني
لكن في حاجة كان متأكد منها… إنه مش هيسمح يخسّرها تاني مش هيسمح لأي حد يأذيها حتى لو كان القدر نفسه
رجعت الشغل بعد ما أخدت فترة راحة، لكن كل حاجة بقت مختلفة مش قادرة تتعامل مع ياسين كمدير وبس، وهو مش قادر يشوفها كموظفة عادية
المكاتب، الاجتماعات، الأوراق، كل ده بقى مجرد حاجات شكلية بتتغطى على اللي بيحسوه بينهم
ياسين كان دائما بيراقبها من بعيد، من غير ما يحاول يقرب منها كان حاسس بمشاعره بتتزايد، لكنه مش عارف يحدد هو بيحبها من حياته الحالية، ولا من حياته اللي فاتت
أما آية، فكانت بتحاول تعيش حياتها بشكل طبيعي لكنها بقت تحس إن كل حاجة بقت غلط حياتها مش ماشية زي الأول، نظرات الناس في الشركة ليها بقت مختلفةوكلام زميلها بدأ يزيد
=البنت اللي المدير أنقذها… أكيد في حاجة بينهم
=شايفين نظراته ليها؟ حتى وهو بيزعق ليها، باين عليه إنه مش مجرد مدير بالنسبه لها
آية سمعت الكلام ده كذا مرة، وحاولت تتجاهله، بس المشكلة إنها حاسة بيه… فعلاً ياسين مش بيبصلها زي أي موظفة، مش بيتكلم معاها بنفس الطريقة ولما بيحاول يعاملها بجفاء، بتحس إن ده تصنع، وإنه بيقاوم حاجة جواه
في يوم، آية كانت خارجة من مكتبها، وفجأة سمعت صوت ياسين بيناديها
=آية تعالى على مكتبي دلوقتي
دخلت وهي حاسة بتوتر، أول مرة يدخلها مكتبه من غير سبب واضح قعدت قدامه وهي مش عارفة تتوقع اللي هيقوله او عاوز اي
ياسين بصوت حاد وهو بيحاول يخفي توتره: إنتِ إيه مشكلتك؟
آية بتتفاجئ: مشكلتي؟!
ياسين: آه مشكلتك... من … من يوم ما رجعتي وانت مبقتيش زي الاول، تركيزك قلّ، وحتى نظراتك بقت غريبة… عاوزة أفهم إنتِ بتفكري في إيه بالظبط؟
كانت هتنفجر هو إزاي بيقول كده وهي نفسها مش عارفة تشتغل بسببه؟
قامت واقفة بعصبية وقالت:
*أنا اللي مش مركزة؟ ولا إنتَ اللي مش عارف تتعامل معايا زي الأول؟
ياسين سكت كان واضح إن كلامها أثر في … حاول يحافظ على بروده وقال:
*إحنا في شركة ومش المفروض أي حاجة تأثر على شغلنا… فهماني؟
آية بصت له بحدة وقالت:
*فهمت… بس فهمني بقى إنتَ ليه مش قادر تتعامل معايا زي زمان؟
ياسين ما عرفش يرد… لأنه فعلاً مش قادر او مش عارف
خرجت بعد لما ما سمعتش منه جواب
بعد المواجهة دي العلاقة بينهم بقت أغرب… كانوا بيتجنبوا الكلام قدر الإمكان، لكن كل مرة عيونهم بتتقابل كانوا بيحسوا بالحلم اللي بيجمعهم بالحياة اللي عاشوها قبل كده
وفي ليلة، ياسين حلم بحلم جديد…
شاف نفسه في حياة قديمة، واقف في ساحة معركة الدم حوالين رجليه وإيده ماسكة سيف عليه دم كان بيتلفت حواليه، وبيبص للأشخاص اللي حواليه ميته وبعدين… شافها
كانت واقفة بعيد، لابسة فستان أبيض طويل وعيونها مليانة خوف وحزن وبتنادي عليه بصوت مختنق:
=ياسين… ما تسيبنيش
وفجأة… سهم اخترق صدرها
قام من النوم وهو بيصرخ باسمها، قلبه بيدق بسرعة لسه حاسس بالألم اللي جواه مسح عرقه وهو بيحاول يهدأ لكن الحلم كان واقعي لدرجة إنه كان حاسس إنه حصل بجد
=أنا كنت هناك… وهي كمان كانت هناك… بس إحنا كنا مين؟!
في يوم بعدما خلصت شغل وخرجت وهي بتدعي زي كل يوم انو ميشوفها حست بحد ماشي ورها
خافت بل ارتعبت لسه منستش الي حصل لسه هتجرى سمعت صون هيا عارفاه كويس
حسام بصوت هادي لكنه مليان ندم: آية ممكن نتكلم شويه؟
اتنفست براحه لما عرفت الصوت،بس هيا مش طايقاه
التفتت ببرود: وهنتكلم عن اي اظن مفيش بيني وبينك حاجه تدعي اننا نتكلم ولا تكون هنتكلم
عن إزاي كنت شايفني مش كافيه ؟ ولا عن إزاي كنت عاوزني أبقى نسخة من حد تاني
حسام بياخد نفس عميق وقرب منها: عن إني كنت غبي… وإني خسرتك عن اني ندمان
آية بصتله لحظة حست إنه بجد متغيربس قلبها لسه وجعها من كلامه، فبتقرر متديهوش فرصة
آية ببرود وحده:
ندمان على إيه بالظبط؟
حسام بصلها وحس إنه اتشل لإن كلامها مظبوط
حسام بصوت مكسور:
أنا ندمان إني معرفتش قيمتك غير بعد ما سبتيني
ياسين كان طالع من الشركة، وقف في مكانه لما شافهم سمع كل كلمة حسام بيعتذر وآية واقفة بتسمع حاجة جواه بتتكسر، بس بدل ما يعترف بده الغضب يسيطر عليه
قرب منهم نبرته باردة جدًا: يبدو إن الموظفين عندي عندهم وقت فاضي كفاية عشان يقفوا يتكلموا في الشارع
آية بصتله بسرعة، وحسام ضيق عينيه وهو شايف رد فعلها
ياسين بيبصلها بحدة كأنه بيحذرها من حاجة هي مش فاهماها حست إن الجو بقى متوتر أكتر من اللازم
اكمل بسخرية باردة: لو خلصتي كلامك، أعتقد عندك شغل اهم
آية حست إن الكلام مقصود كإهانة بس بتقرر متردش تكتفي بنظرة طويلة لياسين قبل ما تسيبهم وتمشي حسام يبص لياسين، بيحاول يفهم سبب نبرته الحادة لكن ياسين ملامحه جامده، كأن مفيش حاجة بتأثر فيه
قال ببرود:
الاستاذ الي ساب الشركه واقعه وهرب اقدر اعرف سبب رجعوك دلوقتي بعدما كل حاجه رجعت احسن من الاول
حسام بصله بتوتر وقال ببرود:
اعتقد شفت سبب رجوعي اي مش محتاج اقولك
سابه واقف بيغلي وركب عر بيته ومشي،ياسين بص عليه وعيونه مشتعله بين غضب واحساس اخر هو مش فاهنه
تاني يوم في الشركه
آية قاعدة على مكتبها، بتحاول تركز في شغلها، بس تفكيرها مشغول باللي حصل، بتسأل نفسها: ليه ياسين بيتصرف كده؟ هو إيه اللي يضايقه لو حسام كان بيعتذر؟
فجأة، صوت ياسين يقطع تفكيرها: آية فين التقرير اللي طلبته؟
رفعت عينيها له، بتحاول تبان طبيعية، بس نبرته فيها حدة مش مفهومة. مدت إيدها بالملف:
اهو قدامك
ياسين اخد الملف من إيدها بسرعة، قلب صفحاته من غير ما يركز، وبعدين قفله بعنف:
المفروض يبقى أدق من كده، شغلك الفترة الأخيرة بقى متلخبط
آية ترفع حواجبها بدهشة:
متلخبط؟ حضرتك بتتكلم بجد؟ التقرير ده معمول بنفس الأسلوب اللي طلبته، ولو في حاجة غلط حددها وأنا أصلحها
ياسين يحدّق فيها لحظة، بعدين يركن الملف على المكتب:
ركزي في شغلك بدل ما تركزي في حاجات تانية
كلامه كان واضح ومقصود، حست بغصة في حلقها قررت متديهوش فرصة يستفزها فردت بهدوء:
أنا فعلًا مركزة في شغلي… مش زي ناس تانية شايفة نفسها من حقها تحاسبني على حياتي الشخصية
ضيق عيونه وكأنه مش متعود منها على الرد المباشر ضغط علي اسنانه، حاول يسيطر على أعصابه هو بيقول بصوت واطي بس فيه تهديد:
آية… ما تحاوليش تلعبي معايا اللعبة دي
استغربت كلامه، بس قررت تسكت اخدت الملف من المكتب:
هعدّله وأبعته لك تاني
مشت من قدامه وهوفضل واقف مكانه نبرتها كانت مستفزه أكتر من أي حاجة تانية
بعد يوم طويل، خرجت من الشركة، كانت حاسه بتعب وضغط نفسي مش طبيعي فجأة سمعت صوت هيا عارفاه:
آية، استني
التفتت تشوفه مين وفعلا كان حسام واضح انو في اصرار في كلامه
حسام: ممكن نتمشى شوية؟ بس من غير خناق المرة دي حابب اتكلم بهدوء معاكِ شويه
اتنهدت وهزت رأسها بالموافقه ومشت جنبه وهو اخد نفس عميق قبل ما يتكلم:
كنتي وحشاني بس أكتر حاجة بتوجعني إنك بقيتي شايفة إن مفيش بينا أي حاجة تتقال
آية تبص قدامها، بعدين تقول بصوت هادي:
لأن فعلًا مفيش حاجة تتقال احنا اصلا مكنش بنا حاجه عشان تقول كده
حسام يهز راسه ببطء:
بس أنا مش قادر أقتنع بده انا كان جوايا حاجه تجاهك واكتشفت ده فليه ممنساش الي حصل ونرجع تاني
مقدرتش ترد وهو كمل:
لو رجع بيّا الزمن عمري ما كنت هطلب منك تتغيري، كنت هحافظ على اللي كنتي عليه… بس المشكلة إن الزمن ما بيرجعش
بصتله و لأول مرة تشوف في عينه حقيقه وندم، كان واضح انو فهم غلتطه كويس قبل ما تقدر ترد سمعت صوت حاد بيقول بغضب:
واضح إن في ناس مش بتت....