رواية مالم تخبرنا به الحياة الفصل السابع 7 بقلم عائشة الكيلاني

 

 

 

رواية مالم تخبرنا به الحياة الفصل السابع بقلم عائشة الكيلاني

_البنت صغيرة، جوزها سا*دي و بيعذ*بها دايماً و دا سبب العلا*مات على جس*مها بس هي رافضة تعتر*ف.

اتكلمت بسرعة و أنا ماشي جمب أيوب في ممر المستشفى الطويل بشرحله عن حالة يمنى باختصار.

همهم بعدم اقتناع قبل ما يسألني :

_بس أنا مش فاهم برضو....ايه علاقة دا بإنك عايز تح*قق معاها لوحدك؟

وقفت و كت*فت دراعاتي قبل ما أرد:

_بقولك البنت حالتها ص*عبة! مش هتتكلم بسهولة.

بصلي بنظرة تشكك:

_و هتتكلم معاك انت يعني؟

_مش قصدي...قصدي يعني إنها لو شافت ظا*بطين مرة واحدة هتتو*تر و تخا*ف هيبقى أحسن لو كان واحد بس.

بصلي بتفكير قبل ما يتكلم أخيرا:

_صح، معاك حق....

اتنهدت براحة قبل ما ألاقيه بيكمل تاني فجأة:

_معاك حق...عشان كدا أنا اللي هدخلها و انت خليك هنا.

اتجم*دت في مكاني للحظة و هو مشي ، بعد ما استوعبت كلامه جريت وراه بسرعة، وقفت قدام باب الأوضة و من*عته يدخل قبل أتكلم برجاء إنه يبعد و يسيبلي القض*ية:

_انت شكلك مخ*يف، أنا متأكد إنها هتبقى مستريحة معايا أكتر.

كت*ف دراعاته و بصلي من فوق لتحت قبل ما يتكلم باستخفا*ف:

_و دا سبب تاني يخليني أنا اللي أح*قق معاها، لما تخا*ف هتقول الحقيقة...

كت*فت دراعاتي أنا كمان و اتكلمت بإصرار:

_مش عايز تسيبني أنا أدخلها ليه؟ انت شاكك إني هحاول أساعدها تهر*ب من حاجة زي دي يعني؟

ضيق عينيه، قرب عليا و شاور ناحيتي بصباعه و هو بيتكلم:

_لا، أنا مش شاكك...أنا متأكد، فابعد عن طريقي أحسن ما أب*لغ عنك معاها.

_لا.

رديت بعنا*د.

_أدهم متفتكرش إن عشان أبوك لو*اء إنك تقدر تعمل اللي انت عايزه! لو مبعدتش هب*لغ إنك على علا*قة بالمت*همة و إنك بتحاول تتس*تر على الجر*يمة....

ابتلعت ريقي بق*لق، حتى لو بل*غ عني محدش هيقدر يعملي حاجة...محدش هيقدر يعملي حاجة ما عدا بابا و دي هي بالظبط المص*يبة...

_أولاً...انت معندكش دليل على حاجة زي دي، ثانيا..ليه متأكد إنها جر*يمة؟ مش ممكن ت...

فجأة قاطعت كلامي ممرضة جاية ناحيتنا جري و هي بتصرخ بسعادة:

_البنت الصغيرة...لحقناها، حالتها بقت مستقرة أخيراً.

تبادلنا أنا و أيوب نظرة سريعة قبل ما أبصلها تاني و أتكلم بابتسامة مجاملة:

_ماشي، احنا هنبلغها تقدري تتفضلي.

أيوب است*غل لحظة كلامي مع الممرضة و فتح الباب و دخل، دخلت وراه...كانت يمنى واقفة عند الشباك و باصة ناحية السما و مهتمتش إنها حتى تلف عشان تشوف مين اللي دخل.

اتحمحم أيوب عشان يجذب انتباهها و بدأ يتكلم :

_أستاذة يمنى احنا....

و قبل ما ينهي جملته مشيت ناحية يمنى و أنا بتكلم بنبرة سعادة مصطنعة:

_ألف مبروك يا آنسة يمنى، لحقوا يارا.

أول ما سمعت كلامي لفت وشها ناحيتي بسرعة و نطقت بعدم تصديق:

_ب..بجد؟!

_أيوا بجد، متتخيليش أنا مبسوط ليكي قد ايه..

اتكلمت و أنا بش*دها من دراعها و بحضنها و هي من الصد*مة مقاو*متش، في الحقيقة...أنا متأكد إنها مكانتش لحقت تستوعب حتى.

و وسط دهشتها و انصد*ام أيوب همست في ودنها قبل ما أبعد:

_مش هقول حاجة و انتي اعملي نفسك هبلة.

بصتلي باستغراب في البداية بس أول ما أخدت بالها من أيوب بدأت تر*تبك و أنا تأو*هت داخلياً من غبا*ئها، كان باين جداً إنها عاملة حاجة و مخبية.

اتكلم أيوب بعد ما منحنا احنا الاتنين نظرة ش*ك:

_آنسة يمنى هطرح عليكي شوية أسألة و يا ريت تتعاوني معايا.

_بس أنا عايزة أشوف بنتي الأول.

_هتشوفيها بعد ما تجاوبي على أسئلتي.

اتدخلت في الكلام:

_احنا مش عايزينك تتو*تري خالص، اهدي و احكيلنا اللي حصل بكل صراحة...

لف أيوب ناحيتي و بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يتكلم بحزم و هو بيشاور ناحية الباب:

_قصدك هتحكيلي أنا، انت...برا!

______________________

واقف برا الأوضة عمال ألف شمال و يمين بق*لق بعد ما أيوب طر*دني من جوا، ضر*بت راسي و تنهدت للمرة الألف، بسبب حضني ليمنى أيوب بقى عنده دليل قوي إني أعرفها و قدر يبعدني، بس للأسف دي كانت الطريقة الوحيدة عشان أقولها، لو مكنتش عملت كدا يمنى كانت هتعتر*ف على نفسها....بصراحة لسه مش متأكد إذا كانت هتعتر*ف و لا لا بس بتمنى من كل قلبي إنها تكون فهمت اللي قولته و تثق فيا.

عدت حوالي نص ساعة على وجودهم جوا و لسه مفيش خبر، بدأت أتر*حم على نفسي مقدماً من اللي هيحصل فيا، فجأة شفت نفس الممرضة جاية ناحيتي بسرعة و بتتكلم:

_البنت فاقت.

بصيت ناحية الباب اللي كان لسه مقفول و اتكلمت:

_طيب أنا جاي أشوفها.

_و والدتها؟ مش هتيجي تشوفها هي كمان؟ كانت قلقا*نة عليها خالص.

_هتيجي بعد ما تخلص مع الظا*بط جوا.

هزت راسها بالموافقة و أخدتني لأوضة يارا.

خبطت قبل ما أفتح باب الأوضة بهدوء عشان أشوف يارا نايمة على السرير بت*عب و في دراعاتها الصغيرة متع*لقة إ*بر محا*ليل.

أول ما حست بحركتي في الأوضة فتحت عينيها و بصت ناحيتي بحماس لكن لما اكتشفت إني مش يمنى كشرت و سألتني:

_عمو، فين ماما؟ ليه مجاتش معاك؟

_ماما قالتلي أقولك إنها حالاً تيجي.

كت*فت ايديها و قعدت على السرير قبل ما تتكلم بضي*ق:

_يبقى ماما مع الرا*جل الشر*ير و مش هتيجي.

استغربت كلامها، رحت قعدت جمبها و سألتها بهدوء:

_يارا، مين الراجل الشر*ير؟

_ بابا!

بالرفم من إنه كان عندي شبه خلفية عن سبب قولها عنه كدا سألتها:

_و ليه بتقولي على بابا شر*ير؟

_عشان أنا بكر*هه لأنه دايماً بيضر*ب ماما و بيخليها تقعد تصر*خ كتي...

قبل ما تكمل حطت يدها على بوقها بسرعة فاستغربت فعلها.

_مالك؟ ماما قالتلك متحكيش لحد؟

هزت راسها يمين و شمال بنفي.

_اومال ليه مش عايزة تكملي؟

_ماما متعرفش أني مش بسمع كلامها و مش بحط يدي على وداني زي ما بتطلب مني.

همهمت بتفهم و هي بصيتلي و اتكلمت ببرائة:

_عمو، متقولش لماما عشان متز*علش مني.

كنت هستفسر منها أكتر بس افتكرت سبب وجودي و إنه مفيش قدامي وقت كبير فاست*غليت الفرصة و اتكلمت بسرعة:

_يارا يا حبيبتي بصي..مش هقول لماما إنك مش بتسمعي كلامها لو عملتي اللي هقولك عليه دلوقتي اتفقنا؟

____________________

_همم، بس أنا برضو مش مقتنع، ازاي يعني البنت هتلاقي حبة س*م خطي*رة زي دي على الأرض في مكان عام زي كدا؟

قلبت عيني بملل و اتكلمت و أنا بحاول أدعي الهدوء و الثبات:

_قولتلك ممكن تكون لقيتها على الأرض أنا معرفش جابتها منين.

_يعني آخر كلام إنك كنتي سايباها بتلعب و فجأة لقيتي العيال اتلموا على البنت بعد ما أغم*ى عليها؟ متأكدة إن دا اللي حصل؟

_أيوا، مش فاهمة ليه بتحاول تته*مني بإني السبب! الأطفال طبيعي لما بيلاقوا حاجة تشد إعجابهم بيحطوها في بوقهم، أكيد...أكيد مش هحاول أمو*ت بنتي يعني.

قولت آخر جملة بصوت واطي من غير ما أبص في عينه و أنا حاسة بتأ*نيب ضمير.

_أنا مش بته*مك بس كل حاجة بقت واردة في الزمن اللي احنا فيه دا.

_لا، انت معا*ند فيا من لحظة ما شفتني في القس*م!

كتف*ت يدي و اتكلمت و أنا بشاور عليه بعص*بية و هو اتأوه بملل قبل ما يرد :

_قولتلك قبل كدا يا أستاذة يمنى و هقولها تاني...أنا معنديش مصلحة في إني أأذ*يكي، أنا بنفذ شغلي و بس. 

_والله! البنت كانت ساعتها مبسوطة و قاعدة بتاكل شوكولاتة و واضح جدا إنها بتلعب مش أكتر، قولي بالله عليك دا كان منظر واحدة مخطو*فة؟!

اتكلمت و أنا بحاول أصرف انتباهه عن الموضوع الرئيسي بس منفعش لأنه رد بكل بساطة:

_أيا كان، اللي حصل حصل و خلصنا...

_طيب، إذا كنت خلصت يا ريت تسمحلي أروح أشوف بنتي.

_تمام، اتفضلي...

اتكلم بهدوء و هو بيفتحلي الباب و قبل ما أعدي وقف قدامي و كمل:

_بعد ما تقوليلي ايه علاقتك بأدهم.

مش عارفة ليه افتكرت لحظة ما أدهم مسح الأكل من على بوقي بصباعه و بعدين لحسه، حسيت بوشي بيس*خن و بصيت في الأرض و أنا برد:

_م..مليش علاقة بيه.

همهم بعدم اقتناع و في اللحظة اللي فكرته صدقني فيها اتفاجئت بيه بيسحبني و بيحا*صرني بين جسمه و الحيط و إيديه على الجنبين عشان يمن*عني أهر*ب قبل ما يتكلم:

_و لما انتي ملكيش علاقة بيه ليه جري عليكي و حضنك؟

حسيت بالسخو*نة بتزداد في وشي أكتر و رديت:

_م..معرفش، اسأله ليه عمل كدا، هو كان في المستشفى قبلك و كان بيحاول يهد*يني ل..لكن....

قاطعني و هو بيرفع وشي لفوق بيده بحدة:

_متكد*بيش، ردة فعلك بتقول إن اللي بينكم أكبر من مجرد لقاء عابر في المستشفى.

بلعت ريقي بصعوبة و أنا ببادله التحد*يق في عينيه السودا الحادة.

_أنا..أنا مش بكد*ب.

سابني و بعد و هو لسه بيبصلي بش*ك و اتكلم:

_اسمعي...أحسنلك ميبقاش ليكي علاقة بأدهم عشان أياً كان اللي بتحاولوا تعملوه هكشفكم انتوا الاتنين و هخليكم تند*موا فاهمة؟!

هزيت راسي بالموافقة بخو*ف قبل ما أطلع برا الأوضة بسرعة و أسيبه.

مشيت ناحية أوضة الطو*ارئ بس ملقتش يارا هناك و الممرضات قالوا إنهم نقلوها أوضة تاني بعد ما فاقت، في اللحظة اللي لفيت فيها عشان أرجع اتخبطت في جسم كبير و صلب ، رفعت وشي لفوق براحة و اتفاجئت لما لقيت الظابط أيوب واقف بيبصلي.

بعدت عنه و اتكلمت بعص*بية و ق*لق:

_انت...انت ماشي ورايا ليه؟ 

رد بدون مبالاة:

_محتاج أسأل بنتك شوية أسألة هي كمان عشان أطمن إن مفيش حد حاول يئذ*يها و لا حاجة.

اتكلم و هو بيبصلي بطرف عينه و كأنه بيلمح بالكلام إني الشخص المقصود.

ابتلعت بخو*ف، لو يارا قالت إنها لقيت البرشا*مة في السل*سلة هروح في دا*هية.

_ب..بس يارا أكيد لسه تعبا*نة و مش هتقدر تجاوبك.

_متقلقيش عليها، هم سؤالين و همشي علطول.

رد بإصرار و أنا استس*لمت لمصير*ي.

____________________

أول ما شفت يارا قاعدة على السرير جريت ناحيتها، حضنتها جامد و قعدت أ*بكي و هي كانت مستغربة أنا بب*كي ليه قبل ما يقاطعنا الظابط أيوب...اتكلم و هو بيقرب منا و بيشد*ني براحة من يدي عشان أقوم:

_أستاذة يمنى، سيبيني أخلص شغلي لو سمحت و بعدين تقدري تقعدي معاها براحتك.

عيا*طي زاد أكتر بعد ما فكرت إنها آخر مرة هقد*ر أشو*فها فيها و إنهم هيا*خدوها مني و يحبسو*ني.

الظا*بط طلع منديل من جيبه و ناولهوني و هو بيتكلم:

_متخافيش مش هاخد وقت، روحي اغسلي وشك في الحمام على ما أخلص.

هزيت راسي بالموافقة و أنا ببوسها على راسها جامد و كأني بودعها لآخر مرة، اتحركت ناحية الحمام اللي كان في الأوضة و أول ما دخلت جوا قل*عت الخمار و حطيته على كتفي عشان أقدر أغسل وشي من غير ما يتبل.

شغلت الحنفية و غسلت وشي و في اللحظة اللي رفعت فيها راسي عشان أبص في المراية اتفاجئت بانعكاس شخص غر*يب ورايا مقدرتش أشوف ملامحه كويس بسبب الإضائة الخفيفة.

فتحت بوقي و قبل ما أصر*خ الشخص الغر*يب جه من ورايا و غ*طى بوقي بيده بسرعة قبل ما يهمس في ودني:

_ش ش ش، أنا أدهم.

_______________


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×