رواية الدنجوان كامله جميع الفصول بقلم ديدا رمضان
في شقة في أحدى المناطق الراقية
نهض ذلك الشاب الوسيم صاحب العيون الزرقاء من جوار تلك الفتاة العاهرة ودلف إلي المرحاض أخذ شاور وخرج بعد وقت وهو يجفف خصلاته بمنشفة صغيرة بيدة ويضع واحدة ثانية حول خصرة... أرتدى ملابسه وصفف خصلاته ووضع عطرة المفضل ونظر إلي تلك التي لا تزال نائمة...
الشاب بصوت عالي:اي يامُزة أنتي موتي ولا ايه
لارد مازالت نائمة
الشاب وهو يقترب منها: يخربيت امك قومي هتأخر... أنتي يا حاجة قومي مش بيت ابوكي هو...
فتحت الفتاة عينيها وقالت بكسل وهي تفرد ذراعيها: اي يا بيبي في أي
ريان: أبداً ياقلبي أسف لو أزعجتك بس عايز أغور علي الشغل
الفتاة بتذمر: بدري كده
ريان: يابنتي هو أحنا زيكوا يا بتوع الليل وأخره...
أحاطت الفتاة عنقه بذراعيها وقالت بدلع: وماله بقى الليل وأخره ياسي ريان
ضغط ريان علي شفتيه وقال: يابت كدا غلط أنا عندي شغل وأنتي كده بتجريني للرزيله وهتخليني أعمل حاجات ااااه هموت وأعملها...
الفتاة بدلع: طب ماتعمل هو حد منعك..
ريان بنفاذ صبر: يابنت الجاموسه أفهمي أنا عندي شغل وحماية وطن وهم مايتلم ولو قعدت جنبك أكتر من كده هـــ..
قاطع حديثه رنين هاتفه برقم صديقه المقرب وزميله في العمل خالد
ريان وهو ممسك بالهاتف: أهو شوفتي مادام أصطبحت بخلقت أمك دي والبغل دا اتصل يبقى الحرب قامت... أي يا وش المصايب عايز ايه..
خالد بتريقة: أيه اللي اخرك دا كله يا دنجوان هي السهرة كانت صباحي ولا البت كانت شديدة...
ريان: عيب عليك يلا دا أنا الدنجوان اللي مفيش واحدة تقدر عليه بس قولي متصل ليه أكيد موحشتكش..
خالد: وحش لما يلهفك.. دااا
قاطعه ريان بنبرة صوت أنثويه: أخص عليك يا لودي يهون عليك رينو حبيبك يلهفه وحش
خالد بنفاذ صبر: اللهم طولك ياروح... ريان ركز معايا سيادة اللواء قالب عليك الدنيا ومن ساعة ما جه سأل عليك يجي خمس عشر مرات كده مش عارف... بس شكل في مصيبة حصلت...
ريان: أشطااا... سلام أنت همشي المُزه دي وأجيلك... (وبعد ما قفل) قومي يابوز الأخص مش أصطبحت بوشك يبقى هترفد النهارده قومي
قال كلمته الأخيرة بحده فهبت الفتاة بخوف وأخذت ملابسها ودلفت إلي المرحاض...
ريان: الحمشنه حلوة مفيش كلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أحدى المناطق الشعبية..
خرجت تلك الجميلة صاحبة العيون الزرقاء والشعر الأسود من غرفتها وهي ترتدي فستان باللون الأخضر به رسومات لبعض الورود وحجاب باللون الأبيض... فوجدت والدتها جالسة تنتظرها علي طاولة الأفطار...
يُسر بابتسامة: صباح الخير والسعادة والعافية علي أحلي أم في الدنيا ايه الحلاوة دي هي الناس بتكبر بتحلو ولا ايه
والدتها بضحك: ههههههههههههه... يابت يا بكاشة بطلي بكش...
يُسر: لا والله مابكش أنا بقول الحقيقة أنتي محلوه النهارده كدا ليه؟!!... أوعي تقولي جايلك عريس لا ازعل وأجيب ناس تزعل بقى بتحبي من ورايا أنا ربيتك علي كده
ضحكت والدتها بقوة: هههههههههههه... عريس مرة واحدة ههههههه... يخرب عقلك يا يُسر أكتر ما هو خربان هههه.. أقعدي يالا كلي عشان تتكلي علي أكل عيشك...
جلست يُسر وبدأت تتناول فطورها هي ووالدتها وسط جو من المرح الذي تضيفه يُسر لتنسا هي ووالداتها همومهم... لكن قاطعهم دق الباب..
مديحه والدة يُسر: كملي أنتي يا حبيبتي أكلك وأنا هفتح
نهضت يُسر قائلة: عيب عليكي يا ديحه بقى أنا أبقى موجوده وأسيبك أنتي تفتحي
ذهبت يُسر وفتحت الباب وعبست بوجهها ما أن رأت الطارق...
يُسر بعبوس: ازيك يا ام جميل عامله أي
أم جميل وهي متجهه للداخل دون أن يأذن لها أحد: كويسة يا حبيبتي انتي عامله اى
يُسر بهمس: كنت كويسة قبل ما أشوف خلقتك...
أم جميل وهي تجلس بجوار مديحه: بتقولي ايه؟!
يُسر بابتسامة مصطنعه: بقولك كويسة يا ام جميل
مديحه بتغيير للموضوع فهي تعلم أن أبنتها لا تحب هذه السيدة: أزيك يا ام جميل عامله أي وعيالك عاملين ايه بقالك مدة مختفية يعني ومحدش بيشوفك...
أم جميل: أبداً ياختي مشاغل... ما أنتي عارفة العيال وقرفهم ربنا يتوب علينا منهم...
مديحه بعتاب: أخص عليكي يا أم جميل حد يقول كده بردو دا بدل ما تحمدي ربنا علي النعمة اللي عطهالك.... دا غيرك ياختي بيتمنى ضفر عيل
أم جميل بتبرير: أنتي فهمتي ايه بس أنا مقصدش حاجة أنا أقصد بس ربنا يكرمهم ويكبروا ويتجوزو ويشيلوا بقى هما هم نفسهم... وأنا بقى النهارده جايبه ليُسر عريس أنما ايه فُله
كانت يُسر أثناء حديثهم تتناول فطورها بعدم أهتمام لكن حين قالت أم جميل هذا الكلام تركت الطعام ونهضت: اااه جينا بقى للكلام اللي أنا مبحبوش ريحي نفسك يا أم جميل أنا مش بتاعت جواز ولا هتجوز
أم جميل باستنكار: ليه ياختي معيوبه ولا معيوبه دا أنتي تقولي للقمر قوم أنا أقعد مكانك وألف من يتمناكي
يُسر: ياستي تشكري بس أنا مش عايزة أتجوز أنا مرتاحه كدا
أم جميل: يابت شوفي بس العريس الأول وأنا متأكدة هتوافقي دا جزار قد الدنيا وبيلعب بالفلوس لعب
يُسر بضيق: ربنا يباركله ويزيده كمان وكمان ويرزقه ببنت الحلال اللي تستاهله بس أكيد مش أنا... سلام يا ماما ومتنسيش تاخدي دواكي
خرجت يُسر من منزلها وهي تلعن أم جميل التي لا تمل من أحضار عرسان لها وهي دوماً ترفض فأمها ليس لها غيرها في هذه الحياة وهي لا تعلم هل سيتقبل زوجها هذا وجود والداتها معها أم سيرفض وهي غير مستعده للتخلي عن والدتها أبداً فهي مريضة بمرض السكر ولا تستطيع العيش بمفردها... وصلت يُسر إلي المشفى التي تعمل بها كــ ممرضه وبدأت بممارسة عملها....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في إدارة مكافحة المخدرات
هبط ريان من سيارته ودلف إلي الأدارة وأتجه مباشرةً إلي مكتب اللواء...
ريان وهو يقدم التحية العسكرية: صباح الخير يافندم...
اللواء: صباح النور يا سي ريان ما لسه بدري يا بيه... روح كمل سهرتك ومش مهم أحنا... نولع عادي...
ريان بخفوت: الله يحرقك يا خالد الكلب فضحتني... (وأكمل بصوت عالي)سهرة ايه بس يا فندم دا أنا حتى تعبان من أمبارح وعندي برد مدمرني...
وبدأ بتمثيل التعب والعطس...
اللواء: أممممم... ماشي ياريان هعمل نفسي مصدقك خلينا بقى في المهم
ريان بتعب مصطنع: أؤمرني يا فندم
اللواء: عرفنا من مصادرنا الخاصة أن سالم ناوي يستلم شحنة مخدرات جديدة النهارده... الساعة ٣ الفجر علي الطريق الصحراوي وأنت طبعاً عارف أنك لازم تبقى أنت وفريقك هناك
ريان بجدية: تمام يافندم... أي أوامر تانية..
اللواء: لا... بس خلي بالك لأحسن واحدة من عطسات البرد تتصل عليك ولا حاجة وتنسى المهمه أنت عارف بنجهز للمهمه دي بقالنا قد ايه
ريان: والله يا باشا ظالمني وفاهمني غلط دا اللي كانت معايا دي الممرضه كانت بتطمن عليا
اللواء: اه ما انا واخد بالي وواضح من تاخيرك انها اطمنت بضمير...
ريان: يعني مش أوي... هي كانت ضعيفه حبتين...
اللواء: ماهي لازم تبقى ضعيفه وهي هتروح فين في الدنجوان
ريان: طب أتكل أنا بقى عشان نبدأ نحضر الخطة
اللواء: أتفضل..
قدم ريان التحية العسكرية وخرج متجهاً إلي مكتب صديقه خالد... وكعادته دخل دون أستأذان..
خالد: يا مصبر الوحش علي الجحش.. أنا مش قايلك ميت مره تخبط قبل ماتدخل...
تجاهل ريان حديثه وتقدم منه وامسكه من تلابيب قميصه وسدد له لكمة قوية سقط علي أثرها خالد أرضاً...