![]() |
اسكريبت فستان الهنا كامل بقلم الست نور
- البسي الفُستان وقابليني عند الباب الخلفي!
- ليكون هتخطفني!
- ليكون عندك مانع!
- لأ أبدًااا.
طول عمري أحلم بالمغامرة بس لأول مرة أعيشها، جريت جري على أوضتي كان فيه فستان ليدي محتشم وهذا أرق وصف ليه لو تعلمون ...
بـ حركة سريعة كنت غيرت فستان الفرح ولبست أجمل فستان شافته عيني وسبت لشعري الحرية ينسدل على ضهري وكأن شعري لأول مرة بيتنفس ...
-بيتنفس زي صاحبته كده-
- هو فيه واحدة هتتخطف تلبس كعب؟
قال جملته هو ومديني ضهره بعد ما سمع صوت تكات الهيلز بتاعتي على السلم، قبل ما يلف ليا وهو بيبتسم فتختفي ابتسامته ويحل محلها انبهار إعجاب ذهول ... مشاعر كتير مختلطة وصفتها عيونه والعيون لا تكذب لو تعلمون يعني.
- فاق الخيال!
- للأجمل ولا ...
- بدون ولا ... للأجمل والأرق والأنعم طبعًا
- مهو ذوقك.
- الفستان كان قيمته صفر لحد ما لبستيه، بقى أغلى وأقيم.
- يعني أنا ضفتله قيمة؟
كان سؤال بيفتح مجال أسمع أحن طرب وأجمل كلمات تتوق ليها الست مننا -ما بال لو من راجل هو حلالي وكل كلمة منه قادرة تحييني-
- فستان جميل بقى أجمل لما لبستيه، عيون بتلمع زي النجوم وشعر حريري بمثابة التاج اللي بيزين راس أي ست، قدامي دلوقتي أميرة منتصف الليل اللي لو اتحطت بمقارنة مع ستات جيلها لـ رجحت كفتها لأنها متتحطش في مقارنة وإذا اتحطت فيها تفوز بجدارة، إزاي قادرة تخطفيني كده بأي طلة منك؟
بـ خجل أُنثوي رقيق ابتسمت لكلماته وسألته في محاولة الهرب من الغزل لأن بنت رقيقة زيي أبعد ما يكون عن مشاعر الحُب، هو الزوج اللي اخترته بعقلي -لدينه وخُلقه- والنهاردة لتاني مرة أطل عليه الطل بعد طلة فستان الفرح، ومنتظرش وقرر يصارحني بـ سر:
- هنروح فين؟
- واثقة فيا؟
- لو مكنتش بثق فيك مكنتش هتلاقيني هنا وفي وقت زي ده بدل ما أكون في بيتنا أنا وأنت بفستان الفرح.
- خلاص يبقى متسأليش.
- مسألش؟
- متسأليش.
- أبدًا؟
- أبدًا.
- حتى لو ...
- حتى لو.
مد ليا إيديه فـ حطيت كف إيدي وسطهم وهو بقى يرجع بضهره وأنا ماشية على خطواته لحد ما وصل لسور بيتنا اللي كان في آخر الجنينة من ورا ومرة واحدة لف ضهره بعد ما ساب إيدي ونطق بكلمات:
"يا حارس الحُب والمُحبين أدخلني لمملكة الغرام والمَغرومين"
- وماذا عنها؟
- تبحث عن قلبها.
- وأنت معاها؟
- وأنا معها.
- آمل لكِ أن تَعثري عن الحُب وإلا ...
- وإلا؟
- لن تعودي مرة ثانية.
أنا جسمي تلج لمجرد سماع الصوت وإن فيه باب من وراه صوت بيتكلم على عكسه هو كأنها مش أول مرة بل ومتعود، بَصيتله بتردد بس تقريبًا كان هو أخد القرار ورجع مَدلي إيده بس المرة دي سحبني بكل قوة ...
أو بمعنى آخر هو اتسحب وأنا اتسحبت وراه لأن إيديّا كانت لسة في إيديه ... ويظهر من اللحظة دي مش بس إيدينا اللي ارتبطوا ببعض، لكن كمان أقدارنا.
- نور! اصحي وفوقي.
- أهاا يا دماغي.
- حاسة بأي؟
- مش عارفة بس حاسة نفسي تايهة، هو إحنا فين؟
- إحنا في مملكة الغرام والمَغرومين"
في اللحظة دي عينيا تاهت في المكان وكأني في جنة الله على أرضه، كل حاجة هنا باللون الأبيض ورود كتير ومنازل مُحاطة بالورود وبنات جميلة لابسين فساتين منفوشة لونها أبيض وشعرهم متزين بالورد، رجالة لابسة بدل لونها أسود وفي جيب البدلة وردة بيضا، روائح عطور تجنن عمري ما شميتها، حتى الشمس كأنها بتضحك والجو ريحته ... ريحته غريبة ريحة كلها حب ودفا، وكأني في عالم غير العالم وزمان غير الزمان.
- أي ده؟
- مش قولتلك متسأليش!
- عندك حق هنا الحياة متتسألش تتعاش وبس.
- يلا بينا.
- هنروح فين؟
- هخليكِ تستكشفي المكان.
- وفُستاني؟
- ماله؟
- مش مُلفت؟
- لأجل تكوني مختلفة عن البنات اللي هنا.
- بس كده هحس بغُربة.
- أنا معاكِ.
مشيت وراه مسلوبة الإرادة، بس الغريبة إن هنا محدش مركز مع حد، محدش بيعير التاني اهتمام كل اهتمامهم للشخص اللي معاهم وبس، عيونهم مش بتفارق عيون مُحبيهم وهنا أتذكر قول الشاعر على حد وصفه بأن "العيــون نواطــق"
- اكتبي رسالة.
- لمين؟
- لـ حبيب.
- حتى لو مش موجود؟
- حتى لو لسة مبقاش موجود.
- هي تفرق؟
- تفرق في التوقيت.
- بمعنى؟
- مش قولنا منسألش؟
مسكت ورقة نبات ناعمة الملمس طيبة الرائحة وشكلها شكل وردة ورقها عريض ينفع يتحفر عليه، وأهم صفاتها أنها بتصون رسايل المُحبين وتضمها بداخلها.
"إلى الحبيب الأول والأخير، إلى الراجل الذي طال انتظاري له، أُخبرك في سطور عن مدى شوقي لـ لِقائك هل أنت الخير كله أم أن صُحبة زوجي هي الخير لي ولعل الحُب يكمن في الخير؟
أخبرني إن شئت ولمّح لي إن استطعت، أتمنى أن لا أخرج من "مملكة الغرام والمَغرومين" إلا وبيدي حبيبي ولا أخرج بالحال الذي دخلت به"
- كتبتي؟
- أها وأنت؟
- كتبت.
- ينفع توريني؟
- هبقى أقرأهالك قبل ما نخرج من هنا.
- طب ودلوقتي هنروح فين؟
- شششـ متسأليش تعالي معايا ...
شدني من وسطي وركبني على خيل أبيض وهو ورايا ماسك سرج الحصان وبدأ يجري ميوقفش وأنا حسيت نفسي فراشة مش على الأرض شعري بيطير وفستاني الهواء بينفشه وقتها هو شجعني أفرد جناحاتي ـإيديّا الاتنينـ فـ رميت راسي على صدره وفردت إيديًا بستقبل الهواء اللي ريحته ريحة ورد الياسمين العطرة والفواحة.
بحركة سريعة منه قطف وردة وحطها في شعري وهو بيقول:
- كده أحلى.
- أنت كده معجب بالوردة مش بتحبها.
ضم حواجبه بتساؤل وهو بيشاركني نظراته وهدّى من حركة الحصان فـ كملت بتوضيح:
- قاطف الوردة مُعجبٌ بها أما المُحب هو من يسقيها ويُراعيها.
شدد على وسطي بـ تملك:
- غلطت لما قطفت وردة بس عمري ما هغلط في أهم وردة بين إيديّا وأفكر أضيعها.
- ليه بتحبها؟
- لأ هسقيها..
ملاوع والملاوعة مش وحشة بالعكس هتداري مهما تداري مسيرك يا خيال تقع بـ لسانك.
- نزلني.
- انزلي.
- هنزل إزاي؟
- جربي.
- ولو وقعت؟
- هسندك ياجميل.
- يولاا يا زعيم!
ضحك وهو بيحاوطني من وسطي وبينزلني من على ضهر الحصان وبياخد إيدي في إيديه ويتمشى بيا لحقل واسع من الورود في نصه ترابيزاة عليها أكل لينا.
- ده بجد ولا أنا بحلم؟
- هو فيه حلم بالجمال ده؟
- عندك حق ده أجمل مما كنت أتخيل ...
الشمس غابت والورود اللي في الحقول بدأت تُنير عتمة الليل وصوت من بعيد بينشد بكلمات عاشق ولهان ويغني وفجأة الصوت بدأ يعلى أكتر وأكتر ...
- واخدني ورايح على فين؟
- لينا رقصة سوا.
مشيت وراه لحد ما عدينا الحقول دي وظهر استيدج واسع مُحاط بالورود والإضاءات الواسعة وكل اتنين عُشاق بيرقصوا سوا، لقيته بيبصلي بمغزى وبيمدلي إيده:
- تسمحيلي؟
- أسمحلك أوي.
- تعرفي إني لأول مرة يتسمحلي بالرقصة دي؟
- ليه؟
- لأن كان شرطها يكون معايا بنت جميلة ذات قوام ممشوق وعيون ساحرة تسحرني وتجيبني لحد هنا.
- ولقيت البنت دي؟
- أول ما شوفتها كان في جنينة بتسقي الزرع وبتغني ليه وكأنها بتسقيه حُب وحنية مش مياه أبدًا..
رجعت بالذاكرة ليوم ما كنت بسقي الزرع في الكلية في وقت البريك لأن ماليش صحاب أقعد معاهم والوقت يمرّ وإحنا بنتونس ببعض فأخدت ليا الورد أنيس وصديق.
- أنت عارف إنها كانت بتسقيه حُب لأنها كانت بتدور على حد تُصب عليه الحُب صبًا بس ملقيتش!
- وبعدين؟
- حفظت قلبها لصاحب النصيب.
- يا بخت راعي النصيب بقلبها.
قال جملته بشغف وحماس وهو بيلفني وبيبقى ضهري مُلاصق لـ قلبه وفجأة بيرفعني مع الأغنية وبيلف ويدور بيا وبعدها ينزلني ببطئ ومعاها نبضات قلبي بترجع تهدأ فبيلفني وأنا وشي مواجه ليه:
- يحقلي أسأل؟
- اسألي.
- كتبت أي في قلب الوردة؟
- قولتلها يا صديقة الورود: لي من النساء وردة قلبها ناصع البياض كـ حال قلوبكن، انثري بذورك على قلبها لتحن لي فأكُن راعي النصيب لها والفائز بقلبها.
فردنا ضهرنا على الأرض سوا في حقل ورود قريب من المسرح بعد ما خلصت رقصتنا ولسة صوت الأغاني واصلنا وإحنا رافعين عيوننا للسماء الواسعة.
- سرحانة في أي؟
مملكة الغرام والمَغرومين كـ حال كل سُكانها تضم فقط العاشقين، فقررت أن أبوح بما انتظره مني حينما شاركني سره:
- تمنيت زوجًا أصب عليه الحُب صبًا فـ حفظ الله قلبي؛ لأن الله هو خير حافظٍ لقلوبنا فما كان منه -جلّ في سماه وعُلاه- إلا أن اُستجيب لدعوايّ ولكن على قدر كرمه وكرمه واسع فتقبل دعوتي مني لأهنأ بـ زوجٍ يصب هو الحب عليّ صبًا.
لبسني سلسلة عليها ختم المملكة وفيها نُص قلب فاضي بجانب نص القلب التاني اللي فيه صورته.
- النص التاني فاضي ليه؟
- القمر اكتمل في اللحظة الموعودة بصي كده للسلسلة تاني.
فجأة صورتي اترسمت في النص الفاضي علشان يختم هو ويقول:
- جيت المملكة مع بابا وماما وأنا صغير ووافقوا يدخلوني لأني نتاج ثمرة حب خالصة بدون تزييف ولا كذب، بس من بعدها لما بقيت شاب مكنش مسموحلي أدخل غير وأنا في إيدي بنت اختارها قلبي.
- - طب وليه وافقوا يدخلوني وأنا كنت لسة مكتشفتش مشاعري ناحيتك؟
- لأن الحُب بذرة اتنثرت بداخلي الأول وحُراس المملكة كانوا على علم بإن الحُب مُعدي ومسير قلبك يحن ليا يا جميل.
- وفي الحقيقة أنا حنيت.
ضحكنا وكنا خلاص هنرجع لبيتنا بعد يوم جميل لأول مرة أعيش في حياتي يوم بـ بالإحساس والجمال ده وكفيل أعيش على ذكراه عُمري كله.
- يا حارس الحُب والمُحبين أخرجنا من مملكة الغرام والمَغرومين.
- هل خرجتي بالحال الذي دخلتي به يا مَحبوبة؟
- بـ إيدي حبيبي وأنا بخرج بحال غير الذي دخلت به
بنبرة حنونة حكيمة كُلها حُب ودفا قالنا الحارس توصية نخرج بيها من المملكة لعالمنا الحقيقي:
"أوصيكما ببعضكما خيرًا وفي ملحمة الحياة والضغوطات والصراعات لا تنسيا حُبكما، فـ في كل مكان وزمان يمكنكما إيجاد الحُب فقط عندما تبحثان عنه واعلموا أن الحُب ثوبٌ أبيض لا يُدنسه سوى الكراهية"💗
#الست_نور