![]() |
اسكريبت حبيبي الاول والاخير كامل بقلم الست نور
- دي المرة الكام اللي تتقدم فيها لبنت؟
- السابعة.
- ولحد الآن ملقتش اللي تكمل معاها؟
- طباعهم غير طباعي، أو بمعنى أصح طباعهم كستات فـ طبعي كراجل ميقدرش يتوافق معاها وممكن يعديها بكل سهولة.
- وأنا طبعي بقى اللي دونًا عن كل دول هيناسبك؟
- وليه لأ؟
- عندك حق ليه لأ!
في يوم حلمت حلم غريب خلاني أصحى فجأة أقرر إني هقابل عرسان الصالونات عادي ومش هنتظر الفارس المغوار أبو حصان أبيض، ولو هتسألني عن السبب هقولك حلم واحد بس كفيل يغيّر حاجات كتير وأولها إني وافقت أقابل أول عريس يدق بابي.
- فينك؟
- نايمة.
- طب بقولك افتحي واتساب بعتلك صور بِدل اختاري معايا بدلة.
- لفرح أخوك؟
- أها بسرعة أنا في المحل.
- حاضر.
قررنا نجرب ... بمنتهى الجنان فعلًا أخدنا قرار التجربة والخطوبة ما هي إلا كشف طباع بعض وهل هنقدر نتقبلها ولا لأ، بقيت بساعده في اختيار ألوانه فبالتالي بقى مهتم بدراستي ومواعيد حضوري في الكلية لأجل يلاقي نقطة يظهر اهتمامه بيا وبمستقبلي.
- وصلتي فين؟
- متحركتش ولا هتحرك في يومي اللي مطلعتلوش شمس ده.
- ليه كده حصل أي؟
- مش لاقية أي زفـ ـت مواصلات والامتحان هيضيع عليا وأنا هاين عليا ألف وأرجع بدل حرقة الأعصاب دي.
- طب خليكِ عندك أنا جاي.
لقيته مكملش ربع ساعة وجه بعربية باباه وقالي يلا اركبي وأخدني للامتحان بتاعي.
- فين دبلتك؟
- دبلتي! تقريبًا في الشنطة قلعتها لما كنت بتوضى ونسيت ألبسها.
- طب البسيها ومتقلعهاش من إيدك تاني غير لما أموت.
- بعد الشر عليك مكبر الموضوع ليه كده؟
- دبلتك في إيدك يعني أنا في حياتك، إيدك فاضية يعني حياتك فيها مجال لشخص غريب يدخلها ويدي نفسه الحق يفكر فيكِ.
بمنتهى الهدوء طلعت دبلتي ومَديتله إيدي بيها:
- لبسهالي.
- بس كده عيوني.
- لأجل عينك تكرم ألف عين ولا إني أشوفك زعلان.
رضا غريب بنتسارع نرضي بيه بعضنا البعض، لما هو يتعصب أنا أرخي ولما أنا أخرج عن شعوري هو يحتوي ضيقي وخنقتي.
- فطرتي؟
- لأ مانت عارف.
- خلاص هجيبلك أكل وكُلي بعد ما تخلصي.
هو عارف إني مباكلش قبل الامتحان وبطني بتبقى مكركبة من التوتر والضغط اللي أنا فيه، والجميل إنه مبيحاولش يغيرلي طباعي بل بيتعايش معاها وبيتقبلها بصدر رحب.
- خليها مفاجأة.
- قوليلي اللون بس علشان أطقم معاكِ الكرافتة.
- مانا اخترتلك حاجة مناسبة متقلقش.
- على ضمانتك يعني؟
غمزتله:
- عيب عليك عمري قولتلك كلمة وخلفت بيها؟
- لأ الحقيقة.
- خلاص يبقى ثق فيا.
- أمان يعني؟
- أمان أوي أوي.
فرح أخوه جه وجه اليوم اللي عيلته كلها متلهفين يشوفوني فيه مش لحبهم فيا بل لحبهم لإبراهيم، ولأننا معملناش خطوبة كبيرة واكتفينا بتلبيس شبكة بين الأهل فمحدش حضر ولا شافنا سوا ولا يعرف مين سعيدة الحظ اللي فازت في النهاية بـ ابنهم الخلوق المحترم اللي كل ست منهم تتمناه لبنتها زوج متفهم ومسئول.
- أنا مستنيكِ برا متتأخريش
- وسايب أخوك؟
- ماهو مع عروسته، أنا مستني عروستي أي المشكلة؟
عمره ما حسسني إحساس إني مش الأولى وإنه عاش كل ده مع اللي قبلي واداهم كل حاجة فمبقاش فاضل ليا حتى ولو شوية مشاعر، كان عنده سِعة صدر يديني كل مشاعره وكأن اللي قبلي دول مكانش ليهم مكان عنده فمأخدوش من رصيد حُبه وصب عليا كل ده.
- نورتنا وشرفتنا يا عمي، تعالوا اتفضلوا.
- يزيد فضلك ياحبيبي ومبارك لأخوك عقبال فرحك.
- آمين يارب يسمع من بوقك لباب السماء.
- شوف الواد.
قال جملته وهو بيبصلي وأنا في عالم تاني " الله أي ده نجفة! جميلة النجفة فيها واحد اتنين تلاتة ..." عملت كل حاجة إلا إني أبصله، هو ده يتترجم أي حاجة إلا إنه خجل ده عته بعيد عنكم بس إن جيتوا للحق أنا كنت مكسوفة فعلًا مهو مش بيفوّت فرصة يخجلني فيها.
- تعالي أفرّجك على عيلتي.
- ليه هم ميجوش يسلموا عليا؟
- ممكن أجيبهملك نفر نفر معنديش مشكلة.
- أومال ليه عايزنا نروحلهم؟
- لأنك أعظم انجازاتي فعايز آخدك في أيدي وأقول للناس كلها بصوا بعد الصبر جبر إزاي؟
كان صادق لدرجة استشفيت صدقه بقلبي فعلى أثره عيوني دمعت، محبتش أكسر فرحته وأنزّل طلبه الأرض وقومت معاه بعد ما بابا وماما سمحولي، وهو بدأ يعرفني عليهم واحدة واحدة بالاسم.
- وعلى كده خلاص كده ولا ناوي تغير المرة دي كمان يا إبراهيم؟
عمته حبت تحرجه قدامي بس أنا تهورت وإيدي تجاوزت الحد الفاصل ومسكت في دراعه وطبطبت على مكان قلبه ورديت عليها وأنا ببصله:
- المرة دي غير كل مرة يا طنط، المرة دي بكل المرات اللي فاتت، مش صح يا إبراهيم؟
- أنتِ عمرك قولتي حاجة غلط؟
- لأ.
- يبقى صح.
اوعى الكابل المشطشط ولاا يا ولاااا، من أولها وهنبتديها كده؟ ده يظهر عيلته دول مش هيبقوا عيلتي وبس ده أنا هاخدهم محتوى والعيلة الغيورة رزق، وهنمشيها غيورة لحين إنذار آخر.
- لأ اسمعي بقولك أي أنا دمي حامي شطة مولع.
- يعني أي؟
- يعني بـغير والكلام ده مينفعنيش، فتظبطي حالك كده.
ضحكت بعلو صوتي وهو ضحك على ضحكتي وبصلي نظرة عمري ما أنساها، نظرة كشفتني من جوا بس في آنٍ واحد طمنتني حسستني إنه الحاجة الوحيدة الصح اللي اخترتها برغبتي ونصفتني مخذلتنيش.
- بعد إذنك يا عمي، ممكن آخدها عالمسرح معايا؟
- حتى لو رقص سلو مينفعش يابني ابقى في بيتك اعملوا اللي يريحكم وقتها هي هتبقى مراتك وحلالك.
بابا كلمته سيف ومبيرجعش فيها فلأجل كده إبراهيم سكت، هو كان عايزنا نرقص سلو مع العرسان بس بعد ما سمع كلام بابا اقتنع ماضايقش وحسّ إن ده الطبيعي وبابا عنده حق فقام باس على كتفه وطبطب عليه:
- لو جيت في يوم وزعلت بنتك لاقدر الله أو مقدرتكمش وغلطت زي أي حد بيقع في الغلط اقلع اللي في رجلك واديني بيه.
- ليه يابني كل ده؟
- لأن حضرتك في كل مرة تديني درس بالأدب بدايةً من تسهيلاتك عليا في حاجات كتير في الاتفاق لحد كل مرة قدرتني واعتبرتني ابنك، وكل مرة بتغلي بنتك فوق ماهي غالية فبتزيد غلاوتها في قلبي على غلاوتها، يمكن يكون كلامي من غير مناسبة بس حسيت إني لازم أقولك الكلام ده.
ماما حضنتني لما شافت عيوني بتدمع وإبراهيم بيترمي في حضن بابا ويظهر إن عيلتي الصغيرة مبقتش صغيرة وبابا أصبح ليه ابن مش من صلبه لكن يقدر ياخده ليه عكاز في كبره، ودي ميزة الاختيار الصح فهو مش بيخصك لوحدك ده بيحاول يكسب ودّ أهلك فوق ودّك.
- هتغنيلي يا إبراهيم؟
- وماله.
- بكلمك جد.
- أيوة.
- هتختار أغنية أي؟
- "نصيبي وقسمتي الحلوة ونور عيني"
- واشمعنا؟
- لأن ليا في كلماتها نصيب وقسمة حلوة.
وبالفعل أيام تليها أيام وتلف الشهور والأسابيع ونبقى في نفس المكان بنفس الاستيدج بس باختلاف إحنا العرسان والليلة ليلتنا إحنا فبندور على الأغنية وهو بيغني معاها مع صدق إحساسه في كل كلمة.
- طبعي ناسبك يا إبراهيم؟
- أنا ناسبت طبعك.
- بمعنى؟
- لما بتحب حد بتحبه بكل عيوبه فبتشوف عيوبه مميزات بيختلف بيها عن غيره بتناسب طباعه بكل حب.
- وأنا عيوبي عندك مميزات؟
- سألتيني عن عيوبك ونسيتي تسأليني عن حاجة أهم!
- اللي هي؟
- إذا كنت بحبك ...
- ده سؤال ولا إجابة؟
الإضاءة بَقت warm والأغاني صوتها بقى أهدأ، والمعازيم كأنهم مبقوش موجودين، مش سامعة غير صوت دقات قلبي اللي صوتها بقى أعلى من أجدعها مزمار وطبل بلدي، نفس الحلم بنفسه وشه وهو في البدلة ...
بيوطي على ركبته ويبوس كف إيدي، وبعدها بساعده يقف لأني خجلت من انحناءته ليا ...
فبيقرب ويبوس جبيني وهو بيهتف بأرق اعتراف لأول مرة، وأنا عندي اقتناع إن كل حاجة تتعاش للمرة الأولى بريقها زي الذهب لا يمكن يفقد لمعانه لذلك كلماته وَقعها على قلبي كان ليس بـ هين والحاجة لأول مرة مميزة.
سألته بفضول طال انتظاره:
- فـ .....؟
- فـ بحبك يا بنت الناس الطيبين.
- ده لأجلي ولا لأجل الناس الطيبين؟
- لأجل عين تكرم ألف عين ولأجل الناس الطيبين تكرم عين بنتهم.
اتربيت في بيتنا إن البنت غالية واللي أهلها يغلوها تزيد غلاوتها في قلب جوزها فـ اللي منعت نفسي أقوله قبل كده يحق ليه يسمعه مني وأنا على ذمته وحَرمه المَصون ...
فـ بكل هدوء مع بداية تتر جديد لرقصة جديدة في دنيا جديدة اتمايلت على صوت دقاته ولَفيت إيديا حوالين رقبته وهَمست بكلمات:
"حبيبي الأول والأخير، رأيتك قبل أن أراكَ فـ مالِ عين لا تمل من رؤياكَ؟" الست نور
#الست_نور