اسكريبت جريمه قتل كامل بقلم حور حمدان


اسكريبت جريمه قتل كامل بقلم حور حمدان 

ارتبكت جدًا أول ما لقيت ساهر باعتلي صورة بنت عمي، وبيقولي:

حورية... مش دي روح بنت عمك اللي قولتيلي اختفت من بيتكم؟


جسمي كله ارتعش، عيني دمعت، وقلبي كان بيخبط في صدري، وكتبتله وانا برتجف:

إيه دا؟ جبت الصورة دي منين يا ساهر؟


وبعد ثواني، بعتله رسالة تانية وأنا متأكدة:

أيوه! هيّا!


رد عليا بسرعة:

النهاردة وأنا في شغلي، في بيت لسه تحت المعمار، شوفتها هناك... أول ما عينها جات في عيني، رجعت لورا وخافت جدًا.


بلعت ريقي بصعوبة، وزادت رعشتي، وكتبتله بسرعة:

شُفتها فين بالظبط؟ والمكان فين؟ ابعتلي اللوكيشن، وأنا هاجيلك حالًا.


رد قال:

لا لا، بلاش تيجي إنتِ، أنا هتصرف.


ساعتها اتعصبت جدًا، ورنيت عليه على طول وقلتله:

ساهر! مش قولتلك ابعتلي اللوكيشن دلوقتي؟!


استغرب صوتي، وحاول يهديني:

مالك يا حورية؟ في إيه اللي معصبك كده؟


حاولت أهدى نفسي بالعافية، وقلتله وأنا ببلع ريقي:

مفيش حاجة يا حبيبي... بس يعني، عايزة أجي أطمن عليها.


سكت شوية، وبعدين قاللي:

طب أنا هجبها واجيلك.


صرخت فيه بسرعة:

لأ طبعًا!


اتخض من صوتي، وسكت... وبعد لحظة سمعته بيقول بصوت فيه دهشة:

مالك كده يا حورية؟ اتخضيتي ليه؟


قلتله بمحاولة إني أبرر موقفي:

قصدي... يعني أكيد مش هترجعها لعمي وهي بالحالة دي، زي ما بعتلي صورتها! أنا عايزة أهديها الأول، وأشوف مالها، ولو فيها حاجة أوديها لدكتور... وبعدين أرجّعها. إنت عارف عمي ومراته، لو شافوها كده هيخافوا جدًا.


سكت شوية، وبعدين قاللي:

تمام حاضر، هبعتلك اللوكيشن... بس خلي بالك من نفسك.


قلتله بسرعة:

تمام! ابعت لحد ما ألبس وأنزل دلوقتي.


قاللي باستغراب:

تمام... سلام.


قمت بسرعة وأنا برتجف، ولبست في دقايق، وخدت الموبايل معايا، وركبت العربية واتجهت على مكان أنا عارفاه كويس.

وأنا في الطريق، لقيت ساهر بعتلي اللوكيشن... ابتسمت بخبث، ورحت على هناك.


أول ما وصلت، لقيت ساهر واقف مستنيني، ركنت العربية ونزلت، سلّمت عليه، وسألني بتعجب:

مالك؟ في إيه كده؟


قلتله:

مفيش... خدني عندها يلا.


أخدني وطلعني شقة كانت متبهدلة، بصيت حواليا في المكان، وعيني وقعت عليها...

كانت قاعدة في الركن، ضامة رجليها، وبترتعش...


قربت منها بهدوء، وطلعت حاجة من الشنطة...

فجأة، ساهر صرخ فيا!


يتبعصرخة ساهر كانت مفاجئة، وصوته رجّ المكان:


حورية! إنتِ طلعتي جايبة السكينة ليه؟


اتجمدت في مكاني، عينيه كانت مشدوهة، ووشه بيندهش ويتوتر في نفس اللحظة... وأنا لسه واقفة قدام "روح"، اللي عينيها كانت شاخصة ناحيتي، والخوف مالي ملامحها.


لفيت عليه بهدوء، ومسكت السكينة كويس، وقلت بصوت هادي جدًا:


متقلقش... مش ليك.


قال بدهشة: أومال لمين؟ للبنت؟ إنتِ عايزة تأذيها؟


ابتسمت بسخرية، وقلبي بيدق بسرعة... قربت من "روح" أكتر، وهي بتحاول تزحف بعيد عني، بس كانت ضعيفة جدًا... زي ما أنا كنت عايزاها.


أنا؟ أأذيها؟ لأ يا ساهر، دي بنت عمي... بس تعرف؟ هي السبب في كل وجع شفته... هي كانت دايمًا الأجمل، الأذكى، الكل بيحبها... حتى انت!


ساهر صرخ: حورية! إنتِ مجنونة؟ إنتِ السبب ف اختفائها؟


رفعت عيني ليه، وابتسمت:


أنا السبب؟ لأ يا حبيبي... هي اللي جابت ده لنفسها. لما اكتشفت إنها كانت بتسجّللي وبتحاول تفضحني قدام عيلتي، كنت لازم أتصرف. خَدتها من البيت ليلة ما الدنيا كانت بتمطر، خبّيتها هنا، وقَطَعت عنها كل وسيلة تواصل.


ساهر اتراجع خطوة، ووشه اتبدل:


إنتِ مجرمة!


لا يا ساهر، أنا بس بنت اتحطّت على الهامش طول عمرها... وجت اللحظة اللي أكون فيها في الوش.


فجأة، "روح" حاولت تصرخ، بس صوتها كان واطي جدًا... دموعها كانت بتنزل بغزارة.


بصيتلها وقلت:


مفيش داعي للبُكا يا روح، إنتِ اخترتي الطريق ده بنفسك.


ساهر مد إيده يبعدني عنها:


كفاية، سيبيها! هنبلغ البوليس، اللي عملتيه ده لازم يتعاقب!


رفعت السكينة وحطّيتها على الأرض فجأة، وقلت:


بلّغ... بس فكّر، لو أنا وقعت، إنتَ كمان هتقع معايا.


أنا؟!


أيوه، مش انت اللي ساعدتني أنقلها هنا من البيت؟ مش فاكر؟


وشه اتصدم، وصوته اتكسر:


كنت فاكر إنك بتحميها من حاجة... مش إنك خطفتها!


ضحكت، وسكت الكل للحظة... إلا دقات قلوبنا اللي كانت بتصرخ جوا صدورنا.


أهو دلوقتي، عندك اختيارين... يا تبلغ، وتخسر كل حاجة... يا ندفن السر ده سوا.


ساهر سكت ثواني، عينه معلقة في عيني، وكان بيحاول يفهم إذا كنت بتكلم بجد، ولا بهدد.


لكن أنا كنت هادية... وده كان أكتر شيء مرعب.


إنتِ مجنونة... فعلًا مجنونة.

قالها وهو بيهز راسه، ودموعه بدأت تلمع في عينه.


قرب مني، وقال بصوت واطي:


يعني إيه؟ يعني ندفن البنت دي كأنها مش موجودة؟ نعيش طبيعي؟


ابتسمت وأنا بقرب منه خطوة:


هي كانت هتبوّظ كل حاجة، يا ساهر. لو كانت فتحت بُقّها، كنت أنا اللي هتفضح... وإنت كمان.


اتراجع بخطوة، وقال بحدة:


أنا مش زيك، أنا معرفش كانت مسجّلة إيه، ومشاركاكي ف إيه... أنا ساعدتك وأنا فاكر إني بعمل خير!


شدّيت نفس طويل، وقلتله:


أنا مش طالبة منك تبرّر، أنا بس عايزة منك تكمل جميلك... تروح، وتنسى إنك شوفتها. وأنا هخلّي بالي منها.


رد بعصبية:


وتعملي فيها إيه؟ تخلصي عليها؟


قربت منه، وبصيت له بنظرة كلها تهديد:


ساهر، لو بلغّت... هقول إنك شاركتني. وأنا عندي صور وفيديوهات تخلّص عليك.


وشه اتغير، وعينيه اتسعت وهي بتدور في المكان، لحد ما وقعت على "روح"، اللي كانت بتحاول تقوم بالعافية، وجسمها بيترعش.


قاللي فجأة:


طيب! أنا هطلع... بس أوعى تمدّي إيدك عليها تاني.


أنا كنت عارفة إنه مش هيبلّغ... الخوف كان مالي وشه.


سابني وخرج من الشقة، وأنا فضلت واقفة ثواني، ببُص على الباب، وبعدين رجعت عيني على "روح"...


قربت منها بهدوء، وركعت قدامها، ومسحت دموعها، وقلت بصوت هادي:


فاكرة لما قولتيلي إني مش هبقى حاجة؟ شُفتِ؟ أنا اللي بتتحكّم في مصيرك دلوقتي.


"روح" حاولت تنطق، صوتها كان ضعيف أوي:


ليه يا حورية؟ إحنا كنا خوات...


خوات؟... إنتِ كنتي دايمًا بتحاولي تسرقي كل حاجة مني.


قمت من قدامها، وسِبتها قاعدة بتبكي وهي بتتألم... وقلبي ماكنش فيه ذرة ندم.


بس اللي مكنتش أعرفه، إن ساهر ماكنش ساب المكان فعلاً...

كان واقف ورا الباب، سامع كل كلمة.


والأسوأ... إنه كان بيُسجّل.

فضل ساهر واقف ورا الباب، قلبه بيدق بسرعة، وصوته جوه التسجيل واضح زي الشمس.

كل كلمة قالتها حورية، كل اعتراف، كل تهديد... كله اتسجل.


كان عارف إن لحظة المواجهة قربت.


فتح الباب بهدوء، ودخل...

بس المرة دي، ملامحه كانت مختلفة. ثابت، قوي، ووشه بيقول: انتهى اللعب.


حورية اتفاجئت بيه، وقامت بسرعة، صرخت:


إنت رجعت ليه؟!


ساهر بص لها، وقال بهدوء:


علشان أخلّص القصة دي...


ورفع موبايله، وشغّل التسجيل...

صوتها كان واضح وهي بتقول:

"أنا اللي خطفتها... وأنا اللي كنت ناوية أخلّص عليها..."


صوتها اتحبس، وعنيها اتسعت، اتقدمت ناحيته بسرعة:


إنت مجنون؟ شغال تسجّلني؟


آه، وكنت هفضل مجنون لو سِبتك تمحي البنت دي من الوجود، كأنها مكنتش حاجة.


"روح" بصّت له وهي بتبكي:


ساهر... ساعدني، لو سمحت... مش قادرة أتحرك.


جرى عليها بسرعة، وسندها، وقال:


متقلقيش، هتكوني بخير.


حورية مسكت السكينة تاني، وهي بتصرخ:


إنت هتضيّع مستقبلي علشانها؟ أنا بحبك يا ساهر!


لف ناحيتها، وقال بكل برود:


إنتِ متعرفيش يعني إيه حب... لأن الحب الحقيقي عمره ما كان أذى، ولا غيرة، ولا تدمير.


وفي اللحظة دي، سمعوا صوت عربيات الشرطة تحت.

كان ساهر بعت اللوكيشن قبل ما يدخل، وبلغ عن كل حاجة.


صرخت حورية:


لأ! إنت بلّغت؟!


آه... وهيفضل ضميري صاحي بعد كده.


الباب اتفتح بعنف، ودخلوا رجال الشرطة، مسكوا حورية اللي كانت بتقاوم وتصرخ:


هي اللي غلطت! هي السبب! أنا كنت الضحية!


لكن ماكنش في أي أمل... التسجيل، الحالة اللي لقوا فيها "روح"، كل حاجة كانت ضدها.


خرجت حورية من المكان وهي بتبكي وبتصرخ، وساهر فضل واقف جنب "روح"، والدموع مالية عنيه.


بعد شهور...


"روح" اتحسّنت، وتعالجت نفسيًا وجسديًا.

وساهر كان بيزورها دايمًا، يبقى معاها خطوة بخطوة، زي سند حقيقي.


وفي يوم، وهي قاعدة في الجنينة بتاعت المستشفى، وهو معاها، بصّت له وقالت:


معتقدتش إنك كنت هتنقذني.


ابتسم وقال:


كنت غبي لو سِبتك تضيع... بس الحمد لله إني فوقت في الوقت الصح.


سكتت لحظة، وبعدين قالت:


حاسّة إني اتولدت من جديد... وعارفة إني هبدأ حياة أنضف من كل اللي فات.


وأنا كمان... هنبدأها سوا؟


بصّت له، وابتسمت لأول مرة من وقت طويل.


هزّت راسها:

آه... سوا.


وفي المحكمة، صدر الحكم النهائي:


السجن المشدد خمس عشرة سنة على "حورية" بتهمة الخطف والشروع في القتل والتعدي النفسي والجسدي.


وكانت الجملة الأخيرة اللي قالتها قدام القاضي:


أنا ماكنتش عايزة أكون ضحية طول حياتي... بس في الآخر، بقيت مجرمة 

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×