قصة في مستشفي العباسية كاملة بقلم صبحي المصري
"في مستشفى العباسية"
(رواية حقيقية تحكيها ممرضة اسمها "نهى")
بتقول نهى:
كنت لسه متعينة جديدة في مستشفى العباسية، قسم الطوارئ، وكنت بشتغل وردية ليل... الناس في القسم بيقولوا حاجات كتير عن "سرير رقم 9"، محدش بيقعد عليه حتى لو فاضي. مكانه جنب الشباك اللي بيطل على الجنينة الخلفية.
في أول ليلة، مكنش فيه أماكن، وكان لازم نحط مريض جديد في السرير ده، راجل كبير في السن جاي في غيبوبة.
وأنا قاعدة بكتب التقرير، حسيت فجأة بجو بارد خبطني... مش مجرد برد التكييف، لا... كان برد لدرجة إني حسيت روحي بتنسحب!
بصيت ناحية السرير، لقيت الراجل اللي في غيبوبة واقف!
آه، واقف ووشه مش باين... كأنه عبارة عن ظل.
قبل ما ألحق أتحرك أو أنده على حد، وقع صوت خبط عنيف جدًا في الطرقة، وكأن في حاجة اتكسرت... جريت ناحية الصوت، ملقتش حد، رجعت لقيت السرير فاضي.
فضلنا ندور على الراجل في كل المستشفى... لقيناه في غرفة العمليات القديمة المقفولة اللي المفروض ماحدش يدخلها.
كان واقف قدام باب مقفول، وبينتمتم بكلام مش مفهوم... وبعدها وقع ميت!
الدكاترة قالوا إنها أزمة قلبية، لكن قسم الأمن كشف في الكاميرات إنه ماشي لوحده، والأبواب كانت بتفتح وتقفل لوحدها.
نهى بتقول:
تاني يوم، ممرضة قديمة حكتلي: السرير ده حصلت عليه حاجات غريبة قبل كده... آخر مريض كان عليه، اتشنق بجوانتيه من غير ما حد يقرب منه! وقالتلي نصيحة: "لما تلاقي السرير فاضي... سيبيه فاضي."
بس الكابوس مخلصش هنا... كل يوم لحد دلوقتي، الساعة ٣:٣٣ الفجر، بيظهر على شاشة المراقبة "ظل" قاعد على السرير ده... حتى لما يبقى فاضي.
وبيسمعوا همسات بتقول:
"مش لوحدك... إحنا معاك."
ونهى أقسمت بالله إن اللي حكته حصل بجد، وبتقول إن أكتر يوم فكرت تسيب فيه الشغل... كان لما شافت في الكاميرات، إنها نايمة على سرير تاني، والظل قاعد جنبها بيبص لها!!
بتقول نهى:
بعد اللي حصل، أنا بقيت مش قادرة أنام. كل ليلة وأنا في الشيفت، كنت ببص على الكاميرات وأنا مترقبة السرير ده. كل يوم الساعة ٣:٣٣ فجراً بالظبط، الظل بيظهر... قاعد كأنه بيستنى حد.
وفي مرة، الدكتور حسين (طبيب الطوارئ اللي كان بيصدق شوية في الحاجات دي) قرر يعمل حاجة.
جاب شيخ معروف وقاله: "المكان ده مش طبيعي، ولازم نعرف مين اللي محبوس فيه."
الشيخ جه بالليل، وأول ما دخل قسم الطوارئ، وقف قدام السرير رقم 9 وقال جملة غريبة جدًا:
"ده مش شخص ميت... ده أثر من لعنة قديمة حصلت في المستشفى."
سألناه إيه يعني؟
قال: "زمان، من حوالي ٤٠ سنة، كان في مريض هنا بيتعذب ظلم... اتربط في السرير ده، وفضل يصرخ أيام كاملة محدش بيسمعه. مات وهو بيشتم ويلعن كل اللي سابه."
ومن يومها، كل سنة بيظهر أثر من اللعنة دي، على شكل ظل بيبحث عن "حد ينقذه"... أو "حد ينتقم له."
الشيخ بدأ يقرأ قرآن بصوت عالي، والقسم كله بدأ يحس بحاجة غريبة...
الهوا بقى تقيل، لمبات الإضاءة ترعش بشدة، وصوت صرخة جامدة اتسمع جوة الغرفة، وكأن الأرض نفسها بتتكسر تحت السرير.
وفجأة...
السرير اتحرك لوحده ٣ خطوات قدام!
وظهر قدامنا، والله العظيم، خيال بني آدم مش واضح المعالم... لكن ملامحه كلها كانت ألم، وحزن... وغضب.
الشيخ قال بسرعة:
"اتوضوا كلكم وابدأوا تقروا الفاتحة والمعوذتين."
وأثناء القرآة، الخيال بدأ يتشقق، زي دخان بيتبدد، لحد ما اختفى بالكامل.
وفي الآخر، الشيخ حط على السرير مصحف مفتوح، وربطه بشريطة بيضا وقال:
"محدش يلمس السرير ده تاني... لحد ما المكان يتطهر كامل."
وبعد الليلة دي،
السرير بطل يظهر عليه الظل...
بس في ناس، وخصوصاً اللي بيشتغلوا ورديات ليل، بيقولوا إنهم ساعات بيلاقوا المصحف متقفل لوحده...
أو يحسوا بإيد بتتحط على كتفهم فجأة وهم معديين جنب السرير.
ونهى بتقول:
"أنا بطلت أخد شيفتات ليل بعدها... ومهما حصل، عمري ما هنسا اللي شوفته."
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا