رواية حارة العاشقين كامله جميع الفصول بقلم نهله زغلول
في النهار تولد الحكايات و في آخر الليل ترويها 'شهرزاد'للملك 'شهريار' الذي كان يتزوج كل ليلة من امرأة و يقـتلها في صباح اليوم التالي انـتقاماً من زوجته التي خانته فقرر قتلها
واستمر في ذلك حتّى تزوج من 'شهرزاد' التي تمتاز بالذكاء حيث قررت أن تسرد له في كل ليلة حكاية و تتعمد استكمالها في الليلة التالية كي تغلب رغبته في سماع الحكايات عن رغبته في قـتلها وتستمر في ذلك حتي يصل فضوله إلي سماع ما تبقي في نهاية الحكاية فتتعمد التعب والهرب
ولما كانت الليلة الأولى بعد الألف ليلة و ليلة دلف 'شهريار' وقف أمام 'شهرزاد' و من خلفه 'مسرور' سـياف القصر طلب منها أن تكمل ما توقفت عنه ليلة الأمس فقالت له 'شهرزاد' :
-مولاي دع عنك ما سمعت من حكايات الجن و الخيال ! سأحكي لك حكايات العشاق منهم الرجال و النساءمليئة بلوعة الأشواق و الفراق
قال لها 'شهريار' :
ما إسم تلك الحكايات يا 'شهرزاد' ؟!!
قالت له و هي تطوي بأنامل يديها صفحات كتاب حارة العاشقين من سلسلة حكايات ألف ليلة و ليلة
لتبدأ بوصف اللعنة التي حلت علي نساء و رجال 'حارة العاشقين' الحب لعنة يا عزيزي ولكنها من أرقى اللعنات
إن وقعت عليك هذه اللعنة فلا تحاول جاهداً الخلاص منها فالحياة تهديك تجربة تذوق فيها طعم السعادة وربما المعاناة من يدري فاللعنة الحقيقة لا تتكرر في تفاصيل الحب وتلذذ في أوقات خصوماته ولكن إياك والخضوع لعدوه الأكبر خض وكأنك تخوض معركة شرسة ولكن أنت وقدرك إما اللعنة أو الضربة وما أجمل اللعنات إن كانت كالعنة الحب قاطع كلماتها صوته
بعد أن مد يده يأخذ الكتاب قائلاً :
-أبطال الحكاية سرقوا المقبرة إزاي مقدروش يفهموا أن في لعنة أكبر من لعنة الحب اللي أنت بتحكي عنها
ليبدأ بقراءة تلك السطور قائلاً :
-سيضرب الموت بجناحيه الساميين كل من يعكر صفو الملك
أكمل كلماته :
-إزاي خرجوا من السرداب
عاد يجلس على الأريكة
بعد أن أشار لها بدأ الحكاية قائلاً :
-كملي يا شهرزاد و إياك تكون النهاية حزينة
أومأت برأسها موافقة
تحمل بين يديها الكتاب
بعد أن وضعه بجوارها علي الأرض
لتبدأ بحكاية الليلة الأولى :
بداية الحكاية عند 'عائلة الجبالي' اجتمعوا على مائدة الطعام علي رأسها 'الحاج صالح الجبالي' و زوجاته 'الحاجة فاطمة' و 'الحاجة عائشة' و بناته الثلاثة و أبنه الأكبر 'صخر الجبالي' و زوجاته الأربعة و أبنائه الخمسة و أبناء شقيقه الثلاثة يتناولون وجبة الغذاء و يتشاركون الحديث عن المشاكل التي واجهتهم مؤخراً بعد وفاة شقيقة الأصغر مستمعين إلي توشيح الشيخ 'ياسين التهامي' التي تصدر من موجات الراديو
أستمعوا إلي صوت يأتي من الشارع قائلاً :
-هتفضل مستخبي جوة البيت زي النسوان يا معلم صخر
حدقت عيني 'الحاج صالح' خوفاً من القادم على رؤوسهم
ما أن نهض 'صخر' من مكانه،
توجه إلي دخل غرفة الطبخ،واضع أنامله حول أسطوانة الغاز،حملها بين يديه
ما أن نهض والده،ارتسمت ملامح الخوف علي وجه
طلب 'صخر' من والده بأن يجلس مكانه و لا يتحرك،خوفاً عليه قائلاً :
-ابوس ايديك خليك مكانك لو حصل لك حاجة هولع في عائلة درويش كلها
أخفضت زوجته الثانية 'نجوي' رأسها خجلا من كلماته عن
'حامد درويش' فهو أبن عمها
توجه 'صخر' إلي باب الشقة فتحه ،تبعه أولاده الخمسة،متوجهين إلي الخارج ..
ما أن وقف 'صخر' في منتصف طرقات الحارة،واضع أسطوانة الغاز علي الأرض،واقفين بجواره أولاده الخمسة
علي الطرف الآخر
توقف 'حامد' بجواره أولاده الأربعة قائلاً :
-ابنك عمر اتعدي علي شرفنا
كان بيعاكس خطيبة محمود
أخفض 'عمر' رأسه
خجلا من كلمات 'حامد'
فهو السبب في ذلك الموقف اللعين
أقترب منه 'صخر' قائلاً :
-لأ .. ملوش حق هو أبن كلب واطي
ثني ركبته اليمنى ركل 'حامد' في منطقة رجولته
ركضوا أولاد 'حامد' الأربعة يدافعون عن والدهم
أشار إليهم 'صخر' بعدم الإقتراب قائلاً :
-عليا الحرام من ديني اللي هيقرب فيكم للاشقه نصين
أشار إلي 'القصاب' بمساعدته في حمله
ما أن أدخله أقفل الباب عليهم
دقائق من الوقت ..
وقفت سيارة الشرطة
بعد أن أمر رئيس المباحث
'أرغد المصري' بفتح باب متجر 'القصاب'
ما أن فتحوا الباب توجه 'أرغد' إلي الداخل قائلاً :
-معلم صخر لو لك حق هيرجع لك مش بالطريقة دي
رفع 'صخر' رأسه نظر إلى بناية منزل 'الجبالي' قائلاً :
-فضحنا في الحارة يا أرغد باشا
طلب 'أرغد' منه صعود سيارة الشرطة قائلاً :
-أركب العربية يا معلم صخر
ما أن رأي 'صخر' كل أفراد الأسرة يصعدون سيارة الشرطة ركض سريعاً إلى الخارج قائلاً :
-هما ذنبهم أيه
طلب 'أرغد' منه الصعود إلى سيارة الشرطة للمرة الثانية قائلاً :
-أركب العربية يا معلم صخر و أنا هحل الموضوع
أومأ 'صخر' برأسه موافقة يصعد إلي سيارة الشرطة
~~~~
بعد نصف ساعة
.."بداخل الحجز الخاص بالرجال" رمق 'الراجل' الجالس على المقعد المقابل لهم
'صخر الجبالي'
ما أن نهض من مكانه متوجهاً إليه اشار له بإخراج أمواله من بعده والده و أولاده الخمسة قائلاً :
-طلعوا كل اللي معاكم
بينما أنتهي 'الراجل' من كلماته،نهض 'صخر' من مكانه أشار له إلي الرسمة المرسومة على الحائط قائلاً :
-شايف الموتوسيكل ده عايزاك تركبه يا روح أمك
حدقوا أعينهم جميعهم،فتح 'الراجل' فاه معتذرا له قائلاً :
-خلاص حقك عليا
أشار له 'صخر' و لأصدقائه قائلاً :
بي بي جماعي
~~
.."بداخل الحجز الخاص بالنساء" ..
طلبت 'الحاجة عائشة' من 'الحاجة فاطمة'' الجلوس بجوار بناتها قائلة :
-أنا خايفة على البنات
بينما رمقت 'المرأة' الواقفة بعيداً 'صافي' قائلة :
-مامي هي الست دي بتبصلي كده ليه
رمقتها 'كارين' بنظرات حقد عليها و لكن خوفها من نظراتها جعلتها ترتجف تحتضن بناتها قائلة :
-متخافيش يا صافي
ما أن نهضت 'المرأة' تجلس بجوار 'صافي'
لفت 'نجوي' ساعدها الأيمن حول رقبتها قائلة :
-رايحة فين
حاولت 'المرأة' الإفلات من قبضة يدي 'نجوي' قائلة :
-و أنت مالك"
وقفت 'نجوي' أمامها واضعة أناملها حول وجهها قائلة :
-دي مرات ابني و لو قربتي للبت ليلة أمك سودة مني
وقفت 'ورد' أمام 'نجوي' واضعة كلتا يديها حول رأس 'المرأة'
تضرب مقدمة رأسها بجبهتها قائلة :
-أنت عاملة دوشة ليه
~~
عودة إلى داخل الحجز
الخاص بالرجال ..
-وحياة أمك هتشوف يا أبن الكلب يا واطي لما نخرج من هنا علي بهدلتنا و حجزنا كلنا بسببك
قالها 'صخر' بعد أن دفع أبنه 'عمر' ..
-بقولك إيه يا صخر عايزاك في موضوع كده غور من هنا بقي يا عمر أنا حأدبه لما نخرج من هنا
قالها 'الحاج صالح' خوفا علي حفيده 'عمر' ..
ما أن نهض 'عمر' من مكانه أقترب 'صخر' يستمع إلى
'الحاج صالح' قائلاً :
-خير يا حاج
-جيهان بعد طلاقها من أرغد باشا جاي لها عريس
قالها 'الحاج صالح' منتظراً إجابته ..
قطع حديثهم صوت 'الشاويش' ينادي قائلاً :
'صالح الجبالي'
'صخر صالح الجبالي'
'زين صخر الجبالي'
'يوسف صخر الجبالي'
'سليم صخر الجبالي"
'ليل صخر الجبالي'
'عمر صخر الجبالي'
"إفراج"
اعتدال 'صخر' في جلسته قائلاً :
-أنت مش قلت هتدفع حق البطايق يا عم الحاج محمد
و لا احنا هنمشيها بالحب كده
قهقهوا جميعهم علي كلماته بالرغم من الموقف الذي لا يحسد عليه إلا أنه مازال يتمتع بخفة الظل
أبتسم 'الشاويش' قائلاً :
-ملكش حل يا ابن الجبالي هعدي عليك بكرة بعد المغرب أهو قبل دخول شهر رمضان اكون خلصت البطايق
أومأ 'صخر' برأسه موافقة ..
-تنور حارة الجبالي يا عم الحاج
~
.."عودة إلى داخل الحجز الخاص بالنساء"..
فصل شجار 'ورد' و 'نجوي' مع هذه 'المرأة'
صوت 'الشاويش' ينادي أسمائهم قائلاً :
'فاطمة الجبالي'
'عائشة الباري'
'ورد سلطان المدني'
'نجوي درويش'
'كارين منير الفقي'
'نوارة كامل الراوي'
'صافي كريم الجبالي'
'جيهان كريم الجبالي'
'مريم صالح الجبالي'
'ليلي صالح الجبالي'
'زهرة صالح الجبالي'
'إفراج"
تبعتهم 'المرأة' تودعهم قائلة :
-هجي لك حارة الجبالي يا
ست ورد مع السلامة يا ست نجوي
~
ما أن وصلوا 'عائلة المصري'
إلي 'حارة الجبالي'
رفع 'فهد المصري باشا'
رأسه عالياً نظر إلي البناية يشير إلى بناته الخمسة قائلاً :
-دي عمارة الجبالي اطلعوا
انتوا الشقة و أنا هستني صخر الجبالي عايزه في كلمتين
ما أن دخلن بناته الخمسة إلي بناية 'عائلة الجبالي'
رأي الواقفة بعيداً يلتف حولها شابين تحاول الهرب منهم
صرخت قائلة :
-ابعدوا عني أحسن لكم
ما أن ابتعدت عنهم أصطدم ظهرها بعضلات صدر
'فهد المصري باشا'
لفت جسدها إليه قائلة :
-و النبي تخليني أمشي
لف جسدها الصغير خوفاً عليها
ما أن أقترب منهم ركضوا سريعاً خوفاً منه
ما أن عاد إليها يسألها عن عنوانها قائلاً :
-أنت ساكنة فين
ما أن فتحت فاها تجيبه
رأت 'صخر' يتبعه أولاده الخمسة قائلاً :
-باشا و صدف
أقترب منه 'باشا' احتضنه قائلاً :
-عامل ايه يا صخر
أبتسم 'صخر' قائلاً :
-الحمد لله أنت أخبارك أيه
و أيه الشنط دي
-هعيش في الحارة أنا و البنات أطلقت أنا و فريدة
قالها 'باشا' لاعنا تحت أنفاسه
أبتسم 'صخر' قائلاً :
نورتوا الحارة فين البنات
لف 'باشا' وجه و عيون هذه الصغيرة تصوره
رفع انامل يديه يحك مقدمة أنفه قائلاً :
-في الشقة
-طلعوا الشنط
هخليهم ينضف لكم الشقة الثانية لأننا سكنا في الشقتين فتحناهم علي بعض علشان تكفينا اعذرني يا باشا لكن مكنتش اعرف أنك راجع و طبعا بيت الجبالي كله تحت أمرك
قالها 'صخر' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يخرج علبة السجائر
أومأ 'باشا' برأسه قائلاً :
-لأ طبعاً متتعبيش حد إحنا هنضف الشقة و بعدين أنت مكنتش تعرف أن راجع و ده ملكك و من حكم في ماله
أومأ 'صخر' برأسه
يطلب من 'صدف' الاقتراب قائلاً :
-خلي البنات عندنا لحد ما
صدف تنضف الشقة
أومأ 'باشا' برأسه موافقة قائلاً :
-تمام خليهم لحد ما تنضف الشقة
تحركت متوجهة نحوهم واضعة وشاحها الأحمر حول خصلات شعرها تعدل من هيئتها
ما أن وقفت أمامهم قائلة :
-أمرني يا معلم صخر
-أنا محتاج حد يساعدني في البيت و يكون أمين
قالها 'باشا' لاعنا تحت أنفاسه
-اتحلت صدف موجودة مفيش حد أمين غيرها
قالها 'صخر' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه
"بينما"
أومأ 'باشا' برأسه موافقة
أخفضت صدف رأسها خجلاً قائلة :
-اللي تشوفه يا معلم صخر
ما أن تحرك 'باشا' تتبعه 'صدف' قائلة :
-هو حضرتك متضايق من حاجة
صعد علي الدرج قائلاً :
-افصلي شوية
أخفضت 'صدف' رأسها خجلاً واضعة خصلات شعرها خلف أذنها قائلة :
-أنا آسفة
وقف أمام باب الشقة فتحه توجه إلي الداخل
طلب منها الدخول قائلاً :
-ادخلي يا صدف
أبتسمت بعد أن توجهت إلى داخل الشقة جلست على الكرسي المقابل له تسأله ..
-هو حضرتك بتشتغل أيه
جلس على المنضدة الرخامية المقابلة إليها يجيب قائلاً :
-السفير المصري فهد المصري باشا
"حقيقة الأمر" ..
هي لم تفهم هذا المنصب
و لكن طريقة نطقه جعلها ترتجف و تخفض رأسها قائلة :
-حضرتك تأمرني بأيه
أبتسم قائلاً :
-طيب مالك خوفت ليه
ضعف صوتها قائلة :
-حضرتك تامرني بأيه
-مالك متوترة ليه معقول خايفة أنا لسة بقول إنك هتساعديني في البيت
قال جملته لاعقا شفتيه إعجاباً بهذه الصغيرة
فتحت فاها واضعة أناملها علي شفتيها
نظراته لها كانت تشبع غريزتها الأنثوية ترضي غرورها كامرأة
-مالك يا صدف
-الجو حر أوي
قالتها 'صدف' واضعة أناملها علي رقبتها
حاولت الهرب من نظرات عينيه قائلة :
-عن إذن حضرتك هبدأ تنظيف
أومأ 'باشا' برأسه موافقة
دقائق من الوقت ..
خرجت من الحمام تحمل بين يديها أدوات التنظيف
أنحنت بجسدها تضعهم علي الأرض
ما أن نزلت خصلات شعرها علي وجهها
زفرت لاعنة تلك الحالة توترها لفت جسدها توليه ظهرها
ربما تحاول الهرب من نظرات عيونه
-تتجوزيني يا صدف أنا عايز واحدة تجيب لي الولد
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه
ما أن أستمعت صدف إلي كلماته وقعت على الأرض أفترشتها بجسدها
~~