رواية وصمة عار الخاتمة بقلم خديجة السيد
بعد مـرور عدة سنوات.
تثاءبت إليزابيث بصوت خافت وهي تتململ في الفراش ، حيث شعرت بملمس ناعم فوق وجهها وكأن شخص يقبلها على شفتيها. تحركت بانزعاج ودفعته بعيداً حيث كان آدم يرتدي بالفعل قميصا وسروالا بلا أكمام.. كانت لا تزال تشعر بالنعاس وأرادت النوم أكثر. حتي سمعت شخصا يضحك ثم شعرت بقبلة أخرى على شفتيها. ففتحت عينيها ببطء وكان وجه آدم المبتسم هو أول ما رأته، رمشت بعينيها بتوتر ، فقد تفاجئت من صحوه الان ، زادت إبتسامته إشراقاً ، وهمس بإيجاز
= صباح الخير يا ملاكي
تجعدت حواجبها ثم نظرت من حولها لترى ان الصباح قد اتى، ليحل التوتر الشديد عليها هي تتذكر اختبارها الأخير اليوم بالجامعه.. عبست ملامح وجهها نوعاً ما ، وغمغمت بضيق وتوتر
= هل حل الصباح بهذه السرعه .. اوه لا أصدق ان الليله اخيرا سانتهي من اختباراتي بالجامعه واتخرج، اشعر بتوتر كبير
ثم سألته بنبرة خجلة وهي تتذكر قبلاته المسروقه للتو
= وأنت ماذا تفعل منذ الصباح.. ابتعد وتوقف عن التحديق في وجهي هكذا.
وضع آدم إصبعه على وجنتيها مبتسماً ، و تحدث إليها بصوت خفيض للغاية
= لماذا؟ هل أصبح التحديق فيكٍ أمر سيء الآن؟ الا أستطيع أن أفعل ذلك أيضا؟
بادلته إبتسامة خجولة و كان ينظر لها بابتسامه هادئه ووجهه الناعس، واقترب قبل رأسها وهو يحتضنها بقوه، وهو يهمس لها
= هيا اريد طعام انا جائع هل ستعدين لي طعام ام اكلك؟
ضحكت اليزابيث بقوه بينما هو يداعب ظهرها بيده وأسبلت عينيها لتقول بنبرة خافتة
= لا ساعد لك ما تريد لكن ليس بمهاره فانا لا اجد الطبخ بمهارة عندما أكون متوتره.. وانت تعلم ان اليوم اختباري الاخير بالجامعه
ابتسم وهو يقبل رأسها قبله طويله ثم تلمس بإصبعه شفتيها، وتنهد قائلاً بعمق
= هيا اذن انا الذي ساحضر الفطور اليوم وانتٍ جهزي نفسك للذهاب الى الإختيار اليوم .
تورد وجهها وتحولت نظراتها للرضا ثم اعتدلت مكانها أعلي الفراش وهي ترتدي الروب بينما هو كان مشغول ينظر الى مفاتنها بإعجاب.. وقبل أن تنهض مــد أنامله ليتحسسها بحذر فسرى في جسدها قشعريرة خفيفة عقدت جبينها بإستغراب ، وهمست وهي تضغط على شفتيها
= آدم ماذا تفعل.. ابتعد ساتاخر عن الامتحان.. ادم لا تستفزني منذ الصباح
بلع ريقه وهو ينظر لشفتيها و تحركت يده على جسد إليزابيث بشغف ليردف بحرارة وهو يمرر إصبعه على بشرتها
= انا لا استفزك حبي .. لأنك تحبي ماافعلة صحيح!
ثم قبلها بهجميه ببربريه وأعتقد الامر مباح للمحبين فهو بالنهايه زوجها المدلل.. لذا رفعت يديها باستسلام وحاوطت رقبته وقبلته من شفتيه وتمددت يدها بالحيته التي بدات تعطية منظر جذاب واصبحت تعشقها علية... ثم تناولت اسفل فکه بقبلات بريئه وساخنه ابتسم آدم بإعجاب وهو يدفع برأسها نحوه وصعد لـ شفتيها مرة أخرى ثم ابتعد يلهث ، ســاد صمت مترقب بينهما للحظات ، ولكن إستطاعت هي أن تقرأ في عينيه رغبته فيها ، وتوقه لتكرار تلك اللحظات بينهما فعضت على شفتيها السفلية بإستحياء قائله بارتباك وخجل
= دعني اعد لك الفطور !
ضحك علي هروبها منه وهو يسحبها بقوه إليه ،ومـال عليها وأطبق على شفتيها بشفتيه ، وقبلها بحرارة عميقة وهمس بتنهيدة آســرة
= سافطر على السرير اليوم
نام فوقها وأصبحت المسافة بينهما قريبة للغاية ، وأربكها رؤيته بتلك الحالة أمامها ، وشعرت بتأثيره عليها فتحول وجهها للون ثمرة الطماطم وشعرت بسخونة تنبعث من وجنتيها و إلتصق ظهرها بالحائط الفراش فحصارها آدم بذراعيه وقرب رأســه منها فشعرت بأنفاسه تلفح بشرتها ليحاول التودد إليها وإختطاف قبلة من على شفتيها.... ولكن قاطعهم صوت الباب يفتح ليدلف طفلهم "مـوسـي" وهو يمشي بخطوات بطيئه ويفرك عيناه بنعاس بيده.. لتبتعد إليزابيث بسرعه عنه بينما هو عض شفتيه السفلية بغيظ واعتدل هو الأخر ناظرا إلي طفله الصغير بقهر وضيق... بينما ركض موسي نحو اليزابيث وهي رفعته من على الارض وآدم يراقب ما يحدث بوجه قاتم نحو طفله الذي اغرق والدته بالقبلات وابتسمت وهي تقبل وجنتيه برقة قائلة بحنان
= صباح الخير حبيبي هل نمت جيداً؟
ابتسم موسي وهو ينام على كتف إليزابيث بخمول
=اجل أمي... لكن احب النوم في أحضانك اكثر .. لكن ابي لا يوافق
لوي آدم فمه بإبتسامة مسليه وهو يجيب علي مضض
= لانك أصبحت رجل شجاع وقوي ويجب ان تنام بمفردك حبيبي .. الرجال الكبار ينامون على الفراش بمفردهم
إبتسم موسي له إبتسامة سخيفه وهو يقول ببراءة زائفة
= إذا انت ايضا رجل كبير... لما لا تنام بعيد عن أمي؟
شعروا الاثنين بالصدمه من كلماته، وحاولت إليزابيث أن تكتم ابتسامتها بصعوبه، و لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج وعناد
= لاني زوجها يا سخيف ووالدك .. وهي ملكي ويحق لي انا افعل ذلك واكثر .
رمقه طفله بنظرات عابثة ليقول بتحدي
= حسنا وهي امي وملكي ايضا.. ويحق لي النوم بجانبها واكثر منك
جز آدم علي أسنانه و أزاح الملاءة عنه وقبل أن يتحدث الى طفلة بينما الآخر على استعداد تام للاجابه بتحدي.. قالت إليزابيث بسرعه بجدية وهي تشير بيدها تفصل ما بينهم هذا الشيجار الدائم
= حسنا حسنا .. لنقف هذه المناقشة المهمة لانها إذا بدأت قد لا تنتهي وانا سافوت امتحاني الليله.. هيا حبيبي لتحضر انت الفطور مثل ما قلت .
❈-❈-❈
بعد مـرور وقت لاحق...
كان يقف آدم بالمطبخ يعد الفطور الى اسرته الصغيره، و بدأ يكتب بدفتر صغير وصفات طعام سيعدها بالمساء أيضا بعد ان تصفح عن كيفيه إعداد الطعام، ثم بدأ يحضر الفطور بعض الجبن والبيض المخفوق وزيتون وخيار مقطع والقهوه المحببه اليه هو وزوجته تنهد بتعب ، بينما أسند أعلي الطاوله ينظر امامه من اين يبدأ صحن مليء بالبيض الطازج ، وعلبة السمن ، وقطع البسطرمة ، ولكن بعد فتره بدأ قرب ينتهي بالفعل.. أبتسم آدم بإنجاز وهو يضع المناديل... ثم استمع إلي صوت الجرس يرن، هبطت إليزابيث من الاعلي و لكن سبقها ونادى من خلفها بسرعه قائلا بصوت أجش
= اليزابيث لا تفتحي الباب !
نظرت اليزابيث اليه باستغراب واستفسار وحكت فروتها وهي تتسائل بحيرة
= لماذا ؟ هذا حارس العمارة.. لقد اتصلت بي قبل ربع ساعة ليجلب لنا حليب لموسى .. لأنه لا يوجد حليب هنا له.
ضيق عينه بغيظ ونظر لها من الاعلى الى الاسفل، ورمقها بنظرات حادة ، وصاح متذمرة بغيرة شديدة
= و هل ستفتحين الباب إلي حارس العمارة بتلك الثياب
بلعت ريقها بارتباك عندما رأت غضبة الشديد عندما يتعلق الأمر بغيرته عليها لذا تحركت بهدوء و افسحت له المجال ليفتح الباب هو..و أشارت بإصبعها وهي تجيبه بنبرة متلعثمة
= حسنا تفضل!
نفخ آدم بضيق ثم مط فمــه ليقول بترقب
= اذهبي لتغيير ثيابك إليزابيث حتي لا تتاخري
أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب من تلك الغيرة اللعينة منه ، ونظر لها بنظرات مطولة ، فتقدم آدم أمامها مباشره ، ومــال على أذنها ، وهمس قائلاً بشغف
= اليزابيث لا تحزني مني.. أنا غيور عليكٍ جدآ و انتٍ تعرفي ذلك
إلتفتت نحوه برأسها ، وتفاجئت من إقترابه المغري ،لترد عليه بثقة وبساطة
= انت غيور..و أنا سعيدة لكونك غيور فهذا يثبت انك تحبني.. فلا داعي للتبريرات
فخفق قلبه بقوة في تلك اللحظة ، ونهج صدره بتوتر ملحوظ من حبه الشديد إليها.. رمقها آدم بنظرات رومانسية ، ثم باغتها بطبع قبلة صغيرة على وجنتها ، فزادت من اضطرابها .. وابتسم لها قائلاً بحنو
= إبنه قلبي انتٍ.. هيا الى الاعلى حتى افتح الباب.
❈-❈-❈
بعد مـرور وقت لاحق... ارتديت إليزابيث تيشرت قصير مع بنطال قماش من اللون الاسود و رفعت شعرها بذيل حصان... وقفت أمام المرآة وتفحصت ملامحها بدقــة وكأنها تحاول حفر صورتها الجديدة في ذاكرتها ، فتمحو للأبد تلك الصورة التي طالما أرهبتها من نفسها و طبعت من قبل في مخيلتها انها عاهره وستظل هكذا طول حياتها...
لم تصدق إليزابيث ما هي أصبحت به الان؟ بعد تلك السنوات المميزة والتي إستطاعت فيها أن تكســـر حاجز رهبتها وخوفها المستمر من تكرار أوجـــاع الماضي ، وبدأت بإرداتها في ممارسة حياتها الأسرية بشكل طبيعي .. وكونت منزل و زوج وطفل !!
أخفضت عينيها قليلاً ، فلفت أنظارها تلك الندبة البارزة الصغيره التي بوجهها، و الوحيده المتبقيه من اثار العمليات التي خضعت لها لتزيل اثار الحروق... ولم تتبقى غير تلك الندبة أسفل خدها وهي شيء لا يري بوضوح.. لكنها تذكرت معها اللحظة الفارقة في حياتها.. حينما أوشك على الموت! لكنها استطاعت النجاه في سبيل إنقاذ نفسها... وهي كانت أولى خطوات تحديد مصيرهما بعد ذلك.. حيث بعدها كان أول طريق المسامحة والغفران .. ثم العيش والرجوع إلى حياتها بدون ألم ولا اوجاع .
تنهدت بحرارة ، ثم أغمضت عينيها بقوة.. فقد كان آدم طوال السنوات الماضية يمنحها كل شيء فقدته، كان يعطيها السعادة، كان يمنحها الحرية. كان يسمح لها بإتخاذ القرارات و يحترم رأيها دائما.. و بالتأكيد كان يمنحها الأمان والحب... كانت لديها مشاعر قوية اتجاهه و لم تحاول إخفاءها أبدا. كل شيء عنه أذهلها حقا.. الطريقة التي بدأت حياتهم تسير بها بعد ان أنجبت طفلهم الأول موسى!
في البدايه بعد ان سامحت عمها أركون تفاجات بان ادم طلب منها ان يرجعون معه ويستقرون هناك؟ في موطنها التي نشات به من البداية ويتركون القريه هنا بماضيهم السيء... ويسافرون الى بعيد ليؤسسونا مستقبل أفضل و حياة رائعه لهم وإلي طفلهم... وهي كانت سعيده بذلك القرار جدا.. وأسرتها ايضا لانها ستكون جانبهم... واشترى ادم منزل صغير لهما بالقرب من عائلتها وفتحوا مطعم صغير هنا أيضا.
وبعد سنوات من انجابها موسى فكرت في ان تكمل دراستها لكن كانت متردده من هذه الخطوه دائما... وبعض الاحيان كانت تتراجع بها ومرات أخريات بعد ان تقدم على الجامعه مره ثانيه تسحب اوراقها وكل ذلك بسبب قلقها وخوفها من نظرات الناس اليها بالجامعه اذا عرف احدهم شيء عنها بخصوص الماضي الاليم، لكن ادم كان يدعمها بشدة واصر على حلمها ان يكتمل لتكمله دراستها وتنسى الماضي ! ويجب ان لا تعطي اهتمام لأحدهما.. وبالفعل في احد المرات تشجعت وقدمت اوراقها بالجامعه وبدات تعيد امتحاناتها التي فاتتها وكانت تذاكر بجديه وبالتاكيد كان آدم يساعدها بذلك ويدعمها... هو و اسرتها التي فرحه بذلك الخبر بشده.. و هانا ايضا التي لا زالت معها رفيقه دربها صحيح انها تسافر بعض الاحيان بسبب عمل زوجها بالخارج... لكن ما زالوا على اتصال ببعض.. وهانا وباكر ينتظران مولدهما الاول بعد زواجهم !
فتحت اليزابيث عينيها ببطيء وفي تلك اللحظه وهي تتطلع بالمراه رات صوره ادم خلفها وهو ينظر لها مبتسماً بفخر واعتزاز بحبيبته وما استطاعت الوصول إلي الان بعد رحلة طويلا من معاناتها والمها.. شردت في وجهه الوسيم. وحاولت أن تستطع قراءة تعبيره، لقد كان مزيجا من الكثير من المشاعر... بينما اقترب منها بخطوات ثابتة وجعلها تنظر إليه وقام بتكويب جانب خدها، و كانت لمسته خفيفة كالريش و هو يداعب بشرتها بأصابعه
= بما شارده يا إبنه قلبي؟ هل مازلتي تشعري بالتوتر! لا تقلقي، حبيبتي الليلة الماضية ذكرت دروسها وكانت جيدة وأنا نفسي رجعت إليها.. واليوم ستنهي امتحانها بأعلى الدرجات وستحصل على مرتبة الشرف.
كان يتحدث هامشا ،و الهيام الذي شعرت به لحظتها وهو يراقص خصلاتها أشعرها بالأمان، هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول بهمس مثلة
= لم اعتقد بيوم أنك ستكون منقذي... و أنك ستخرجني من ظلمتي و تساعدني في بدء حياة جديدة... لقد أعطيتني الكثير من الآمال آدم وأنا كنت في البداية خائفه بشكل أعمى.. لكن كان هناك شيئا مميزا بيننا...لماذا جعلتني أشعر بهذه الطريقة، يا ادم
نظرت في عينيه ، بينما داعب طرف أنفها بإصبعه و رد عليها بنظرات حائرة
=بماذا جعلتك تشعرين، إليزابيث؟
إرتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة ، وردت عليه بصوت خفيض
= جعلتني اشعر انني .. على قيد الحياة.
أطلق نفسا طويلا و كأن حياتها تعتمد عليه، هل كانت تتخيل أم أنه أصبح كذلك بالفعل؟ كوبت خديه بكلتا يدها و أصابعه تداعب ببطء لحيته
= انني طوال حياتي، كنت أحاول الهروب من ماضي و حياتي. لم أفكر أبدا في سأجد السلام. لم أكن أعرف حتى ما أريد حتى وجدتك. أنت تجعلني أشعر بالحرية والسعادة، لقد أحضرت لي السلام، آدم كنت دائما لطيفا جدا معي.
تنفست بسعادة نعم سعادة غامرة امتلأت داخلها بانجاز حققته بصعوبة بالغة، لكنه أصبح الآن داخلها، فاذا سالها احدهم بالمستقبل من اين حصلت عليها فسوف تجيب بكل ثقه حصلت عليها من بين فكة اسد متوحش مفترس !! لانها لم تحصل علي سعادتها بسهوله مطلقاً أبدا ، لتكمل بنبرة عميقة باصرار
= لم اتوقف عن حلمي. لم أكن جبانة مثل سابق لعدم خبرتي الكافيه بالحياه فأنت تجعلني أشعر بالجمال. أريد أن أكون جميلة من أجلك. أنت تمنحني الثقة. أشعر بأنني قوية، مميزة عندما أكون معك. أشعر أن
حياتي تستحق أن أعيشها.
=أنت منقذي آدم.
همست، بصوت عال بما يكفي لسماعه، فتابعها بنظراته التي تتوق شوقاً وبشدة إليها ، كانت نظراته شديدة عليها كما لو كان يريد أن يراها بشكل أوضح ودائما، ليردف مبتسماً وهو يرمقها بنظرات حانية
= انتٍ حبيبتي إليزابيث وطفلتي وصغيره قلبي
نزلت دموعها وهي تبتسم له، احتضنها و اشعرها أنها بأمان العالم بقلبها، رمقته بنظرات ممتنة ، وقالت بسعادة
= أنا أحبك بشده... آدم !
رفع وجهها بابهامه بينما إبتسم هو لها بعذوبة ، وهمس قائلاً
= قلب آدم !
ابتسمت بخجل ثم تهدل كتفيها ، وعبست تعابير وجهها ، وأردفت قائلة بإستياء
= آدم إعلم ان الماضي الخاص بي كان قاسي
مسح شفتيها بابهامه ليجعلها تصمت، و سـاد الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه آدم قائلاً مستنكراً وهو يرمقها بنظرات شبه معاتبة و يضع قبضته على كفها
= هل حان الوقت لنتذكر الماضي .. ألا يمكننا أن ننسى كل ما هو مزعج في حياتنا .. لدينا عائلة الآن يجب أن نفكر فيها ، أنها أهم من الماضي؟
كانت كلماته هامسة، و لطيفة بشكل مدهش مجروح و لكن على قيد الحياة. مؤلم و لكن لا يزال مخلصا في القلب، أومأت له ثم حملها بين ذراعيه ليهبط إلي الأسفل بها وهو يجلس على مقعد أمام طاوله الطعام وهو يجلسها بحضنه، تحسس وجهها بأنامله ، وهمس لها بتنهيدة متقطعة
= كم وددت ان تكوني بين احضاني دائما من اول مره رايتك فيها.. ارغب بكٍ صغيرتي تركضين على جراحي
ثم طالعها بنظرات عشق ، وهو يمسك فنجان القهوه
الساخن و يعطيه إليها ليهتف
= هيا تذوقي القهوه وقولي رأيك.. هل هي جميله؟
ضحكت وهي ترتشف قهوتها من يده ثم أقترب وهو يقبلها قبله طويله لكن قطع تلك الدقيقه موسي الذي تقدمت منهن عابس الوجة بغيرة وهذه المره الي والده
= ابي لماذا تحمل امي هكذا على قدمك؟ هي ليست صغيره .
ضحك آدم وهو يضعها على الأرض ثم جعلها تجلس علي مقعد آخر ، بينما اخذ يركض موسي من السلم وهو يحتضن والده وقال آدم بحنان غامزاً له
= اغسل وجهك اولا .. ثانياً تناول فطورك .. وانا ساجلسك على قدمي انت الاخر .
هز رأسه وهو يبتسم باتساع ثم نظر إلي الطعام الذي أعلي الطاوله وقال بحماس
= أبي هل انت اعددتي الطعام اليوم
أومأ آدم برأسه له وهو يقرص وجنته بخفه ثم قال بغرور مصطنع
= نعم انا.. تناولوا ولكم أنتم الاثنين تعطوني رايكم بكل صراحة في طعامي.. لانني واثق بأنه سيكون مذاقه جيد جدا .
التفت موسي نحو اليزابيث وهو يتحدث معها
= امي، أبي يتعلم الطبخ هو أيضا مثلك... وانا من سيتذوق طعمه
ضحكت اليزابيث له ثم قالت باستفزاز معتمد
= حبيبي انت لست فأر تجارب
ضاق آدم نظراته عليها ، وإنزعج منها قائلاً بخفوت
= ما بكٍ طعامي ليس بذلك السوء .. ثم انك لم تتناولي شئ حتى تحكمي أولا
ذهب موسي نحو المرحاض، بينما إرتفعت نبرة صوتها قليلاً وهي تهتف قائلة بتسلية
= حبيبي لا حاجه لتعليم الطبخ وترهق نفسك
لا حاجه أنا موجوده .. وكما ترى اليوم اخر يوم في اختباراتي بالجامعه وبعدها ساكون متفرغه لكم تماما
لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج
= هل طعامي بهذا السوء إليزابيث.. كل ذلك لانني طبخت يوم ..أنتٍ قاسية حقا عندما يتعلق الأمر بي ، حسنا ، لا بأس بذلك. سأعتبر كلامك كمجاملة
مــدت أناملها لتتحسس صدرة الظاهرة من ازرار القميص.. فسرى في جسده قشعريرة علي الفور وتنهد بحرارة عندما سمع صوتها الرقيق
= لا تغضب كالأطفال كنت أمزح ، حبي .. الطعام جيد جدًا ، رغم أنه مجرد وجبة بسيطة تتكون من الجبن والبيض ، لا أكثر ، لكن مجهودك الكبير يكفي .. بل أعتقد بعد ذلك نشارك بيننا ايام اعداد الفطور .. اتفقنا ما رايك؟ هل مازلت غاضبا مني؟
رمقها بنظرات ماكرة وتقوست شفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة خفيفة وهو يقترب منها
= لا تحاولي اغرائي بجسدها الرشيق ليس الا وهذا الامر لا تستهويني ابدأ، فانا عاشق الجمال البريء مثلك تماماً؟
شفتيه كانت قريبه من شفتيها لكن لم يقبلها هو فقط يلعب على اوتار قلبها ، ضغطت على شفتيها وقد تلاحقت أنفاسها ، فلف ذراعه حول ظهرها ، وقربها إليه أكثر وهي فوق المقعد بجانبة ، أغمضت اليزابيث عينيها متأثرة ، وطوقت عنق آدم بساعديها ، ولف هو الأخر ذراعيه حولها،ذابت فيه بتلك اللحظة واستشعرا فيها حاجتهما إلى بعضهما البعض... لكن أبعد آدم رأسـه عنها، بينما حبست إليزابيث أنفاسها مترقبة إياه لفعل المزيد ... لكنهم ابتعدوا الى امكانهم عندما عاد طفلهما... اجلس آدم طفله على فخذه ليقول متسائلا باهتمام
= هاه اخبرني انت الاخر.. هل الروضه بخير؟
حك موسي رأسه بملل وهو يقول متردد
= جيداً.. لكن ابي انا فقط
عقد آدم حاجبيه باستغراب وابعده قليلاً من حضنه متسائلا باستفهام
= ماذا هناك؟ هل انت منزعج ام اوقعت مشكله بالروضه
رد موسي عليه بشجاعة وهو يشير بإبهامه
= لا فقط كاد احدهما يريد اخذ طعامي مني بالغصب وانا اعطيته ماهو لازم .. لذا المعلمه اخبرتني بان يجب أن احضر في المره القادمه معي ولي امري.
شبح ابتسامه خطفت بوجه آدم فاذن موسي له تأثير جيداً على مزاجه، بينما إتسعت عينا اليزابيث فغرت شفتيها غير مصدقة وقالت بتذمر
= يا الهي كم مره اخبرتك لا تضرب زملائك بالمدرسة موسي .. هيا اخبرني ما الكارثه التي فعلتها هذه المره ايضا
إلتوى آدم ثغره بإبتسامة عابثة وهو يتأمل زوجته الغاضبة
= لا تقلقي حبيبتي إبنك رجل شجاع و حل الأمر
رمقته بنظرات حادة ، وعاتبته مستنكرة بشدة
= ادم لا تتحدث امام هكذا وتشجعة على العنف.. هو في النهايه ارتكب خطا ولا يجب ان يضرب زملائه مهما حدث .. الافضل ان يخبر المعلمه لتحل الامر هي .
فرك آدم فروة رأس موسي بأصابعه وتسائل بحذر وهو يرفع حاجبه للأعلى
= هل لكمته مثل زميلك السابق الذي كأن يحاول اخذ القلم منك ؟؟
هز موسي رأسـه عده مرات مبتسماً بفخر بينما لاحظ نظرات امه الغاضبة، لتتلاشى ابتسامته وهو ينظر لها بعين الجرو لكي تسامحه على فعلته قائلا محاوله استعطافها
= أمي صدقيني هو تطاول بالكلام ، وانا اخبرته بمنتهى الهدوء ان يبتعد والا ساضربه .. رايتي بنفسك لقد حذرته في البداية .
إستندت بكفيها على سطح الطاولة وهي تنهض بصدمة من أفعال طفلها المشاغب ، لتنظر إليه بأعين ضيق وقالت بنفاذ صبر
= حسنا تصرف انت حتى لا افقد اعصابي مع ذلك الولد
رحلت اليزابيث بخطوات غاضبة لكي تحضر حقيبتها وتذهب الى الجامعه.. بينما رفعة آدم من فخذه و اقترب منه آدم ، ومسح على ظهره برفق ، وأردف قائلاً بجدية
= استمع لي يا إبن أبيك.. الامور لا تحل كهذا موسي انت لست صغير، انت رجل كبير هل تريد ان تقول الناس هذا الولد عاق لولده وان اتبرأ من افعالك ،انت مسؤول عن تصرفاتك لانك وحيدي وصغيري ورجل شجاع.. لكن الرجوله والهيبه لا تقاس بالعنف والضرب.. فهمت حبيبي .
هز موسي رأسه عده مرات بعدم مبالاة وهو يهز كتفيه قائلا بتأفف
= حسنا حسنا.. دعنا ناكل الآن .. الطعام سيبرد
تناول موسي بضع اللقيمات من الصحن غير مهتم بفعلته، ولم تخلو من على وجهه تلك الإبتسامة المشاغبة لكنه فجاءه صاح بإندهاش بألم عندما شعر بأحد يجذب أذنه بقوه لكن ضعيفة قليلا
= آآه أمي اتـركي أذني.
رفع آدم حاجبيه للأعلى مصدوم هو الاخر من أين أتت، فهي لم ترحل وكانت تقف تسمع حديثه مع والده، وعندما رات عدم اهتمامه لن تستطيع تتمالك اعصابها وعادت اليه، ثم أبعدت يدها عن أذنه، و ردت عليه بتهكم وهي تطلق تنهيدة مطولة بيأس منه
= إذا كانت طريقة التدليل التي يتحدث بها والدك معك لا تعطي نتيجة إيجابية ، فسأعمل معك في المرة القادمة ... هل سمعت وهذا هو اخر تحذير لك
ابتسم آدم بشده عليهم، ثم لف ذراعــه حول خصرها ، وأمسك بكف يدها بقبضته الأخــرى ، وقربها إليه فإلتصقت بصدره ، وإستندت بكفها عليه وحدقت فيه بنظرات فرحة عندما سمعته يقول بجدية
= تعالي حبيبي ، حتي لا تتأخري ... سأوصلك وأظل في انتظارك بالخارج ، أنا وموسى! لم أدعك تذهبي إلى الجامعة اليوم وأنتٍ متوترة للغاية.
❈-❈-❈
بعد برهــة ، صف آدم السيارة أمــام الجامعة وكانت هي تشاهد الطريق بتراقب وخفق قلبها بقــوة عندما علمت أنها وصلت وتسارعت أنفاسها بقلق .. بينما كان موسي في المقعد الخلفي حك مقدمة رأسـه ، وهو يلتفت حوله بفضول يشاهد الناس وهم يمرون ويدخلون إلي الجامعه ..عقد آدم ما بين حاجبيه بإندهـاش ، وســأل زوجته باستغراب بعد أن رآها مزالتٍ تجلس بجانبه على وضعها ولم تهبط
= حبيبتي لقد وصلنا .. هيا لا تتأخري.
نفخت بصوت مسموع و ردت عليه إليزابيث بإبتسامة متوترة وهتفت بضيق
= أعلم أن وصلنا آدم، أنتظر لحظة ألتقط فيها أنفاسي لا أعرف لماذا أنا متوترة للغاية .. على الرغم من أنه ليس امتحاني الأول .. لكنني مرتبكة قليلاً.
إنزعج آدم من تصرفاتها المبالغة لكنه تفهم أمرها ، وهتف بهدوء شديد
= حبيبتي ، اهدئي وخذي أنفاسك بهدوء ، لا يوجد شيء يدعو إلى كل هذا القلق ، وكما قلتي ، هذا ليس امتحانك الأول. ولعل هذا القلق والتوتر لأنك بعد ذلك ستحصلي على شهادة التخرج
هزت راسها بإقتضاب والعبوس واضحاً عليها، ثم صاحت متذمرة من الارتباك
= حسناً ، أه صحيح من منا سيذهب مع موسى إلى روضة الأطفال ويتحدث إلى المعلمة غدا؟ لقد سأل المعلم عن ولي أمره بسبب المشكلة التي أحدثها مع زميله في الفصل.
وضع آدم يده فوق ثغرها ثم طــوق رأسها بذراعه ، وجذبها نحوه وألصق وجهها بصدره ليقبل رأسها من الأعلى ثم أبعدها عنه فنظرت له بحب ، وهتف بثقة يشجعها
= هششش صفي ذهنك ولا تفكري في أي شيء آخر غير امتحانك وانا اثق بكٍ حبي. الأهم من ذلك ، لا تتركي سؤالاً دون إجابة. بالتأكيد سوف تحصلي على درجات عالية. هيا تحركي حتى لا تتأخري حظ سعيد.
إزدردت ريقها وهي تبتسم متوترة من خوض تلك التجربة من جديد وحاولت أن تتغاضى عن التفكير في الماضي بكل تفاصيله المؤلمة ،كانت مرتبكة للغاية .. نعم هي في حالة تحسد عليها.. ما بين القبول والخوف .. المجازفة والتراجع .. تخشى أن بعد تلك الاحلام يضيع كل شيء ! فتقضي على أحلامها الوردية التي بدأت تتشكل في مخيلتها .. ظلت تلك الإبتسامة العابثة متجلية على محياها ، ثم إنحنت بجذعـها للأمــام لتنزل من السيارة لكن ترجل آدم هو بسرعه، ثم دار وفتح الباب الملاصق لزوجته ، وأمسك بيدها وهي تترجل منها.. توقفت للحظة لتلقط أنفاسها وهو ينظر اليها بدعم ثم تحركت بخطوات بسيطة لتسير .. ليقول موسي بصوت عالي قليلا وهو يخرج رأســه في إتجاه النافذة
= حظا سعيداً يا أمي .. إذا حاول شخص ما سرقة مستلزماتك المدرسية ، وجهيها إليه عندما تغادرين ، وسأفعل معه ما يلزم.
توقفت مكانها وتحول عبوس وجهها إلى ابتسامه عريضه، و تنهدت اليزابيث مستسلمة بيأس من طفلها، والتفتت في وقفتها ، وابتسمت له برقــة وهي تقول بحنان
= حبيبي قلب أمك أنت .. سلام .
أبتسم آدم بشدة هو الآخر علي حديثه ، ثم دار حول سيارته ليركب خلف عجلة القيادة ، وانطلق في إتجاه المطعم الصغير الخاص به ...
وعندما وصل آدم المتاجر خلع سترته واجلس موسي على الكرسي وذهب هو ليبدأ العمل قبل ان تاتي الزبائن إليه، بينما انشغل موسي بنظر الى تصميم المطعم كأن فخم لكن بطريقه مريحه وبسيطه كل شي كان خشبي بهذا المطعم حتى اللوحات خشبيه ومدفئه تتوسط المكان... كانت تشبه الكوخ ولكنها دافئه ، ظل موسي ينظر لكوم الخشب الذي تلتهمة النار حتي أقترب آدم منه وهو يبتسم بحنان وقال
= ماذا تاكل صغيري ، في يوم عطلتك .
التفت موسي له وهو يقوم يسحب مينو الطعام الذي كأن أعلي كل طاولة وأشار له على الباستا بالصوص الاحمر ، وقال له انه يريد ان يجرب هذه! فقد اعجبة شكلها بالصوره.. أبتسم آدم وهو يداعب شعرة بحنو ثم ذهب ليخبر أحد الموظفين بالمكان ليفعلها له.. بينما هو كان ومازال اشرافه الحسابات وتوصيل الطلبات .
❈-❈-❈
هبطت إليزابيث الدرج بخطوات بسيطة وملامحها يبدو عليها الارهاق فهي ظلت حوالي ساعه واكثر تحايل موسى طفلها ان ينام مبكراً حتى يستيقظ للروضه في الغد، وبعد معاناه اخيرا استمع اليها ونام اقتربت من آدم الذي كان يجلس فوق الأريكة بالصالون ويمسك بيده اوراق حسابات تخص المطعم الخاص بهم، نظرت إليزابيث له بطرف عينيها وقالت هي بتعب بملامح مرهقة
= لما مستيقظ انت الاخر يا آدم، آآه انت و ابنك تحبون السهر بطريقه مزعجه حقا .
ابتسم آدم بخفه علي حديثها وقال بنبرة هادئ
= لدي اعمال متراكمه لا أستطيع النوم الآن ، اذهبي انتٍ ونامي وانا خلال ساعه سالحق بكٍ
أومأت له وهي تقترب منه و وضعت راسها على فخذه الايمن واغمضت عيناها ، وهو تهمس
= أريد النوم هنا !
حيث هو ،حيث قربه فقط.. ابتسم وهو يقبل رأسها يمسد على شعرها بخفه حركات لطيفه وقليله يقوم بها يجعلها تمتلك الكون بااسره وبعد دقائق معدوده شعرت به يضع الغطاء فوقها ابتسمت وهو يطبع على وجنتيها قبله ويكمل عمله.. تعبت من مراقبته و رائحته تتخلل لانفها اجفلها اثقلت كثيراً.. كيف لها ان تحتجز رائحته بداخلها، ادعيت النوم وهي تشاهدة يسحب التيشرت الخاص بها نحو الاسفل لانه كان مرتفع ويظهر جزء من بطنها رقص قلبها قليلاً علي اهتمامه البسيط.. صحيح انها ليست المره الاولى نعم ولكن بمشاعر غريبه.. حاوطها بالحاف من كل جانب وحملها بين ذراعيه، استندت على كتفه برأسها وهو يصعد السلم ودخل بها لغرفتهم.. كانت سعيده للغاية؟ وضعها علم السرير وخلع التيشرت خاصته وارتدى شي اخر و اطفاء الانور ..
اصدر فجاه البرق صوتاً جعلها تشهق بخاف وامسكت قلبها وهي تقترب منه بسرعه أكبر، لم تكن خائفه لتلك الدرجه لكنها هربت لاحتضانه.. بينما فتح آدم عينه ونظر باهتمام لها وهو يمسح علي شعرها بحنان
= ما بكٍ إليزابيث ؟ هل انتٍ خائفه
رفعت بصرها نحوه كانت ملامحه حنونه بالإضافة إلى رائحته الرجوليه، رهبت لاحتضانه مره اخرى ليمد قليلاً ممسك رأسها بكلتا يديه وهو يقرب رأسها بصدره ويطبع قبلات على رأسها يبعث الأمان داخلها.
بعد مرور يومين... في الصباح، إستيقظت من الشعور بلمسة خفيفة على بشرتها، ترسم ببطء دوائر على خدها، ثم تشق طريقها لتلعب بخيوط شعرها وكل ذلك ما زالت عيناها مغمضتين، ربما كانت تحلم هكذا شعرت؟ لكن لقد استمتعت باللمسة، لدرجة أنني تأوهت و انحنيت إليها أكثر لتشعر بها، هذا عندما أدركت، أنه يكن حلم.. بينما صدرت ضحكة مكتومة عميقة جعلتها تجفل، رفرفت عيناها لترى رجلاً جميلاً جالسا على حافة سريرها، و عيناه مدفونتان في عينيها بينما أظهر لها أجمل ابتسامه، ارتفعت أصابعه ببطء و تشابكت بشعرها يلعب به، و هو يرعى فروة رأسها، لقد كان شعوراً جميل و لكنه مألوف جدآ.. شرقت أنفاسها منه بينما كانت عيناه تحدقان في وجهها، و تشاهدان حركاتها، نفس العيون التي هدأتها الليالي الماضية، تلك اللمسات نفسها جعلت قلبها المتألم يشعر بالراحة. كانت لمسته لطيفة جدا و ناعمة...
كانت العيون تحدثت مكان الكلمات الصامتة، نظراته مثل النذر الأبدي.. كانت تآمل أن يرى الشقوق الذي في روحها، الشقوق التي كانت تلتئم الآن بسببه. كان يملأمها بكل جزء منه و لم يكن لدي رغبة في محاربته.
إحتضن آدم وجهها براحتيه ، وحدق فيها بنظرات والهة ، وأردف قائلاً بصوت ماكر
= أعلم انني وسيم.. لكن هل ستظلي شارده في ملامح وجهي هكذا ؟ كأنك اول مره تريني فيها .
خفق قلبها بقوة ، وتسارعت أنفاسها بصورة لاهثة .. وتحولت ابتسامتها السعيدة بعشق.. إلى عبوس وجهها ليضحك آدم عليها ثم قال بجدية
= هيا يا حبيبتي حتى لا نتاخر على العم أركون الذي ينتظرنا بالمنزل الان .
فهم كل جمعة بالاسبوع يجتمعون بمنزل العم أركون مع العائله... بينما ردت عليه إليزابيث بإبتسامة خجلة وهي مطرقة لرأسها
= حسنا .
❈-❈-❈
بمنتصف الليل وهناك بمنزل العم أركون كان هو و زوجته ينتظرون مجئ إليزابيث و زوجها آدم " و سافانا و زوجها أيضا، ككل ليلة جمعة يجتمعون هنا، قامت لينا بإعداد الأطباق للعشاء حتى يتمكنوا من القدوم و الحصول على شيء ليأكلون هم و احفادهم الاثنين "موسي إبن إليزابيث و روبي ابنته سافانا" ، لطالما تمنيت لينا أن يعود الزمن إلى وراء لتعامل إليزابيث كأم حنونة حقيقيه، لكن استطاعت الان مع الوقت تعاملها بأسلوب جيد، بعد أن سامحت الجميع واجتمعوا مره ثانيه.
دخلت البهجه لقلب أركون عندما رآه حفيده موسي قادم مع اسرته، التفت نحوه وهو يبتسم على ذلك الطفل الصغير المشاغب الذي تعلق به بشده بسبب براءته ، قذف موسي حقيبته المليئه بالالعاب بالارض الذي كان يحضرها معه بمنزله وهو يركض نحو أركون وصرخ بصوت سعيد
= جدو أركون
هبط أركون على الارض لمستواه واحتضنه بابتسامة عريضة وهو يردد
= اشتقت إليك جدآ يا صغيري.. كيف حالك يا حبيبي جدك
وقبل أن يتحدث عبست روبي بوجهها،حفيدته الثانيه بشكل لطيف وهي تقول بغيرة
= جدو لما تركتني بالداخل بمفردي، و ذهبت لتجلس مع موسي وأنا لا.
ابتسم الجميع علي براءه الاطفال ونهض أركون وهو يجذب الاثنين من يداهم وقال بصوت حماس
= انا جائع دعونا ناكل معاً ونلعب بعدها .. هل انتم موافقين قد احضرت لكم الكثير من الألعاب، ولا باس تشاركوني بها
هز رأسه كلآ من موسي و ربي بسعادة غامرة وبعد فتره وصل الجميع ليجتمعون حول طاوله الطعام...
بعد برهة بعدما تناول الجميع، كانت اليزابيث تغسل الصحون في المطبخ ، مع لحن من أغنيتها المفضلة على شفتيها وسافانا كانت جانبها تساعدها وقمت بتحريك جسدها وهمهمت على اللحن معها وهم يبتسمونا الى بعض بسعادة.. وبعد أن انتهوا من غسل الصحون ،تحركت اليزابيث لتحضر القهوة والشاي لهم علي نار هادئة.. بينما بالخارج كان آدم يجلس مع أركون و زوجه سافانا وهم يتحدثون في عده مواضيع.
وكان موسي و ربي يجلسون على الارض وسط كومه الالعاب الخاصه بهم الذي كان يشتريها أركون لهم، بينما قال موسي الي روبي بأسلوبة البريء الذي يخطف القلب
= انظري هذا القصر لي وانتٍ يا روبي ستكونين معي فيه.. لكن لا تكوني طفله مشاغبه حتى لا اطردك من منزلي .
ضحكت روبي بانبهار وهي ترى كومه المكعبات التي يلعب بها وشكلها على شكل منزل حقا.
و في ذلك الاثناء انسحبت إليزابيث لتقف داخل الشرفة بمفردها، و بدأت تنظر الى كل شيء حولها تتذكر البدايه؟ وما هي اصبحت في الان؟ أغمضت عينيها تستنشق الهواء النقي الممزوج برائحة الأشجار و الطبيعة، محاولة تهدئة صدرها و البحث عن الراحة.. ثم فركت ذراعيها، محاولة تدفئة نفسها من برد الليل الهش. كانت سماء الليل صافية و عميقة. نظرت لأعلى لتجد نفسها مفتونة بجمال القمر الفضي المنقط بسماء الليل الزرقاء الداكنة.. والنجوم المشاغبة تركض حول القمر تلعب و تطارد بعضها البعض. نجم صغير يتلألأ بضوء ساطع، يحدق بها و كأنه يحيها.. النجوم مثل اللؤلؤ الداهي الذي يزين الليلة الزرقاء الداكنة بأروع طريقة، مثل اللوحة الجميلة، تحمل النجوم القمر الليلة و لن يكون القمر الساطع بمفرده. ليس مثلها سابقآ..
= بما تفكري يا ابنة قلبي .
رن ذلك الصوت العميق في أذنها، التفتت اليزابيث له وإبتسامة زهــو تعلو ثغرها فرمقها بنظرات إعجاب .. بينما ركضت نحو آدم وهو يفتح يديه واحتضنته وهي تضع رأسها على صدره، ابتسم وهو يطبع قبلات على رأسها محدثها
= صغيرتي وطفلتي روحي داخلك انتٍ، اي شعور تشعرين به ساشعر به حتماً .. لقد مضى كل ذلك حبيبتي مضى.
اخذ يدها وقبلها و ترقرقت الدموع بعينها ومشاعرها الجياشه داخلها، وكانت يداها حوله و هو كان يفرك ظهرها بلطف، كان هناك شيء يطاردها، كانت يفقد عقلها، وفي نفس الوقت لم تكن مستعدة للتحدث عن ذلك، لكنها احتفظت بكل شيء في الداخل، كانت تؤذي نفسها فقط، بينما أخذت نفساً عميقاً ، وزفرت على مهل ، أطرقت رأسها للأسفل واضطربت نظراتها فقد بدأت ذكريات ظلما تتجسد في عقلها، ثم إستأنف بصوت حزين وقالت
= انا أعلم، لكني أشعر بالقلق من أنني افقد عائلتي مره ثانيه.. عندما اقف هنا اسرح بخيالية كيف كانت البدايه وانتهت ! بداخلي عده مشاعر من فرح وحزن وانتصار ، لا أعلم متى ستنطفي هذه اللحظات داخلي لا أصدق أن مرحلة الطفولة انتهت.. الحياة غير منصفة.. لن تعطيك ما تشتهي منها دون تنازل !
ربت على كتف رفيقه عمره بالحياة ، وقال حديثه بصوت رخيم وهو يرفع حاجبه للأعلى
= أتعلمين ماذا يا اليزابيث، أستيقظ دائما في الصباح، معتقدا أن شيئا رائعا سيحدث لي. لكن بعد ذلك أدركت أن حياتي تغيرت تماماً. لا يمكنني العودة إلى ما كنت عليه. يقول الناس، انسوا الماضي و امضوا قدما. لكننا نحن فقط من نعرف مدى صعوبة النسيان لكن كما تعلمين، لأنه لا يوجد شيء مرعب أكثر من القتال مع ماضيكٍ وعقلك كل يوم و البقاء على قيد الحياة في هذا العالم القاسي.
أومأت برأسها في كلماته كان على حق، بغض النظر عن عدد المرات التي حاولت فيها نسيان الماضي، كان لا يزال يطاردها طوال حياتها، طاردها ماضي، حتى في أحلامها أحيانًا تجعل حياتها تشعر بالشفقة والضعف.. بدت متأثرة بكلماته ، وتشنجت تعابير وجهها، ثم سألها بهدوء، و أصابعة تلعب بشعرها و هو يشير إلى الشجرة في حديقة العم أركون
= اليزابيث، هل ترين الشجرة هناك؟
أومأت برأسها بهدوء، فقد هدأت تماما بين ذراعية ليخرج صوته ناعم
= إذا شعرتي يوماً أنك تفقدين كل شيء، فقط تذكري أن الأشجار تفقد أوراقها أيضا كل عام، لكنها لا تزال تقف شامخة و بشجاعة، لأنها تعلم أن أياما أفضل قادمة.
تنهدت و هي مسترخية بين ذراعيه، ربتت إليزابيث على ظهره ، وشعرت بإمتنان نحوه وهي تقول بخفوت
= الى متي سأظل اقع في حبك ادم، انت شخص حقا رائع
وضع آدم إصبعيه على طرف ذقنها ليرفع وجهها نحوه ، وتنهد بصوت مسموع ليقول بحب واضح في نبرته ونظراته
= اياكي ان تتوقفي عن حبي لحظه واحده!
حدقت إليزابيث فيه بنظرات والهة ، وأردفت قائلة بصدق
= سأظل أحبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟أنك حقا سبب يستحق العيش لأجله.. تجعلني أظن أن العالم مكان جيد ..لقد رأيت السعادة ، السعادة التي كان ينبغي أن تكون لي.. وانا معك.
أمسك براحة يدها ، ورسم على ثغره إبتسامة راضية ، ومسح عليها بأنامله بنعومة فإقشعر بدنها من لمسته الرقيقة وقال بهمس وهو مسبل عينيه نحوها
= هل تتذكري عيد زواجنا أنه يوم الأحد القادم.. يجب ان تكون هذه الليله مميز بيننا
وضعت يدها حول خصره مجددا، وهي تقول بتنهيدة سعيدة
= نعم اتذكر بالتأكد، ما رايك ان نحتفل بخارج المنزل هذه المره ؟
تهللت أسارير آدم وبدت على وجهه علامات السعادة والحماس، فتحدث بشغف
= فكره جيده لكن يجب ان نكون بمفردنا هذا اليوم.. ما رايك ان نترك موسى هنا مع عمك أركون ونذهب نحن حينها؟
وفي ذلك الاثناء كان موسي قادم اليهم وهو يمسك المنزل الذي صنعة من المكعبات ، وتقدم نحوهما حتي يشاهدوا ، لكنه استمع الى كلمات والده الاخيره! و رمــق والده بنظرات حانقة بحزن، وهو يصيح بصوت مسموع بصدمه وغيظ
= أبي ، لقد سمعتك؟ تريد أن تخرج وحدك أنت وأمي وتتركني هنا مع جدو .. يا إلهي هناك مؤامرة ضدي تحدث هنا.
نظروا الي بعضهم بذهول بصمت، ثم التفت موسي إلي الداخل مره ثانيه وصـر على أسنانه بشراسـة ، وتوعد لهم قائلاً بصياح بصوت محتد
= الجد أركون ، انظر ماذا يريد والدي أن يفعل بي
لــوى آدم فمه قائلاً بصوت خافت وبتهكم صريح وهو يرمق رحيل طفله بنظرات حادة بحسرة
= يا إلهي فضحنا هذا الفتى بين الجميع .. لم نعد نحتفل في هذه الحالة ماذا سنفعل؟
كافحت إليزابيث لتكتم ضحكتها بصعوبة علي أسلوب طفلها، ثم أومـأت برأسها وهي تردف ، بينما ظلت إبتسامتها مرتسمة على شفتيها
= لا يوجد حل سوى الخروج في نزهة بعد يومين ، حتى يظن أننا كنا نتحدث عن هذه النزهة ، ويوم الأحد نتركه مع سافانا و زوجها.
صمت آدم قليلاً وقد إرتسم على ثغره إبتسامة انتصار ، وهتف قائلاً بسعادة واضحة
= خطة رائعة حياتي .. حسنًا سنفعل ذلك ، إذن اصمتي ولا تتحدثي أمام ابنك بحرف واحد.
❈-❈-❈
وقد ظهرت نتيجه اليزابيث بعد أيام ونجحت بتقدير جيد جدا.. بينما سافر آدم بعد أيام قليلة وعاد إلى تلك القرية مرة ثانية ليرى صديقه زين ويهنئه على طفله الثاني. فهو بعد أن تزوج بعام أنجب ولدا .. وأنجب طفله الثاني من زوجته! كان آدم على اتصال به من حين لآخر ، وفي بعض الأحيان كان يذهب لرؤيته بمفرده .. ورغم أنه رأى سعادته بزوجته وعائلته الجديدة ، إلا أن غيرته منه لا تزال تتحكم فيه ولا ينسى أن زين كان يحب إليزابيث زوجته ..وأم طفله.
❈-❈-❈
في سيارة آدم راقب الطريق بنظرات لاهفه وهو في طريقه الى اليزابيث فاليوم هو عيد زواجهم، وقبل قليل قد أتصلت به زوجته واخبرته ان ياتي مبكراً ويحتفلون في المنزل بدلا في الخارج وسوف تعد له مفاجات كثيره، وكان مرتدياً أرقى بدله ( ذات اللون الأسود ) على غير عادته، وبعد برهة صف هو السيارة أمام منزله وترجل منها، ثم أسرع ليخرج مفتاحه من جيبه لكن تفاجئ بأن إليزابيث هي من فتحت الباب أولا! جاب آدم بأنظاره علي جسد زوجته، فرأه أمامه حوريه .
لتلتمع عينيه حابساً انفاسه فور وقعت عينيه عليها حيث كانت تقف أمامه ..شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتأمل جمالها الصاعق في ذاك الفستان الذى كانت ترتديه..حيث كانت ترتدي فستان من اللون الأحمر الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزاً قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة.. شعر بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهاء بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه....نظرت اليزابيث نحوه ، وتسائلت بحيرة وخجل من نظراته
= هل ستظل مكانك طول اليوم.. تفضل إلي الداخل.
لف ذراعه حول خصرها بتملك علي الفور و أجابها بنبرة عميقة وهو يسحب ذراعها لتتأبط فيه
= هل كل هذا الجمال لي وحدي. .
تورد وجهها خجلاً متوتره ثم سـار الإثنين سوياً إلي داخل المنزل المغطى بالسجاد الأحمر حتى وصلوا لغرفه، تتعالي منها موسيقى هادئة و ساحرة فور دخولهما، فسلط آدم أنظاره على تلك الأجواء الرائعه ..ابتلع آدم ريقه، وتأمل بإنبهار واضح على ملامح وجهه المجهود الفظيع الذي قامت به زوجته بالمنزل.. حتى انها لم تنسى ان تصنع له كل الوجبات المحببه له من يدها ، خط على الأرضية الخشبية والتي أضاءت تدريجياً بإضاءة رقيقة أدهشت آدم للغاية وأحبها .. سأل بفضول وهو يطالع حوله بإعجاب من هيئه المنزل
= ما هذا الجمال إليزابيث.. متى وكيف فعلتي كل ذلك ؟
أجابت إليزابيث مبتسمة وهو يرمقها بنظرات حانية
= هل أحببت ذلك؟ بعد أن خرجت للعمل في الصباح ، دعوت موسى إلى منزل سافانا ، ثم اشتريت كل ما أحتاجه وأعدت كل شيء هنا ، لأفعل ذلك الجو الجميل
أبهرته حقا.. خفق قلب آدم بقوة ، ونظر إلى اليزابيث غير مصدق ما فعلته زوجته ..بينما إبتسمت هي له بعذوبة ، وهمست قائلة
= احببت أن نحتفل على إنفراد بحياتنا الجديدة
لف آدم ذراعه حول خصرها وأمسك بكف يدها بقبضته الأخري وقربها إليه ، فإلتصقت بصدره، وإستندت بكفها عليه ، وحدقت فيه بنظرات فرحة .. و راقصها بحركات بسيطة للغاية ودار بها بخفة ، ثم تابع قائلاً بهمس
= شكرا يا حياتي على ما فعلتي ، هذا هو حقًا أفضل احتفال بعيد زواجنا ، كل عام وأنتٍ بخير ومعي دائما .. أحبك إليزابيث .. أحبك كثيرا
رمقته بنظرات ممتنة ، وردت عليه بسعادة
= سأظل احبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟ عندما التقينا اعتقدت أنه الوقت الخطأ، هذا ما كنت أقوله لنفسي باستمرار على أي حال.. لكن بعد مرور الزمن ، عرفت بأن الافضل نعطي أنفسنا فرصة أخرى.
دس يده الأخرى في جيبه وهو مازال يحضنها، وأخرج منها خاتماً رقيقاً مصنوعاً من الألماس ، وقال بنبرة هامسا تحمل الجدية
= ارتكبي أخطاء وتعلمي منها ، وعندما تؤلمك الحياة ، لأنها ستؤلمك، تذكري الأذى جيداً. فالألم جيد. ويعني أنكِ خرجتي من ذلك الكهف.
زادت خفقات قلبها ، وترقرقت العبرات في عينيها الزرقاوتين تأثراً بما يفعله من أجلها .. واخذ يديها ليضع الخاتماً بها ليكمل آدم بإبتسامة ناعمة
= لا داعي للتفكير يا إليزابيث ، استمري في حياتك المفقودة معي في المستقبل يا عزيزتي.
هزت راسها له بالايجابي بابتسامة عريضة ثم توقف عن الحركة بعد أن أشارت له اليزابيث بان يتناولون الطعام قبل ان يبرد ، وأرخى ذراعه عن خصرها ، وتراجع مبتعداً عنها .
بينما سحب الكرسي القريب من طاوله الطعام لتجلس إليزابيث ثم جلس هو الآخر، متأملة ملامحه الرجوليه ابتسم آدم عندما لاحظ أنها لا تبعد عن النظر لوجهه، لكن لم يعلق ولا يريد ان يحرجها... تناولوا العشاء وسط ذلك الجو الهادئ والموسيقى الرومانسيه.
هذه الليله، تعامل معها كما لو كانت شخصا ثميئا بالنسبة له. لم تكن تتوقع منه أنه سيعلم ما بها دون تستطيع الشكوى ، کان كشيئا احتجته بشدة بحياتها الماضية.
مسح آدم بكفيه برفق على ظهر إليزابيث بعد أن تراجعت برأسها للخلف ومـرر عينيه على وجهها الذي يعشق تفاصيله الدقيقة ، وشرد في زرقة عينيها ، و عبرت عينيه عما يكنه قلبه نحوها.. وفي لحظات حملها ليصعد بها إلى الغرفه.
انزلها أعلي الفراش شعرت بتنهيداته الحارة تلفح وجنتيها ، فزادت من حمرته وأربكتها بشدة ..اقترب آدم ببطء من صدغها ، وتلمس بشفتيه ملمسه الناعم ، فإنكمش جسدها من لمساته..و مجدداً إستشعرت حرارة قبلته على شفتيها .. وعندما بدأ آدم في ازاحه حملات الفستان من اعلى كتفها لاحظ شيء ما أعلي بشرتها.. وأنها قد رسمت وشم خاص به!
انحنى قليلاً وهو يقبل مكان الوشم لتمسك إليزابيث كتفيه لتبعده قليلاً عنها لكنه عبس... يريد أن تقربه اكثر من أنها تحاول ابعاده .. نظر بعينها بحده مكتوم وزمجره غاضباً وهو يطبع جسده على جسدها وهو يرفع يده اعلى راسها ويده الاخرى تمسك وجهها لينظر نحوها بنظره رغبة ويظفر شفتيها اكثر واكثر يقبلها وكانه لم يقبل احد من قبل يمسك رأسها بقوه وهو يقبلها اكثر، شفتيه كادت ان تحترق او تقلع كأنه هو لم يتناول من قبل ، ازاح شفتيه عنها وأغمضت عيناها باستمتاع ، نظر آدم اليها وتحديداً رقبتها وازاح شعرها المنسدل عن تلك المنطقه مشى خطوات وهي تتراجع نحو حائط الفراش ، بينما ردد آدم بتنهيدة لاهثة
= وشم ! متى طبعتي علي جسدك؟ لم اراه من قبل
حمحمت اليزابيث ببطئ حيث حركاته التي تجعلها تذوب، ظهر جزء كبير من رقبتها بينما مرر ابهامه على الوشم المكتوب " آدم لي" باللغة الفرنسيه ليبتسم على طريقه تملكها بالوشم كانها تريد أن تثبيت للجميع بانه لها وحدها ملكيه خاصه.. أومأت برأسها بإيماءة خفيفة ، وتابعت برقة وهي تحنى رأسها للأسفل
= لقد فعلته قبل يوم ! الم يعجبك .
ألصق جسدها في صدره ثم وضع آدم إصبعه على وجنتيها ، وتحدث إليها بصوت خفيض للغاية
= بلا مذهل، لكن هل يؤلمك ؟
كانت شارده به وبنظراته المليئه بالغرابه وشفتيه الكبيره المنفرجه قليلاً... ثم أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب بين ذراعيه... وهو يرمقها بنظرات متيمة للغاية ، وممسكاً بأناملها بأطراف أصابعه ، وأردف بنبرة رومانسية هادئة
= اعشقك يا أغلى من عمـري ! اعشقك يا إبنه قلبي.
رسمت على ثغرها إبتسامة راضية وهي مسبلة عينيها بينما يدها تعبث بصدره بأنامل يدها
= وانا ايضا أعشقك آدم.. اعشقك يا منقذي !
لم يعد بعدها للحديث اهمية وبعد دقائق قليلة من التلاحم والإندماج العاطفي بين أجساد العاشقين ، نجح آدم في إيصال زوجته إلى ذورة الحب ، وبث فيها حرارة العشق الذي كان كل يوم يزداد بينهما اكثر واكثر........
❈-❈-❈
مــرت عدة أيام.. تحركت إليزابيث بالفراش تشعر أنها نامت لدهر فتحت عيناها بقوه وهي تشعر بجسد قريب كان نائماً بسلام فقط بـ بنطلونة يضع يده على جبهة وصدره العاري ابتسمت وهي تقبل يده فكان نائماً بعمق.. في حين اقتربت تنام على صدره العاري وهي تستنشق عطره مسح على رأسها وهو مغمض العينين
= صغيرتي كم الساعه الان ؟
تسللت أصابعها لترسم خطوط وهميه على جسده وهي تنظر إلى ساعة الحائط
= انها العاشرة والنصف !
فتح عيناه بخمول وهو يجلس على السرير يستريح بجسده عليه
= آه انني متعب قليلا !
قبلت وجنتيه و أدارت رأسها ناحيته وهي تجيبه بصوت منخفض
= سلامتك حبي ساذهب معك اليوم واساعدك بالعمل بعد أن يذهب موسي إلي الروضة... لكن متى اتيت؟ لم اشعر بك وكيف نمت هنا علي الفراش.. اخر شيء اتذكره انني كنت بالاسفل اشاهد التلفاز بانتظارك
نظر نحوها بنعاس رمقها بنظرات ممتنة وهو يرد عليها
= كنتي نائمه، لم اريد ايقاظك تركتك نائمه
قربت نفسها منه اكثر تشعر انه مغناطيس وهي حديد.. أمسكت بشعره بخفه تشد عليها اكثر فقبلته بقوه وكانت اشاره خضراء له.. لينقض على شفتيها بقوه ويديه تتسلل أسفل الفستان خلف ظهرها يحاول فتح ازراره، بينما لاحت على ثغره ابتسامة عابثة ، ودار برأسه الكثير من الأفكار المتهورة ..هو يشتهي وجودها بقربه ، ويُمني نفسه بقضاء أمتع الأوقات في أحضانها.. أبتعد قليلاً ونظرت بعينيها كانت تشعر بطاقته تنتقل بجسدها انفاسه الحاره التي تلفح وجهها تشعر أنها تود تقبيله ولا تبعد عنه ابدأ كان فقط ينظر بوجهه.. بعينه ! ليتحدث وشفته ترتطم بخاصتها باشتياق
= اشتقت إليكٍ لذلك أتيت مبكراً من العمل بالأمس... وأنتٍ لم تتصلي بي طوال اليوم.. لذلك اتيت لهنا وضعتك هنا ونمت.
كان يشير لصدره فهي كانت نائمه هنا.. وهنا علمت سبب نومها العميق هو أنها كانت بالنعيم ذاته، تنام بجانب قلبة... ثم طبع قبلة حارة على عنقها فألهبت مشاعرها نحوه أكثر ، وبدأ يبث إليها أشواقـه الحارة مستخدماً طريقته المغرية التي أصابتها بالجنون واللهفة ، و ماهي إلا لحظات حتى انغمس الاثنين في لذة العشق ، مثل أسعد زوجين عاشقين منسجمين في روحهما وجسدهما ...
بعد مرور ساعتين... كانت دندنت إليزابيث بحماس وهي تحضر الفطور بعد أن اغتسلت وفي ذلك الاثناء كأن آدم يهبط الدرج واستمع إلى صوت دندنة خافتة تنبعث من المطبخ ، فقطب جبينه متعجباً وهو يتقدم نحو الصوت ، ليبتسم بعشق عندما علم أنها هي زوجته ثم تسلل بحذر نحوها، بينما شهقت اليزابيث بذعــر حينما رأت من يحاوطها من الخلف ، وتلوت بجسدها محاولة تحريره ، ولكن طمأنها آدم بسرعة قائلاً بصوت هادئ
= إنه أنا.. يا إبنه قلبي.
إستكان جسدها نوعاً ما بعد أن إطمأنت منه ، ثم التفتت له ، و زادت إبتسامة إليزابيث إشراقاً وهي تقول بفخر
=ما رأيك بتلك الأجواء الرومانسيه التي فعلتها
جذبها آدم ناحيته ، وطوقها بذراعها من خصرها ، وضربها بمقدمـة رأسه في جبينها ، ومازحها قائلاً محاوله اغاظها
= وما الرومانسية بالموضوع مجرد وجبة خفيفة
ضربته في صدره بقبضتها بضيق.. ثم ردت عليه بإبتسامة صافية وهي تجيبه بدلال
= الرومانسية حبيبي أنني أصبحت زوجتك يا آدم.. انا زوجه آدم نيشان العظيم.. ألم يكفي ذلك .
تسارعت أنفاسه من فـرط الحماسة الممزوجة بالسعادة الغامرة.. وإلتوى ثغره بابتسامة مثيرة للغاية وتابع بصوت رخيم
= بلا يكفي جدا.. فإنتٍ الملاك الذي أضاء حياتي !
الفراشات التي بمعدتها بدأت تطير، وبدأوا يتناولون وجبة الإفطار وهي لم تشعر بطعم شيء ، بسبب نظرات آدم التي لا تفارقها ابدأ.. ضحك وهو يشعر بمدى احراجها منه و بدأ هو يطعمها ، دنا آدم منها ، وانحنى برأسه ليقبل حبيبته ، وهو يردد
= علميني الطبخ يا إليزابيث ، طعامك لذيذ حقاً
أبتسمت ابتسامة رضا وهو يضع اللقمه بفمها وكان يبلع ريقه وهو ينظر لشفتيها، ورمقته بنظرات ناعمة ثم قالت برخامة
= لا لن اعلمك الطبخ
نظر بعينها وإحتقن وجـه آدم نوعاً ما ،وتحدث بانزعاج
= اوه لماذا؟ لا تكوني شريره... أنا أتكلم حقا
غمــرت السعادة قلب اليزابيث وهي ترى زوجها يشاركها أبسط الأمور .. ثم ابتسمت اليزابيث له و حركت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد مدعية التفكير
= ممم حسنا دعني افكر قليلاً.. يمكن أن اوافق لكن سوف أضع بعض الشروط التي ستنفذها دون نقاش.. لكن أنت ماذا ستعلمني في المقابل ؟.
أبتسم وهو يقبل شفتيها بقوه ثم لف ذراعه حول زوجته ، وقبل جبينها قائلاً بصوت خبيثه
= ساعلمك اشياء أخرى اكثر فائده من الطبخ ! وسوف تحبيها أكثر .
ضحكت عندما علمت معني كلماته ، لينهض فجأة وهو يحملها من مكانها صاعدا بها الدرج، لتشهق إليزابيث قائله بدهشة
= إلي أين ؟ ، لم اكمل شروطي بعد
أجابها آدم مبتسماً بمكر وهو يرمقها بنظراته العاشقة
= سنكملها على سريرنا عزيزتي.
طالعته بعينيها بحب ممزوجه بفرحه بسعاده مطلقه لينظر لوجهها وهو يبتسم ويقبل كل انش بوجهها بعشق.. وسبحا سوياً في عالم خاص بهما ، فإرتوت فيها إليزابيث من بحور الغرام ، وإرتشف فيها آدم من أنهار العسل المصفى ..
مختلف.. ! كان كل شيء مختلف معه.. منذ أن رحلت من تلك القرية وجاءت وطنها الأول! وانجبت طفلها عرفت طعم السعادة والحب الحقيقه، و الأمان الذي افتقده بسبب تجاربها بالحياه قد عادت تشعر بة مره ثانيه بفضلة... لكن تلك اللحظات التي كانت تعيشها مع أسرتها الصغيرة ! مختلفه حقا.
❈-❈-❈
بـعد مـرور سـنتين...
كانت اليزابيث جالسه على السرير و الهالات تحيط بها وفركت عينيها بإرهاق .. وهي تتحدث بنبرة غيظ
= نامي يا عزيزتي، لم انم منذ يومين هل انتِ سعيده كوني مستيقظه؟ لا اعلم لمن انتٍ مشاغبة هكذا.. ألم يكفي موسي علي .
ضحكت الصغيرة ليلي طفلتها الثانية.. التي تتوسط يدها فقد أنجبت مره ثانيه لكن هذه المره فتاه كما كان يتمني آدم.... والان أصبح موسي بالمدرسة.... وانها الفتاه المدللة الان الي آدم بعدها.. أو قبلها لا تعد تعرف! لكن ادم لا يتحمل عليها نسمة هواء ولا يستطيع أن بغضب عليها... و أحيانا يشعر موسى بالغيره نحوها و إليزابيث أيضا! فكانت الطفلة ليلي في بدايتها تحظي على اهتمام آدم كله، لكن مع الوقت استطاع ان يعطي الثلاثه حقهم من الدلال والحب! اما العمل "المطعم" كأن يسير بصوره مثاليه جدآ رغم أن إليزابيث لم تعد تذهب كثيراً الى المطعم بسبب اهتمامها بأطفالها الاثنين ، لكن لم تكن حزينه لذلك بل كانت سعيده جدا وهي تقضي اكثر اوقاتها معهم .
إستمعت إلى صوت صغيرها موسي وهو يهتف بضيق بينما ممسك بريموت سياره صغير في يده
= أمي ، العبي معي! هل ستحظى هذه الفتاة الصغيرة بكل الاهتمام... وليس أنا؟
ابتسمت اليزابيث له بحب رغم تعبها ثم وضعت طفلتها أعلي الأرض وسط كوم الألعاب و تحركت في إتجاه موسي لتلهو معه قليلاً ، ولكن تركها فجاه الصغير ليركض في إتجاه والده حينما رآه وهو يهتف بسعادة واضحة
= ابي لقد عاد.. ابي عاد !!
ركض آدم نحوه مبتسماً بحنان وهو يحمله مقبلاً اياه بقوه، ثم داعب وجنتيه بإصبعه ودغدغه في جسده ، فتعالت قهقهاته الطفولية التي خطفت قلبه.. ثم اعطي له حلوه ليسعد بها موسى وتعلق بعنقه اكثر وتشبث به.. ثم بحث آدم بعينة بلهفة وشوق
= أين صغيرتي ؟
بالتاكيد كان يقصد طفلته الصغيره ليلي، التي ركضت هي الأخري بسرعه نحوه بخطوات متعثره تتشبث به من قدمه وهي تهلهل بسعاده ، حملها آدم على كتفه وهو يطبع القبلات على وجهها.. بينما اقتربت اليزابيث وهي تتحرك بخطوات غاضبة وهتفت متذمرة
= انا متعبه جدآ آدم، خذ ابنتك وحاول ان تنيمها
أنزل آدم أطفاله بالأرض الاثنين ، وجذب زوجته قبل ان ترحل ، بعد ان تفهم غيرتها من اطفاله! بينما دنا آدم منها ، واحنى رأسه ليقبل حبيبته ، وهو يردد بنبرة واثقه
= حتي إذا أنجبتي 20 طفل ! ستظلي انتٍ الحب الأول والأخير ..
اريحها إليزابيث حديثه أنها تنال في نهاية المطاف على ما كانت تحلم بة حب آدم... وقبلها بشغف الآسرة .. بينما طوق آدم بذراعه زوجته وهو يتطلع إلي أطفاله ، وضم إليزابيث إلى صدره ، وهمس بتنهيدة إرتياح
= فليديمكم الله في حياتى !
امتثل آدم بالأخير إلى طلب إليزابيث وهـز رأسـه موافقاً ، لياخذ هو اليوم هذه المهمه ويحاول ان ينيم الصغيره بينما هي ذهبت لتنيم موسى بغرفته! ولم تكن الا دقائق و ليلي تغفو على كتفه... بعدها خرجت اليزابيث من الغرفه فقد كان جسدها منهكة للغاية ، ولم تعد بإستطاعتها البقاء مستيقظة .. لتجد آدم كان ينتظر امام غرفتهم .
أبتسمت له ثم لفت ذراعها حول خصر آدم وسارت معه بخطوات متمهلة نحو غرفتهما .. ولج الاثنين إلى الداخل ، وعاونت هي زوجها في التمدد على الفراش ، فرمقها بنظرات حنونة مطولة بانها رغم الارهاق التي تشعر به مع اطفالها طوال اليوم، لم تنسى الاهتمام بة، ثم نامت هي إلى جواره فإحتضن كفها الناعم براحتيه ، وإرتسم على وجهه المتعب إبتسامة ساحرة ..
مسدت بيدها على رأسه بحركة هادئة وثابتة ، فشعر بملمس أناملها يتخلل خصلات شعره ، فتنهد بحرارة ، يتطلع إليها بعينيه تشع عشق دفين! رمقته هي بنظرات دافئة ، بإبتسامة ناعمة وقالت بتنهيدة حارة
= أنا أعشقك آدم .
ظل مبتسماً بعشق ، ثم رفع رأسها في مستوى نظره لتمسك عينيه بعينيها الزرقاوتين ..أنزل آدم يديه عنها ، ورمقها بنظرات شغوفـة
= وأنا أيضا ، أعشقك يا إبنه قلبي .
كانت نظراتهما كافية للتعبير عن صدق إحساس كلاهما .. نامت على صدر آدم وهو يطبع قبلات على رقبتها واخرى على شفتيها و رفع يده يفك رابطه شعرها وهو يعيد حماله الثوب للوراء ليقول بجدية هادئة
= ما رأيك في أخ جديد لموسى وليلي .. لا تنظري إلي هكذا ، سأساعدك في تربيتهم.
ضحكت بخفه وهو يلتهم شفتيها وضعها بحضنه بينما مشت اصابعة حافيه على كتفها العاري... لـ يعتدل آدم و يسحب إليزابيث من خصرها وهو يقبلها بحب كبير لتبادله هي نفس القبلة....
كان حلم بالنسبه لها ما يحدث حولها ، وفي المستقبل حقيقه بالفعل... بأنها أصبحت ام لطفلين "موسي وليلي"..و أصبحت زوجــه بعد ان كانت تري نفسها عـاهرة بلا قيمه ، ولا تستحق شيء بالحياه...
آدم هو الحب الأول الذى مزج قلب اليزابيث، أحبها بكل جوارحه، سطرت فى قلبه ومخيلته اسمى أنواع التفانى والتضحية للحبيب، عاشت أيامها حلوها ومرها... مـعـة... سعادة حقيقية تذوقتها مع عائلتها الصغيرة ! وهو عاش وسط أجواء الأسرة الهادئة المستقرة الذي لم يحظي بها في حياته السابقة ...
كأن كل واحد منهم بحاجة لشيء في حياته .. كان آدم يبحث عن دفء الأسرة .. وكانت هي بحاجة إلى الأمان! كان ذلك اليوم الذي أعلنت فيه حبها له..وقبلت أن تستمر حياتها معه ، وسلمت قلبها له قبل جسدها .. فتمتع بحبها ، وأصبح أسعد الرجال.
وفي نهاية الليل الدامس لعقول كانت لاهية عن تلك الاوجاع... فأخيرا نهاية صمت الم امرأة عانت كثيراً الى أن قررت تنطق، لتكتب نهاية المعاناة.. نهاية الليل.. ولكنها بداية الاشراقة !..
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا