![]() |
رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الحلقه الخاصه بقلم نداء علي
#بسم الله الرحمن الرحيم
#حلقة خاصة من أحفاد السياف
نداء علي
💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝
وماكان النسيان هيناً، وما كان الرجوع اختياراً، فما فارقتك راغبة ولا تخليت عنك طواعية.
................................
خير يا حنان، هنفضل قاعدين كده كتير.
حنان بتردد :
ابعدي عن هاشم، أنا سكت كتير بس الموضوع زاد عن حده.
رحاب
امممم، حاضر، أي أوامر ثانيه.
حنان بغضب : شكلك بتتريقي، اسمعي ياست انتِ، أنا مستحيل أسمح لواحدة تشاركني في جوزي، وطول ما انتِ قدام عينيه هيفضل يفكر فيكي.
رحاب بثقة :
وحتى لو بعيدة عنه، عمره ما هينساني، عارفه ليه؟!
حنان : علشان بيحبك
رحاب : لأ، لأنه ظلمني، هاشم ظلمني يا حنان وده سبب تصرفاته، وبعدين اطمني انا لا ناوية ارجعله ولا عندي استعداد ادخل في صراع وتعب قلب.
حنان : والمفروض اصدقك.
رحاب : حاجة ترجعلك، أنا أساساً ميهمنيش تصدقي أو لا، بس لو كان في عندي رغبة أو ناوية ارجع كنت رجعت من سنين وربيت بنتي مع أبوها، عمرك سمعتي عن حد هجر أرضه سنين ورجع يزرعها وقت الخريف.
حنان : ولا خريف ولا ربيع، انتِ فاكرة إني طيبة وهنخدع بالكلمتين دول.
تبدلت ملامح رحاب وعادت لقوتها، وقفت بالقرب من حنان تنظر إليها بتحذير وغضب:
بقولك ايه ياست انتِ أنا لحد النهاردة بتعامل معاكي غير الناس، انتِ متعرفنيش انا مجنونه رسمي، يمكن السبب اللي طفش جوزك مني زمان هو جناني ده فمتخلنيش اقلب عالوش التاني.
حاجة غريبة والله قولتلك لا بفكر ولا ناوية اتنيل وارجع للبيه جوزك، احلفلك على مصحف ولا امضيلك وصل امانة، وبعدين بدل ما تقوليلي روحي قوليله وحلي انت وهو عن سمايا.
حنان بخوف من تغير رحاب المفاجئ
في إيه، هو خدوهم بالصوت.
رحاب : يا ربنا، يا حبيبتي، أنا شارية دماغي من زمان، هاشم خلاص مرحلة في حياتي وانتهت، اتفضلي بقى روحي بيتك واطمني وبعد إذنك ياريت تبعدوا عني وتنسوني، مفهوم.
غادرت حنان وقد هدأت ثورة غضبها وغيرتها وخوفها بعدما تأكدت من نوايا رحاب، وابتسمت رحاب بيأس فمهما سعت للبعد عنه تجذبها الأمواج إليه فقد كان دوما هاشم كمحيط لا آخر لأسراره تركته وهي عاشقة له ورفضت الرجوع إليه رغم عشقها له وإن اختلفت الطرق بهما وغاب عن ناظريها لا يغيب عن فؤادها، لكنها اكتفت بتلك الأيام التي جمعتهما وستبقى على تلك الذكريات فقط
💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝
كانت تساعد أبنائها الصغار في ارتداء ملابسهم وجاد يتابعها بشغف وكأنه لم يعش معها عمرا بأكمله، يعشق عيوبها قبل مميزاتها، كل ما فيها يجذبه إليها.
ابتسمت بسعادة بعدما انتهت من تجهيز صغيرها الذي ورث عنها لون عينيه، التفتت إلى جاد قائلة
شايف يا جاد، كانه بدر منور ربنا يحفظه.
جاد : اكيد يا رباب، طالع حتة منك، سبحان الله كل يوم بتكبري فيه تحلوي اكتر.
رباب :وبعدين معاك، العيال سامعينك.
جاد : وإحنا هنخاف ولا إيه
ابتسمت بخجل لكنها تذكرت ما طلبه إليها جواد فتحدثت بتردد
فكرت يا ابو چواد في الموضوع اللي كلمتك عنه.
جاد : موضوع إيه، ما خلاص المحروس ابنك راح واتفق مع ابو العروسة على كل حاچة، هفكر أنا في إيه؟
رباب : تاني يا چاد، الواد غلط وخلصنا، وحب على يدك مرة واتنين، عشان خاطري تسامحه ومتكسرش بخاطره...
جواد : لاه، لازم يتعلم الأدب الأول ويحترم كلمتي.
رباب بدلال
بقولك عشان خاطري، عاوزين نفرح بيه ونشوف ولاده.
جواد : وابقى چد واكبر نفسي وأنا اللي من سني لساتهم من غير چواز
وكزته رباب قائلة بغيظ
هتصغر نفسك بالعافية، إن مكنش النهاردة هيكون بكرة ياخويا.
جاد : خلاص، أنا هسامحه المرة دي لاچل خاطرك، بس لو اتكررت
رباب : اطمن خلاص عرف غلطه ومش هتكرر تاني، البت من أول ما شفتها حبيتها، ان شاء الله تكون من حظه ونصيبه.
جاد : ربك يقدر الخير، البت متربية كويس وأبوها راچل طيب وأمين شغال معانا من سنين، والمهم إنها قوية وهتعلم ابنك الأدب.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
لؤي انت لسه ملبستش، بسرعة ارجوك
ارتشف القليل من كوب العصير قائلاً ببرود
مستعجلة على إيه مش فاهم، وبعدين انا مش حابب احضر فرح الولد ده
ديما بتعجب
ليه ان شاء الله، وبعدين ايه ولد دي، ده رحيم حد كويس جدا وجنتل مان
لوي فمه بسخرية
وإيه كمان، كملي يا مدام
نفخت بضيق وتوجهت نحوه قائلة
ممكن تتكلم بصراحة وتقولي متغير ليه بقالك كام يوم.
لؤي : رحيم ده مش كان بيحبك ولا أنا عندي تهيؤات
ديما : لأ طبعاً عندك تهيؤات
نهرها بحدة
ديما، مش وقت هزار
ديما : مش بهزر خالص، انت فعلاً عندك تهيؤات ومجنون، لسه بتفكر تغير، ومن مين رحيم
لؤي : مش غيران منه انا بغير عليكي، تفرق كتير
ديما : تفرق في ايه بقى
لؤي : أنا مفيش راجل في الدنيا ممكن اغير منه، كل الحكاية إني مبحبش حد يقرب من حاجة بتاعتي
ابتعدت قائلة
بتاعتك! واو ده إحنا بنتقدم جدا، يعني بدل ما تقولي بحبك تقولي حاجة بتاعتك
لؤي : أنا مبعرفش اقول كلام فاضي من ده
ديما : اه صحيح بتعرف بس تقول كلام يضايقني.
اقترب للغاية قائلاً
انتِ عارفه إني بحبك يا ديما
ديما بعناد : لأ مش عارفه والله، مش مكتوب على وشك ولا حاجة.
انت شخص متعب، فعلاً تعبتني معاك
لؤي : قولتلك من البداية إني هتعبك، قولتيلي هنحاول.
ديما : ايوة، قولت نحاول، مش أنا لوحدي، أنا وأنت.
لؤي : خلاص يا ديما، مش لازم الاسطوانة دي، اتفضلي اجهزي وأنا دقايق وهكون جاهز.
ديما بغضب : انت ليه مش فاهم، المشكلة مش حضورنا الفرح المشكلة في طريقتك، انت بتتعمد تبعدني عنك، عايش جوة عالم خاص بيك وأنا وابنك ضيوف، ومعظم الوقت بحس إننا ضيوف غير مرحب بينا.
لؤي : مش حقيقي.
ديما : دي الحقيقة الوحيدة اللي حسيت بيها معاك، للأسف انت صح، أنا فشلت إني أخليك تنسى اللي فات وتبدأ معايا من جديد.
لوي بتردد : يعني إيه!
ديما : يعني انتهى، أنا مش هحاول تاني، عاوز تبعد وتخرج من حياتي، انت حر.
تعمدت أن تكثر من مساحيق التجميل، لن تتراجع تلك المرة عن موقفها لقد خطت نحوه مرات لا تعد وبقي هو دون حراك، إن أراد التقرب منها فليفعل، أما هي فقد اكتفت.
اما عنه فقد بات حائراً، يخشى فقدها ويرغب في اعفائها من البقاء معه، وربما كان خائفاً من رحيلها، تبدلت ملامحه واستشاط غضباً عندما اقتربت قائلة
أنا جاهزة، هتسافر معايا ولا إيه؟
لؤي : إيه اللبس ده، والدهان اللي وشك ده؟
ديما : دهان إيه؟
لؤي : الألوان دي يا حبيبتي، رايحة فرح ولا هتقدمي فقرة الرقاصة
ديما : انت وحظك، ممكن كده وممكن كده
لؤي : اتعدلي احسنلك
ديما : لما تتعدل انت وتبطل برود، يا بارد.
لؤي : يا ديما بلاش تعاندي معايا، أنا ممكن ازعلك.
ديما : اكتر من كده!
استغفر بغضب، تحدث إليها بصوت جاهد في السيطرة عليه
استهدي بالله وخلي اليوم يعدي على خير، ولما نرجع نتفاهم.
ديما : انت عاوز إيه يا لؤي، اغير هدومي مش هيحصل، اقلل ميكاب، برده لأ، من هنا ورايح مش هعمل أي شيء انت تطلبه، تمام.
بعد قليل كان ينظر إليها بشماته، لقد اجبرها على ازالة ما وضعته من مكياج بطربقته الخاصة ، بينما هي تجلس إلى جواره بغيظ ورغم غيظها الشديد منه اعجبها اصراره على مراضاتها، مال قليلاً ليهمس إليها، على فكرة مش محتاجة روج ولا مكياج، في كل الحالات جميلة.
نظرت إليه قائلة
انت وقح يا لؤي.
لؤي بغرور : عارف، بس وإحنا في البيت كانت وقاحة لذيذة، ولا إيه رأيك؟!
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
تجمع كل أفراد العائلة، الأهل قريبهم والبعيد منهم، الجيران والمعارف ومن يرغبون في مجاملة آل السياف، كانت الوجوه باسمة، معظمها يغمرها السعادة سوى القليل ممن يضمرون بداخلهم احقاد لا تظهر علانية.
كانت تقف بجواره كما عادتها، تبتسم بسعادة اختلس غدر الزمان جزء منها لكنها لم تعلن استسلامها واحتفظت بما تبقى لها وعاشت حياتها كما تريد، تهمس إلى شطرها بين حين وآخر بكلمات تعبر من خلالها عن شعورها، تختلس النظر بين حين وآخر نحو رحيم تجاهد ألا تبكي من فرط سعادتها، لقد أتى اليوم الذي انتظرته طويلا، يوم نال فيه ذاك الفتى الذي ساقه القدر إليها فانتزع ببراءته بغضها لكل ما فات، كبر على يديها، احبته بصدق وها هي تنعم بلحظة زفافه، ومع من تمنى لسنوات
اقترب منهما حسن قائلاً
الفرح خلاص قرب ينتهي يا نوح، تعالوا نتصور مع العرسان
ميادة بغيظ : اتفضل اتصور براحتك يا باشمهندس، إحنا هنتصور بعدين
حسن : ليه بس
ميادة : راسي مصدعة، هاخد مسكن ونلحقكم.
حسن : ألف سلامة يامدام، بعد اذنك يا نوح
التفت نوح إليها قائلاً
مالك يا ميادة، تحبي اچيبلك دكتور
ميادة : الحمد لله أنا كويسة، بس بصدع اول ما أشوف حسن
تعالت ضحكات نوح إلى أن ادمعت عيناه، نظر إليها بدهشة قائلاً
هتتكلمي چد؟!
ميادة : آه، لولا غباوته كان زمان رحيم متجوز من كام سنة ومعاه عيال كمان.
نوح : ياحبيبتي كل شيء نصيب
ميادة : وربنا بسيبب الأسباب.
نوح : خلاص، طولي بالك الناس هتاخد بالها، تعالي نتصور معاهم، رحيم عينه علينا.
امتعض وجهها لكنه احتضن كفها بحب وصارا نحو العروسين، والتقطا معهما صور تغمرها السعادة والأمل.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ولو أن افئدتنا تطيعنا لما أهلكتنا ليال الحنين وما كبلتنا دموع الاشتياق، ولو أن قيود الهوى تُكسر لكانت أرواحنا حرة ترفرف حيث تشاء لكننا أسرى بلا حيلة.
على متن تلك الطائرة تغفو بسلام، لا تخاف فقد أعلن الخوف انسحابه عقب اقترانها به، صارت ملكا له وبات اسمه يتردد فوق شفاهها دون خجل.
تنهد بعدما أطال النظر إليها، لا يكاد يصدق ان الحياة منحته ما تمنى، تزوجها بعد عناء وعناد لكن القدر له أحكام نافذة.
استيقظت عندما أعلن طاقم الطائرة عن قرب الوصول، تطلعت إليه بعشق هامسة
أنا نمت كل الوقت ده!
ابتسم بهدوء وضمها إليه ممازحاً إياها قائلاً بصوت دافئ
خايف منك يا رنا، شكلك هتكملي شهر العسل نوم ولا إيه.
ابتعدت بدلال فأعادها إليه بقوة
متبعديش عني، إحنا ما صدقنا.
صدقت على حديثه بصوت شجي
عندك حق، أنا مش قادرة اصدق إننا اتجوزنا أخيرا، معقول اللي انا فيه حقيقة مش حلم.
قبل جبينها بخفة دون أن يلحظه أحد ممن حوله هامساً
بس نوصل الفندق هأكدلك إنه حقيقة.
رنا بهمس : أنا بحبك يا رحيم، من أول لحظة عرفت فيها معنى الحب كان اسمك بيتردد على لساني وجوة قلبي، حتى لما بعدنا كنت متأكدة إني ليك، ليك انت وبس.