اسكريبت حين ينكسر الصمت ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم شيماء طارق

اسكريبت حين ينكسر الصمت الاول والاخير بقلم شيماء طارق


(صوات الأطفال بتملأ الشارع والناس جايه من 
  صلاة التراويح… وانا كنت واقفة في البلكونة بشرب كوبايه القهوه كانت دماغي مصدعه جدا كنت مخلصه محاضراتي ورجعت البيت وانا كنت مصدعه قوي وما صدقت فطرت فقلت اشرب كوبايه قهوة بس وانا واقفه شفت حاجه غريبه قوي. 
كانت كارثه بتحصل قدام عيني ما كنتش مصدقه اللي انا شايف ايه؟؟؟!

(هالة ماسكة حسن من دراعه وبتشدوا جامد اكنها بتشد بهيمه مش بني ادم ملامحها مليانه قسوة ووشها مليان غضب وحقد وكره لاخوها الصغير.
اخويا حسن اللي كان ضعيف قوي وكان بيقاومها وبيزيح بايديه بس ايديها كانت اقوى من ايده هي بتضربه وبتهينه من يوم ما امه ما ماتت وابويا جايبه البيت عندنا وأمن عليه امي وهم بيعاملوهم معامله قاسيه قوي.

(صوته كان مليان خوف، وعنيه مليانه دموع ورعب لكن هالة اختي ؟ ولا كأنها سامعة، بالعكس… شدّته أكتر وهو كان بيتوسل لها وبيقولها)  سيبيني! أنا مش عايز أمشي من هنا يا هاله هروح فين حرام عليكي انا بحبكم  قوي مش عايزة اسيبكم انتي بتعملي فيا كده ليه انتي وماما حرام عليكم انا ما عملتش حاجه!

(قالتها بصوت ما فيهوش أي رحمة كأنها مش بتتكلم عن أخوها كأنها بترمي كيس زبالة بره البيت مش اخوها اللي من لحمها ودمها):
هتروح غصب عنك، مش هنفضل شايلين همك طول العمر انت عيل رخم انت جيت خدت مكان في بيتنا انت اصلا ايه الي يقعدك هنا ما تروح تقول عند اهل امك بدل ما انت قاعد هنا على نفسنا  انا هريحك خالص هديك لحد ما معهوش عيال خالص اديها يهتم بيك بدل ما انت مشيلنا همك كده ومطلع عيني انا وامي! 

(كنت متسمرة مكاني وقلبي بيدق جامد كنت مش مصدقه اللي بيحصل بعد كده غلي الدم في عروقي وانا شايفه كل حاجه بتحصل قدام عينيا)
كان في واحد واقف مع هاله في نص الشارع 
راجل كبير في السن، ملامحه ناشفة، عنيه مليانة شر بين عليه انه هو شخص مش كويس 
 وبمجرد ما شفت هالة قرّبت منه مدّ ايديه وهي لمده ايديها وسلمت عليه… ؟!
وبتدي له اخويا حسن انا اول ما شفت المنظر خرجت  من البلكونه ورحت نازله على السلم وانا بجري إتجاه هاله وانا خايفه جدا على اخويا حسن وكنت مرعوبه حرفيا وكنت بقولها بصوت مليان عصبيه: إنتي بتعملي إيه؟!

هالة رفعت راسها وشافتني بس بدل ما تخاف ردت عليا بابتسامه مليانه خباثه وغل وقالتها بكل بروده وسحبت حسن أكتر ليها وكانت  بتخبيه مني:أهو شوفتي بنفسك وعرفتي مش لازما يعني اقولك انا بعمل ايه اسكتي وخليكي في حالك وارجعي مكان ما جيتي احسنلك يا سلمى؟!

سلمى … لا مش هسكت مش هخليكي تدي اخوكي لراجل غريب ولا نعرفه ولا يعرفنا 
 أنتي اتجننتي أنتي عايزة تبيعي اخوك وعايزه تديه للراجل ده ليه هتودي الواد فين حرام عليكي ؟!

حسن بخوف ورعب وهو بيزقها لورا وبيقولها: ابعد عنه انا مش عايز اروح حته انا عايز افضل هنا مع سلمى وبابا!

(الراجل قالها الكلام ده وهو بيبص له بنظرات شفقه لانه كان عايز ياخده ويدي لي ناس معهاش عياله مش بتخلف وفي نفس الوقت هيستفاد من وراه كتير حب يلعب على مشاعر الولد وهاله بتضحك ضحكة مستفزه كان باين عليهم ان هم  متفقين على كل حاجه!)إنت مالك يا حبيبي؟ مش يمكن ده هيكون احسن من البيت اللي أنت عايش فيه هيكون في ماما وبابا وناس جديده هيحبوك وهيجيبوا لك كل اللي أنت عايز و ماما واخواتك هياخدوا فلوس وهيقدروا يعيش حياة احسن وانت هتعيش عيشه حلوه وهم كمان لو انت وافقت ؟

(حسن كان بيتنفس بصعوبة وماسك فيا زي الغريق اللي ما صدق لقى حد يستنجد بيه وأنا كان عندي يقين واحد… لو سبته، مش هشوفه تاني لان أختي هاله ملهاش أمان)

(قلت بغضب وهالة ردت بنفس البرود )
انتي مجنونة صح يا هاله؟! إزاي تعملي كده؟! ده أخوكي لحمك ودمك ازاي تعملي فيه كده يا متخلفه انتي عايزة تبيعي اخوك اللي من لحمك ودمك ده انتي جاحدة منك لله حرام عليكي ذنبه الطفل البريء ده اللي ما عملش حاجه في حياته علشان تعملي فيه كده!

هاله: أخويا؟! ده حمل تقيل على قلبنا كلنا! كفاية إنه هيورث زينا وهياخد فلوس ابويا عشان إيه؟ عشان أمه كانت شاطرة وخدت راجل من على مراته وبعد كده ربنا كبير وهي بتولده غارت في داهيه وماتت وثابت لنا حته منها علشان يقش  على كل حاجه وياخد فلوس ابويا كلها وانا بقى قلت استنفع من وراء بمصلحه وكل حاجه هتكون بنص بيني انا وانتي لأنك انتي برده في الأول ولا في الآخر أختي ؟

(السم طلع منها، بس الحقيقة؟ أنا كنت سامعة كل كلمة وكأنها سكاكين بتتغرز في قلبي)

(صرخت وأنا بشد حسن ناحيتي، وعينيّ بتقع على الراجل اللي بدأ يغيّر موقفه، كأنه فاهم إن الموضوع مش هيخلص بسهولة.)
مش هتاخدوه انت انسانه معقده ومتخلفه ازاي تقولي كده على اخوك وبابا لو عرف كان موتك  !

(قلت بغضب، لكن هالة انفجرت في الضحك) قبل ما انت تروحي تقولي لابويا انا هكون قايله له وهعرفه واقول له اللي انتي اللي عملت ده كله وحسن لو عايز يقعد في البيت ومش عايز يتبهدل يبقى ما اسمحش صوته وما يتكلمش ولو خايفه على يعني تخرسي خالص وما اسمعش نفسك في البيت وحسابنا اما تروحي مع ماما ماشي انا هوريكي؟!

(والكلام ده… كان كفيل إنه يخلي الرعب يزيد جوايا بس برده حاولت ان انا ابينلها  اني قويه وقلتلها)  روحي قولي له وقتها هنشوف مين اللي هيصدقك، أنا؟ ولا إنتي؟!

(رجعنا البيت، وحسن كان ماسك فيا، خايف يرجع تحت رحمة هالة وماما، لكني كنت عارفة إن الجحيم مستنينا جوه أول ما دخلنا، لقيناها… أمي، واقفة في نص الصالة،وحاطه ايديها على وسطها وعينيها مليانه غضب وكره وحقد لحسن وهي بتقول:
انتي رجّعتيه رجعت الزفت ده تاني معاكي ليه يا هاله انتي اتجننت ولا ايه يا بت انتي ما عملتيش اللي انا قلتلك عليه ما غورتوش في اي داهيه ليه خلينا نخلص منه؟

(خفت من أمي لأول مرة في حياتي وضميت 
 حسن أكتر ناحيتي، وأنا شايفة في عيون ام نظره بتقول ايه ان هي بدات خلاص تجيب اخر والكره زاد في قلبها اتجاه حسن  مش هينتهي بسهوله وان امي مش طايقاه ومش عايزاه في البيت يعني ممكن تعمل اي حاجه علشان تخلص  منه هي واختك كبيره هاله.

(ما كنتش أعرف اللي مستنيني، لكني كنت واثقة في حاجة واحدة ان ربنا يكون معانا وان البيت ده هيحصل في نصائب كثيره جدا غير اللي حصلت قبل كده امي نيتها مش حلوة وابويا مش داري باي حاجه خالص من اللي بتحصل وحسن اخويا الصغير مرعوب وانا مش عارفه اكون مع مين ولا اعمل ايه بس اخيرا بعد خناقه كبيره امي وهاله 
 اخذت حسن معايا ودخلت اوضتي وحاولت انيمه.

سمعنا صوت خطوات جايه اتجاه اوضتي وقفت قدام باب الأوضة… ما كنتش عارفه مين اللي جاي وقمت فتحت باب الاوضه لقيت امي واقفه في وشي وبتقول لي :ليه عملت كده يا سلمى انتي بنتي مفروض تكوني معايا الواد ده جاي علشان يلم كل حاجه وابوك بيحبه اكثر منكم وأنتي وهاله المفروض بناته وانتم اللي مفروض تاخدوا كل حاجه هو خانني وراح اتجوز عليا
 وجابلي  درة وبعد ما ماتت يجيبلي ابنها لحد البيت علشان يعيش معايا اختك هاله حاسه بوجع بس انتي مش حاسه بوجع امك؟! 

سلمى بهدوء: والله يا ماما انا حاسه باللي أنتي بتقوليه بس ده مش مبرر اللي انتي بتعمليه وانا عملت الصح و مستحيل أسيبه انا حاطه نفسي مكانه لو انا او هاله اختي مكانه يرضيكي ان مراة ابويا تعمل فيا اللي انتي بتعمليه فحسن او تاخدنا وتباعنا زي ما انتي كنت عايزة تعملي في اخويا كان هيبقى منظرك ايه قدام بابا لو عرف باللي حصل عايزه تضيعيه ليه بتعملي كده انتي عندك بنات يعني المفروض تخافي علينا وتعاملي  ربنا يا امي؟!

(ضحكت امي وهزت راسها كانت بتسمع كل كلمه قلتها باستهزاء)
إنت فاكرة نفسك شجاعة؟ فاكرة إنك بطلة؟ البيت ده ليه قواعد، واللي بيكسرها، بيتداس عليه… فاهمة حتى لو انتي بنتي وقفت ضدي هدوس عليكي علشان خاطر ما اخسرش ما تفتكريش باللي انتي بتعمليه ده ان انا قلبي هيحن ومش هقدر اعمل اللي انا عايزاه انسي؟

(حسن كان ماسك فيا أكتر، جسمه بيترعش، وأنا كنت بحاول اهدي هو سمع كل حاجه من اللي امي قالتها .

(هالة قالت لامي وهي بتبصلي بقرف) كبري دماغك يا ماما وسيبي الموضوع ده كله عليا وانا همشيه من هنا والله لو انتي خايفه عليه يا ست سلمى اقنعه ابوك يرجعه لأهل امه لاننا مش عايزينه في بيتنا و ده الخيار اللي قدامك بدل ما يجي يوم وهو اللي يمشي لوحديه من كتر الضرب والشتيمه ونومه في البلكونه لو عمل حاجه غلط ده هيبقى عقابه في عز الشتاء وما عنديش كلام تاني اقوله؟!

(بصيت لماما لقيت ماما بتبص لاختي وهم الاتنين متفقين وقرروا خلاص على اللي هيعملوه مع حسن وانهم خلاص حسم امرهم واني مهما قلت ما فيش فايده .
 
ام قالت لهاله بكره وغل: خدي الواد ده ونيميه 
 في البلكونة الليلة، يمكن البرد يلسعوا ويلم نفسه ويغور من هنا علشان اكتر من كده انا زهقت منه ممكن اعمل اي حاجه ومش هتلام عليها في وقتها لاني قلتله كذا مره يمشي وهو ما بقاش صغير هو بقى عنده 15 سنه يعني يقدر يروح ويجي ويشتغل في اي مكان !

(اتجمدت… عيني وسعت، وأنا مش مصدقة اللي سمعته)

صرخت بغضب وقلت لامي:ماما! ازاي؟! ده طفل صغير هينام ازاي على البلاط الجو برد قوي!

امي راحت ضربوني بالقلم على وشي وقعت في الارض وانا ماسكه حسن في ايدي ومش عايزه اسيبه خالص وهم بيشدوه مني وبعد كده زقوني لورا وخدوه وهم خارجين امي
 قالت لهاله :نفذي وخلاص يا هاله ولو اختك عايزه تروح تنام معايا انا ما عنديش اعتراض خليها تغور في داهيه عيله فقر وانا تعبت منها ومن عمايلها!

(في البلكونة كانت الدنيا ضلمة والهواء كان ساقع، وحسن كان ملفوف في حضني، جسمه صغير، ضعيف، وكان بيرتعش انا رفضت انام في اوضتي قلت ازاي انام في اوضتي واخويا نايم في البلكونه في عز البرد وانا اكون متدفيه على سريري ده يبقى ظلمه ومش هيجيلي نوم طول الليل)

حسن وهو بيحضني وبيقول لي بخوفه وقلق:إنتِ مش هتسيبيني صح يا سلمى؟

(رديت وأنا بلف دراعي حواليه أكتر، ودموعي  بتنزل لوحدها ومش عايزة تقف)لا يا حبيبي، مش هسيبك، حتى لو الدنيا كلها ضدك انا هكون معاك انت اخويا الصغير ولما تكبر هتكون اخويا وسندي وانت مش ضعيف يا حسن بكره بابا يعرف كل حاجه وان شاء الله الدنيا هتكون احسن خليك واثق في كرم ربنا ربنا كبير يا حبيبي واكيد هيظهر الحقيقه. 

(النهار طلع بس مفيش شمس دافية، مفيش صوت عصفير، بس فيه إحساس بيخنقني … إحساس إني محبوسة في بيت كله كره وحقد. كنت لسه صاحية، وجسمي متجمد، ووش حسن محمر من البرد. حاولت أفوقه، لكنه كان تعبان قوي وهو طفل صغير نومه على السيراميك في عز البرد هيتعبوا اكتر مني )

(فتحت باب البلكونة بالراحه خالص ما لقيتش حد في الصالة… بس ريحة الفطار مالية المكان آه، رمضان، والناس اللي جوا بيستعدوا ليوم جديد واحنا في بيتنا امي بتبدا من صباحيه ربنا تعمل في اكل الفطور من اول ما تقوم من النوم وتجهز كل حاجه )

(جرينا على اوضتي بسرعة، نيمت حسن في سريري، وغطيت جسمه الصغير كويس، وكنت عارفة إن دي مش النهاية… ماما وهالة مش هيعدوا الليلة دي على خير وانهم هيعملوا حاجات تانيه كثير)

(الصوت جاي من الصالة… وهالة واقفة هناك، عنيها مليانه بشماتة، وماما جنبها، بتقطع الخضار كأنها مش شايفة حاجة.)سلمى؟! أنتي كنتي فين وبتعملي ايه؟!

(رديت ببرود، وأنا بقفل باب الأوضة ورايا.)كنت بنيم حسن في سريري بعد ما كان نايم طول الليل على البلاط في البلكونه وانا كنت نايمه جنبه؟!

(هالة ضحكت ضحكة مستفزة و قربت مني، ووشها كان مليان غرور وقالتلي:
انتي لسه بتلعبي دور الملاك؟ بس مهما عملتي، في الآخر… هو ابن مراة ابوكي ، يعني مكان ومش هنا لانه ما لهوش مكان في وسطينا من الاول علشان يبقى ليه مكان دلوقتي؟!

مسكت نفسي وماما رفعت عينها من على الخضار اللي بتقطعها و اتكلمت معايا وقالتلي:
الأكل قرب يخلص اعملي حاجه مفيده في حياتك وانضفي الترابيزه بدل ما تفضلي تعملي دراما مالهاش لازمه انتي فاكره ان انا ما شفتكيش وانت حاضنه ابن مراة ابوكي في البلكونه ونايمه معاه طول الليل بس انا مش هنساها لك يا سلمى انك فضلتي الواد الغريب ده عن امك اللي جابتك للدنيا ونسيتي كل حاجه عملتها لك؟!

سلمى بعصبيه :قلتلك يا ماما 100 مره هو اخويا ايه ابن مراة ابوك دي هو اخويا وابن ابويا ومفروض حضرتك كنت اعتبرتيه زي ابنك طول ما انتي بتعملي كده عمري ما ربنا هيبارك لك فينا؟!

امي بعصبيه: غوري يا بت من وشي مش عايزة اشوف وشك هنا تاني خش يا اختي اوضتك اتنيلي مش عايزه اشوف وشك الا وقت الفطار يلا غوري في داهيه؟!

(وقت الفطار، السفرة كانت مليانة أكل، والكل قاعد بطريقه هاديه …اكن ما فيش حاجه 
 حصلت . حسن قاعد جنبي وعيونه مليانه بالخوف وصوته كان مكسور وبيتكلم بالعافيه.

(ماما كانت بتصب الشوربة، وهالة بتقلب العصير، والكل كان طبيعي… إلا أنا. كنت حاسة إني قاعده مع شياطين مش بشر)

(أبويا دخل أخيرًا، وشه مجهد، واضح إنه مش حاسس بحاجة، ولا واخد باله من اللي بيحصل. قعد، وقال بسم الله، وبدأنا نفطر.)

(بس في اللحظة دي… حسن مد إيده عشان ياخد قطعة لحمة من الطبق، وهالة ضربت إيده بشوكتها وبرقتله)

(قالتها)مش كل حاجة هتاخدها لوحدك يا حسن اصبر شويه لحد ما الكل ياكل انت اخذت من شويه قبل ما بابا يدخل فما ينفعش تاخد حاجه من حقي غيرك كده غلط لازما نتعلم ما ناخدش الا الحاجه اللي ينفع ناخدها بس؟!

(أبويا رفع عينه،و شاف المشهد، بس فضل ساكت… لانه افتكر ان هو فعلا اكل وعايز ياخد حاجه مش بتاعته وده اللي وصلته له هاله)

خلصنا فطار السفرة اتلمت وكل واحد رجع اوضته علشان كنا تعبانين جدا طول اليوم وحسن قعد جنبيه في اوضتي وكان بيعيط عياط مكتوم وجسمه كله كان بيترعش وانا كنت واخده منابي فرغيف عيش ما رضيتش اكله وخبيته من امي علشان اديه لحسن  ازاي اكل واملا بطني وهو ما اكلش كان بيصعب عليا قوي. 

سلمى: خدي يا حسن كل دي وما تخافش يا حبيبي انا مش هسيبك فاهم؟ محدش هيقدر عليك طول ما أنا موجودة ما فيش حد هياذيك يا حسن اختك لسه عايشه.

(رفع عينه لي بص لي نظرة طفل تايه وملهوش حد غيري كنت عارفة إن اللي جاي أصعب)

(لسه بفكر في الخطوة الجاية، لقيت الباب بيتفتح هو حد بيزق جامد… كانت هاله داخله ومعاها امي  وشوشهم مفيهاش غير قسوة وحقد وكانوا بيبص لحسن بطريقه قذره اكن حاجه مربينا في البيت وعايزين يخلصوا منها باي طريقه ما فيش في قلوبهم رحمه امي انجرحت من ابويا بسبب ان هو اتجوز عليها بس اللي فات مات وحسن ملهوش ذنب في كل اللي حصل ليه بتعذبوا ليه بتعمل معاه كده ده اللي مش قادرة اعرفه .

سالتني هالة وهي حاطه ايديها في وسطها 
بتبص لي بغل:
إنتي بتعمل إيه في الأوضة يا ست هانم؟

(رديت بنفس البرود وقلتلها)قاعده مع أخويا، عندك اعتراض يا هاله وكمان دي اوضتي مش اوضتك انتي نسيتي ولا ايه؟

(ماما دخلت وقربت مني، وقبل ما تفهم ايه اللي حصل  إيديها نزلت على وشي بالكف وخلت الصوت ملأ المكان: أنا زهقت منك ومن لعب دور الطيبة ده! فاكرة نفسك هتعملي فيها المنقذة على حساب امك؟ حسن ده مش أخوكي، حسن ده لازم يروح عند أهله امه، إنتي فاهمة ده ملهوش اي علاقه بينا ده هياخد من ورثك وهياخد حقك وحق اختك يا عبيطه وكمان هالة ما غلطتش اما قالت عن الاوضه دي اوضتها
 انت نسيت ان دي اوضتك انتي وهي ولا ايه يا سلمى؟!

(مسكت خدي، وقلبي بيضرب بسرعة، لكني رفعت عيني ليها، وما تهزتش. حسن كان متعلق فيا، عيونه مليانة رعب كنت شايفة رجله بتترعش، وشفايفه بتتهز، بس كان بيحاول يتمسك.)

قلت الكلام بكل عصبيه وانا ببص في عين امي اللي كانت بتبص لي انا واخويا اكنها عايزة تاكلنا رغم ان انا بنتها ومن دمها بس هي مش بتحب حد يقف في طريقها: انت بتضربيني علشان هاله يا ماما هي دي اخرتها وكمان أهله؟! مين أهله؟! ده ابنه جوزك يعني في مقام ابنك! و أبوه هنا، وإنتي مالكيش أي حق تطرديه من بيت ابوه لانه حقه اكتر من حقنا احنا شخصيا!

(هالة ضحكه بسخرية، قربت أكتر واتكلمت 
بصوت عالي وبغل)
لو فاكرة إنك هتكسبي تبقي بتحلمي لان ده بيتنا احنا وبيت امنا ولو حابه تقول لابوكي روحي قوليله  مش هيصدقك، وإنتي عارفة ده كويس عارفة إنك مش هتقدري علينا لان انا وامي مش هنسيبه غير اما يسيب البيت ويمشي و لو مش عايز يسيب البيت يبقى هو اللي جانا على نفسه ؟

(قلبي كان بيدق بعنف بس كنت … عارفة إنهم مش هيسيبوا حسن في حاله، وعارفة إن الليلة دي مش هتعدي على خير ربنا يسامحهم)

(مرت الأيام وحسن حالته بتسوء والتعذيب بيزيد  والضرب بقى روتين يومي وأكتر حاجة كانت بتوجعني نظرة الرعب اللي بقت ثابته في عيون حسن كنت بحاول أحميه، بس كنت لوحدي في الحرب دي… أو على الأقل، ده اللي كنت فاكراه)
تليفوني رن مسكته ورديت عليه لقيت بابا كان في الشغل وبيطمن عليا وبيقول لي: ازيك يا سلمى عامله ايه يا حبيبتي؟!

سلمى الحمد لله يا بابا انا بخير؟!

امجد :بصي يا سلمى يا حبيبتي انا هبعت ناس من الصيانه علشان هيظبطوا شويه شغل في الشقه يبقى عرفي ماما علشان انا مش هبقى موجود تمام يا حبيبتي كل واحد يدخل اوضته ومش عايز حد يخرج لحد ما الناس دي تخلص شغلها؟!

سلمى تمام يا بابا هبلغ ماما بكل حاجه؟!

امجد خلي بالك من نفسك وخلي بالك من حسن لحد ما يجيلك يا حبيبتي في حفظ الله؟!

سلمى :ماشي يا بابا سلام؟! 

الناس بتوع الصيانه جو خلصوا شغلهم وانا  
كنت قاعدة في الأوضة مع حسن، بعد ما ضربته هالة و امي، كنت بنضف جروحه، وحسن كان ساكت… الصمت اللي بيخوف أكتر من عياطه 
  فجأة، سمعنا صوت عالي في الصالة… صوت باب بيتفتح بقوة… صوت بابا وهو بيتكلم  بصوت عالي وصوت صريخ وما كنتش عارفه  هو ايه اللي بيحصل بره )

(طلعت بسرعة وأنا لسه مش مستوعبة…لقيت بابا واقف وعيونه مليانه كره ونار ووشه مليان غضب وقدامه هالة وامي، ووشهم كان متغير اكنهم شايفين عذراءين قدامهم. 

كان حسن واقف ورايا كأنه تايه وعايز أمان، بس عيونه كانت بتحكي وجع السنين.

امجد اللي هو ابويا (بهدوء مخيف): "أنا عرفت كل حاجة، وعرفت إنتِ عملتي إيه مع حسن النهارده لان الناس اللي جو بتوع الصيانه دول كانوا بيركبوا كاميرات في الشقه كنت شاكك فيكي بس اخيرا شكي اتاكد من يوم ما جبت لك الولد يعيش معاكي هنا في البيت وانت بتعملي معاه كده انت وهاله علمت بنتك الكره والحقد وبقت زيك ليه بتعملي كده يا هدى؟!

ارتبكت هدى شويه بس بعد كده حاولي تكون قويه ورفعت حاجتها وقالت بصوت عالي:
وعرفت إيه بقى؟ إن أنا كنت بربي ابن ضرتي   غصب عني وكنت بعتبره زي ابني؟ إنت اللي جبتهولي ورميته لي وحملتني مسؤوليته وانا اتحملت رغم انا مش مجبورة استحمل ابن واحده  غيري بس انا عملت كده لان قلبي طيب واعتبرته زي عيالي !

سلمى (بانفعال و دموعها نازله وكانت مش طايقه كلام امها وما صدقت جالها الفرصه): إنتي قلبك إيه ما تقولي الحقيقه بقى حرام عليكي؟ حسن أخونا ليه كل الكره ده كويس ان ابويا عارف الحقيقه علشان ينقذة من اللي انتي وهالة بتعملوه فيه  ؟!

هالة (ببرود وبدات تكشف عن كرهها لاخوها من غير قصد): أخونا؟ هو أصلاً كان عايش في البيت ده علشان امي كريمه واحنا مش مضطرين نستحمله !

بص حسن في الارض وهو بيحاول يمنع دموعه ان هي تنزل لكنه فشل وكان بيفتكر في كل  عذبيته مرات ابوه وان ممكن بعد السنين دي كلها العذاب ده ينتهي.

امجد اللي كان بيحاول يمسك أعصابه، ماقدرش يتحكم في غضبه أكتر من كده بص لهدى وهالة بعصبية، وصوته تعالي زي الرعد وقالهم:
حسن ابني الوحيد، واللي حصل معاه كان ظلم كبير وانتي وهي مش هقدر استحمل طريقتكم تاني وكمان مش هضطر استحملها !

هدى (بسخريه ): يا سلام؟ وفجأة افتكرت إن عندك ابن؟ ده أنا اللي ربيته، وشيلت همّه، وانت كنت مشغول بحياتك وسايبني اشيل هم ابنك اللي رحت اتجوزت من ورايا وجبته وجاي دلوقتي بتعاتبني وانا اللي ربيته المفروض ان انا اربيه زي ما انا عايزه وانت لو مش عاجبك كان شفت  خدامه تيجي تربيه لان ده بيتي انا وبيت عيالي !

امجد بصوت عالي وعصبيه: انتى ما ربتوش، إنتي دمرتِه! خليتِ حياته جحيم، وحسستيه إنه أقل من الكل، وأنا كنت غبي إني صدقت انك كويسه وهتعملي زي ابنك وكنت فرحان انك اتغيرتي واعتبرتي حسن زي ابنك قلت انتي معكيش ولاد معكيش الا البنتين يعني لما يبقى معاكي ولد حتى لو ابني انا هتعامليه كويس بس عمري ما مراة الاب هتكون ام!

هالة (استهزاء من كلام ابوها ): خلاص بقى، إنت كبرت الموضوع، حسن مش ناقصه حاجة، عايش معانا، بياكل ويشرب عايز ايه تاني يا بابا ولو على اللي امي كانت بتعمله او اللي انا كنت بعمله احنا كنا بنربيه كويس بدل ما يطلع طفل متشرد هو كانت طريقته وحشه قوي واحنا كنا بنحاول نعدل من اسلوبه؟

صرخت سلمى بغضب، وهي بتحاول أن تدافع عن حسن: انت كنت بتعذبيه ما كنتيش بتشوفيه   وهو مكسور ومش قادر يرفع عينه في وش حد؟ انتي وأمك دمرتوة كنت بتنيموه في البلكونه في عز البرد كنت ما بترضوش تاكلوه  ولو نفسه في حاجه عمركم ما جبتوها له امي كانت بتودينا انا وانتي كل حاجه بنحتاجها بس عمرها ما عملته على انه طفل عمرها ما جابتله حاجه نفسه فيها ده حتى هدوم العيد كانت بتروح تقول لابويا اللي هو مش عايز او ان هو بيقطع الهدوم وبيبهدلها علشان تسخن ابويا على حسن  !

امجد اخذ نفس عميق وقرر وقال بصوت 
 واضح وحاسم:من النهاردة، حسن مش هيعيش في بيت كله سم وحقد... إنتِ وهالة برا، ومش عايز أشوفكوا تاني اللي زيكم ما لهمش قاعده في بيتي غوري في داهيه يا هدى وخدي بنتك معاكي!

شهقت هالة اما امي ما كانتش مصدقه وقالت بصدمة:إنتي بتطردني أنا وبنتك انت نسيت ان هي بنتك ولا ايه يا امجد وبتطردنا ليه عشان ابن واحدة ما نعرفلهاش اصل ولا فصل واحده ما نعرفش انت كنت جايبها منين ؟!

امجد (بصوت حاسم ما يقبلش الجدال): أنا بطردكم علشان حقدكم وغلكم انا ما يشرفنيش ان انتي تبقي مراتي انا اتجوزت عليكي علشان كنت بتكرهيني في اخواتي وامي ما كانش في حد بيسال فيا ولا حد كان بيعبرني لحد ما اتجوزت سوسن وهي اللي رجعت علاقتي باهل تاني بس انتي رجعت ثاني بوظت كل حاجه وخليتيه كلهم قطعوني ابني حسن الطفل اللي جبتهلك وهو عنده سنتين اللي قعدت طول عمرك عايش في بيته اكني عايش في زنزانه اخيرا  اليوم هيرتاح ويعيش حياته زيي زي اي طفل عادي!

في الوقت ده ابويا قرب من حسن وركع قدامه ورفع وشه لفوق بالراحه وبص في عيونه اللي كانت مليانه خوف رعب وقاله بصوت حزين :
متخفش... بابا هنا ما حدش هيقدر يقربلك تاني  أقسم بالله ايه اللي هيقربك انا هنسفه من على وش الدنيا!

ساعتها حسن مقدرش يمسك نفسه، ورمى نفسه في حضن أبوه، وسلمى حضنته من الناحية التانية، لأول مرة من سنين يحس إنه في أمان.

أمجد راح على هدى بصوت هز البيت وهو بيشدها : برااااااا مش عايز اشوف وشك تاني !!

هدى (بتصرخ وهي بتحاول تفلت ايه دي اللي مكلبشه في ايد امجد  وهو بيرميها بره والدموع مالية وشها بس صوتها مليان تحدي ووقاحة): إيه؟! بتطردني؟! أنا مراتك و أم عيالك يا أمجد بتعمل فيا ده كله بعد ما استحملتك انت وابنك السنين دي كلها!

أمجد (باحتقار وهو بيرميها بره): كنتِ مراتي، لكن بعد النهارده... انتي طالق طالق طالق بالتلاته غوري من وشي!!

هدى (بتقع على الأرض، بتبص له بعيون مولعة حقد وبتصرخ بصوت عالي وهي بتعيط): فاكر إنك كده خلصت مني؟! لاااا، الأيام جاية هتشوف هعمل فيك ايه!

أمجد (ببرود وهو بيقفل الباب في وشها): برّا حياتي للأبد مش عايز اشوفك تاني!

ده اللي حصل مع ابويا وامي في النهاية، حسن ما بقاش لوحده… وأنا فضلت مع ابويا واخويا اي نعم كنت متضايقه جدا علشان أمي واختي مش معايا بس هم اللي عملوا كده في نفسهم 
 طلعوا من البيت مطرودين وده عدل ربنا اللي يخلي ابويا يشك في امي في الوقت ده ويحط كاميرا في البيت علشان يعرف كل حاجه بعد السنين دي كلها حسن اللي من يوم ما امه ماتت كان مظلوم في البيتنا الحمد لله ربنا رجعله حقه)

بصي يا ست الكل  حابة أقول لكل واحدة بتربي ابن جوزها ومش بتعتبره ابنها افتكري دايمًا إن الطفل ده ملوش أي ذنب، لا اختار ظروفه ولا اختار أمه تموت أو أبوه يتجوز غيرها ربنا بعته لك علشان يزين حياتك اكيد كان عنده حكمه في ده 
ولو اعتبرتيه زي ابنك، هتكسبِ دعوة من قلبه وهتكسبي ثواب عند ربنا.
وبرضه لكل بنت شايفة إن أخوها من أبوها مش أخوها افتكري إن الدم عمره ما يبقى ميه 
وهو لحمك ودمك، وانتي وهو اخوات مهما حصل ونكرتي .

       

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

 

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1