رواية جريمة في قلب عاشق الفصل الحادي عشر
علا بشر: بقولك كريم راح يدفن الطفل و سيف معه، مش دي فرصة نخلص من ملك.
ابتسمت سها ثم قالت: دي خطة عبيطة أنا عندي خطة احسن من كده و يكون كريم ليكي، و فلوسه لي.
سألت علا بسعادة: ازاي
قالت سها بهدوء: لو قتلنا ملك، كريم يفضل على يحبها حتي بعد الموت، بس لو كريم بنفسه طلق ملك ،ودي تكون فرصة لكي تقربي منه.
سألت بسعادة: ازاي يا سها.
قالت سها: وعد مني كريم يبعد عن ملك و الطريق يكون مفتوح ليكي، بس أن كريم يقرر يكمل معاكي دي او يشوف غيرك.
سألت علا بعصبية: لا طبعا أنا عايزة كريم لي أنا .
سها: خدي ريم و أصحابنا و روحي المقابر و كوني جنب كريم، حاولي تبياني انك زعلانة على الطفل ، و كمان صعبان عليكي على ملك.
قالت علا: تفتكري ده يجيب نتيجة.
قالت بهدوء : الفترة اللي جاي كريم يكون محتاج حد يطيب عليه، و اكيد المحروسة تكون حزينة و مش فاضية، مين بقا تكون الصدر الحنين.
علا بابتسامة : دماغك سم يا سها.
في المقابر
تم الدفن و يجلس كريم على الأرض بحزن، و يشعر كأن العالم ينهار من حوله.
جاءت علا و مع ريم و مجموعة من أصدقاء كريم
وقفت أمامه و قالت بدموع مزيفة: البقاء لله يا كريم.
نظر لها ثم نظر إلى الارض، أكملت هي بحزن: ربنا يعوضك و يعوض ملك، هي مش تستاهل كده، كان الله في عونها.
لم يجيب أيضا ، أكملت هي: قلبي موجوع عليها و عليك ، حاجة صعبة خاسرة الابن، لو محتاج اي حاجه أنا موجودة يا كريم.
قال بهدوء: شكرا يا علا ده من ذوقك.
قالت ريم: ربنا يصبرك يا كريم.
قال : شكرا.
في المستشفى
كانت ملك نائمة بمفعول المهد.
قالت مني بحزن: يا عيني عليكي يا بنتي ، ملكيش نصيب تفرحي.
قالت مليكة: بلاش الكلام ده يا ماما.
امل: الحمد لله على كل حال
فاقت ملك و هي تصرخ باسم ابنه ، اقتربوا منها، قالت مني: يا ملك حرام عليكي نفسك، اهدي يا حبيبتي.
قالت بدموع: يا ماما ، ملحقتش اشوف ابني، ملحقتش افرح بي.
اقتربت منها و اخذتها في حضنها
قالت مني: حاسة بيكي و الله ، ربنا يصبرك و يعوضك خير يا حبيبتي.
بكت هو تقول: كان نفسي افرح بي، كان نفسي اشوفه.
وصل كريم و ذهب إليها و مسك ايدها و قال بحزن: كفاية يا ملك ، كفايه بقا، الدموع و الصراخ مش بيفيد في حاجة، ده أمر ربنا ، ملناش في نفسنا حاجة.
قالت بصرخة: قلبي ، قلبي يا كريم، قلبي بيصرخ.
اخذها في حضنه و هو يبكي معها..
مر شهر
كانت مني و مليكة يجلسون مع ملك و هي على حالها لا تاكل و الدموع لا تنتهي...
في غرفة النوم.
مليكة بحزن: حرام عليكي يا ملك نفسك، لازم تأكلي حاجة.
لم تجيب كانت تبكي فقط.
قالت مني: ملك و بعدين في حالتك دي، حبيبتي محدش قال ما تزعليش ، بس لازم تفوقي لنفسك و لجوزك بدل ما يضيع منك.
أيضا لم تجيب.
في الاسفل
كان يجلس كريم مع سيف
قال سيف : عامل ايه يا كريم.
أجاب بهدوء: الحمد لله
سأل : و ملك.
تنهد بحزن ثم قال: زي ما هي.
قال بهدوء: معلش يا كريم، خليك صبور عليها.
تنهد بحزن و أومأ رأسه بنعم.
هو يعلم أنها مجروحة و تعبانة، لكن أيضا هو لاول مرة يحتاج دعمها ، يحتاجها هي ليس اي احد اخر، لكن هي لا تستطيع دعمه أو دعم نفسها.
ذهب سيف و صعد إلى الغرفة
زفر بضيق عندما وجد أنهم يحاولون معها أن تتناول الطعام.
وقف أمامها و قال بحزن: و بعدين يا ملك، و بعدين بقا، فوقي بقا علشان نفسك و علشاني.
نظرت له و قالت بدموع: محدش يحس اللي بي ، حتي أنت مش زي، عدي شهر بس على موت ابني و عايزين انسي و اكل و اشرب كنا محصلش حاجة، تسعة شهور و هو يكبر جوايا ،لما كنت بحس بحركته جوايا كنت بتعلق بي اكتر.
مسحت دموعها الغزيرة و قالت : علشان كده محدش حاسس بي حتي أنت يا كريم.
أشار على نفسه بحزن و قال: أنا مش حاسس بيكي، أنا مش زعلان زيك، اعترف اني مش زيك، و لا اي حد زيك لأنك أم، بس أنا كمان اب ، اب يا ملك، صحيح ما كنت حاسس بي ، بس كنت بحسب الايام علشان اشوفه، و اشيله في حضني، مش بزيد عليكي في حبه، بس أنا كمان موجوع ، موجوع على أبني و موجوع على مراتي و حبيتي و هي تدبل قدمي كل يوم، احنا مش نسي عبدالله بعد شهر و لا سنة و لا سنين هو في قلبنا و لحد اخر نفس نكون فاكرينه بس أمر الله و لازم نعيش.
قالت مني: متزعلش يا منها يا كريم، هي معذورة يا ابني.
قال بهدوء: أنا عمري ما ازعل من ملك.
نهضت مليكة و قالت: يلا يا ماما نخرج احنا.
خرجت مني و مليكة.
كان كريم يقف أمامها و ينظر إلى الأسفل بحزن.
قالت بدموع: كريم.
ركض إليها و أخذها في حضنه و قال: زعلان منك.
قالت بدموع: حقك عليا ، بس و الله تعبانة و غصب عني.
وضع قبلة على عيونها و قال : مش زعلان منك، بس بزعل لما اشوف العيون الجميلة دي تبكي.
قالت بهدوء: كريم ، كنت بقول لماما و مليكة يرجعوا البلد علشان دارسة مليكة و قالوا اني اروح اغير جو في البلد.
قال بحزن: تبعدي عني.
أجابت بحزن: لا طبعا، تعال معي
أجاب: مش اقدر يا حبيبتي عندي شغل كتير.
قالت بدموع: يعني تسبيني يا كريم.
أخذت نفس عميق و قال: يا حبيبتي ايه الكلام ده، أنا عندي شغل كتير ، انتي عارفة الفترة اللي فاتت كانت صعبة و كنت مقصر في الشغل، مش ابعد عنك و لا الكلام ده.
قالت بدموع: حاضر يا كريم ابعد عنك علشان ترتاح مني.
زفر بضيق و قال: استغفر الله العظيم يارب، ايه الكلام ده يا ملك.
خرجت من حضنه بعصبية و قالت: كلامي صح مش كدب أنت زهقان مني.
أومأ رأسه اعتراضا و قال بهدوء: يا ملك، يا ملك بلاش الأزمة دي تخلينا نحسر بعض.
نظرت له بحزن و قالت: أنت عايزة تخسرني.
لم يتحدث أو يجيب قرر الصمت، وجد ملك السابقة عادت، في ردة فعلها العنيف، عدم الثقة في نفسها ، الحالة التي عانت حتي تخرج منها، عادت لها من جديد.
لكن الفرق في السابق كان هو يستطيع أن يدوي جرحها لكن الآن هو أيضا مجروح.
قرر يتحمل على نفسه و يحاول أن يدوي جرحها ، جذبها إلى حضنه و قال بحب: بحبك يا ملاكي، بعشقك يا ملوكة، انتي اجمل حاجه في حياتي.
أجابت بدموع: كاذب انتي مش بتحبني.
همس لها بحب و قال: صح مش بحبك أنا تخطت مرحلة الحب.
لم تجيب
في الصباح
ذهبت ملك مع مني و مليكة إلى البلد.
كان كريم مشغول في العالم ، لكن دائما علا تحاول الاقترب منه من خلال باقة ورد تصل له يومياً و محتوى البطاقة لا يتغير: كريم أنا حاسة بيك و أنا جنبك ديما.
على النقيض
حالة ملك مثل ما هي بل تسوء ، لم تقوم بالاتصال بكريم و لا مرة.
أما هو كانت يتصل مرة يومياً و و كانت المكاملة باردة بينهم.
هو: عاملة ايه
هي: الحمد لله
هو: عايزة حاجة
هي: شكرا.
و تنهي المكالمة.
كانت حزينة لأنه لم يطلب منها خلال الاسبوعين أن تعود.
كان حزين لأنها لم تبادر و تسأل عليه، و لا تشعر بحزنه.
بدون إرادة منه كان سعيد برسائل علا ، كانت الدعم له في هذه المرحلة ، حتي سيف سافر خارج مصر لحضور مؤتمر و كان كريم صيدة سهلة لخطط علا و سها.
كانت ملك تجلس بحزن كعادتها هذه الايام، دخلت مني و جلست بجوارها و قالت بهدوء: ملوكة اللي تعملي في نفسك مش كويس، عبدالله في مكان احسن ربنا يجمعنا بي في الجنة، بس يا حبيبتي حالك و حال جوزك مش يرضي ربنا.
سألت بتوتر: ماله جوزي.
أجابت بهدوء: زي الفل يا حبيبتي ، رجل اي بنت تحلم يكون ليها، و هو دلوقتي يمر بفترة صعبة و محتاج مراته بس مراته بعيدة عنه.
قالت بعصبية: أنا اللي بعيدة و لا هو ، و بعدين قصدك ايه بكلامك ده.
قالت بهدوء: حبيبتي مش قصدي حاجة، و هو مش بعيد هو اللي قال لكي روحي البلد.
قالت بدموع: لا ، بس كنت تعبانة و طلبت منه يجي معي، قال لا عندي شغل.
تنهدت و قالت: حصل خير، دلوقتي لازم تفوقي و تكملي حياتك ، لأن الدنيا مش وافقت على موت عبدالله.
قالت بدموع: وافقت عندي، انتوا عادي حتي كريم مكمل حياته و كأن اللي مات مش ابنه.
قالت بحزن: كلامك ده اللي مزعل كريم، انك شايفة أنه مش زعلان على ابنه.
قالت بدموع: ماما انتي عايزة ايه، زهقتي مني و مش عايزني هنا.
قالت بعتاب: اخس عليكي، ده بيتك ، بكلمك لمصلحتك.
وضعت يدها على رأسها بتعب و قالت: مش عارفه اعمل ايه ، أنا ضايعة.
رتبت على شعرها بحنان و قالت: اهدي يا روحي، و خرجي نفسك من الحزن، اوعي تغرقي في الحزن.
قررت أن تعود إلى المنزل، و لا تخبر كريم، حتي تكون مفاجأة له.
لكن هو حضر لها مفاجأة صادمة.
في الصباح
طلب مالك سيارة للملك حتي تعود إلى القاهرة.
بعد ساعات وصلت ملك إلى الفيلا، و علمت أن كريم في الغرفة.
صعدت سريعاً إلى الغرفة و هي متشوقة لرؤيته.
فتحت الباب باندفاع و قالت بصوت عالي: وحشتيني.
نظرت بصدمة و نزلت دموعها عندما رأت كريم و معه فتاة في غرفة نومها.
قالت بصدمة: كريم مين دي.