رواية فرحة لم تكتمل الفصل الحادى عشر 11 بقلم رحمة ابراهيم

 


 رواية فرحة لم تكتمل الفصل الحادى عشر

مريم نظرت لها بحزم:
— "إحنا مش عاوزين أفراح."
لكن أمها ما صدقتش الكلام، وبدأت تطلع الغضب اللي جواها بصوت أعلى:
— "إنتِ اللي قولتي نعمل كده عشان تحسّريني وتوجّعي قلبي، صح؟"
مريم، بصوت ثابت، ردت:
— "وأوجع قلبك ليه؟ دي حاجة بيني وبين يوسف، مش لازم تخشي فيها، كفاية تحكّم بقه."
الأم ما قدرتش تتحكم في غضبها وضربت مريم كف على وشها، وقالت بكلمات موجعة:
— "طول عمري بكرهك، وندمانة إني جبتك على وش الدنيا! روحي، ربنا يتوهك في دنياك وما يريحك بال أبداً."
بصوتها المحطم، خرجت من الأوضة.
مريم قعدت على الأرض، دموعها بتسيل من غير توقف، وفضلت تعيط.
في اللحظة دي، دخلت رحاب، بنت أخت مريم الصغيرة، ببراءة الطفولة في عينيها، وقالت بحماس:
— "خالتو، هو إنتِ مش هتعملي فرح ونرقص كبير؟"
مريم مسحت دموعها بسرعة، وابتسمت لرحاب وقالت:
— "مين قال كده يا حبيبت خالتو؟ لا، هنعمل فرح كبير. غيرت رأيي خلاص، وحنجيب مرجيح وسحليق كمان."
رحاب ضحكت بحب وحضنت مريم وقالت وهي بتضحك:
— "أنا بحبك أوي يا خالتو."
مريم ضحكت من قلبها وهي بتشيل نفسها من حضن رحاب وقالت:
— "وأنا كمان، يا حبيبت خالتو."
وقفت من حضنه وقالت وهي بتضحك:
— "روحي قولي لمّك تشغل أغاني عدل، خليه يشغل ألبومات أليسا مثلاً."
رحاب ببراءة طفولتها ردّت بحماس:
— "لا يا خالتو، إحنا هنشغل عصام صاصا!"
مريم ضحكت أكتر وقالت مازحة:
— "خلاص، قدّامك هتشغليه مهرجانات! شغّل حمو الطيخي بقى!"
— "ماشي يا خالتو!"
وبسرعة خرجت من الأوضة وهي بتغني بحماس، تاركة وراها جو من البهجة والضحك اللي رجع البيت ينبض بالحياة.

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎


مسكت مريم التليفون بيد مرتعشة، وأجابت بصوت هادي:
— "ألو، يا مريم، في حاجة؟ أنا لسه ما رحتش."
ابتسمت مريم بحزن بسيط وقالت:
— "آه... أنا لغيت فكرة إننا نعمل فرح صغير أو نتجوز كده على سكيتي."
صوت يوسف من التليفون كان مليان دهشة:
— "بتهزري، صح؟ الفرح بكرة! هحجز القاعة إمتى دلوقتي؟"
تنهدت مريم وقالت ببرود:
— "مليش في الموضوع ده... خلّيه يتعمل بأحسن شكل، يكون فيه سحليق ومرجيح عشان ولاد إخواتي. والقاعة تكون كبيرة عشان أعزم متابعيني وأصحابي على الفيسبوك."
ضحك يوسف وقال:
— "مش عاوزاه على برج إيفل بالمرة."
ضحكت مريم بخفة وردّت:
— "يا ريت، بس مش عايزة أنقل عليك."

مريم سكتت للحظة، وبصت قدامها كأنها بتجمع كل قوتها، وبصوت واطي لكنه مليان تحدي قالت:
— "بس فيه حاجة... لو ما حصلش الفرح ده، مش هعرف أكمل... مش عارفة أعيش من غيره."
وسكتت، والتليفون في إيدها بدأ يرن من جديد، لكن مريم ما ردتش........


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1