رواية لطيفها عاشق الفصل الثانى عشر بقلم سميه راشد
" وأما ذوي الأفئدة العاشقة فلا خوف منهم مهما اشتعل فتيل غضبهم فحتمًا سيفيض العشق بمرحلة ما ويطفيء ما عانى الخطأ لإشعاله"
عقله يمتطي دابة الضياع ولا يجد من ينتشله من فوقها ويشير على الطريق الصواب الذي من المفترض أن يتخذه، إلى الآن لا يصدق ما يمر به، يشعر وكأنه كابوس مقيت وسيفيق منه يستعيذ بالله على بشاعته، الليلة كانت من المفترض أن تكون أجمل ما مر بحياته، حلمه الذي قضى لياليه في تخيل روعته، فلم يكن يتصور أن الحلم سينقلب عليه ليتمنى لو لم يتحقق أبدًا فطريقة تحمله مرهقة، مرهقة للغاية.
شرد عقله في تذكر هيئتها التي كلما تذكرها اجتمع النقيضين بقلبه ولا يدري كيف يحدث ذلك، فالنفور يملأ عقله والعشق يزاحمه، الغضب يسكن قلبه والشفقة عليها تقتله، لم ينسَ أبدًا نظراتها المرتعبة التي جلدته بها، فآخر ما تمناه أن تخشاه دنيا.. هو أمانها الوحيد، كيف لها أن تخشاه! ولكن ماذا عساه أن يفعل؟ لا يقدر سوى أن يجافيها هكذا، فكلما تقابلت عيناه معها أرهقت غيرته قلبه وجعلته بحاجة لفعل ما يخمد ذاك الغضب بالانتقام منها، ولكن ما يوقفه فقط أنها هي دنياه وهو عبدالرحمن، ومهما فعل لن يقدر على عصيان قلبه وأذيتها مهما وسوس له شيطانه بفعل ذلك، مرت على عقله ذكرى ترجيها له وكلماته القاسية التي سقاها لها، يعلم أنه فاه بما ألجم قلبها ولكن على قدر الألم تخرج الكلمات وهذا كان وقع ألمه على كلماته، ترجته أن يستمع إليها ومن المفترض أن ينصاع لرغبتها ويستمع فمن حقها الدفاع عن نفسها ولكن كيف له أن يجلس برفقتها ويستمع إلى حديثها عن غيره حتى وإن برأتها كلماتها، كانت الغيرة تتآكل قلبه كلما نطقت اسم أجنبي عنها بل كان يجن جنونه ويتصنع عدم المبالاه لعدم أحقيته من قبل فكيف له أن يتحمل دفاع لسانها عن شخص آخر غيره، كيف لقلبه المكلوم العاشق أن ينصت لكل هذا، حتمًا سينفجر من فرط الألم.
خبط على رأسه بيديه وكأنه جن مما يحدث له، فعاد بعقله إلى الرسائل التي قرأها مرة أخرى وهو يفكر في طريقة لإثبات براءة دنيا.
حينما اقترب من المنزل حين عودته من الصلاة استمع إلى صوت أبيه الذي لفظ اسمه بقلق فاستدار له بعدما رسم ابتسامة على وجهه
- خير يا أبي.
ليسأله أبيه بقلق
- خير يا عبدالرحمن إيه اللي نزلك النهاردة يا ابني في إيه؟
ليعقد عبدالرحمن حاجبيه قبل أن يسأله باستنكار
- وليه منزلش يا أبي وأتخلى عن صلاة الفجر عشان إيه؟ مهما كنا في قمة السعادة مينفعش ننسى ربنا.. ربنا سبحانه وتعالى أولًا والدنيا فيما بعد عايزني أأخر فرض ربنا أو أتكاسل عن إني أروح المسجد وأنا ربنا مغرقني بنعمه وقدرني إني أتزوج في الوقت اللي غيري مش عارف يعمل الخطوة دي؟
ابتسم إليه أبيه فخورًا بولده الذي يدهشه بأفعاله حتى صبيحة زفافه ليبادله عبدالرحمن ابتسامته محاولًا بذل جهده في إبداء سعادة هو أبعد ما يكون عن الشعور بها.
تبادل مع أبيه بعد الكلمات العادية بل ومازحه أبيه بمزاح غير بريء ليرسم عبدالرحمن الحياء على وجهه للمرة الأولى قبل أن يتركه ويصعد إلى الأعلى ليقابل ما كان يتهرب منه في سجوده.
فور وقوفه أمام باب البيت استمع إلى تأوهات مكتومة تصل إلى أذنيه من خلف باب البيت ليدرك على الفور بأنها تخصها وحدها، طرق الباب سريعًا وفتحه والخوف يملأ قلبه ليجدها تفترش الأريكة الكبيرة بمنتصف البيت وتشمر على قدميها تدلكها بعنف بينما دموعها تحكي ألمها، اقترب منها سائلًا بلهفة لم يستطع إخفاءها من فرط خوفه
- مالك في إيه .
ليزداد نشيجها وهي تجيبه
- رجلي بتوجعني أوي.
على الفور أدرك ما يحدث لها، فالجميع يعرف أنها تعاني منذ الصغر من ألم قدميها كل فترة وأحيانًا ذراعيها وبعد عدة فحوصات أخبرهم الطبيب أنه أمر طبيعي لا يستوجب القلق ووصف لها عدة أدوية تتناولها فقط عندما يراودها الألم.
دلف إلى غرفته وبعد عدة ثواني لا تذكر خرج إليها بعلبة شفافة لتظهر بها الأدوية التي وصفها لها الطبيب مع دواء بلون أصفر مسكن لآلام البطن وآخر لصداع الرأس ملقي بإهمال بجوار دهان الحرائق الذي يجاور مسكن آلام الأسنان، فمن يصدق أنه في خضم غضبه ورغبته في الانتقام منها فكر في جمع علاجها مع بعض الأدوية التي من الممكن أن يحتاجونها، فقلبه العاشق أجبره ذات ليلة أن يشتري لها علاجها خوفًا من أن تراودها الآلام ذات مرة فتعجز عن إسكانها، أخرج ما تحتاجه ووضعه أمامها لتتسع عيناها فور رؤيتها لعلاجها أمام عينيها ولا تدري كيف أتى به، أخذت كريم أخضر ذو رائحة نفاذة وبدأت في تدليك موضع الألم به ثم تناولت حبة صغيرة من يد عبدالرحمن الذي أخرجها لها ووضعها فوق راحته وبيده الأخرى كأس من الماء فاضطرب أثر لمس أناملها لراحته، نظرت إليه متعجبة من فعلته، أهذا هو نفسه من كان على وشك قتلها بكلماته قبل ساعات؟!
فور إدراكه لنظراتها بدل نظراته القلقة بأخرى ثم نهض واقفًا بعدما لملم الدواء واختفى بغرفته.
ظلت تتابعه بندم وقلبها يئن وجعًا لأجله، تعلم أنه لا يستحق منها ما فعلت، فعلى الرغم من أنه كما يبدو ظن أسوأ مما حدث إلا أنها لا تنكر أنها أخطأت خطأ ليس من السهل على شخصية عبدالرحمن المتملكة لما تحب غفرانه.
بعد مرور عشرون دقيقة شعرت بباب غرفته يفتح مرة أخرى لتقابلها عيناه المنصبة على قدميها فأومأت إليه بإيجاب وكأنها تطمئنه على قدميها فليس هناك سببًا لخروجه بهذا الوقت سوى للإطمئنان منها على ذهاب الألم ليتصنع عدم اهتمامه بالأمر ويدلف إلى المطبخ ثم يخرج منه حاملًا قنينة مياه باردة بين يديه فتساقطت أولى دمعاتها حزنًا عليه، هو الذي اهتم بها وجلب علاجها في وقت غضبه، فمن بمحله كان ليشمت بها إلى أن دماثة الاخلاق ليست من شيم ملك الرجولة، نهضت تتجه إلى الغرفة المخصصة للأطفال عل النوم يحنو عليها ويرافقها بعدما هجرها منذ أن وطأت قدميها هذه الشقة.
***************
خرجت رقية من المنزل في الصباح للتسوق من ذاك المحل الذي تبتاع منه مستلزمات عملها، مرت على الشقة التي يسكنها أحمد لتضطرب فور مرورها، ذاك الرجل الذي قلب كيانها وجعلها عاجزة عن اتخاذ القرار، تخشى من والدتها.. تلك التي لم تخبر أحد بما هددتها به قبل أيام بتصريحها للموافقة على زواجها من أحمد، فيبدو أن والدتها الحنون تغلب حنانها على حزمها فأبت أن تعلن الموافقة سوى بعدما تبديها رقية دون إرغام لكنها أيضًا لا تأمن والدتها تمامًا، فمن الممكن أن تفاجئها ذات مرة بتحديد موعد الخطبة، الجميع يظنها تتدلل كمن يرغب البيعة ويرفضها ولكنها حقًا رافضة، فليس هذا ما تمنته طيلة سنوات عمرها، نعم تمنت أحمد ولكن رغبت قلبه قبله وهذا النصف رجل الذي تقدم إليها لا يكفيها، هو استثنى ذاك الجزء الذي يملأه قلبه وهي لا تريد سوى ذاك القلب فبماذا تفعل بزواجها منه إذًا؟!
فاقت من شرودها على صاحب المحل سمح الوجه الذي يبتسم إليها بمجاملة بعدما دلفت لتخفض عينيها في خجل ففعل هو الآخر، تأملت المبيعات المعروضة في المحل لينشغل هو برص بعض القطع إلى أن أقبلت عليه تخبره بهدوء بما تحتاجه فأومأ إليها بإيجاب ثم شرع في تنفيذ ما أملته إلى أن انتهى ووضعهم أمامها فسألته بعملية
- كدا الحساب كام
ليجيبها برقم جعل أعينها تتسع من الصدمة، فهو أكثر بقليل مما بحوزتها، لم تكن تتوقع أن الخامات ارتفع سعرها إلى هذه الدرجة فترددت وهي تقول بخجل
- طيب ممكن تشيل اللونين دول معلش
ليعقد حاجبيه وهو يسألها
- فيهم مشكله؟
إلا أنها هزت رأسها بالنفي تقول
- لأ خالص هما كويسين بس عشان السيولة بس.
لتثير حمائيته وهو يقول
- طيب مفيش مشكلة إحنا عارفين حضرتك وواثقين فيكِ خدي اللي محتاجاه ووقت ما تجيبي الحساب مفيش مشكلة.
لتهز رقية رأسها بالنفي تردد بحرج
- لا لأ خلاص شيلهم بعد إذنك
ليجيبها ببعض الحدة وكأنه أحد أقاربها يثور لعدم إعطائه الفرصة في مساعدتها
- قلت لك مفيش مشكلة.
فبهتت رقية من حدته ورفعت أنظارها إليه تتيقن من أنه احتد عليها بحديثه ليأمرها مرة ثانية
- قلت لك خديهم خلاص.
فضاقت منه وأومأت إليه بإيجاب وكأنها انصاعت لرغبته ثم تركت له جميع ما كانت قد عزمت على شرائه و التفتت تغادر المحل وكأنها لم تفعل شيء لينظر إلى أثرها بصدمة مرددًا
- يا بنت المجانين.
**************
مس من جنون أصابه، حتما هذا ما يحدث لناصر الهادئ الذي صار يثور على شقيقته كلما تحدثت معه حتى عندما قدمت إليه الفطور ثار عليها لدرجة جعلتها تحمل حقيبتها التي لملمت بها ملابسها ودموعها تتسابق على الفرار من عينيها قهرًا من شقيقها الوحيد، من تبقى لها بعد وفاة والديهما فلم تجد غيره بعدما طلقت لتسكن برفقته وكان ودودًا محبًا بالأشهر السابقة إلا أنه منذ عدة أيام بات لا يحتمل ليحملها كبرياؤها على وضع ملابسها بحقيبتها ومغادرة بيته، فستذهب إلى بيت أبيها المغلق مادام شقيقها لا يتحمل وجودها برفقته لتقع عيناه عليها وهي تقترب بحقيبتها من باب البيت فسألها بحدة
- راحة فين يا بسمة؟
طالعته بعتاب أوجع قلبه ثم أشاحت ببصرها إلى الجهة الأخرى قبل أن تجيبه بقهر
- راحة بيت أبويا أقعد فيه بكرامتي.
ليعقد حاجبيه باستعجاب يسألها
- وحد هنا مس كرامتك يا بسمة
لتلتفت إليه بحدة قبل أن تجيبه بهجوم
- أنت مش حاسس بنفسك يا ناصر.. كنت دقيقة وهتضربني.. ليه يعني كل دا مش طايق لي كلمة وأنا عملت لك إيه.
أصابه الاندهاش من شكوى شقيقته له، فحقًا لم يكن يدري ماذا يفعل بالأيام السابقة ويبدو أنها غضبت من نزقه الذي لا يستطيع السيطرة عليه، فهو رغمًا عنه يشعر بالغضب يكسوه دائمًا ولا يبارحه لحظة واحدة، وكيف له أن يفعل وعبدالرحمن صديق عمره يجافيه ويتهمه بأسوأ اتهام.. كيف له أن يفعل ودنيا تزوجت آخر.. بل كيف أن يهدأ وهو متيقن من أن صداقته بعبدالرحمن تقريبًا انتهت، فمن ذا الذي سيقبل على نفسه أن يصادق من تسلل لزوجته كاللصوص وبات يضايقها أينما فعلت!
فاق من شروده على لمسة شقيقته الحانية على وجنته والتي لم تستطع أن تبقى على جمودها بل غلبها حنانها تسأله
- أنت بتعيط يا ناصر.. مالك يا حبيبي إيه اللي حصل لك؟
ليقف كبريائه أمام وجهه بهذه اللحظة فمحى تلك الدمعة الخائنة مثله والتي فرت من عينيه وفقط السيطرة عليها كما حدث مع قلبه ليجيبها
- مفيش يا بسمة.. متزعليش مني حقك عليا.. والله ما قصدت أزعلك.. أنا عندي ظروف وحشة اليومين دول استحمليني.. متسبنيش أنتِ كمان لوحدي.
لتجبرها مشاعرها الأمومية التي حرمت منها فطلقت لأجلها على احتضانه بقوة علها تخرج باحتضانها آلامه من قلبه فاستجاب إليها إلى أن شعر بحاجته للانفراد بنفسه فتركها وخرج بدلًا منها ذاهبًا إلى البحر يشكي إليه آلامه.
*******************
بعدما صدح آذان الظهر في جميع الأنحاء لتذهب ذوي القلوب المعلقة بالمساجد إليها ليروون عطشهم الذي اشتد من الصباح مشتاقين للعودة إلى المسجد الذي تعمهم فيه السكينة ليكن من بينهم عبدالرحمن الذي خرج جاذبًا الباب خلفه فاستيقظت على أثر صوته دنيا التي نهضت تجلس على الفراش باستيعاب للمكان الجديد الذي تبيت فيه للمرة الأولى، عم وجهها الضيق حينما تذكرت غضب عبدالرحمن منها فزفرت بقلة حيلة ونهضت تقف أمام خزانة الملابس ترى أي شيء سترتدي، فهي تعلم أن زوجة عمها بتلك الليلة التي أخبر فيها الجميع عبدالرحمن بموعد زواجهم صحبت زوجة عمها لبنى التي تعشق دنيا ذوقها الرقيق في الملابس وجلبتا إليها كل ما تحتاجه العروس، فتحت أول ما قابلها لتجد ملابس رجالية لعبدالرحمن أسكنت بقلبها شعور لا تعلم ماهيته، فأن تجد بخزانتها ملابس رجل هذا أمر جديد عليها وليس هذا أي رجل بل هو عبدالرحمن، ذاك الرجل الذي سرقت من زوجة عمها قميصه ذات ليلة بعدما لفظها من حياته ومضت عدة سنوات لا تبيت سوى باحتضانه إلى أن أجبرت نفسها على التخلي عنه فاعتادت على الأمر بصعوبة.
أغلقت جهته من الخزانه وفتحت منتصفها لتجد ملابس بيتية مكونة من منامة مناسبة للجو الحالي فاختارت إحداهن وحرصت على أن تكون محتشمة إلى أن وجدتها بصعوبة من كل تلك الملابس التي تظهر الكثير، قلبت المنامة بين يديها بعدم رضا ولكن لا يضر فهو سبق وأن رآها بأخرى تظهر ذراعيها كهذه ولن يكون الأمر جديدًا عليه.
بعد عدة دقائق رصت بعض الأطعمة على الطاولة وحينما أوشكت على وضع الطبق الأخير وجدته يدلف من باب البيت فابتسمت بوجهه ولكنه أشاح إلى الناحية الأخرى لتبتلع ريقها من إعراضه قبل أن تقول
- الفطار.
وكأنه لم يستمع إليها بل أشعرها بأنه لا يطيق البقاء معها أكثر من ذلك فتركها وتوجه إلى الغرفة التي يستقلها دون أي كلمة، فعادات بلده تفرض عليه المكوث في المنزل دون الخروج لمدة أسبوع وهو لن يجعل نفسه مصبًا لأحاديثهم بخروجه، فيكفيه ما يعانيه من نظراتهم حينما يخرج لآداء الصلوات.
حزنت دنيا من فعلته فجمعت الأطباق مرة أخرى دون أن تمسها يدها لتتفاجأ به خارجًا بعد عدة دقائق يقول.
-الجماعة طالعين كمان عشر دقائق.
أومأت إليه بإيجاب وأرادت أن تفتح معه حديث عله يتخلى عن خصامه فرفع يده بعلامة المنع قائلًا بجمود
- مش عايز كلام أفضل لك.
لتنظر إليه قليلًا وهو يتجه إلى الأريكة التي كانت تحتلها فجرًا ثم ذهبت لارتداء ما يليق بها.
بعد عدة دقائق خرجت إليه بعبائة بيتية باللون الرمادي وحجاب بنفس اللون بدرجة أقتم وزينت وجهها بالقليل من أدوات الزينة لتقع عيناه عليها فور خروجها فابتسم بسخرية دون أن يفصح لها عن أسبابه.
أصابها الحرج من نظرته فجلست على مقعد مغاير له ليستمعا إلى جرس الباب فانطلق عبدالرحمن يفتح للقدوم فتفاجأ بزوج عمته آتيًا معهم وهو الذي كان يعتقد أن أبيه وشقيقها فقط هما من كانا سيصعدان من الرجال فسمح لهم بالدخول بعدما أشار بعينيه إلى دنيا التي تفهمت مقصده فأسرعت تمحي ما بوجهها كي لا تثير غضبه الذي لا يحتاج إلى ما يزيده، لا تعلم أن ما تحاشته سيصيبها وسيشتعل الغضب لسبب آخر فلا مفر منه.