رواية المطاريد الفصل الثاني عشر 12 بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الثاني عشر بقلم رباب حسين 



بالماضي دفعت ثمن خطأ لم أرتكبه وهربت من مدينتي بعد أن ظللت عشر أيام أنام في المساجد أنتظر ظهور نتيجة الإختبارات وبعدها ذهبت متخفية داخل ملابس المنتقبات كي أسحب ملفي من المدرسة فقد كنت خائفة أن يراني حازم أو أبي وبالفعل سحبت الملف وخرجت من بوابة المدرسة لأجد حازم يقف مع أبي وينظران حولهما يبحثان عني فاستجمعت شجاعتي ومررت بجوارهما وأنا أنظر أرضاََ حتى إبتعدت عنهما وكانت هذه أخر مرة أرى أبي فيها وذهبت إلى القاهرة ودخلت الجامعة بها وحققت حلمي ولكن حلم منقوص..... بحثت عن عمل حتى أنني عملت بثلاث وظائف وكنت أذهب إلى المحاضرات دون أن أنام قط.... نمت بالشوارع وأكلت فتات الخبز تحملت الكثير والكثير فمن الناس من كان يساعدني ومنهم من يحاول إستغلال ضعفي لولا رحمة ربي الذي كان يرسل إليَّ من ينجيني منهم ولكن كنت أخاف من كل الناس حتى من يحاول مساعدتي فكنت أظن به سوء حتى إبتعدت عن الجمبع وصرت وحيدة تماماََ ووصلت إلى شهادة الجامعة كل ذلك وأنا أهرب من حازم وفي النهاية وصلت إلى حلمي الأكبر وتزوجت من يحيى ورجعت إليَّ عائلتي والسعادة ملئت قلبي عندما شعرت أن يحيى قد سامحني ولكن مازالت الحياة تطعنني وأتلقى الصدمات من الجميع فها أنا أخطف إلى الجبل مرة أخرى وتوقف الفرس هذه المرة بمكان مختلف ودخلت إلى كهف ووجدت رماح ينظر إليَّ نظرات أعلمها جيداََ فقد رأيت مثلها كثيراََ بالماضي مما دب بأوصالي الرعب فلا أحد حولي لينقذني هذه المرة وظللت أصيح بإسم يحيى بداخلي فلا أحد سينقذني منهم سواه وسوف يحضر بالتأكيد.... وقفت أمامه وأنا أشعر بطعنات نظراته إلى جسدي وعلمت ما يريده مني.... فهل سيكون هذا خطأ جديد عليا تحمله؟!


ظل رماح ينظر إليها ويبتسم إبتسامة مرعبة ورهف تبتعد عنه في ذعر ثم صاح : إطلع برا يا طاهر وخد جمال معاك..... متجلجوش هخلص وبعدين أسيبهالكم تتسلو بيها


خرجا وتركا رهف مع رماح بالداخل وصوت نحيباها وصرخاها يدوي بالمكان


أمسك يزن هاتفه فور رؤية الفرس يصعدان الجبل واتصل على الفور بيحيى الذي قد وصل إلى مقر عمله تواََ فأجاب على الفور وقال : ألو


يزن في ذعر : ألحق يا يحيى المطاريد خطفو رهف من قدام المركز


فتح يحيى عينيه في صدمة وعاد إلى سيارته ركضاََ وهو يسأل عن مكان تواجده وأنهى معه المكالمة واتصل بأحمد وطلب منه أن يأتي إلى الجبل مع الحرس..... أما يزن فوقف بالأسفل يفكر كيف سيجداها سريعاََ ثم فتح عينيه ونظر أمامه قليلاََ واتصل بأمل سريعاََ


أمل : أيوة يا يزن


يزن في عجالة : إديني حازم يا أمل بسرعة


شعرت أمل بالفزع من صوته وأعطت الهاتف لحازم سريعاََ فأجاب حازم : ألو


يزن : إنت فاكر المكان اللي كنت قاعد فيه مع رماح فوق على الجبل؟!


حازم : مش هعرف أوصف بس لو شفته ممكن أعرفه


يزن : كويس جداََ خلي أبويا يجيبك عند المركز الصحي وأنا هستناك هناك بس بسرعة جداََ


حازم في قلق : فيه إيه يا يزن حصل حاجة ؟!


يزن : رماح خطف رهف


وقف حازم في فزع وأنهى المكالمة وأخبرهم جميعاََ بما حدث فوقف عمر وعزام وركضو خارج المنزل وصعدو بالسيارة وقاد حازم تحت إرشادات عزام ووقف نساء المنزل في خوف وفزع حتى ذهبو من أمامهن


وصل يحيى إلى مكان يزن وخرج سريعاََ وقال : أنا هطلع وإنت خليك هنا


كاد أن يذهب ولكن قال يزن وهو يمسكه من ذراعه : إستني بس..... إنت متعرفش المكان اللي قعدين فيه لكن حازم يعرف وأنا بلغته وهو جي مع أبوك دلوقتي بدل ما تطلع تدور على الفاضي وتضيع وقت


زفر يحيى وهو يضغط على يده في غضب ويمسك شعره بعنف وقال في غضب : إتصل بيهم خليهم يجو بسرعة


يزن : من غير ما أقول أكيد حازم هيجي جري


ثم نظر خلفه وقال : جم أهم


نزل حازم وركض تجاه يحيى وخلفه عمر وعزام وأمسك يد يحيى سريعاََ وقال : تعالى معايا بسرعة


ركضا معاََ وكاد عمر أن يلحق بهما ولكن توقف عندما أمسكه عزام من يده وقال : لاع مينفعش تطلع فوج


عمر في غضب : سيبني يا حج ألحق البت بدل ما تضيع مني المرة ديه على حق


حاول أن يذهب ولكن ضغط عزام على ذراعه أكثر وقال : يا بوي طلعة الجبل جاسية عليك ومش عتعرف تعمل حاجة معاهم دول معيتفهموش غير بالسلاح عاد.... أنا حاسس بيك بس متجلجش يحيى عيجيبها وعتلاجيها في حضنك دلوك


رتب يزن على كتفه وقال : يحيى هيضحي بروحه عشانها..... متخافش


صعد يحيى خلف حازم الذي يحاول جاهداََ أن يتذكر مكان الكهف المغلق وأخذ يبحث بكل مكان عسى أن يجده ويحيى يسير خلفه وقلبه ينبض بعنف والخوف يسيطر عليه فالمرة السابقة كان متيقن أنهم خطفوها بيوم الزفاف لتعالج عمار وهذا ما هدأ من روعه ولكن هذه المرة وبعد ما علم بحقيقة ما كان يظنه حازم فهي الآن في خطر فادح وكل دقيقة تمر عليها مع الرجال بالأعلى بمثابة طعنات بسكين بارد في قلبه...... ظل يحاول دفع هذه الأفكار من رأسه وقلبه يدعي الله بأن تعود إليه سالمة فإذا حدث لها مكروه هذه المرة حقاََ لن تعود رهف أبداََ ولن تقبل بأن تكون له بعد الآن


بعد قليل وصل حازم إلى المكان ووجد الصخرة التي كانت تغلق الكهف فقال ليحيى : هي ديه.... هي ديه يا يحيى


ركضا معاََ سريعاََ وحاولا إبعاد تلك الصخرة الكبيرة وسمعا صراخ رهف بالداخل مما دب الزعر في قلبهما


أما بالداخل فكانت رهف تدفع برماح بكل قوتها وهو يضربها حتى تستسلم له وقام بتمزيق ثيابها وظلت تبتعد عنه وتدفعه وهي تصرخ وتبكي وتترجاه بأن يتركها


رماح وهو يحاول أن يسيطر عليها بعد أن قذفها على الفراش بالأرض ويقول : وبعدين معاكي عاد.... ده إنتي حتى مجضياها في مصر..... ولا فكراني مخابرش بسيرتك الهباب؟..... ولا متضايجة مني عشان كبير شوي؟!.... معلهش جربيني يمكن أعجبك ولا تطلجي من يحيى وتيجي نتجوز أنا وإنتي..... أوعدك لو عجبتيني أتجوزك أنا وأستر عليكي وساعتها هبجي جضيت على يحيى على الأخر


ضربته رهف بقدمها في صدره وقامت بعض ذراعه وهي تصرخ به وتقول : مش هطولني غير جثة..... أبعد عني بقى


تأوه رماح أثر ضربها وأمسك يده في ألم ثم صفعها على وجهها الذي يدمي من الصفعات التي تتلقاها منه وإذا بيحيى يجذب رماح من فوقها بعد أن نجح هو وحازم بتحريك الصخرة وانهال على رماح بالضرب وحازم يساعده حتى وقع أرضاََ وظل يحيى يضرب به حتى كاد أن ينهي حياته وغاب عن الوعي فأمسكه حازم وقال : كفاية يا يحيى خلاص


ثم وقع نظر حازم على رهف التي إصبحت ثيابها بالية وهي تغطي جسدها بكلتا يديها وتضم جسدها في خوف وتنظر إليهما والدموع والدماء تسيل علي وجهها فأشاح حازم بنظره عنها وقال : يحيى..... كفاية وروح لرهف


نظر لها يحيى ولاحظ أن حازم يبعد نظره عنها حتى لا يجرحها فركض إليها وهو يخلع معطفه ووضعه عليها وضمها إلى صدره يحاول تهدأتها وهي ترتعش من الخوف فأخذ يرتب على ضهرها ويقول : خلاص يا رهف متخافيش..... خلاص محدش هيأذيكي تاني


نظر إليهما حازم وصوت بكاء رهف أدمى قلبه عليها وفرت دمعة من عينيه حزناََ على حالتها... قاطع هذه اللحظة دخول طاهر الذي دخل إلى الكهف عندما جاء ليرى إذا كان رماح إنتهى من رهف أم لا ولكن لاحظ أن الصخرة تحركت من مكانها فأشهر سلاحه ودخل الكهف ووجد رماح ملقى على الأرض فاقداََ للوعي ووجهه ملئ بالجروح الدامية ثم وقع نظره على يحيى وحازم فأطلق رصاصة بالهواء فنظرو جميعاََ إليه في ذعر وقال طاهر وهو يشهر السلاح بوجه يحيى الذي يحمي رهف خلفه : إثبت عنديك يا يحيى..... والله وجعت وجاي برجليك كومان ولحالك..... فرصتي عشان أخلص عليك


وقف حازم أمامه وقال في غضب : مش لوحده..... إنت مش شايفني ولا إيه؟


أبعد طاهر السلاح عن يحيى ووجهه إلى حازم وابتسم في سخرية وقال : إنت مش مهم.... هي رصاصة وعخلص منيك


أخرج يحيى سلاحه سريعاََ وأشهره بوجه طاهر وهو يقف أمام رهف التي تحتمي بظهره وقال في غضب : أبعد عنه يا طاهر حسابك معايا أنا


فنظر له طاهر وقال : نزل سلاحك بدل ما أطخه جدام خيته وحسرها عليه


نظر خلفه يحيى فوجد أحمد يدخل الكهف خلسة الذي قد صعد إلى الجبل مع العساكر وأخذ يبحث عن مكانهم وعندما سمع بصوت العيار الناري ركض إلى الكهف سريعاََ ودخل الكهف ورأي وضعهم فأشار ليحيى وهو يخطو بخطوات هادئة حتى لا يشعر به طاهر ثم نظر يحيى إلى طاهر وقال : لا.... متضربش..... أنا هنزل سلاحي وإنت حسابك معايا أنا مش هما..... خليهم يمشو


أمسكت رهف بثياب يحيى من الخلف وقالت وهي تبكي : لا يا يحيى..... لا مش هسيبك هموت معاك


أنزل يحيى السلاح على الأرض ببطء وعندما أبعد طاهر سلاحه عن وجه حازم هجم أحمد عليه سريعاََ وضربه بالسلاح على رأسه ففقد وعيه وسقط أرضاََ ونظر حازم إليه وقال : الحمد لله النجدة جت من عند ربنا


نظر يحيى إلى رهف التي تبكي في حزن وضمها إليه وقال : محدش هيموت يا رهف..... أنا معاكي


قطع حديثه صوت الإشتباكات بالأعيرة النارية بين باقي المطاريد والعسكر فخرج أحمد سريعاََ ولحق به يحيى وقال لحازم : خليك معاها وأوعو تخرجو لحد ما أقولكم فاهمين


أماء له حازم بنعم وذهب إلى رهف التي تنظر إليه في خوف وهو يغادر الكهف ويشهر سلاحه الذي حمله من على الأرض وهو يركض فذهب إليها وضمها إليه وقال : شغله صعب أوي...... ربنا معاه ومع كل واحد بيضحي بنفسه عشان الناس تعيش بأمان


ظلت رهف تبكي وهي تدعي بأن يعود لها سالماََ دون مكروه.... خرج يحيى وأحمد وبعد تبادل الطلقات النارية إستطاعو أن يسيطرو على الوضع بعد أن شعر المطاريد بقلة عددهم أمام العساكر وأيضاََ قتل جمال وعدم ظهور رماح وطاهر فاستسلمو للشرطة وتركو أسلاحتهم وهم يرفعون أيديهم إلى فوق فتم القبض عليهم وقيدو رماح وطاهر وحملوهما إلى أسفل الجبل ثم أخذ يحيى رهف وذهب بها إلى أسفل الجبل ولحق بهما حازم حتى رآهم عزام وعمر ويزن اللذين نظرو إلى رهف في صدمة عندما رآو وجهها الملئ بالجروح والدماء ولا تستطيع السير على قدمها ويحاول يحيى أن يساندها حتى تصل إلى أسفل الجبل وبعد ذلك حملها وهي تحاول أن تضم معطف يحيى علي جسدها وثيابها الهترئة تظهر بالأسفل فظهر الحزن على وجههم وركضو إلى يحيى وقال عمر في بكاء : حصلها إيه يا يحيى؟.... طمني يا أبني


يحيى : متخافش يا عمي لحقناها.... يزن سوق العربية أنت وأطلع بينا على البيت


عمر : الحمد لله يا رب الحمد لله


يزن : حازم خد إنت عربيتي وسيب العربية ديه هبعت خالد يجبها.... أقفلها وهات المفتاح


ذهبو جميعاََ إلى المنزل وتم وضع المطاريد ورماح في سيارات الشرطة وانتهى عهد المطاريد إلى الأبد وعاد الأمان إلى القرية مرة أخرى بعد سنوات عديدة من الظلم والقهر التي تعرض لها أهل القرية البسطاء.... أخذ يحيى رهف بين أحضانه بالخلف وقاد يزن السيارة وعمر بجواره وظل يحيى يضمها إلى صدره حتى هدأت تماماََ وهي تنظر إليه وتشعر بأنها لن يمسها سوء طالما يحيى موجود معها وتذكرت الأيام الصعبة التي عاشتها دونه وقالت له في هدوء وهو يمسح الدماء عن وجهها بحذر حتى لا يؤلمها : كنت فين من بدري يا يحيى؟ 


يحيى : سامحيني يا حبيبتي والله طلعت الجبل بسرعة بس خدنا شوية وقت على ما حازم عرف يفتكر المكان


رهف : مش قصدي النهاردة...... كنت فين ال ١٥ سنة دول...... أنا أتبهدلت من غيرك أوي..... لو كنت معايا مكنتش مريت بده كله


نظر لها يحيى في حزن وقال والندم يظهر على وجهه : حقك عليا..... أنا عارف إني خذلتك


وضعت رهف يدها على فمه وقالت : هششش..... متعتذرش..... أنا مسمحاك من زمان أصلاََ وعذراك في كل حاجة عملتها وعارفة إن وجعك كان أد وجعي ويمكن أكتر ومش ده اللي بلومك عليه.... أنا قصدي ليه مظهرتش في حياتي بدري عن كدة..... لازم أنا اللي أجي لحد الصعيد وأفضل برده وراك وأطلب إيدك للجواز عشان ترجعلي..... بس العيب مش عليك..... أنا اللي دلعتك من الأول.... كان لازم مخدش الخطوة الأولى أبداََ


إبتسم يحيى وقال : ديه مش غلطتي.... إنتي اللي من ساعة ما شفتيني منزلتيش عينك من عليا وأنا عمال أقول لنفسي يا واد متاخدش في نفسك قلم بقى القمر ديه هتبصلك إنت لحد ما لقيت عينيكي مركزة معايا.....وبعدين إنتي كمان اللي إعترفتي بحبك قبلي


رهف : وإنت مفتري..... رضيت على الكلمة بعد ١٥ سنة..... ١٥ سنة يا يحيى عشان تقولي بحبك


ضحك يحيى وقال : هو أنا لحقت أعمل حاجة..... أنا أصلاََ كنت ناوي أرجع هنا البلد وأجيب أبويا وأجي أتقدملك بعد الإمتحانات وأقول بقى كل اللي جوايا وإحنا في النور قدام الناس بس يلا الله يجازي اللي كان السبب


رهف : ربنا يسامحه..... المهم إنك معايا دلوقتي..... وسامحتني وهترجع أوضتنا تاني


ضحك يحيى وقال : لا هو بالمنظر اللي إنتي فيه ده يفضل أنام تحت زي ما أنا


نظرت له رهف في حزن وقالت : شكلي وحش صح؟!


يحيى : مين الحمار اللي يقول كدة..... ده أنتي أحلي واحدة شافتها عينيا.... مجنونة خطفت قلبي ومسحت صنف الستات من حياتي..... خليتني لا شايف غيرها ولا عايز غيرها


مطت رهف شفتها السفلية في دلال طفولي وقالت : طيب عايز تنام لوحدك تحت ليه بقى؟ أكيد عشان وشي متبهدل


يحيى : عشان أنا لو طلعت الأوضة مش هسيبك وإنتي بجد مفيش حتة فيكي سليمة وكمان مفيش دكتور يعالجك


رهف : إنت موجود..... علاجي وجودك جنبي ومش حاسة بأي تعب وأنا في حضنك..... مستخسر فيا تاخدني في حضنك وتسيبني أنام مطمنة ولو ليوم واحد


قبل يحيى يدها وقال : مستخسر إيه بس؟! ده أحنا نتمنى يا باشا والله


نظر يزن إلى يحيى بالمرآة الداخلية وكاد أن يتحدث ولكن وجده يقبل يد رهف فابتسم في سعادة عندما رأي الإبتسامة على وجهه التي غادرت ملامحه منذ زمن بعيد وقال : وصلنا يا يحيى


نظر له يحيى وأماء له وأوقف يزن السيارة داخل الحديقة ووجد نساء المنزل يقفن بالخارج ويبكين في خوف واقتربن من السيارة سريعاََ ليطمئننَّ عليهم.... نزل يحيى وحمل رهف من السيارة وخرج بها وذهبتا أمل وهبة وأمسكتا بيدها وقالت أمل في فزع عندنا رأت وجهها : حصلك إيه؟!......عملو فيكي إيه يا حبيبتي؟!


يحيى : متخافوش محصلهاش حاجة..... شوية كدمات وجروح..... خلوني بس أطلعها أوضتها


أمينة وهي تبكي : بركة إنكم رجعت بالسلامة ياولدي..... أدخل وديها أوضتها فوج خليها ترتاح


دخل يحيى ولحقو بهم جميعاََ..... نظرت أمل إلى أمينة وقالت : مين هيعاجلها دلوقتي بس؟!


يحيى : أنا متقلقوش


صعد بها يحيى إلى الغرفة ووضعها بالفراش في حذر وقال لهم : معلش تسيبوني معاها شوية لحد ما أشوف الجروح ديه وتغير هدومها


حازم : حاضر بس لما تخلص طمنا عليها


يزن : هتعرف تعالجها يا يحيى ولا أنزل في أي حتة قريبة إجيبلها دكتور من هناك؟!


يحيى : لا..... أنا هتصرف متقلقش


أماء له يزن وقال : حمد الله على السلامة يا مرات أخويا


رهف : الله يسلمك يا يزن


خرجو جميعاََ من الغرفة ووقف يحيى عند الباب ليغلقه ولكن رجع يزن خطوة إلى الخلف وأوقف الباب وقال وهو يبتسم : صحيح الحب بيصنع المعجزات


يحيى : إشمعنا يا خفيف؟!


يزن : أصل أنا شفت ضحكة النهاردة مشفتهاش من زمان..... والله وطلعت رومانسي يا يحيى وإحنا منعرفش


ضربه يحيى في خفة على كتفه وقال : إطلع برا ياض


وضع يزن يده على كتفه وقال : هطلع بس هنزل أحكي لأمل وإنت عارف هيحصل إيه بعد كدة..... إستحمل بقي هزاري أنا وهي


يحيى : إعملها يا يزن وأنا أخليك تشوف حاجة تانية غير ضحكتي


يزن : وعلى إيه يا عم الطيب أحسن.... وبعدين ده أنا غلبان تشتري سكاتي وأنا هبقى تمام


وضع يحيى يده على يده الأخرى وتنهد وقال : عايز إيه؟!


يزن : حاجة صغيرة أد كدة..... ليلة بنت عم دمنهور


عقد يحيى حاجبيه وقال : مالها ديه؟!


يزن : تروح إنت وأبويا تخطبهالي عشان كل أما أقول لأبوك يقولي أخوك يتجوز الأول وأديك إتجوزت وروحت أفاتحه تاني يقوم يقولي إنت معندكش نظر مش شايف الحالة اللي يحيى فيها ويفضل يشتم فيا


يحيى : مجتش قولتلي ليه؟!


يزن : هقولك بعدين بس إوعدني تروح تخطبهالي..... البت هتطير مني يا يحيى وكل شوية حد يتقدملها وهي عمالة ترفض


يحيى : حاضر يا سيدي..... بس مش شايف إن ده مش وقت برده؟!


يزن : طيب ماشي هسيبك تشوف الحالة اللي جوا يا دكتور ولما تخلص وتهدى كدة نقعد نتكلم


يحيى : ماشي.... إمشي بقى


ذهب يزن وأغلق يحيى الباب خلفه والتفت إلى رهف وهو يبتسم ويقول : شفتي الواد بيبتزني


إبتسمت رهف وقالت : إزاى يعني؟!


يحيى : هقولك بعدين بس أشوف وشك ورجلك الأول


في أحد المستشفيات بأسيوط تحديداََ في غرفة العناية المركزة تصدر بعض الأجهزة أصوات تحذيرية فتركض الممرضة إلى الداخل وتنظر إلى الجهاز الذي يصدر الصوت ثم ركضت خارج الغرفة لتحضر الطبيب وبعد قليل فتح عمار عينيه

الفصل الثالث عشر من هنا

تعليقات



×