رواية وصمة قلب أسير الفصل الثالث عشر 13 بقلم رباب حسين


رواية وصمة قلب أسير الفصل الثالث عشر  بقلم رباب حسين 



يقود سيارته في صمت..... لا يبكي.... لا يتألم وكأنه مغيب عن هذه الدنيا ومن كثرة الضربات التي تلقاها أصبح جسد بلا روح..... وقف بالسيارة في أحد الإشارات في وقت متأخر نظر حوله لم يجد أحد بالشارع فقط أضواء المدينة وهدوء عكس العاصفة التي تضرب رأسه وظل ينظر إلى الإشارة الحمراء أمامه وفجأة شعر بأن حياته قد توقفت عند هذه الإشارة وكأن الزمن يصر على عقابه وليتها كانت غلطته بل غلطة كل من حوله وتذكر ما حدث من قليل
فلاش باك
ريان : يا عمي أنا لما جيت أتقدمتلك قولتلك إني ولا ريان عوني ولا ريان عبد القادر..... أنا واحد بيحب بنتك وعايز يتجوزها ومش عايز أي حاجة تانية ولا ليا دعوى بكل اللي بيحصل ده
السيوفي في غضب : يعنى إنت كنت عارف اللي إخوك وأبوه بيعملوه صح؟
نظر ريان أرضًا في خجل فأردف السيوفي : شفتي..... كان عارف ومع ذلك جيه ضحك عليا وعليكي وعمال يقولي بكره تعرفني على حقيقتي.... وأديني عرفت.... أنا كان عندي حق
ريان : يا عمي إنت عارف إني مكنتش عايش معاهم ولا ليا دعوى باللي هما بيعملوه
السيوفي : كنت عايش في حضن الناس اللي خطوفك وخلوك تسرق وتحرق وكمان خطفت بنتي..... يعني مش ملاك لا كنت مجرم زيهم بس نوع تاني من الإجرام..... بلطجي من الأخر
ريان : إنت ليه حاططني في المكان ده بس؟ ..... قولتلك إني غلطت زمان ودلوقتي تبت ومش بعمل أي حاجة غلط
السيوفي : وأنا أضمن منين إنك مترجعش للمصايب ديه تاني..... وغير كده إنت دلوقتي أخوك مطلوب في قضية تهريب وأبوك هيحصله لإنه شريكه وإنت إسمك مربوط بيهم وأنا مش هضيع سمعتي اللي بنيتها في سنين عشان جوازة زي ديه..... لا الجوازة ديه مش هتم وخد الخاتم بتاعك أهوه
ثم اقترب من ريماس وأخذ الخاتم عنوة من يدها وهي تحاول جاهدة ألا يفعل ذلك فصاح بها في غضب وأخذه من يدها ووضعه في كف ريان وقال له في غضب : أخر مرة أشوفك هنا ولو عرفت إنك بتكلمها ولا بتتصل بيها هبلغ عنك وأقول إنك كنت خاطفها وأبوك هددها عشان متعترفش عليك وأهوه بالمرة تونس أبوك وأخوك جوا
أخذ ريان الخاتم وذهب في صمت وصعد بسيارته
عودة من الفلاش باك
في هذا اليوم إنكسر كل شئ داخله..... أحلامه صارت هباءًا... خسر عائلته وأصبح مشرد في الشوارع.... خسر حبيبته وبقى وحيدًا بلا منزل بلا كتف يبكي عليه لا يملك مستقبل والشارع أصبح وطنًا له وصديقه الوحيد هو البرد.... ليس برودة الجو ولكن برودة قلبه داخل أضلاعه.... صار الزمن خصمًا يدوس على قلبه دون رحمة وبرغم الألم لازال يتنفس لا لإنه يريد بل لأن الحزن نفسه لم ينتهي من قصته وكأن الحياة أصبحت عقابًا ليبقى حيًا ويشعر بالغياب كل يوم
في منتصف الليل قد ذهبت الشرطة لإلقاء القبض على سليم الذي سمع صفارات الإنذار وتسلل خارج المنزل سريعًا من الباب الخلفي وعندما فتح أحد الخدم الباب ودخل الضابط وبعض العساكر وقف عوني أمامهم وقال في فزع : خير يا حضرة الظابط؟!
الضابط : مطلوب القبض على سليم عوني إبنك..... هو فين؟
عوني : مش هنا
الضابط : فتشوا البيت
ذهب العساكر لتفتيش المنزل ثم قال عوني : خير هو عمل إيه؟
الضابط : جالنا بلاغ من كام يوم إن فيه عملية تهريب آثار والبلاغ كان عن سليم ولما روحنا المكان لقينا سليم إبنك فعلًا داخل هناك بس لما هجمنا عليهم هرب ومعرفناش نجيبه
عوني : ما يمكن واحد شبهه مش هو
الضابط : أنا شفته بنفسي ده غير إن قناوي إعترف إنه كان معاه وخد الفلوس وهرب
نزل العساكر وقال أحدهم للضابط : ملقناش حد فوق يا فندم
نظر الضابط إلى عوني وقال له : قوله يسلم نفسه أحسن له
ذهب الضابط والعسكر وتحول وجه عوني إلى الغضب الشديد والتفت ليدخل إلى مكتبه فوجد أمال تنظر إليه في لوم والدموع في عينيها فتركها ودخل المكتب دون حديث وصعدت أمال إلى غرفتها وقامت بالإتصال بريان الذي لازال يجلس بسيارته فتلقى المكالمة على الفور
أمال في بكاء : اللي كنت خايفة منه حصل يا ريان..... البوليس بيدور على أخوك وهو هرب من البيت
أغلق ريان عينيه في تعب وقال : إهدي يا أمي.... فكري بس هو فين وأنا هحاول أدور عليه
أمال : معرفش..... طيب أقفل هتصل بتيم المساعد بتاعه يمكن يعرف يلاقيه
أنهت أمال المكالمة واتصلت بتيم ولكن لم يجيب
أما ريان فقد قام بتشغيل سيارته وذهب إلى منزل عبد القادر مرة أخرى وصعد إلى غرفته ووجد أسعد يجلس بجواره الذي وقف عندما دخل ريان فجأة وقال : ريان! 
أمسكه ريان من ملابسه وقال له في غضب : إنت بتعمل فيا كده ليه..... ليه قلت للسيوفي الحقيقة ليه؟
أمسك أسعد يده وقال له : عشان الإندماج مش هينفع يتم.... لو تم مش هعرف أغلب عوني في السوق وكمان هيقدر يدوس علينا بسهولة تاني وأنا مش هبدأ من الصفر تاني ولا هسمح له يدوس عليا وعلى أبويا.....إنت شايف العز دلوقتي لكن متعرفش الراجل ده عمل إيه عشان يقدر يرجع السوق ويرجع يقف على رجله ويجيب حق أمي اللي أبوك قتلها..... أنا بعمل كل ده عشان أرجع حقها وبس.... ومش هسيب فرصة واحدة تضيع من إيدي من غير ما استغلها
تجمعت الدموع في عين ريان وقال : طيب وأنا.... أنا ذنبي إيه في كل ده..... بتعاقبني أنا ليه؟
شعر أسعد بالحزن عليه وقال : غصب عني..... لازم أعمل كده..... ولو بتتكلم على ريماس أنا عارف إنها بتحبك ولو هتبقى ليك محدش هيقدر يقف قدامكم
أزاح ريان يده من عليه وجلس على الكرسي في ضعف : ما خلاص.... خسرتها.... وإنت السبب أو عوني بيه السبب.... لا لا أخويا السبب عشان بقى مجرم والبوليس بيدور عليه.... أنا بدفع تمن كل ده ليه؟....ليه بتعاقب على كل ده؟
أسعد : عشان كده قولتلك مكانك مش معاهم.... إنت مكانك هنا في المكان اللي إنت أتربيت فيه وفي حضن الراجل ده اللي مرض لما حس إنه خلاص خسرك
ريان : أنا اللي خسرت كل حاجة..... لا عارف أرجع إبن عبد القادر ولا عارف أعيش إبن عوني..... أنا خلاص ضيعت..... أنا همشي عشان خلاص خسرت كل حاجة..... مبقاش عندي أي حاجة أحارب عشانها وإنت خلص إنتقامك منهم وكمان المفروض إني أقف عاجز بس أتفرج عليك وإنت بتعمل فيهم كده ليه لإن معاك حق.... ولا هقدر ألومك ولا قادر أساعدهم..... أنا عاجز مش قادر حتى أدافع عن عيلتي وحبيبتي هعيش هنا ليه..... ولمين؟ 
عبد القادر : خليك معايا يا ريان
بكى ريان وقال : وأقف أتفرج عليكو وإنتو بتعملو في أخويا وأبويا كده؟!....دول لحمي ودمي وحتى لو عارف إنهم غلطو مش هستحمل أشوفهم كده.... مفيش حل غير إني أمشي واستنى.... استنى أسمع خبر وحش عن حد فيهم وبس أو أسمع إن ريماس خلاص هتتجوز واحد تاني.... مش هقدر أستحمل مش هقدر
ذهب ريان ونظر عبد القادر إلى أسعد وقال : إنت عملت إيه؟
جلس أسعد في حزن وقال : بعت نسخة من الأدلة اللي عندي للسيوفي وكمان بلغته إن سليم مطلوب القبض عليه عشان يوقف الدمج
عبد القادر : مفكرتش إن ريان كده....
قاطعه أسعد وقال في غضب : فكرت.... فكرت بس خلاص ماعنديش حل تاني غير ده..... ليه ريان حبها ليه؟ لو مكنش حبها كان زمانه واقف معايا دلوقتي
عبد القادر : القلب وما يريد.... وأنا اللي قلت ريان هيرجع لحضني تاني.... خلاص خسرته
أمسك أسعد يد عبد القادر ورتب عليها وقال : هيرجع.... هو بس مصدوم وحاسس بالعجز بس أنا متأكد إنه هيرجع
وصل سليم عند منزل تيم وظل يطرق الباب في ذعر حتى فتح تيم الباب ودخل سليم مسرعًا وأغلق الباب خلفه وقال له : خبيني عندك يا تيم
نظر له تيم وعقد حاجبيه وقال : سليم بيه! خير إيه اللي حصل
سليم : البوليس بيدور عليا وجم عشان يخدوني من البيت
تيم : ليه؟ .... ما أنت مكنتش معاهم في العملية
سليم في توتر : معرفش معرفش.... بكره تروح الشغل وتسأل بابا على اللي قاله الظابط وتبقى تبلغني.... بس دلوقتي ينفع أقعد عندك كام يوم
تيم : اه طبعًا.... أنا عايش لوحدي ما أنت عارف..... تعالى أرتاح جوا
دخل سليم مع تيم الغرفة واستلقى على الفراش وذهب تيم إلى الغرفة الأخرى وبعث برسالة إلى أسعد يبلغه أن سليم عنده بالمنزل ويختبئ عنده
ليلة حزينة خيمت عليهم جميعًا
ظلت أمال تبكي في غرفة ريان بعد أن أغلقت الباب على نفسها فقد خسرت إبنيها في يومٍ واحد
سليم مستلقي بالفراش ينظر إلى سقف الغرفة يفكر بما حدث ولا يرى سوى غدر ريان له ومساعدة أسعد على التخلص منه
ريان الذي يجلس في سيارته لا يعلم أين يذهب وقرر أن ينام داخل السيارة
ريماس التي ظلت تبكي طوال الليل لم تستطع أن تنام وظل السيوفي يخرج من غرفته ويقترب من غرفتها فيسمع صوت نحيبها الذي لم يتوقف منذ أن غادر ريان والحزن خيم على وجهه ثم يعود إلى غرفته مرة أخرى
عبد القادر الذي أصبح بين شقي الرحا..... هل يترك ثأره لأجل ريان؟ ولكن يتذكر زوجته وحبيبته وما حل بها بسببه فيرجع عن قراره
أسعد الذي يشعر بالخوف من فقدان ريان والندم يسيطر على قلبه بسبب ما فعله به

أمسكت ريماس هاتفها واتصلت بريان الذي إعتدل على الفور عندما وجد إسمها يزين شاشة هاتفه فقال : ريماس
ريماس في بكاء : فهمني يا ريان..... عايزة أفهم إيه السبب في كل ده؟ وهل فعلًا سليم وعمي بيتاجرو في الآثار وإنت كنت عارف؟
ريان : هحكيلك يا حبيبتي عشان مش عايزك تفهميني غلط إنتي كمان
قص لها ريان كل شئ وعندما إنتهى قالت : يعني كده إحنا اللي هندفع تمن كل ده؟
تنهد ريان وقال : للأسف مفيش حاجة في إيدي أعملها عشان كده أنا همشي..... هسيب القاهرة وارجع إسكندرية.... أنا مش عارف أفكر ولا عارف أعمل إيه وكل اللي محتاجه دلوقتي هدوء..... خلي بالك من نفسك
ريماس في بكاء : متودعنيش يا ريان..... في يوم من الأيام هنتلاقى ومش هسيبك
ريان : أتمنى والله من كل قلبي.... سمحيني لو زعلتك ولو كسرت فرحتك.... كان نفسي أسعدك بس مش عارف
ريماس : إنت ملكش ذنب وأنا هستناك وعمري ما هفكر أتجوز واحد غيرك..... أوعدك يا ريان عمري ما هبقى لحد غيرك
ريان : ولا أنا حد هياخد مكانك في قلبي ولا في حياتي..... مع السلامة يا حبيبتي 
أنهى ريان المكالمة وأنسابت الدموع من عينيه وشعر بأن الهواء إختفى من حوله فقام بقيادة سيارته وذهب إلى الأسكندرية وبعد ساعتين كان يقف على البحر يشاهد شروق الشمس ويشعر أن الهموم في قلبه تعادل حجم البحر الذي أمامه... ظل ينظر إليه وكأنه وجد ملجأ شكواه وأنيس وحدته لأعوام بعدما عاش وحيدًا في الإسكندرية ينظر إلى البحر من شرفته بالساعات وها هو يعود إلى صديقه القديم فهو لن يتغير أبدًا بمرور الزمن.... ينظر إليه بعيون حمراء مطفئة من الحزن فاقدة لكل أمل وقلبه يشعر بأن القادم سيكون أسوء فاختار البعد والهروب لعجزه عن كشف الحقيقة أو مواجهة أسعد وعبد القادر
إستيقظ سليم مبكرًا وانتظر تيم بالخارج وبعد قليل خرج تيم وقال : صباح الخير يا سليم بيه.... إنت منمتش ولا إيه؟
سليم : نمت شوية.... بص أنا عايزك تروح تعرف إيه اللي حصل إمبارح بالظبط وتقول لبابا يشوفلي حل وكمان تعرف هو ناوي على إيه وتيجي تبلغني عشان أنا قفلت تليفوني أول ما خرجت من البيت
تيم : حاضر.... أنا نازل دلوقتي رايح الشغل.... فيه أكل في التلاجة وهجيب غدا معايا وأنا جي
أماء له سليم وذهب تيم وبعد قليل إتصل بأسعد ليعلم ماذا سيفعل مع سليم ولكن أسعد أخبره أنه إذا أبلغ عنه الشرطة سيشك سليم به ولا يريد أن يخسر وجود تيم بينهم وأخبره أن ينفذ طلبات سليم ولا يعترض حتى يعرف خطوته التالية..... وصل تيم إلى الشركة وذهب إلى مكتب عوني على الفور وأخبره أن سليم عنده بالمنزل وعلم أن قناوي هو من أعترف عليه ثم قال عوني : إسمع يا تيم اللي أنا هقوله ده وتنفذه بالحرف الواحد..... أنا عايزك تشوفلي حد يفك فرامل عربية أسعد..... أنا عرفت إن عبد القادر عيان وراقد وأسعد هو اللي بيدير الشغل وعايز أخلص منه..... أنا مش ناسي بصته ليا وأنا خارج من المحكمة وهو عيل صغير... الحقد اللي جواه مش هيخلص إلا لما يخلص عليا أنا وولادي ولو فضل أكتر من كده هيخرب حياتي كلها..... الواد ده لازم يموت.... خلينا نجرب فك الفرامل ولو منفعش هدور على طريقة تانية تخلصني منه
تيم : هدور على حد حاضر
عوني : بسرعة..... أنا عايز أخلص منه النهاردة قبل بكره
أماء له تيم وخرج من المكتب ثم غادر الشركة واتصل بأسعد يخبره بما طلبه عوني منه
أسعد : مش جديد عليه..... حاجة متوقعة يعني من واحد زي ده.... بص نفذ اللي هو طلبه عشان ميشكش فيك وأنا هتصرف أنا
تيم : إوعى تركب العربية يا أسعد
أسعد : يا إبني متقلقش هو أنا مجنون؟..... أموت نفسي بإيدي.... روح بس نفذ وملكش دعوى
أنهى تيم المكالمة واتصل بأحد الرجال الذين يعملون مع سليم في تهريب الآثار وطلب منه أن ينفذ ما أمره به عوني اليوم وبالفعل ذهب إلى موقف سيارات الشركة الخاصة بعبد القادر وقام بقطع فرامل السيارة وفي المساء نزل أسعد وركب بالسيارة وبعد أن تحرك بها قليلًا فتح باب السيارة وقفز منها وترك السيارة لتصطدم بأحد أعمدة الكهرباء وجرح رأسه بجرح صغير ثم أخذ أسعد سيارة أجرة وعاد إلى منزله ثم بدل ثيابه ودخل عند عبد القادر وعندما رأى جرح رأسه نظر له في فزع وقال : إيه اللي في وشك ده؟ 
جلس أسعد بجواره وابتسم له وقال : لا متقلقش ده عوني كان بيحاول يخلص مني
ثم قص له ما حدث فقال عبد القادر في غضب : وإنت ركبت العربية ليه وإنت عارف إنها مفيهاش فرامل؟
أسعد : متقلقش يا بابا كنت لابس واقي بلاستيك من تحت الهدوم يحمي دراعتي ورجليا.... هو بس الجرح ده يعني بسيطة..... بس دلوقتي الرد عندي وهيجيله قريب أوي
كان عوني يجلس بمكتبه ينتظر الأخبار من تيم وبعد وقت إتصل تيم وأخبره أن الحادث لم يؤثر عليه وأن أسعد لم يمت..... زفر عوني في ملل وقال : طيب أنا هشوف طريقة تانية
ثم أنهى المكالمة وأخذ أغراضه وغادر مكتبه وعندما خرج من الشركة وهم بالدخول داخل سيارته إذا بعيار ناري يخترق قلبه فسقط قتيلًا وتجمع العمال حوله وحاولو طلب الإسعاف ولكن قد فارق الحياة.... 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1