رواية احتلال محرم الفصل الرابع عشر 14 بقلم مريم نصار

 

 

 


 رواية احتلال محرم الفصل الرابع عشر بقلم مريم نصار



سعاد بعد ما مشيت من عند ليله رجعت على البيت ووالدتها استغربت رجوعها في الوقت ده! لانها عارفه أن بنتها مش هتسيب ليله لوحدها، وطبعا سألتها وسعاد بررت الموقف بأن عندها شغل مهم، دخلت اخدت شاور وغيرت هدومها ولبست وخارجه من اوضتها ووالدتها كانت قاعده على الترابيزه بتقطع الخضار وسألتها تاني:-يعني أنتي يا سعاد مش هتقوليلي سبتي ليله ليه وجيتي في الظروف دي؟
سعاد اخدت نفس عميق وقالت:-يا ماما انا قلتلك ما فيش حاجه حصلت، كل الحكايه إن ليله بقت كويسه والمشكله نسيت اقولهم في الشغل إني هاخد اجازه، وصاحب الصيدليه اتصل عليا وقالي إن في طلبية ادويه جايه بعد الضهر، فلازم أنزل اشوف اكل عيشي، انا ما اشتغلتش غير يوم واحد بس، وبصراحه الشغلانه دي فيها مميزات حلوه كتير وانا مش عايزه أخسرها قريبه من البيت ومرتبها حلو والمواعيد مناسبه ليا.
أمال بصتلها واتكلمت بعدم اقتناع:- والله مانا عارفه اخرتها ايه؟طيب وليله مش هتقوليلي إيه اللي حصل معاها؟ ورجعت يعني من السفر بس بعد ما أبوها الله يرحمه ما.ت.
 سعاد بلعت ريقها بتوتر وقالت:- إزاي يعني يا ماما مش فاهمه تقصدي إيه؟!
 أمال:- أنتي عارفه قصدي كويس قوي يا سعاد، الناس كلها بتتكلم على صاحبتك دي، مشيت من الحاره بقالها مده، ورجعت امبارح بس وقالوا وقعت من طولها وبسلامتها لابسه دهب من هنا لهنا! يعني كل ده هتجيبه منين؟!
 سعاد غمضت عينيها بإحباط وما عرفتش ترد على مامتها تقولها إيه! عبير دخلت في الوقت المناسب وأكدت على كلام حماتها وقالت بفضول:- آه والله ياحماتي أنتي بتقولي فيها؟ امبارح لما شفت ليله ما عرفتهاش،ولا الدهب؟ شوية دهب في أيديها؟ يجي بالمبلغ الفلاني.
 سعاد بصت لعبير بغيظ وقالت:- كتر خيرك يا عبير، كتر خيرك يا حبيبتي على المعلومه، يعني أنتي اللي عرفتي ماما إن ليله لابسه دهب؟
وبصت لأمها وكملت بجديه:- وفيها إيه يعني يا ماما انا مش فاهمه! هي غريبه إن الواحده تلبس دهب؟
 أمال بتفهم:- لأ مش غريبه يا سعاد، وربنا يزيد ويبارك للكل يا بنتي، بس الغريب انها تختفي فاجأه وتظهر فاجأه، وكمان متصيغه بالشيء الفلاني، أي حد يا بنتي هيفهمها غلط، ولا انا غلطانه؟
سعاد بتنهيدة:-غلطانه يا ماما؛ غلطانه كلنا عارفين إن ليله قبل ما ترفع قضية الخلع كانت عندها الشبكه بتاعتها، ولما خلعت خدت دهبها وما فرطتش فيه، نعمل إيه احنا بقى؟ نقولها ازاي يا ليله لابسه دهب؟
 أمال مصمصت شفايفها ومش مقتنعه بكلام بنتها وقالت:- طول عمرك بتتحمقي عليها، بس اللي أنا عايزه اقولهولك لو البت دي ماشيه في سكه غلط؟ ابعدي عنها يا سعاد، إحنا يا حبيبتي ناس بنخاف ربنا وماشيين جمب الحيط وراضيين بقليلنا، وزي ما انتي عارفه! الصاحب ساحب؛ وانا مش هستحمل حد يقول عليكي كلمه بسببها، ابعدي عنها يابنتي الله لا يسيئك،أنتي خلاص عملتي اللي عليكي وزياده،وقفتي جمب الراجل وقت مرضه وراعتيه بما يرضي الله وربنا يا بنتي يجعله في ميزان حسناتك، وحتى بنته ما سألتش فيه ولا قلبها كلها على أبوها الراجل الكبير، يعني قلبها جامد على أبوها وربنا يسهل عليها، أنتي بقى دورك لحد كده خلص وانتهى، وليله كبيره مش صغيره تعتمد على نفسها، اخوكي أحمد ساكت علشان متزعليش منه،بس هو مش عاجبه الكلام اللي اتقال عليها،وخايف يمسك كلام بسببها، ابعدي عن ليله ياسعاد الله يكرمك.
 سعاد عارفه إن مامتها بتتكلم من خوفها عليها وكمان في قرارة نفسها عارفه إن كلامها صح وخوف أخواتها عليها ده طبيعي، حركت راسها بإستسلام وقالت:- حاضر يا ماما هعمل اللي أنتي عايزاه وإن شاء الله خير، انا هنزل على الشغل علشان ما اتأخرش اكتر من كده.
 أمال بأريحية:- ربنا يكملك بعقلك يا نور عيني ،وربنا معاكي يا بنتي ويرزقك الخير دايما.
سعاد آمنت على كلامها،و نزلت وحاسه أنها مشتته مش عارفه تعمل إيه؟ هل هي اللي صح! ولا ليله اللي صح! هل فعلاً كانت قاسيه في معاملتها مع ليله؟ ولا ده اللي كان لازم يحصل! أنا عارفه يا سعاد إنك خايفه عليها؛ بس ليله مش خايفه على نفسها؛ واحده غيرها كانت اتمسكت بيا لحد آخر لحظه؛ وانتي عارفه يا سعاد إن ليله ما بتخافش من حد، وطول عمرها بتبص لفوق، وطول عمرها بتعمل اللي في دماغها حتى لو كان غلط، ولا أنتي نسيتي هي اتجوزت فتحي إزاي!!! 
فاقت من تفكيرها وشافت نفسها قدام الصيدليه، خبطت على الباب الأزاز ودخلت وقالت بإبتسامة هاديه:- صباح الخير.
مختار لف ليها واستغرب أنها جت ورد عليها:-صباح النور أهلا مدام سعاد اتفضلي أدخلي.
 سعاد دخلت وكانت محرجه وقالت بلطف:- معلش بقى يا أستاذ مختار انا جيت اكمل شغل انشاله تعتبره نص يوم، ولا تحب أرجع واجي بكره؟
مختار بنفي:- لا طبعاً تقدري تكملي شغلك، لكن هو حضرتك مش قلتي إنك مش هينفع تيجي النهارده و بكره؟ ولا هو حصل حاجه؟
 سعاد بحيره:- أبدا ما حصلش حاجه؛ انا كنت فعلاً هاخد أجازه؛ لكن ليله اصرت إني انزل الشغل وقالت إنها كويسه؛ ففكرت في كلامها، وقلت انزل أنا بقى أرتب الطلبية وقت ما توصل إن شاء الله.
 مختار بإبتسامة:- تمام كده أفضل؛ لاني بجد مضغوط جداً النهارده، وكويس انها قالتلك تنزلي، لاني فعلا محتاجك معايا.
 هزة راسها ليه بإبتسامة وقالت:- الله المستعان تحب نبدأ منين؟!
 مختار:- الطلبيه لسه ما وصلتش قدامنا ساعه بالكتير وتكون وصلت إن شاء الله؛ وعمي فوزي شغال في المعمل جوه، أما أنا وأنتي هنرتب ركن الإكسسوارات، وبعد كده نشوف هنعمل ايه!
 سعاد ابتسمت بعمليه، وحطت الشنطه وبدأت تشتغل، لكن كل تفكيرها في ليله ويا ترى هتعمل ايه؟، وهل هتمشي فعلاً وتسيب الحاره ولا لأ؟

فيلا الورداني.

 مروان صحي من النوم وخارج من الجناح على وقت الفطار، لكن شاف الشغاله نازله السلم بشنطة كبيره واستغرب، ونزل وراها وأتفاجئ كمان إن في شنط موجوده غير اللي مع الشغاله وحطت الشنطه، كان خايف تكون دي شنط هدومه وان أنجي استغنت عنه وطردته من حياتها للأبد، بس مش بالسهولة دي يامروان أنجي تعمل كده! لو عملتها أكيد هتنتقم مني الأول، وسألها بتوجس:- إيه الشنط دي كلها؟ وانجي هانم صحيت ولا لسه؟
الشغاله بإحترام:- أنجي هانم صحيت من بدري يا مروان بيه؛ والشنط دي علشان حضراتكم مسافرين انهردا.
 مروان بصدمه:- إيه؟!! مسافرين!!
 فرك جبينه بغيظ وسألها بوجوم:- أنجي فين؟! فوق ولا في المكتب؟!
 الشغاله:- أنجي هانم خرجت من بدري يا مروان بيه؛وقالت نجهز الشنط ونحطها في العربيه هتكون هي رجعت من مشوارها وتطلعوا على المطار،وقالت كمان لما حضرتك تصحى من النوم! تلبس البدله اللي في الجناح الخاص بتاعها.
 مروان قبض على إيديه بغيظ، كان نفسه يرجع اسكندريه ويروح شقته هو وليله، عايز يغمض عينيه هناك براحته، عايز يعيش حتى لو على زكرياتها بس من غير قيود، وأتفاجئ أنه للأسف مسافر ومش عارف حتى رايح فين!غمض عينيه بإستسلام وقال من بين أسنانه:- ياترى ناويه على إيه يا أنجي!!

في شركة برهامي.

 جمال السكرتير بيسيڤ شغل في مكتبه وفجاءه أنجي دخلت عليه واتكلمت بعصبيه وأسلوب أمر:- أنت!! قول للي مشغلك، انجي الورداني عايزه تقابلك.
جمال قام وقف وسألها بتعجب:- حضرتك عندك ميعاد مسبق يافندم؟
أنجي بتعجرف:- أسمع يا بني ادم أنت! أدخل حالا وقول لأمير إني موجوده هنا؛ وإلا يومك مش هيعدي على خير.
جمال بغيظ مكبت:- يافندم أرجوكي حافظي على هدوئك أنتي في شركة محترمه وليها إسمها، وأنا مش هقدر اخليكي تقابلي أمير بيه لأن مفيش ميعاد مسبق بينكم، ف أنا آسف.
أنجي فقدت السيطرة على نفسها وزعقت:- أنت بتكلمني أنا بالطريقه دي؟ أنت لو في شركتي كنت خليتك تندم ندم عمرك، وهى كلمة واحده، أمشي من قدامي بلغ اللي مشغلك إني هقابله بأي طريقة فااااهم؟
قبل ما جمال يرد عليها، باب المكتب فتح وأتكلم أمير بصوت هادي:- إيه ياجمال صوت الزعيق ده؟
جمال بلع ريقه بتوتر وشاور على أنجي وقال:- والله غصب عني يا أمير بيه، أنا آسف المدام عايزه تقابلك وبقولها مفيش ميعاد ليها وحضرتها مصره تقابلك.
أمير كشر عينيه وسأله:- مين دي؟
ولف ليها وماتصدمش أنه شافها، لكن كشر عينيه وقال بمكر:- أنجي الورداني؟
أنجي واقفه ومضايقه جداً وقالت برسمية:- ممكن نتكلم؟ 
أمير بص في الساعه بمماطله ومط شفايفه وحرك راسه ليها بالموافقه واتكلم وقال:- لسه بدري ع الإجتماع، ونتكلم مفيش مشكله، اتفضلي ادخلي.
أنجي بصت لجمال بتقزز وسابته ودخلت المكتب كأنه ملكها.
جمال بصوت واطي:- أنا آسف يا أمير بيه، صدقني هى دخلت عليا ومصممه تقابل حضرتك.
أمير شاورله بعمليه وقال:- مفيش مشكله،بس أطلب عصير ليمون للمدام تهدي أعصابها.
جمال بإنصياع:- حاضر يا فندم.
أنجي قاعده على كرسي المكتب المقابل لكرسي أمير و واضح عليها الخنقه اللى زادت من رد فعل أمير، دخل وقفل باب المكتب، قعد مكانه وقال بعمليه:- خير يا أنجي هانم، إيه سبب الزياره المفاجأة والغربيه دي؟
أنجي ابتسمت بتهكم وقالت:- وهى دي أول مرة أجيلك مكتبك يا أمير؟
أمير مط شفايفه وقال ببرود:- لأ مش أول مرة، بس الكلام ده كان من سنين، وعلى كُلِ مش موضوعنا، أقدر أعرف جايه ليه؟
بصتله بنظرة ناريه وطلعت الورقه من الشنطه وحطتها قدامه على المكتب واتكلمت بضجر:- اتفضل شوف العقد ده مكتوب فيه إيه! و مين ماضي عليه؟!
فتح الورقه وكان عقد الجواز بتاع مروان وليله وبص على امضته وابتسم بهدوء وقال بإستفزاز:- خطي زي ما هو ما تغيرش، تعرفي يا أنجي! وانا في المدرسه! كانوا زمايلي بيتخانقوا عليا علشان اكتب اسمهم على الكتب والكشاكيل بذمتك مش خط رسام؟!
أنجي عرفت انه بيستفزها وحطت رجل على رجل وابتسمت وقالت بتهكم:- العب غيرها يا أمير يا برهامي؛ لسه ما اتخلقش اللي يستفز انجي الورداني؛ أنا جيتلك بس علشان تكون على علم اني مش نايمه على وداني؛ وعارفه كويس قوي ايه اللي تم بين مروان والبنت الشحاته دي، وكانت مجرد نزوه مش أكتر، وكمان عارفه إنك ماضي على العقد ده علشان مفكر إنك ممكن تكسرني، لكن ده بُعدك.
 امير أبتسم أبتسامة عريضه، وحرك راسه وقال:- نفس الغرور ونفس التكبر؛ وهو هو نفس تعجرفك، ومشكلتك إنك فاكره نفسك حاجه كبيره قوي، الحاجه الواو اللي الكل هيتجنن عليها، و واخده أكبر من حجمك بكتير،وكمان فاكره إنك عارفه كل حاجه، لأ يا أنجي لأ، انتي مش فاهمه حاجه ،ولا عارفه كل حاجه لانك ببساطه لو عارفه بالورقه دي؟ كنت جيتيلي من زمان قوي، الورقه دي عدى عليها ست شهور! مش غريبه إنك جايه تسأليني سؤال زي ده بعد كل الوقت ده؟ وانتي عارفه إني ماضي عليها؟
 أنجي بكبرياء:- ده مش غرور يا حبيبي دي ثقه، ثقه بالنفس، وأنا عارفه فعلاً من زمان انك ماضي عليها، وانا مش جايه أسألك، أنا بس جايه اقولك إن تخطيطك الفاشل طلع فشنك، كل حاجه خلصت ومستحيل حد يهزمني،والنزوه دي خلصت وخلاص انا وجوزي مسافرين انهردا نيويورك مع بعض، لكن أنت بقى السؤال اللي انا عايزه اسألهولك! معقول من غيرتك مني وغيرتك عليا يوصل بيك تفكيرك إنك تمضي على ورقه ملهاش اي لازمه؟! تؤ تؤ تؤ، أنا شايفه إن مستواك في النازل خالص يا أمير يا برهامي.
ضحك بهدوء ورجع بضهره على الكرسي وقال:- غيرتي عليكي؟ مش بقولك فاكره نفسك عارفه وفاهمه كل حاجه في الدنيا؟ وعلى العموم برده مش موضوعنا.
وكمل بمكر:- وعلى فكره! الامضا دي هديه صغيره مني ليكي، وبما أنك عارفه من زمان اني مخطط لكل ده؟ وأنك جايه وتاعبه نفسك علشان تقوليلي مستوايا في النازل فأنا هتماشى معاكي واقولك تمام مستوايا في النازل إيه بقى المطلوب؟
 أنجي ضحكت، وقامت مشيت بخطوات ثابته ووقفت جمبه وربعت أيديها وسألته بوضوح:- أنت بتلف وتدور حوالين مروان جوزي ليه يا أمير؟!
 أمير كشر عينيه بتمثيل:- مروان جوزك؟! آه قصدك مروان الورداني؟ وانا هلف وادور حواليه ليه؟
 أنجي نفخت بنفاذ صبر:- أنا هتكلم بإختصار يا أمير، بما إنك مضيت على عقد زي ده! وانا فاهمه تفكيرك فيه إيه! معنى كده إنك تعرف مروان جوزي من زمان.
 بصلها أمير وسألها:- اللاه! أنتي مش قلتي إنك عارفه كل حاجه؟ خلاص اعرفي بنفسك بقى، أو روحي اسألي جوزك، هو مش جوزك برده؟
ابتسمت بمكر وحبت تضايقه:- أيوه جوزي؛ وانت عارف إن مروان ده زمان إللي أنا! فضلته عليك.
 أبتسم وقام من مكانه واتمشى في المكتب وبص من الشباك وقال:- واضح قوي إن ذاكرتك ضعيفه الفترة دي، لأن اللي حصل زمان كان بمزاحي، وكان ليا حرية الإختيار في إني أكمل معاكي أو لأ، وحتى لو تفكيرك مهيألك إنك صح وفضلتيه عليا، فأنا هقولك كويس جداً إنك فضلتيه،ويمكن دي الحاجه الوحيده اللي من حُسن حظي إنك عملتيها، والمفروض أشكرك عليها، لأني كنت هندم لو حصل غير كده.
 انجي بنفس الابتسامه:- واضح ان ضربتي كانت شديده قوي عليك؛ علشان كده مش قادر تنسى اللي حصل زمان.
 امير بصلها بغيظ ورد بغضب:- أنا فعلا مش قادر انسى؛ وعمري ما هنسى عارفه ليه؟! لأني انا اللي عايز كده، انا اللي مش عايز انسى قَذارتك وحقارتك وانك واحده انتهازيه وخاينه ومخادعه، وكل الصفات البشعه فيكي.
ضحكت باستفزاز وقالت ببرود:- كل ده ما يهمنيش وكل كلامك ده لا يعني ليا أي شيء، بس اللي انا عارفاه و واثقه منه جداً إنك لسه بتحبني، والدليل على كلامي انك لحد دلوقتي مصاحب جوزي، علشان تقرب مني وتعرف منه كل إخباري.
 أمير حرك راسه بيأس منها ومن تفكيرها:- مشكلتك انك كل حاجه بتفهميها بالعكس؛ وبتفسري كل حاجه على مزاجك أنتي، بس عايزك ترجعي بالذاكره لورا كده، وتفتكري مين اللي قدم لينا مروان الورداني على أساس أنه من عيلة الورداني وأنه جوزك، انا يا مدام أنجي ما بجريش ورا حد، ولا بتعرف على حد غير في نطاق عملي، وفي نقطه مهمه بس عايزك تعرفيها، إني لايمكن أستخدم مروان في إني أعرف أي حاجه تخص شغلك،علشان بس الوهم اللي في دماغك يخف شويه،وتبطلي تنخوري ورايا،مع إني مستمتع جداً بهزيمتك كل مرة،وكمان ماتنسيش إنك أنتي اللي جيتي بنفسك حفلة عيد جواز اختي وعرفتينا على جوزك، وكمان قلتيلي وقتها إن من حُسن حظي لو بقيت انا ومروان اصدقاء ولا نسيتي؟
 أنجي رغم أنها هتنفجر منه لكن حركت راسها وقالت بكبرياء:- لا ما نستش، أنا ما بنساش اي حاجه بقولها.
أمير بعمليه:- خلاص إيه اللي مضايقك بقى إذا كنت أنا ومروان اصدقاء أو لأ، وتقدري تقولي إني عملت بنصيحتك، وغير كده حابب أصححلك معلومه تانيه مهمه جداً ، إني عمري ما سألت مروان عنك.
وكمل بمغزى:- اظن عيبه أوي إني أسأل صحبي عن مراته إللي كانت خطيبتي السابقه، ولا أنتي شايفه غير كده؟
صكت على اسنانها بغيظ مكبت واتكلمت بصوت جهوري:- قصدك ايه يا أمير؟
أمير أبتسم بإنتصار لاستفزازها وقال بدهاء:- قصدي إنك متجوزه راجل شرقي وأكيد طبعه الغيره، ومش هيتحمل إني أسأله عن مراته، وإلا وقتها بقى هيحصل مصايب، ولا الأستاذ مابيغرش عليكي ها؟
سكت لحظه وخبط على جبينه كأنه ناسي حاجه مهمه وافتكرها وكمل بتشفي:- اوبااا نسيت خالص إنك متجوزه حجر شطرنج، تحطيه يمين وشمال زي ما أنتي عايزه، روبوت بيتحرك بالريموت كنترول.
ابتسمت بتهكم وقالت:- وأنت إيه اللي مضايقك؟ في إن السيطره تكون تحت أيدي؟ أنا أعمل اللي أنا عايزاه وكله تحت امري.
أمير بصلها وقال:- أنا مشفق عليكي يا أنجي، حقيقي صعبانه عليا.
أنجي ضحكت:- ياااه للدرجادي!
أمير:- واكتر، أصل أنتي فاكره إنك كده عايشه مبسوطه، بالعكس أنتي محرومه يا أنجي أنتي ناقصك حاجات كتير وحاجات أكتر مما تتخيليها.
أنجي مثلت الدهشه:- واو بجد؟ وايه بقى اللي اتحرمت منه؟ وأنا أمتلك كل الملايين دي؟.
أمير ضحك بسخريه وقال:-ملايين؟!!! انتي اتحرمتي من الحياه نفسها،من إنك تعيشي إحساس إن يكون معاكي راجل بجد، كلمته تمشي عليكي في الصح، يغير عليكي ويخاف عليكي مش منك، اتحرمتي من حد يحتويكي،و يسمعك ويفهم انتي عايزه ايه من غير ما تتكلمي، اتحرمتي من أنه يزعلك وف نفس الوقت يجي يصالحك، معشتيش أنتي لما ترفعي عينك في عينيه تشوفي السند بجد،وانك مسنوده على حد تقدري ترمي كل حمولك عليه، اتحرمتي من الأمان لما ياخدك في حضنه وقت ضعفك وخوفك، اتحرمتي من المشاركه والإستقرار، وأهم حاجه اتحرمتي منها هى الحب، الحب اللي بجد، الفلوس والملايين مش كل حاجه، الفلوس مجرد وسيلة بنتعايش بيها، لكن.......
سكت للحظات وبعدها ضحك على نفسه وقال:- وأنا بقول الكلام ده لمين؟ ده أنتي اكتر واحده بتحركي الناس وتشتريها بالفلوس.
أنجي رغم جواها بركان من نا.ر لكن مثلت الثبات وضحكت بإستهزاء:- كل الكلام اللي أنت قولته ده، خرج من دماغي ولا كأني سمعت منه حاجه، واللي عايزه اقولهولك،انك من دلوقتي تبعد عن مروان، أنا قدرت أبعده عن الشحاته اللي اتلمت عليه من الشارع وطمعانه في فلوسي، ومش صعب عليا ابعدك أنت كمان، بس أنا حبيت اديلك إنذار واعتبره الأخير، علشان متندمش.
أمير ضحك بصوت عالي وهز راسه ليها وقال:- عاجز عن الرد صدقيني.
أنجي بتكبر:- كويس قوي إنك مش لاقي رد.
وكملت بخبث:- وده بيفكرني بآخر مرة جتلي فيها الفيلا، ورميت في وشك خاتم الخطوبه، امممم كانت صدمه كبيره عليك قدام أكبر رجال الأعمال مش كده يا أمير؟
أمير وصل لقمة غضبه ومسك دراعها بقوه، وهى اتألمت لكن كانت مبتسمه علشان ضايقته، واتكلم بغضب:- المفروض واحده غيرك تتكسف من نفسها واللي حصل وقتها، أنتي أكبر كدبه وأكبر ست استغلاليه وانتهازيه، فاكره إن لما الشركه تقع هتقدري تلوي دراعي وتخليني أمشي على مزاجك؟ لا يا بنت الورداني، اصحي وفوقي ده أنا أمير برهامي اللي يخطف حقه من بُق الأسد،و مش حتة واحده زيك! هتخليني عاجز وامشي على كيفها؛ اتكسفي واخجلي من نفسك وتصرفاتك، رسمتي عليا دور البنت البريئه اللي حبتني بجد،واتحججتي بتأجيل الخطوبه لأنك مش مستعده للخطوه دي دلوقتي مع إنك كنتي هتـ.ـموتي ونتجوز، لكن لما أنا صممت وحددنا وقت الخطوبه، وافقتي ورجلك فوق رقبتك، بس أنتي بقى قولتي انتقم منه مادام بيحبني واخليه خاتم في صباعي، ويوم الخطوبه وف وسط كل المعازيم انا جيتلك بالخاتم،وانتي جيتيلي بملف فاشل فيه عقود خايبه ذيك، علشان تخليني أمضي أنا وبابا تنازل عن نصيبنا في الشراكه، لأ وكمان عايزه الأسهم بتاعتي وتاخدوا نصيبنا أنا وبابا،وكمان عايزه تكوني شريكه معايا في شركات برهامي جروب! غبائك وصلك إني ممكن أتنازل عن تعب وشقى أبويا علشان واحده زيك؟ ومش ناسي يومها لما رفضت أمضي انتي عملتي إيه؟ حدفتي الملف على الأرض وعلبة الخاتم في وشي، وقولتي إني ملزمكيش، وإن كنتي فاكره إنتي وابوكي وقتها كده صغرتوني وقللتوا مني قدام رجال الأعمال ؟ تبقوا غلطانين، بالعكس ده الكل كان فخور بيا وقتها إني مذلتش نفسي لواحده ست، ولا قللت من إحترام والدي، وكبرت في نظرهم كلهم، والكل كان بيعيب عليكي وعلى تربية أبوكي الفاشله، لأنه فشل في أنه يربيكي، وكمان هو مفرقش عنك في أي حاجه لأنه السبب الحقيقي في أنه يخليكي بالحقاره دي وشجعك تستمري في حقدك وطمعك،وابوكي بعد أسبوع أتنازل عن الشراكه وإن في شرط جزائي ب٢٥ مليون للي يتنازل ويفض الشراكه، ورفض يدفعه وطرد بابا من قلب الشركه، وكنتوا فاكرين إن كده خلاص نهاية عيلة برهامي؛ لكن لأ أمير برهامي كان صاحي كويس قوي وسابق أبوكي دايما بخطوه، وانقذت شركتنا من شرك أنتي وابوكي، ولما كبرنا أكتر هو مستحملش ما.ت من حقده علينا، وانتي عايشه في وهم إننا سبب موته، كدبتي الكدبه وصدقتيها، ولحد دلوقتي بتحاربيني وكل محاولاتك بتفشل، بس انا صاحي كويس قوي وهفاجئك بس مش دلوقتي، صدقيني هتتفاجأي يابنت الورداني.
خلص كلامه وبيتنفس بسرعه وباصص ليها نظرات كلها كره وشر، لكن هى حست بإحساس اتجدد جواها، عينيها رايحه يمين وشمال بتبصله بتمني، اكتشفت دلوقتي أنها ضعيته من أيديها، قد ايه أمير شكله بقى أوسم وأجمل،واسلوبه ليها ورجولته متغيرتش، نفس رد فعله زمان بس على أقوى لما ساومته أنه يتنازل قصاد موافقتها عليه،بس هو خلف توقعاتها،وقالت لنفسها هو ده أمير اللي حبيته زمان، لسه زي ما هو، هى دي الثقه اللي عايزاها، متغيرتش يا أمير بس بقيت شرس عن زمان، قربت منه بإغراء ورفعت أيديها حوالين رقبته وقربت من وشه قوي وهمست بنبرة خاصه:- عارف يا أمير! لو كنت وافقت وقتها! كنا إحنا إلاتنين هنكتسح السوق كله، كنا هنبقى أحسن زوجين في مصر كلها، أمير وانچي، بس إحنا فيها،وهنصلح كل حاجه.
أمير كان مضايق من أنجي وجرأتها، ومن قربها منه بالشكل ده، ولسه هينزل أيدها ويطردها، لكن الباب اتفتح وكانت ندى داخله مبتسمه لكن وقفت مكانها و ضحتكها اختفت، شافت المنظر وقربهم من بعض بالشكل ده،قلبها دق بقوة و وشها بقى أحمر جداً ،الملف وقع من أيدها، أمير وانجي بصوا على الباب، انچي متحركتش ومهتمتش، لكن أمير فتح عينيه بصدمه وقال:- ندى؟!! 
ندى عينيها اتملت بالدموع واتكسر خاطرها، وحست إن الكلام هرب منها وقلبها وجعها جداً وعايزه تهرب، أمير نزل أيد أنجي بضجر وهى رفعت حاجبها بشك وضحكت بسخريه،ندى حاولت تتكلم بإعتذار وقالت بصوت مبحوح:- اء، أنا أسفه جيت من غير ميعاد، وقالولي إن مفيش حد فى المكتب.
مقدرتش تتكلم أكتر حست انها هتنهار ومستنش تسمع أمير وجريت من قدامهم، أمير اتحرك بسرعه ونده عليها:- ندى، ندى استني.
ندى مردتش عليه وجريت ودموعها سبقاها،سابت الشركه كلها، أمير غمض عينيه بقوة وزفر بخنقه مكبته، وانتبه على صوت أنجي وهى بتقول بتشفي:- إسمها ندى؟! امممم واضح أنها اتصدمت لما شافتني في حضنك.
أمير صك على أسنانه بغضب:- المقابله خلصت؛ ومشوفش وشك في الشركه تاني، وده لمصلحتك.
أنجي شكت إن في حاجه بين أمير وندى، ورفعت حاجبها بمكر وفرحانه أنها بالطريقه دي عملت مشكله بينهم، وردت عليه بعمليه:- اوكي تمام، بس ماتنساش اللي اتفقنا عليه، وهستنى المفاجأة بتاعتك، حقيقي نفسي تفاجأني.
اتحركت واخدت شنطتها والورقه و وقفت قدامه ورفعت أيديها وقطعت عقد الجواز وقالت:- game over،انتهت اللعبة.
سابته وخارجه مبسوطه، وجمال داخل بعصير الليمون وقال:- العصير.
أنجي بضحكه بارده:- مديرك دلوقتي محتاجه أكتر مني، سي يو. 
سابتهم ومشيت وهي بتضحك،جمال مش فاهم حاجه وقلق من شكل أمير والورق اللي مرمي في الأرض، حط العصير وخارج، لكن أمير وقفه بحزم وقال:- مين اللي قال للانسه ندى اني مش موجود في المكتب؟
 جمال كشر عينيه بعدم فهم:- آنسه ندى مين؟!
 أمير بغضب:- أنت كنت فين ياجمال؟
 جمال بتوتر:- انا كنت بجيب العصير لحضرتك زي ما طلبت؛ وسبت المكتب لمدة خمس دقايق بس، هو حصل حاجه؟
 دخل حازم في نفس الوقت واستغرب وجود أمير لحد دلوقتي في المكتب، وقال بتعجب:- اللاه! أنت مروحتش الإجتماع لحد دلوقتي يا أمير؟
 وبص حواليه وشاف الورق المتقطع، وشاف الملف ونزل جابه وبيفتحوا يشوف بتاع إيه؟ أمير سأله بصرامه:- هي ندى جت الشركه ليه يا حازم؟!
 حازم بعمليه:- هي اتصلت عليا وقالت إن مرات خالي بتتحايل عليها تشتغل،وهى جايه تقدم في الشركه،وتعملها مفاجأة لوالدتها، ولما جت قابلتها تحت وقلتلها تستناني في مكتبك لحد ما تخلص الاجتماع وهنيجي نقابلها ونتناقش مع بعض.
 أمير غمض عينيه وصك على اسنانه بغضب، ولعن نفسه وحازم ومش عارف يعمل ايه، أو هى هتفكر في إيه دلوقتي،جمال خرج وحازم شاف الملف و كلها اوراق ندى،كشر عينيه وسأل أمير:- ده ملف ندى! ايه اللي وقعه على الارض هنا؟ وليه ندى مش موجوده؟ إيه اللي حصل يا أمير؟
 أمير اخد نفس طويل وزفره بقوه وقال:- ندى جت وشافت أنجي.
 حازم فتح عينيه صدمه وقال:- أنجي!! أنت تقصد أنجي الورداني؟!
أمير فرك جبينه بحيره ومتنرفز جداً واتكلم بعصبيه:- ايوه يا حازم انجي الزفت هو في غيرها اللي دايما تجيبلي المصايب!
 حازم دخل وقف قدامه واتكلم بسرعه:-طيب وهي جايه ليه؟! وايه اللي حصل! وليه ندى لما شافتها مشيت!!
 أمير بصله وماعرفش يرد عليه يقوله إيه؟ هيقوله انجي كانت قريبه جداً منه وندى شافتهم، وندى عارفه أنجي وأنها كانت حبيبته!! وهو عارف قد ايه ندى بتحبه، نفخ بحيره وطلع تليفونه يتصل على ندى.

ندى شاورت لتاكسي وركبت وقالت للسواق:- اطلع بسرعه لو سمحت.
 وقالتله على العنوان، سندت راسها على الأزاز وشافت المشهد بيتكرر قدامها تاني غمضت عينيها ومش مصدقه انها شافت أنجي في حضن أمير الشخص اللي حبته من كل قلبها وكيانها، دموعها نزلت بوجع، وحاسه ان قلبها هيقف من الحسره على عمرها اللي ضاع في سراب، انتبهت على صوت التليفون وبصت وكانت شمس أختها، ما ردتش أول مرة لكن شمس اتصلت تاني وعارفه أنها مش هتبطل رن لحد ما ترد،اخدت نفس عميق وردت بصوت محشرج:- أيوه يا شمس.
 شمس ما ركزتش في صوت أختها وقالت بمزاح:- شمس حاف كده؟! ولا علشان خلاص هتتوظفي في شركة كبيره هتتنططي علينا؟ عارفه يا ندى! أنتي لما ربنا يديكي هتدوسي على مزامير الخلق، المفروض تردي عليا من أول إتصال،و تقوليلي الفضل يرجعلك يا شموسه علشان أنا صاحبة الفكرة الجامده دي.
 ندى مسحت دموعها وقالت:- انا مش قادره اتكلم دلوقتي يا شمس؛ لما ارجع البيت نتكلم.
 شمس كشرت عينيها واتعجبت:- ترجعي البيت؟! ترجعي ليه دلوقتي؟ ومال صوتك يا ندى فيكي إيه يا حبيبتي؟
 ندى بعياط وندم:- يا ريتني ما سمعت كلامك يا شمس؛ انا مش عارفه ايه اللي خلاني اسمع كلامك و انزل من البيت!
شمس بقلق:- ندى أنتي بتعيطي؟! طب قوليلي بس إيه اللي حصل؟
 ندى بوجع:- اللي حصل حصل خلاص يا شمس؛ والظاهر إن ربنا أراد إني انزل دلوقتي علشان أشيل الغشاوه اللي كانت على عينيا، وأفوق لنفسي بقى.

شمس حكت شعرها بإيدها ومش فاهمه حاجه وقالت:- طيب بس فهميني إيه اللي حصل؟ وقوليلي مين زعلك وانا هجيبلك حقك منه تالت ومتلت.
 ندى ابتسمت بسخريه وقالت:- ما فيش حاجه حصلت صدقيني؛ ويلا بقى اقفلي علشان انا في التاكسي وراجعه.
 شمس حركت راسها بموافقه وقالت:؛ ماشي يا حبيبتي؛ انا هستناكي مع السلامه.
 قفلت ندى وبصت من الأزاز واخدت نفس عميق واتنهدت،وتليفونها رن وكان المرة دي أمير، بصت كتير في التليفون، وطول عمرها ترد من أول رنه لكن المرة دي لأ! لازم تتغير؛ واخدت القرار ومن غير تفكير ضغطت على زرار التليفون لحد ما قفلته خالص، وغمضت عينيها وهتحاول تتأقلم على الوضع الجديد، وتطلع أمير من كل حساباتها لكن برده مش قادره تنسى آخر منظر شافته بينه وبينها.
أمير حدف التليفون على الارض وكان متضايق جداً لأنها قفلت تلفونها، ورايح جاي في المكتب،حازم مش فاهم حاجه وقاله:- طيب اهدى وفهمني بتتصل على مين؟ وليه حدفت التليفون كده؟ اهدى كده يا أمير واحكيلي مالك؟
 أمير بعصبيه:- حازم سيبني دلوقتي وروح احضر الاجتماع مكاني؛ انا مش فايق لاي حاجه.
 حازم شاف أخوه فعلاً متنرفز، وحرك راسه بموافقه وسابه وخرج، أمير بص قدامه للفراغ وضرب كف أيده في قبضه ايده التانيه واتكلم بتوعد:- حسابك تقل معايا قوي يا أنجي ياورداني.

عدى الوقت.

 أنجي رجعت البيت وكانت مبسوطه جداً انها قدرت تخلي أمير يخرج عن السيطره وضايقته، اخدت مروان وسافروا على نيويورك تقضي شوية وقت وترفه عن نفسها، وزي ما إحنا عارفين إن مروان معاها جسد بلا روح ومجبر انه يلبي كل طلباتها، حتى من غير ما يسأل، ليله قاعده في شقة باباها وحاسه بالخوف بعد ما سعاد مشيت، قاعده في اوضتها وحابسه نفسها مش عارفه تزعل على إيه ولا إيه؟ شويه تعيط على فراق باباها، وشويه تصرخ من غدر مروان ليها،وحاسه أنها في الحاره دي محبوسه ما بين أربع حيطان ومش قادره تتنفس ولازم تمشي، قامت بتعب وجابت شنطة السفر ولمت فيها كل هدومها وكل أوراقها الخاصه وقعدت على السرير بتهالك ومحتاره تجيب مصاريف منين، مش هتقدر تبيع الشقه دلوقتي هتاخد وقت كبير، وهى عايزه تمشي انهردا قبل بكره، بصت على الدهب اللي في أيديها وحركت راسها بأنها لازم تاخد اول خطوه وتبيع جزء منه وتتأجر اوضه في اي مكان وتشتغل وتبدأ حياتها من جديد.

بعد شويه في الصيدليه.

 سعاد كانت شغاله بهمه ونشاط ورصت كل الادويه في مكانها الصحيح، زي ما مختار علمها ازاي تشتغل، مختار بيصرف للناس الروشتات، وبعد ما الناس مشيت بص على سعاد وشافها شغاله من بدري وما استريحتش وأتكلم بلطف:- مدام سعاد لو عايزه تستريحي شويه أنتي من الصبح شغاله ولحد دلوقتي ما قعدتيش، ارتاحي.
 سعاد بتمسح جبينها بإيدها وقالت:- لا ارتاح إيه بقى؟! انا عايزه اخلص اللي ورايا قبل ما الدنيا تليل.
 مختار بتعجب:- والدنيا هتليل عليكي هنا ازاي وانتي ميعادك تمشي الساعه 4:00؟
 سعاد بتفهم:- لا ما انا جيت متأخره المفروض اعوض الوقت ده!
 مختار بإبتسامة:- لا ما فيش تعويض ولا حاجه اليوم اتحسبلك كامل، وبعدين انتي ما شاء الله اشتغلتي شغل يومين النهارده، الطلبيه دي بتاخد وقت على ما تترص وكل علاج في مكانه، وانتي ما شاء الله اتعلمتي بسرعه.
سعاد ابتسمت بعرفان:- الله يجبر بخاطرك يا استاذ مختار؛ والله يا ريت كل الناس زيك كده بتراعي ربنا في اكل عيشها.
 مختار بحماس:- طيب وعلشان الدعوه الحلوه دي انا هطلب غدا ليا وللحج فوزي، و هطلبلك كمان معانا.
سعاد برفض:- لا لا لا متشكره خالص؛ ما تعملش حسابي انا هخلص واروح اتغدى مع ولادي.
 مختار أبتسم:: ما شاء الله أنتي عندك أولاد؟
 سعاد اتنهدت بحنين:- أيوه عندي يوسف وايمان.
 مختار:-ما شاء الله ربنا يحفظهم ليكي.
 سعاد بعفويه:- الله يكرمك، وربنا يرزقك الذريه الصالحه إن شاء الله.
مختار أبتسم بتكليف وداره وجعه ورد عليها بتكليف:- متشكر؛ بعد اذنك أنا هخرج اعمل مكالمه.
 سابها وخرج من الصيدليه وبص للسما وساكت، وهي استغربت تغييره المفاجئ ده، فوزي سمع الحوار وخرج من المعمل وقالها بلوم:- ايه يا ست سعاد اللي انتي قلتيه للأستاذ مختار ده؟!
سعاد بعدم فهم:- إيه يا استاذ فوزي أنا قلت ايه غلط؟
 فوزي بصوت واطي:؛ الاستاذ مختار ما بيخلفش وأنتي بتدعيله بالذريه؟
سعاد شهقت واتحرجت وقالت بإعتذار:- يا خبر!! والله العظيم يا استاذ فوزي ماعرف الكلام ده؛ بس ما فيش حاجه بعيده عن ربنا وقادر ربنا يرزقه.
 فوزي بتفهم:- ونعم بالله الكلام ده للي ما عندهمش سبب يمنع الخلفه،او شوية مشاكل وتتعالج لكن الأستاذ مختار عقيم ما بيخلفش ومش هينفع يخلف نهائي، يا ريت تخلي بالك من النقطه دي، وتحاسبي على كلامك معاه، لان الموضوع ده حساس بالنسباله، لأن روحه في الولاد والبنات الصغيرين،بس اتحرم من النعمه دي.
 سعاد بحزن:- لا حول ولا قوة إلا بالله؛ ربنا يعوضه خير ويصبره يارب ،حاضر يا أستاذ فوزي انا هخلي بالي بعد كده وممكن اروح أعتذرله علشان ما يزعلش.
 فوزي رد بسرعه:- تروحي فين بس يا بنتي؟ هتروحي تقوليله إن أنا قلتلك؟ الله يكرمك ما تعمليش مشاكل ليا، وعشان خاطري ما تعرفيهوش إنك عرفتي.
 سعاد:- لا والله أبدا انا ما اقصدش حاجه؛ خلاص خلاص اعتبر اني ما عرفتش حاجه خالص.
 فوزي بإريحيه:- ربنا يكملك بعقلك يا بنتي يلا انا هروح اكمل شغلي وانتي كملي اللي وراكي.
 سعاد هزت راسها ليه وهو راح يكمل شغله وهي بصت على مختار وزعلت علشانه وكانت عايزه تروح تتكلم معاه لكن هتقوله ايه؟أتضايقت من نفسها وراحت تكمل شغلها.

في محل الدهب ليله قلعت السلسله اللي مروان جابها ليها وبصت ليها كتير ومش عايزه تبيعها كأنها بتفرط في مروان من جديد، قلبها مش مطاوعها لكن مضطره،قدمت السلسله للصايغ ومسحت دموعها وقالت:- عايزه ابيع دي لو سمحت.
اخد منها السلسله ووزنها وباعها ليها واخدت منه الفلوس، شكرته وخرجت ماشيه في الشوارع وحاسه أنها مكشوفه للكل،وبتداري منهم كأنها عامله عامله، رجعت البيت بسرعه،وحطت الفلوس في شنطتها، واخدت الشنط وخارجه،وبتفتح الباب لكن اتفاجئت بفتحي اللي واقفلها قدام الباب،و واضح أنه كان ماشي وراها لحد ما رجعت، فتحت عينيها بصدمه وهمست:-فتحي!! 
فتحي بصلها من فوق لتحت ورد بتريقه:- اه فتحي يا ست الستات إيه مستغربه ليه؟ ومالك اتلبشتي كده كأنك شوفتي عفريت؟ اوعي تكون نسيتيني أزعل انا!
 ليله بتتنفس بسرعه وخافت على اللي في بطنها، وخافت يشوف الشنط وخبتها وراها وقالت بخوف:- عايز إيه يا فتحي؟! وايه اللي جابك هنا!!
فتحي ضحك وخبط كف بكف وقال بسخرية:- اللاه! هو انا كل اما أروح لحد يقولي إيه اللي جابك هنا؟ ده انا مش مرغوب فيا بقى! وكده أزعل؛ وأنا زعلي وحش.
 ليله غمضت عينيها بتعب وقالت:- أمشي يا فتحي؛ أمشي الله لا يسيئك.
 فتح بضحكه:- أمشي! أمشي أروح فين بس يا سنيوره؟
وبص على الشنط وسألها بشك:- وبعدين إيه الشنط دي أنتي ناويه تخلعي تاني ولا إيه؟
قلبها دق بقوة وهزت راسها بالرفض وقالت بلخبطه:- لا، أحم لأ دي، دي هدوم بابا الله يرحمه عايزه اوزعها صدقه على روحه، فيها حاجه دي يافتحي؟
فتحي هرش في قفاه وقال بإستنكار:- ياسلام طول عمرك بنت أصول وتحبي تعملي الخير قوي، وماله وزعيهم رحمة ونور عليه، الله يرحمك يا عم محمود، كان راجل طيب.
ليله نفخت بنفاذ صبر وقالت:- متشكرين يافتحي، واتفضل بقى ورينا عرض أكتافك واتكل على الله.
فتحي رد بسخرية:- أتكل؟ ده انا بقالي ست شهور بدور عليكي
 ليله بصتله بتعجب:- بتدور عليا؟! وتدور عليا ليه!! أنت عايز مني ايه؟ انت مش خلاص شوفت حياتك واتجوزت! ما تبعد عني بقى وسيبني في حالي!
 فتحي بغمزه:- اسيبك في حالك ازاي بس؛ معقوله يا ليله معقوله نسيتي كل اللي بينا! ده انا الحب القديم ولا نسيتي!
 ليله صكت على أسنانها بغيظ، وافتكرت حبها لمروان وقالت بوهن وخيبة أمل:- حب!! حب إيه ده يا فتحي! ما فيش حاجه اسمها حب؛كله طلع شغل مصالح.
 فتحي رفع حاجبه:- وأنا ايه مصلحتي معاكي بقى يا ليله؟
 ليله بوجع:- مصلحتك خدتها مني خلاص؛ ولما عرفت اني ما بخلفش ذلتني ودفعتني التمن؛ وكأن انا السبب إني ماجبش ليك الواد ولا البت اللي انت كنت عايزهم، وكل واحد راح لحاله، وقبل ما اسيبك رحت واتجوزت عليا،جبت واحده عاشت على فرشتي، وعيشتني في نا.ر وما صدقت خلصت من النا.ر دي.
وكملت بحزن وقلبها وجعها من مروان وكملت بدموع:- بس شكلي ما ليش نصيب أرتاح؛ ابويا ما.ت وكل حاجه راحت.
 فتحي بمكر:-طيب أهدي أهدي؛ انا عارف إن اللي حصلك مش شويه، وأنتي عارفه يا ليله إن اللي حصل مش بأيدي، أي واحد نفسه يكون أب وده حقي آه، وانا ما عملتش حاجه حرام انا اتجوزت زي الشرع ما بيقول، بس انتوا بقى الحريم دماغكم بايظه ما بتفكروش غير في نفسكوا وبس، وغير كده العيشه مكانتش عجباكي وكنتي بتتبطري على اللقمة،بس دلوقتي الوضع اتغير بعد مـ.ـوت أبوكي عايزه تعيشي وهترضي بأي حاجة، المهم ما علينا انا جايلك دلوقتي يا بنت الناس علشان عايزك في كلمتين.
 ليله بلعت ريقها وخافت وسألته بتوجس:- كلمتين ايه دول؟!
 فتحي بدهشه:-اللاه؟! انتي هتسيبيني واقف على الباب هنا؟! ما تخليني ادخل ونقول الكلمتين جوه!
 ليله برفض:- مش هينفع تدخل يا فتحي واظن أنت عارف ليه؟ ولا أنت نسيت الأصول ،ويا ريت تقولي الكلمتين بتوعك وتمشي من هنا.
 فتحي حك دقنه وقال:- ماشي وأنا ما نستش الأصول ولا حاجه،ودي حاجه ما تزعلش، اسمعي بقى الكلمتين يا بنت الناس،انا جاي وعايز اردك لعصمتي من تاني وهتبقي مراتي على سنة الله ورسوله، ولو عايزه فرح اعملك احلى فرح قلتي إيه؟
 ليله بصتله بصدمه وقالت:- ارجعلك تاني؟ انت لو آخر واحد في الدنيا يا فتحي انا مش هرجعلك.
 فتحي بثقه:- لا يا حبي هترجعيلي أصل أنتي ما لكيش حد تاني غيري، وهعمل نفسي ما سمعتش حاجه،وكمان هعمل نفسي اني ناسي الخمس ست شهور اللي أنتي اختفيتي فيهم دول، ومش هسألك كنتي فين،هعتبرك كنتي في رحله بتغيري جو، بس ليني دماغك وتخلصي الكام يوم حزن على أبوكي دول؟ وترجعي تاني على ذمتي قولتي إيه؟
ليله قلبها دق بخوف من شكل فتحي وكأنه بيهددها، حطت ايدها على بطنها مكان الجنين، وخافت انها تزعق معاه يمد أيده عليها ويضربها زي زمان،وفكرت وقالت بتمثيل:- طيب سيبني أفكر يا فتحي.
 فتحي:- وأنتي لسه هتفكري يا ليله؟ يا بت ما احنا على قديمه.
 ليله زعقت:- جرا إيه يا فتحي! مالك متصربع على إيه؟ أنت معندكش دم خالص؟ده انا لسه ناري ما بردتش على أبويا! عايزني ارجعلك على طول كده؟! قلتلك سيبني افكر كام يوم ولا حاجه وهرد عليك.
 فتحي رفع حاجبه ليها وقال:- كام يوم دول كتير قوي عليا يا لولا خففي المده شوية ياحبي،قولتي إيه؟
هزت راسها بتنهيده وقالت:- يومين يا فتحي؛ يومين بالظبط وهتاخد مني الرد.

الوقت عدى والليل جه وكل واحد رجع من شغله على بيته ندى قاعده في اوضتها من وقت ما رجعت ومامتها لحد دلوقتي ما تعرفش انها خرجت راحت الشركه على أساس انها راحت لواحده صاحبتها، لكن مستغربه تغييرها وانها حابسه نفسها طول اليوم ومتكلمتش مع حد، ندهت على شمس وقالت:- شمس انا جهزت العشا روحي نادي على اختك ندى بسرعه.
 شمس قامت من قدام التلفزيون وقالت:- حاضر يا ماما.
ندى قاعده مكانها على السرير وفاتحه التليفون وبتحذف كل صور أمير من على الموبايل، شمس خبطت وفتحت وراحت قعدت جمبها وندى قفلت شاشة التليفون، شمس قالتلها:- مش هتقوليلي بقى مالك من وقت ما رجعتي من الشركه وأنتي حابسه نفسك؟ اوعي تقولي أنهم اختلفوا على المرتب؟
 ندى ابتسمت بتمثيل وقالت:- انا كويسه بس يا ريت بقى ما تخترعيش أي حاجه تاني من دماغك، علشان مش هسمع كلامك في أي حاجه تاني.
 شمس بإستنكار:- اللاه؟ وانا يعني غلطانه علشان كنت عايزاكي تخرجي وتغيري جو.
 ندى:- اللي بيغير جو ده؛ بيسافر بيطلع مصيف بيعمل شوبينج؛ مش يروح يشتغل ويلزم نفسه بمواعيد ومسؤوليه كبيره عليه.
 شمس بعمليه:- أنتي ليه شايفاها مسؤوليه؟ اعتبري نفسك بتتسلي.
 ندى بتنهيده:-يا ريت الحياة سهله كده يا شمس؛ مكنش حد تعب في حياته ولا شال هم حاجه، وعموما حصل خير.
 شمس بصتلها وسألتها بشك:- هو أنتي شفتي أمير هناك صح؟
 ندى بلعت ريقها بغصه:- وحتى لو شوفته فيها إيه يعني؟ هو مش شغال في الشركه ؟
 شمس:- ايوه شغال هناك؛ وانا قلتلك لازم تروحي تواجهي وتشتغلي وتطوري من نفسك ونعملها مفاجأه لماما علشان هي نفسها إنك تشتغلي معاهم.
 ندى بتصحيح:- لا نفسها أشتغل مع حازم وبس.
 شمس بعقلانيه:- مش هتفرق سواء حازم او أمير الشغل شغل؛وانا من وجهة نظري انك تشتغلي مع أمير احسن لأنك قدامه هتحاولي دايما تثبتي إنك افضل بكتير،ومحاولاتك دي هترجعلك في الآخر إنك فعلا أتثبتي نفسك وتكوني قويه وتواجهي اي حاجه بعد كده.
 ندى بتعجب:- ما شاء الله بتقولي حكم يا شمس؛ اوقات بحس إنك كبيره وناضجه، واوقات بحس إنك عيله صغيره وطايشه خالص.
 شمس بمكر:- انت بتضحكي عليا وتوهي في الكلام علشان ما تقوليش إيه اللي حصل النهارده في الشركه صح؟
 ندى اخدت نفس عميق وقالت:- اللي حصل يا ستي اني رحت الشركه وأول ما دخلت حسيتها كبيره قوي عليا؛ ورجعت تاني.
 شمس بعدم أقتناع:- هو ده السبب؟!
 ندى داعبت انف أختها وقالت:- ايوه هو ده السبب عندك أي اعتراض؟
 شمس حركت كتفها:- لا أبدا ما عنديش أعتراض ولا حاجه، يلا بقى قومي علشان نتعشى.
 ندى بتتهرب:- لأ انا ما ليش نفس دلوقتي.
 شمس بقسم:- والله يا ندى لو ما اكلتيش انا كمان مش هاكل؛ ولا هدوق طعم الأكل وانتي عارفه إن الاكل حاجه مصيريه بالنسبالي، هتقومي ولا ارمي نفسي من على السرير وامـ.ـوت شهيدة الاكل؟
 ندى ابتسمت:- لا يا ستي هقوم وعلى ايه مش عايزين نضحي بيكي؛ بس قومي ساعدي ماما في رص الاكل وانا هغير هدومي وجايه وراكي.
 شمس بموافقه:- أشطا تمام.
 خرجت وندى رجعت بضهرها على السرير وفتحت شاشة التليفون وجت على صورة أمير بصتله بعتاب ولوم،وغصب عنها ضغطت على زرار الحذف وغمضت عينيها بحزن كبير، مشيره بتحط الاكل، وجرس الباب رن وقالت:- سيبي اللي في ايدك وافتحي الباب يا شمس، تلاقيه اخوكي رامز.
 شمس أخدت ساندوتش جبنه رومي بتاكل فيه وهي رايحه تفتح وبتقول وهى فرحانه:- ماشي يا ماما يا رب يكون رامز علشان بيجيبلي الحاجه الحلوه اللي بحبها؛ فتحت الباب وهي بتاكل وكشرت عينيها بتعجب وقالت:- أمير!!! -----------

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1