رواية مالم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم ايلا

 


 

رواية مالم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني الفصل الخامس عشر بقلم ايلا

كنت قاعدة في الأوضة مع ماما و صاحبتها لما طنط عبير اتكلمت فجأة: 
_بس انتي مش ملاحظة إن بنتك حجم بطنها مش طب.يعي؟
ابتسمت ماما بارتباك قبل ما ترد عليها:
_ه..هيكون مالها يعني؟ دي طفلة عندها ١٣ سنة خدي بالك من كلامك!

_يا حبيبتي أنا مش قصدي حاجة، بس البنت كل شوية تيجي تقولك بطنها و.اجعاها تعالي نروح نك.شفلها أحسن ما يكون و.رم ولا حاجة بعد الش.ر عليها.

بدأت ملامح ماما تتو.تر :
_ا..انتي مكبرة الموضوع على فكرة، تلاقيها كلت حاجة عملتلها إنتفا.خ ولا بتا.ع مش أكتر!

اتكلمت طنط عبير بض.يق و اعتراض:
_أنا اللي مكبرة الموضوع؟! حبيبتي آخر مرة كنت عندك فيها من شهر كانت بطنها كب.يرة برضو و دلوقتي حجمها ز.اد أكتر...

بعد كدا ميلت عليها قبل ما تهمس في ودنها بصوت واطي قدرت أسمعه:
_مالك يا رحمة؟ مش عايزة تكشفي على البنت ليه؟ في حاجة حصلت مخب.ياها؟

ردت ماما بسرعة:
_ل..لا مفيش، ب..بس انتي عارفة إن عدنان مسافر حالياً و هو مبيحبناش نطلع من البيت و هو مش موجود فبلاش أحسن.

ابتسمت طنط عبير بسخر.ية و هي بتجاوبها:
_يا حبيبتي عدنان حا.بسكم في البيت سواء قاعد و لا مش موجود و دي حالة طا.رئة، حيا.ة بنتك أهم ولا ز.عل عدنان بيه؟

فجأة حسيت بأ.لم بطني بدأ يرجع تاني و حسيت إني عايزة أر.جع، جريت ناحية الحمام بسرعة و لما خلصت و طلعت لقيت طنط عبير هي و ماما واقفين قدامي قبل ما تسحبني طنط عبير من يدي و تمشي بيا و هي بتتكلم:
_كفاية كدا! هاخد البنت أكشفلها النهاردا لو انتي مش عايزة تنزلي من البيت...

جريت ورانا ماما و هي بتتكلم بسرعة و ق.لق:
_ب..بس يا عبير مش هينفع يمنى ت..

وقفت طنط عبير و قا.طعتها بعص.بية:
_مش هينفع يمنى ايه ها؟ لو اتكلم عدنان أنا اللي هقفله! ما هو مش معقولة يسيب بنته تمو.ت كل دا عشان شايف إن البنات مينفعش يطلعوا برا البيت!

استس.لمت ماما ليها في الآخر و رحنا المستشفى بالفعل، في المستشفى شفت ملامح الدكتور بدأت تتو.تر و هو بيكشف عليا قبل ما يسيبني و يطلع برا الأوضة فجأة، و بعد حوالي ربع ساعة دخلت ماما و هي منها.رة، ر.كعت قدام سريري على الأرض و مسكت يدي قبل ما تتكلم:
_ي..يمنى هقولك حاجة بس متتخ.ضيش ماشي؟! انتي....انتي حا.مل!

بصيتلها بصد.مة:
_ا..ازاي يعني دا؟ أنا لسه صغيرة، أنا لسه عندي ١٣ سنة، ازاي؟

ازدادت دمو.ع ماما و هي بتتكلم:
_أيوا حا.مل و في الشهر الرابع، دا...دا نفس الوقت اللي...اللي حصلتلك فيه الحاد.ثة قبل كدا!

اتكلمت بعص.بية و ق.لق:
_ق..قصدك ايه؟ انتي قلتي ساعتها أعتبر اللي حصل مجرد كا.بوس، قلتي لو متكلمتش هبقى كويسة و مش هتحصل حاجة!

_أنا عارفة، أنا...أنا آسفة يا يمنى، هصلح كل حاجة أوعدك.

دخل الدكتور الأوضة فجأة و طنط عبير جمبه، كان باين إن هي كمان كانت بتع.يط فعرفت إن ماما حكيتلهم كل حاجة، اتحمحم الدكتور قبل ما يتكلم:
_يمنى، أكيد ماما قالتلك إنتي فيكي ايه، اللي حصل دا مش ذ.نبك إحنا هن.نزل النونو و هترجعي كويسة متقلقيش.

بصيتله و عيوني بدأت تد.مع قبل ما أتكلم:
_لا، مش هبقى كويسة، كلكم عمالين تقولوا كدا بس أنا عارفة إني مش هبقى كويسة.

قرب الدكتور و رسم ابتسامة مصطنعة قبل ما يرد:
_لا يا يمنى، انتي هتبقي كويسة، اه صحيح العملية هيبقى فيها نسبة خطو.رة عشان سنك لسه صغير بس ل..

_مش هنز.له!

بصولي بصدمة كلهم فكملت:
_مش هنز.له، مش هعمل عم.ليات، مش أنا في الشهر الرابع؟ معناها النو.نو اتكون خلاص!

اتكلمت ماما بقل.ق:
_يمنى يا حبيبتي انتي لسه صغيرة، هتاخدي بالك من طفل ازاي و هنقول للناس ايه؟ مينفعش نسيبه لازم ننز..

قاطعها الدكتور:
_بصراحة أنا مع قرار يمنى، نسبة خطو.رة عملية الإجها.ض عليها كبيرة جداً لو سيبناه هيبقى أحسن.

_ب..بس هنقول للناس ايه؟ أبوها ميعرفش حاجة هيد.بحها و هيد.بحني وراها!

اتدخلت طنط عبير:
_عدنان لسه معاه تمن شهور تاني على ما يرجع يا رحمة، و كدا كدا انتوا مبتطلعوش من البيت و محدش بيجيلكم غيري فمحدش هيعرف حاجة، خليها تجيبه و بعد كدا ممكن تحطوه في م.لجأ!

بصيتلي ماما و أنا حركت راسي بالموافقة، مش و كأني هعرف أربي طفل و أنا في سني دا، غير إني عايزة أكمل تعليمي و أبقى شخصية ناجحة في المستقبل و مش هسيب حاجة زي كدا تأثر على حياتي!

عدت الأيام و ماما كل فترة كانت بتاخدني بالليل متأخر جداً عند الدكتور عشان يتابع حالتي و يتأكد إن كل حاجة ماشية تمام و....كل حاجة كانت ماشية تمام بالفعل لغاية ما في يوم كنا طالعين بالليل كالعادة و وقفنا جارنا و هو بيبص عليا بشك قبل ما يتكلم:
_خير يا أم يمنى؟ رايحين فين في الوقت المتأخر دا؟!

كنت عارفاه، جارنا ياسر...كان شخص مقر.ف و ملز.ق و دايماً بيوقفني و أنا رايحة المدرسة و بيحاول يتكلم معايا بس أنا كنت بط.نشه، كانت نظراته ليا دايماً مش طب.يعية و بتحسسني بالخو.ف منه!

اتكلمت ماما و هي بتخبيني ورا ضهرها:
_رايحة أزور أهلي.

_رايحة تزوريهم في الوقت دا؟ مش تستني للصبح طيب أحسن؟

ردت ماما بتو.تر:
_ل..لا، أصل بعيد عنك والدتي تعبا.نة خالث و كان لازم أروحلها دلوقتي ضروري.

كشر.ت بض.يق، مكنتش فاهمة ليه ماما كانت واقفة تبر.رله بدل ما تديه بو.كس تط.يرله صف أسنانه الصفرا دي عشان يتعلم ميتدخلش في اللي ملهوش فيه تاني!

همهم الراجل بتفهم قبل ما يرد:
_طيب حاولي متتأخريش، أصل انتي عارفة ولاد الحر.ام بقوا كتار اليومين دول و ممكن أي حد يئذ.يكم في الوقت المتأخر دا و خصوصاً إن أبو يمنى مش موجود....

بصيتله ماما بحاجب مرفوع زي "شوفوا مين اللي بيتكلم؟! أكبر ابن حر.ام في المطقة كلها بحاله!" قبل ما تبتسم بز.يف و ترد:
_أكيد، عن إذنك بقى عشان منتأخرش أكتر.

سحبتني معاها و هي ماشية و أنا بصيت ورايا عشان ألاقيه بيبص علينا و هو بيبتسم بم.كر و عرفت إنه مش هيعدي الموقف دا كدا و بالفعل...اتفاجئنا بعدها بكام يوم لما لقينا الباب اتفتح مرة واحدة جامد وبابا داخل و هو بيز.عق بعص.بية:
_هي فين؟ فين يمنى؟ هاتيهالي حالاً!

أول ما سمعت زعا.قه من الصالة خ.فت و استخبيت بسرعة تحت السرير.

عرفت ماما إن أكيد حد شافنا و قاله فحاولت تهديه و هي بتتكلم:
_اهدى يا عدنان، أنا...أنا هقولك كل حاجة مت...

لقيت صوتها فجأة اختفى في نفس الوقت اللي صوت ق.لم عالي اتردد في المكان فعرفت إن بابا ضر.بها قبل ما يدخل أوضتي و يس.حبني من تحت السرير من شع.ري، صر.خت بأ.لم و هو وقفني قدامه و أول ما شاف بطني وسع عيونه بصدمة قبل ما ينزل فيا ضر.ب و تل.طيش و هو بيصر.خ:
_آه يا ب.نت الك.لب يا سا.فلة يا اللي مشوفتيش ربا.ية! يعني كلام الراجل طلع صح يا بت الك.لب!

دخلت ماما الأوضة و حاولت تحو.شني منه بس هو زاحها و معت.قنيش غير و وشي كله متش.لفط و دراعي مكسو.ر، في الحقيقة دا كان الدراع اللي كنت بح.مي بيه بطني من ضر.باته!

لما فكرته هدي خلاص و مبقاش فيه ح.يل لقيته بيس.حبني من شع.ري للمرة التانية برا البيت، خدني في العربية بتاعته و رما.ني في الشا.رع في حتة مقطو.عة و أنا فضلت أصر.خ و أتر.جاه ميسيبنيش لكن هو مشي من غير ما ينطق و لا كلمة!

فضلت بعدها أسبوع كامل لو.حدي في الشا.رع، بنام كل يوم جمب القطط و الكلاب على الأر.ض و من كتر الجو.ع بدأت أف.تش في الزبا.لة على أي حاجة أقدر آكلها و تسد جو.عي بس ملقتش، كان اليوم السابع و أنا خلاص مبقتش قادرة من كتر الأ.لم و الجو.ع و الع.طش و البر.د...كنت مر.مية على الأر.ض و أنا مش قادرة أحر.ك حتة واحدة في جسمي، عيوني كنت بفتحها لثانية بالعا.فية قبل ما يرجعوا يغمضوا تاني غ.صب عني و فجأة و أنا حاسة إني خلاص همو.ت سمعت صوت جنبي:
_عايزة ترجعي؟

فتحت عيوني بالعا.فية عشان أشوف بابا و افتكرت نفسي بهلو.س فرجعت قفلتها تاني بس فجأة لقيته بي.خبط بر.جله على كتفي و هو بيتكلم:
_ردي عليا! عايزة ترجعي ولا أس.يبك في الشا.رع تمو.تي زي الكلا.ب كدا؟ بصراحة دا هيبقى العد.ل بعد اللي عملتيه بس أنا هديكي فرصة...

همهمت بت.عب و هو كمل:
_ياسر جارنا الراجل الطيب قال مستعد إنه يتجوزك و يد.اري على فض.يحتك، موافقة تتجوزيه ولا لا؟

فتحت عيوني تاني بالعا.فية، بصيتله و عيوني بدأت تد.مع قبل ما أرد بصوت مبحو.ح:
_أ..أيوا، أ..أي حاجة، أ..أرجوك متسي.بنيش ه..هنا تاني أ..أنا...

مقدرتش أكمل كلامي بسبب عيو.ني اللي قف.لت فجأة و مبقتش حا.سة بحاجة، بعد كام يوم كنت قاعدة جمب ياسر بهدوم عادية و المأذون قدامنا، مكانتش لسه جر.وحي اتشفت بالكامل، دراعي كان متج.بص بعد ما بابا وافق بالعا.فية إن ماما تاخدني المستشفى، و على سيرة ماما...عرفت إنها طول الأسبوع اللي مكنتش موجودة فيه مكانتش بتا.كل، وشها خس خالص و ملامحها كان باين عليها الإر.هاق و الت.عب و مكانتش الدمو.ع بتفارق عيونها أبداً و أنا كنت حاسة بالذ.نب.

بعد ما اتجوزت من ياسر اكتشفت إن جح.يم بابا كان بالنسبة للي بيعمله فيا ياسر نع.يم، كان كل يوم يصبحني و يمسيني بع.لقة و لو غل.طت أو اتطا.ولت عليه كان بي.بيتني من غير أ.كل، بعد فترة صغيرة عرفت من ياسر إن ماما ما.تت من كتر حز.نها و قه.رها عليا، ففكرت أنت.حر و حاولت كذا مرة بالفعل بس كل مرة كنت بفتح عيوني عشان ألاقي إني لسه عا.يشة و عذ.ابي بيزيد بس مش أكتر!

و قبل ما أدرك فجأة يارا اتولدت! حياتي بعد ما جات مختلفتش ولا حاجة بس كل الحكاية إن بقى عندي سبب أ.عيش و أكا.فح كل يوم عشانه!

_____________________

كنت ماشية في الشارع و أنا بفتكر كل اللي حصلي لغاية ما وصلت لبيت ياسر و معاملته معايا اللي خلت حياتي عبارة عن جح.يم!
لما هر.بت منه هو و أدهم من أربع سنين قررت إني خلاص هنسى كل حاجة و هركز على نفسي و بنتي بس؛ لكن غيرت رأيي مؤخراً بعد الرسالة اللي قرأتها على تيليفون ريم بعد ما اتو.فت من أسبوع، كان واحد باعتلها:
_"انت متأكد إنك خلاص هتسيب الشغل؟ السياف عامل جايزة للي هيقدر يب.يع كل البضا.عة اللي معاه خلال أسبوع واحد و هيقابله و يدهاله بنفسه."

حسيت بكل خلية في جسمي بتتر.عش بغ.ضب و قررت يومها إني لازم أنت.قم من ياسر، عشاني و عشان ريم و عشان كل طفل ور.طه في الموضوع دا و اس.تغل حا.جته للفلوس!

لبست الهودي بتاع ريم اللي كانت بقع الد.م عليه اتحولت للون الأسو.د و مبقتش واضحة بسبب لونه إلا لو حد قرب جامد و دقق فيه، نزلت أقابل الولد اللي كان بيسلم البضا.عة و أخدتها منه، طول الخمس أيام اللي أخدتها أجازة من أدهم مكنتش بستر.يح خالص، كنت بنزل من الصبح لغاية الليل كل يوم و أنا بحاول أبيع البضا.عة كلها بهدف إني في الآخر أقابل ياسر و أق.تله!

عدى الأسبوع و بالفعل قدرت أبي.ع كل البضا.عة و الرسالة بتاعة الناس اللي هتروح عشان يكافئهم السياف (ياسر) النهاردا بنفسه وصلتني...مع إنها كانت متأخرة شوية بس أهم حاجة إنها وصلتني في النهاية!

بعد ربع ساعة مشي أخيراً وصلت، حطيت يدي على السلا.ح اللي كنت واخداه من عند أدهم عشان أطمن إنه لسه في جيبي و سحبت نفس عميق قبل ما أخبط على باب المستودع القديم مرتين.

النهاردا هق.تل ياسر و لو كانت دي آ.خر حا.جة هعملها في حياتي!

تحركت يدها بسلاسة لتضعها على فخذ الجالس إلى جوارها أسفل الطاولة دون أن يشعر بها أحد، طالعها أدهم بصد.مة من جر.أتها لثوانٍ قبل أن يميل ليهمس إليها:
_مش شايفة إنه لسه بدري على الكلام دا؟! دا النهاردا أول يوم نشوف بعض فيه حتى.

أنهى حديثه ليسحب يدها و يبعدها عنه، لم يعجبها تصرفه لذا تحدثت:
_مش لسه بدري ولا حاجة، دا اللي بيحصل بين كل المخطوبين دلوقتي عادي مش فاهمة ايه مش.كلتك يعني...

طالعها بحاجب مرفوع قبل أن يتكلم:
_أستاذة رهف، ممكن أسألك سؤال؟

همهمت بابتسامة ليتحدث:
_هو حضرتك مش مسلمة؟ فين حجابك؟

قلبت عينيها بملل قبل أن تجيبه:
_أنا مش حابة ألبسه...عادي دي حرية شخصية.

ابتسم أدهم بسخر.ية:
_هو الحجاب عندكم بقى حرية شخصية دلوقتي؟

لم يمنحها فرصة لتجيب بمزيد من الهر.اء، نهض من جوارها ليسير ناحية والده قبل أن يتحدث:
_بابا، ازاي عايزني أتجوز واحدة زي دي؟ حضرتك مش شايف شكلها عامل ازاي؟

نظر والده باتجاهها للحظة قبل أن يعود ليتحدث:
_ماله شكلها؟ ما البنت زي القمر أهي.

تأوه أدهم بملل:
_بابا، دي مش لابسة الحجاب حتى! و فستانها شوية و هيفر.تك من على جسمها من كتر ما هو ض.يق!

_و ماله؟ كل البنات دلوقتي بتعمل كدا، أهو يوم خطوبتها و سيبها تتبسط براحتها متبقاش بو.مة، أهم حاجة إنها بنت ناس و محترمة.

ابتسم بسخر.ية قبل أن يجيب:
_محترمة جداً اه ! عن إذن حضرتك أنا ماشي..

سحبه والده من ذراعه بقو.ة قبل أن يتحدث بصر.امة:
_إياكش تفكر تعمل حاجة تق.لل مننا قدام الناس، فاهم؟! كله بسببك انت..ما هو لو كنت جيت معايا من البداية لما قابلت أهلها و شفتها مكنتش اتصد.مت دلوقتي...

تحدث أدهم بغ.ضب:
_و حضرتك ليه رايح تخطبلي لوحدك من الأساس؟ أنا العريس ولا انت؟!

_أدهم! اعقل كدا و روح اقعد جمب خطيبتك مش هتكلم تاني أن...

قاطعه أدهم:
_لا..

طالعه والده بصد.مة قبل أن يتحدث:
_أفندم؟!

_بقول لا، مش هخطبها، انت والدي و كلامك فوق راسي لكن قراراتي في الحياة ميحقلكش تدخل فيها و خصوصاً إني كبير مش صغير...

ض.غط والده على ك.تفه بغض.ب ليتحدث بينما ي.جز على أسنا.نه بغ.يظ:
_أنا اللي اتدخلت ولحقتك كذا مرة من كذا مص.يبة دلوقتي مبقاش ليا الح.ق أتد.خل في حياتك؟ بمزاجك هو؟!

_بابا من فضلك افهمني، أنا اللي هعيش معاها أنا اللي...

قاطعه والده:
_هتخطبها و هتتجوزوا.

طالعه أدهم بعدم تصديق من إصر.اره، لذا في النهاية سار إلى حيث كانت تجلس العروس ليتحدث بصوت عالٍ و جهوري:
_جماعة، أنا متجوز و عندي بنت، كل دا سوء تفاهم عشان بابا مكانش يعرف، أنا آسف جداً بس أنا مضطر ألغي الخطوبة.

تج.مد والده في مكانه بعدم استيعاب و كذا جميع الحضور، استغل أدهم صد.متهم المبدأية ليسير باتجاه الباب و يخرج سريعاً و ما إن صار بالخارج حتى تنفس الصعداء، نزل إلى الأسفل ليستقل سيارته قبل أن يجد هاتفه يرن باتصال، في البداية ظنه والده لذا كان على وشك إغلاقه لكنه تفاجئ بكون الظا.بط مازن من يتصل به لذا أجاب:
_ألو يا مازن في حاجة؟

_أيوا، قدرنا نوصل لمعلومات مهمة جداً في قض.ية الصيدلاني، لما تخلص الخطوبة كلمني.

تحدث أدهم بسرعة قبل أن يغلق:
_استنى، خلاص مفيش خطوبة، اتكلم دلوقتي أنا سامعك..

_عرفنا إن مصدر بضاعة الصيدلاني واحد اسمه السياف و النهاردا هيق...

قاطعه أدهم بصد.مة:
_السياف؟! انت متأكد من اللي بتقوله دا؟

أجاب مازن بارتباك من نبرة أدهم التي تحولت إلى نبرة جادة فجأة:
_أ..أيوا، هضحك عليك ليه يعني؟

_طيب ثواني و أبقى عندك حالاً.

أغلق أدهم الهاتف و ألقاه بعيداً ليبتسم إبتسامة واسعة سرعان ما تحولت إلى ضحك مر.تفع، لا زال لا يصدق ما سمعه، لقد وجده...أخيراً بعد كل تلك السنوات من البحث، وجد ياسر الح.قير أخيراً!

_____________________

في المستشفى:

_شوية بس و تطلع، أبوه حا.بسه و مو.صي محدش يدخله خالص؛ بس عشان صعبا.ن عليا بس إنه محبو.س جوا وحده كدا هسيبك المرادي!

تحدث العامل بينما يقود أنس باتجاه غرفة مروان قبل أن يفتح قفلها ليترك أنس وحده أمام الباب الذي ما زال مغلقاً.

طرق أنس باب الغرفة في جناح المر.ضى الخاص في المستشفى مرتين قبل أن يفتح الباب و يدلف إلى الداخل و ما إن وقعت عيناه على المشهد الذي قابله حتى وسعهما بصدمة.

كان مروان مك.بلاً في السرير بأصفا.د حد.يدية من يديه و قدميه بينما كان وجهه هز.يلاً و شا.حباً للغاية، لقد بدا و كأنه كان قد عاد للحيا.ة من الق.بر للتو!

ما إن لمحه مروان و لاحظ الدهشة على وجهه حتى تحدث بسخر.ية:
_بعد محاولة الإنت.حار السابعة توصلوا أخيراً للحل دا، شكلي مض.حك مش كدا؟! عارف إنك شمتا.ن متحاولش تمسك نفسك، اضحك بصوت عالي و سمعني...

ابتلع أنس قبل أن يتحدث أخيراً:
_م..مروان أنا...أنا مكنتش جاي عشان أش.مت فيك!

_اومال جاي ليه إن شاء الله؟

_كنت غايب من المدرسة فترة و لما سألت عليك قالولي إنك تعبا.ن في المستشفى فجيت عشان أتطمن عليك.

ابتسم مروان بسخر.ية:
_انت؟! جاي تطمن عليا أنا؟! متخلينيش أضحك، اطلع و خد الباب في يدك لو سمحت.
تجاهله أنس بينما يقترب من سريره ليسحب كرسياً و يجلس عليه قبل أن يتحدث بحز.ن حقيقي:
_ر..ربنا يرحمها، البقاء لله..

نظر إليه مروان بصد.مة قبل أن تمتلأ عيناه بالدموع و من ثم بدأ في الصر.اخ بغ.ضب فجأة:
_اخر.س! متقولش كدا، ريم لسه عا.يشة، سامع بقولك ايه؟ لسه عا.يشة!

نظر إليه أنس قبل أن يتحدث:
_و لما هي لسه عايشة بتحاول تق.تل نف.سك ليه؟!

أنزل مروان وجهه للأسفل و ازدادت دمو.عه و شهقا.ته قبل أن يجيب:
_عشان...عشان خا.يف أطلع ملقهاش موجودة!

استنشق ما.ء أن.فه قبل أن يكمل:
_اللي حصل كان بسببي، لو كنت وقفت شوية...لو كنت سمعتها، لو متسرعتش من البداية، لو بس...لو......

أمسك أنس بوجهه ليرفعه ناحيته قبل أن يتحدث بصر.امة:
_لو من الشيطا.ن! اللي حصل حصل و مش هتقدر ترجع حاجة، ريم ما.تت عشان دا كان عمرها و خل.ص مش بسبب حد، فاهم؟!

ابتلع مروان حلقه بصعو.بة بينما توجه أنس لأصفا.د يديه و قدميه و بدأ في تجربة المفا.تيح بحوزته واحداً تلو الآخر حتى نجح في فتح الأ.قفال كلها أخيراً.
طالع مروان يديه التي تحر.رت بصد.مة لثوانٍ قبل أن ينطق:
_ا..ازاي عملت كدا؟ جبت المفا.تيح دي منين؟

أجاب أنس بابتسامة:
_كنت عارف إنك محبو.س بالفعل و أخدت المفاتيح من العامل و هو ماشي من غير ما ياخد باله...

صمت قليلاً ليحك رقبته بإحر.اج قبل أن يكمل:
_على الرغم من إني مكنتش متوقع توصل للدرجة دي يعني....

عقد مروان حاجبيه معاً باستغراب قبل أن يسأله:
_بس ليه عملت كدا؟ ليه فكتهم؟

ابتسم أنس قبل أن يجيبه:
_عشان هاخدك لمكان.

_____________________

خبطت على الباب مرتين و استنيت شوية لغاية ما اتفتح، ظهر ياسر و هو مبتسم قبل ما يتكلم:
_الصيدلاني! عميلنا المتميز، متعرفش كنت متحمس عشان أقابلك بنفسي قد ايه.

ابتسمت تحت الهودي بجانبية قبل ما أرد بصوت حاولت أخليه خ.شن شوية:
_دا حضرتك اللي متعرفش أنا كنت متحمس عشان أقابلك قد ايه.

كنت بحرك يدي بشويش عشان أمسك السلا.ح من غير ما يحسوا بس قبل ما أقدر أوصله اتكلم ياسر فجأة:
_لا ما هو واضح فعلاً، امس.كوه!

وسعت عيني بصد.مة لما اتنين طلعوا حاصر.وني فجأة و مسكوا إيديا الاتنين ، قرب ياسر ناحيتي و هو بيتكلم:
_فاكرني معرفش إن الصديلاني ما.ت و إنها كانت بنت أصلاً؟ أنا كنت بجا.ريك عشان أعرف انت مين و عايز ايه بس مش أكتر!

بلعت ريقي بق.لق و هو قرب مني أكتر قبل ما يرفع كابتشوه الهودي من على وشي و راسي بسرعة و أول ما شافني وسع عيونه بصد.مة في البداية قبل ما يبتسم.

_اي دا؟ يمنى عندنا مرة واحدة؟ كنا جيبنا سيرة مليو.ن جنيه يا راجل أحسن.

اتكلم و هو بيوجه كلامه لواحد تاني قبل ما يبدأوا يض.حكوا هم الإتنين بصوت عالي فجأة و أنا استغربت، اشمعنى كانوا بيتكلموا عني دلوقتي؟

قرب ياسر ناحيتي قبل ما يخلع الطر.حة الصغيرة اللي كانت على راسي تحت الكابتشوه و اتكلم أول ما شاف شعري القصير:
_اه...ليه قصتيه كدا بس؟ خسا.رة، كان شعرك أكتر حاجة بحبها.

فكرته هيبعد لكنه لف فجأة و س.حبني من شعري جا.مد، قرب وشه ناحيتي و اتكلم بن.برة حا.دة و مخ.يفة و هو بيشاور على عينه اللي كان عليها ر.قعة:
_شايفة دي؟ دي بسبب الظا.بط بتاعك اللي كنتي بتخو.نيني معاه يا هانم!

بلعت ريقي و اتكلمت بسخر.ية:
_ل..لسه ليك عين تتكلم بعد المنظر اللي شفتك فيه آخر مرة انت و صاحبتي؟ إذا كان في خا.ين هنا فهو انت مش أنا...

لط.شني بالق.لم جا.مد قبل ما يحاول يج.رني من شع.ري على الأرض بس مقدرش بسبب طوله القصير فس.حبني من دراعي لغاية ما ر.ماني على الأرض قدام الراجل التاني و اتكلم:
_عارفة مين دا؟ دا واحد عنده استعداد يعمل أي حاجة عشان يا.خدك و يومها لولا إنك خن.تيني و فت.نتي للظا.بط بتاعك علينا كان زماني بع.تك ليه من زمان...

ابتسم بجا.نبية و وطى جمبي على الأرض قبل ما يهمس في ودني:
_بس عارفة ايه الجميل في الموضوع؟ إنه لسه برضو لغاية دلوقتي مستعد يعمل أي حاجة عشان يا.خدك...

وقف كلام فجأة لما لاحظ إني مكنتش راضية أرفع راسي من على الأرض، س.حب ش.عري عشان يج.برني أرفع راسي و أبص ناحية الراجل قبل ما يكمل:
_شايفة نظر.اته ناحيتك عاملة ازاي؟ كأنه كل.ب سعر.ان مستعد يه.جم في أي لحظة، حتى و انتي ح.تة جر.بوعة مش أكتر...

بلعت ريقي بخو.ف و هو بدأ يضحك باستمتا.ع.



شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1