![]() |
رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الخامس عشر بقلم رباب حسين
كثيراََ ما يكون الحب مؤذياََ لمن نحب...... قد فعلت كل شئ كي تصبح لي حتى أنني أساءت لها وعاشت طيلة حياتها تدفع ثمن خطأ لم ترتكبه..... كل هذا كي أفوز بها ولا تجد سواي بجانبها وقد استغليت الموقف جداََ وأصبحت زوجتي وأنجبت لي أولادي وبرغم الفترة الطويلة التي عشناها معاََ إلا أنها لم تحبني قط..... كان هو فقط من يشغل عقلها وقلبها ومهما حاولت أن تنفي ذلك أمامي إلا أنني كنت أراه دائماََ ساكن مقلتيها الحزينة وتأكدت ظنوني عندما إنتحرت أمامي فظل الغضب ينمو داخلي حتى زادت كراهيتي التي أدت بي إلى فكرة الإنتقام..... وقد نفذت خطتي ولكن كانت النتيجة خسراتي كل شئ
كان منصور يجلس شارداََ يفكر بما حدث له وكيف إنتهى هذا العشق وأنهى حياته هكذا ويجلس بجواره غالب الذي يصيح في غضب عارم بعد ما علم أن جاسر من قام بالتسجيل لهما وأخبر الشرطة عن تجارة الممنوعات وموعد التسليم فقال : أنا كنت عارف إن زين مش هيسكت وقولتلك زين مش سهل وجاسر أصعب وأدى النتيجة أنا وإنت ضيعنا مستقبلنا ضاع وكل حاجة ضاعت..... قولتلك إقتله وأخلص منه لكن إنت طمعت..... طمعت في ثروة نصار وفي الشركة ومشيت بدماغك...... أنا غلطان إني سمعت كلامك كان لازم زي ما خلصت من عامر أخلص من إبنه كمان
وقف منصور في غضب وقال : ما خلاص بقى..... هتفضل تندب زي الستات كدة كتير..... خلينا نشوف حل في البلوة ديه
ضحك غالب في تهكم وقال : حل؟!!! حل إيه؟ ما خلاص..... زين خرج من القضية اللي إنت لبستهاله لا وكمان سيبتله بنتك فوق البيعة
ضرب منصور مقدمة رأسه بيده وفتح عينيه في صدمة وقال : جومانا...... يا ترى هيعمل فيها إيه؟.... ده كدة عرف إن أنا ورا قتل أبوه...... لازم أخلي علي يلحقها
ثم تذكر أنها لم تجيب على الهاتف بالأمس فشعر بالقلق الشديد وظل يصيح عند باب غرفة الحجز حتى أتى أحد العساكر وطلب منه أن يذهب إلى مكتب وكيل النيابة.... ذهب العسكري وأخبر وكيل النيابة بما يفعله منصور من آثارة المشاكل بالأسفل فسمح له بإحضاره وعندما رأى وكيل النيابة طلب منه أن يجري إتصال بإبنه علي كي يطمئن على إبنته وشرح له الوضع فتعاطف معه وكيل النيابة وسمح له بإجراء المكالمة وتلقاها علي قائلاََ : ألو
منصور : علي أطمن على جومانا..... روح هاتها من قصر نصار
علي : أنا فكرت في كدة فعلاََ يا بابا بس مواجهة زين دلوقتي صعبة..... وبحاول أكلمها مش بترد
صمت منصور قليلاََ وقال : مفيش غير مراته..... إتصرف يا علي..... فاهم
صمت علي قليلاََ وقد إستوعب ما قاله منصور وأنه يطلب منه إستغلال وعد ليساوم زين عليها حتى يأخذ جومانا من قصر نصار دون ضرر له ولها
علي : إنت عايزني أخطف وعد عشان أساومه عليها صح؟
منصور : أيوة بالظبط..... بسرعة فاهم
علي : حاضر..... أنا أصلاََ بعت مجدي الصبح يدور عليها وأول ما يلاقيها هخليه يجبها على هنا
أنهى علي المكالمة وإتصل بمجدي الذي يبحث عن وعد وأخبره أنه قد علم من حارس الشاليه الخاص بعائلة نصار أن وعد لا تقيم به وأنها ذهبت منذ فترة وعندما سأله عن المكان المحتمل الذي تقنط به أخبره أنه رآها أمس عند البحر مع مريم التي كانت تقيم معها هنا وأعطاه عنوانها وأنه في الطريق إلى هناك..... أما جاسر فقد إنتهى مما كان يفعله في سرايا النيابة وشعر بالسعادة بإنتهاء هذه المؤامرة على العائلة وبعد أن تحدث مع يامن ذهب رأساََ إلى شرم الشيخ ليبحث عن وعد حتى يستريح ضميره تجاه أخيه وصديق عمره زين وإذا لم يعد إلى قصر نصار ولم تعد العلاقة بينهما كما كانت سابقاََ إلا أنه سوف يشعر بالراحة إذا علم أن علاقة زين ووعد لم تنقطع بسببه..... أما زين فقد ذهب إلى الشركة بعد أن مر على الوزارة وحصل على تصديق رسمي من الوزارة بالأرض وجلس بمكتبه مع يامن يحاولان تدارك ما حل على الشركة من خسارة جراء تلك المكيدة التي وقعت بهم
زين : لازم نشوف حل عشان نرجع ثقة الناس فينا
يامن : أنا فكرت في إعلانات مثلاََ عن المشروع
زين : مكلفة أوي..... وبعدين الموضوع مش محتاجة دعاية أنا عايز الناس تطمن وترجع تثق فينا تاني
صمت يامن قليلاََ يفكر ثم قال : أقرب حاجة للناس دلوقتي هي السوشيال ميديا زي ما شهد عملت وهدت الرأي العام بالفيديوهات بتاعتها
زين : ماشي بس أنا عايز حاجة بروفيشتال أكتر...... بس لقيتها.... الصحافة
يامن : نعمل مؤتمر صحفي طيب
زين : اه.... إتصل بالجرايد اللي نشرت عن المشكلة وقولهم إن فيه مؤتمر بعد ساعتين
نفذ يامن ما طلبه زين وقام بإبلاغ الجرائد الرسمية وأستعد زين ببيان رسمي ليذيعه على الصحفيين وبالفعل بعد ساعتين حضر عدد كبير من الصحفيين في بهو الشركة وأدلي زين ببيان رسمي بإن ما حدث هو بسبب سرقة بعض المنافسين لملف الأرض من الوزارة والشركة وأظهر على شاشة العرض الورق الرسمي والحاصل على ختم الوزارة وأيضاََ أبلغهم بأن التحقيق مستمر مع من فعل هذه المؤامرة..... إنتهى المؤتمر وشعر زين بالراحة أخيراََ بعد ما أطمئن على وضع الشركة وذهب إلى مكتبه ليحضر هاتفه الذي تركه به منذ مدة حتى يستعد للمؤتمر فوجد عدة مكالمات من حارس الشاليه بشرم الشيخ فأجاب مسرعاََ وقال : أيوة يا عم عرابي..... فيه أخبار؟
عرابي : أنا اللي متصل أسئلك لقيتها ولا لا يا بيه؟
زفر زين وقال : لا لسة بس أنا راجع عشان أدور عليها تاني
تعجب عرابي وقال : يا بيه ما أنا بلغت الراجل اللي حضرتك بعته من شوية إن وعد هانم مع مريم اللي كانت قاعدة معاها هنا
وقف زين في زعر وقال : راجل مين اللي إنت قولتله كدة؟ ..... أنا مبعتش حد
عرابي : فيه واحد جيه من شوية وسأل إذا كان فيه أخبار بخصوص وعد هانم وأنا كنت لسة هتصل بحضرتك عشان أبلغك إني لقيتها بس لما هو جالي وقالي إنه من طرفك بلغته مكانها وإديته عنوان مرسي أبو مريم
شعر زين بالخوف الشديد على وعد فمن يبحث عنها غيره وماذا سيفعل؟ هل سوف يؤذيها أم ماذا؟..... أنهى زين المكالمة وخرج مسرعاََ من المكتب ووجد يامن أمامه فأوقفه وقال في قلق من هيئته : إيه يا زين فيه إيه؟!!!
زين : وعد..... فيه حد سأل على وعد هناك ووصلها..... أنا خايف يكون حد هيأذيها..... لازم أروحلها بسرعة
كاد أن يذهب ولكن أوقفه يامن وقال : إستني بس...... أكيد جاسر قرب يوصل..... هو كلمني من بدري وقالي إنه رايح على هناك يدور عليها عشان إنت مش عارف تروحلها فا حب يساعدك
أمسك زين الهاتف مسرعاََ وأتصل بجاسر.... كان جاسر يقود سيارته وعندما تلقى المكالمة تعجب وأجاب على الفور : زين
زين في إندفاع : إنت فين يا جاسر؟
جاسر : أنا في الطريق لشرم الشيخ..... لسة موصلتش
زين : فيه حد عرف مكان وعد..... ومش تبعي..... تفتكر مين بيدور عليها؟
عقد جاسر حاجيبه يفكر قليلاََ ثم قال : أكيد علي..... أكيد ديه لعبة من ألاعيبه
يامن : ممكن علي عشان يعرف يوصل لجومانا.....ما أنت حابسها ومش بتكلمه
زفر زين في غضب ووضع يده على رأسه يحاول أن يفكر ثم قال : إسمع يا جاسر أنا هبعتلك عنوان مريم ديه وإنت سرع على الطريق وحاول توصلها..... بسرعة يا جاسر أرجوك وأنا جيلك حالاََ
أنهى زين المكالمة وقال يامن : هو أكيد لو خدوها هيجبوها على القاهرة..... أنا هكلم البوليس وأطلب منهم يأمنو المداخل عشان نعرف نجيبها
أماء له زين وذهب مسرعاََ بعد أن أرسل العنوان إلى جاسر وذهب إلى شرم الشيخ...... أبلغ يامن قسم الشرطة بما حدث وقدم بلاغ بإختفاء وعد منذ عدة أيام وأن من الممكن أن تكون مخطوفة
أما وعد فكانت تجلس بمنزل مريم ولم تخرج منه اليوم وظل مجدي يراقب المنزل من الخارج وقد رأي مرسي يخرج منه وعلم أن لا يوجد بالمنزل سوى وعد ومريم
مريم : طيب أنا زهقانة وعايزة أخرج بقى
وعد : أنا مليش نفس أشوف حد
مريم : على فكرة بقى إنتي خايفة تخرجي عشان زين ميشفوكيش صح؟
نظرت لها وعد وصمتت فأردفت مريم : مش عارفة إنتي بتعندي ليه؟ وبابا قال إنه عرف إنه كان بيسأل عليكي وإنتي من يومين قولتيلي ده تلاقيه في شهر العسل ونسيني أصلاََ..... يا وعد إسمعيه بس يمكن فيه حاجة إنتي متعرفيهاش
وعد في غضب : إيه بقى اللى ممكن يحصل يخليه يتجوز عليا مثلاََ؟!
زفرت مريم وقالت : طيب تعالي نفكر بطريقة تانية..... هو طبيعي إنه يخرج من قضية زي ديه وتبقى سمعة الشركة زي الزفت والناس كلها عمالة تسحب فلوسها من عندهم وشهد طالعة في كذا فيديو تتكلم وتدافع عنه وعن الشركة وهو بقى يسيب كل ده ويفكر يتجوز ؟!!! ما هو ده مش طبيعي كمان
صمتت وعد قليلاََ تفكر بما قالته مريم وقد رأت أنها محقة فمن الممكن أن هناك سبب أخر لهذه الزيجة.... زفرت مريم وقالت : فكري كدة في الموضوع وأنا هخرج أشتري حاجات من برا..... أنا لو منك أخرج يمكن تلاقي زين في وشك وترتاحي
خرجت مريم من المنزل ذاهبة إلى أحد المنافذ التجارية وقد رآها مجدي فعلم أن وعد بالداخل وحدها فذهب ليطرق الباب وفي هذه الأثناء إتصل نصار بهاتف مريم بعد ما علم من يامن بأن وعد عندها بالمنزل فأراد أن يخبرها بأن هناك أحداََ يبحث عن وعد وعليها الإختباء ولا تخرج أبداََ..... سمعت وعد رنين هاتف مريم الذي تركته بالمنزل فذهبت لترى من المتصل ولكن توقفت عندما سمعت طرق الباب فذهبت لتفتح لعلها مريم فقالت وهي تهم بفتحه : نسيتي تليفونك صح؟
فتحت الباب ووضع مجدي قطعة قماش مليئة بمخدر على فم وعد سريعاََ وأخذت وعد تصيح ولكن لم يسمعها أحد حتى فقدت وعيها وحملها مجدي إلى سيارته وذهب بها مسرعاََ
وصل جاسر إلى عنوان مريم ووقف يبحث عن رقمه بالخارج هنا واقتربت مريم من المنزل ووقعت عينيها عليه فشعرت بأنه يبحث عن وعد فتقدمت منه وقالت : بتدور على حد يا أستاذ؟
نظر إليها جاسر وعقد حاجيبه قليلاََ فقد رآها جميلة جداََ وعينيها ساحرة فقال في هدوء : اه..... تعرفي فين بيت مريم أو عم مرسي؟
إبتسمت مريم وقالت : إنت مين؟
جاسر : أنا من طرف زين نصار بدور على وعد مراته
إبتسمت مريم وشعرت بالسعادة بأنه وصل إليها وقررت أن تجمع بين وعد وزين ليتحدثا معاََ فقالت : أنا مريم... ووعد موجودة جوا.... إتفضل معايا
تقدمت مريم وخلفها جاسر ثم قال في خوف : هو فيه حد سأل عليها النهاردة؟
مريم : لا محدش سأل
فتحت مريم الباب وظلت تصيح بإسم وعد ولكن دون إستجابة منها فشعرت بالخوف ودخلت إلى داخل المنزل تبحث عنها وجاسر بدأ بالبحث عنها أيضاََ فخرجت مريم من الغرفة وقالت في قلق : كانت هنا دلوقتي..... أنا لسة سيباها وخرجت من شوية بس
وضع جاسر يده على رأسه في غضب وقال بصوت مرتفع : وسبتيها ليه؟
مريم : إنت بتزعقلي ليه حضرتك؟
جاسر : عشان أكيد حد خطفها..... وإنتي السبب
فتحت مريم عينيها في صدمة وقالت : إتخطفت إيه.... وإيه أنا السبب ديه؟!!!
جاسر في غضب : أيوة إنتي السبب..... لو مكنتيش كدبتي على جدي كان زمان وعد في بيتها دلوقتي..... أديها إتخطفت أقول إيه لزين يا ربي بس؟!
مريم : أنا مالي..... وعد اللي رفضت إني أقوله.... وبعدين هو أنا ولية أمرها ولا لما أقولها كلميهم هتسمع كلامي..... ولا أنتو تعملو العملة وتجيبوها في راس الغلابة اللي زينا
زاد غضب جاسر وقال : إنتي بتقولي إيه؟!!! حد قالك إنك عشان غلبانة هشيلك أي مصيبة وخلاص ؟ إيه التفكير المتخلف ده؟!!! صحيح والله الشكل مش كل حاجة
مريم في غضب : وماله شكلي بقى حضرتك؟مش عجباك
جاسر : والله كنتي عجباني لحد ما إتكلمتي......نصيحة بعد كدة متتكلميش تاني..... وأوعي من وشي عايز أروح ألحقها عشان أصلح المصيبة ديه
دفعها جاسر بيده قليلاََ وذهب من المنزل وصعد بسيارته وإذا بمريم تفتح الباب الأخر وتصعد بجواره بعد ما أخذت هاتفها وخرجت مسرعة لتلحق به..... نظر لها جاسر في تعجب وقال : إنتي بتعملي إيه؟!
مريم : هاجي معاك أدور عليها..... مش هسيبها
جاسر في غضب : إنزلي أنا مش فاضيلك
مريم : مش هنزل..... وبعدين هو إنت تعرف حاجة هنا في شرم..... أنا هساعدك ومش هرجع غير لما أطمن عليها بنفسي
زفر جاسر في غضب وقاد السيارة وأتصل بزين الذي يقود سيارته في سرعة عالية حتى يصل إلي هناك ليبحث عنها وأخبره زين بأن يذهب إلى قسم الشرطة ليبلغ عن الواقعة ويطلب مساعدة الضابط بوضع حراسة على مخارج المدينة.... أنهى جاسر المكالمة وقال لمريم : عايز أروح قسم الشرطة..... أمشي إزاي؟
وصفت له مريم الطريق حتى وصل إلى هناك ودخلت معه وأدلت بشهادتها وقاما بتحرير محضر الخطف وطلب الضابط صورة ليوزعها على مخارج المدينة.... بعثت مريم صورة لهما معاََ وأرسلها الضابط إلى شرطة المرور وتم توزيع الصورة سريعاََ على مخارج المدينة...... وقف مجدي ليشتري بعض الأطعمة له وأغلق السيارة على وعد الفاقدة للوعي بداخلها ثم إتصل بعلي وأبلغه أن وعد معه وسأله عن المكان الذي سيذهب إليه..... أمره علي بإحضارها إلى القاهرة في أحد المنازل التابعة له وعاد مجدي إلى السيارة وتناول الطعام واشتري بعض الأغراض له ولها بالطريق حتى لا يتوقف بالمنتصف.... أما علي فقام بالإتصال بزين وعندما رأى زين رقمه أجاب على الفور في غضب : عايز إيه؟
إبتسم علي في هدوء وقال : مالك متعصب كدة ليه؟.....ده أنا حتى متصل عشان أقولك على خبر حلو
تمالك زين أعصابه وقال في هدوء : خبر حلو منك إنت؟
علي : اه وهتطير من الفرحة لما تعرفه...... مش أنا..... لقيت وعد مراتك اللي إنتي قالب عليها الدنيا
قبض زين مقود السيارة بكلتا يديه ليحاول أن يسيطر على غضبه وقال : وإنت مالك بيها؟
علي : والله هي متخصنيش في حاجة..... بس أختي اللي إنت مخبيها ديه وبقالي يومين مش عارف أوصلها ترجعها لحد بيتي وإلا مش هتشوف مراتك تاني
أنهى علي المكالمة وظل زين يضرب بيده المقود وهو يصيح في غضب شديد ويقود السيارة في سرعة شديدة كأنه يسابق الزمن ولا يرى أي شئ أمامه في هذا الليل الكالح سوى صورة وعد وهي حزينة ومصدومة عندما رأته في حفل الزفاف...... أما جاسر ومريم فذهبا مع الضابط المسئول إلى مخرج شرم الشيخ الرئيسي وعندما اقتربو من البوابة وجدو زحام شديد بسبب تفقد الشرطة لجميع السيارات ومن بينهم سيارة مجدي الذي شعر بالقلق ووجد سيارة الشرطة تتقدم من البوابة..... نظر خلفه إلى وعد النائمة والخوف يتزايد بداخله..... بعد قليل إستيقظت وعد ونظرت حولها في زعر وحاولت أن تتحدث ولكن الشريط اللاصق الذي على فمها منعها.... لاحظ مجدي صوتها هنظر لها وأشار بالسلاح من الأسفل وقال : مش عايز أسمع حسك...... حياتك قصاد حياة زين..... لو فتحتي بقك وإحنا في الكمين زين هيتقتل..... أنا هفكك وإنتي تشيلي البلاستر ده ولو حد سألك تقولي إني تاكسي وبوصلك فاهمة
أماءت له بنعم وهي تشعر بالخوف الشديد أثر تهديده لها بقتل زين..... قامت بالإستدارة وأستخدم مجدي سكين ليقطع الحبال التي تقيد وعد وقال : إخفي الحبل ده..... وشيلي البلاستر ومش عايز عياط خليكي هادية..... شوية وهنخرج..... معرفش أنا إيه الزحمة ديه كلها
شعر مجدي بالقلق فاتصل بعلي ليخبره عما يحدث فقد شعر أن هناك خطباََ ما وأراد أن يتأكد إذا كان ما يحدث له علاقة به أم لا وأخبره علي أن زين يعلم أن وعد معه الآن ولن يتوقع أنها مازالت بشرم الشيخ..... إطمئن مجدي وظل بإنتظار دوره في المرور...... أما جاسر فكان يجلس مع مريم بسيارة الشرطة على جانب الطريق ينتظر ظهور أي إشارة كي يتحرك وينظر بين الحين والأخر إلى مريم التي تجلس بجواره ويبدو عليها القلق الشديد فقال : إنتي مالك مهتمة أوي كدة ليه؟.... ده إنتي حتى لسة عارفاها من كام يوم
مريم في تهكم : والله في ناس تشوفهم تحس إنك تعرفهم من زمان وناس تشوفهم تبقى مش طايق تسمع صوتهم حتى
شعر جاسر بالغضب من حديثها وظن أنها تلمح بهذا الحديث عليه فقال : تصدقي إنك فعلاََ قليلة الذوق..... وأنا غلطان إني بتكلم معاكي
فتحت مريم عينيها في صدمة وقالت : أنا قليلة الذوق؟!!! صح صح..... مش إنت أبداََ.... أنا فعلاََ
جاسر في غضب : أنا قليل الذوق في إيه بقى؟!!
مريم : من ساعة ما وعد إختفت وإنت بتعاملني بطريقة زي الزفت زي ما يكون أنا اللي خطفتها..... تصدق لو زين زيك كدة يبقى ليها حق وعد تطفش منه بصراحة..... هي وعد كان عندها حق كلكم مغرورين أوي ومش شايفين حد غير نفسكم
ضرب جاسر كفه بالأخر وقال: كلنا مين؟!!! إنتي بتقولي أي كلام وخلاص؟!!
مريم : مش أنا اللي بقول.... وعد اللي قالت علي عيلة نصار كدة
جاسر في غضب : عشان تعرفي إنك بتألفي بس..... وعد هتقول كده على عيلة نصار اللي هي منهم؟!!!....بقولك إيه.... يستحسن تفضلي ساكتة لحد ما نلاقي وعد وبعدين أرجعك بيتكم ومش عايز أشوف وشك تاني
مريم في غضب : يعني أنا اللي هموت ومنتظرة رؤية طالتك البهية
جاسر : يا بنتي إنتي إيه؟!!! مش بتسكتي أبداََ؟
مريم : لا والله لما بقابل حد بايخ كدة بيستفزني ومبعرفش أسكت
كاد أن يجيب جاسر ولكن إنتبه إلى الأصوات المرتفعة فقد رأي ضابط المرور وعد تجلس بالسيارة وأمر مجدي بفتح باب السيارة والخروج منها...... لم ينفذ مجدي الأمر وقاد السيارة مسرعاََ وقام بدهس العسكري في طريقه..... رأي الضابط الأخر ما يحدث فصعد إلى السيارة التي بها جاسر ومريم ولحق بسيارة مجدي الذي يقود السيارة في ذعر وسط بكاء وصياح وعد التي تطلب منه تركها لتذهب وهو يصيح بها كي تصمت عندما لاحظ ملاحقة الشرطة له..... لاحظت وعد صوت سيارة الشرطة خلفها فالتفتت وظلت تضرب زجاج السيارة طلباََ في مساعدتها وسط صياح مجدي بها وهو يلتفت للخلف وفقد تركيزه بقيادة السيارة فانحرف عن الطريق واصطدم بسيارة أخرى في الطريق العكسي..... خرج مجدي مسرعاََ وأخذ وعد من الخلف ووضع السلاح على رأسها وقد أوقف الضابط السيارة وخرج وهو يشهر سلاحه بوجه مجدي الذي يقبض على رقبة وعد بذراعه تحت أصوات بكائها..... نزل جاسر مسرعاََ خلف الضابط وكادت مريم أن تنزل خلفه ولكنه أغلق الباب وقال لها في غضب : متنزليش لتتأذي
ظلت مريم بالسيارة تشاهد ما يحدث في ذعر وتجمعت السيارات إثر الحادث الذي حدث على الطريق العكسي.... أما الضابط فقال في غضب وهو يشهر سلاحه : نزل سلاحك..... مش هتعرف تهرب وسط الصحرا ديه..... سيبها وسلم نفسك بدل ما تأذيها وتروح في داهية
مجدي : هسيبها بس تديني عربية أمشي بيها...... هاخد عربية من العربيات ديه.... خلي حد ينزل من عربيته وأنا هسيبها وأمشي
الضابط : حتى لو مشيت هنجيبك..... إسمع الكلام وسيبها
لم يستمع مجدي إلى حديث الضابط وظل يقترب من أخر سيارة بالصف وهو يسحب وعد معه والضابط يلحق بهما وجاسر خلفه حتى وصل و طلب من قائد السيارة أن ينزل ويتركها له ..... رفض القائد ترك السيارة له فشعر مجدي بالغضب فحرك السلاح من على رأس وعد ليشهره بوجه السائق وما أن فعل ذلك حتى ضرب الضابط قدم مجدي بالرصاص فسقط أرضاََ متأوهاََ في ألم وركضت وعد سريعاََ ولحق بها جاسر بسرعة ونظر مجدي لها وهي تهرب فرفع السلاح الذي بيده وصوب به نحوها فأمسك بها جاسر سريعاََ وقام بوضع جسده أمامها وأخترقت الرصاصة ظهر جاسر وهو ينظر إلى وعد في ذعر وألم وصوب الضابط مرة أخرى على يد مجدي حتى سقط السلاح من يده وصاحت وعد في صدمة : جااااااسر