![]() |
رواية المطاريد الفصل السادس عشر والاخير بقلم رباب حسين
دائماََ ما يكون هناك ثمناً للإنتقام......وتشعر بالندم ولا تستطيع أن تدفع هذا الشعور عن قلبك ويحتل ذلك الفارغ الذي تركه الإنتقام داخل قلبك وكلما زاد إنتقامك زاد ندمك وهو ما أشعر به الآن..... من كان يظن أن الغضب الذي كان يملء صدري وجعل أقرب إصدقائي عدوي سيختفي في لمح البصر وأخفض رأسي أمامه خجلاً مما فعلت وما زاد خجلي هو نظراته لي ويكأن ما حدث بيننا من عداوة لم تكن قط فمازال يراني صديقه وأخيه ويحاول حمايتي ويعرض عليّ المكوث في منزل والدي الذي أصبح منزله...... كم كنت غبياََ حين جعلتك عدوي وكم خسرت في فراقك عني
ظل يحيى يحاول إقناع عمار بمساعدته للذهاب إلى الجبل والقبض على رماح وبالأخير وافق وخرجو جميعاً من غرفة المكتب وتوجهت رهف سريعاً إلى خالد الملقى على الأريكة وتجلس بجواره أمل والدموع تملء عينيها وقالت لها رهف : متخافيش هو مغمى عليه بس وهيبقى كويس.... روحي بس هاتي الأسعافات من الأوضة برا
يزن : أنا هروح خليكي هنا
ذهب يزن سريعاً ونظرت أمينة إلى عمار وقالت له في حزن : كدة يا ود مهران...... كدة تغيب وتهجر عش عيلتك وتجف جصادنا بالشكل ديه؟
نظر عمار أرضاً في خجل وقال : أنا مكنتش أعرف الحقيقة..... سامحيني يا خالة
أمينة في غضب : وإيه اللي يخليك تجتل جدك من غير ما تكون متأكد لول عاد؟
يحيى : عمار مقتلش جدي يا أما..... رماح اللي قتله ولبسه القضية
صدمت أمنية وقالت : معجول؟! يعني جتل إبن أخوه وأخوه مات وراه بحصرته عليه وكمان جتل التهامي الكبير؟!...... إيه الجبروت ديه؟كل ديه عشان الفلوس..... تطلع أد إيه فلوس دهشان عشان يعمل كل ديه بسببها عاد؟!
عمار : كتير يا خالة..... كتير أوي فوق ما تتخيلي
يحيى : خلاص بقى الموضوع ده إتقفل ومفيش حد يتكلم فيه تاني..... عمار هيساعدني ويدلني على مكان رماح في الجبل وساعتها القضية هتتقفل ومفتكرش إن فيه دليل على عمار في أي حاجة تانية ده غير إنه لو ساعدنا في القضية وقفلناها هيبقى شاهد ملك ومش هيتجازى وأبوي هيرجعله بيته ويقعد فيه
دخل يزن وذهب إلى رهف وأعطاها الأدوية اللازمة تحت نظرات عمر الذي يشعر بالفزع ولا يقوى على ترك رهف في هذا العبث أكثر من ذلك والغضب من وجود عمار يزداد داخل قلبه فانتظر حتى إنتهت رهف من علاج خالد وبدأ إستعادة وعيه ونظر حوله وجدهم جميعاََ ينظرون إليه في حزن واقترب يحيى منه وقال : شكراً يا خالد على إنك ساعدت رهف وألف سلامة عليك
وضع خالد يده خلف رأسه في ألم وقال : يا عم شكراً على إيه بس؟!....أنا بس اللي مضايقني إني كنت جي أخطب مش أضرب
ضحك يحيى وقال : ويا عم عشان حركة الجدعنة ديه أنا موافق
نظر له خالد وهو لا يصدق ما سمعه منه وقال : إنت بتتكلم بجد ولا بتقول كدة هزار يعني
عزام : هي الحاجات ديه فيها هزار عاد يا ولدي؟!
خالد : أعذرني يا عمي أصلي مش مصدق..... ده أنا بقالي سنين بحاول أفاتحكم في الموضوع ومكسوف وخايف لترفضوني وتفتكرو إني طمعان فيكم بس جيت من فترة وقولت لا خلاص لازم أتكلم ولو رفضتو كنت هسيب البلد كلها..... ده أنا حتى حضرت شنطتي قبل ما أجي
يحيى : تصدق أن دماغك تعبانة..... يا إبني إنت طول عمرك واحد مننا ومن زمان وإنت شايل الأرض على كتفك لوحدك لحد ما يزن بقى يساعدك.... كل السنين ديه يا خالد ومش قادر تعرفنا كويس؟!
عزام : الله العالم يا ولدي إنت عندي كيف يحيى ويزن..... ده أنت إبن الغالي صاحب عمري وعشان إكديه عتجعد وسطينا إهنيه بعد الجواز
خالد : لا يا عمي أنا هقعد في شقتي..... هي صغيرة اه بس بتاعتي وملكي
عزام : بلاش حديت ماسخ...... كلنا عنعيش إهنيه تحت سجف واحد
لم يتحمل عمر ما يستمع إليه أكثر وقال : رهف.... تعالي عايزك
أمسك يحيى يد رهف ونظر إلى عمر وقال : أنا عارف يا عمي إنك متضايق من اللي حصل بس أنا كنت حاطط عساكر برا اللي دخلو بالسلاح أول ما سمعو صوت رهف عشان كنت عارف إن عمار هيجي هنا
عمر في غضب : وطالما إنت عارف إن هو هيجي هنا إزاى تعرض حياة بنتي للخطر.... لو إنت مش خايف عليها ومش عايزها أنا عايزها
رهف : يحيى ملوش ذنب يا بابا..... هو طلب مني إني أرجع معاك وأنا اللي رفضت وأنا اللي قولتله ميحطش أمن على البيت عشان عمار يعرف يدخل ونقوله الحقيقة عشان ننهي العداوة ديه كلها
نظر عمر إلى يحيى في غضب وقال : وإنت وافقت؟!
يحيى : يا عمي أنا مكنتش عيني بتتشال من عليها وهي جوا البيت يعني حتى لو عمار كان جيه كنت عارف إني مش هسيبه يخرج بيها من هنا
رهف : بابا بقولك أنا اللي أصريت إني أساعده
عمر في غضب : تساعديه ليه أصلاً؟ مش كفاية اللي عمله فيكي زمان...... مش ده اللي عملك الفيديو وبوظ سمعتك وحط راسنا أنا وأخوكي في الطين وجده هو اللي خطفك وحاول يغتصبك
صعق عمار مما سمع وعلم ما حاول فعله رماح رغم علمه بأن رهف هي الوحيدة التي أحبها فاقترب منه ووقف أمامه في هدوء وقال : أنا اللي غلطان في كل ده....لو عايز تغضب وتزعل وتضرب أو تقتل كمان فأنا قدامك أهوه..... هما ملهومش ذنب في حاجة.... والغلط اللي عملته في حقها زمان أنا قادر أكفر عنه..... وأول حاجة هساعد يحيى في القضية عشان يرتاح من شر المطاريد وعمي عزام يرتاح إنه خد بطار أبوه وبعدين هجيبلك وتاخد بطاري منك بالطريقة اللي تناسبك بس لو سمحت بلاش تعمل مشكلة بينهم بسببي أكتر من كدة..... بنتك هتبقى في أمان أول ما نخلص من رماح وأنا هبقى تحت إيدك وراضي بأي حاجة تعملها حتى لو حبيت تقتلني أنا هكتب ورقة قبلها إني موت نفسي عشان على الأقل ضميري يرتاح من اللي عملته فيها
إلتفت إليهم جميعاً والدموع تملء عينيه وقال : أنا أسف ليكم كلكم.... أسف يا خالد إني عملت فيك كدة وإنت جي تخطب البنت اللي بتحبها..... أنا عارف إنك بتحبها من زمان ومبسوط إنك هتتجوزها خلاص..... أسف يا مرات عمي عشان بعدت عنكم وصدقت اللى إتقال من غير تحقيق.....أسف يا عمي عشان بدل ما أجيب طار أخوك زي ما جدي طلب مني حطيت إيدي في إيد اللي قتله واتفقت معاه عليكم...... أسف يا يحيى عشان كسرت قلبك وفرقت بينك وبين حبيبتك ووقفت قصادك وبقيت عدوي وإنت مع ذلك كنت بتحميني
ثم نظر إلى رهف واقترب منها قليلاََ وقال : أنا أسف يا رهف..... إنتي أكتر واحدة أنا ظلمتها في حياتي..... مع إن اللي جوايا ليكي كان أكبر بكتير مما تتخيلي..... بس أنا أهم حاجة عندي إنك تعيشي مبسوطة وحاولي تسامحيني على اللي عملته
نظرو له جميعاً في حزن وقال يزن : خلاص يا عمار..... خلينا نشوف حل في القضية الأول وبعدين أي مشاكل حصلت بينا الزمن هيداويها
عمار : أنا جاهز يا يحيى...هات العساكر ويلا بينا دلوقتي قبل ما يحسو إني نزلت ويشكو في حاجة
أماء له يحيى وذهب إلى غرفته واتصل بالقسم وطلب من العساكر أن تستعد للصعود إلى الجبل وبدأ يبدل ثيابه فدخلت رهف الغرفة ونظرت إليه وشعرت بغضبه فقالت : زعلان ليه يا يحيى؟!
يحيى في غضب : عشان مسمعتيش كلامي..... قولتلك تمشي من هنا وأنا هتصرف.... خليتي شكلي وحش قدام أبوكي وكمان مش عارف أعمل إيه مع عمار الندم باين عليه ومع ذلك مش قادر أسامحه عشان اللي عمله فيكي..... لو كان أي غلط تاني كنت نسيته لكن دلوقتي مش هقدر ولازم يفضل عدوي مهما عمل
رهف في حزن : يعني أنا السبب اللي مخليك مش عارف تسامحه؟!.... خلاص أعتبرني مش موجودة وأنا همشي من هنا وساعتها مش هيبقى فيه داعي إنك تبقى في عداوة معاه
يحيى : إنتي بتقولي إيه؟!
رهف : ما أنا مش فاهمة بصراحة إنت بتقول إيه ؟! طلعت أنا المشكلة دلوقتي يا يحيى؟!
اقترب يحيى منها وأمسك ذراعيها وقال في هدوء : معلش حبيبتي..... حقك عليا..... أنا..... أنا بس مستحملتش إنه واقف قدامي وبيقولك كلام معناه إنه بيحبك وأنا واقف كدة ساكت فا اتعصبت وطلعت عصبيتي عليكي
رهف : خلاص يا يحيى.... خلص وأنزل وخلي بالك من نفسك عشان خاطري..... أوعى يجرالك حاجة يا يحيى..... أنا مقدرش أعيش من غيرك
ضمها يحيى إليه وأغمض عينيه يستنشق عبيرها وقال : متقلقيش عليا يا حبيبتي..... هرجعلك على طول
ابتعد عنها قليلاََ وقبل رأسها وقال : هنزل بسرعة عشان لسه هنروح القسم
أرتدي ثيابه وذهب إلى القسم برفقة عمار واستعد العساكر وذهبو معاً.... صعدو إلى الجبل في هدوء وعندما اقتربو من المكان الذي يختبئ به رماح وطاهر أوقف عمار يحيى وقال بصوت خافت : أنا هدخل الأول عشان ألهيم وهحاول أبعد السلاح عنهم عشان تعرف تقبض عليهم من غير ما يدافعو عن نفسهم
أماء له يحيى وأشار إلى العساكر بالتوقف ثم ذهب عمار إلى الكهف ودخل عليهما وجد رماح يجلس والسلاح بجواره وطاهر يقف عند النار يتدفئ بها وعندما رآه رماح قال : كنت فين عاد؟!
اقترب عمار منه وجلس بجواره وحاول أن يتحدث بهدوء وقال : كنت بتمشي شوية..... إتخنقت من الحبسة ديه
رماح : أنا بفكر نسيب الجبل وناخد الفلوس والدهبات دي ونروح أي بلد تاني..... البلد ديه خلاص مبجاش لينا جعاد فيها
كان عمار يستمع إليه وهو ينظر إلى السلاح بجواره ثم مد يده وأمسكه وأخذ يفحصه ثم وضعه بالجهة الأخرى
رماح : جولت إيه يا عمار؟
عمار : في إيه؟
رماح : واه..... إنت مالك عاد فيك إيه؟
عمار في إرتباك : لا... ولا حاجة
كان طاهر ينظر إلى عمار ويشعر بأن هناك خطب ما به ولاحظ ما فعله بالسلاح وبدأ عمار ينظر إلى باب الكهف فشعر طاهر بالقلق فاقترب من سلاحه دون أن يلاحظ عمار وأخذه بيده وحاول أن يبتعد عن الباب قليلاً وفجأة وجد يحيى يتقدم من الباب ومعه العساكر فرفع السلاح في وجهه وقال في غضب : لو جربت أكتر من إكديه عخلص عليك
رفع يحيى السلاح في وجهه والعساكر يقفون حوله ويشهرون سلاحهم في وجوههما.... وقف رماح في ذعر وحاول أن يأخذ السلاح الذي بجوار عمار ولكن منعه عمار من أخذه فنظر له رماح في غضب وقال : واه..... إنت إتفجت معاه عليا ولا إيه؟
عمار في غضب : اه..... إتفقت معاه بعد ما عرفت الحقيقة..... إنت اللي قتلت أبويا وأمي عشان طمعك في ورث أخوك وكمان قتلت جدي التهامي ولبستني التهمة ده حتى البت اللي إنت عارف إنها مهمة عندي ومش هسمح لحد يأذيها مسبتهاش في حالها عايز تعمل كل ده واسيبك عايش براحتك.... ده أنا لولا يحيى كان زماني قتلك بإيدي ديه
أمسك رماح عمار من ثيابه وقال : بس مجدرتش أجتلك.... عارف ليه عشان حسيت إنك إبني..... ووجفت معاك وساعدتك
دفع عمار يده من عليه وقال في غضب : إنت ساعدتني؟! ساعدتني فيه إيه يا رماح..... يا جدي؟!
رماح : أيوة ساعدتك..... كنت عتعيش كيف عنديهم تحت وإنت من غير حتى بيت يلمك..... زرعت جواك كرههم عشان تسيبهم وتفضل معاي وفي الأخر كل الدهبات دي كانت عتبجى ليك إنت...... مجدرتش أهملك تعيش معاهم تحت في كدب..... إنت حفيد الدهشان وكبير المطاريد من بعدي
عمار في غضب : الله يلعن المطاريد على كبيرهم على فلوسكم الحرام..... عيشتني في كدب وخليتني أكره أقرب الناس ليا...... كفاية كدب بقى إنت عملت كل ده عشان مصلحتك وبس
رماح في غضب : أفهم يا عمار عاد
قاطعه طاهر وقال : مش وجته الحديت ديه يا كبير..... عايزين نخرج من إهنيه
أمسك رماح عمار من رقبته وحاول أخذ السلاح الذي بجواره ولكن أبعده عمار عنه بقدمه فلكمه رماح في وجهه بقوة فسقط أرضاََ وارتطمت رأسه بحجر كبير ثم أخذ رماح السلاح وحمله ووجهه إلى يحيى وقال له في غضب : عجتلك يا يحيى.... حتى لو عيجتلوني بعدها برده عجتلك..... إنت خربت كل حاجة وجولتله على الحجيجة وخلاص مبجتش باجي على حاجة تاني
يحيى : اللي بتعمله ده مش هينفع بحاجة ومش هتعرف تخرج من الكهف لا أنت ولا هو..... إسمع الكلام وسلم نفسك يا رماح..... إنت خلاص خسران كل حاجة زي ما قلت..... إعمل حاجة صح في حياتك بدل ما تموت دلوقتي على الفاضي
رماح : لع..... أنا مبجاش يفرج معايا حاجة واصل..... وإذا جتلتك بيدي هموت وأنا مرتاح
سلط رماح السلاح عليه جيداً ثم قام بالضغط عليه ولكن وقف عمار أمامه في لحظة ونظر إلى رماح واخترقت الرصاصة قلبه فنظر إليه والدموع تنساب على وجهه ثم قام العساكر بإطلاق النار على رماح وطاهر وسقط رماح أرضاََ أمام عمار وهو ينظر إليه في حزن ويقول بصوت متقطع : عم... ما... ر
هبط يحيى إلى عمار ورفع رأسه على قدمه ونظر إليه والدموع تملء عينيه وقال : ليه يا عمار..... وقفت قصادي ليه؟!
نظر له عمار وهو يحاول جاهداً أن يبتسم وقال : طول عمرك...... بتحميني يا يحيى..... حتى وأنا بحاول أقتلك إنت كنت خايف عليا..... أنا غلطت في حقك كتير وكان لازم أدفع نتيجة غلطي..... مقدرش بعد اللي عملته فيك وفي رهف أسيبك تموت وتعيش هي طول عمرها حزينة عليك.... سامحني يا يحيى.... قلبي.... مش بإيدي عشان أتحكم فيه..... أنا حبيتها قبلك وسيبتها عشانك وعارف إنك أحق بيها مني..... خلي بالك منها يا يحيى ومتزعلش مني..... قولها أني دفعت تمن غلطي ودفعت حياتي عشان تعيش معاك وتبقى مبسوطة يمكن هي تسامحني كمان
ضمه يحيى إليه وقال : مش هتموت يا عمار..... خليك معايا متستسلمش
عمار : ديه النهاية..... اللي أستحقها يا يحيى..... أنا حفيد الدهشان كبير المطاريد..... وجودي أصلاً.....مش مرغوب فيه...... سامحوني
ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وتعلقت عينيه بالسماء وفارق الحياة...... ضمه يحيى إليه ونظر حوله ووجد رماح قد فارق الحياة وعينيه معلقة بعمار وطاهر ملقى على الأرض لا يتنفس أيضاً ثم رأي الأموال والذهب في جانب الكهف..... هذا ما كنزتم وقتلتم وسرقتم لأجله فارقتو الحياة وتركتموه.... يلا غباء الإنسان.... خرت قوة يحيى وجلس أرضاً ووقف حوله العساكر ينظرون إليه وهو يبكي دون صوت ويضم عمار إلى صدره ويقول : مسامحك يا عمار..... مسامحك
أخذ العساكر الجثث ونزلو بهم إلى أسفل واتصلو بسيارة لحمل الجثث إلى المشرحة وذهب يحيى إلى القسم وبلغ النيابة العامة بما حدث وأبلغهم أنه سيأتي بالصباح الباكر ليدلي بما حدث ثم ذهب إلى المنزل ودخل من الباب تحت نظراتهم جميعاً فوقفت رهف عندما رأت وجهه الحزين والألم الذي يظهر على وجهه فركضت إليه واحتضنته وقالت في حزن : عمار.... صح؟!.... جراله حاجة...... مات؟!
أماء يحيى برأسه الذي يسنده على كتفها فبكت رهف ووقفو جميعاً خلفها وهم ينظرون إلى يحيى ودموعه تنساب على وجهه وحلت الصدمة والحزن عليهم جميعاً ثم إبتعد عن رهف ونظر إليها وقال في صوت ضعيف من أثر البكاء : طلب مني أقولك تسامحيه وبيقولك إنه دفع تمن غلطته وفداني بروحه عشان عارف إنك مش هتقدرى تعيشي من غيري يمكن تسامحيه وتنسي اللي عمله فيكي
أماءت له رهف وهي تبكي وقالت : مسامحاه..... مسامحاه
ثم عانقت يحيى وحل الحزن عليهم جميعاً وبكو
جلس عزام على الكرسي في صدمة وقال : اااااه يا ولدي
اقترب منه يزن وقال في بكاء : إهدي يا بوي..... هو دلوقتي في مكان أحسن..... حتى لو كان رجع عاش في وسطنا كان دايماً هيحس إنه غريب.... عمار صلح غلطه وإحنا كلنا مسامحينه وأكيد هو دلوقتي مرتاح
بعد ستة أشهر
يقف يحيى ورهف التي تضع يدها على بطنها المنتفخ في حديقة المنزل ينظرون إلى خالد وأمل ويزن وليلة ويتم عقد قارنهم معاً تحت مشاغبات يزن وليلة التي بدأت من أول يوم لهم معاً وجميع الحضور يضحكون عليهم
خالد : يا إبني أسكت بقى.... طلعت عين المأذون..... خلينا نكتب كتابك وندبسها فيك ونخلص
يزن : يا عم متخافش هي متدبسة من غير كتب كتاب
ليلة : عارف يا يزن لو مسكتش هقوم واسيبك ومش موافقة على الجوازة ديه
يزن : يا بنتي بطلي كدب بقى..... وبعدين أنا قلت إيه يعني لكل ده؟
عزام : يا والدي مدة إيه اللي عايز تكتبها في العجد.... إنت إتجننت عاد؟!
يزن : يا أبوي بسأل بسأل..... مش يمكن فيه مدة وأنا معرفش
ضحكت رهف وقالت : أيوة إنت بتسأل على المدة ليه بردة؟!
نظر لها يزن وقال : شايف يا خالد..... بردة العلام حلو.... إهيه الدكتورة سألت السؤال الصح.... هقولك أنا بقى يا دكتورة
ثم نظر إلى ليلة في عشق وقال : أنا بسأل عشان لو فيه مدة بتتكتب يكتبها مدى الحياة عشان حتى لو زهقت مني وأنا عارف إنها هتزهق متعرفش تبعد ولا تهرب مني
نظرت له ليلة وهي تبتسم في خجل ثم ضربه خالد على كتفه وقال في مزاح : مش هتهرب...... مش هتهرب يا عم النحنوح..... خلص يا عم الشيخ..... أنا مستني بقالي ٢٠ سنه آكتر من كدة هصور قتيل
يحيى : جوزهم يا عم الشيخ قبل ما أقتلهم أنا بنفسي
ضحكو جميعاً ووضع يحيى يده على بطن رهف وقال : عقبال ما نجوز عمار إحنا كمان
رهف : يارب يطلع حظه أحسن من حظنا كلنا
يحيى : يارب يلاقي واحدة زيك تنور حياته زي ما نورتي حياتي ورجعتيلي معناها من تاني
تمت بحمد الله