رواية كبرياء الحب الفصل السادس عشر 16 بقلم هناء محمود

 

رواية كبرياء الحب الفصل السادس عشر بقلم هناء محمود



قريت الرسالة أكتر مِن مَره بصوت عالي عشان أسمع ، هو هيمشي و يسبني؟!...

يأس بالسُرعة دي؟...مِش كان واعدني أنه هيكمل عشاني للأخر؟ ...مستحملش كركبتي؟..

حاوطت راسي بأيدي و أنحنيت لقدام و الأفكار بتداهم راسي. ي الرصاص ، الكُرهه كان عنوان مشاعري لَكن ليا أنا مِش ليه أنا كُنت خلاص بدأت ألين و عايزه أديلة فُرصة أتخيلت حياتنا سوا لو هو فَضل يِحِبني!.....

مقدرش يستحمل و مِشي هو ده الي هيحارب عَشاني و مستانيني؟!....

وقفت بغضب و انا بتوجهه لأوضتي مِش هَسكت تاني و أسيبه يمشي و أنا أفضل مَحبوسة في أفكاري ! مِش هسيب عُمري يضيع و أنا بسأل نَفسي ليه؟...ليه مِشي مِن غير أنذار قَبلها؟...ليه مستحملنيش و حاول عَشاني ؟...هو أنا مستحقش؟...

لابست هدومي بِسروعة أخدت أي حاجة قُصادي بعشوائيه و نَزلت ، مستنتش السواق يجيب العربية مِشيت و انا بحاول أكبح دموعي كِفاية ضَعف لحد كِده.....

كُنت راكبة التاكسي و قلبي بينافض مِن مكانه خايفة يكون الوقت فات ! .....

هو مختارنيش مره بس أنا أخترته ألف مَره....

حاسبت التاكسي و نَزلت بِسُرعة مِش عارفة أمشي مِنين ولا أدخل فين !.....

كُنت ماشيه زي التايهه بَبص حوليا أشوفة فين أيدي بتترعش خوف و مَشاعري مُضطربة بَدعي أنه ميخدلنيش تاني.....

جريت بِسُرعة لَما شوفة مِن ضَهره...
_آدم.....

مسكته مِن دواعه بَس لَما لَف مَكنش هو!....
سَبت دراعه ببهوت و حتي معنذرتش مِشيت مِن سُكات ......

قَعدت علي الكُرسي الحَديد بيأس أني أشوفة ، هو كِده مِشي خَلاص!....

زفرت أنفاسي علي أمل أني أكبح دموعي ....
الرؤية بقت مشوشه أثر دموعي الحَبيسه 

لَحد ما شوفت طيفة جي عَليا مِن بِعيد و معاه شَنطة سَفر كان هيمشي بِجد!....

مسحت دموعي بِسُرعة و وقَربت مُنه بخطوات مُهرولة ، الصدمة و التَعجب كانه عنوان نظراتة لحد ما قال...
_هَنا؟!...أنتِ بتعملي أيه هِنا؟!...

وقفت قُصادة و عيوني بتجوب في مِحياه أسترجعت شتات نَفسي عشان صوتي يكون ثابت و قولت بنبره كُلها عِتاب...
_طَب ليه تديني أمل و ترجع تاني تسحبه مِن غير رَحمه؟!...

قَطب ما بين حاجبيه مُتعجبًا كَلامي فَكملت ...
_طلاما مِش هتقدر تستحمل قولت ليه أنك مُستعد تِعمل كُل حاجة عَشان أثق فيك مِن تاني؟!.... و لو سَمِحتك مِن الأول كُنت هتسبني في نِص الطريق و تمشي !....

رَطب شفايفي بَعدم فِهم و سأل...
_أنا مِش فاهم قَص....

قاطعتةً بغضب و أنا بدفعه في صَدره...
_أنا بَكرهك ، و بكره نَفسي أكتر لأني حَبيتك و لِسه بَحَبك بَكام كِلمة مِنك كُنت مُستعده أسامحك رَغم أن الخوف كان هيفضل مراودني مِنك لكني كُنت مُستعدة أفضل عايشة خايفة عَشانك!...

جِسمة إرتد لورا بِسَبب دَفعي ايه و بدأ يِفهم سَير حَديثي ، مَفاتتش عَني نظرة الآلم في عِنيه مِن كَلامي ...

كُنت هدفعه تاني في بغضب لكِنه قاطعني لما حاوط ايدي بكفوفة و هو بيسيب الشَنطة مِن أيده ....
_أنتِ فاهمة غَلط أنا مِش هَمشي و أروح في حِته....

مُكنتش مُتقبلة أني أسمع أي حاجة مِنه أعذار بالنِسبة ليا كُلاها كاذبة...
_أنا مِش عايزه أشوفك تاني ، خَليك بِعيد عَني 

أبتسمت بِسُخرية علي حالي و قولت...
_و لا مِن غير ما اقولك ، أنتَ كِده كِده واخد قرارك..

نظراتي اتحولت للحقد و قولت و أنا بحاول أسحب أيدي مِنه...
_أنا بكرهك يا آدم....

فَلت أيدي و حاوط وشي بِكفوفة بِسُرعة يوقف حركتي و قال بِحِده...
_بَس أسكتي مَتقوليش كِده....

حاولت أقاومة لَكِنه شدد كُفوفة و كَمل ...
_انا مِش رايح في حِته و سايبك و ولا هَفكر في ده طول عُمري ، إستحالة أضيعك مِن أيدي تاني ....

كملت مقاومة و انا بحاول ابعد ايده و اتكلمت بِسُخرية...
_و الله أمال جي المطار ليه تشم هوا؟!...

نفي ليا بغيظ مِن أسلوبي و قال...
_عَشان أوصل أحمد ، هو الي مِسافر و كلمني أجبلة شنطة التانية عَشان نَساها 

نَبست بِتعجب ...
_أحمد ؟!....أزاي هو الي مِكلمني؟...

_كلمك قالك ايه؟!...

عيوني كانت تايهه و انا بحاول أفهم الي بيحصل...
_قالي آدم مِسافر و لو بتحبية أمنعيه و بعتلي انتَ في أنهي مَطار ....

هَمهم ليا و هو بيتحسس و جِنتي ....
_و أنتِ كِده جايهه تمنعيني؟....

رفعت ايدي امسح دموعي الي انسابت لكنه سبقني و مَسحها بِسُرعة ، فقولت...
_مكُنتش همنعك ده قرارك....

بَص في عيوني لثواني طويلة و قال بهدوء...
_كَلامك وجعني أوي يا هَنا ، أنا عُمري ما هَسيبك و لا هفكر في ده و هفضل بحاول أنول رِضاكي....

قَرب مِني خطوة و هو بيتحسس وجنتي ...
_أنتِ بِجد بتكرهيني يا هَنا؟!....

و كأنه خاف مِن ردي معطنيش فُرصة و كفوفه سابت و جنتي و باغتني بِعِناق!...

حاوطني بِدراعاتة و هو بيشني ليه أكتر كانت ايديه بتتغط عليا بطريقة مؤلمة لَكن مُحببه لِقَلبي!...

لاحظت اضطرابة بعد ما طول صَمتي ، كِفاية تَعب قَلب ليا و ليه لَحد كِده أحنا الأتنين شوفنا كُتير بَس الفرق أني عَنيت مِنه هو !....

زَفر أنفاسي بِهدوء مِن غير ما أبادلة العِناق ...
_أنا عِمري ما كَرهتك يا آدم...

تَيبس أوصالة أرتخي و كأن جُملتي كانت زي التِرياق لإضطرابة ، طَبع بوسة علي فروت راسي و قال...
_أنا بَحَبك يا هَنا....

تاني مره يقولها لكنه فاجئني إضطراب قَلبي زاد أثر قُربة و كَلماتة الحانية لمسه كفه علي شعري و ايديه المحوطاني كُنت مِحتجاها ....

بعد عَني بَعد ثواني و قال...
_إحنا مِحتاجين نِتكلم سوا...

أومئت ليه بهدوء كعلامة للموافقة ، مَسك كَفي عَشان نِمشي سوا لكني وقفة و انا بشاور علي الشنطة ....
_الشَنطة؟....

بصلها بِضيق و كمل مَشي و هو محاوط كَفي...
_سبيها ده عِقاب ليه...

_بَس...

قاطعني و هو بيشد علي ايدي برفق...
_حسابة معايا بَعدين المُتخل..ف ده....

٠
صوت طلاطم الأمواج هو المَسموع في سكُون المَكان ...

قاعدين علي الرملة قُصاد البَحر ، الرياح قوية ، نَسيم الرياح يروي الروح ....

الهوا بيداعب خِصلاتي و حُمرت البرد سكنت و جنتاي ....

حاسه بِبَرد فحاوطت بَدني بِدراعاتي 

_عايزين نقول كُل حاجة عَشان نِبدأ مِن البِداية....

التفت ليا و قال...
_موافقة نبدأ مِن جديد؟....

عيونا إتلاقت ، نَظراته كانت بتترجاني أني أوافق او حَتي أهز راسي....

رَطبت شفايفي و هزيت راسي بالموافقة ، لاحظ رجفتي مِن البَرد و مِن غير تَفكير قَلع الچاكت بِتاعة و حطه علي كِتافي نَفيت و انا ببعد عنه...
_لاء الجو ساقعه عَليك...

حطه عليا مِن غير كلام فقولت بتسأل...
_طَب و أنتَ هتسقع...

_حُضنك .....

قَطبت حواجبي بعدم فِهم فقال ...
_انا دفيتك بالچاكت بِتاعي و أنتِ دفيني بحُضنك...

و في لَحظه كان محاوطني بِدراعاته ...
مبقتش قادره اتحمل تصرفاته تِقيلة علي قَلبي الضَعيف !....

حاولت ابعد لعلا خجلي يِقل لكنه شد علي العُناق ...
_خلينا نتعاتب كِده و أحنا في حُضن بَعض عَشان محدش يهون علي التاني و يقسي عَلية...

جسمي كانت متصلب لِسه مِش واخده علي قُربة كان غريب بالنِسبه ليا ، أنفاسه كانت بتضرب عُنقي و أتحول أحمرار وجنتي مِن البَرد لتورد مِن الخَجل ....

بدأ هو في الكَلام و قال ....
_علي فِكره أنا كَمان خايف ، خايف أصحي الاقيقي مِشيتي تاني بَس أنا عَكسك قرتت أواجهه و أحاول أخليكي تِحبيني ، حَتي لو هتسبيني بَس هنكون جربنا نكونو مَع بَعض...

سَند بدقنه علي كِتفه و أسترسل كلامة...
_بيقول ان الراجل هو الي المفروض يكون مصدر الامان ، بَس أنا بَحس معاكِ العكس أنتِ مَصدر أمان بالنِسبالي شوفتك بَس راحه بالنِسبالي أتأخرت في أني أفهم ده بس التلت شهور الي فاته لما اتعودت أشوفك و أنا عارف مشاعري و هي أني بَحبك فَهمت ده شوفتك بَس قُصادي راحه بالنسبالي....

أنفاسي أضطربت و كأني نِسيت أزاي بَتنفسي!...
حركت ايديه علي مِعدتي و انفاسه الي بتلفح بَشرتي و الأهم مِن ده كَلامة كُل دول عاملهم كان ثَقيل علي فؤادي المُضطرب...

_أنا مُستعد أفضل قاعد كِده طول عُمري طول ما أنتِ في حُضني...

طبع بوسه علي فروة راسي و أسترسل كلامة....
_مُمكن تِفهمنين علاقتك بِفارس ، لأني تقبلت كُل حاج إلا قُربة مِنك طوال بُعدك...

تفاجئت مِن سؤاله لكني استشعرت ضيقه ، اتنهدت بهدوء و قولت...
_فارس ساعدني لما شاف موهبتي و بقا لينا حلم سوا اننا نفتح شركة و كل واحد ليه أسبابة ساعدني كتير لان كانت نفسيتي وحشه و من غيره كان زماني لسه واقفه مكاني ، فتحنا شركتنا سوا و انا ساعدته زي ما عَمل ...

لاحظت أضطرابات أنفاسة بضيق مِن كلامي فَكملت...
_كان متجوز مكنش بيحبها اهله جبروه لكنه حاول و جاب زين بَس هي متقبلتش ده ، و أول ما رجع الشخص الي كانت بتحبه سابة مبقاش عنده ثقه في حد عشان كده كان عدواني معاك هو معتبرني أخته ، اهله ضغطه عليه تاني يتجوز فوقتها عرض عليا امثل اني خطيبة قُصادهم رحت معاه 

قال بغضب ...
_طب و هو صغير مِش عارف يقف في وشهم؟...

عبث بِمِحياي بسبب هجومك عليه ....
_انتَ متعرفش شخصية فارس بيحب اهله اوي مش قادر يقسي عليهم هو قرر يعمل كده لحد ما يفتح شركة قبل ما ابوه يحرمة مِن انه يمسك شركة العيلة ، بمعني اصح يقف علي رجله الاول و بعد كِده هيواجهه....

نبرته بقت حاده اكتر...
_انا مش متقبل فكره انه يبقا قريب مِنك هو و ابنه شكلكم مِن بعيد بيبقا عامل كأنكم عيلة سَعيدة سوا ، أنا مش قدر كِده....

تجاهلت كلامة لاني لسه هفكر في حل و مش حبه اننا نتخانق دلوقتي...
_أنا كَمان خايفه ، تفكيرك كان مُشتت تصرفاتك تقولك انك بتحبني بس مش قادره اقتنع بِده !....أتوجعت مِنك و عارفه انه مكنش في ايدى بس لما كِنت بتقف و تصدق اني ممكن آذي نِسمة كُنت بتوجعني اوي سواء مِنك أو مِن العيلة....

عارفه اني قولت كلامي ده كتير و في كِل فُرصة بفتح القديم لكن غصب عَني قَلبي خايف!...

ريح تاني ذقنه علي كَتفي و قربني ليه أكتر ضهري بقا مُستند علي صَدره...

_طول عُمرك مُختلفة عَن الباقي يا هَنا مِن خمس سنين وقت ما كُنت خاطب ، كُنتِ صُغيرة مُندفعه ايديك سبقة عقلك ، في كُل خناقة ليكم مكنتش بدافع عن حَد و منكرش كان بيبقا جوايا شك انك كسرتي حاجة او ضربتيها بس مِش عشان الحقد و الكلام التافه ده عشان انتِ مُندفعه يعني لو عصبتك هتعملي كِده بِجد مفيش مره اتهمتك او عاتبتك 

قاطعني قبل ما يكمل...
_اوقات كتير كنت ببدأ بالضَرب لَكن بِسَببها لكن و الله عمُري مكسرتلها حاجة و لا بوظتلها الهاديا الي كُنت بتجبهلها....

همهم ليا بِهدوء..
_عارف و انه الي كان مشتتني ، انك مش هتكسري حاجة عزيزه عليها و بالأخص مِنه و فاة اهلي و أنا صُغير خلو أعتقادي عَن الجواز مُختلف أنا كُنت خايف اسبها محدش يقبل بِيا...كانت بالنسبه ليا مُناسبه في حاجات كتير مختلفه و افتكرت الجواز هيحلها

نبرته كانت مُضطربة و بالأخص لما ذكر أهله ...

رفعت ايدي و حركتها علي كفه بتردد و كأني كِده بدعمك فكمل...
_بَس هي آذتك بِسببي ، شوفتي كتير من الكُل كِنت وسط اهلك بس حاسة انك غريبة ، مفيش حاجة اقدر اقولها غير اني أسف و حقك علي قلبي 

رفع ايديه و مسك كَفي وقال...
_بَس اقدر أعمل ، هحاول اعوضك و انسيكي كُل الي حَصل بس المهم متكونيش شايلة مِني عشان في كُل مشكله هتفتكري و مش هتقدري تِنسي قلبك هيتملي من نحيتي و انا مش مستعد لِده...

حاولت ارتب عِباراتي و اطمنه زي ما طَمني كِفاية خوف لحد دلوقتي احنا نِستحق السعادة...
_وجودي جمبك كِده معناه اني نسيت كُل حاجة...

حرك ابهامة علي كَفي و قال بتردد...
_ممكن مبقاش عارف اتصرف زي ما انتِ عايزه و اعبر كمان بس متزعليش انتِ عارفه اني معنديش خبره في أمور العيلة ، قوليل بَس و انا هحاول تاني...

لاحظت توتره و هو بيتكلم و كأنه في امتحان و خايف من النتيجة ....

بعدت عنه و بقيت مواجهه ليه عيونة كانت مُتسأله و لسه متوتره ...

_مِش قولت أن حُضني هيدفيك؟...

اومئ ليا بِهدوء ، معرفش الجرائة جتلي منين بس كُنت عايزه اطمنه و اطمن نفسي بوجوده...
_بَس كِده انتَ الي دفتني و سبت نَفسك تِبرد...

فَتحت درعاتي ليه و المره دي فاجئتن بِعِناق ...
حاوطت رقبة و هو كان ثابت...
_و انا مِش عايزاك تِبرد أو تِحس بضغط تصرفاتك معايا و اهتمامك هتبقا نابه مِن جواك مِن قلبك...

و كأنه بدأ يستوعب واحده واحده اني حَضنته و بادرت ....

رفع درعاته وحاوطني مقربني ليه اكتر ...
فاضلنا كِده لِثواني او دقايق محدش فينا بيتكلم و مش حاسين بالوقت 

لَحد ما قال...
_شُكرًا عشان حضنتني...

بعدت عنه و بصتله بإبتسامة ممزوجة بالتعجب مِن كلامة فأسترسل حديثه و هو بيتحسس غمزات خدي اليمين......
_قَلبي الي عايز كِده ، عايزني اشكُرك...ده تصرف نابع مِن جوايا...

إبتسمتي اتسعت اكتر فقال بمرح...
_بس اي الحضن الخطافي ده ؟...في حُضن المطارات الي بتبقي قفشه في الي قدامك...

ضحكت بخجل و انا ببعد نظراتي عَنه 
كُنت هبعد لكنه ثبتني و قال...
_تعالي نروح لجدي عشان نحضر لفرحنا كفاية كِده...

كمل كلامه بإبتسامة....
_عايزين نعمله علي الشهر الجاي...

ابتسمتي اختفت و سكت ، لاحظني فقال بتسأل...
_مالك يا هَنا أنتِ مش موافقة نتجوز؟...

_لاء مِش موافقة...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات