رواية احزان رهف الفصل التاسع عشر 19 بقلم سحر فرج


 رواية احزان رهف الفصل التاسع عشر 

حزن يغتالني
وهم يقتلني
وظلم حبيب يعذّبني
آه! ما هذه الحياة
التي كلّها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع من العيون تجري
جرحت خدّي
أرّقت مضجعي
وسلبت نومي
آ
ه يا قلبي
يا لك من صبور
علي الحبيب لا تجور
رغم ظلمه الكثير
وجرحه الكبير
الذي لا يندمل ولا يزول
ما زلت تحبه
رغم كل الشّرور
ما زلت تعشقه
رغم الجور والفجور
ما زلت تحنّ إليه
رغم ما فيه من غرور
قلبي، ويحك قلبي
إلى متى، إلى متى؟
أخبرني بالله عليك إلى متى؟
هذا الصّبر.
وهذا الجَلَد والتّحمل
إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟
إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟
كُفَّ عن هذا، كُفّ
احزان رهف
كل الكلام اللى اتقال ده باب الاوضه كان مفتوح وسمعت رهف كل اللى حصل وكل اللى اتقال ما بين ابوا حسام وشريف وان حسام عمل حادثه كبيرة.
جريت بسرعه على اوضه شريف وبصت لحماها وهي بتعيط ومصدومه على الخبر اللى هي سمعته ده.
اتفاجاه شريف والاب بوجودها وبكل خوف ووجع الاب مد ايده ليها وحضنها.
وقال: اهدى يا بنتى اهدى وخير ان شاء الله وباذن الله هيرجع بيته لينا تانى.
وسابها وراح على اوضته علشان يبلغ الام باللى حصل واللى اتصدمت واترعبت من الخبر الوحش ده وخافت انها ممكن تفقد ابنها حبيبها اللى لسه معداش على فرحه الا شهرين اتنين.
الكل تمالك نفسه وغيروا لبسهم وفي ثوانى كانوا خدوا بعضهم ونزلوا على تحت وركبوا عربيه شريف وراحوا على المستشفى اللى بلغوهم بيها.
وخلال ساعه قضوها في الطريق من القلق والخوف والرعب اللى كلهم عاشوه وصل شريف بعربيته اودام باب المستشفى.
واول لما وصل ركن العربيه ونزل بسرعه ونزل باباه ومامته ورهف اللى حالتهم كانت صعبه جدا جدا وكانوا بيتمنوا انه يكون مجرد كابوس وحش وهايفوقوا منه في اى وقت بس للاسف ده طلع حقيقه بشعه مش قادرين يتحملوها او يستوعبوا ان حسام ممكن يروح منهم في لحظه.
ولان شريف كان اسرع واقوى جرى هو الاول ودخل من باب المستشفى الرئيسى على الاستقبال وبدأ يسأل عن المهندس
حسام صفوان اللى وصل عندهم في حادثه على الطريق الدائرى وبعد مراجعتهم للاوراق الخاصه بالمستشفى بلغوا شريف ان حسام في اوضه العمليات من ياعه ما وصل المستسفى وان الحاله خطيرة جدا.
والده ووالدته ورهف كانوا وصلوا عند شريف بعد كام دقيقه وشافوا صدمه كبيرة في ملامحه وعيون شريف وده اللى رعبهم اكتر واكتر.
الاب بكل خوف وقلق بص لشريف وقال: خير يا ابنى طمنى اخوك حسام فين دلوقتى؟
الام بكل خوف وبرجاء مسكت ايد شريف وقالت: طمنى يا حبيبى على اخوك وقولى انه بخير وانه كويس وهايرجع على بيته معانا دلوقتى. قولى يا شريف قولى يا حبيبى.
رهف من كتر خوفها وصدمتها ورعبها على حسام جوزها اللى يادوبك مر على جوازهم شهرين اتنين مكنتش قادرة تنطق ولا كلمه بس نظراتها ومنظرها كفيل بكل الى هي حاسه بيه.
شريف حاول يستجمع نفسه علشان خاطر والدته بالذات وقال: خير ان شاء الله يا جماعه اطمنوا وباذن الله هايبقى كويس وبخير وهما هنا بلغونى انه في العمليات دلوقتى.
الاب رد وقال: طيب يالا بينا بسرعه نروح عند اوضه العمليات ملهاش لازمه وقفتنا هنا خالص. يالا يا أم حسام اطمنى وباذن الله ربنا هايقف معاه ويقومه بالسلامه ان شاء الله.
والده حسام بكل خوف ودموع مغرقه وشها ردت وقالت: ياااااارب يااااارب استرها معاه لأجل حبيبك النبى يارب مشفش فيه حاجه وحشه ابدا ولا هو ولا اخوه يااااارب.
خدوا بعضهم كلهم وطلعوا بالاسانسير لحد الدور اللى كان فيه اوض العمليات كلها وبعد ما خرجوا من الاسانسير شريف قرب من والدته وسند ايديها بكل حنيه لحد ما وصلوا عند اوضه العمليات اللى فيها حسام.
وطول ما هما كانوا واقفين كان الكل بيدعى لحسام بالشفاء وبالذات الام اللى فضلت تدعى لابنها أنه يقوم لها بالسلامه وان ربنا يحفظه ليها ولشبابه.
اما رهف كانت حالتها منهارة جدا ومش مبطله عياط وكل اللى عليها انها كانت بتدعيله ودموعها نازله على طول.
وشريف حالته كانت وحشه جدا وهايتجنن من كتر خوفه على اخوه الوحيد اللى ملهوش غيره في الدنيا وفضل رايح جاى اودام باب العمليات.

والاب كذلك حالته كانت صعبه جدا من كتر خوفه على ابنه وكان عمال يدعى ربنا أنه يقوم بالسلامه وربنا يحفظه.
وبعد اكتر من تلت ساعات واقفين على رجليهم منتظرين ان اى حد يخرج ويطمنهم بأى كلمه. اوضه العمليات اتفتحت و خرج الدكتور منها وهو شكله ومنظره غير مبشر بالخير اطلاقا.
فابسرعه جرى الكل عليه بكل قلق وخوف وخصوصا شريف.
شريف بصله بكل خوف وتوتر وقال: خير يا دكتور هو عامل ايه دلوقتي؟
الدكتور بصله بكل استغراب وقال: حضرتك مين بالضبط وتقرب للمريض ايه؟
شريف بسرعه رد وقال: انا اخوه الرائد شريف صفوان.
الدكتور بحزن وعيون بتهرب من الاجابه
قال: للاسف الحاله كانت جتلنا حرجه وخطيرة جدا والحادث شكله كان كبير وخطير واحنا عملنا اللى نقدر عليه لكن...
شريف بصدمه بصله بكل خوف وقال: لكن ايه يا دكتور اخويا جراله ايه قووووووولى ارجووووك.
الدكتور بحزن شديد رد وقال: البقاء الله
شريف: حسااااااااام.
انهاردت الام ورهف والاب واتصدموا من الخبر المشؤوم ده ورهف بدأت تصرخ وتصرخ
وتقول: حساااام حساااام متسبنيش يا حسام حساااام اوعى تسيبنى يا حساااام اوعى اوووووعى يا حبيبى.
الاب قعد على اقرب كرسى اول لما سمع الدكتور وبدا يقول بكل حزن ووجع: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ان لله وان اليه راجعون. الصبر من عندك يارب. الصبر من عندك ياااااااارب.
الام اللى مكنتش مصدقه كل اللى بيحصل حواليها ده ومن صدمتها مسكت ايد الدكتور وقالت بكل وجع والم: ابنى فين ابنى فين ابوس ايدك ابووووس ايدك. ودينى لحسام ودينى لروح قلبى ودينى لااابنى
ااااااااااااااابنى
رهف من شده صدمتها فضلت تصرخ وتصرخ لحد ما وقعت من طولها على الارض وجرى عليها الدكتور هو وشريف ووالده وبسرعه شالها شريف ودخلها على اقرب سرير0.
وبعد كام ساعه اهل رهف كلهم عرفوا كل اللى حصل لحسام واتصدموا وزعلوا جدا جدا وعمر خد والدته واخته رغد وراحوا المستشفى لرهف.
الحزن كان مسيطر على المكان كله والكل كان بيحاول انه يخفف عن أسره حسام والده ووالدته واخوه شريف وعن رهف بالذات اللى الصدمه كانت كبيرة عليها جدا جدا ومكنتش قادره تصدق ان حسام يضيع منها في لحظه كده.
عدى اسبوع كامل على وفاة حسام وكل اللى كان في الفيلا كان حزين جدا عليه وعلى موته المفاجىء ده وهو لسه في عز شبابه وملحقش يفرح بعروسته بس ربنا اختاره وطبعا مفيش اعتراض على قضاءه.
ولانهم مؤمنين بالله ربنا صبرهم وقواهم على موته وفراقه.
ريهام وسلمى ورغد كانوا يوميا يروحوا لرهف ويخففوا عنها حزنها ووجعها.
وده اللى كان فعلا بيحسن صحتها اللى ادهورت جدا بعد موت حسام.
حتى عمر ووالدتها كانوا دايما بيطمنوا عليها وعلى كل اللى في الفيلا.
وزى كل يوم من ساعه وفاه حسام
الشغاله كانت جهزت الفطار كالعاده وبلغت الكل ان الفطار جاهز. بس للاسف كان الكل بيتجمع على السفره لكن محدش كان بيعرف ياكل اى حاجه من كتر الحزن اللى بقى عايش جواهم ومعاهم من فقدان اغلى شىء عندهم.
رهف كان بدأ وشها يدبل من كتر الحزن وما كنتش قادرة تصدق للحظه دى ان حسام مات وسابها لوحدها بعد أقل من شهرين من جوازهم.
حزن ورا حزن لحد ما صحتها اتدهورت
لما بدات بموت ابوها وبعدها جوزها كان الدنيا حالفه عليها انها تعيش دايما حزينه وموجوعه.
وفى مرة من المرات اللى كانوا متجمعين فيها على السفره ولسه يا دوبك رهف هاتقوم من مكانها الا وحست أن الدنيا بتلف بيها ودايخه وفجاه وقعت على الأرض.
الام بخوف وقلق بصت لها وقال: رهف ررررهف الحقنى يا شريف يا ابنى بسرعه.
الاب بكل خوف من منظر رهف اللى نايمه على الارض ووشها اصفر جدا بص لشريف وقال الحق يا ابنى مرات اخوك الحق يا شرييييف.
شريف جرى بسرعه بكل خوف وقرب منها وقال: رهف رهففف انتى سمعانى. رهف ردى عليا وبسرعه كان شايلها وطلع بيها على اوضتها.
وجريت الام وراه على طول. وجرى الاب ومسك موبيله واتصل بالدكتور فارس صديق حسام الله يرحمه وبلغه باللى حصل وفارس بلغه ان مسافه السكه وهايكون عنده.
وفعلا بعد عشر دقائق بالضبط كان وصل فارس للفيلا ودخل وكان شريف في استقباله وخده بسرعه وطلعه على اوضه رهف.
وام حسام كانت معاها من ساعه ما وقعت واغمى عليها.
دخل فارس عندها وشريف اول ما هو دخل قفل الباب عليهم.
وفضل واقف برة هو وباباه في حاله من التوتر والقلق.
فارس كان سلم على والدة حسام وعرف منها ابه اللى حصل بالضبط معاها وبدا يكشف على رهف وزعل على حالتها ومنظرها ووشها الشاحب الدبلان.
وبعد ما خلص كشف شك في حاجه معينه وطلب شويه تحاليل علشان تعملها. وبعدها اداها حقنه منشطه وكتب لها على شويه فيتامينات وكالسيوم لحد ما التحاليل
تظهر.
وقفل شنتطه وشكرته ام حسام وغطت رهف وفتحت باب الاوضه.
وخرج فارس وطمنهم ان رهف كويسه وبخير وان كل اللى حصل ده من ضعفها وجسمها الهذيل من بعد موت حسام الاه يرحمه.
وكلها كام يوم و هاتكون بخير بس لازم تعمل شويه التحاليل دى علشان نطمن اكتر.
شريف شكره هو ووالده ونزل معاه لحد تحت ووصله لحد عربيته.
فوق في اوضه رهف كانت الام قاعده جنبها على السرير مش عاوزة تسيبها.
ولما بدأت رهف تفوق طلبت من ام حسام انها تتصل بمامتها واخوتها وتبلغهم باللى حصل علشان هي محتجاهم جنبها في التوقيت ده.
وفعلا اتصلت ام حسام وبلغت ام رهف باللى حصل وجم على طول كلهم واطمنوا على رهف وقضوا باقى اليوم كله معاها وممشيوش غير لما اطمنوا ان رهف بقت كويسه.
وتانى يوم خدهم شريف بعربيته وراحوا على معمل التحاليل زى ما طلب منه الدكتور فارس بالضبط علشان تعمل التحاليل المطلوبه.
وفعلا خدوا من رهف التحاليل المطلوبه
وبلغوهم أن التحاليل هاتطلع على بعد نصف ساعه.
فاخدهم شريف هما الاتنين وقعدوا كلهم في الاستراحه.
وبعد نصف ساعه كانت التحاليل ظهرت وراحت الممرضه لبهم الاستراحه وسلمت شريف ظرف التحاليل.
اللى خدهم شريف وخد مامته ورهف وراحوا على فارس في المستشفى علشان يعرفوا اللى فيها بالضبط.
ووصلوا لباب المستشفى وشريف ركن عربيته ونزل وفتح الباب لوالدته وساعدها انها تنزل وبعدها فتح الباب لرهف وخدهم على طول ودخلوا على جوا.
وطلعوا لفارس في مكتبه ووروله التحاليل اللى اول ما شافها فارس مابقاش عارف يقولهم ايه؟

تعليقات



×