![]() |
رواية بكي لاجلها الجبال الجزء الثاني الفصل التاسع عشر بقلم رباب عبد الصمد
سلمى دخلت المكتب وفتحت يوميات محمد عامر
محمد عامر / سلمى حبيبتى انتى وحشانى اوى عاملة
يا ترى وانتى بتقرى الورقة دى هتكونى فين فى بيتك ولا فى بيتى .....عموما انا متخيلك وانتى فى بيتى ومكتبى ....وصدقينى هكون فرحان لو طلع احساسى صح
ها يا سلمى طمنينى عليكى عاملة ايه يا ترى اخدتى على اولادى ولا لسة جواكى لخبطة
طيب اسمعينى كويس انا ادهم بيطلع تدريبات كتير وبياخد جاسر معاه واكيد بعد وجودك هياخد راجح كمان المهم عايزك فى الفترة دى تدى نفسك هدنة من التشتيت فى كل حاجة وركزى فى حاجة واحدة بس ....يا ترى حسيتى ان حد فيهم ترك معاكى فراغ و انك بتفكرى فيه كتير
لو حسيتى الاحساس ده قربى من صاحبه ومتشتتيش فكرك بالباقى عشان انا عارفك هتخافى تقربى من حد عشان الباقى ميفكرش فيكى تفكير سىء
بس صدقينى انا اولادى مش كدة هما بنفسهم لو حسوا انك بتقربى من واحد فيهم هما كمان هيساعدوكى والعكس يعنى لو حسوا ان واحد فيهم بيفكر فيكى وبيقربلك الباقى هيساعدوه
بس الاهم من ده كله اوعى تقولى عنى ان راجل انانى ومصمم انك تحبى حد من اولادى او انى بجبرك على مشاعر انتى رافضاها او انى بحاول انى ابعدك عن محمود
ابدا انا كل الموضوع انى متاكد من ان موضوع محمود خلاص كان تجربة سخيفة ولازم تنسيها وعشان بحبك وبحب اولادى فكل الحكاية انى عايز اقربكوا من بعض انما بقولهالك للمرة المليون لو حستى انى بجبرك على شىء او انك مش مرتاحى ابعدى فورا وهتلاقينى برده معاكى فى اى مكان
ولو عايزانى اساعدك براى فى الاختيار هتلاقيه فى الورقة الجاية
سلمى بسرعة قلبت الورقة عشان تشوفه كاتبلها ايه
محمد عامر/ كنت عارف انك هتقلبى عالورقة دى بسرعة
بصى يا سلمى انا مش هقولك الا انى نفسى انك ترتبطى بادهم ابنى ولو قولتيلى اشمعنى ادهم هقولك انا اولادى كلهم معزة واحدة وانا مش بحب ادهم زيادة عنهم ولا حاجة بس انا عارف انه اتظلم من يوم ما جده خلاه شال المسئولية وهو لسة صغير يعنى هو ماعاشى طفولته او مراهقته زى اى طفل من يومه شايل هم الكل ومجتلوش فرصة انه يحب ويتحب حتى جوازته زى ما قولتلك كانت لتكملة الشكل العام مش اكتر وعارف انك اكتر واحدة هتشعره بالحنان لانك بئر حنان فحاسس انكوا هتكملوا بعض
وكمان انا هكون مطمن عليكى وانا سايبك مع راجل تربية راجل ومتاكد انه هيديكى الامان وطبعا دة مش فى ادهم بس دة فى كل اولادى انما هو اميزهم
انا كدة قولتلك كل اللى عندى بصراحة ومش هتكلم معاكى فيه تانى انما كلامى هيكون ارشاد وبس
وهستنى انك انتى الى تتكلمى معايا وصدقينى انا سامعك ومعاكى متقلقيش
سلمى قامت ووقف ادام صورته وبكت
سلمى لنفسها وهى موجها بصرها للصورة
كانك عايش معايا دلوقتى يا بابا انا فعلا حسيت بفراغ لما ادهم كان فى التدريب وفعلا حسيت ان بحبه وللحظة حسيت انه بيحبنى بس خايفة تكون اوهام وافوق على صرخة جديدة
طيب انت مستنينى احكيلك... طيب هقولك ايه انا مش عايزة اوجعك ...بس فى نفس الوقت محدش غيرك هسمعنى ...انا حقيقى تعيانه انا حبيته بس مش قادرة افهمه ومش هقدر اكون ليه يعنى كل حاجة بحسها من ناحيته بتوجعنى لانه احساس مسروق
ايوة يا بابا انا مش عايزة كل اما اشوفه احس انى نظرتى ليه مسروقه ومحرمة عليا انا نفسى فى قلب يكون ليه وانا بس اللى فيه
نفسى اعيش الحياة واضحة مش مستخبية ورا ضلمة و .....
قاطعها صوت طرقات عالباب
مسحيت دموعها بسرعة وقالت مين
راجح / انا يا سلمى
سلمى فتحت بسرعة
راجح لمح بقايا دموعها فقالها / واضح فعلا ان مكتب بابا باه الكهف بتاعك بس نا مش عايز دموع دلوقتى انا عايز اوريكى مفاجاتى
فى نفس اللحظة جه ادهم وشاف عينيها حاول انه يتكلم انما سلمى بعدت عيونها من النظر ليه وابتسمت ووجهت كلامها لراجح / ها ورينى هديتك
راجح رفع تابلوه كبير مرسوم عليه صورة سلمى
سلمى من المفاجة معرفتش ترد
ادهم اتضايق من التابلوه ومن فرحتها بيه ومشى وسابهم بسرعة
راجح / انتى مالك تنحت كدة ليه ه الصور معجبتكيش
سلمى / دى اكتر من رائعة بس انت رسمتهالى ازاى وانا مش موجودة ورسمتها امتى اصلا
راجح برومانسية وصوت هادى / اولا انا رسمتها وانا فى التدريب ماكونتش بنام عشان عوز اخلصها اما رسمتها ازاى وانتى مش ادامى فعايز اقولك ان اللى بيحب حد مش لازم يكون قاعد ادامه عشان يرسمه لان صورته بتكون محفورة جواه اصلا
سلمى صعقت من كلامه ومش عارفة ترد ونرت للصورة مرة اخرى واتفاجات بالكلام اللى تحت الصورة
رغم بعدك الا اننى ارى عينيك امامى
اسمع هدؤ صوتك ..اشعر بنبض قلبك
انعم بدفء حنانك ...اطير فى عالم حبك
رغم بعد مسافتنا الا اننى احيا بك ولك
وساظل احيا بحبك
احبك
..........................................
سلمى لم تستطيع ان تتفوه بكلمة ولكنها اتفاجت ان راجح تركها من خجله وهى تقرا كلماته
سلمى دخلت المكتب مرة تانية ووقفت ام صورة محمد عامر وبصوت مسموع كلمته
سلمى / انت قولتلى انك عايز تسمعنى وتسمع صوتى طيب دلوقتى قولى اتصرف ازاى نا كدة دخلت فى دوامه ومش هعرف اطلع منها انا مش هعرف اتصرف مع راجح ....انا عمرى ما جرحت حد
طيب هقوله ايه ارجوك رد عليه عايزة اسمع صوتك
...............................................................
الحاجة امانى / محمود ....محمود
محمود / ايوة يا ماما عايزة حاجة
الحاجة امانى / اتصلى بسلمى انا عايزة اطمن على سلمى الصغيرة
محمود / اطمنى يا ماما دى مع سلمى
الحاجة امانى / يا ابنى انا مش قاقانة وعارفة كويس اوى ان سلمى هتخلى بالها منها اكتر منى كمان بس البنت وحشتنى مش اكتر
محمود وكانه لقى فرصة ذهبية عشان يكلم سلمى
................................
سلمى وهى لا تزال فى المكتب قطع كلامها مع صورة محمد عامر صوت خبط عالباب ففتحت فاتفاجت بادهم وبغيرة واضحة يمد ايده بتليفونها ويقولها دة محمود بيه اتصل اكتر من مرة
سلمى بتوتر / شكرا وجت ترد لكنها لاحظت ان ادهم ممشيش وكانه عايز يفهم سر اتصال محمود المتكرر
سلمى وبصوت مهزوز / الو
محمود / ايوة يا سلمى ازيك
سلمى وهى تختلس النظر لعيون ادهم اللى زى الصقر / انا الحمد لله
محمود / انا اسف انى عطلتك
سلمى ببرود/ ابدا انا مكونتش بعمل حاجة
محمود / اصل ماما وحشتها سلمى وكانت عايزة تكلمها
سلمى تنفست الصعداء ان محمود مش هيكلمها فى اى حوارات تانية خاصة فى وجود ادهم
سلمى / هى كويسة ثوانى وهنده عليها
محمود بسرعة سلمى...سلمى
سلمى / نعم
محمود انتى قاعدة فين دلوقت
سلمى وهى بتبلع ريقها من توترها من وجود ادهم انا ...انا قاعدة فى المكتب
محمود / لوحدك
سلمى برد مختصر/ اه
محمود / لابسة ايه
سلمى / مش عارفة ترد
محمود / ردى يا سلمى انتى لابسة ايه وانتى فى وسطهم
سلمى وحسيت ان بركان ادهم على وشك الانفجار / زى مابكون معاك او مع غيرك عمرى ما بقلع اسدال الصلاه وبسرعه نهت الحوار وقالتله ثوانى هنادى على سلمى ونادت وهى متوترة من قرب ادهم اللى لايزال صامت انما الغضب ظاهر على ملامحه
....سلممممى ......سلمممممى
سلم وحمزة وهما بيجروا ورا بعض
سلمى تعالى يا حبيبتى كلمى تيتة وبابى
سلمى الصغيرة / ازيك يا بابى عامل ايه .... انا كويسة وبلعب وع حمزة صاحبى ومبسوطة اوى .... طنط سلمى بتحبنى وبتاكلنى كتير وبتجيبلى انا وزومة لعب كتير
حمزة / هاتى اكلمه انا كمان
سلمى بتضحك على براءة الاتنين
ادهم قرب منها وقالها تعالى ورايا وسبقها ودخل عالمكتب
سلمى راحت وراه وسابت سلمى وحمزة يكلموا محمود
سلمى / نعم
ادهم بنرفزة / انتى ازاى تسمحيله انه يسالك لابسة ايه ومش لابسة ايه هو دة شىء يخصه
سلمى / بيسالنى بدافع الاخوة مش اكتر
ادهم / والله وعايزانى اصدق كلامك ده
سلمى / انا قولت اللى عندى اللى هو رد على سؤالك لكن انت عايز تصدق او لا فبراحتك دى حريتك
ادهم رفع الصورة اللى راسمها راجح وقالها ودة كمان اقول عليه ايه
سلمى وقد غزاها العرق كليا / مش عارفة
ادهم بنرفزة حط ايده على كتفيها وهزها جامد وقالها يعنى ايه مش عارفة
سلمى بصوت عالى / يعنى مش عارفة وبطل تحاسبنى على افعال غيرى وقبل ماتسالنى اسال نفسك انت ايه يخصك انك تسالنى عاللى مكتوب تحت الصورة
ادهم بضيق / يعنى انتى شايفة ان مليش حق انى اسالك
سلمى / انت اللى شايف كدة
ادهم ازاى يعنى
سلمى / انت اللى قولتلى ازاى انتى وجاسر تتكلموا فى حاجة تخصنى
ادهم / اولا انتى فهمتى غلط وثانيا انا قولت جاسر و...
قاطعته سلمى وقالته اذا كنت انت بتقول كدة على اخوك فيبقى من بابا اولى انى اكون انا المقصوده قبله
ادهم / انتى غلطانة انا كنت فاكرك هتحسى بيه وانى مش زعلان ان نيرة مشيت لان وجودها زى عدمه فى حياتى فهمانى ولا مش فهمانى ..ردى عليه عايز اسمع ردك
سلمى بهمس وهى فى حالة لا وعى امام عينيه
ان العين تكذب كل شىء اذا احبت
وان الاذن تصدق كل شىء ان كرهت
وكيف اتكلم عن الحب وانت كلماته
كيف اتكلم عن العشق وانت حروفه
كيف اتكلم عن الغرام وانت سطوره
كيف اتكلم عن القلب وانت نبضه
انى لانتظر لحظه لقياك والغرق فى دنياك
واكمال العمر فى هواك يا من ملك قلبى هواك
ادهم بتعجب على فرحه من كلامها وهى سرحانه فقد اعترفت باحساسها وهى فى حالة لا وعى
ادهم حط ايده تحت ذقنها وقالها على فكرة كلامك حلو اوى
سلمى هه وقد فاقت من شرودها واستوعبت اللى قالته ولم تستطع للحظة الوقوف امامه وهربت بسرعة لاوضتها
ادهم / هههه على تصرفها وخرج بسرعه وراح لوالدته
مدام حياه شافت الفرحة على وجهه / فقالت ربنا يفرحك يا ابنى انا من زمان مشوفتش ضحكتك على وشك كدة
ادهم مال على راسها وقبلها وقالها مداعبا وانتى ايه رايك فى شكلى وانا بضحك وحش ولا حلو
مدام حياه / انت كمان بتهزر امممم دة الموضوع كبير ...وبابتسامى جانبية قالتله انت مش كنت ناوى تسافر البلد مسافرتش ليه
ادهم / اصل المرة دى مش ناوى انى اسافر لوحدى
مدام حياة وقد فهمت ما يرمى اليه فداعبته بالكلام وقالتله امال ناوى تاخد مين معاك من اخواتك
ادهم / انا ناوى اخدكوا كلكوا
مدام حياه / ياريت يا حبيبى عشان كلهم وحشونى ونفسى اشوفهم بس للاسف كدة سلمى هتسيبنا وترجع بيتها ويا عالم هتيجى تانى ولا لا
ادهم بسرعة / لا سلمى مش هتمشى من هنا خالص وهتيجى معنا
مدام حياه حاولت انها تدوس عالوتر الحساس ليخرج اعترافه بحبها فقالت له بخبث / بس يا ابنى هتروح معانا بصفتها ايه وهنقولهم مين دى ...لا ..لا انا شايفة اننا منقولهاش
ادهم بعصبية انا قولت سلمى هتيجى معانا اما صفاتها ايه فهنقول الحقيقة وبعدين انا اصلا ميهمنيش راى حد لانى كدة كدة مش هسيبها لوحدها تانى ...قصدى مش هنسيبها لوحدها تانى
مدام حياه وقد غمرت الفرحة قلبها لانها اتاكدت من حب ابنها لسلمى / طيب ايه رايك تروح انت بنفسك تعرض عليها الموضوع مش يمكن هى اللى ترفض
ادهم / انا مش هستنى انها ترفض انا قولت هتروح يعنى هتروح وخرج من عندها بسرعة واول ما خرج تردد انه يخبط على اوضتها ويقولها ولا لا واخيرا قرر انه هيخبط
سلمى اول ماسمعت صوت الباب فتحت واتفاجات بيه بطوله الفارع وصدره العريض كاد ان يسد الباب امامها
سلمى وهى متوترة لسبب وجوده / خير ف حاجة
ادهم / اكيد امال انا جايلك ليه
سلمى / طيب استنانى برة وانا خارجة
ادهم / لا مفيش داعى انا بس جاى اقولك انى كنت واعدتك قبل ما اسافر اننا هنتفسح
سلمى بفرحة / يعن هتفسحنى ....قصدى هتفسحنا
ادهم / اه هفسحك مش هفسحنا
سلمى بخجل / انا مش قصدى
ادهم / بس انا قصدى
سلمى / يعنى ايه
ادهم / انا هخدكوا كلكوا وهنسافر البلد بس اللى عايزك تتاكدى منه انى اخترت السفرية دى عشانك انتى بس
سلمى بخجل / اوك
ادهم / يالا جهزى نفسك هنسافر كلننا الفجر
سلمى / طيب فى حاجة
ادهم / خير
سلمى بقلق/ بس انا لازم اكلم محمود عشان ييجى يا خد سلمى
ادهم بعد صمت لحظة / لا انا هكلمه وهقترح عليه اننا ناخد بنته معانا ولو عايز هو بنفسه ييجى معانا مفيش مانع انا ناوى ابسط الكل عشانك
سلمى بفرحة بجد طيب اذا كان كدة انا ممكن اطلب منك طلب تانى
ادهم / انتى تامرى متتطلبيش
سلمى / ممكن اخد شروق وسينو ....قصدى ياسين
ادهم / خلاص انا برده اللى هكلمهم طالما انتى عايزة كدة ...يالا تصبحى على خير
سلمى / ادهم
ادهم / عيونى
سلمى / انا متشكرة اوى
ادهم قرب منها وقالها اذا كان فى حد فينا المفروض يشكر فيبقى انا وسابها بسرعه واتحرك من ادامها لانه حس انه مش هيقدر يستنى اكتر من كدة والا سيبوح قلبه بما يكنه من حب
احبك نبضا يدق بقلبى فيحيينى
احبك شمسا تشرق ايامى وسنينى
احبك ليلا يختال سكونى ويكوينى
احبك عمرا اذوب فيه فيجرى هواكفى شراينى
احبك قدرا يخطفنى وقطرة ماء تروينى
سلمى قفلت الباب ورمت نفسها عالسرير وكلها سعاده بكلامه
معقول احب تانى ...ايوة وليه مش معقول
ده الاحساس اللى جالى خلانى اقول على طول
تانى يا حب تانى
ما كفاية يا زمانى
نجرى ورا الامانى ونضيع ويا المجهول
اهرب ولا اجرب ولا اصبر ولا ايه
ابعد ولا اقرب ولا مردش عليه
بس ده صعبان عليا ماللى بشوفه فى عينيه