رواية العزف علي نياط القلوب الفصل الثاني والعشرون
ـ حاضر يا غاليه هيكون عندك شقه ليكى انتى والاولاد وهتكون قريبه من شغلك ومدرستهم
ـ تمام وقت ما تجيبها نبقى ننقل فيها
ـ فى اقرب وقت هتكون موجوده ، اتفضلى ده شيك بنص المبلغ اللى اتفقنا عليه ولما تخلصوا هبعتلكم باقى المبلغ
ـ تمام خلال اسبوع هتكون الحاجه جاهزه
ـ بس لازم تسلموها بنفسكم
ـ ربنا يسهل باذن الله
انتهت غاليه من الحديث مع رياض وذهبت لمنزلها برفقه ليلى
وعندما دخلت المنزل قصت ما حدث ما رياض واظهرت ذلك الشيك وقررت غاليه أن تذهب لصرفه غدا ويشتروا ما ينقصهم من خامات ليبداؤو فى تجهيز طلبيات رياض
وبالفعل احضرت مريم ثلاث بنات للعمل معهم واصبحت غاليه تقص ومريم تخيط ومن الفتيات من تكوى واخرى تقوم بتركيب الزراير إلى أن يأتوا بالمكن الجديد ويوفروا وقت وجهد
وفى ذلك الاسبوع قررت غاليه أن تفصل عينه لبعض ملابس المدارس وتمر بها على المدارس وعرضت الفكرة على ليلى وتحمست ليلى لتلك الفكرة خاصه أن الفتره القادمه سيقل العمل على ملابس الخروج بسبب دخول المدارس
ـ على فكره يا غاليه الفكره ممتازه وانا ماما كانت بتشتغل مدرسه وليها علاقات مع مديرين المدارس وممكن جدا تساعدنا انا هكلمها واقولها
ـ وأحنا كمان ممكن ننزل للمدارس القريبه مننا هنا ونعرض الشغل ولازم نحط اسعار كويسه بخامات عاليه عشان نجذب الناس لينا
ـ عندك حق
واتصلت ليلى بوالدتها وبالفعل قررت مساعدتهم
وقامت غاليه وليلى بأخذ العينات والذهاب بها للمدارس وتم التفاوض مع بعض المدارس على خطه للاسعار
وقاموا بالبحث عن محل حتى يتم فيه عرض ملابس المدارس خلال فتره التقديمات
خلال ذلك الاسبوع استطاع رياض أن يجد منزل قريب من منزل غاليه وقريب من المدرسة التى يريد التقديم لابنائه بها
وبالفعل قام بشراء المنزل وكتبه بإسم غاليه ولكن لم يخبرها لانه على يقين بأنها سترفض
أتصل عليها حتى يخبرها بأنه جهز منزل لها واجابت عليه
ردها عليه كان بمثابه حلم له فالان اصبح بينهم حديث أيا كان نوع الحديث ولكن المهم أنها لانت واصبحت تجيب عليه وهذا ما يهمه ، سماع صوتها الشعور بان هناك أشياء مشتركه بينهم وانها تتقبل حديثه اليها يشعره بأمل كبير
اجابت عليه غاليه برسميه كما تفعل دائما معه
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام ازيك يا غاليه عامله ايه
ـ الحمد لله
ـ انا جهزت الشقه وفرشتها كده فاضل انك تيجى تشوفيها ونروح نقدم للولاد فى المدرسة
ـ طيب ماتقدملهم انت هو انا لازم اجى معاك
ـ أه طبعاً عشان يبقول عارفينك وقت ما تحبى تستلميهم وغير كده الاولاد هينبسطوا لو كنتى معاهم فعلاً وخصوصاً فى يوم زى ده
ـ خلاص هتروح امته نتقابل هناك
ـ بكره هعدى عليكى الساعه ٩ الصبح نروح سوا
ـ لا نتقابل هناك
ـ يا غاليه لو سمحت خلى الاولاد اليوم ده يفصلوا فيه عن أى مشاكل بينا عشان يكون يوم مميز ليهم
ـ طيب تمام هستناك بكره
فى اليوم التالى
ارتدت غالية ملابس بسيطة، لكنها كانت في غاية الأناقة والجاذبية. اختارت جيبًا واسعًا من الكلوش باللون الأسود، وعليه بلوزة من الستان بلون كشميري ناعم، تبرز بياض بشرتها الناصع. أكملت أناقتها بحجاب أسود يلف وجهها بجمال. وضعت لمسة خفيفة من مساحيق التجميل، أضفت على ملامحها إشراقة طبيعية.
لم تعلم غالية لماذا أرادت، من أعماقها، أن تبدو جميلة ومختلفة في عيني رياض اليوم تحديدًا. هل كان ذلك رغبة لاشعورية في أن تشعره بالندم على كل ما فعله بها، بشكل غير مباشر؟ أم أنها كانت ترغب في إثارة غيرته، وهي تدرك تمامًا أنه لم يتمكن قط من السيطرة عليها كليًا أو قمع روحها الحرة؟
في داخلها، كان هناك صراع خفي ، جزء منها كان يريد أن يثبت له أنها أقوى مما يتخيل، وأنها قادرة على الوقوف شامخة رغم كل الصعاب التي تسبب بها. وجزء آخر، أعمق وأكثر تعقيدًا، كان يتوق ربما لانتزاع أي شرارة اهتمام منه، أو ربما إثارة شعور ما لديه لم يكن يعرفه. لم تكن متأكدة من الدافع الحقيقي، لكن الرغبة في إظهار أناقتها كانت قوية، كأنها رسالة صامتة موجهة إليه.
أتى رياض وذهب الاولاد له أولا ثم ذهبت هى اليه بعد فتره انتظار قليله
لمعت عينا رياض وهو يراقب غالية، انتابه شعور غريب لم يعهده من قبل. هذه أول مرة يرى فيها تلك الإشراقة عليها، هذه الهالة من الجمال الهادئ الذي يلفها. لكن سرعان ما تحولت نظرات الإعجاب إلى خليط من الاستغراب والغضب.
“عفوًا، هل تضع مساحيق تجميل؟” تمتم رياض في دهشة، وكأن الكلمات تخرج بصعوبة. “هل وضعت ذلك الكحل الذي يبرز جمال وسحر عينيها؟ وما هذا؟ هل تضع شيئًا يطيل رموشها؟”
عقد حاجبيه بحدة، وتساءل في داخله: “هل أصابها خلل في عقلها؟”
الغيرة تملكت منه فجأة، كالوحش الذي ينهش في صدره. هذه الأناقة، هذه الجاذبية التي لم يلاحظها من قبل، أو ربما تجاهلها عمدًا، كانت تثير جنونه. كيف لها أن تظهر بهذا الشكل
هل سيراها أحدا غيره بهذا الشكل ؟؟
امسك رياض مقبض باب السيارة بعن*ف، وهو يجز على أسنانه، محاولًا كبح جماح غض*به الذي كاد يخرج عن السيطرة. كان قلبه ينبض بقوة، مشاعر متضاربة من الغيرة والتملك والألم تتصارع بداخله. لم يكن يتوقع أن يرى غالية بهذه الصورة، وبهذا القدر من التوهج.
“ما الذي تحاولين فعله يا غالية؟” فكر رياض بمرارة. “هل تحاولين إثارة غضب*ي؟
حاول رياض كبح جماح غض*به وابتسم لها بتكلف
ـ ازيك يا غاليه منوره
ثم قام وفتح لها الباب بجانبه
كانت غاليه ترى نظرات عينيه ومحاولته فى كبح غ*ضبه منها ولكنها اظهرت عدم اللامبالاة
ـ لا انا هقعد ورا
ـ الاولاد ورا لو سمحت يا غاليه يلا عشان هنتأخر
صاح الاولاد من الخلف
ـ يلا يا ماما عايزين نروح المدرسة نفسنا نشوفها بابا حكالنا عنها كتير وانتى فوق يلا بسرعه بقى
رضخت غاليه لطلب ابنائها وجلست بجانب رياض وتحرك رياض وتوجهه للمدرسه
دخلوا المدرسة وتم عمل مقابله مع المديره وسألتهم عده أسأله وعن مؤهلاهم وأعمالهم وسألت الاولاد بعض الأسئلة العامه والدراسيه وانتهت المقابلة بقبول الاولاد فى المدرسة وكلب منها رياض أن يشاهدوا المدرسه ويروا فصل اولادهم
طلب المديره من إحدى المعلمين اخذهم فى جوله داخل المدرسة
كانت غاليه تنظر لذلك المكان بإنبهار من المدرسة.
تحدث رياض بهمس بجانب اذنها
ـ ايه رايك يا غاليه عجبتك
ـ جداً الاولاد بجد هيتعلموا هنا ، دى شبهه النادى بتاعهم
ـ أه هيتعلموا هنا وهيكبروا وتفرحى بيهم ، مش ناويه تحبيلهم اخت بقى
نظرت له غاليه بصدمه ثم تركته وذهبت وتمتمت داخلها
ده اتجنن ده ولا إيه
ـ يلا عشان منتأخرش ولو حبيت اجيب بنت ليهم مش هتبقى منك يا رياض
ضم رياض قبضه يده بغضب متمالكا رده فعله
ـ طيب يلا عشان منتأخرش فعلاً
ركبوا السياره مره اخرى وكانوا الاولاد يتحدثون بحماس عن المدرسه وعن ما أعجبهم بها
ـ دلوقتي بقى هنروح شقتكم الجديدة يارب تعجبكم
توجهه بعد ذلك للمنزل الذى اشتراه لهم دخلت غاليه المنزل وتجولت به وكان رياض خلفها يراقب رد فعلها
اعجبها تصميم المطبخ مفتوح على الصاله حتى تراقب اولادها اثناء طهيها للطعام
ثم دلفت لغرفه الاولاد وجدت بها تختين متطابقين ومكتبين ودولابين ومجموعة من الالعاب موضوعه بصندوق ثم ذهبت للصاله وجدت بها شاشه كبيره وجهاز بلايستيشن موصل بالشاشه
دخلت غرفه نومها وجدت غرفه مشابهه لغرفتها السابقه وبها مكنه الخياطه الخاصه بها فى احدى الاركان والديكورات على الحائط لصور امراءه تعمل على ماكينه خياطه وخلفها زوجها وبجانبها ابنائها
تجاهلت غاليه الصوره ثم وجدت غرفه ثالثه
نظرت غاليه لرياض مستفهمه عن تلك الغرفه
ـ ايه دى الكاتبه امانى سيد
ـ غرفه زيادة عشان لو جالك ضيوف
دخلت غاليه الغرفه وجدت غرفه بيضاء بها سرير ودولاب وشاشه تلفاز
لم تعلق عليها وخرجت مره اخرى للصاله لتتحدث معه
ـ عحبتك الشقه محتاجه أى تعديلات
ـ لا تمام كده
ـ هتنقلى. امته
ـ بكره بإذن الله
ـ تمام اتفضلى المفتاح وفى جليسه اطفال هتجيلك كل يوم عشان لو انتى مش موجوده تيجى هى تقعد معاهم
ولو سمحتيلى وقت غيابك ابقى احى اشوفهم واقعد معاهم
اماءت غاليه برأسها بالموافقه
ثم ذهبت لتغادر هى والاولاد لكن الاولاد رفضوا المغادره
ـ ماما احنا عايزين نفضل هنا مش عايزين نرجع هناك تانى هنا احلى وعايزين نقعد مع بابا
نظر ريان لوالدته ثم تحدث بعفويه قصص وروايات أمانى سيد
ـ ماما هما الاولاد اللى كانوا فى المدرسه دول زينا كده باباهم ومامتهم مش عايشين مع بعض
انا نفسى نخرج احنا الاربعه سوا نتصور سوا صوره توريها لصحابى بعد كده احنا ليه مافيش صوره بتجمعنا إحنا التلاته مع بعض
آمن مالك على حديثه
ـ بابا انا نفسى نخرج احنا الاربعه مع بعض نفسى نامل بره زى صاحبنا فى الحضانه
نظر رياض لغاليه التى تجاهلت نظراته وداخلها ح*رب
من جهه كرامتها ولا تضمن رد فعل رياض معها إذا عادت إليه أن يعود كما كان فى السابق وبين اولادها وهى على يقين بأن حديثهم هذا نابع من داخلهم .رجوعها لرياض بمثابه العوده للماضى الذى تريد التخلص منه
لكنها لم تضع مشاعر ابنائها فى الحسبان هى كانت تعمل على توفير حياه رفاهيه لم ينقصها شئ لم تحرمهم من رؤيته إذا لما يضغطوا عليها ؟؟
قاطع حديثهم وافكارها اقتراح رياض
ـ كيب إيه رأيكم انهارده نروح نتغدى كلنا فى المول
تحججت غاليه بالعمل
ـ مش هينفع عندى شغل كتير محتاجه انهيه
تحدث ريان بمشاغبه
ـ هو الشغل أهم مننا يا ماما وبعدين دى اول مره ناكل سوا
مالك : اه يا ماما ريان عنده حق لو سمحت وافقى عشان خاطرنا احلى الشغل انهارده بس ووعد هنسمع كلامك بعد كده
ظل الاولاد يلحون عليها إلى أن رضخت فى الاخير لطلبهم وذهبوا لإحدى المولات الكبرى وجلسوا يتناولوا الطعام فى إحدى المطاعم
وبعدها اوصل رياض غاليه لعملها وعاد بالاولاد لمنزلهم الجديد وقرر الجلوس معهم إلى أن تأتى غاليه ووقتها سيرحل ابلغته غاليه انها ستتصل به اثناء عودها حتى يذهب قبل أن تأتى ووافق رياض على حديثها
ذهب رياض وباشرت عملها وقامت بالاتفاق مع العمال حتى يفتحوا باقى الشقه ويحولوا المنزل لمصنع صغير
وفى اليوم التالى قامت باكراً واوصلت اولادها للحضانه وذهبت لمنزلها جمعت ملابسهم وعادت بها للمنزل ووضعتهم فى خزانتهم وعادت للحضانه لاخذهم للمنزل وخضرت الطعام وتركته لهم وقرر رياض أن يأتى يجلس معهم حتى تأتى غاليه من عملها كما فعل أمس إلى أن تأتى الجليسه
ووافقت غاليه فهى تطمأن على اولادها عندما يكونوا مع ولادهم اكثر من جلوسهم بمفردهم
فى المساء اتصلت والده ليلى وقد حضرت لهم موعد مع ثلاث من مديرين المدارس ليتحدثوا معهم بشأن توريد ملابس المدارس لهم بأسعار مناسبه
******&********&*****&******
فى جهه اخرى فى منزل حسين كان يجلس برفقه رغداء ويتحدثون بشأن نزولهم لمصر
ـ بصى يا رغداء انا خلاص قررت الاسبوع الجاى هننزل اجازه وهنقابل ايناس انا وانتى ونبلغها بأمر جوازنا
ابتسمت رغداء بمكر فأخيرا أتى اليوم الذى تنتظره أن تعرف ايناس بأنها اخيرا تزوجت ومِن مَن من زوجها حسين ، كانت تتمنى أن يمر الاسبوع بسرعه حتى ترى رده فعلها
فدائماً ما كانت ايناس تعايرها بمرضها وتأخر حملها ودائما ما تنصحها من الزواج أيا كان الشخص حتى لا تحصل على لقب عانس
تزكرت ذلك اليوم الذى اقترحت عليا والد صديقتها لتتزوجه بعد أن توفيت زوجته
لم تنسى كلامها يوماً وهى عملت بنصيحتها وتزوجت ولكن من زوجها