رواية شهد مسموم الفصل الخامس والعشرون والاخير
في منزل يوسف
ذهب محمد و فاطمة الى شهد حتي يفهمون ماذا يحدث؟
تجلس أمامهم بخوف و توتر، و لا تعلم كيف تبدا معهم الحديث؟كيف تخبرهم بما فعلت؟ هي متأكدة أنها سوف تكون صدمة كبيرة لهم، أخرجه من شرودها محمد و هو يقول بصوت عالي: شهد.
التفتت له بانتباه ,أكمل بعصبية: ما سبب مكالمة يوسف لي؟ هو غادر المنزل منذ شهر، ماذا حدث حتي تصل الأمور لهذا الوضع؟ تحدثي شهد.
أخذت نفس عميق و قالت بدموع: قبل أن أخبركم بما حدث ؟ يجب العودة الى الماضي و نتذكر كيف تمت هذه الزيجة؟ ماذا فعل حسين و يونس معي؟ ما حال الأيام التي مرت عليكم و أنتم تشعرون بالضعف و قلة الحيلة؟ لانكم لا تستطيعون حمايتي من هذا الحقير ، تذكروا كم عانيت أنا ؟ كم بكيت ؟ كم كنت خائفة؟
لتردف فاطمة بدموع و هي تتذكر الماضي: نتذكر شهد و لا نستطيع النسيان، لكن لماذا هذا الحديث ؟
لتردف بدموع شديدة: أنا أيضا لا أستطيع النسيان ، لذلك قررت الانتقام من حسين و عائلته ، و هذا سبب حديث يوسف إنه كشف الحقيقة.
ليسأل بهدوء: كيف اخذتي الثأر ؟
تنهدت بحزن ثم قالت كل شيء للمرة الثالثة ، و بالتأكيد كان الأب و الأم يسمعون الحديث بصدمة كبيرة ، و يسألون متي تغيرت شهد؟ متي أصبحت بهذا الحقد؟ كيف استطعت فعل كل ذلك؟ في السابق كانت تخشى الحديث مع البشر، أما الآن تحولات إلى شيطان في هيئة إنسان.
مجرد أن انتهت من الحديث الذي أصبح يهلك روحها ، قال بهدوء: الآن علمت أن قرار يوسف صحيح، كيف له أن يكمل حياته مع شيطانية مثلك؟ انهضي حتي نذهب الى المنزل، لأن يوسف لا يعود بعد شهر او شهرين ، هو لا يستطيع تكملة الحياة معكِ.
أومأت رأسها اعتراضاً و صرخت بغضب: لا أترك منزلي، هو سوف يعود لا يستطيع الابتعاد عني.
تحدثت فاطمة بمقاطعة و هي تصرخ بعصبية: هو لم يعود ، لو كان يريد العودة كان فعل، لكن حديثه مع ابيكِ يثبت أنه لا يريد التكملة معك، و هو قرر الفراق، أنا مصدومة لا أصدق أنتِ لست ابنتي ، لست ابنتي.
نهضت من مقعدها و قالت بدموع: يجب عليكم دعمي، يجب عليكم تشعرون بالنار المشتعلة في قلبي، كيف بهذه السهولة تستطيعون نسيان ما حدث معي؟
نهض أبيها ، و قال بحزن : الحديث لن يفيد الآن ، هيا.
قالت بدموع: سوف يعود ، هو يحبني ، أنا أسكن في روحه و قلبه ، سوف يعود.
صرخ بغضب شديد: هيا هو لم يعود ، لم يعود.
دق الباب ذهبت فاطمة تفتح ، كانت عفاف و يونس ، قالت بهدوء: مرحبا بكم.
ابتسمت فاطمة و قال محمد : هيا شهد.
أومأت شهد رأسها بالموافقة.
لتسأل عفاف بتوتر : أين تذهبين يا شهد ؟
أجاب محمد بهدوء: إلى منزلها.
ليردف يونس بهدوء: لكن هذا منزلها عمي.
وقف بجوار شهد وضمها إلى حضنه ، و هي كانت في حاجة إلى هذا الحضن، كم هي متعبة من الركض دائما، الآن لا يوجد شيء مخفي، الآن تريد الراحة ، كانت تشعر بالسكينة و الطمأنينة و هي في حضن أبيها ، أما هو متاكد أنها لم تفعل الصواب و اخطأت، لكن هو أب سوف يقف في وجه الجميع و يكون الدعم لها ، و يخبر الجميع أنها لم تخطئ.
ليردف بهدوء: هذا ليس منزلها ، أخوك طلب مني أنا أخذ ابنتي حتي يستطيع العودة ، ابنتي لأنها فتاة صالحة لم تترك المنزل و كانت تنتظر زوجها ، لكن زوجها لا يستحقها.
قالت عفاف بهدوء: هو فقط مصدوم و حزين بسب ما فعلتها.
صرخ محمد بصوت عالي لم يسمح لها التكملة: ما فعلتها ابنتي هو الصواب، أنتم تسحقون أكثر من ذلك، ابنتي تعذبت لأنها استخدمت حقها في اختيار شريك حياتها ، ياليت كنت فعلت أنا ذلك، لكن أنا ضعيف و شهد قوية.
قال يونس بندم و هو ينظر إلى الأسفل: أنت على حقا، لكن أنت تعلم أن يوسف يحب شهد ، من فضلك أتركها هنا .
احتضن يديها وضع قبلة علي يديها و قال بهدوء: ابنتي في منزلها، و سوف تغادر هذا المنزل خالية اليدين ، لا تريد شيء منكم ، كل ما نريده هو الطلاق، أخبر يوسف أننا نريد إنهاء إجراءات الطلاق في أقرب وقت.
و غادر و هو يمسك يديها و خلفهم فاطمة التي لا تعترض على حديثه.
قالت عفاف بعصبية: أطلب يوسف و أخبره بما حدث حتي يعود.
تقف أمام المنزل من الداخل و تخشي أن تخطو خطوة و تكون خارج المنزل، كانت لا تريد دخول هذا المنزل ، لكن الآن لا تريد المغادرة.
غريب القدر يجمعنا و يفرقنا دون إرادة منا.
في منزل محمد
مجرد أن أغلق الباب ، ألقت نفسها في حضن أبيها ، لكن هو لم يبادلها الحضن , كان يرفع يديه في الهواء، أمسكت يده و قالت : بابا أنا في حاجة إلى حضنك ، أشعر بالبرد.
جلست فاطمة الأريكة و تبكي على حال شهد .
هو لا يستطيع الصمود ، ضمها بحب شديد و قال بدموع: لماذا ؟ لماذا تفعلين ذلك ؟ لماذا؟ أنتِ أمام الله مذنبة.
لن تجيب لكن كانت تصرخ في حضن أبيها.
و بالفعل عاد يوسف مجرد علمه أنها غادرت.
في منزل عفاف
تحدثت عفاف بصوت عالي: أين كنت كل هذه المدة؟
أجاب بهدوء شديد: كنت في حاجة إلى راحة.
ليسأل يونس بعصبية: لماذا لم تجيب على الهاتف؟
ليجيب بهدوء شديد: لا أريد الحديث.
قالت عفاف بصوت عالي جدا: ما هذه الطريقة في الحديث ؟ تحدث بشكل أفضل، لماذا فعلت ذلك مع شهد؟
ليجيب بهدوء شديد الذي جعلهم يفقدون أعصابهم : أنتم لا تعلمون ماذا فعلت؟
قالت بهدوء: نعلم كل شيء ، و هي فعلت الصواب حتي تنتقم بسبب أفعال حسين ، يجب السير إلى الأمام دون النظر إلى الخلف.
أكمل يونس بندم و حزن: نحن فعلنا فيها أشياء سيئة، كانت على حق و هي تفعل ذلك.
و هنا تخلي عن الهدوء و نهض من مقعده بغضب شديد و قال : هي فعلت الصواب و هي على حق ، لأنها فعلت كل ذلك معنا ، لو أنتم تستطيعون السماح أنا لا أستطيع.
كان يغادر لكن قالت عفاف: يوسف محمد يريد انهاء اجراءات الطلاق في اقرب وقت ، قال إن ابنتها مازالت صغيرة، و تستطيع الزواج.
ابتسم يونس بهدوء و قال: حتي قال إن العريس موجود ، و بعد انتهاء العدة سوف تتزوج شهد.
كان يعطي لهم ظهره ، و مجرد سماع أن شهد تصبح زوجة شخص آخر ، أصبح يتنفس بغضب شديد و نظر لهم و قال: هي لا تكون لأحد غيري، سوف تظل هكذا، ليست متزوجة او مطلقة أنا سوف أنتقم منها، هي من اخترت دائرة الانتقام ، إذا تتحمل العقاب.
و غادر و أغلق الباب بقوة ، حتي انتفض الجميع.
سألت سعاد بعدم فهم ، التي فضلت عدم التداخل في الحديث هي و ملك.
لتسأل : هذا الحديث صحيح، محمد يريد زواج شهد بهذه السرعة.
ابتسمت عفاف و قالت: أنا فقط اشغل غيرة يوسف.
قالت ملك بحزن: لكن هو قال سوف تظل هكذا.
قالت بهدوء : أنا أعلم أن يوسف لا يحب شهد، هي تسير في عروقه ، لو كان يستطيع النسيان لكان فعل منذ زمن، هو فقط غاضب منها ، بضعة وقت سوف تعود الأمور بينهم.
قال الجميع بصوت واحد: اللهم امين يارب العالمين.
منذ أن صعد و هو يقف أمام الباب، يخشي الدخول و هو يعلم أنها ليست في الداخل، هو متاكد مجرد دخوله سوف يضعف ، جلس على الدرج ، و بكي بقهر و حزن، هو الآن عالق في مفترق الطرق ، لا يستطيع البعد و لا مستعد للقرب.
أخرج هاتفه و نظر إلى صورتها و قال بدموع : هل تريدين الزواج من غيري؟ هل تستطيعين نسياني بهذه السهولة؟ هل أنتِ غاضبة مني؟ اعتذر أقسم لكِ كل صفعة كانت تجرح قلبي أنا، لكن أنا حزين منك ، أجل أنتِ خدعتني ، قلبي يؤلمني بشدة ، أنا أحبك لكن لا أريدك ، هل تفهمين شيء ؟ أنا لا أفهم شيء.
في منزل محمد
في غرفة شهد تجلس على الفراش في المنتصف و من جهة سما و جهة أخرى رحمة.
منذ ساعة و هنن صامتين ، فقط دموع ، هي تبكي على حالها ، و هنن يبكون عليها.
تدلف فاطمة و هي تحمل صينية طعام ، و حاولت رسم الابتسامة ، لكن عيونها تخبر الجميع أنها لا تكتفي من ذرف الدموع ، لتردف بابتسامة: ما هذا فتيات؟ لماذا البكاء ؟ أن شاء الله سوف تتصلح الأمور ، لكن البكاء لن يفيد و أنتِ رحمة موعد الولادة اقترب يجب التغذية السليمة و توقفي عن البكاء.
و نظرت إلى سما و سألت: لا يوجد أخبار.
أومأت رأسها اعتراضاً.
و أكملت الحديث : إذا يجب عليك أنتِ و شهد الإنتباه علي رحمة لأجل الجنين.
وضعت يدها تلاقيا على بطنها و حدثت نفسها أن يجب عليها الاعتناء بهذا الجنين ، ليس له ذنب ، لا تتحمل خسارة الطفل و أبيه ،يكفي خسرت أبيه، نظرت إلى فاطمة و قالت بهدوء: ماما ضعي الصينية أنا اتضرعا جوعاً.
وضعت الصينية أمامها ، بدأت شهد في تناول الطعام ، ظنوا أنها تفعل ذلك لأجل رحمة و تناولت رحمة و سما معها الطعام.
بعد رحيل الفتيات ، تقف في غرفتها و تنظر إلى منزلها التي أصبحت لا تستطيع الابتعاد عنها ، كانت لا تشعر بالراحة في غرفتها ، تشعر أنها غريبة ، لا تتصرف بحرية ، تريد العودة الى هذا المنزل ، تريد العودة إلى يوسف، تذكرت المدونة التي سجلت فيه تاريخ زواجها و توعدت بتدمير المنزل، جلبتها و نظرت له ، و تذكرت كانت تقف في نفس المكان ، كانت تنظر إلى نفس المنزل ، الفرق في السابق كانت حزينة لأنها تذهب اليه و الآن حزينه أنها أبتعد عنه، نظرت إلى المدونة ،
و قالت بندم و دموع : أنا لم أدمر حسين و عائلته فقط، أنا دمرت نفسي معهم ، أنا خسرت روحي الطاهرة، كانت أول خطيئة صعبة ، لكن مرة بعد مرة أصبح الأمر شيء عادي، أصبحت لا أخشي فعل الذنب، لا أفكر في الله قبل فعل المعصية، كنت أكذب و اخفي الحقيقة عن البشر و نسيت أن الله يري و يسمع كل شيء ، كنت أخجل من البشر بدل أن أخجل من الله، هكذا حالنا نحن البشر أولا نرى فعل الذنب خطيئة كبيرة و نظل نبكي و نستغفر و نقسم أننا لا نعود إلى الذنب مرة أخرى ، و لكن للاسف نعود و في كل مرة ترتكب ذنب تكتسب مناعة ضد الخوف من ارتكب الذنب.
من قال أن الانتقام يريح القلب؟ للاسف الانتقام يحرق روحك أكثر فاكثر، تصبح أسير شرارة الانتقام ، و لا تستطيع التوقف، و بعد الانتهاء من الانتقام تظن أنك نجوت، لكن أنت هزمت، فلا تشعر بالراحة و السكينة والطمأنينة ، الآن أقول لنفسي ، ماذا لو كنت تقبلت الواقع؟
الآن شمعة الندم تحرقني، لا أستطيع تخطي الامر، كنت أرى أن حسين يستحق العقاب ، و أنا ماذا استحق؟ حتي أنا فعلت معاصي كثيرة، هل الله يقبل التوبة؟ أريد العودة الى الماضي ، ياليت أستطيع العودة ، كنت لا أنتقم و كنت فوضت امري الى الله، فهو المنتقم الجبار ، لكن الآن أنا في مفترق الطرق ، لا أستطيع العودة الى الماضي ، و لا. أستطيع تخطي الأمر.
إذا كنت رضيت بالقدر ، كانت حياتي تكون أفضل، لن أنكر أن تمت هذه الزيجة بطريقة خطأ ، لكن اتضح أن هذا الصالح لي، الله رزقني بزوج و حبيب ليس له مثيل ، احيانا تكون البدايات خطأ و لكن النهايات تكون الصواب و العكس صحيح.
تنهدت بحزن ثم قالت: الآن انتهي الأمر ، الندم لم يفيد الآن، يجب أنال العقاب على أخطائي.
مازال يوسف يجلس على الدرج، حتي أخذ نفس عميق و نهض ، دلف إلى الداخل ، ينظر في أرجاء المنزل و يقول: شهد ، شهد ، شهد.
هو يعلم أنها ليست هنا، لكن يريد الشعور أنها موجودة ، دلف سريعاً إلى الشرفة حتي ينظر إلى غرفتها.
كانت مازلت تقف في الشرفة ، كانت المسافة بين المنزلين ليس بعيدة، لذا كان سهل عليهما النظر في عيون بعض، تلاقت عيونهم في نظرة ممتلئة بمشاعر كثيرة ، شوق وحنين و حزن و دموع، و عتاب...
عيون شهد تطلب السماح و الغفران.
عيون يوسف تخبرها أنه لا يستطيع السماح و الغفران.
كانت تبكي بشدة أما هو كان يقف بصمود أمامها ، و كأنه لا يهتم بها.
دقائق معدودة و دلف قبل أن يضعف أمام دموعها.
أغلق الشرفة و جلس على الأرض وضع رأسه على الباب و
قال بدموع: ماذا أفعل حتي أستطيع الابتعاد عنها ؟ إلى أين أذهب حتي لا أرها مرة أخرى ؟ كيف اريح قلبي من هذا الالم ؟ ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل؟
نهض سريعاً و غادر المنزل و توجه إلى منزلها، كانت مازالت تقف في الشرفة ، ابتسمت بسعادة و هي ترى أنه جاء إليها.
قبل أن يدق الباب فتحت هي ، وقف أمامها و قال بدموع غزيرة: أريد الحرية، أريد الحرية.
نظرت له بعدم فهم ، حتي أكمل هو : أريد التحرر من حبك، أريد يخرج حبك من قلبي، أريد الإنفصال عنكِ بدون الشعور بالألم ، أعطيني حريتي ، أعطيني الحرية.
لن تجيب كانت تبكي فقط.
هرول سريعاً من أمامها.
في اليوم التالي
ذهبت شهد بمفردها إلى الطبيبة.
بعد الفحص ،كان عمر الجنين شهرين ، و الحالة مستقرة ، أخذت التعليمات و رحلت ، كانت حزينة لأنها بمفردها.
و هي في طريق العودة ، أخبرتها سما أن رحمة في المستشفى.
ذهبت سريعاً إلى هناك، و ياللصدفة كانت ملك أيضا في نفس المستشفى ، وجدت جميع العائلة إلا ملك.
اقتربت من عفاف و سألت بهدوء: هل ملك بخير ماما؟
أجابت بهدوء: أن شاء الله تكون بخير حبيبتي ، سوف تنجب لي حفيد.
أجابت بابتسامة : مبارك ، سوف أذهب حتي اطمئن على رحمة.
و رحلت بدون انتظار إجابة ، كان يقف يتصفح الهاتف و لا يعير لها إهتمام.
أنجبت ملك محمد
و رحمة تؤام فتيات و أخترت أسماء لهنن ، سما و شهد.
مر شهرين و هكذا مر ثلاث شهور على فراق يوسف و شهد ، و مازالت لن تخبر أحد بالحمل، و كان الحظ معها أنها لم يظهر عليها ،الجميع حياته سعيدة و مستقرة حتي سما حامل ، إلا هما يعيشون في عذاب بلا نهاية، لا يوجد راحة فى الفراق .
كان فراق يوسف أكبر عقاب لها، كانت تتمني اي عقاب غير هذا العقاب ، لكن كان العقاب بمثابة صفعة حتي تعود إلى الله، و تتوب من الذنوب التي فعلتها.
اقتربت من الله مرة أخرى....
قررت عدم الانتظار أكثر ، يجب وجود حل لهذه الأزمة.
في المساء ،يعود من الخارج ، كانت تنتظرها أمام منزلهم على الدرج، نظر لها بتعجب ، لكن لم يتحدث معها ، دلف إلى المنزل و كان يغلق الباب ، لكن قالت بدموع: من فضلك اسمعني.
لم يغلق الباب و انتظر حديثها.
لتردف بدموع: حبيبي يكفي فراق ، يكفي عذاب، قصتنا أنا و أنت غريبة جداً ، دائما يكون هناك طرف يريد انهاء العلاقة و الاخر يريد الحافظ عليها، في السابق كنت أريد الفراق و أنت البقاء و الآن تبادلت الأدوار ، هيا يوسف نبدا معنا من جديد، هيا معنا نتعافي من جرح الماضي، لو افترقنا سوف نخسر كثيرا ، أنا أحبك.
ليجيب بهدوء: هل تريدين إضافة شيء ؟
أومأت رأسها اعتراضاً
قال بهدوء: إذا ارحلي.
صرخت بصوت عالي: ما هذه القسوة؟ متي تحولت إلى هذا الشخص؟ أنا ابكي أمامك و قلبك ليحزن لأجلي ،أنت وعدتني الآن أريد منك الوفاء بالوعد، أريد حقي منك ، كل وعد وعدتني بي أريدها الآن.
ليصرخ بصوت عالي جدا: أنت خدعتني ، عندما قدمت لكِ الوعد ، لم تخبرني عن أفعالك السيئة ، كان يجب أن تكوني صريحة معي قبل أخذ الوعد.
لتردف بدموع: لماذا تفعل معي ذلك؟ لماذا لم ترى أني كنت مظلومة ؟ أنت وعدتني أنك سوف تظل بجواري دائما ، وعدتني أنك سوف تظل حبيبي مدي الحياة، أين كل هذه الوعود ؟
جلس على الدرج و قال بهدوء: أنتِ مظلومة و أنا ماذا؟
أصبحت أنا الشرير في القصة، أنا الشرير و أنا كنت أخبرك كم أحبك ، و أنا على استعداد التضحية بالجميع لأجلك ، لكن في الاخير كانت شهد تفتخر بحب يوسف لها على أنه حق مكتسب ، لم يحزن قلبك و أنا مثل المغفل لا أعلم ما يدور حوالي ، لم تقولي أنه يحبني و سوف انسي الانتقام، أنتِ في السابق كنت لا تستطيعين النسيان و أنا أيضا لا أستطيع.
قالت باعتراض: كلا يوسف، لا تضع نفسك مكاني أنت لا تعاني مثلي، أنا انتهت حياتي بسببك أنت و عائلتك ، اياك أن تفكر أنك في نفس مواقفي.
قال بهدوء و هو ينهض من على الدرج : انتهي الأمر و انتهي هذا الزواج، و يجب التعافي من حبك.
و صرخ في وجهها و قال: حبك مثل السم يسير في عروقي و يقضي عليا، سوف اتخلص من هذا السم حتي أعيش بسلام.
لتردف بدموع: لكن أنا أحبك ، و لا أريد أن افترق عنك .
لم يجيب و كان يغلق الباب ، لتسأل بدموع: لا يوجد فرصة آخرى لي.
قال بحزن: انتهت كل الفرص.
و أغلق الباب بقوة.
و الآن تذكرت الكابوس عندما كانت في مملكة شاهر ، عندما أغلق الباب في وجهها .
دقت على الباب بقوة و قالت: يوسف أفتح الباب ، أنا لا أستطيع الابتعاد عنك ، يكفي عذاب و فراق ، هيا نعيش حياتنا مثل الجميع ، من فضلك أفتح الباب.
لم يجيب ، رحلت بحزن.
تدلف المنزل، كان محمد ينتظرها ، ليسأل بعصبية: أين كنت؟
لتردف بهدوء: كنت في منزلي.
صاح بصوت عالي: اي منزل، المنزل الذي تم طردك منه.
لتجيب بمعارضة: بابا من فضلك هذا مازال منزلي و يوسف زوجي.
نهض و ذهب إليها ، و قال بعتاب: هل كنت تتوسلين إليه حتي يعود لكِ؟ خسرتي كرامتك أمامه.
شعرت بالانهيار و الهزيمة ، لتردف بدموع: أنا فقط كنت اعتذر عن ما بادر مني، لكن لم أتوسل له.
سأل مرة أخرى بهدوء شديد: هل أنتِ واثقة؟
لن تجيب لأنها توسلت له ، ليكمل محمد: سوف أطلب منه يأتي لإنهاء إجراءات الطلاق ، هل لديك مانع؟
لم تفكر ثانية ، بل أومأت رأسها بالموافقة و الدموع تسيل على وجنتيها بغزارة.
أخرج محمد هاتفه و قام بالاتصال على يوسف ، كانت تدعو الله أن يرفض الطلاق.
فتح محمد مكبر الصوت ، مجرد أن فتح الخط بدون سلام قال بهدوء: أريدك تأتي الغد لأجل إنهاء إجراءات الطلاق.
لم يعترض أو يأخذ ثانية في التفكير ، ليردف بهدوء: من دواعي سروري.
وضعت يدها على فمها و هرولت إلى غرفتها ، ألقت نفسها على الفراش و في الآونة الأخيرة كانت الدموع رفيقة الدرب.
كانت لا تستطيع النوم ، ظلت مستيقظة طول الليل ، تفكر أن عند حلول النهار سوف تنتهي علاقتها مع يوسف ، و قررت لن تخبر يوسف بالحمل إلا بعد الطلاق و في هذا الوقت حتي لو هو أردا هي لن تعود، لأنه في هذه الحالة يعود لأجل الجنين.
قضت الليل في الصلاة و قراءة القرآن الكريم و تدعو الله أن لا تفترق عن يوسف.
هو أيضا ليس سهل عليه يفترق عن حب الطفولة ، لكن لا يستطيع السماح ،و لا يستطيع الفراق، لكن إذا انفصل عنها جايز تتحسن الأمور
أيضا قضي الليل في الصلاة و قراءة القرآن و الدعاء أن يريح قلبه.
بعد صلاة الظهر
يجلس محمد و فاطمة و معهما آدم ينتظرون قدوم يوسف مع الشيخ.
و كانت شهد مع سما و رحمة في غرفتها ، لكن لا تبكي أو تتحدث ، صامتة فقط.
دق قلبها سريعاً ، عندما سمعت طرقات الباب.
ثم سمعت صوته و هو يلقي التحية، غادرت رحمة حتي ترى ما يحدث في الخارج، و ما هي إلا دقيقة و عادت سريعاً و ملامحها لا تفسر.
سألت سما بخوف: ماذا حدث ؟
جذبت يد شهد ، وقفوا خلف الباب و سما معهم .
في الخارج
كان يوسف مع عائلته و حازم بملابس رسمية ، كانت تنظر فاطمة بتعجب ، لتسأل : أين الشيخ يا يوسف؟ لماذا تأتي بجميع العائلة ؟ كان يكفي يونس فقط.
أخذ نفس عميق و قال بهدوء: عمي محمد.
اجاب بهدوء: نعم.
أكمل بهدوء: هل تقبلني زوج لشهد؟
احتلت الصدمة الجميع إلا عائلة يوسف و حازم.
قال بهدوء: يوسف لا أفهم شيء ، نحن نجتمع حتي إنهاء العلاقة.
لتكمل فاطمة باستغراب: ثم تريد الزواج من زوجتك.
قال بهدوء: أنا و شهد ظروف زواجنا الجميع يعلمها ، لم تكن مثل أي زيجة، كانت بدافع الخوف و الانتقام ، لذا أنا قررت اليوم أن نبدا حياة جديدة أنا و شهد، و لا نلتف الي الماضي ، هي كانت مظلومة و انتقمت ، حتي أنا تعاملت معها بأسلوب سئ ، لكن الآن نحن اغراب و أنا هنا مع عائلتي لطلب الزواج من ابنتك ، هل تقبل ؟
ليردف محمد بابتسامة: الحقيقة أنا لا أعرفك ، اتركني حتي أسأل عنك.
ليقول يونس بمزح: صحيح أنا من طرف العريس لكن من رأى تمهل في التفكير.
قال حازم بصوت عالي: أتفق معك.
قال يوسف بعصبية : أنا لا أعرف هؤلاء.
قال محمد بهدوء: أنا متأكد أنك زوج صالح و سوف تحافظ على ابنتي.
لتكمل فاطمة بابتسامة: يجب نأخذ رأى شهد، أكيد هي ليست موافقه.
جاءت مسرعاً من غرفتها و قالت بصوت عالي: موافقة ، موافقة .
أبتسم الجميع ، نهض من مقعده و ذهب أمامه ، و قال بهدوء: شهد حديثك صحيح يجب نسيان الماضي و عدم النظر إلى الخلف ، منذ هذه اللحظة نبدا حياة جديدة ، حياة بدون كذب و خدع ، حياة صادقة مبنية على الحب، هل من السهل أن أنسي حبك؟ سوف أظل أقولها لو كنت أستطيع نسيان حبك لكنت فعلت منذ زمن، كنت فعلت و أنتِ لا تعطيني اي فرصة، أنا أحبك منذ الطفولة ، مرت أعوام و كل عام يمر حبك يزيد في قلبي، فكيف حب أعوام يتبخر في أيام و شهور؟ للمرة الثالثة سوف نبدأ حياة جديدة.
جلس على ركبتيه ، و قال بحب: شهد حياتي هل تقبلين الزواج مني ؟
انهارت من البكاء الشديد و أومأت رأسها بالموافقة ، نهض يوسف وضمه الي حضنه، و قال بندم: اعتذر عن ما بادر مني.
أجابت بدموع: أنا أيضا اعتذر.
قال حازم بصوت عالي: عمي محمد هل المخطوبين يفعلون ذلك؟
نهض و قال : شهد.
ابتعدوا بخجل شديد ، و قالت بخجل : نعم.
قال محمد بمزح: هذا خطيبك، يتبقي الخطوبة ثم عقد القرأن ثم زفاف و ما ادرك ما ترتيبات الزفاف.
فتح عيونه بصدمة : كل ذلك، أنا أتراجع عن حديثي، هي زوجتي و سوف نكمل على الماضي، لا يجب بدأ حياة جديدة.
قال ذلك و حملها، صرخت بصوت عالي و قالت : ما هذا الجنون يوسف؟
ليردف بابتسامة: سوف اخطفك زوجتي العزيزة.
و غادر المنزل ، و كان يهبط الدرج ، لتردف بعصبية: يوسف هل نسير في الشارع بهذا الشكل؟
قال بهدوء: أنتِ زوجتي.
قالت بعصبية: أعلم يوسف لكن من فضلك نزلي هذا عيب ، ليس من عاداتنا و تقاليدنا ، من فضلك.
نزلها و قال بهدوء: كنت لا أخرج في الشارع هكذا، كنت فقط امزح معك حبيبتي.
مسك يديها و ذهبوا إلى المنزل.
تقف أمام المنزل و تنظر له بذهول، كان المنزل من الطابق الاول مزين بالورود ، دلفت و هو خلفه و أغلق الباب و قال و هو يحمله مرة أخرى: هنا لا يوجد أحد.
كانت تنظر إلى المكان بسعادة، وصلوا إلى منزلهم، كانت طاولة عليها كل انواع الطعام،و قالب كيك مكتوب عليها
(للمرة الثالثة زواج سعيد )
نظرت له بدموع و قالت بحب: شكرا لوجودك في حياتي.
شد لها الكرسي و جلست و هو أمامه و قال بهدوء: شهد من الآن فصاعدا ، لا يوجد بينا إلا المودة والرحمة مثل أمر الله و رسوله عليه الصلاة والسلام.
قالت بابتسامة: عليه افضل الصلاه والسلام.
و أكمل بهدوء: لا يوجد كذب لا يوجد خدع ، سوف نكون كتاب مفتوح أمام بعض، هل تفهمين ؟ لا يوجد إخفاء اي شي حتي أن كان صغير.
لتردف بابتسامة: أنا الآن كتاب مفتوح أمامك ، لا يوجد شيء لا تعلمه.
ثم صرخت و قالت: يوجد شيء.
تنهد ثم قال: ماذا ؟
نهضت و ذهبت إليه و مسكت يده وضعته على بطنها و قالت : هنأ.
قال بعدم فهم: ماذا يوجد هنا؟
لتردف بعصبية: كيف التحقت بكلية الطب و أنت تعاني عدم الاستيعاب بشكل سريع؟ ماذا يوجد هنا ايها الطبيب؟
نهض من مقعده و قال : شهد أنتِ حامل.
أومأت رأسها بالموافقة ، ليكمل : منذ متي و أنتِ تعلمين الخبر؟
لتردف بهدوء: منذ الليلة التي علمت بها كل شيء ، كنت أريد أخبرك لكن حدث شيء آخر.
ليسأل بعصبية: لماذا لم تخبرني كل هذا الوقت؟
لتردف بهدوء: حتي إذا عودت لم تعود لأجل الجنين ، كنت أريدك تعود لأجلي أنا.
ليسأل بهدوء: و إذا لم أعود.
أجابت بدموع: اليوم الذي تعلم في قصة الحمل ، كنت لا أعود لك مهما حدث.
نظر لها بصدمة و قال: ما هذه القسوة؟
أجابت بتذمر : هذا أنا اخبرني عن نفسك ايها الطبيب ، تخيل انك انهالت عليا بالضرب و أنا حامل ، طلبت منك السماح لكن كنت لا تفعل ، أنا أكرهك ايها الطبيب.
لف يده حول عنقها و قال بابتسامة: لا نتحدث عن الماضي.
أومأت رأسها بالموافقة
ليردف بحب: أنا أيضا أريد أخبرك شيء.
همس لها بحب: أحبك شهد حياتي.
لتردف بابتسامة بحب: و أنا أحبك أيضا ايها الطبيب.
ليردف بابتسامة: هيا سوف نبدا حياتنا بالصلاة.
يقف أمام في الصلاة، و هي خلفه ، و بعد انتهاء الصلاة قراءه الاذكار و ما تيسر من القران الكريم.
وقطعوا وعد جديد مع حياة جديدة.
و بعد شهور ، اكتملت السعادة بولادة شهد، أنجبت صبي و اسمه (تيم) ......
تمت بحمد الله