رواية احتلال محرم الفصل السابع والعشرون
فقدان الأمان والاستقرار بيبقى صعب جداً على اللي حاسه وعايش فيه،وده بالظبط اللي بتمر بيه ندى وكمان ليله، كان نفسهم في سند حقيقي يقف جمبهم وقت احتياجهم وضعفهم، ندى كانت بتحلم بحياه رومانسيه جميله تشبه الورود في الربيع بس فتحت عينيها ع صحرا مليانه شوك، كل واحده فيهم كانت بتتمنى حياة وردية بالشكل اللي رسمته ليها لكن للأسف اتخذلوا أكتر من مرة، بس هنشوف بكره مخبي للاتنين دول إيه؟!
طول الطريق ندى كانت مشتته فكرياً أعصابها بترتجف من موقف مازن البشع معاها وهجومه عليها بالشكل ده،مش قادره تتخطاه، إنسان قذر استقوى عليها لكونها أنثى وفكر أنه يقدر يكسرها،زائد اعتراف أمير بحبه ليها في الوقت الغلط بعد مانهارت منه وبسببه، كان لازم يرمم كل شرخ سببه ليها أولاً وبعد كده يعترف بحبه زي ما هو عايز، ديما الإنسان بيمر عليه وقت مابيبقاش عارف يفكر ولا ياخد القرار الصح وقت انهياره، عنده تناقض وخوف مابين هل كده صح ولا غلط؟ هل ده مكسب ولا خساره! التشتت الذهني من اسؤا المراحل اللي بيمر بيها الشخص ويحس أنه وحيد في كون واسع مليان بني ادمين، فاقت من شرودها قدام باب شقتهم فتحت ودخلت بإستعجال عايزه توصل لشمس اختها بأي طريقه، علشان تزعقلها لانها شكت إنها اللي بلغت أمير بمكانها لأنها الوحيده اللي تعرف هي رايحه فين، وبقت على آخرها من تصرفاتها الطايشه، مشيت في إتجاه اوضتها لكن والدتها وقفتها وقالت:- حمد لله على السلامه يا ندى.
وقفت وردت بثبات مصطنع:- الله يسلمك يا ماما.
مشيره سألتها:- كنتي فين على كده؟ خرجتي وأحنا مش موجودين، ولما سألت اختك عليكي قالت ماعرفش خرجت راحت فين.
اخدت نفس عميق و ردت عليها وقالت بهدوء:- أبدا؛ كنت بتمشى شويه؛ هي شمس في اوضتها؟!
جاوبتها بإبتسامة:؛ أيوه؛ بس استني قبل ما تخشيلها كنت عايزه أعرفك حاجه كده ابوكي ناوي يعملها.
ندى ما كانتش متحمله تسمع اي حاجه لكن دي والدتها مهما كان وليها احترامها، ردت عليها بتنهيده:-خير يا ماما.
مشيره بحماس:- مازن خطيبك كسب قضية كبيرة قوي من كام يوم ما شاء الله عليه، وكنا عايزين نعزمه هو وعيلته بالمناسبه الحلوه دي، إيه رأيك؟
اتنفست غيظ وزاد كرهها ليه وردت بإنفعال:- لا، مش هنعزم حد.
سالتها مشيره بإستغراب لنبرتها الحاده:- ليه يا بنتي كفى الله الشر؟ مش عايزانا نعزمهم ليه بقى إن شاء الله؟
ندى فركة جبينها بحيره ومش عارفه تقولها إيه؟ ومستحيل تحكي عن اللي حصل، هتقول إيه؟ خطيبي اتهجم عليا ومستحيل أقبل بيه؟ دي ماصدقت أوافق على عريس واتخطب، لأ أنا مش هقولها إني سبت مازن دلوقتي، وردت بتبرير:- يا ماما انا تعبانه الفتره دي؛ وما عنديش استعداد إني أقابل حد وأتكلم معاه، ارجوكي يا ماما.
مشيره ما كانش عاجبها حال بنتها الفتره دي وسألتها بجدية:- هو إيه أصله ده؟! مالك يا ندى أنتي اليومين دول مش عجباني تصرفاتك ولا أفعالك، هو في ايه بالظبط؟
ندى بخنقه:- هو حرام اكون تعبانه واطلب شوية راحة يا ماما؟
مشيره بوجوم:- لا مش حرام؛ بس اللي اعرفه وشايفاه غير كده؟!
ندى اتخنقت من تكرار الجمله دي واتكلمت بنرفزه نوعاً ما:- ايه اللي حضرتك شايفاه كمان يا ماما؟ يمكن انا بعمل تصرفات خارجه عن ارادتكم كلكم ومش قادره اشوفها، لو سمحتي انا تعبانه حقيقي وبطلب بس شويه راحه مش جريمه يعني.
شافت الدموع في عينيها وحست بخنقة بنتها و طبطبت على كتفها واتكلمت بحنان:- لا ياحبيبتي مش جريمة ولا حاجه، مش هطول معاكي في الكلام خشي ارتاحي ونتكلم بعدين.
سابتها ندى وجريت على اوضتها ومشيره واقفه مكانها تفكر في حال بنتها وراحت لشمس تسألها يمكن تلاقي الحل عندها وسألتها عن السبب اللي مغير اختها وردت شمس بمزاح:- ندى زي الفل يا ماما هي بس محتاجة لفترة نقاهه.
مشيره بتعجب:-فترة إيه ياختي؟
شمس حاولت تشرحلها وجهة نظرها على طريقتها وقالت:- نقاهه يا ماما؛ بنتك في شغلها بتتعامل كل يوم مع رجال وسيدات أعمال؛ ورايحه جايه، رايحه جايه وبتسمع أرقام فلوس تمخول الدماغ لما تهقط وطهقتنا معاها وجابت آخرها، فقررت تاخد اجازه وترتاح يومين هنقرفها بقى بسي مازن ده كمان؟
شهقت وخبطتها في كتفها واتكلمت بنرفزه:- مين ده اللي هيقرفها يا متخلفه، تصدقي يا بت؟ انا ما عرفتش اربيكي، ولسانك ده عايز قصه، مرة تقولي عرسه ودلوقتي تقولي هنقرفها؟ وبتخبطي في كلامك على خطيب أختك؟ قليله الربايه بصحيح.
شمس فتحت بقها وعينها وقالت:- خدي نفسك ياماما الأول، إيه كل ده على بُق واحد؟ ده ايه الظلم ده! و انتي هتحاسبيني كمان على هلوستي في البنج؟ الله يسامحك يا ست ماما.
مشيره صكت على أسنانها من أسلوب بنتها واتكلمت بنفاذ صبر وقالت:- بوريه منك بوريه، أنتي تطفشي بلد بحالها مش أمك بس! انا هغور من وشك ولما يجي ابوكي يشوفله صرفه معاها.
خلصت كلامها وخرجت،شمس قفلت الكتاب وجريت بسرعه عند اختها تعرف ايه اللي حصل، لكن اول ما دخلت اتخضت من هجوم ندى عليها وهي بتقولها بعصبيه:- انتي اللي قلتي لأمير على مكاني مش كده يا شمس؟!
شهقة شمس وتأتات وقالت:-ما، ما هو...!
ندى قاطعتها واتكلمت من بين أسنانها:- ما هو إيه؟ هو انتي مش هتتعلمي أبدا؟ بقى أنتي يطلع منك كل ده؟ اتصلتي عليه ليه وقولتيله يجيلي بمناسبة إيه؟
ضحكه شمس ببلاها وقالت بحماس:-ايه ده هو أمير جالك! والله برافو عليه؛ واد برفكت بصحيح.
ندى بصتلها بغضب وشمس حمحمت وكملت بإرتباك:- أحم؛ انا ماتصلتش على أمير هو اللي جه هنا وسأل عليكي.
ندى كشرت عينيها وما صدقتش أختها وشمس كملت بقسم:- والله العظيم ده اللي حصل فعلاً، أمير جه هنا بعد ما أنتي خرجتي بشويه وسأل عليكي وقالي عايز أقابل ندى ضروري، أنا طبعاً صدرتله الوش الخشب وقلتله إنك مش موجوده، وروحت مشوحه بأيدي كده، وقولتله إنك روحتي تحددي فرحك مع خطيبك، من باب يعني اني اصلح اللي عملته وهو يحس بس هو ما عندوش دم مردش عليا وسابني ومشي بسرعه.
سكتت لثواني وابتسمت بسعاده وكملت:- بس ما كنتش اعرف أنه هيجيلك على هناك، احكيلي بقى اللقاء الثلاثي ده كان عامل إزاي؟ أكيد مازن زقطت من الفرحه.
ندى جابت آخرها ومابقتش متحمله لدرجة أنها ضغطت على اسنانها من برود أختها وما لقيتش رد فعل تعمله غير أنها مسكتها من ياقة الترنج وطلعتها بره الاوضه خالص وقفلت الباب في وشها، شمس بتعدل هدومها وبتداري الإحراج ونفخت بشرز وقالت:- قطيعه محدش بياكلها بالساهل؛ خير تعمل مرمطة تلقى.
أما ندى وقفت قدام المرايه بتفك الاسكارڤ وسرحانه في كلمه (بحبك يا ندى) حتى في اعادة الموقف والتفكير نفسه، قلبها دق من جديد، ما هي بتحبه ومش من السهل نسيانه، بس لازم تاخد موقف منه بعد اللي عمله فيها، لازم تصون كرامتها اكتر وتخليه يعرف قيمة الانسانه اللي كانت مستعده تضحي علشانه، فاقت من افكارها ونفخت بوهن لأنها خدت قرار أنها تبعد عنه وقالت بإعتراض:- مستحيل اسامحك.
في مكتب أمير.
بعد ما رجع وهو مضايق حازم سأله عملت إيه! وهو حكاله كل اللي حصل وعرف إن ندى سابت مازن وأمير أعترف بحبه ليها وبعد ما حازم سمع الحوار كله وتصرف ندى، أتعجب من رد فعل أخوه ورفع حاجبه بإستغراب وخبط كف بكف وأتكلم أخيرا وقال بسخرية:- لا والله!! وأنت كنت عايزها تقولك إيه؟ وانا كمان بحبك يا ميرو! تعالي بالحضن يا حبيبي ده انا ما صدقت انك تقولهالي بعد المرمطه اللي أنت مرمطتهالي وطلعت عين أهلي؟
امير بصله واتغاظ من تريقة اخوه عليه ورد عليه بنزق وقال:- مش وقت تريقتك ما تبقاش مستفز أنت كمان.
حازم ضحك:- والله ما في حد مستفز غيرك رايح تقولها بحبك يا ندى في وسط ما هي مجروحه منك وخافت من موقف الحيوان اللي اسمه مازن ده؟ طيب يا سيدي على الاقل الأول طمنها ماهى خايفه، وبعدين اعتذرلها ولملم المصايب اللي أنت عاملتها معاها الأول، انت متهمها في جريمة قـ.ـتل يا أستاذ مش هزار! ولما تسامحك وقتها تبقى قول اللي أنت عايزه.
أمير بصله وسكت وملقاش رد، وحازم كمل وقاله:- انت غلطان يا أمير واعترف إنك غلطان.
بعد ما سمع اخوه ما قدرش يجادل في كلامه لأن كل كلمه قالها صح، كان المفروض يتصرف تصرف غير اللي عمله ده غير أنه خلاها تتشتت أكتر، رجع بضهره على الكرسي واتكلم بتنهيده:- وكنت عايزني اعمل إيه؟ ندى النهارده كانت عنيده جداً، ورافضه تسمعني قلتلها تعالي اوصلك عايز افهمها انا عملت كل ده ليه؟ عايز اقولها اني كنت خايف عليها بما إن انجي قدرت تحط اسم ندى في الموضوع يبقى هى كمان في خطر منها ولازم احميها وما كانش قدامي حل غير اللي انا عملته وإلا ندى ما كانتش هاتسبني فترة تعبي اللي فات، بس لما لعدت عن الشركه، كان ده احسن قرار هي عملته لان اكيد انجي مراقباني ولو شافت ندى معايا هنا في الشغل؟ وشافت إن الموضوع عدى عادي كده كانت أكيد هتتجنن اكتر وتعمل حاجه انا مش متوقعها ، ياحازم اللي فكرت تقـ.ـتلني وتخلص من ندى اتوقع منها تعمل اي حاجه تانيه.
حازم بتفهم:- عارف والله انك خايف عليها بس أنا بفكك شويه اللي يشوفك وانت داخل علينا يقول تنين مجنح هيولع في الشركه.
امير نفخ بخنقه:-انت بتقول فيها؛ انا مش طايق نفسي ولا طايقك انت كمان؛ هو انت مش عندك شغل! قاعد ليه عمال تستجوب فيا؟
حازم كتم الضحكه وقال بشماته:- بصراحه كل ما افتكر شكلك وندى بتنفضلك وسابتك في وسط الشارع ومشيت؟ مقدرش أمسك نفسي م الضحك ههه.
امير بصله بغيظ وقال:- اطلع بره يا حازم ماشوفش وشك لحد آخر النهار.
حازم حمحم وقال:- خلاص خلاص انا بهزر معاك؛ بس قبل ما امشي كنت عايز اسالك ،انت كده هتستسلم مع ندى خلاص؟ولا ناوي تعمل إيه معاها؟
امير بص قدامه واتكلم بتوعد:- استسلم؟ ندى بدأت معايا حرب وانا اللي هانهيها مستحيل اضيعها من أيدي.
تاني يوم الصبح في مكتب وكيل النيابه بيحققوا مع ليله وقالت كل حاجه الصغيره قبل الكبيره لأنها دلوقتي متهمه في عدة جرا،يم مش جر.يمه واحده، لأ دي سرقت فلوس من انجي وسرقت عُقد الماظ وكمان خطفت الولد وطلبت فديه كبيره والا هتـ.ـقتله فاتجبرت انها تحكي كل حاجه علشان يصدقوها، وكملت بدموع:- هي دي كل الحقيقه يا سعادة البيه، والله العظيم انا لاخطفت حد ولا سرقت ولا اشتغلت عندها خالص،والسبب اللي خلاني اسجل ابني بإسم والدي كان كل همي احمي ابني وبس لأن مروان حكالي كتير عن جبروت الست دي وخوفت منها، واهو دلوقتي دوقت من جبروتها.
سكتت لثواني وكملت بحزن:-نفسي اشوف ابني واطمن عليه، ياترى عامل ايه دلوقتي ياحبيبي.
وكيل النيابه اتكلم بوضوح:- مشكلتك يا ليله إنك بتحكي وبس وكل كلامك ملهوش دلائل تثبت قوة موقفك في القضيه، يعني لا معاكي قسيمة جواز ولا اي اوراق وتحاليل تثبت إنك كنتي حامل، وقلتي شهاده ميلاد إبنك في المستشفى ولما فتشنا اوضتك! ما لقيناش اي ورقه ليكي ولا ليه ولا حتى صوره تجمعك معاه زي ما بتقولي ملقيناش بس غير بطاقتك الشخصية وتليفونك اهو مفيش عليه اي صورة ولا معلومه تفيدك في القضيه، ده حتى مافيش أي لبس لطفل صغير عندك يثبت كلامك، يبقى عايزاني اصدقك إزاي؟ للأسف انتي لو ما ساعدتيناش بأقصى سرعة موقفك هيبقى ضعيف جداً في القضيه، وهيتحكم عليكي في أقرب وقت، المُدعي حتة تقيله في البلد وليها اسمها، وأنتي عارفه الكلام ده كويس، فانجزي بقى وساعدي نفسك قبل مننا.
عيطت بإنهيار وقالت:- يعني أنا علشان غلبانه اتاخد في الرجلين وحقي يضيع؟ والله العظيم ماكدبت عليك في أي حاجه، هدوم أبني اكيد حد سرقهم من دولابي يا بيه، والله كل صوري حتى تليفوني ده كان عليه صوري مع ابني وشهادة ميلاده في شنطتي انا متأكده.
وكيل النيابه:- للاسف ياليله احنا دورنا في اوضتك كويس وما لقيناش اي ورقه.
مسحت دموعها بقهر وقالت:- أنجي اللي دبرت لكل حاجه هى وفتحي أنا فهمت دلوقتي صدقني يا بيه أنجي وفتحي عملوا كل ده علشان يوقعوني.
وكيل النيابه رجع بضهره وقال:- أنا ليا بالأدلة، وياريت تشوفيلك محامي بسرعه
ليله بقلة حيلة:- محامي!!! وده هجيبه منين وأنا على باب الله؟
وكيل النيابه بتفهم:- خلاص هنشوفلك محامي من المحكمه.
ليله بإنكسار:- اللي تشوفه حضرتك.
:-عايزه تضيفي حاجه تانيه؟
ليله بأمل:-ايوه الله يخليك أنا طلبت شهادة الدكتور رؤوف هو اللي هيقولك الحقيقة.
وكيل النيابه بص في الورقه وقالها:- الدكتور رؤوف والست ساميه اللي موجوده في العنوان اللي قولتي عليه الصبح مش كده؟!
ابتسمت ليله بأمل وقالت:-ايوه الدكتور رؤوف هو اللي نقلني المستشفى، حتى لما خلفت علي كان في الشهر السابع وقعد في الحضانه شهرين وهو هيشهد على الكلام ده انا واثقه فيه، وكمان الست ساميه انا رحت سكنت في عمارتها على السطوح وقتها كنت حامل في أول الشهر التاني لحد السابع،يعني قعدت عندها ست شهور بحالهم اكيد هتشهد بكل ده.
وكيل النيابه رد:-تمام يا ليله احنا بعتنا نجيب الدكتور رؤوف ساعه ويكون موجود، وبكره الست ساميه وبعدها هنعرضك على الطبيب الشرعي وبعدها نشوف موقفك ايه في القضيه.
ابتسمت بأمل واتكلمت بثقه:- ايوه هتشوفوا وهتعرفوا ان أنجي وفتحي هما اللي نصابين وضحكوا عليا وخطفوا أبني.
بعد لحظات دخل فتحي واعترف بأقواله وقالهم على مكان الطفل فين وقال:- انا قلت كل اللي عندي يا بيه.
وكيل النيابه:-متاكد إن دي الحقيقه يا فتحي يعني طليقتك هي العقل المدبر لكل حاجه؟
رد فتح بتأكيد:- ايوه يا بيه وانا ايه اللي هيعرفني بالناس اللي فوق دي غيرها؟! هي كانت شغاله عندها في الفيلا ولما الست طردتها جاتلي وكلها نار للانتقام؛ دي حتى قالتلي لو مادفعوش؟ اقـ.ـتل الواد، قلتلها حرام يا ليله الواد ما لوش ذنب، وصممت على كلامها؟ اديتلي مهله اسبوع وبعدها اخلص عليه، انا بصراحه خفت وسلمت نفسي يا باشا، ما هو اه ياروح ما بعدك روح.
وكيل النيابه:- تمام خده برة يا عسكري.
بعد شويه الدكتور رؤوف وصل والعسكري دخله عند وكيل النيابه وليله اتعلقت بالأمل لما شافته وقالت بهمس:- دكتور رؤوف الحمد لله إنك جيت.
طلع بطاقته وكيل النيابه سأله:- دكتور رؤوف أنت تعرف ليله بطريقه شخصيه؟
رد عليه:- ايوه حضرتك أعرفها.
وكيل النيابه:- طيب ايه اللي تعرفه عنها؟
ضحكت ليله وفرحت إن خلاص الحقيقه هتبان لكن ضحكتها اختفت لما كمل وقال:- اعرفها لكن معرفه سطحيه مش بالمعنى اللي حضرتك متخيله.
وكيل النيابه:- مش فاهم ممكن تقولنا ايه اللي تعرفه عنها؟واتعرفت عليها إزاي؟
رؤوف عدل الكرافته وقال:- من سنه تقريباً ناس جابوها المستشفى وكانت عامله حادثه كبيره والمستشفى رفضت تقبل الحاله وخصوصاً الناس اللي جابوها قالوا ما نعرفهاش احنا لقيناها مرميه في الطريق بالشكل ده، و يا دوبك بتتنفس ومعاها البطاقة فقط وسابوها ومشيوا؛ صعبت عليا وقتها وانا تكفلت بالعلاج ودخلت غرفه العمليات لاكتر من ست ساعات، كان عندها جروح عميقه اسفل البطن والوجه وكدمات متفرقه ونزفت بشكل كبير لدرجة أنها دخلت في غيبوبة لفتره.
وكيل النيابه:- معاك أوراق تثبت الكلام ده؟
رد وقال:- أيوه حضرتك الملف كله موجود في المستشفى.
وكيل النيابه بإستفسار:- كانت حامل في الشهر الكام وقتها؟
رؤوف سكت ومردش وعاد السؤال عليه تاني:- بقول لحضرتك ليله كانت حامل في الشهر الكام؟!
رد عليه بتعجب:- حامل!! لا يا فندم ما كانتش حامل؛ ازاي الكلام ده؟!
ليله رجعت خطوه لورا وكانت مصدومه، وكيل النيابه بص ليها و سأله تاني:- أنت متأكد؟
رؤوف بتأكيد:- أيوه يا فندم انا اللي اجريت العمليات بنفسي وليله ما كانتش حامل.
صعقت ليله من كلامه وهزت راسها بالرفض،جريت عليه واتكلمت بترجي:- دكتور رؤوف انت بتقول إيه!! ابوس ايدك قول الحقيقه؛ حياة ابني وحياتي في خطر.
رد رؤوف بإبتسامة:- ما انا بقول الحقيقه يا ليله؛ انا ماعرفش إن عندك إبن غير منك دلوقتي؟!
حركت راسها يمين وشمال وحقيقي مصدومه وهمست بصوت خافت:- كدب كل اللي بتقولوه كدب.
سأله وكيل النيابه:- ممكن اعرف ليله اشتغلت في المستشفى من امتى؟
جاوب وقال:- بعد ما فاقت واشتد حيلها خافت من حساب المستشفى، أنا طمنتها إني دفعت كل التكاليف واعتبرتها زي بنتي، ويوم خروجها من المستشفى جاتلي المكتب وقالت انها ما لهاش حد سألتها والدك ووالدتك متجوزه او أي حاجه من دي؟ قالتلي لا أنا ما ليش حد، دي حتى كانت يأسه من حياتها تماماً وخفت انها تفكر في الانتـ.ـحار او حاجه وطلبت مني تشتغل انا تواصلت مع مدير المستشفى ووافق مشكور انه يشغلها ومن وقتها بتعامل معاها في حدود الشغل لا اكثر ولا اقل.
وكيل النيابه:-يعني ما شفتش ليله في مرة كده معاها طفل صغير؟
الدكتور:- لا خالص هي بس يجوز من وحدتها بيخيل ليها أنها أم.
وكيل النيابه:- مش موضوعنا، المهم كانت بتخرج من المستشفى كتير؟
رد وقال:- بصراحه السؤال ده ما عنديش إجابته؛ لان زي ما قلت لحضرتك انا ماعرفهاش حق المعرفه يا دوبك معرفه سطحيه لا أكثر.
لليله حطت ايدها على قلبها من صدمتها فيه ومش قادره تنطق، رؤوف مضى على اقواله، وكيل النيابه قاله:- هبعت معاك عسكري تسلمه ملف ليله الطبي.
رؤوف هز راسه:- تمام حضرتك.
سمحله يمشي وقبل ما يخرج بص ليها وهي بصتله نظرة أنها مش هتسامحه أبدا خلته يخرج بسرعه.
انجي رجعت البيت ومعاها علي الصغير بعد ما استلمته من النيابه وقدمت أوراقه وشهادة ميلاده مع المحامي بتاعها اللي وكلته للقضيه دي واسمه رأفت ناصر من اكبر محامين في البلد، دخلت البيت وندهت على الشغاله ومروان نازل من على السلم وسمعها وهي بتقولها:- خدي إياد بيه على اوضته اديله شاور ويلبس من اللبس الجديد اللي فوق، يلا عايزاه حاجه تانيه خالص.
الشغاله خدته ومروان قابلها على السلم شالها منه وبص ليه بيتأمله لأول مرة، وقد ايه فيه شبه كبير منه، باسه من جبينه وضمه لحضنه ضمة اب مشتاق لابنه، وغمض عينيه وباين عليه التعب النفسي، انجي ضحكة بسخريه وقعدت، مروان عطا الولد للشغاله ونزل وكلمها بغلظه:- عملتي اللي في دماغك برده يا انجي؟
حطت رجل على رجل وردت بعدم اهتمام:- هيطلبوا شهادتك؛ جهز نفسك وتنكر علاقتك بالبنت دي.
رد بخنقه أكبر:- انتي عايزه منها إيه! هي ليله أذتك في إيه؟!
ردت بكبرياء:- ما حدش يقدر يأذيني بس ما تنساش اني حذرتك قبل كده، وبعدين أنت زعلان علشان ابننا رجع؟
رد بنرفزه:- ده مش إبنك؛ ده إبن ليله ومن حقها هى وبس، حرام عليكي ياشيخه وكمان عايزاني انكر انها مراتي؟انتي عايزاها تاخد مؤبد؟
هزت كتفها وقالت بتمني:- يا ريت بس رأفت المحامي وطبعاً ده غني عن التعريف مفيش قضيه خسرها، قالي مش اقل من 15 سنه للأسف.
صك على أسنانه و قبض على أيديه وأتكلم بوضوح:- رأفت ناصر؟ اللي شغله كله من تحت التربيزه ومرتشي؟ يكون في علمك، انا مش هكون معاكي في خطتك دي، ولأخر مرة بقولهالك انا هقف جمب ليله، وابنها هيرجع ليها.
فركة ايديها بحركه دائريه واتكلمت بنفاذ صبر:- إياد!! أسمه إياد ماتنساش، مش ده الاسم اللي كان نفسك فيه؟ وع فكرة كل ما تقتنع أنه ابني هيكون احسن ليك.
وكملت بمكر:- ده أبني كنت حامل وسافرت بره مصر وخلفته هناك؛ ولما تم سنه رجعت بيه خطفته البنت دي، ولو قلت غير كده ما تلومش إلا نفسك.
كان نفسه يقرب منها ويضربها واتكلم بغضب:-انتي إيه؟! مابتفكريش؟ أنتي عايزانا كلنا نروح في داهيه؟ هو ما فيش تحليل DNA هيتطلب؟ هو ما فيش طب شرعي هيتعمل؟ انتي فاكراها سايبه! في قانون في البلد ياهانم.
ضحكت بصوت عالي وقالت:- قانون!! أنا القانون ياحبيبي، و اني واي؛ ما تقلقش انا مظبطه لكل حاجه، مش بقولك رأفت المحامي هو اللي مسك القضيه؟.
كشر عينيه وسألها بخوف:- قصدك إيه؟!
هزة راسها ليه وقالت:- تؤ تؤ ما تسألش في اللي ما يخصكش، استريح أنت بس ولاعب اياد ابننا واتفرج وشوف بعينيك ليله وهي بتدمر.
اتخنق اكتر من أسلوبها وشك أنها تكون زورت كل التقارير بنفوذها هى والمحامي ورد عليها بصوت عالي:- كفايه بقى كل شيء ليه حدود يا أنجي، اكيد عايزه توصلي للي انتي عايزاه بالرشوة والتلفيق والوعود الكدابة، مش كفايه اللي انا عملته فيها ودمرتها بخوفي وجُبني؟هتيجي انتي كمان وتنتقمي منها؟
نفخت بنفاذ صبر وردت بملل:-اكتر حاجه في حياتي بكرهها الملل والكلام المتكرر، بليز يا مروان انا عندي صداع فظيع،انا نبهتك وقلتلك هتشهد باللي انا هقولك عليه، غير كده هتشوف مني وش مش هيعجبك وفي الآخر أنت حر.
زعق وقال:- من دلوقتي هبقى حر، ولو على تهديدك بالشيكات اللي ممضياني عليها وعلى تهديدك كمان بأني هشحت في الشارع لو ما سمعتش كلامك فما بقاش يهمني الشارع، الشارع والسجن كمان أهون عليا من العيشه دي، وليله زي ما قلتلك انا هقف جمبها المرادي لحد آخر يوم، وهروح دلوقتي النيابه وهشهد بكل حاجه وهقولهم الحقيقه، ليله مراتي وأم ابني، وشوفي بقى هتعملي ايه وقتها؟
خلص كلامه وخارج لكن هي صقفت وقالت:- واو؛ اتأثرت، بجد اتأثرت، حكاية مثيرة للشفقه، اوكي عايز تروح روح أشهد ما عنديش مانع، بس قبل ما تخرج شوف الواتس عندك هتوصلك اسكرين لورقة جميله هتعجبك قوي، اقراها كويس وقولي رأيك بعدها.
مسكت تليفونها، وسمع صوت الرساله ومش فاهم هي بتتكلم عن إيه واي ورقة تقصد؟ فتح الشات وشاف الاسكرين لورقه مكتوب فيها بخط اليد قرآ اللي مكتوب فيها وكمان الامضاء اللي في آخر الورقه، فتح عينيه بصدمه واتكلم بزهول:- مستحيل ليله!!! ليله عملت كل المصايب اللي مكتوبه دي؟ وكمان سرقتي امضتها؟ لأ دي مش امضت ليله.
ضحكه بتشفي:- انا انجي مبسرقش! انا باخد حقي وزياده، واللي يفكر يتحداني افرمه، الورق اللي عندك ده عليه امضتها ومش تزوير، دي امضتها فعلياً على ورق فاضي، لو تفتكر وقت الطلاق، وهي مضتلك على ورق علشان متطلقهاش! انا بقى بحب استغل الفرص خدت الورق ده وحافظت عليه وكتبت فيه كل المصايب اللي أنت شافيها دي وبنفس قلم الامضاء بتاعها وقولت يمكن احتاجه وفعلاً احتاجته ونفع جداً ولو مش مصدق! نفس امضتها في عقد الجواز شوف كويس ولا عندك رأي تاني؟
مروان بص على الامضاء واتاكد منها وافتكر الموقف لما ليله كانت بتترجاه مايطلقهاش ومستعده تمضي على ورق فاضي ويكتب فيه انها متنازله عن حقوقها وفعلاً مضتله،انجي كتبت فيه كوارث تودي ليله ورا الشمس، ربعت ايديها بإنتصار وقالت:- ها! ما قلتليش لسه عايز تشهد في صف ليله يا مروان بيه؟!
راح عندها وسألها بقهر وغيظ:- ليه كل ده يا أنجي؟! ليه كل الحقد ده جواكي!! هي عملتلك إيه؟ ليله ما لهاش ذنب في اي حاجه، عايزه تنتقمي؟ انتقمي مني أنا، عاقبيني انا بس ابعدي عنها.
ابتسمت ببرود واتكلمت بتوعد:- لسه دورك ماجاش ما تستعجلش.
ندى بتتعشى مع أهلها ومازن مش مبطل رن عليها ، بعت ليها رسايل اعتذار كتير وأنها كانت لحظة غباء منه، وعدها أنها مش هتتكرر تاني، ندى شافت المسدج مردتش عليه وعملتله بلوك على الرسايل، اتصل على تليفون شمس وردت عليه وطلب منها يكلم ندى وناولتها التليفون قدام الكل واضطرت تستأذن وخدت الفون ودخلت اوضتها وقبل ما هو يتكلم ردت بإنفعال وقالت:- إيه البجاحه اللي عندك دي؟ وكمان جتلك الجرأة تتصل تاني؟
مازن حاطط أيده ع عينه مكان البوكس ورد بندم:- اسمعي بس ياندى والله العظيم آسف كانت لحظة غباء مني.
ندى بتهديد:- خلي عندك دم ومشوفش رقمك عندي تاني وإلا هحكي لبابا واخويا على اللي عملته معايا، وكمان هرفع عليك قضية، كل شيء بينا انتهى، أبعد عني ده لو عايز اسمك مايتطشبطش عليه من نقابة المحاماه أنت فاهم؟
تاني يوم في مكتب وكيل النيابه،جت الست ساميه وشكلها متغير، لبس شيك وفي أيدها شنطه غاليه، وجاوبت على سؤاله بتهكم:- حامل؟! حامل مين يا بيه! دي جايالي لا كان معاها قسيمة جواز ولا يحزنون وصعبت عليا واجرتلها أوضة على السطوح، وياريته كان طمر فيها! دي بت نصابه بتاعة تلات ورقات، آخرتها هربت وهي كاسره تلات شهور إيجار، واهو ربنا ما بيسيبش حق حد، ادي اخرة المعروف مع اشكال ما نعرفهاش.
وكيل النيابه:- من غير كلام كتير ياست انتي، ده اخر كلام عندك؟
ساميه بشر:- ايوه يا حضرة الوكيل؛ قال حامل قال، هو الحمل بيستخبى؟
ليله جريت عليها واتكملت بذل وتوسل:- أبوس إيدك ياخالتي قولي الحقيقة الله يخليكي، أنا هروح في مصيبه لو متكلمتيش، أنا كنت حامل وقدام عنيكي ليه بتقولي أنه محصلش ليه ياخالتي؟
ساميه شدت أيدها منها ونهرتها:- عايزاني أقول حاجه محصلتش؟ ابعدي عني الله يسترها على وليانا يا رب.
ليله قعدت على الكرسي بصدمه ودموعها نازله بصمت، كل أمل جواها بيتهدم بالتدريج وخوفها بيزيد، خرجت ساميه وهي بتضحك بشماته، وليله لما شافت شكلها المتغير للأحسن و الدهب مالي ايديها عرفت السبب، غمضت عينيها بقلة حيلة،وكيل النيابه اتكلم وقال:- انا طلبت الشهود اللي انتي قلتي عليهم بنفسك يا ليله وكمان أمن المستشفى كلامهم نفس كلام الدكتور رؤوف، حتى الممرضات في غرفة العاملين الكل اتفق على كلام واحد، إنك كنتي لوحدك دايما ومفيش أي طفل معاكي، أظن مش معقول الكل بيكدب وانتي الوحيدة اللي بتقولي الحقيقه.
بصتله بإنكسار وقالت:: والله العظيم بريئه الجرح؛ اللي في بطني ده مش من الحادثه، الجرح ولاده قيصريه، ابني عاش في الحضانه شهرين كنت عايشه عند الست ساميه ست شهور، حتى مروان عارف إن أنا حامل.
هز راسه ليها وقال:- خليني معاكي للآخر ناخد اقوال السيد مروان، وكده بقى مش فاضل غير الكشف الطبي.
ليله مسحت دموعها وطلبت منه تعمل تحليل الDNA 🧬 هى وعلي.وكيل النيابه بصلها ورد بحزم:- تحليل إيه يا ليله؟ محدش شافك حامل مفيش ورقه ، مفيش أي إثبات وكل ده ملفتش نظرك لحاجة؟ إنتي حاجه من الاتنين! يا إما عندك وهم إنك أم زي ما الدكتور رؤوف قال، يا إما هتعملي فيها دور المجنونه علشان تطلعي منها، خدها يابني ع الحبس لحد ميعاد الجلسه الاولى.
أمير في الشركه مش عارف يشتغل كل تركيزه في ندى اللي جرحها اكتر من مرة، ومش متعود أنها تغيب عنه في الشركه أكتر من كده خلاص اتعود على وجودها اللي فرق في حياته، قفل الملف بخنقه وقعد يفكر في كل ردود افعاله معاها من بداية ما ساب انجي وبعدها طلب منها تتجوز وتشوف حياتها وتنساه واهملها، لحد ما اتهمها انها ممكن تكون هي اللي سـ.ـممته، مسح على شعره وأضايق من نفسه، مسك التليفون وقال:- انا لازم اتصل بيها نتقابل ونتكلم كده مش هينفع، أنا دماغي هتنفجر.
اتصل عليها مرة واتنين وهي مردتش، فتح الواتس وكانت فاتحه يعني شافت رقمه ومردتش بمزاجها وده طبعا ضايقه، بعتلها رساله صوتيه وقالها:- ندى ممكن تردي عليا.
شافت الرساله وسمعتها ومردتش ولا اتكلمت، اتضايق اكتر واتكلم بغيظ في رسالة تانيه:-يا ندى بقولك ردي عليا؛ سيبك من شغل العيال ده؛ انا عايز افهمك اللي حصل بالظبط.
عملت سين برده على الرساله ومردتش عليه وده جننه وهايجيب آخره منها، ساب الفون ومسح وشه بأيديه وحاول يهدا وفكر يبعتلها مسج تاني واتكلم بهدوء:- يا بنت الحلال مالك في إيه؟ ردي عليا لازم نوصل لحل، انا عايز افهمك اللي حصل بالظبط وليه انا عملت كده! هو انا مجنون يعني علشان اصدق انك تسـ.ـمميني انا عملت كده علشان خايف عليكي.
سمعت برده الفويس ومردتش عليه ومش بس كده! لأ الكارثه أمير اتفاجئ بالبلوك، ندى عملت لأمير برهامي بلوك!!! فاتح عينيه بصدمه على الشات وهمس بعدم تصديق وبيقول:- ندى عملتلي بلوك؟! وبص قدامه وقال:- ايوه ندى عملتلي بلوك.
قفل التليفون وقام متنرفز شد جاكيت البدله من على الكرسي وخرج بسرعه.
انجي ما راحتش الشركه لأنها بتابع طبعاً تفاصيل القضيه، قفلت فونها وطلعت على السلم راحت على اوضه علي أو إياد اللي بيلعب فيها كانت اوضه كبيره وكلها لعب أطفال، كان بيقف ويقع ويسند ع السرير محتار يلعب إيه ولا إيه؟ ومعاه المربيه مابتسيبوش لحظه واحده، أنجي وقفت عند الباب وبصتله بنفور ومش قادره تتقبله، وسابته ومشيت من قدامه.
ندى بعد ما عملت بلوك لأمير كانت متوتره جداً بس فرحت من نفسها أنها قدرت تعمل حاجه صح من ناحيته، بصت في الساعه وكانت تلاته ربع وباباها ومامتها في الوقت ده بيقعدوا قدام التلفزيون وشافت إن ده الوقت المناسب انها تعرفهم انها ومازن خلاص انفصلوا، خرجت وراحت عندهم واتكلمت بإرتباك:- بابا؛ ماما؛ انا كنت عايزه اتكلم معاكم في حاجه مهمه.
مشيره مندمجة في التلفزيون، وفهمي بصلها وقال:- قولي يا بنتي خير عايزه ايه تقولي إيه!
مشيره بإعتراض:- ياخويا يعني هتقول إيه؟ نكمل الفيلم وبعدين نسمعها براحتنا هي الدنيا يعني طارت؟
فهمي:- استني بس يا مشيره البت شكلها متلخبط؛ قولي يا حبيبتي عايزه إيه!
ندى بلعت ريقها وردت بصوت مهزوز:- أنا، انا سبت مازن، خلاص كل واحد راح لحاله.
فهمي كشر عينيه أما مشيره فتحت عينيها على الآخر وشهقت وردت بصوت مسموع:- سبتيه!! سبتيه إزاي يعني؟! سبتيه واقف في الشارع ولا سبتيه سبتيه!! هو مين اللي راح لحاااله؟
ردت ندى بتنهيده:- سبته يا ماما إيه مش واضحه؟ هبسطهالك انا ومازن انفصلنا.
مشيره وفهمي بصوا لبعض بصدمه وسألوها في صوت واحد:- انفصلتوا ؟ليه عملتي كده؟ ايه اللي حصل!
حاولت تكون ثابته وقالت:- اهو ده اللي حصل؛ نصيب انا مش عايز اكمل معاه.
قبل ما فهمي يفتح بُقه ردت مشيره بزعيق:- هو إيه الكلام الماسخ ده؟ انتي ماشيه بدماغك ياست ندى؟ إزاي يعني تسيبيه؟ هو واحد زي ده يتساب! محامي قد الدنيا تسيبيه ليه؟! عيبه إيه!!! ناقصه إيه!!!
فهمي بحنق:- استني بس يا مشيره نفهم هي يعني هتسيبه من الباب للطاق ما اكيد في سبب.
ردت مشيره بتريقه:-سبب!! سبب إيه ده ان شاء الله اللي تخليها تسيب محامي قد الدنيا!! يا خسارة تعبي وتربيتي فيكي؛ انتي يا بنتي على طول كده واجعه قلبه معاكي؟ سبتيه ليه انطقي!!
ندى مضايقتش لأنها متوقعه إن ده هيكون رد فعلها لكن ردت وقالت:- إيه يا ماما؟! حضرتك على طول واخده وضعية الدفاع كده؟ ارجوكي اهدي خليني اتكلم.
خبطت أيديها فوق بعض واتكلمت من بين اسنانها بنفاذ صبر:- أنا هاديه أهو! ده انا زي الفل اتفضلي يا ست الحسن والجمال! قوليلي ياختي سبتي عريسك ليه؟!!!
حمحمت ندى وقالت:- بصراحه انا مش قادره افهمه ومش قادره احبه مش شايفاه في اي حاجه في المستقبل.
ردت مشيره بسخرية:- مســـتقبـل!!! وحياة امك مش شايفاه في المستقبل ليه؟ هو حد بيشوف المستقبل؟ هو أنا يعني كنت شوفت ابوكي ده في المستقبل؟ انا لو كنت شوفت زي ما بتقولي ما كنتش رضيت بيه.
فهمي بتعجب:- اللاه؟ جرى إيه يا مشيره! هو انا يعني لو كنت بشوف المستقبل كنت كملت معاكي!! ما احنا كلنا على الله حكايتنا وماشيين ببركة ربنا.
شهقت مشيره وقالت:- نعم يافهمي؟ ليه وانا مالي ياحبيبي؟ ناقصك إيه؟ ده انا شايله بيتك من ساسو لراسه.
فهمي بعدم اهتمام:-والله دي واجباتك المنزليه يا هانم، وانا اللي عليا بعمله وزياده، شغل! وبشتغل فلوس وبدفع؛ هات يا فهمي بجيب، ودي يا فهمي بودي، عايزه ايه تاني؟
مشيره بتهكم:-اسم الله يا حبيبي؛ حوش حوش الدولارات اللي بتنزل عليا، ده انا عايز اغير السجاده اللي بقالها تلات سنين عندي وانت مستخسر فيا حتة سجادة ريش.
فهمي بنفس نبرتها:- دولارات؟ وماله الله يرحم الشلن والبرايزه، وبعدين مالها السجاده ما هي زي الفل اهي وجديده، ريش إيه ونعام مين؟ ولا انتي بس بتحبي المنظره الكذابه.
شهقت مشيره وخطبت أيدها على صدرها ،وندى نفخت بنفاذ صبر وقالت بصوت عالي:- يا بابا يا ماما انتوا سبتوا الموضوع الرئيسي وقاعدين تتخانقوا على السجاده؟
فهمي بصلها وقال:- انتي صح ايوه يا ندى كنتي بتقولي ايه يا حبيبتي؟
ندى صكت على اسنانها وقالت:- بقول خلاص كل شيء بيني وبين مازن انتهى، ولو سمحتوا انا مش عايزه افتح الموضوع ده تاني، انا جيت علشان ابلغكم وبس.
مشيره حطت ايديها فوق راسها وقالت:- اه ياني يا ضغطي يا املاحي يا حجابي الحاجز، البت دي هتموتني، ده انا بجهز فيها، ده انا جبت الصيني والايروبايركس، هقول لام مازن إيه بس يا ربي؟ اودي وشي منهم فين!!
ندى اضايقت واتكلمت بجديه:- لأ يا ماما أنتي غلطانه ارفعي راسك فوق ،ولو حاولت تتكلم معاكي قوليلها ربي إبنك اللي انتي فشلتي في تربيته، بعد اذنكم.
سابتهم ومشيت ومشيره وفهمي بصوا لبعض واتكلموا بشك:- هي تقصد إيه يامشيره؟
مشيره بصوت خافت:- مش عارفه يكونش الواد قل بعقله معاها؟
فهمي بنفي:- لا ما يقدرش يعملها؛ والا كانت ندى قالتلنا على طول وكنت ربيته ،انا عارف بنتي.
مشيره:- طيب والعمل؟
فهمي:- بصي انا هقولك كلمتين من الآخر.
مشيره بتركيز:- قول ياخويا سامعاك.
فهمي بأريحية:- انا اكتر واحد مبسوط بالخبر ده، انا أصلا ما كنتش بطيق أسمع سيرته، وعلى راي بنتك شمس، الواد ده عباره عن قولون عصبي ماشي على الأرض.
جرس الباب رن وهما بيتكلموا وفهمي قام فتح وكان أمير اللي جاي وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشه، سلم على خاله وقال:- ازيك يا خالو عامل إيه؟!
فهمي بترحاب:- اهلا ازيك يا أمير! عامل ايه يا ابني عاش من شافك؛ اتفضل اتفضل.
دخل وعينيه بتتلفت بيدور عليها وسلم على مشيره:- ازيك يا طنط عامله ايه؟
مشيرة:- اهلا ياحبيبي أتفضل استريح.
فهمي سأله:- كنت مختفي فين؟
أمير:- ابدا شوية شغل.
مشيرة محبتش تبين أنها زعلانه ع بنتها خصوصاً قدام أمير وقامت بإبتسامة وقالتله:- تشرب إيه! اعملك ليمون ولا مانجا؟!
أمير بلخبطه:- قهوه؛ آسف انا عندي صداع ومحتاج اشرب فنجان قهوه من أيد حضرتك.
مشيره برحابة صدر:-بس كده! من عينيا.
سابتهم وراحت المطبخ وفهمي بيتكلم مع أمير، ندى سمعت صوته وفتحت طرف الباب ولما شافته شهقت وقفلت الباب بسرعه و وقفت ورا الباب بضهرها وقالت بلخبطه:-يا نهار أبيض! أمير جاي وشكله متنرفز؛ اكيد بسبب البلوك.
أخدت نفس عميق وزفرته بهدوء وكملت بتشفي:- احسن ما هي في ناس كده بتيجي بالعين الحمرا؛ انما الاسلوب الحنين لأ! يدوسوا علينا ويفتكرونا ساذجين، ماشي يا امير أنا هوريك.
خرجت شمس وسلمت عليه بمزاح:- اهلا اهلا ازيك يا ميرو عامل إيه؟!
امير غمض عينيه بغيظ لان دي تاني مرة يسمعها وقال:- الحمد لله يا شمس عامله ايه في دراستك؟!
قعدت على الكرسي واتكلمت كأنها ست كبيره:- والله يا امير يا ابني الدراسه دي عامله زي البطيخه القرعه، مش هقولك يا تطلع قرعه يا حمرا زي الكلام المتداول! لأ بطيخه قرعه هتفتحها وهتاكلها غصب عنك وأنت متضرر علشان مستخسر فلوسها تروح في الأرض، فأنا ماشيه بالمبدأ ده بذاكر عشان فلوس الحج فهمي ما تروحش هدر، حرام.
ضحك فهمي وأمير غصب عنه أبتسم وقال:- نظريه برده؛ كلي البطيخ.
تليفون فهمي رن وقام يرد، أول ما بعد عنهم شمس سألته بلهفه:- أمير البحار قولي بقى أنت رحت وره ندى مكتب المخفي مازن ليه ها؟ قولي قووول.
خبط كف بكف وقال:- يخربيت الفضول اللي عندك، قومي روحي نادي على ندى وقوليلها اني عايز اقابلها حالا.
شمس رجعت بضهرها مكانها وقالت بتمثيل الخوف:- لا وحياة والدك، بلاش أنا، ندى اختي اليومين دول عامله زي الكنغر اللي مطلوق علينا وخايفه ادخلها تتنطط في وشي.
امير اندهش من وصفها لندى وسألها:- كنغر؟ للدرجه دي ندى اتحولت؟
شمس شهقت واتكلمت بجديه:- واكتر كمان، مش عايزه اقولك يا أمير، انا لو حكتلك على اللي ندى بتعمله في البيت هنا مش هتصدق، دي مربيالنا كلنا الرعب، و زي ما تقول كده كلام بيني وبينك ندى عقلها فوت.
سألها:-فوت!!
شمس بتأكيد:- أيوه؛ زي ما بقولك كده اسمع مني اختي وانا عارفاها؛ اصل انا عايشه معاها هنا في نفس الشقه.
امير غمض عينيه وقال:- يا صبر ايوب يا رب؛ قومي يا بنتي نادي عليها.
شمس قالت:- أنت حر أنت اللي جانيت على نفسك.
قامت وقبل ما تروح شافت ندى خارجه من الاوضه وجت عندهم، قعدت على الكنبه في صمت ومسكت جهاز التحكم تقلب في التلفزيون ولا كأنها شايفه حد، أمير بص لشمس وبص لندى، شمس حركت كتافها وقالت بهمس:- قلتلك دي ما بقتش ندى، لا دي بقت اعاااصير.
أمير امتص غضبه لأنها تجاهلته تاني وابتسم وقال:- ازيك يا ندى؟
ندى بعدم اهتمام:- اهلا.
أمير لشمس:- كوبايه مية لو سمحتي ياشمس.
شمس فهمت أنها بتتوزع وراحت تجيب الميه، وامير اتكلم:- بعيداً عن البلوك وبعيداً عن اللي انتي بتعمليه،لازم اتكلم معاكي في موضوع مهم جداً.
ندى بتجاهل:- ما فيش بينا كلام؛ لما ارجع الشغل اتكلم بخصوص الشغل غير كده ما فيش.
حك دقنه بتفكير وقالها:-بقى كده؟!
هزة راسها من غير ما ترد عليه، قام وقف وهي ارتبكت من جواها أنه يمشي، بس فضلت ثابته على وضعها، فهمي جه وشافه وساله:- معلش كان عندي مكالمة ضرورية د، اللاه أنت قمت ليه يا أمير ؟ام رامز هتجيب القهوه حالا.
أمير بعند:- معلش يا خالو اصل انا جاي أخد ندى يا دوبك ننزل الشركه ضروري.
بصتله بصدمه وفهمي سأل:- هو آنتوا عندكم شغل مهم يعني؟!
رد بمكر وهو بيبص ع ندى اللي مضايقه منه:- مش عايز اقولك يا خالو الشغل متلتل على كتافي وندى واخده اجازه من بدري وفي ملفات ضروريه عايزها ومهما ادور عليها مش عارف اوصلها، وهى الوحيده اللي كانت بتهتم بحفظ الورق والملفات المهمه ،وعندنا اجتماع كمان ساعتين لازم ندى تحضره، ارجو ما يكونش عند حضرتك مانع.
فهمي بتفهم:- لا يا ابني أبدا وهعترض ليه؟ ما دام في الشغل ماقدرش أتكلم.
ندى بإعتراض:- بس أنا مش هقدر.......
امير قاطعها بتوعد:-يا دوبك ننزل والا ممكن اخسر شغلي.
فهمي:- لا لا يابني اعوذ بالله ما تقولش كده؛ يلا يا ندى ادخلي غيري هدومك وانزلي مع ابن عمتك شوفي شغلك يا بنتي، انتي فعلاً بقالك فترة كبيره قاعده في البيت ما بتخرجيش يمكن لما تخرجي تفكي شويه يلا يا حبيبتي.
اتضايقت وصكت على أسنانها ومشيت وهي متنرفزه وبتبرطم،وامير ابتسم لأنه هيعمل كل اللي يقدر عليه علشان يرجعها من تاني ويصلح كل الاخطاء اللي ارتكبها في حقها، وشمس واقفه ورا الستاره بتراقبهم و بتشرب كوبايه الميه اللي أمير طلبها.
في مكتب وكيل النيابه جه وقت شهادة مروان ياترى هيشهد ضدها زي الباقي ولا ممكن في لحظه بكلمه منه يقلب كل الموازين؟. ----------
في مكتب وكيل النيابه جه وقت شهادة مروان ياترى هيشهد ضدها زي الباقي ولا ممكن في لحظه بكلمه منه يقلب كل الموازين؟ ليله قاعده حزينه من الظلم اللي واقع عليها، ومستنيه شهادة مروان اللي واثقه انه هيخذلها زي كل مرة، دخل مروان وبص عليها لقاها باصه في الارض والحزن واضح جداً عليها، وكيل النيابه طلب منه وقال:- بطاقتك.
مروان طلع البطاقه وعينيه على ليله اللي ما حاولتش تبص عليه وكيل النيابه سأله:- مادام ليله قالت انك أتعرفت عليها من تلات سنين تقريباً، وعلقتها بيك واتجوزتوا وطلقتها وهي حامل ولما قابلتها في القاهره رجعتلها تااني وآخر مرة اتقابلتوا فيها لحد يوم الحادثه وبعد كده هي أنجبت الطفل،و خافت من مدام انجي الورداني وسجلت ابنها وضافته على إسم والدها وانت عندك علم بكل اللي حصل من وقت خطف علي! وجت طلبت منك المساعده،هل الكلام ده صحيح؟
مروان واقف ضاغط على ايديه وصعبان عليه ليله، فعلاً هو حاسس بالذنب، ما هو مهما كان بشر المرة دي الوحيده اللي كان هيقف جمبها بجد بس مش عارف هل يقف جمبها ويطلعها من اللي هي فيه؟ ولو شهدت مع ليله، انجي اكيد هتقدم الاوراق اللي ليله ماضيه عليها وبردو ليله هتروح في داهيه؛ ولا انكر واقول ماعرفهاش وانقذ ليله من شر أنجي اللي مابيخلصش، فضل سرحان وسأله تاني بصوت مسموع:- تعرف مدام ليله ولا ما تعرفهاش؟
مروان فتح عينيه واتكلم بدون تردد:- ايوه أعرفها، انا فعلاً اتعرفت على ليله وأتجوزنا.
ليله سمعت كلامه وما كانتش مصدقه نفسها ولا اللي بتسمعه، معقول مروان هيقف جمبها؟ معقول مروان هيشهد وتطلع براءه!! رفعت عينيها ليه بأمل واضح ومروان كمل:- من تلات سنين اتجوزنا واستمرينا لست شهور تقريباً بس ليله قبل الجواز اعترفتلي عن سبب طلاقها وهو عدم الخلفه، والوقت اللي طلقت فيه ليله ما كانتش حامل، و للأسف كنت أتمنى فعلاً أنها تكون حامل وإلا كنت عرفت بحملها وقتها هى هتخبي ليه يعني؟ وبعد الإنفصال ماشفتهاش غير وهي بتشتغل عند المدام في البيت، حتى طلبت منها تمشي علشان مكنتش عايز مشاكل والمدام تعرف باللي كان بيني وبينها، بس رفضت، قعدت حوالي شهر وبعد كده المدام طردتها بتهمة السرقه ومن وقتها ماتقابلناش تاني وماعرفش ايه موضوع انها خلفت او عندها إبن الحقيقة.
ليله باصه في عنيه بقوه وحسرة وندم، بلعت ريقها بغصه ندمت أشد الندم على الوقت اللي ضيعت نفسها مع شخص زي ده، هان عليه كل حاجه، هان عليه حبي ليه، إزاي جايله قلب يعمل فيا كده؟ معقول أنا هينه اوي كده عندك يامروان؟ معقول تدمر أم إبنك كده؟ طيب برأني علشان علي ابننا على الأقل؟ أنا ماستاهلش منك تقف جمبي؟دموعها نزلت،وكيل النيابه سأله:- وياترى إيه سبب الإنفصال؟
مروان ماقدرش يبصلها وهو بيتكلم وقال:- حضرتك عارف مركزي الاجتماعي أكيد فاهمني، بس أنا مظلمتهاش إحنا اتفقنا على كل حاجه وقبل ما أطلقها بلغتها بده.
وكيل النيابه سألها:- إيه رأيك يا ليله في كلام الأستاذ مروان؟!
عينيها لسه متعلقه بيه بخذلان وردت بصوت مبحوح تعبان:-صح، ماعنديش كلام أقوله، يمكن تكون دي الحقيقه فعلاً.
غمض عينيه وبلع ريقه و واقف ثابت مش عايز يتهز ويضعف، كسر قلبها تاني يكاد يكون قلبها ما،ت في اللحظه دي، ما بقاش فارق معاها حياة او مو.ت، براءه او سجن، في كلتا الحالتين هي في حصار من يوم ما قابلت مروان، غمضت عينيها هى كمان بألم واضح وقالت لوكيل النيابة:- عايزه أروح الزنزانه لو سمحت.
خرجوا إلاتنين في نفس اللحظه وكل واحد راح في اتجاه، ليله ماشيه ببطء ويأس، و مروان ماشي بخطوات ثابته متماسك، واول ما ركب العربيه دموعه نزلت بندم وحسره كبيره، مش قادر ينسى شكلها المحطم، شايف كده أنه بيحميها من شر مراته ومايعرفش إن بشهادته دي حطم الرقم القياسي في الخيانه وانعدام الضمير والسلبيه والجُبن وانعدام المسؤوليه.
أمير بعد ما ندى نزلت معاه راحوا على الشركه لانها رفضت تخرج معاه في اي مكان وساكته تماماً، قاعد في المكتب بتاعها وهي قعدت مربعه ايديها ومتضايقه وما بتتكلمش، أمير قعد قصادها وحاول يتكلم بهدوء ويفهمها وجهة نظره:- ندى؛ انا عارف اني جرحتك كتير ومش من دلوقتي لا من سنين طويله كنت دايما بقسى عليكي علشان تشوفي طريقك، بس صدقيني اللي جوايا كان غير كده خالص انا كنت خايف عليكي.
ضحكة بتهكم ومردتش وهو كمل وقال بخنقه من نفسه:- مبدأيا كده أنا عارف مين اللي بعتلي الكيك و حطلي السـ.ـم فيه.
ندى بصتله بلوم على اتهامه ليها من قبل ومردتش وهو كمل وقال:- أنجي رجعت تاني، ومتأكد أنها اللي عملت كده، لما فوقت في المستشفى فكرت كويس وأكيد هى ورا اللي حصل، أصل مش معقول يعني هتحطي سـ.ـم في قالب كيك وتحطي عليه أسمك؟ يعني مفيش حد بالغباء ده! وبما إن أنجي كتبت أسمك معناها أنها عايزه تخلص مني ومنك، ولو مكنتش عملت كده كانت هتستمر في أفعالها، وقتها خوفت عليكي ، والموقف الأخير من رد فعلي كان ليه سبب،واللي حسبته لقيته اوعي تكوني فاكره إني اقدر اشك فيكي أو إنك تقدري تأذي نمله، أنتي اطهر قلب عرفته،كنت بحاول على قد ما اقدر احافظ عليكي وعايز ابعدك عن الصوره بأي طريقه.
زفرت بخنقه واتكلمت بنفاذ صبر:- كان ممكن تفهمني مش تتهمني وتسبني أنهار بالطريقه دي؟
رد وقال باعتراض:- لو فهمتك وقولتلك وقتها مكنتيش هتسيبيني لوحدي، كنتي هتفضلي معايا كل لحظه وده هيسببلك ضرر كبير.
بصت بعيد وهزت رجليها بنرفزه وهو كمل وقال:- أنا شرحتلك وجهة نظري من ناحية اتهامي ليكي وبعتذر عنه، وفي حاجه تانيه كنت مخبيها في قلبي من سنين وعايز دلوقتي اقولك عليها.
فضلت ساكته وهو لف وشها قصاد وشه واتكلم بصدق:- أنجي زمان بعد ما حصل منها الموقف اللي.....! مش هنكدب على بعض هي قدرت زمان تستغلني بس أنا فوقت في آخر لحظة، ياندى افهميني أنا كل اللي كان شاغلني وقتها الانتقام وبس، وفي نفس الوقت كنت قلقان وخايف.
بصتله وسألته بصوت مهزوز:- خايف؟
أمير بتنهيدة:- أيوه خايف، خايف أدخل في تجربه تانيه تفشل،أنا وقتها كنت مجروح ومكنتيش هتلاقي مني الحب اللي اقدمهولك وتستاهليه مني، كنتي هتلاقي واحد تاني معندوش رحمه بعد التجربه اللي مريت بيها، انجي ما كانتش مدياني فرصه إني افكر في حد تاني مش حب فيها لأ، كان انتقام لحقي،. هى كانت بتدور حوالين مني ومش سايباني، لأني لما رفضتها حست أنها انكسرت وعايزه ترضي غرورها بأي طريقه، مابين مراقبه وصفقات وحوارات مابتخلصش، وانتي شوفتي بعينكي اللي هي عملته وقت الصفقه ونظراتها ليكي، ولو كانت شكت إن في حب بينا متبادل ما كانتش هتسكت، أول واحده هاتضر في القصه هي أنتي، أنجي في غشاوه على عينيها وشيطانها متملك منها، كل ما تكبر شرها وانتقامها جواها بيكبر أكتر وأكتر، وبعد خسارتها للصفقه الأخيرة سافرت قلت خلاص استريحنا منها وقصتها انتهت للأبد، وقتها بس حسيت إنك في أمان منها وأنا بدأت اصفي ذهني وقلبي بقى فارغ من الانتقام بحاول أملاه أمل من جديد، بس مخبيش عليكي كل ما أشوف خاتم الخطوبه في إيدك أندم، ندى أنا خايف اخسرك.
صعب عليها تشوف الحزن في عيون الشخص اللي حبته لكن هو جرحها كتير، هى مصدقاه بس عايزه تكذب نفسها وتقنع نفسها أنها ماسمعتش حاجه، امي أمير بالنسبالها حلم بس حلم بعيد وقربت تفوق منه، وفضلت متمسكه برد فعلها دلوقتي وسألته بثبات وعتاب:- تخسرني ليه؟! انت مش كنت كل مرة تشوفني فيها تقولي بصي لمستقبلك؟ وافقي على العريس ده، اتجوزي ده وعيشي حياتك؟ واديني اهو فكرت وعملت بنصيحتك يا باشمهندس، خايف تخسرني ليه بقى؟.
مسح وشه بأيديه واتكلم بخنقه:- كنت غبي؛ مكنتش عارف حقيقة مشاعري ناحيتك غير اول مرة شفت مازن وهو واقف جمبك يوم الخطوبة، وقتها حسيت بحجم الغلطه الكبيره اللي انا عملتها في حق نفسي قبل منك، لما خاتم الخطوبه وقع وأنا جبته كان نفسي إني البسوا في إيدك، وأنتي بتقولي الخاتم يا أمير وقتها قلبي دق، حسيت بحجم الغلطه اللي وقعتك ووقعت فيها، مازن ده!!!
سكت ونفخ بخنقه من ذكر اسمه وكمل بغيرة:- لما كنت بشوفه جاي الشركه هنا كان في نار بتحرق فيا؛ ببقى عايزه أطبق وشه في بعضه واحدفه في أي داهيه مايرجعش منها بجد شخص لزج ونفسي.......
سكت ومكملش لما شاف ندى بتحاول تكتم الضحكه على شكله وهو غيران وبيتكلم بغباء، أخد نفس عميق وكمل بإبتسامة وقال:- بتضحكي؟ تعرفي في وجود الشخص اللزج ده، كنت ببقى عايزه اقولك انا بحبك أنتي، معقول مش شايفه ده في عيني؟ بس تعرفي وقتها؟ حسيت بيكي وعذرتك لما كنتي بتبصي في عيني وتسأليني بيها معقول أنت مش شايف حبي ليك؟بس برده برجع واقول لنفسي هتقولها بناءً على إيه يا أمير، ندى عمرها ما هتوافق عليك، جاي تندم دلوقتي في وقت ما ينفعش فيه الندم.
كانت هتطير من الفرحه شافت الدنيا كلها بلون الحب اعتراف كامل من الشخص اللي عشقته مش بس حبته أنه بيحبها، هى بتحلم ولا دي حقيقه؟ كانت هتقوله أنها سامحته على طول بس مش عايزه تكون ملهوفه عليه لمجرد أنه أعترف،بلعت ريقها بتوتر واتكلمت بإحراج:- أنا عايزه أرجع البيت ممكن؟
بص في عينيها وقال بتمني:- فرصه واحده واخيره.
ندى بصت بعيد واتكلمت بإرتباك:- مش فاهمه.
أمير بدقة قلب:- يعني عايز منك تديلي فرصه أخيرة اثبتلك فيها إني بموت فيكي ومعنديش استعداد اخسرك مرة تانيه.
وشها بقى جمرة نار واتكسفت جداً وقلبها هيطلع من مكانه، حست أنها لو قعدت شوية كمان؟ هيغمى عليها مكانها، أو تقوله أنها بتحبه، جريت من قدامه وأمير أخد الرد من تصرفها، وقف مكانه وابتسم لأنه شاف بداية أمل وحياة عايز يعيشها صح مع الانسانه اللي تستاهل أنه يعيش علشانها.
بعد أسبوع.
أنجي بعد ما عرفت من المحامي الأقوال اللي قالها مروان في التحقيقات ثارت عليه وقالتله بجنون:- أنت مجنون؟ إزاي تقول إنها كانت مراتك؟ أنا مش منبه عليك إنك متجبش السيره دي يابني ادم أنت؟
مروان كان قاعد مش طايق صوتها ولا طايق كلمه منها، لو كان يقدر كان خنقها وخلص منها كان رماها من حياته دي غلبته في شره واللي عمله مع ليله، وماستغربش عرفت إزاي لأنها معاها محامي زي التعبان، مسح وشه بأيديه واتكلم بتعب:- كان لازم أقول كده.
زعقت أكتر وقالت:- أنت متقولش إيه اللي لازم يتقال ، أنت مش عارف بعملتك دي الناس هتقول إيه؟
قام وزعق لما جاب آخره منها:- الناااس! الناس الناس، هو مفيش وراكي نغمه غير الناس؟ قولتلك كان لازم أقول كده علشانك مش علشانها افهمي بقى.
ربعت ايديها وسكتت مستنياه يكمل وبصاله بسخريه وهو باصصلها بغيظ واضح ومضطر أنه يقولها علشانك، لأن دي شرها مش عارف ممكن يوصل لحد فين أو تضر ليله بأيه كمان، و كمل وقال بخنقه:- أنتي مش قولتي إنك سبتي عقد جوازنا عند أمير برهامي؟ يوم ما شوفتي امضته وأنه شاهد على العقد؟
أنجي افتكرت وفكت أيديها وردت بتوجس:- إزاي فاتتني حاجه زي دي؟
مروان اتنهد بنزق وقال:- أنا بقى مش ناسي، يعني أنا لو أنكرت جوازي من ليله ، وأمير شم خبر هيروح ع القسم بسرعه ويقدم عقد الجواز وساعتها كل حاجه هتنكشف.
بصتله بتعجب وسألته بشك:- طيب وأنت ليه قولتلي!كان ممكن القضيه تتكشف فعلاً لو كنت شهدت باللي قولتلك عليه، معقول تكون بتفكر لصالحي؟
رد من بين أسنانه:- معلش قضى أخف من قضى.
أنجي:- يعني إيه؟
مروان بتعب:- يعني أنا تعبان ومش قادر اتكلم أنا طالع اوضتي.
سابها وطلع وهى وقفت مكانها تفكر في العقد اللي مع أمير وقالت:- ياترى العقد لسه معاك يا أمير ولا لأ ؟
مروان دخل اوضته متنرفز وحدف الفاظة في الأزاز مش طايق نفسه، مش قادر ينسى نظرة ليله ليه؟ كل يوم يحلم بكوابيس وأحلام مخيفه، أتكلم وقال بضياع:- أنا دمرتك ياليله ،أنا دمرتها، أنا مكنتش عايز يحصلها كده، أنا حبتها عمري ما كرهتها، مش عايز يحصلك كده ياليله، مش ده اللي كنت راسمه لحياتنا، مش هقولك غصب عني بس هقولك إني جبان، أنا اللي دمرتك ياريتني ما قابلتك كنتي زمانك عايشه بعيد عن العالم ده، من ظلمي ليكي دخلتك وسط ناس مبترحمش، ضيعتك زي ماضيعت نفسي، لو قولتلك سامحيني عارف أنه مستحيل يحصل، أنا نفسي مش قادر أسامح نفسي، سامحيني ياليله.
ليله في الزنزانة قاعده ع الأرض في ركن وحاضنه رجليها ودموعها نازله بحسره وكل الموجودين بيتفرجوا عليها وصعبت عليهم، بيهمسوا لبعض ويقولوا بقالها شهر على الحال ده، ليله حركت شفايفها ببطء ويأس بتعاتب الدنيا:- ليه! أنا بريئه، أنا مدمرتش حياة حد غيري، يبقى اتحاسب عليهم ليه؟ أنا اللي ليا حساب عندهم ليا حياتي وعمري اللي راحوا ، ليا علي أبني.
عيطت أكتر لما جابت سيرة أبنها وكملت بشهقات:- خدوا مني أبني اللي كنت بتمناه، أنت فين ياعلي، أنت فين يانور عيني ياللي باقيلي في الدنيا دي ، دانا عايشه علشانك، مستحمله مُر عمري علشانك، ياخدوك مني ليه؟ يحرموني منك ليه؟ عايش معاهم إزاي ياحبيبي، ياترى انجي بتعذبك ولا بتحن عليك؟
جت ست وقعدت جمبها تواسيها وقالت:- ياليله ارحمي نفسك وشك بقى قد اللقمه في الشهر اللي قعدتيه هنا، إيه يابنتي مفيش غير العياط والولولا؟
ردت بحزن:- معنديش حل غيرو، عايزاني أعمل إيه ؟الكل باعني وماليش حد يدور عليا، الفقير مالوش تمن.
ردت التانيه وقالت:- يختي حملك خفيف عننا إحنا مسكونا وأحنا بننصب ونسرق بس أنتي لأ.
ليله بتنهيده:- قصدك ايه؟
جاوبتها وقالت بدهاء:- قصدي يعني وأنتي ف شغلك! متعرفتيش على حتة تقيله كده في البلد؟ دانتي بتقولي كنتي شغاله في مستشفى خاصه يعني كل اللي بيروحها ناس تقيله وعندهم واسطه، مفيش حد يتوسطلك يطلعك منها؟
كانت هترد وتقول معرفش حد لكن قبل ما تقول افتكرت أمير والكارت اللي عطاهولها وقت ما تحتاجه،. افتكرت لما قالها احكيلي يمكن تلاقني طوق نجاة ليكي وهتلاقيني أخ كبير، اتعدلت وقالت بهستريا:- الكارت؛ الكارت.
سألتها الست بإستغراب:- كارت؟ كارت إيه ياليله؟
رجعت سندت بضهرها على الحيط بإحباط تاني لأنها أفتكرت لما وكيل النيابه قالها مالقيناش في شنطتك ودولابك اي حاجه، ويأست من جديد لأن اللي سرقها أكيد ماسابش الكارت وقالت بندم:- كارت أمير اللي كان يمكن يكون طوق نجاة ليا، مش حافظه رقمه ولا فاكره عنوانه، بس زي كل مرة حظي وبختي عمرهم ما نصفوني، هينصفوني دلوقتي؟
عدا شهرين كمان وأمير فضل ورا ندى لحد ما سامحته، ورجعت الشركه وكلها حماس وتفاؤل، أمير رجع يضحك زي الأول وحازم ملاحظ وكل شوية يتريق على أمير وتغييره المفاجئ، شمس زي ما هى ف دراستها واكتر حاجه مفرحاها إن ندى بعدت عن مازن وملاحظه إن أختها متغيره للأحسن وفضلت وراها لما عرفت بإعتراف أمير ليها وفرحتها فرحتين طبعاً ، أما مازن عمل محاوله كمان ودخل رامز أخوها وسيط بينهم لكن هى رفضت رفض قاطع وهددته وحكت لأمير، وأمير راحله المكتب وهددته وسط موظفينه ومازن قلق من أمير وقرر الانسحاب، مروان عايش في تأنيب الضمير ودى إحساس صعب لكن يستاهل لأنه ظلم وافترى، بس كل ما يتخنق يروح أوضة ابنه ويقعد يتكلم معاه عن ندمه من اللي حصل، أنجي متابعه القضيه ومستنية جلسة النطق بالحكم في أسرع وقت ومصدقت الأيام والشهور عدت وفاضل يوم واحد ويتحكم في القضيه ياترى لصالح أنجي ولا ليله؟
ليله في الحبس وخست خالص كانت قاعده بتغسل لبس المسجونين وكل اللي يهمها أنها تسمع اي أخبار عن أبنها لكن مش عارفه، بس اطمنت لما أنجي زارتها وطمنتها عليه، وافتكرت يوم ما أنجي راحت تزورها استغربت زيارتها ليها، يعني ملبساها مصايب وكمان جايه تزورها؟ وقالتلها بإنتقام:- أنا جايه ازورك أسلم عليكي وكمان اطمنك واقولك إن علي إبنك عندي عايش مبسوط جداً، عايزه تشوفيه عايش إزاي ياليله؟
ليله ردت بفضول:- عايزه أشوفه هو معاكي ؟ جبتيه معاكي؟
ضحكت أنجي:- لأ ابني مايدخلش أماكن زي دي، بس علشان تعرفي إن قلبي كبير هوريكي فيديو ليه.
فتحت فونها وجابتلها فيديو ليه وسط جنينة الفيلا وحواليه الشغالات والمربيه واللعب كتير حواليه وبيلعب ومبسوط، كانت بتتفرج عليه وبتضحك وبتعيط وبتهمس بإسمه وفرحت أنه بخير، شدت الفون منها وقالت:- شوفتي الفرق بين العيشه بيني وبينك؟
مسحت دموعها وهى مبتسمه وقالت:- كويس أنه بخير ومبسوط ماهو برده مع أبوه.
أنجي ردت بدهاء:- هو لحد دلوقتي كويس وبخير ده لو انتي عايزاه يفضل كده؟ لو بقى عايزه حياتة تتقلب جحيم اوكي في ثانيه هقلبهاله.
ليله قلبها دق بخوف وسألتها:- انتي بتقولي إيه؟ تقصدي إيه بالكلام ده ناويه تعملي إيه ف ابني؟
همست بفحيح أفعى وقالت:- أنا لسه معملتش بس لو منفذتيش اللي هقولك عليه؟ مترجعيش تندمي على اللي هيحصله ويحصلك.
فاقت من افكارها على رئيسة الزنزانه وهى بتنادي عليها تقوم تمسح الأرضيات.
أنجي راجعه مبسوطه لأن بكره جلسة النطق بالحكم وراحت أوضة علي وبصتله وكان بيفرك في عينيه ببراءة، شاورت للمربيه تخرج وتسيبها معاه وخرجت، أنجي دخلت و قعدت على طرف السرير قصاده ومسكت أيديه وبصتله كتير، اتكلمت على طبيعتها وقالت كل اللي جواها قدامه علشان أكيد مش هيفهمها، ملست على أيديه الناعمه وابتسمت بتنهيدة وقالت:- انا مش عارفه أحبك! وبردو مش قادره أكرهك، هو إحساس كده مش مفهوم، كنت هخلص منك بس فكرت فيها، بما إنك إبن مروان واللي هو في الأصل جوزي يبقى انت أبني، و جيتلي الدنيا دي من غير ما اتعب فيك يوم واحد ولا ابوظ جمالي، فكرت فيها بما أني فشلت في اختياري الاول والتاني واخليهم تحت طوعي؟ اخدك وانت صغير كده واربيك بطريقتي، وانت بتكبر!! تكبر بشروطي وتشرب من اسلوبي، لدرجة إني هخلي دمك يجري فيه دم الورداني، وتكون تحت طوع وابني الوحيد، اياد اللي هيكمل مسيرتي ويبقى معايا لحظه بلحظه، أقولك الفكرة دي جتلي امتى! من تاني مرة شفت فيها ليله لما جات الفيلا هنا وكانت حامل فيك؛قلت بس فرصه وجاتلي أحرق قلب مروان واخلص من اللي في بطنها، بس غيرت رايي لما شوفتك،انت من اللحظه اللي دخلت فيها هنا من تلات شهور بقيت ملكي انا وبس، أنا دورت عليها حتى لما أنا سافرت وبطريقتي وصلتلها ووصلت لاي حد يعرفها ودُست عليهم بالفلوس، الفلوس اللي خليتهم ماشيين مغمضين وبينفذوا أوامري من غير ما يفكروا، الفلوس يا إياد اللي هتخليك أنت كمان في مركز قوة، أنا هخليك رجل اعمال كبير الكل ينافسك في السوق وما يقدروش عليك، هخليك وحش تحط الكل تحت رجليك واللي يفكر يدوسلك على طرف؟ انت تدوس على رقبته، عايزاك تبقى غول مع كل الناس وتيجي قدامي انا تبقى حمل وديع، الابن البار بأمه اللي ما يقدرش يقولها غير نعم وحاضر وتحت امرك وبس، وده هيكون رد الجميل اللي انا عملته فيك بعد ما انتشلتك من الفقر والقرف اللي كنت عايش وهتعيش فيه، هتكبر يا إياد وهتكون تحت جناحي.
ابتسمت لأحلامها وكملت وقالت:- اقولك على سر! طبعاً أنت بتسأل نفسك ليه مكمله مع مروان رغم ان المفروض كنت رميته في الشارع من اول غلطه؟! حالياً انا ماقدرش اخلي أمير برهامي يشمت فيا اكتر من كده، لو رميت مروان أمير هيضحك عليا ويقول فشلت في شغلها معايا وكمان فشلت في اختيارها للراجل اللي فضلته عليا، علشان كده سايبه مروان هو ما لوش لازمه بس منظر وشكل وخلاص وهينفعني في القضيه لأنه الأب، تعرف يا اياد أنا اللي بعت الهديه لأمير، حطيتله كمية سم تقضي على فيل بحاله كان نفسي يمو.ت واخلص منه ومن اللي اسمها ندى دي، ما هي مستحيل تاخد الشخص الوحيد اللي حبيته ورفضني، بس للأسف نفد منها ولسه فيه الروح، بس اوعدك يا إياد اخلص من قضية ليله واجيبلها المؤبد بكره؟واقعد أنا وأنت كده ونفكر في طريقه نخلص بيها على ابن برهامي.
تاني يوم الصبح في المحكمة.
الكل موجود ليله واقفه في القفص وباصه في الارض وساكته، أنجي ومروان قاعدين جمب بعض وصممت تجيب مروان ويقعد جمبها، وهو طبعاً شكله يشرح حالته، محامي المدعي والمدعى عليه وصلوا وبدأت المرافعه من محامي ليله اللي وكلته المحكمة ليها وخلص كلامه وجه دور رأفت محامي أنجي وقام وأتكلم بثقه كبيره وقال:-سيدي القاضي حضرات المستشارين ، اليوم نشهد بأنه ليس يوم عادي بل جاء علينا لنرى بأم أعيننا قساوة هذا العصر وكل عصر، وكانت هذه الجريمة تكاد تكون شارفت على الانقراض واقتربنا على نسيانها ولكن جاءت هذه السيدة لتحيها من جديد، وتجعلنا نخاف من غد وبعد غد وكل يوم ،لا أسطتع أن أوصف مدى دهشتي وزوهولي من جبروت هذه السيدة القابعه امامكم خلف القضبان، من يرى وجهها البريء يقسم بأنها محال أن ترتكب مثل هذه الجرائم المتعدده وبقلب جريء لا يخاف الله ولا البشر، أعذرني لانفعالي سيدي القاضي فعقلي إلى الآن لا يستطيع أن يصدق ما فعلته هذه المتهمه التي تحمل وجه بشري بريء وعقل شيطان لا يعرف معنى الرحمة والإنسانية، لا بل وقد خطفت أيضا زوجها منها سرا ولا تعلم موكلتي إلى أن شهد زوجها السيد مروان بهذا وتوارت الاحزان داخل موكلتي، لقد خططت ودبرت السيدة ليله محمود صابر وسرقت ويالها من سرقه، سرقت طفل من حضن أمه وفي عقر داره جالساً مطمئناً ، أي القلوب قساوة هى وأي حقد يكمن داخلها؟ حقا أنا متعجب ولم أستطع أن أصدق، أيعقل بأن أمراة تجلس مع شيطانها وتعطيه هو الدرس بدلاً منه؟ كلا والبته فقد فعلتها ليله وزهل الشيطان من قوة شرها الذي لا يضاهي شره، وإذا نظرنا إلى موكلتي السيدة أنجي صلاح الورداني! فأي قول يقال سيدي القاضي في وصف صدمتها فهو لا يوصف مدى حزنها على فراق فلذة كبدها بعد إحسانها التي قدمته اليها، أهذا جزاء الإحسان؟ أهذا جزاء من قدم يد العون والمساعدة للفقير؟ اهكذا يرد الجميل والمعروف بالغدر والخيانه؟ تقوم بسرقة أموالها في الماضي ومجوهراتها أيضا والآن ابنها؟ لا ومن قوة شرها ادعت أيضا أنه ولدها الذي انجبته من رحمها، ولكن هيهات، لابد من ثغرة ويالها من ثغره ودليل قاطع قد مر علي المتهمه مرور الكرام عليها ونسيته ولم تحسب له حساب، نسيت أنها لا تستطيع الإنجاب وهذا ليس كلام فقط ، ف إليك بعض الأدلة والبراهين على حديثي هذا ، فقد تزوجت قبل ذلك من شريكها في جريمة الخطف المدعو فتحي وتركها زوجها بسبب تلك العله ومن حقه لا نلومه، وارادت الانتقام منه فهربت وتركت حيها الشعبي الى أن تزوجت من السيد مروان وتم الانفصال بعد ستة أشهر ثم لم تمل فأرادت أن تخرب عليه حياته ووصلت إلى السيدة أنجي وترجتها بأن تجد لها عمل لتسطيع العيش منه والانفاق عليها، ومن رقة قلب موكلتي لم تسطع أن تردها صفراً خائبا، وهى لم تعلم مدى الخبث بداخلها واخذتها معها إلى منزلها واعطتها ملابس واكرمتها وعملت عندها خادمة في منزلها، وطلب منها السيد مروان الرحيل ولم تسمع له،وبعد مرور شهر ونصف تقريباً اكتشفت السيدة أنجي بأن مدخراتها المالية تنقص يوماً تلو الآخر ولم تحسب بأنها اسكنت معها شيطانا إلى أن رأتها بالجرم المشهود وهى تسرق عُقد من الألماس يقدر بالملايين ومثل أي أحد في ذلك الموقف سيدي القاضي، قامت السيدة أنجي بطردها خارج المنزل واكتفت بذلك الأمر ولم تسلمها إلي الشرطه رحمة بها، ويبدوا أن تلك اللحظة لا تختفي من عقل المتهمه وقررت الانتقام وقامت بمراقبتها بشكل إجرامي ولكن خاب ظنها عندما علمت أن موكلتي غادرت البلاد وخبأت حقدها داخل قلبها،وبعد مرور كل هذا الوقت الذي مر عليهم وعودة موكلتي إلى أرض الوطن ومعها صغيرها إياد الورداني الذي يبلغ من العمر عاماً، لم تنسى ليله انتقامها واتفقت مع طليقها لسرقة أغلى ما تملكه موكلتي وهو أبنها، ومن جبروتها تقول بأنه أبنها الذي انجبته وهى فى أصل القصه لا تنجب ولن تنجب لأن هذه المجرمه عاقر ولم تتزوج بعد طلاقها الثاني منذ عام ونصف فمن أين لها هذا الطفل؟سيدي القاضي حضرات المستشارين أمامكم الآن كل الادله واعتراف رسمي من ليله بأنها فعلت كل هذا، اعترفت بعد أن رأت أن لا مفر من عقوبتها ظنا بأن يخفف الحكم عليها، ولكن ما فائدة اعترافها بعد الوصول إلي كل الحقائق من قبل، وفي النهاية سيدي القاضي حضرات المستشارين أرجو من حضراتكم بنطق الحكم عليها بأشد أنواع العقوبات حتى تكون عبرة لغيرها وشكراً.
بعد المداوله نطق القاضي بالحكم على ليله وقال:- حكمت المحكمة حضوريا على المتهمه ليله محمود صابر بالتهم الموجهة إليها:- بالحبس مع الشغل لمدة ١٥ سنه، رُفعت الجلسة.
بعد أسبوعين تقريباً.
أمير وندى دخلوا مكتب وكيل النيابه وأمير أتكلم بوضوح وطلب منه وقال:- بعد أذنك كنت عايز أعمل نقض في قضية ليله محمود صابر.
وكيل النيابه:- لازم يكون في دليل براءه قوي ومحامي مخضرم يقدر يطلعها براءه لو انت واثق أنها بريئه ومعاك اللي يثبت كلامك.
أمير بقوه:- ليله بريئه أنا متأكد.
وكيل النيابه رد تاني وقال:- مش بالكلام يا باشمهندس أمير ،حضرتك سمعتني كويس القضيه مش هتتفتح غير لما يكون في دليل قوي و محامي يقدر يطلعها براءه، هاتلي الدليل والمحامي أولا يا إما غير كده مش هيحصل النقض.
قدام القسم.
ندى بحيره وبعدين يا أمير لسه هندور ع محامي؟ مفيش وقت!
أمير بص قدامه وقال بعد تفكير:- مفيش غيرها هى اللي هتقف معانا و هتطلع ليله براءه.
ندى بعدم فهم:- قصدك على مين؟
أمير فتح باب العربيه بإستعجال وقالها:- اركبي بسرعه هقولك كل حاجه في الطريق.
في المحكمه.
نده الحاجب وقال بصوت عالي:- محامي المدعي عليه يتفضل.
الكل بيهمس لأن مفيش حد رد والمحامي مش موجود، ف نفس اللحظه فتح باب المحكمة وصوت خطوات هاديه وثابتة على الأرض وكل الموجودين بصوا وراهم يشوفوا مين اللي دخل بعد دخول القاضي، كانت واحده محجبه لابسه فستان ابيض رقيق وحجاب، وفوق الفستان روب المحاماه حطت أوراقها قدامها وأخيراً عرفت نفسها للقاضي والموجودين وقالت بإبتسامة هاديه:- تمارا محمد عزيز محامية النقض، حاضرة للدفاع عن موكلتي السيدة ليله محمود صابر. ---------