رواية نص قلب الفصل الثاني 2 بقلم ايه جمعه

 

رواية نص قلب الفصل الثاني بقلم ايه جمعه




الشمس كانت بتغرّب ورا عمارات مدينة نصر، والشقة الصغيرة بتاعة فاطمة في الدور السابع كانت مليانة ريحة قهوة وكاميرات مبعثرة على الترابيزة. نور كانت قاعدة على كنبة جلد سودا، ماسكة كوباية شاي في إيديها، بس إيديها كانت بتترعش. قصادها، فاطمة كانت قاعدة على كرسي خشبي، لابسة تيشرت أبيض وجينز، وشعرها الأسود مفرود على كتفها. كانت بتبص لنور بعيون فيها خليط من الحزن والتردد.

"أنا مش عايزة أخرّب حياتك، يا نور," قالت فاطمة بصوت هادي، بس فيه نبرة توتر. "بس لما سمعت إنك هتتخطبي لمحمود، حسيت إني لازم أقولك. هو... كان معايا زمان."

نور زمت شفايفها، وحست إن الكوباية هتقع من إيدها. "زمان يعني إيه؟ إنتوا كنتوا إيه بالظبط؟"

فاطمة تنهدت، وبصت للأرض. "كنا بنحب بعض، أو على الأقل أنا كنت فاكرة كده. كان من أربع سنين، في أيام الجامعة. كنا بنخرج، بنتكلم كتير، بس بعدين... هو قرر إننا ننفصل. قال إن ده كان مجرد إعجاب، مش حب."

نور حسّت إن قلبها بيضيق. "ومالك بعتيلي الرسالة دلوقتي؟ إنتِ لسه بتحبيه؟"

فاطمة هزت راسها بسرعة. "لا، مش كده. أنا... أنا بس حسيت إنك لازم تعرفي. محمود كان دايمًا بيخبّي حاجات، حتى مني. مش عايزاكي تتأذي زي ما أنا اتأذيت."

نور سكتت، وبصت لفاطمة. كانت شايفة في عينيها حاجة حقيقية، مش كدب، لكن ده ما خففش الوجع. "طب ليه مكلمتينيش من زمان؟ ليه دلوقتي،ليه؟"

فاطمة ابتسمت ابتسامة باهتة. "لأني كنت خايفة. خفت إنك تفكري إني عايزة أخرّب حياتك. بس لما سمعت إنك هتخطبي، حسيت إني لازم أعمل الصح."

نور حطت الكوباية على الترابيزة، وحست إن راسها هتنفجر. "فاطمة، أنا مش عارفة أقول إيه. بس أنا محتاجة أتكلم مع محمود. أنا لازم أعرف الحقيقة."

فاطمة هزت راسها. "أنا فاهمة. بس خدي بالك، يا نور. محمود مش وحش، بس... هو أحيانًا بيخاف يواجه الحقيقة، حتى لو كانت عن نفسه."

نور قامت، وهي حاسة إن رجليها تقيلة زي الحديد. "أنا لازم أمشي. شكرًا إنك قولتيلي."

فاطمة وقفت، وكأنها عايزة تقول حاجة، بس سكتت. نور خرجت من الشقة، وهي حاسة إن الدنيا بتلف بيها.

في نفس الوقت، في كافيه في وسط البلد

كريم كان قاعد مع نور في كافيه صغير في وسط البلد، اللي ريحة القهوة والشيشة فيه كانت مالية الجو. نور كانت لابسة جاكيت جينز وشال أبيض، بس عينيها كانوا مليانين قلق. كريم كان ماسك كوباية شاي، وبيبص ليها بنظرة فيها حنية وحاجة تانية... حاجة نور مش عايزة تفكر فيها دلوقتي.

"إنتِ كويسة، يا نور؟" سأل كريم، وصوته هادي زي دايمًا.

نور تنهدت، وبصت للشارع اللي كان مليان عربيات وناس. "مش عارفة، يا كريم. قابلت فاطمة النهاردة، و... قالتلي إنها كانت مع محمود زمان."

كريم رفع حاجبه، بس ما اتكلمش على طول. كان بيفكر، وبعدين قال: "طب وإنتِ مصدقاها؟"

نور هزت كتفها. "مش عارفة. هي كانت... زي ما تكون صادقة. بس أنا لازم أسمعها من محمود. بس خايفة، يا كريم. خايفة إني أكتشف حاجة تغير كل حاجة."

كريم مد إيده، وحطها على إيد نور لثانية، بس بعدين سحبها بسرعة. "نور، إنتِ قوية. مهما كان، هتعرفي تتعاملي معاه. بس لو محمود مش صريح معاكي، يبقى ميستاهلكيش."

نور بصت لكريم، وحست إن قلبها بيوجعها. كريم كان دايمًا موجود، زي الصخرة اللي بتسند عليها لما الدنيا تضيق. بس دلوقتي، كانت حاسة إن فيه حاجة في نظرته أكبر من مجرد قرابة. "إنت ليه دايمًا عارف تقول إيه، يا كريم؟"

كريم ابتسم، بس ابتسامته كانت حزينة. "عشان أنا أعرفك من زمان، يا نور. وأعرف إنك تستاهلي اللي يخلّيكي مبسوطة."

نور حسّت إن وشها احمر، فبصت لكوباية الشاي بتاعتها. "شكرًا، يا كريم. أنا محتاجة حد زيك دلوقتي."

كريم سكت، وبص للشارع. كان نفسه يقولها إنه كان بيحلم بيها كل يوم وهو في الإمارات، إنه رجع القاهرة عشانها. بس كان عارف إن ده مش وقته. مش دلوقتي.

في مكتب محمود في المهندسين

محمود كان قاعد على مكتبه، بيبص للاب توب بس عقله مش هنا. كان بيفكر في نور، في ضحكتها لما بيحكيلها نكتة سخيفة، في عينيها لما بتبصله بطريقة تخلّيه يحس إنه أهم واحد في الدنيا. بس كمان كان بيفكر في فاطمة، وفي المكالمة اللي جاتله منها من يومين.

"محمود، أنا بس عايزة أتأكد إنك سعيد," كانت فاطمة قالت بصوت هادي. "نور بنت كويسة، بس... إنت متأكد إنك نسيت اللي كان بينا؟"

محمود كان قفل المكالمة بسرعة، وقالها إن مفيش حاجة بينهم دلوقتي، وإنه بيحب نور. بس كلام فاطمة ظل عالق في دماغه. إزاي لسه بتفكر فيه بعد سنتين؟ وهل فعلاً هو نسيها زي ما بيقول؟

"محمود، فيه اجتماع بعد نص ساعة," صوت شيرين قطع أفكاره. كانت واقفة عند باب مكتبه، لابسة جاكيت أحمر ومبتسمة بطريقة تخلّي أي حد ينتبه. "إنت كويس؟ شكلك مش مركز."

"أيوه، أيوه، كويس," رد محمود وهو بيعدل نفسه على الكرسي. "بس يمكن محتاج كوباية قهوة."

شيرين غمزت بخفة. "أجيبلك واحدة؟ بس بشرط، تحكيلي إيه اللي مخلّيك سارح كده."

محمود ضحك، لكن ضحكته كانت مضغوطة. "هحكيلك بعدين، يا شيرين. يلا، جهزي البريزنتيشن بتاع الاجتماع."

شيرين بصتله لحظة زيادة، وكأنها بتحاول تقرأه. وبعدين خرجت، بس في عينيها نظرة بتقول إنها عارفة أكتر مما بتبين.

في بيت أمينة في التجمع

أمينة كانت قاعدة في الصالة الفخمة بتاعتها، ماسكة كوباية شاي بالياسمين. الستاير التقيلة كانت مغطية الشبابيك، والأنتيكات اللي في كل حتة كانت بتعكس فلوس عيلة صلاح. حسن، جوزها، كان قاعد قصادها، بيقرأ الجورنال زي عادته.

"أنا مش مطمنة من نور دي," قالت أمينة فجأة، ونبرتها فيها نوع من الاستهزاء. "شكلها بنت ناس، بس مش شايفاها مناسبة لمحمود. إحنا عايزين واحدة تقدر تحافظ على اسم العيلة."

حسن زهق وطوى الجورنال. "يا أمينة، خلّي الولد يعيش حياته. نور بنت محترمة، ومحمود بيحبها. إنتِ ليه دايمًا عايزة تتحكمي في كل حاجة؟"

أمينة زمت شفايفها. "أنا عايزة مصلحته. محمود لازم يتجوز واحدة تخلّف وتحافظ على سمعة العيلة. نور دي... مش حاسة إنها قد المقام."

حسن هز راسه بنفاذ صبر. "خلّيهم يتجوزوا الأول، وبعدين نفكر في الموضوع ده." بس أمينة كانت بتبص بعيد، وفي عينيها نظرة بتقول إنها مش هتستسلم بسهولة.

في خروجه في وسط البلد

ياسمين كانت مصممة تسحب نور يتمشوا في وسط البلد، عشان "تغير مودها"، زي ما قالت. كانوا في حياة مول، وسط دوشة الموسيقى والناس اللي بيضحكوا. ياسمين كانت لابسة فستان أصفر بيبرق، ونور كانت لابسة جينز وتيشرت أبيض، بس شكلها كان واضح إنها مش في المود.

"يا بنتي، إنتِ ليه قاعدة زي اللي متعزية؟" قالت ياسمين وهي بتسحب نور لترابيزة في مطعم. "الليلة دي لازم ننبسط ونآكل براحتنا!"

نور ابتسمت نص ابتسامة. "مش عارفة، يا ياسمين. أنا دماغي مشغول."

ياسمين زمت شفايفها. "بسبب فاطمة ومحمود؟ يا بنتي، إنتِ هتخلّي الموضوع ده يخرّب حياتك؟ لو محمود مش صريح، يبقى هو اللي خسران. إنتِ نور عبد الرحمن، اللي الكل بيحلم بيها!"

نور ضحكت غصب عنها. "إنتِ دايمًا عارفة إزاي تخلّيني أضحك."

فجأة، الباب اتفتح، ومي، صديقة فاطمة، دخلت مع شوية بنات. لما شافت نور، عينيها وسّعت، وبعدين جات ناحيتهم. "نور! إنتِ هنا؟"

نور اتوترت، بس ابتسمت. "أيوه، يا مي. إزيك؟"

مي قعدت جنبهم من غير دعوة، وكانت لابسة جاكيت جلد وبتتكلم بسرعة زي عادتها. "بقولك إيه، فاطمة كانت بتحكيلي إنك زرتيها. والله هي مكانتش عايزة تضايقك. بس إنتِ عارفة، هي لسه بتحب محمود، حتى لو مش عايزة تعترف."

نور حسّت إن الأرض بتتحرك من تحتها. "بتحبه؟"

مي ضحكت. "يا بنتي، أنا بهزر! بس هي كانت بتحكي عنه كتير الفترة اللي فاتت. يمكن بس عشان زعلانة إنه هيخطب."

ياسمين بصت لنور، وكأنها بتقولها "شفتي؟". نور حست إنها عايزة تهرب، بس قعدت مكانها، وهي بتحاول تتظاهر إنها بخير.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1