![]() |
رواية المطاريد الفصل الثاني بقلم رباب حسين
أنا نازلة يا بابا
تركض رهف مسرعة وهي تضع الكتب داخل الحقيبة لتلحق بموعد صفوف التقوية التي تعتمد عليها في مراجعة ما تدرس في الثانوية العامة تحت أنظار والدها المبتسمة لها فهي جميلة ومرحة وذات إبتسامة رائعة تخطف الأنظار تشبه زوجته الراحلة كثيراََ التي تركته بعد صراع مع المرض فزينت هي حياته وعوضته عن غيابها..... خرجت رهف من المنزل تركض في سعادة وتتطاير خصلات شعرها الأصفر وراء ظهرها كأنها طائر يحلق في مرح.... وصلت إلى المركز العلمي ووقفت تتأمل بحر الأسكندرية بعيونها الزرقاء مثل أمواجه وابتسمت في سعادة فهي على وشك تحقيق حلمها وحلم أبيها بأن تصبح طبيبة ثم تذكرت الموعد فركضت إلى الداخل وما أن جلست وبدأت أن تخرج الكتب وجدت أحد الطلاب يدخل المكان فبدا لها غير مألوف فهي لم تراه من قبل فتعجبت من حالها لما تنظر إليه هكذا فهي لم تهتم ولم تفكر بهذه الأمور من قبل فكل تركيزها على مستقبلها وتحقيق حلمها..... ظلت تنظر إليه وتتسائل هل هذا بسبب طوله الفاره أم نظراته الحادة أم النظرة الجدية التي تظهر على وجهه التي لا تراها كثيراََ في الشباب اللذين في مثل سنها ؟ ثم لاحظت أنه إنتبه إلى نظراتها له وهو يجلس في نفس الصف بالجهة الأخرى فتعجب من ذلك ولكن إنجذب إلى لون عينيها وتعجب أيضاََ أنها لم تشيح بنظراتها عنه فظلت تنظر إليه في إبتسامة جميلة خطفت أنفاسه...... جلس يحيى ونظر إلى عمار الذي يجلس بجواره فهو إبن عمه وصديقه المقرب وقال في هدوء : إنت متأكد أن الأستاذ ده كويس ولا هضيع وقت وخلاص؟
عمار : أنا فهمت منه يبقى تمام..... وأكيد طالما عرف يفهمني يبقي هو ممتاز
إبتسم يحيى في وقار وقال : عارف نفسك يا عمار ما شاء الله
ثم التفت على يمينه فوجدها مازالت تنظر إليه وكأنها تائهة في بحر إبتسامته دون وعي ثم قطع نظراتها صوت المعلم وهو يدخل القاعة فاعتدلت وبدأت تركز معه منتبهة إلى ما كانت تفعل دون وعي..... بعد وقت بدأ المعلم في سؤال الطلاب فكانت رهف ترفع يدها أولاََ في تسرع فيختارها المعلم بعد أكثر من مرة يحاول يحيى أن يرفع يده ليجاوب ولكن لا يراه المعلم..... بعد قليل قال المعلم : طيب أنا هبدأ أسئل أسئلة صعبة شوية عشان أشوف مين اللي فاهم أكتر
بدأ المعلم بفعل ذلك ولم يرفع أحد يده سوى رهف ويحيى ولكن لم ينتبه المعلم ليد يحيى لما تفعله رهف من جلبة لتجيب مسرعة فقال المعلم : هو مفيش غير رهف اللي هتجاوب
عمار : يا أستاذ يحيى بيرفع إيده بس حضرتك مش شايفه
نظر له يحيى في ضيق فقال المعلم : طيب هسأل سؤال تاني ونشوف هيجاوب ولا لا
سأل المعلم وأجاب يحيى بهدوء فقال المعلم : واضح يا رهف إن بقى عندك منافس
نظرت له رهف في تذمر وعقدت حاجبيها وقالت : تلاقيه عارف السؤال ده بس
نظر لها يحيى في تعجب وانزعج من أسلوبها فقال : الغرور ده مش حلو على فكرة
رهف في تكبر : حقي على فكرة
إبتسم يحيى في تهكم فقالت رهف : مش مصدق؟!!! طيب تعالى ندخل تحدي أنا وإنت
المعلم : أنا موافق جداََ
يحيى : موافق
بدأ المعلم بسؤالهما معاََ وكان لكل منهما دور وكان كلاََ منهما يجيب ببراعة حتى شعرت رهف بإنها معجبةٌ به حقاََ فكان هادئ يتحدث بثقة يجلس في شموخ وكأنه من عالم أخر فشعرت أنها لا تريد أن تجعله يشعر بالإنهزام أمامها وبمرور الوقت وتوالي الأسئلة قامت رهف بالإجابة على أحد الأسئلة خطأ فهلل عمار وقال : يحيى يكسب يا أستاذ
نظر لها يحيى ثم أبعد نظراته عنها سريعاََ فوجدت أنه لم ينظر إليها نظرة النصر فأعجبت به أكثر وانتهى الدرس وخرج يحيى وعمار أولاََ ووقفا بالخارج ولحقت بهما رهف بعد أن حملت كتبها ثم مرت بجوار يحيى وقالت وهي تبتسم : سيبته بمزاجي على فكرة
ثم ذهبت نظر يحيى إلى أثرها وابتسم رغماََ عنه فهو كان يعلم أنها أجابت خطأ عن قصد..... نظر عمار لهما ولم يتحدث وعادت رهف إلى المنزل تتذكر نظراته التي ظلت عالقة بعقلها حتى هذا اليوم الذي سقط أمامها به آثر العيار الناري الذي أصابه وهي تقول في نفسها : كيف يعقل أن يحدث هذا بأول لقاء بعد خمسة عشر عاماََ؟.....هل عدت إلي مرة أخرى حتى تتركني وتذهب؟..... ظلت تصيح بإسمه تحت نظرات خالد صديق يحيى المتعجبة فكيف تعلم هويته ومن هي؟!!
رهف في صدمة : يحيى.....يحيى خليك معايا متقفلش عينك
ثم استمعت إلى صوت ينادي بصياح : يحيى إتجتل...... إرجعو على الجبل يا رجالة
ثم هدأت أصوات تبادل الرصاص وهي تنظر حولها وتضغط بيدها على الجرح لتمنع تدفق الدم ثم نظرت إلى خالد وقالت في تعجب : هما كل دول عايزين يقتلوه؟!!!!
خالد : مش وقته..... إنتي مش دكتورة عالجيه
رهف : حد يشيله نرجع على المركز عشان حاجتي هناك
صاح خالد برجال الشرطة كي يساعدوه على حمله وهو ينظر إلى رهف برؤية مشوشة ويشعر بالألم الذي يظهر على وجهه..... جاء عدد من العساكر وقامو بحمله وعادو به إلى المركز الصحي ورهف تركض خلفهم حتى دخلو به إلى غرفة العمليات الصغيرة داخل المركز ولحقت بها مي لتساعدها وطلبت من الرجال الخروج من الغرفة وبدأت بتعقيم يدها وأعطت يحيى مخدر حتى غاب عن الوعي وشرعت بإخراج الرصاصة من جسده وبعد أن أخرجتها قامت بتضبيب الجرح من الداخل والخارج وخرجت من غرفة العمليات وقالت لخالد الذي ينتظرها : الحمد لله عدت على خير بس لازم يفضل تحت الملاحظة
خالد : هاخده على السرايا وإنتي تيجي معاه
رهف : لا أنا قصدي يفضل هنا
خالد : مينفعش يفضل هنا..... خطر عليه..... كدة هو صيدة سهلة ليهم وكمان الحج عزام والده مش هيوافق
رهف : بس أنا مش هروح أقعد عنده في السرايا
خالد : مش بمزاجك...... يحيى لازم يخف ويرجع أحسن من الأول وده مش هيحصل غير لما تبقي جنبه
رهف في غضب : أيوة بس أنا عندي مرضى هنا كمان مقدرش أسيبهم عشان سواد عين يحيى بيه التهامي
تعجب خالد من معرفتها به وقال : ده كبير البلد يعني العيانين اللي حضرتك بتقولي عليهم دول عايشين في حمايته يعني هيبقي عندهم حياته أهم من حياتهم..... بقولك إيه هما كام يوم لحد ما يروق وخلصنا يلا قدامي...... يا رجالة أدخلو شيلوه وحطوه في العربية برا
رهف في تعجب : إستنو هنا ده عامل عملية
خالد : متقلقيش دول يا ما شالو جرحي وقتلى...... خليكي معاهم وهاتي حاجتك وتعالي وراهم
ذهب خالد ونظرت رهف إليه في تعجب فهو يأمرها بشكل مباشر وكأنها تعمل لديه فقالت في ملل : شكله صاحبه أوي.... شبهه في غروره وتقله
عادت إلى الغرفة وحمل الرجال يحيى ووضعوه داخل السيارة ثم صعدت رهف بجواره ولاحظت مي وهي تركض لتعطيها حقيبة ملابسها فأخذتها منها ووضعت رأس يحيى على قدميها وقاد خالد السيارة..... ظلت رهف تنظر إلى وجه يحيى النائم تتأمل ملامحه في إشتياق ووضعت يدها على وجهه تتحسسه ثم تذكرت ما حاول أن يفعله بها فابعدت يدها على الفور وقالت في نفسها : لم أستطع تركك هكذا دون الخوف والقلق عليك..... ليتك تستحق كل هذا العشق الذي بداخلي لك فأنت حقاََ خذلتني عندما لجئت إليك ولكني لن أخذلك الآن وأنا أعلم أنك بحاجةََ إلي
قطع تفكيرها صوت خالد وهو يقول : إنتي تعرفي يحيى منين؟!
نظرت له رهف في المرأة الداخلية للسيارة وقالت : كنا بندرس مع بعض في ثانوي
خالد : وإنتي بتتخضي كدة على أي حد تعرفيه وخلاص؟
رهف : أياََ كان أعرفه أو لا ده بني أدم وأنا دكتورة أكيد مش هحب حد يموت قدام عيني
أماء لها خالد بنعم ولكنه يشعر بداخله بأن هناك شيئاََ أخر فكانت نظراتها إليه وهو يتألم بالأرض مفعمة باللهفة والقلق وتعجب من ذلك ولكن لا يهم فسوف يسأل يحيى عن علاقته بها عندما يستيقظ..... وصل خالد ونزل من السيارة وطلب حضور الحرس من داخل السرايا وحملو يحيى تحت أوامر رهف بكيفية حمله ثم دخلو به إلى المنزل ورهف تلحق بهم وخلفها خالد وعندما رأتهم أمينة يحملون يحيى وهو غائب عن الوعي صاحت في ذعر : يا مرررري..... ولدي...... يحيى
تجمع كل من بالمنزل جراء صياحها فتقدم منها عزام ورأى الرجال يضعون يحيى على الأريكة بالأسفل وقف ورائه خالد فنظر له عزام في صدمة وقال في غضب : إيه اللي حوصل يا خالد؟
خالد : متقلقش يا حج عزام جت سليمة...... المطاريد ضربوه وهو بيحاول يمنع تسليم عملية السلاح اللي طالعة الجبل بس الحمد لله خرجنا الرصاصة
تقدمت أمينة وأمل ويزن منه وقالت أمل في بكاء : طيب وهو مش في وعيه ليه؟!
كانت رهف تنظر إليهم وتريد أن تمنعهم عن وضعه على الأريكة ولكن توقفت عندما سمعت صوت أمينة فظلت تنظر إلى يحيى وقالت في لهفة : يا جماعة مينفعش كدة...... ده عامل عملية والله وخرج رصاصة..... ده لسة مفاقش من البنج حتى..... فا لو سمحتو ننقلوه أوضة وحد يغير الهدوم ديه عشان الدم ونبدأ نديله الأدوية عشان ميتعبش لما يفوق
نظر لها يزن وهو حزين على ما حدث إلى أخيه يحيى وقال : مين ديه يا خالد؟!!
رهف : دكتورة رهف عمر
ضرب عزام عصاه بالأرض في غضب وقال : جايبين دكتورة ست إهنيه كيف؟!!!! أنا مش محرج عليهم ميبجاش فيه حريم...... ده أنا مانع المطاريد عن الممرضات بالزور...... يجومو يجيبو دكتورة
شعرت رهف بالإهانة والتفرقة فقالت في غضب قليلاََ : حضرتك أنا ممكن أمشي عادي لو متضايق من وجودي
خالد : تمشي إزاى يعني؟!!!....والراجل ده مش عايز علاج؟
رهف في غضب : وأنا هعالجه إزاى باللي إنتو بتعملوه ده؟!!! لو سمحتم ندخله أوضة قريبة
صاح عزام : تعالى يا واد منك ليه دخلو يحيى جوا
حمله الرجال ورهف تصيح بهم بأن يتوخو الحذر ودخلت خلفه فنظر يزن إلى خالد وقال : هي مالها متعصبة ليه؟!!
خالد : معرفش.... شكلها واخدة قلم في نفسها أوي..... بس بصراحة خرجت الرصاصة لوحدها وقفلت الجرح في أقل من ساعة...... باين عليها شاطرة
عزام : المهم تفضل إهنيه لحد ما يحيى يطيب
خالد : أنا أمرتها بكدة كمان عشان سلامة يحيى
أمينة في بكاء : وبعدين عاد يا عزام...... مش هنخلص من المطاريد وجرفهم ولا مستني لما يموتونا كلنا؟!
عزام في يأس : أعمل إيه أنا يا أم يحيى ؟!!! الحكومة وخايفة تطلع الجبل عشان لا خابرين خبياه ولا خابرين عددهم والسلاح اللى عنديهم جد إيه...... بيجولو عملية إنتحارية لو طلعو فوج....... أدينا بنحاول بأي طريجة نوجفهم
أمل : واهوه يحيى كان هيروح مننا النهاردة يا أبوي وهو بيحاول يمنع السلاح عنهم
خرجت رهف من الغرفة وقالت : متقلقوش عليه حالته مستقرة..... بس عايزة المحاليل والأدوية ديه وياريت حد يدخل يغير هدومه بس يتعامل معاه براحة عشان الجرح ميفتحش
عزام : خد أمك يا يزن وخش عنديه وغيرله خلاجاته وإنت يا خالد روح هات العلاج اللي طلباه الدكتورة بسرعة
نفذو أوامره وظلت تنتظر رهف بالخارج حتى يأتو بالأدوية وأخبر عزام أمل التي مازالت تبكي على أخيها الكبير أنه سوف يذهب إلى قسم الشرطة ليعرف ماذا حدث اليوم سريعاََ.... ظلت أمل تبكي ورأتها رهف وشعرت بالشفقة عليها فاقتربت منها وقالت : إنتي أخت يحيى؟
نظرت لها أمل وسط دموعها وأماءت لها بنعم
إبتسمت رهف وقالت : متقلقيش عليه هيبقى كويس..... روحي بس أغسلي وشك وخشي معايا تشوفيه وتطمني عليه بنفسك
أماءت لها أمل وذهبت وبعد قليل خرج يزن وأمينه من الغرفة وقال لها يزن : خلاص يا دكتورة...... بس هي الرصاصة جت فين بالظبط
رهف : في جنبه اليمين بس الحمد لله مجتش في أعضاء داخلية ولا في نزيف داخلي
أمينة : الحمد لله يا بتي...... كتر خيرك
رهف : على إيه؟ ده واجبي
دخل خالد المنزل وأعطى لرهف الأدوية وذهبت إليه وبدأت بوضع المحاليل الوريدية داخل يده وجلست بجواره تنتظر أن يستيقظ ودخلت أمل لترى شقيقها وظلت قليلاََ بجواره ثم صعد إلى غرفتها كحال أهل المنزل أجمع بعد أن إطئنو على حالة يحيى..... أما رهف فلم تنام هذه الليلة فظلت بجواره تتابع حالته وهي تنظر إليه في عشق طارة وفي غضب طارة أخرى حتى وضعت رأسها على الفراش بجانبه وهي جالسة على الكرسي ونامت...... في الصباح إستيقظت رهف على أنين يحيى الذي بدأ أن يستعيد وعيه فنهضت لتطمئن عليه وحقنته ببعض المسكنات للألم وبعد قليل فتح يحيى عينيه ونظر إليها فوجدها تنظر إليه في قلق فظل صامت يتأمل ملامحها ثم نظر حوله ووجد أنه بمنزله فقال في هدوء وهو يحاول أن ينهض : إنتي إيه اللي جابك هنا؟!!
رهف في إندفاع : بس متتحركش كتير..... الجرح لسة مفتوح
نظر يحيى إلى جرحه ثم نظر إليها وقال في إشمئزاز : هو إنتي إزاى طلعتي دكتورة؟!!!..... ده لو إنتي الوحيدة اللي هتعالجيني يبقي الموت عندي أهون...... ده إنتي وباء في الحياة ديه
نظرت له رهف في غضب وقالت : تصدق إني غلطانة إني أنقذت حياتك بجد
إبتسم يحيى في تهكم وقال : إنتي سبب بس ياااااا..... دكتورة لكن الحقيقة إن لو ربنا كاتبلي الموت في اللحظة ديه كنت موت حتى وإنتي موجودة..... مش ممكن غرورك فظيع مش بتتغيري
أخذت رهف تجمع أغراضها وتقول في هدوء : طيب بما إنك مش عايزني أعالجك وشايف إني لو أخر دكتورة في الدنيا هتفضل إنك تموت..... فا أنا همشي بس أحب أقولك إن هو فعلاََ محدش هيعاجلك في المكان ده غيري بس زي ما حضرت تحب عشان الوباء ميصيبكش
يحيى في هدوء : ده أنا أول من إتصاب بيه..... ومرضك عشش جوايا لحد ما كرهت الستات كلهم عشان مبقتش شايف واحدة بريئة ...... كلكم كدابين وبتتلونو زي الحرباية عشان توصلو للي إنتو عايزينه لكن خلاص مش هتقدرى تأثري عليا تاني
رهف في غضب : ومين قالك إني مهتمة بيك أو بغيرك أصلاََ
ضحك يحيى وقال : بغيري!!!!....ده إنتي مهتمة بكل الناس إلا أنا جيتي عندي وعملتي فيها الشريفة العفيفة وعيشتي دور مش بتاعك
وضعت رهف كلتا ذراعيها أمام صدرها وقالت : على الأقل معملتش زيك لما لقيتك مرمي قدامي ومحدش هيعرف ينقذك غيري مسبتكش ولا أتخليت عنك زي ما أنت عملت زمان واستغليت الفرصة عشان تعمل عملتك الهباب ديه
يحيى : وإنتي عملتك كانت إيه بقي إن شاء الله بمبي؟!!!!..... بقولك إيه غوري من هنا اطلعي برا أنا مش عايزك تعالجيني
رهف : تمام..... دور علي دكتور تاني أنا هروح للناس الغلابة اللي مش لاقين دكتور يعالجهم بسبب حضرتك
ثم قطع حديثها أصوات أهل البلدة وهم يصيحون في قلق وغضب فاقتربت من النافذة وسمعت بعضهم يقول : حد يطمنا على الكبير
خلينا نشوفك يا كبير ونطمن عليك
نظرت رهف إلى يحيى في تعجب وقالت : ده العيانين اللي محتاجين علاج جايين يشوفوك وناس كتير أوي!!!
حاول يحيى النهوض بمفرده وصاحت به رهف وقالت في غضب : إنت رايح فين؟!!!
يحيى : مش هيمشو غير لما يشوفوني
رهف في تعجب : ليه يعني؟!!!!
نظر لها يحيي في ملل وإشمئزاز وقال : عشان ديه الناس اللي مخذلتهمش..... الناس اللي تستاهل إنها متتخذلش مش زي الناس الرخيصة اللي ميستاهلوش حتى الواحد يبص في وشهم
نظرت له رهف داخل عينيه وهي تشعر بالغضب من حديثه وقالت في هدوء : أياََ كان مبررك أنت مش فارق معايا أصلاََ..... أنا همشي وإنت دور على دكتور تاني...... أنا خليت مسئوليتي بناءاََ على طلبك وهرجع للمركز
إلتفتت لتذهب ولكن قال يحيى : مفيش قعاد في البلد هنا تاخدي حاجتك وتطلعي على محطة القطر وتخلصينا منك..... مش عايزين بلاوي تانية في البلد
إلتفتت رهف في غضب وقالت : كلمة تانية يا يحيى ومش هيحصل كويس
اقترب يحيى منها في غضب وقال : إنتي بتهدديني...... إنتي عارفة إنتي واقفة فين وبتكلمي مين؟.....لولا إني إتدخلت إمبارح في الوقت المناسب كان زمان فيه حفلة معمولة عليكي في الجبل دلوقتي..... ااااه نسيت صح...... إنتي متعودة على الحفلات ديه وتبقي من إيد ده لده
رفعت رهف يدها وصفعته على وجهه فظهر الغضب على وجه يحيى وتحرك بعنف ليمسك يدها فصاح في ألم شديد ووضع يده على جرحه وتوقف عن التقدم نحوها حتى وصل صوته إلى خارج الغرفة