رواية بنكهة الفراولة الفصل الثاني بقلم رحمه حواله
ارتعشت بصدمة اول لما لقيته بيناديني بإسم اختي اللي ماتت وفضلت للحظات برمش وبحاول استوعب اسم غنوة اللي بقالنا شهرين ما نديناش به حد
حطيت عصير الفراولة علي الطربيزة قبل ما يقع من ايدي لانه فصل المسافه ومش مجرد قرب مني لا ده حضني
فضلت لللحظات طويلة استوعب اني في حضنه ومكنتش عارفه اتصرف ازاي، لحد لما سمعت صوته اللي طالع منه بالعافية، كان كله وجع وحسيت كأنه بيعيط
_كنت عارف، كنت عارف انك ممتيش يا غنوة، كنت عارف انك لسه عايشه، كانوا ببكذبوا عليا وقالولي انك موتي، حتي هو اجي وقالي انه قتـ ـلك بإيده بس انا مصدقتهوش.
وكمل وقال بنبرة فيها عصبية ممزوجه باشتياق: حالا تقوليلي ليه بعدتي عني كل الشهرين دول، ما انا بعتلك وقتها ماسدج وقولتلك فيها اني مسامحك ليه بقا بعدتي؟!
بعدت عنه وانا مبرقه، كل كلمة بيقولها زودت صدمتي اكتر لكن الجمله اللي جاب فيها سيرة القتـ ـل وقفت الدم في عروقي، وقبل ما اتكلم او اقول حاجه شوفت شاب بيقرب مننا
_شوف يا مروان غنوة اهي، طلعت عايشه زي ما قولتلكم، انا كلامي طلع حقيقي
مهتمش لكلامه ومسكه من ايده وبصلي وقالي بإحراج:
_ انا اسف جدا، بس هو بقاله شهرين داخل في صدمة وبيتعالج نفسيا، متاخديش بالك من كلامه
_مروان انت بتقول ايه سيبني، ديه غنوة، غنوة اهي ماماتتش
_ يلا يا ياسين تعالي معايا
شده بسرعه وحاولت اوقفه
_لا عن اذنك استني
لكنه مسمعش كلامي وشد ياسين من ايده واخده وسط محاولاته انه يكمل كلامه معايا، حاولت اجري وراهم لكني سمعت صوت ابو مريم بينادي عليا
_تعالي يا ليل شوفي طلبات الزباين.
خلصت شغل وجعت البيت وانا عقلي مليان بالاسئلة، كنت واققه في المطبخ وبحضر الاكل ومش قادرة اطبخ كويس بسبب تفكيري باللي حصل، مين ياسين؟! وازاي يعرف اختي غنوة، ويقصد بإيه ان حد قاله ان قتلها
_اااه
رجعت من شرودي لما حسيت بوجع في ايدي، اتأوهت بوجع ولقيت ماما جريت عليا وهي مخضوضة
_ عورتي ايديكي حرام عليكي هتبقي انتِ واختك كمان؟!!
خد منديل وحاولت اوقف النزيف البسيط وبصيت لماما باستغراب
_ماما في ايه مجرد جرح بسيط بالسكينه ليه ردة الفعل ديه مالك؟!
ماما اتنهدت وقالتلي وهي بتاخد نفس عميق... لا يا ليل مفيش حاجه. خلصتي الاكل
_قصدك ايه لما قولتيلي هتبقي انتِ واختك؟!
فضلت باصه لتعبيرات وشها وانا مستغرباها، كانت بصالي بتوتر وبتفرك في ايديها وده غير كلامها اللي خرج بتلعثم:
لا يا ليل ولا حاجه مجرد جملة قولتها كده، طلعت من لساني
_ماما انتِ في حاجه مخبياها عليا بخصوص غنوة؟!
لقيتها بتهز راسها كتير بالنفي وبتاخد السكيـ ـنه من ايدي
_هاتي يا حبيبتي اقطع السلطه عنك روحي طهري الجرح.
طريقتها خلتني اشك ان في حاجه بس حاولت اسايرها وطلعت من المطبخ علشان ادخل اوضتي لكن قبل ما ادخل اوضتي وقفت عند باب اوضت غنوة كانت مقفولة من ساعت ما ماتـ ـت ومحدش كان عنده الجراءة انه يدخلها بالذات انا، بسبب الذكريات اللي جوا اللي كفيلة انها تقضي علي الواحد.
دخلت بخطوات مهزوزة كنت عايزة افهم والاقي اجابات للاسئلة اللي كانت بتدور في دماغي
قربت من سريرها ونزلت دموعي بغزارة لما افتكرت مواقف بتجمعني انا وهي في الاوضة ديه بصيت للسرير وانا بفتكر وقت لما دخلتلها الاوضة وقولتلها اني خايفه انام في اوضتي بعد ما اتفىرجت علي فيلم رعب، وقتها فتحتلي ايديها علشان انام في حضنها.
فتحت الدولاب ودموعي نزلت اكتر وانا بفتكر خناقتنا مع بعض علي الهدوم
_لو كنت اعرف انك هتسيبيني الاول مكنتش اتخنقت معاكي خالص يا غنوة كنت سيبتك تلبسي اي حاجه عيزاها.
فقت من شرودي علي ملمس تحت ايدي جوا الدولاب،حسيت كإني حطيت ايدي علي ورق، طلعت الورق وكان من ضمنهم شهادة وفاتها، كنت لسه هفتحها لكن لقيت ماما فجأة قدامي بنظرات كله غضب
_انتِ بتهملي ايه هنا في اوضتها وماسكه الورق ده ليه؟
اتوترت من نظراتها وعنت الورق مكانه
_ ماما هي غنوة ماتت ازاي؟!
_ها؟
مردتش عليا فكررت السؤال مرة تانيه بإصرار كبير: يا ماما بقولك غنوة ماتت ازاي؟
وقتها مدتنيش اجابة لكن دموعها جاوبتني، عيطت بوجع وقهر وقالتلي وهي بتحاول تاخد نفسها
_ غنوة انتحـ ـرت يا ليل.
جسمي ارتعش وبرقت بصدمة، انا كنت عارفه ان هي بتمر بفترة صعبه مش عارفه اسبابها بس ده ميخليهاش تفكر بالانتـ ـحار
_ انتحـ ـرت ليه يا ماما وليه مقولتليش الكلام ده قبل كده وقولتيلي ماتـ ـت موتـ ـة عادية
_ مكنتش عايزة اقولك حاجه زي كده، ساعتها كنتي هتتقهري اكتر
دموعي نزلت بغزارة وانا بحضن المخده اللي عليها ريحتها.
..........
_ يا مرات عمي بقولك ياسين مش موجود، معرفش راح فين ده الساعه قُرب الفجر
_ازاي يعني ياسين مش موجود مش كان معاك في البيت يا مروان؟!
_ايوه بس نمت بعد العشا وصحيت دلوقتي متلاقتهوش، استني كده انا عارف هيبقي فين.
قولت كده وقعد علي السرير وانا بنقخ بضيق وقولت لنفسي: اكيد روحت هناك يا ياسين.
..........
علي الساعه 6 الصبح، نزلت من بيتي وانا بكل نشاط عن غير كل يوم، اول يوم اروح الشغل في الكافيه من غير كسل وده بسبب اني كنت عايزة اروح هناك وانا عارفه اني هتلاقيه جايلي.
ركبت بسرعه التاكسي وانا بتنهد بتوتر وبحاول اخد نفسي، لحد لما وصلت الكافيه دخلت علشان اشتغل وانا عيني كانت علي الزباين وبحاول ادور عليه لكنه مكنش موجود، لحد لما سمعت صوت من ورايا
_غنوة!!
اتنفض من مكاني والتفتت ورايا بسرعه علي امل انه يبقي هو ياسين، لكني لقيته زياد
بصتله بضيق وانفعلت انفعال كبير
_اسمي ليل من فضلك متنادينيش بالاسم ده تاني ومتذكرهوش قدامي.
قرب مني زياد وهو باصصلي بإحراج:
_انا اسف جدا صدقيني ده من غير قصد، اصل ابو مريم كان بيحكيلي امبارح عنكوا وكده فأنا اتلغبطب بالاسمين.
قولتله بنبرة فيها نفس عميق:
_لا خلاص ولا يهمك عادي
بصلي وابتسم ابتسامه عريضه وقرب مني، استغربت من قربه راسه كانت جمب راسي، غمض عيوني وتنفسي زاد من توتري من قربه ولقيته بيعدلي الطرحه
بعد عني وهو بيضحك
_بتضحك علي ايه وكنت بتعمل ايه اصلا؟!
_لا مفيش،كانت الطرحه بس مش معدولة وكنت بعدلهالك
_كان ممكن تقولي وانا هعدلها بنفسي
ضحك وقالي بغمزة: ليه كنتي متوترة اوي كده انا بس كنت بعدلك الطرحه
حاولت اغير الموضوع وشاورتله علي الزباين
_ممكن بقا تسيبني اشتغل من فضلك
بعد عن طريقي خطوتين وهز راسه بتفهم...ايوه طبعا اتفضلي
قطع كلامه صوت زبون واللي كان بيزعق وكإن الكلام كان متوجه ليا
_ يلا بقا يا انسه ورانا مشاغل هو مفيش غيرك هنا ولا ايه؟!
بصيت لزياد وانا بنفخ... هو بيزعقلي انا صح؟!
_ايوه هيكون لمين امي مثلا؟!
بصتله برافعة حاجب واضايقت من كلامه لكني لقيته راح للزبون واستغربت لما لقيته بيتشاكل معاه
_ ده مش اسلوب تتكلم بيه معاها، حتي لو هي متأخرة عليكوا مينفعش تخاطبها بالطريقة ديه
فضلت متنحه ومستغربة انه بيدافع عني، بصيت للزبون اللي كان بيزعق ولقيته اعتذر مني وقال بنبرة فيها احراج:
_انا اسف جدا ممكن واحد اسموزي فراولة؟!
اتوترت من طلبه ومكنتش عايزة اعمله، زياد بصلي وكان حاسس بيا وبصلي كإنه بيطمني بعيونه من غير ما يتكلم
قرب مني وقالي بحنية كبيرة: قوليلي بيتعمل ازاي وانا اعمله
_ هتعرف تعمله؟!
سألت بنبرة مهتزة لكني لقيته بيطمني وهو بيهز راسه بالايجاب وقتها اطمنت لنظراته وبدأت اقوله يعمله ازاي
وبعد ما خلصه، صب العصير وقدمه للزباين وهو بيغمزلي
_ شوفتي بقا الشطارة
_ ما شاء الله عليك بريفيكتو
فصل كلامي وهو بيقطع فراولة علي شكل قلب وبيحطها في بؤي بحركه مفاجئة، استغربت من اللي عمله لكني فتحت بؤي بتلقاىية وكلتها.
فضلت باصه لعيونه وسؤال واحد كان بيمر في عقلي
_يا تري هو ده الحب؟!
_ايوه
قالي كده وخلاني استغرب، هو سامع صوت عقلي ولا ايه
_ ايوه ايه يا زياد؟!
_مش عارف بس حسيتك بتسألي نفسك سؤال وحسيت ان دي هي الاجابة
ضحكت علي كلامه وهزيت راسي... يمكن وليه لا
_مبتحبيش عصير الفراولة؟!
هزيت راسي بالنفي فلقيته بيصب كوباية وبيشرب منها وبعدين قربها مني
_اشربي ولا بتقرفي؟!
_مش بقرف بس انا قولتلك انا مبحبهوش.
_ بس إنتِ قبل شهرين كنتِ بتشربيه صح؟!
هزيت راسي بالايجاب فكمل كلامه وهو بيمسك راسي وبيحاول يشربهولي
_يبقي بتحبيه بس اتعلق عصير الفراولة بصدمة عندك ولازم تحاولي تتجاوزي الصدمة ديه، يلا اشربيه.
حاولت ابعد ايده لكني مقدرتش وشربته وانا مغمضة عنيا، حسيت وقتها ان المشكله مش في العصير المشكله فيا انا وفي الذكري اللي اتعلقت بعصير الفراولة.
بعد زياد كوباية العصير لما خلصت وبصلي وابتسم
_شوفتي بقا؟!
_انا ممكن اشربه تاني علي فكره، ده فعلا تحفه جدا وممكن ارجع اعمله للزباين كمان.
ضحك وبصلي وبعدين مسك ايدي ولفني زي لفة العرايس
_بتعمل ايه يا زياد.
_بحييكي لشجاعتك
قالها بضحكة وهو بيلفني فضحكت، ضحكت بعد شهرين من الاكتئاب، حسيت لأول مرة باحساس عمري ما حسيت بيه بعد موت غنوة ،ليه فعلا ميكونش ده الحب اللي اتمنيت اعيشه من زمان، مش يمكن ده اللي هينسيني اللي عمله «علي»فيا؟!
كنت بسأل نفسي وانا ببصله بابتسامة عريضة وبلف
وفي الخلفية وائل جسار بيقول بكل حُب
"الدنيا بترتب صدف وكل قلب واحساسه.... فجأة الطريق بينا بيقف والحب بيجمع ناسه"»»»
اتوقفت لحظتنا وتركيزنا في بعض علي صوت شاب ورانا، فكرته زبون لكنه مطلعش زبون كان الشاب اللي اسمه مروان اللي شوفته اجي اخد الشاب التاني .
_ممكن اتكلم معاكي دقيقتين؟!
هزبت راسي بالايجاب وبعدت من عند زياد وقعدنا انا ومروان علي طربيزة من الطربيزات.
وقبل ما يتكلم بصيت علي زياد اللي كان واقف بيبص علينا بنظرات مفهمتهاش كإنه مضايق من قعدتي مع راجل
_الشاب اللي شوفتيه امبارح اجالك النهارده؟!
هزيت راسي بالنفي فكمل هو بمعالم كلها شك: بصي الشاب ده مريض نفسي واحنا قلقانين عليه، يا ريت لو كان فعلا هنا متكذبيش عليا.
بصتله وقولت بنبرة شبه منفعلة... وانا هكذب عليك ليه حضرتك انا قولتلك انه مجاليش.
_طب ممكن لو اجالك تتجنيه متقوليلهوش اي حاجهاو انك اختها ولا تتكلمي معاه خالص لان الدكتور محظرنا ان انا نصدمه
_ طب ممكن تفهمني انا مش فاهمه اي حاجه، هو ايه علاقته بغنوة؟!
_ غنوة وياسين كانوا بيحبوا بعض اوي، لكن قبل ما تموت ياسين عارف حاجه،بس ده انا معرفش هو عرف ايه، وساعتها اتخانقوا جامد هي حاولت تبررله لكن هو مسمعش تبريراتها واتهمها بالخيانه
بصتله وانا برمش بصدمة وبحاول استوعب كلامه، كلام بسمعه لاول مرة، غنوة مقالتليش انها بتحب، فضلت بصاله وانا مركزة في كلامه لكني حسيت ان في حاجه لسه ناقصه
_ياسين قالي ان في حد قاله انه قتـ ـلها!
ياسين بصلي ولاحظت ان وشه بهت اول لما جبت موضوع
القـ ـتل ده، حاول يخفي توتره وهز راسه بالنفي
_معظم كلامه في الفترة ديه خزعبلات، انا ابن عمه وعارف ايه اللي بيحصله دلوقتي، متاخديش كلامه علي محمل الجد، انا بس حبيت اشرحلك الوضع المهم انك متتكلميش معاه خالص ولا تنفيله او تأكديله كلامه، وعن اذنك لازم امشي.
قال كلامه ولقيت نفسي قاعده لوحدي في لمح البصر، فضلت قاعده بفكر في كلامه، كنت حاسه ان في سر، ازاي كاما بتقولي انها انتـ ـحرت وياسين بيقولي حاجات غريبه، وانا لازم اعرفه وكنت لسه هقوم لكن نبضات قلبي زادت لما لقيته هو بيقرب مني كان ياسين.
قعد جمبي بمنتهي الهدوء وهو بياخد نفسه بعمق
_ غنوة، انتِ وحشتيني، انتِ طلعتي عايشة زي ما قولتلهم
ممـ ـوتيش وطلعوا بيكذبوا عليا.
بصتله بشرود دام لثواني وانا بفتكر كلام مروان كنت هقوم وهمشي وهتجنبه لكني مقومتش كإن في شخصيتين بيتخانقوا جوايا، والشخصية اللي عايزة تعرف الحقيقه هي اللي فازت.
بصتله وانا ببعد كلام مروان عن بالي وقولتله بابتسامة... ايوه كلامهم كذب، انا مموتش زي ما قالولك، انا غنوة اللي قاعده قدامك اهي وعايشه، وحشتني اوي يا ياسين.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم