قصة ازهار الفصل الثانى والاخير بقلم ميدو هيرو
ولما فتحت الباب علشان تشوف إيه مصدر الكركبة دي .. شافت الإيد خارجة من وسط الضلمة ومسكت شعرها!! .
فضلنا على الوضح السيء دا فترة طويلة .. عارف إنت المُلاكم إللي مش عارف يتفادى ضربات اللي قدامهُ واستسلم
إحنا كنا كدا .. مش ملاحقين على المشاكل والمصايب .. وبدأنا منقفلش القرآن خالص من البيت وكل يوم نمسح الشقة كلها بماية وملح زاي ما الشيخ قالنا .
لحد ماقررنا نبيع الشقة ونمشي ونشوف أي مكان تاني .. بس للأسف الشقة بقى سمعتها سابقاها ومحدش رضي يشتريها وفضلنا فيها .. لحد ما خلاص .. بقينا منهتمش بإللي بنشوفهُ .
والأيام عدت بسرعة جداً و كبرت و خلصت الثانوية العامة بتقدير الحمد لله ممتاز وقررت أدرس هندسة .
إضطريت أتغرب عن اهلي وأدرس في مدينة بعيدة لأن التخصص اللي كُنت عايزاه مكنش موجود في منطقتنا.
وبما إني إتغربت فسكنت في سكن طالبات كبير .
في كل غرفة بنتين.. السكن عبارة عن طابقين فيهم غرف على اليمين والشمال ومطبخ واحد في كل طابق مُشترك .
في كل غرفة فيه حمام وبلكونة وسريرين ومكتبين وتلاجة صغيرة ودولاب كبير كنا بنحط هدومنا في جُزء وبنسيب جُزء تاني بنحط فيه أدوات المطبخ .. لإن المطبخ زاي ما قولتلك كان مُشترك .
في البداية كان كل شيء ماشي تمام .. من غير أي مشاكل لحد ما بدأ ينتشر كلام في الطابق اللي إحنا فيه إنه في خيالات بتفضل تتحرك في الممر وناس بتمشي وتروح وتيجي بنص الليل!! .
مش هكدب عليك .. أول ما سمعت كدا ضحكت .. وقولت لنفسي بقى أسيبهم هناك يجولي هنا .
بس دا مايمنعش إني كُنت قلقانة وخايفة من كلامهم.. عشان كدا بقينا ننام بدري .. ودا خلانا منحسش بأي حاجة .. ولما الكلام كتر أوي .. قررنا نفضل صاحيين ونشوف صحة الكلام اللي بيتقال .. مش يمكن مجرد كلام وخلاص .
يومها فضلنا سهرانين وبالفعل شوفنا خيالات من الفتحة اللي تحت الباب .. خيالات لناس بتمشي وبما إننا كُنا جمب الباب .. كُنا بنفتح الباب بسرعة .. بس والله ما كُنا بنلاقي أي حد !! .
نقفل الباب تظهر الخيالات من تاني .. ومش بشر بقى ولا بني أدمين لأ دول خيالات .
يوميها ماقدرناش ننام من الخوف .. قعدنا نقرأ قرآن ومرعوبين.. شوية وبدأنا نسمع صوت حاجة أتكسرت .
و الصوت كان في غرفتنا .. كان بالتحديد جوة الدولاب اللي بنحط فيها الأطباق وأغراض المطبخ .
فتحت الدولاب .. لقيت طبق واقف ومشروخ من النص .. الطبق واقف حرفياً مش مسنود على حاجة وراه ولا قدامهُ .. منظر غريب سوري أعذرني عمر ماحد هيتخيلهُ خالص .. الطبق مش واقع ومكسور لا واقف ومشروخ !!!!! .
إتفزعت طبعاً .. قفلت الدولاب بسرعة .. صحبتي سألتني عن إللي شوفتهُ .. حكيتلها .. ولما حسيتها مكدباني .. شافت الطبق بعنيها .. خوفنا جداً جداً يوميها .. وشغلنا قرآن أوام .
فكرنا كتير نحكي لحد ولا لأ .. وكان القرار إننا مش هنقول لحد علشان محدش يتجنبنا .. بس حصلت صدفة مكناش عملين حسابها .
تاني يوم جت بنت تنام عندنا في غرفتنا لإن زميلتها روحت على بلدها وفضلت هي وكانت خايفة تنام لوحدها.
جابت فرشة سريرها وفرشتها عندنا ونامت ..المصيبة اللي حصلت وإللي كُنا متوقعين إن في حاجة ممكن تحصل .. إنها صحيت تصرخ .. تصرخ وهي بتشاور بايدها على الدولاب اللي اتكسر فيه الطبق .
وعلفكرا محدش مننا قالها حاجة .. وهي معندهاش أي فكرة عن اللي حصل الليلة إللي قبليها . أنا صحيت مفزوعة وصرخت و تجمدت من الخوف وفقدت النطق أكتر من ساعة من الرعب وحسيت إن العرق إللي نازل مني باااارد ومش قادرة أنطق .
كُل دا حصل .. لما لقينا الدولاب مفتوح وكُل هدومنا مرمية في الأرض وأغراض المطبخ ممتكسرين مليون حتة .. إمتى دا حصل معرفش .. إزاي مسمعناش صوت الأطباق وهي بتتكسر معرفش .. مين إللي عمل كُل دا .. أكيد محدش فينا لإننا كُنا نايمين جمب بعض ! .
بس الحمد لله بعد ما هديت وبدأت أستوعب رجعت أتكلم بعد مجالي خرس مؤقت .. وأول حاجة قولتلها ( أنا همشي من هنا ) .
بالفعل لميت أغراضي كلها ورحت سكنت بشقة عند بنات جايين من مدينتي .. كانوا مأجرين شقة وقاعدين فيها وسيبت السكن الملبوس .
وعدت الأيام وجت الإمتحانات وخلصت و البنات اللي كنت ساكنة معاهم إتخرجوا لأنهم كانوا أكبر مني .
فاضطريت أدور على شقة تانية فيها طالبات لإني مش هقعد لوحدي مش هينفع بنت تقعد لوحدها بشقة .. غير كدا بابا كان هيرفض وهيقرر إني أرجع .
علشان كدا دورت لحد ملقيت شقة تانية صغيرة مع بنت إتعرفت عليها .. وبقينا بنقاسم بعض في إيجار الشقة والأكل وكل حاجة .
أنا يا أستاذ محمد كانت بتعدي عليا أيام الأعياد والأجازات ما كنتش أروح مدينتي.
لأنهُ كان في حاجز حاطينه الاحتلال مبنقدرش نعدي منه إلا كل سنة مرة .
وكنت أخاف لو قدرت أروح أزور أهلي .. مقدرش أرجع بسهولة على جامعتي وتضيع عليا السنة الدراسية.
علشان كدا كل أعيااد فترة الجامعة قضيتها لوحدي .
وفي مرة كنت لوحدي بفترة العيد والبنت اللي معايا روحت تقضي العيد عند اهلها.. وكانت الدنيا برد وانا زهقانه مش عارفة أعمل إيه .
روحت على السرير ومددت جسمي وإتغطيت كويس .. وسرحت شوية .. كانت الدنيا قبل المغرب بشوية .. كنت ببص في النجفة اللي فوق بالسقف وبفكر وسرحانة.
فجأة سمعت حركة عندي في الأوضة .. حد بيتحرك صوته واضح .. جيت أرفع راسي أشوف مين .. لقيت نفسي مشلولة ومش قادرة حتى أرفع راسي ولا ضهري.
صرخت بقول مين هنا مين هنا .
أقسم بالله سمعت صوت أنثوي بتقولي :
_ متخافيش مني .. أنا مبأذيش غير الشباب .
أنا كُنت قافلة النور .. مكنش شايفه حتى كف إيدي .. بس سمعت صوت نفسها بيقرب مني ومعاها صوت خطوات .. وقربت عليا فعلاً ومسكت ايديا وشدتني .
كل جسمها كان مختفي .. صرخت بصوت مكتوم .. حتى صوتي مكنش طالع .
وقعدت أقرأ اية الكرسي بس من الخوف بقيت بتلغبط .. يعني كأني كنت ناسية أجزاء منها مع الرعب والهلع وفجأة سكت كل شيء .. ولقيت نفسي بفتح عيني ونايمة على السرير .
يعني كُنت بحلم .. قمت فوراً من مكاني توضيت وصليت وانا حرفياً برتجف من الرعب .. وبعدين فتحت على إذاعة القران الكريم على الراديو .. وعليت الصوت على الأخر .. كُنت محتاجة أهدى .
مرت فترة العيد ورجعت الدراسة .. كان في دكتور في قسم الشريعة كنت لما أحب أعرف فتوى او تفسير رؤيا اروحله دايما.
فأول ما رجعت الجامعة رحتله حكيتله عن كل اللي حصلي و قلتله إني حلمت بكذا و كذا .
بصلي بنظرة طويلة وقالي :
_ يعني إنتي متأكدة انك كنتي نايمة صح ؟ .
إتفاجئت من سؤالهُ المُباغت .. الدم نشف في عروقي.. قولتلهُ بتوتر :
_ يعني .. يعني معقول قصدك إن كل اللي حصلي كان حقيقة مش حلم؟ .
= يا بنتي دي ممكن تكون قرينتك .. مع الوحدة إللي كنتي حاسة بيها ظهرتلك.. لازم تفضلي مداومة على ذكر الله ومتكسليش في قراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء.
التزمت الفترة دي دينياً أكتر وقربت من ربنا أكتر وأكتر .
مرت الايام والأيام وفي سنة خامسة السنة إللي قبل التخرج .. دورت على شقة انا وصديقتي غير اللي كنا فيها .. دا لأن صاحب الشقة حسيناه نصاب .. كل شهر يزود علينا الإيجار بالضعف .. وبيخلينا ندفع مبالغ كبيرة في الكهربا والمية من غير فواتير ..مع إننا مكناش بنستهلك كل دا .
قولنا طالما بيستغلنا لازم نمشي. .. و لقينا شقة تانية أخيراً بعد عناء .. هي كانت غرفة وحدة وصالة ومطبخ وحمام بس قلنا معلش .. كدا أحسن .
الشقق الإيجار كانت نادرة وقتها.. نقلنا فعلاً وبدأنا نوضب فيها وإتلهينا في التوضيب لحد ماخلصنا توضيب أغراضنا الساعة ٣ بالليل.
دخلنا الغرفة طبعاً مقتولين .. تعبانين ومرهقين جداً .. اليوم كان صعب علينا أوي .. كل وحدة مننا نامت على سريرها وغمضنا عيونا ونمنا .
فجأة صحينا قلقانين بسبب صوت غريب .. بصيت على مصدر الصوت لقيت الأقلام بتقع على الأرض !
خفت وطار النوم من عيني رغم تعبس .. بس قلت لنفسي علشان أطمن .. يمكن حاطينهم على حفة المكتب علشان كدا الأقلام وقعت .. بس الصوت بيدل على إن في كذا قلم بيقع على الأرض .. وكل إللي معانا ٣ أقلام بس ! .
شوية بعد ما الصوت سكت .. باب االدولاب بدأ يطلع منهُ صوت كأن حد بيفتح فيه .. عارف صوت التزييق دا ! .
في الوقت دا صرخنا أنا وصديقتي بأعلى صوت .. ولاحظنا إن التكييف إللي فوق مننا بيشتغل لوحده.. رغم إن صاحب الغرفة قالنا إنهُ بايظ من سنين!!! .
جرينا وقعدنا في الصالة وقعدنا نذكر ربنا لحد ما طلع الفجر .. صلينا واستنينا الشمس تطلع وقمنا لبسنا وطلعنا ع منطقة مليانة بشقق طالبات.. قلنا لعل وعسى نلاقي أوضة في شقة مع بنات تانين.. مش عايزين ناخد شقة لواحدينا خلاص كفايا إللي بيحصل كل مرة .
قعدنا ندور وندور لحد ما لقينا الحمد لله غرفة فاضية بشقة من ٥ أوض مع بنات تانين.. والحمد لله انتقلنا وبعدها بوقت قصير وبعد ما أتعرفنا على البنات وحكينا حكايات عن إللي شوفناه في الغرف اللي أجرناها .. عرفت من واحدة منهم حكاية أخر أوضة أجرناها .. سمعت إنها كانت مسكونة لإن كان عايش فيها بنتين بيعملوا أفعال نجسة و كانوا بيمارسوا الرذيلة .. لإنهم كانوا من عبدة الشيطان أعوذ بالله .
وحسبي الله ونعم الوكيل في صاحب الأوضة إللي مقلناش على الحقيقة .
نسأل الله الستر والعافية وبس دا إللي حصلي كلهُ
#تم
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا