رواية انتقام الكوبرا الفصل الثانى بقلم حور زاهر
لأول مرة يشعر بالخوف ليس على نفسه بل على خسارة حبيبته تمر الساعات وهم مختبئون في مكان آخر يراقبون كل شيء عن كثب منتخب لحظة ظهورها ومع حلول الليل يبقون كما هم متربصين حتى تمر ليلة أخرى
وأثناء اختبائهم يلمحون قدومها إلى المكان المراد وهنا يشهدون مشهدا مذهلا كانت تزحف على الأرض تتلوى ببطء ثم بدأت قشورها تتـ ـمزق مشهد جعل الجميع يراقبها برعب شديد وبعد لحظات اكتمل تحولها إلى كأنثى تزحف على الأرض قبل أن تقف بهدوء على قدميها التي ظهرت مع شكلها البشري
بدأت تسير ببطء بينما يراقبها الرجال عبر الكاميرات التي زرعوها في كل مكان حتى لا تهرب منهم تاليف حور زاهر بعد لحظات لمحت كوخا صغيرا وما زالت عارية ليلمحها شاب وسيم في المكان صدم بما رآه فالتفت إلى الجهة الأخرى وأسرع بنزع قميصه الخاص به ثم ألقاه عليها وهو
يشعر بالخجل مما رأى
نظرت إليه بتعجب لم يكن مفتونا بها كغيره مما أثار فضولها ابتسمت بمكر وانحنت لتلتقط القميص من الأرض وترتديه ثم تقال بصوت أنثوي ساحر معذرة التفت لها الشاب بسرعة قائلا بغـ ـضب كيف كنتي تسيرين بهاد الشكل أخفضت رأسها بحزن ثم فجأة انهارت على الأرض فزع الشاب وسارع لحملها بين ذراعيه ثم دخل بها إلى كوخه
الصغير ووضعها على الفراش ألقى نظرة حوله ثم خرج مسرعا نحو إحدى الأشجار تاليف حور زاهر فقطف بعض أوراقها وعاد لطحنها ليعد منها مشروبا لها كان البروفيسور يراقب كل شيء وعندها قال أحد الحراس بغـ ـضب تبا لهاد كيف ستحتسيه إنه مميت لها ابتسم البروفيسور بثقة قائلا له اصمت أيها الأحمق فهي لن تحتسي شيئا راقب بصمت
وعاد الجميع لتركيزهم مرة أخرى
عندما اقترب الشاب منها محاولا إيقاظها تحركت معه ببطء ثم جلسها قرب الشعلة التي اعتاد إشعالها كل ليلة قدم لها القدح الذي يحتوي على العشبة فنظرت إليه بخوف لاحظ الشاب ارتباكها لكنها سرعان ما تمالكت نفسها متظاهرة بالإرهاق كانت ترتجف أمامه فنهض ليحضر لها غطاء لحمايتها من البرد
وفي تلك اللحظة أسرعت بإلقاء المشروب خلف الكوخ قبل عودته ثم عادت سريعا تاليف حور زاهر ومثلت أنها تحتسي منه عندما عاد الشاب أعطاها الغطاء فقبلته منه ولفت جسدها به لحظات قليلة مرت ثم ناولته القدح فارغا ابتسم لها قائلا صحة وشفاء عليكي
ابتسمت له بخجل ثم اخفصت رأسها وكأنها تشعر بالحياء لما قامت به
نظر إليها وسألها برفق هل ترغبين في إخباري بما حدث لك رفعت عينيها له ببطء ثم أومأت موافقة وهنا بدأت تروي قصتها كانت تعيش مع زوجة أبيها وبعد وفاته أخذتها زوجة الأب معها إلى الغابة لجمع بعض الأعشاب الضرورية لصنع الدواء لسكان القرية لكن أثناء رحلتهم هاجـ ـمهم قـ ـطاع الطرق قـ ـتلوا زوجة أبيها
بوحـ ـشية ثم قاموا بالاعـ ـتداء عليها ومـ ـزقوا ملابسها تاليف حور زاهر أمام كل هاد الألم ظلت تبكي فأصابه التعاطف الشديد قائلا لها بحزن اهدئي أنا آسف جدا لما حدث لك لكن عليك أن تتذكري هؤلاء الأوغاد وتوصفيهم لي أعدك بأنني لن أرحمهم واصلت البكاء لكنه شعر بلارتباك فقال لها بلطف كفى الآن عليك أن ترتاحي لبعض
الوقت هيا إلى الداخل لتقم لدخول ولكنها وقفت في مكانها وتراجعت بخوف شديد قائلة لا تتركني أنام بمفردي أخشى أن يعودوا لي مرة أخرى نظر إليها الشابلها بتعاطف ثم يقال بثقة لا تخافي أنا معك ولن أسمح لأي شيء بأن يؤذيك مهما كان
لتبتسم له إعجاب على شهامته ثم دخلت إلى الداخل وهي تفكر في
ألف حيلة لكي توقعه في سحرها وتجبره على الزواج منها فهي ترغب في بشري وليس من جنسها
تاليف حور زاهر في المخيم يقال أحد الحراس لسيده كنان لقد استطعت التلاعب بها بالذكاء كم أنت رائع يا سيدي لقد أمرتنا بوضع الكاميرات في الكوخ وكل مكان حوله لكن لدي سؤال كيف علمت أنها ستذهب إلى هذا الكوخ
نظر إليه كنان بثقة وتكبر ثم زفر دخان سيجارته قائلا لدي كل شيء عنها لكن ما لم أتوقعه هو أنها اختارت بشريا لا بد أن هناك شيئا غامضا تسعى إليه من هاد الرجل
عمتنا أريدك أن تحضر لي بعض الكتب التي تركتها في المكتبة الخاصة بالقصر انحنى الحارس بطاعة أمر سيدي كنان
ثم غادر المخيم بينما عاد كنان إلى التفكير في نوايا الكوبرا متسائلا عما تنوي فعله.....