رواية ركان الفصل الثانى بقلم حنين إبراهيم الخليل
ركان حاول تهدأة نفسه حتى لا ينفعل اكثر على والدته: ماشي يا امي ادخلي انتي دلوقتي و انا هتصرف
اتجه للشرطة ليسألهم على التدابير اللازمة لتقديم البلاغ
الشرطي بعملية: ممكن تتصل بوالدك دلوقتي عشان يكمل الاجراءات احنا عادة مش بنتحرك غير بعد 24 ساعة بس مع زيادة حالات الخطف وعشان صغر سنها هنتحرك فورا بس محتاجين امضته و عشان يتابع معانا الاجراءات
تنهد ركان بحيرة لا يعرف ماذا يفعل فهو يعلم ان ولاده لن يعود قريبا لكن مع هذا قرر المحاولة اتجه لمحل عم محمد ليأخذ الهاتف الذي يأجره للمكالمات بالدقيقة ضغط ازرار رقم والده لينتظر الرد لكنه لم يجيب حاول مرارا لكن دون فائدة: يووه هو ده وقتك؟
عاد للشرطي مجددا ليخبره أن والده لايرد و انه ووالدته من سيتكفل بكل شيء
ندى خرجت لتكمل الاجراءات اللازمة وتقدم بلاغ باختفاء ابنتها ليبحث عنها ويقدمو بياناتها لجميع اقسام الشرطة القريبة
مر الليل عصيبا على كل من ركان وندى في ظل عدم ظهور سيلا في الجوار وفي الصباح اليوم التالي سمعو طرقات على الباب وعندما فتح وجد عم جمعة يستعجله: ابوك اتصل من شوية و عايز يكلمك
انطلق ركان ركضا باتجاه المحل اخيرا والده رد، سيخبره ان سيلا اختفت لا يدري اين ولا ماذا يفعل ليعيدها اخيرا سيعود والده ويتكفل بالامر سيحمل عنه ثقل المسؤولية و الشعور بالذنب انه لم يستطع حمايتها
عندما وصل للمحل امسك بالهاتف الصغير المربوط بخيط ورد بالهفة الو بابا؟ انت فين؟ احنا محتاجينك عشان..
قاطع عدنان كلامه بصوت مرهق: صحيح الي سمعته ده يا ركان اختك مختفية من امبارح؟
ركان بحزن ايوة يا بابا امبارح طلعت تلعب مع صاحباتها استغماية ومن ساعتها مظهرتش
ارتخت اكتاف عدنان عند تاكده من الخبر ليجلس بوهن على الكرسي الذي بجانب المكتب وانت كنت فين من ده
ركان حاول التبرير: انا كنت في المحل عند عم محمد
عدنان قاطعه بغضب محل ايه وزفت ايه انا منبه عليك قبل كده تخلي بالك من امك واختك بس
ركان ليبرر موقفه: انت عارف الي فيها يابا وماما كانت حالفة متخدش منك مليم ولا تصرفه علينا طول ما انت مصر على الشغل ده
عدنان بانهيار وهو يرى كل ما فعله من اجل عائلته يذهب سداً و عالمه ينهار من حوله: يا ابني افهم أنا كمان كاان غصب عني هو كان بيهددني بيكم و اديه نفذ وخطف اختك عشان معترفش عليه بعد ما اتمسكت بالشحنة الي معايا
ركان بصدمة: ايه اتمسكت؟
عدنان بوهن: ايوة ودلوقتي ما قداميش حل غير اني اعترف على نفسي و اشيل الليلة عشان اختك ترجع
وانت بعد ما ترجع تاخدها هي وامك و تسافرو من هنا و و.. اكمل بصوت به حشرجة بكاء وانت خلي بالك منهم اختنق صوته وهو يكمل طبعا مش هوصيك انا عارف اني مخلي راجل ورايا
ركان بصدمة: بابا انت بتقول ايه؟ اكيد مش هتعمل الي انت بتقول عليه مش هتسيبني أنا و امي في الظروف دي
بابا رد عليا
رمى الهاتف بصراخ عندما وجد الخط مقفل و ترك لدموعه العنان ظهره كسر أمله و امانه اختفى
عم محمد شعرى بالاسى على حالته وجلس يواسيه و اعاده للبيت
ندى بلهفة ابوك قالك ايه هيرجع امتى
كان ركان يقف امامها دموعه تنساب بصمت لا يعرف ما يقوله
قاطع صمته صوت طرقات على الباب ليفتح وينظر للطارق بصدمة: انت
ايه مفيش اتفضل قالها ذلك الرجل الذي يبدو في اخر الاربعينات ببطنه البارزة و ابتسامته الخبيثة
ركان بغضب عايز ايه
درغام بحزن مصطنع: بقى دي مقابلة تقابلني بيها؟
ركان بنفاذ صبر عايز ايه اخلص
كانت ندى تقف خلف باب غرفتها لترى من الطارق وتسمع ما يقوله
درغام نظر له بشر: انا عارف ان ابوك كلمك وقالك على الي فيها فانت زي شاطر بكرة تروح المحكمة و تشهد بنفس الكلام الي هيقولو ابوك ده طبعا لو عايز الكتكوتة ترجع بالسلامة، اتفقنا؟
ركان نظر له بكره واجاب بتحدي: مفيش اتفاق بينا غير لما سيلا ترجع للبيت غير كده انسى
ندى قفزت من مكانها عندما سمعت اسم ابنتها وخرجت من الغرفة تصرخ يا حيوا.. ن يا وا طي بقى انت الي خطفت بنتي هجمت عليه تمسك به من تلابيب قميصه وديت بنتي فين
حاول ركان ان يبعدها عنه خشي جوة يا اما
درغام نظر لهم بسماجة و هو يبتسم ابتسامته المقر. فة: بقا انا اخطف؟ انتي تعرفي عني كده؟
ندى بجنون وهستيريا فكرة ان ابنتها مخطوفة الأن تجعلها لا تعي ما تقوله': انا اعرف عنك الاو.. سخ من كده
وبنتي لو مرجعتليش دلوقتي حالا لهخليك تدفع تمن الي عملته غالي انت و الي مشغلك
اتسعت عينا ركان من الصدمة لا امي ما الذي فعلته أي خطأ منك الان سيجعل حياة سيلا في خطر
ضرغام نظر لها بتوتر كلماتها وقوفها امامه بهذا الشكل الان يوحي بانها تعرف الكثير وقد يكون في يدها ادلة أيضا وهذا ما لن يسمح به
ابعد يديها عنه وهو ينظر لركان و هو يرسم اللا مبالاة و البرود على وجهه بكرة تبلغني قرارك النهائي استرسل وهو يغادر المكان اشوفكم على خير
ندى وقعت على ركبتيها بوهن كأن قدميها لم تعد تسعفانها على الوقف ولا عقلها للتفكير بشكل سليم عيناها زائغة وهي تنظر للفراغ بنتي بنتي هتضيع مني
بدات تربط الخيوط ببعضها لتمسح دموعها: لا لا أنا هوقفهم عند حدهم وهرجع بنتي لحضني
ركان بانتباه هتعملي ايه؟