رواية احتلال محرم الفصل الثلاثون والاخير
مستشفى النور التخصصي.
تمارا شافت تيم وهو خارج من الاسانسير وهو اتفاجئ بيها وراح يقابلها وسلم عليها:- تيما اهلا ياحبيبتي عامله ايه؟
تمارا ابتسمت:- الحمد لله ياتيم أنت أخبارك إيه؟
تيم:- انا تمامخ، طمنيني الأول جاية زيارة ولا حاسه بحاجه؟
ضحكت وقالت:- بطل تقلق عليا أنا بخير الحمدلله.
تيم:- اختي وطول عمري هفضل قلقان عليها عندك مانع؟
ضحكت بسعاده وقالت:- حبيبي يا تيمو ربنا يباركلي فيك يا احلا وأجمل أخ في الدنيا، هطمنك أنا جاية زيارة لبابا، أتصلت عليه قالي أنه جه زيارة هنا وكنت عايزاه ضروري في حاجه تخص القضية.
تيم بقلق:- طيب طمنيني عملتي ايه؟
تمارا:- اطمن جبنا العينه امبارح الحمد لله وده اللي أنا جايه علشانه، هنا أأمن مكان أعمل فيه تحليل الDNA من خوف ولا قلق.
تيم بتفكير:- طيب تعالي نقابل بابا وبعدها أنا اللي هكون مسؤول ع سلامة العينه وهجبهالك بنفسي لحد عندك.
مروان واقف ف تراس الجناح بتاعه سرحان وعايش في ملل مستمر؛ تليفونه رن من رقم مجهول ورد عليه:- الو؟
الديزل بصوت يخوف:- مروان عبد الرحيم.
مروان بقلق:- أ، ايوه أنا مروان.
آدم:- لو عايز تكمل حياتك في أمان من مراتك تسمع اللي هقولك عليه، غير كده ماتلومنيش.
سأله بخوف:- أنت مين؟ وعايز إيه؟
آدم:- حاجه بسيطه وهتعملها تشغل الحرس على باب مكتب مراتك لخمس دقايق وبس.
مروان بينهج من الخوف:- أنت مين وازاي تتصل تطلب مني أعمل حاجه زي دي؟
آدم بتهديد:- معنديش صبر ولا وقت بس لو عايز الشيكات اللي ممضياك عليها حرمك المصون؟ يبقى تسمع الكلام، غير كده اتشاهد ع روحك، الساعه اتنين بليل يعني كمان نص ساعه، تعمل إنك تعبان مش عايز اي حد من الحرس جوه موجود قدام المكتب، أما اللي بره أنا هعرف اتعامل معاهم، ومعندكش وقت ترفض، ده لو عايز تتحرر.
قفل المكالمه ف وشه و واقف بعيد عن الفيلا مراقبهم وشاف مروان ف البلكونه من بعيد ، استنى لما الوقت جه، لاحظ الحرس اللي بره بيدخل جوه الفيلا واتاكد إن مروان خاف ونفذ كلامه، آدم لبس كاب ونزل من العربيه وحط سلاح في الحزام وراح عند السور الخلفي و وقف عليه، فضل ماشي فوق السور لحد ما جه قصاد مكتبها حسب وصف فهد ونط على شجره، هو مش عايز اي حد يشوفه علشان انجي متشكتش في حاجه، نط في حتة ضلمه، وقرب من الشباك وكان كله حديد ومش هيعرف يدخل ونط قصاده وطلع ع الشجره لحد ما طلع السطح سمع صوت صريخ مروان واستغل الفرصه ونزل بسرعه وفتح اوضه وكان صالون وراح فتح باب تاني وكان المكتب، دخل وقفل عليه الباب وطلع أداه صغيره وحاول يفتح باب الخزنه وطلع الأوراق وشاف مصايب عملاها، خد ورق ليله وشيكات مروان؛ واستوقفه صوره وكارت ميموري حطهم في جيبه، وقفل الخزنه وخرج زي ما دخل بطريقه سهله ع الديزل، ركب العربيه وبص ع الصوره وهز راسه بتوعد.
أمير في زيارته لليله وقالها بإبتسامة:- مبروك يا ليله النقض أتوافق عليه.
قلبها دق بفرحه:- بجد يا باشمهندس؟
ضحك وقال:- ايوه بجد، أنا وعدتك إني هفضل جمبك للآخر وإن شاء الله أنا اللي هحط أيد علي إبنك في إيدك.
عينيها دمعت وقالت:- والله ماعارفه أشكرك ازاي، أنت تعبت معايا أوي.
أمير:- لا الشكر ده خليه وقت النطق ببرائتك، وقتها اشكري فيا برحتك.
ليله بعرفان:- الله يخليك والله جمايلك مغرقاني.
أمير أبتسم:- عندي ليكي مفاجأة بكل اللي فات ياليله.
كشرت عينيها بتعجب وسألته:- مفاجأة إيه؟
أمير بلطف:- جبتلك حد غالي عليكي أوي.
مكانتش فاهمه بيتكلم عن إيه، واتفاجئت بيها وهى داخله عندها، شهقت بفرحه كبيره وقالت بصدمه:- سعاد!!
اترمت في حضنها والاتنين عيطوا وقالت:- وحشتيني أوي ياليله.
ليله بعياط:- سعاد، سعاد كان نفسي أشوفك من زمان.
أمير شافهم كده وشاف من الأفضل أنه ينسحب، وأتصل ع ندى يبلغها باللي حصل.
ندى بتنهيدة:- الحمدلله.
أمير ركب العربيه وابتسم:- وحشتيني.
اتكسفت ومردتش وهو كمل بحب:- أنا عارف إني مقصر معاكي الفترة دي.
ندى حمحمت بخجل وقالت:- لأ ليه بتقول كده؟
رد بنبرة خاصه:- لولا مشكلة ليله كنت حددت جوازنا وخطفتك بعيد عن هنا وعشنا أنا وانتي أحلا أيام.
قلبها دق وهو كمل:- حقيقي ياندى بحبك و وحشاني بطريقة انتي متتخيلهاش.
الكلام اتبخر منها ومش عارفه تنطق مش مصدقه حالة العشق اللي فيها ومن الشخص اللي اتمنته من سنين، كمل وقال:- أوعدك أول ما ليله تاخد البراءه هنتجوز على طول، عمري ما هضيع دقيقه في بعدك عني أكتر من كده.
ليله قعدت وسعاد جمبها بيتكلموا وسألتها ليله:- عرفتي إني هنا إزاي؟
ردت سعاد وهى بتمسح دموعها:- الفضل كله يرجع للأستاذ أمير، بقاله يومين يدور عليا في الحي بتاعنا ولما وصلي حكالي كل حاجه وقالي أني أنا الوحيدة اللي قريبه منك، وطلب مني اقابلك.
ضحكت ليله وقالت:- وحشاني أوي ياسعاد.
وسكتت لثواني وكملت بحزن:- شوفتي اللي جرالي؟ أنا بدفع تمن أخطائي كبير أوي ياسعاد، خدوا مني علي ابني.
سعاد مسحت دموع ليله وقالت بأمل:- متخافيش ياليله ربنا كبير وإن شاء الله هتخرجي من هنا، وابنك يرجعلك، بس....!
سكتت ومكملتش. ليله قالتلها:- بس إيه يا سعاد؟ قولي اللي جواكي.
سعاد مسكت أيدها وقالت بإعتذار:- متزعليش مني في اللي هقوله ده ياليله، انتي غاليه قوي عليا وعارفه إن مصلحتك تهمني.
ليله بحرج:- قولي اللي جواكي ومش هزعل، خلاص الدنيا علمتني أفرق بين اللي بيتكلم لمصلحتي وبين اللي بيكرهلي الخير، وانتي طول عمرك كنتي بتخافي عليا.
سعاد بحنان:- ولسه بخاف عليكي ياليله، يعلم الله طول فترة غيابك ولحد دلوقتي اني بدعيلك ربنا يهديكي وينورلك طريقك، ليله! انتي لازم تفوقي لنفسك وترجعي احسن من الاول، الأستاذ أمير طمني عليكي وقالي إنك هتطلعي من المحنه دي، بس أنا عندي كلمتين وهما إني حابه افكرك بزمان لما غلطتي في جوازتك من فتحي، فاكره ياليله؟ لما وقفتي في وش ابوكي وأمك علشان تتجوزيه وكمان فاجئتينا بالمأذون وعمي محمود الله يرحمه علشان الفضيحه لم الموضوع و وافق، مع إنك عارفه إن فتحي رد سجون ومشي مع نص بنات المدرسه، أمك اتوفت وهى شايله همك وخايفه عليكي، وكمان عمي محمود راح وهو خايف عليكي؛ المرة التانيه بصيتي لواحد معاه فلوس مبصتيش لاخلاقه ولا أصله، لحد ما ضيعك ضيع مستقبلك، أنا مش بجلد فيكي أنا بس بقولك إنك لازم تغيري طريقة تفكيرك و أقل حاجه تعمليها إنك تقربي من ربنا وتبطلي تاخدي قراراتك المتسرعه علشان ده اللي جابلك المشاكل دي كلها، انتي عيبك بتمشي ورا قلبك وبس، فاكره إنك ديما صح مبتحبيش اللي يقولك لأ ده غلط وده صح، مع إن الناس بتستشير بعضها ربنا قال وأمرهم شورى بينهم، مافيهاش حاجه لما تفكري بقلبك وتحكمي عقلك.
سكتت لثواني وابتسمت بتنهيدة وقالت:- وسبحان الله في كل محنه منحه رغم كل المشاكل اللي مريتي بيها إلا أن ربنا ليه حكمه ورزقك بطفل، يبقى نشكر ربنا على كرمه وفضله معاكي مش كده يا ليله؟
مسحت دموعها وكانت مكسوفه من نفسها وتقصيرها من ناحية ربنا وقالت:- انتي جيتي في الوقت المناسب ياسعاد، ادعيلي أخرج بس من هنا.
يوم جلسة النقض.
تمارا بتلبس وقالت بإستعجال:- بسرعه يا آريان مش عايزه أتأخر
آريان بيلبس القميص وقال:- خلاص أهو ياحبيبتي بس اديني دقيقه وأكون جاهز.
تمارا:- لو هتتأخر أخلي تيم يوصلني.
آريان برفض:- لأ مفيش حد هيوصلك غيري، وكمان هحضر المرافعه.
فتحت عينيها بدهشه وقالت بفرحه:- بجد يا آريان؟ بجد هتكون موجود؟
آريان بيلبس الجاكيت وقال بفخر:- طبعاً أنا مراتي محاميه مشهوره ولازم الجلسه دي تتسجل ومن تليفوني أنا، اومال، أنا جوزك وليا الحق في كده ولا ايه ؟
ضحكت وقالت:- طبعاً ليك كل الحقوق، طيب أنا هسبقك عند بابا آدم وحصلني اوكي؟
آريان:- اوكي ياروحي.
آدم قاعد في الجنينه ومريم جمبه واتكلمت بقلق:- برده يا آدم مصمم متروحش تحضر معاها الجلسه؟
آدم بحكمه:- ياحبيبتي أنا شايف إن عدم وجودي هناك كده الأفضل مش هينفع.
مريم:- ليه بس مش هينفع؟الله يهديك يارب.
آدم:- علشان تاخد حريتها في المرافعه وتعتمد إعتماد كلي على نفسها، ودي مش اول مرة ليها، وأنا واثق أنها هتكتسح قاعة المحكمة.
تمارا سمعته وحضنته من الخلف وباست خدو قالت:- صباح الورد على أجمل بابا وماما.
أبتسموا وردوا عليها، ومريم كملت:- فطرتي كويس يانور عيني.
تمارا:- أيوه وشربت شوب اللبن اللي بعتيه مع داده زينب هههه تسلميلي يارب مدلعاني في كل مرافعه.
مريم بتنبيه:- تمارا يابنتي تقرآي وانتي داخله المحكمه آية الكرسي والمعوذتين وتدعي وتقولي...!
تمارا كملت وقالت:- اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت ومتى شئت، متقلقيش عليا ياماما طول ما حضرتك يتدعيلي وبابا آدم جمبي أنا هفضل بخير.
آدم بهدوء:- كل الأوراق هتوصلك في المحكمه مع ياسين ع الميعاد بالظبط، وكمان هتلاقي هدية حلوة مني ليكي في ظرف أزرق تفتحيه في نص المرافعه.
تمارا كشرت عينيها وسألته:- طيب ممكن اعرف إيه نوع الهديه دي؟
آدم الديزل جه وجاوبها وقال:- دي قنـ.ـبله موقوته لأنجي الورداني لازم تسمعها وتشوفها بيعنيها.
تمارا بحيره:- آنتوا حيرتوني، طيب مش المفروض أخد فكرة عنها علشان أكون جاهزه.
آدم أبتسم وقال:- خلاص زي ما تحب حفيدتي، آدم هيقولك إيه هى نوع الهديه ، بس وانتوا ف الطريق علشان متتأخروش.
تمارا افتكرت كلمة الديزل وسألته:- آدم أنت بتقول انجي لازم تسمعها، المفروض أنها متعرفش بالنقض ولا هى عرفت ولا ايه؟
آدم الديزل:- هنبعتلها دعوه حلوه تليق بيها لازم تحضر علشان تشوف خسارتها بعينيها دي المتعه الحقيقيه وانتي بتترافعي، تشوفي خصمك بينهار قدامك.
تمارا اقتنعت بكلامه،الدكتور محمد جه وكان لابس ومتشيك وقال:- وأنا جاهز.
مريم اتنهدت براحه وقالت: الحمد لله إنك هتروح يامحمد يابن قلبي،كنت قلقانه عليها.
محمد حاوط بنته في حضنه وقال:- وده برده كلام ياحبيبتي؟ ده أنا مستني اليوم ده بفارغ الصبر ، وهكون معاها في أي مكان وإن شاء الله هنرجع بأخبار تفرحنا كلنا.
في المحكمه.
ليله واقفه في القفص وأمير وندى موجودين كانت قلقانه وأمير شاورلها إن الأمور كلها تحت السيطره، ندى سألت أمير بقلق:- مكانش لازم تبعت كارت فرحنا لأنجي يا أمير بجد محبتش التصرف ده.
أمير بتشفي:- ده احلى تصرف أنا عملته، بس تعرفي؟ كنت بتمنى أشوفها وهى بتقرا كارت الفرح ومكتوب فيه التاريخ بعد أسبوع ياااه ع الضربه، مفكراني إني بعدت عنك بسبب موضوع التسمم ومتعرفش أنها بعملتها دي قربتنا من بعض أكتر.
انجي ع الفطار ومروان قاعد ومبقاش قلقان زي الأول لأن الشيكات معاه، إبنه علي جمبه وبيلاعبه وسألتة بشك:- شايفاك مبسوط بقالك فترة؟ ياترى إيه السبب؟
مروان نفخ بخنقه وقالها:- عادي ولا انتي عايزاني أفضل اعيط على اللبن المسكوب؟
دخل إسلام ومعاه ظرفين وقالها:- انجي هانم، الظرفين دول لحضرتك.
خدتهم منه وسألتة بإستغراب:- ظرفين؟ مين اللي بعتهم؟
إسلام:- معرفش ياهانم ده طفل صغير من الجيران وقال واحد اداله الظرفين دول وقال يجبهم لحضرتك ضروري.
مروان بلع ريقه بتوجس وهى استغربت الطريقة اللي جم بيها، وشاورلته يمشي، وفتحت أول ظرف وكان كارت دعوة الفرح وكانت بتقرأ وعينيها رايحه جايه مفتوحه على الآخر ومصدومه؛ مش مصدقه أمير هيتجوز؟ يعني حياتة بتبدأ من جديد وأنا حياتي بتنتهي؟ يعني مبعدش عنها زي ما كنت متوقعه؟ قلبها دق بحقد وكره واضح كرمشت الظرف بغيظ، وشافت الظرف التاني مكتوب عليه دعوة قضائية.
في الطريق انجي أتصلت على رأفت المحامي وزعقتله وقالت:- قولتلي إن النقض مستحيل يتوافق عليه؟ واهو كلامك كله زفت غلط، حصلني على المحكمة بسرعه البنت دي لازم تاخد إعدام.
فيلا العدوي.
نور شايلة حفيدها إبن تيم وقلقانه وقالت:- يارب يارب وفق بنتي ياارب وترجع مجبورة الخاطر.
مريم:- إن شاء الله يانور يابنتي انا واثقه وعندي يقين ف الله أنها هترجع فرحانه بنتيجة ثمرة تعبها الفتره اللي فاتت.
لارين جابت الشاي وقعدت جمب أختها وقالت:- اهدي بقى يانور، انتي متوتره ليه بس؟
نور بتعجب:- جبتي البرود ده منين يارينو! دي مرافعه قصاد ست شرانيه.
ضحكت وقالت:- مش برود والله ده ثقه، فهد طمني وقالي تمارا هتكسب القضيه دي معاها أدلة كتير جداً ضد الست دي، ومن البديهي بما إن كل الأدلة موجوده و واضحه وحقيقية يبقى الحكم فيها منتهي، ارتاحي انتي بس وهدي أعصابك.
نور اقتنعت بوجهة نظرها وقالت:- إن شاء الله هتكسب القضيه إن شاء الله.
في المحكمه.
وصل الكل محمد و آريان وريتال صممت تروح لأن زين عندو إجتماع مهم، دخلوا القاعه وقعدوا جمب أمير اللي أتعرف على آريان خلال تمارا، واتعرف على الدكتور محمد، أمير سأل آريان عن تمارا وياترى أتأخرت ليه؟ قاله مع الرائد ياسين بتجيب الأوراق، وبعد لحظات أنجي داخله كأنها إعصار وشايطه على الآخر، ليله أول ما شافتها خافت على أبنها من شرها غمضت عينيها وقلبها بيدعي ربنا يقف معاها المرادي بس ومش هتغلط تاني، أنجي بتبص حواليها عايزه تشوف مين المحاميه دي اللي يتتحداها هى ومحامي كبير زي رأفت، وبالصدفه شافت أمير قاعد وماسك كف أيد ندى وبيتكلم معاها؟ نار قادت في قلبها ومستحيل تبين قررت جواها تعدي من محنة ليله وبعدها تنتقم منهم هما إلاتنين، بتمثل الكبرياء والتجاهل وقعدت وابتسمت بسخرية وقالت لنفسها:- بقى الحكايه كده؟ أنت اللي ورا الحدوته دي كلها؟ طيب يا أمير هتشوف بالورق اللي عندي هودي ليله ورا الشمس و وقتها وريني هتعمل ايه؟
وحاولت تمتص غضبها وقالت من بين أسنانها:- أنت فين يا رأفت الزفت؟
رأفت خارج من المكتب واتفاجئ بالديزل قدامه وسألوا بتعجب:- أنت مين ياكابتن؟
آدم رد عليه ببوكس محترم ف وشه أغمى عليه ف وقتها، وبص لمصطفى عزيز وقاله:- مستني ايه؟
مصطفى بلع ريقه بتوجس وقاله:- أيوه هربط المرحوم حالا.
دخل وكتف رأفت المحامي وهو بيقوله بشماته:- رايح فين ياحلو؟الله يرحم ابوك كان فاكر ديل الجاموسه كرفته.
وبعد ما ربط أيديه جاب اللزق وهيحطه على بُقه لكن مصطفى فتح عينيه بدهشه وقال:-يخربيتك يا آدم طبقت مناخير الراجل؟ ده مبقاش فيه مناخير أصلا عباره عن فتحتين في وش أمه اللي مالوش معالم ده؟
في المحكمه.
نده الحاجب وقال بصوت عالي:- محامي المدعي عليه يتفضل.
الكل بيهمس لأن مفيش حد رد والمحامي مش موجود، ف نفس اللحظه فتح باب المحكمة وصوت خطوات هاديه وثابتة على الأرض وكل الموجودين بصوا وراهم يشوفوا مين اللي دخل بعد دخول القاضي، كانت واحده محجبه لابسه فستان ابيض رقيق وحجاب، وفوق الفستان روب المحاماه حطت أوراقها قدامها وأخيراً عرفت نفسها للقاضي والموجودين وقالت بإبتسامة هاديه:- تمارا محمد عزيز محامية النقض، حاضرة للدفاع عن موكلتي ليله محمود صابر.
انجي بصت عليها من فوق لتحت وعندها ثقه كبيره أنها هتخرج منها زي الشعره،
القاضي سمح لتمارا تبدأ، غمضت عينيها وسمت الله واخدت نفس عميق وزفرته بقوه وقالت:-
سيدي القاضي حضرات المستشارين، أحب دائماً أبدا مرافعتي بآية من آيات الله، واليوم سأبدأ بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } صدق الله العظيم.
من سلك دروب الحب طريقها المظلم فمن المؤكد التورط فيما لا يحمد عقباه،البعض لديه مرض يسمى تشويه سمعة الأخرين كذباً وزورا وبهتانا، أحب أن ألقى نصيحه عابره وأقول للبعض أن الجهد الذي تبذله في تشويه سمعة الأخرين!! استغله في تنظيف قلبك ونفسك، فإن هذا لن يرفع من قيمتك ولن يحسن من صورتك بل سينزلك الى اسفل مما انت عليه الأن، فآحـذر أن تظلم أحداً، أن تقهر أحـداً ، أن تُؤذي أحداً حتى لا يؤلمك دعائه ويشكوك الى الله، والآن سأتحدث في صلب الموضوع،بالكاد موكلتي أخطأت ولكن! من منا لم يخطىء ويرتكب حماقات احيانا؟ هذه هى الفطرة الإنسانية نخطىء اليوم وفي اليوم التالي نصحح أخطائنا، حتى في الكبر نكرر هذه الأفعال، المهم أننا نعترف بهذا الخطأ وموكلتي اعترفت بالخطأ الذي ارتكبته، وأحب أن اطلعكم جميعاً على هذا الخطأ الجثيم والذي ستدفع ثمنه خمسة عشر عاماً من عمرها،خطأها أنها تزوجت من رجل مجرد من الإنسانية، مع العلم أنه تزوجها في ظروف مأساوية بالنسبة له فهو الآخر ضحيه، ضحية إمرأة متسلطة ومستبده، ولكن ليس هذا حديثنا أنا فقط ذكرت خطأ موكلتي ليس أكثر، سيدي القاضي نطق الحكم على موكلتي بخمسة عشر عاماً بسبب اختطافها لإبن السيده أنجي، أشعر بالضحك قليلاً أهذا يعقل؟ كيف لامرأة ضعيفه وفقيره تقوم بخطف طفل لدية عائلة كبيرة ذات نفوذ؟ نعم سيدي نحن جميعاً نعلم من هى أنجي ابنة رجل الأعمال صلاح الورداني الذي توفي واكملت مسيرته هذه الابنه المثابرة ، بالكاد أن السيده أنجي لديها من المال ما يكفي لبناء حصن منيع لحماية وليدها، إذن! فالسؤال هنا كيف لامرأة ضغيفه مثل ليله دون نفوذ ومال قامت بخطف إبن سيدة أعمال لديها سيارات فاخره ومنزلها مزود بالحراسات الأمنية؟ ، هذا الأمر يذكرني بقصة خياليه سمعتها من قبل، وهى أن فأر سرق من فم الأسد خروفاً كان يأكله، فهل هذا يصدق سيدي القاضي؟ أين الحرس! أين كاميرات المراقبة في ذلك الوقت؟ أين مربيته؟ ولمَ لم تدلي بأقوالها من قبل؟ تساؤلات كثيرة حول هذه القضية التي حاولت السيده أنجي إغلاق أعين الجميع عنها وكل هذا عن طريق الدفع، إليكم القصه في عجاله السيده أنجي عندما علمت بزواج زوجها السيد مروان من موكلتي قامت بتهديد زوجها ويجب عليه أن يطلقها في الحال، وهذا عقد الجواز الأصلي تفضل سيادتكم، وكان زوجها رجلاً مطيعا نفذ ما قالته له وطلقها ولكن كانت ليله حامل في بداية شهرها الثاني،وهنا لم يقع الطلاق لأنها حاملاً بعد ذلك مرت خمسة أشهر تقريباً وانقطع الإتصال بينهم ولم تعمل ليله في منزل السيده أنجي ولم تكن رأتها من قبل،عاشت ليله في منزل السيده سامية ولدينا شاهده على ذلك وهى طبيبة صيدلانية كانت ليله تبتاع منها الدواء كل شهر وبالتقسيط لأنها لم يكن لديها ما يكفي من المال لشراءه، والتقت ليله بعد ذلك بالسيد مروان وعادت علاقتهم مثل أي زوجين ولكن في سرية تامة خوفاً من أن تعلم السيدة أنجي بهذا، كانت ليله قلقه حيال هذا الأمر ولكنها كانت تصبر نفسها بأن لديها زوج يقف بجانبها، زوج يحيمها إن لزم الأمر، زوج يكون سندا لها في مطبات الحياه، ولكن هيهات، ثم بعد ذلك تعرضت ليله بالتحرش من المدعو محمد إبن الست ساميه وقامت ليله بالدفاع عن نفسها وهربت إلى زوجها مستنجدة به ولكن خاب أملها مرة أخرى واعطاها نقود لتذهب لأي مكان حتى الصباح واصيبت ليله بحادث في ذلك اليوم وانقذها الطيب الدكتور رؤوف ومعي الدليل على ذلك وهو الدكتور رؤوف نفسه أقر لي بهذا الحديث وعلى أتم الاستعداد للإدلاء بأقواله مرة أخرى مع تصحيح الأخطاء والتهديدات التي قامت بها أنجي فلقد قامت بخطف زوجته وحفيدته التي تبلغ من العمر أربع سنوات، أنجبت ليله أثر الحادث ولادة قيصرية ويوجد أثر الجراحه ومعي أيضاً الدليل على ذلك، ونعود إلي يوم الحادث عندما رأت انجي ليله أمام منزلها حاملاً لم يهدأ لها بال حتى قامت بالتخطيط وقامت بالبحث عن المدعو فتحي وقاموا بالبحث عنها لمدة لاتقل عن عام وأكثر وفى هذه الآونة كانت ليله تركز على حياتها وحياة صغيرها الذي خرج من رحمها الي حضانة المشفى ولم تحمله لمدة شهرين كاملين، عملت في المشفى بجواره ولم تتركه نسيت كل شيء وعاشت لها ولصغيرها، من شعر حيال موكلتي كم من المعاناة التي عاشتها، عاشت وحيده في خوف وزعر كل يوم من مستقبلها الغامض الذي حددته لها هذه السيدة النرجسية لم تكتفي بكل أعمالها المشينه عندما خرجت موكلتي لحديقة للتنزه ومن ثم فوجئت بإختطاف وليدها وفلذة كبدها أمام عيناها، ومن هنا بدأ السيناريو لدى انجي وتخطيطها الشيطاني، اغرت فتحي بمبلغ مليوني جنيهاً وهذا كشف بحساب فتحي في البنك الذي أودعه قبل تسليمه بيوم واحد، وهذا من شدة زكائة أنا امزح فقط، عرضت أيضاً نفس قيمة المبلغ على الدكتور رؤوف لكنه رفض، رفض أن يبيع ضميره، المدعيه نسيت أن كل اصبع في يدها يختلف عن الآخر.
أنجي مستحملتش كل اللي بتسمعه وقامت اتكلمت بصوت مسموع:- كل اللي بتقوليه ده كدب، مالوش أساس من الصحة، انتي واحده كدابه.
تمارا ابتسمت وقالت:- فلتثبت هذا أيضاً سيدي القاضي تطاولت بالسب إلى وفي حضوركم،
القاضي شاور لأنجي واتكلم بحده:- أتفضلي اقعدي مكانك ومسمعش صوتك لحد ما يوصل المحامي بتاعك، اتفضلي يامدام.
انجي صكت على أسنانها وقعدت بخنقه، أمير وندى كانوا فرحانين جداً و آريان بيصور تمارا ومحمد وريتال فخورين بيها، القاضي شاور لتمارا تكمل وهى قالت:- سيدي القاضي حتى لا اطيل عليكم الحديث أنا عندي كل الدلائل والبراهين ، حتى الشهود ينتظرون بالخارج و هؤلاء الشهود هم/إسلام الحارس الشخصي لديها.
السيده سعاد وهى صديقة مقربه، ومعها الطبيبة الصيدلانية.
الدكتور رؤوف.
وأخيراً زوجها السيد مروان عبد الرحيم.
كل هؤلاء يريدون الشهاده وقول الحق في إثبات أن ليله لن تخطف ولن تسرق، ومعي أهم دليل وهو تحليل الDNA وتم فحصه في أكبر مشفى تخصصي تحت رعايتي الخاصة.
انجي اتصدمت وحست بلخبطه من قوة تمارا وازاي جمعت الأدلة دي كلها؟ وجابت العينه منين؟ ومروان هيشهد ضدها؟ دي كارثه يا انجي لازم تهربي.
أمير اتحمس أكتر وكان أكتر واحد مبسوط لانهيار أنجي، انهيارها ليه يعني نجاح بالنسباله،الحاجب نده على سعاد والدكتوره ودخلوا وشهدوا باللي حصل وبعدها إسلام وبعدها الدكتور رؤوف وقبل ما يخرج رؤوف بص لليله واعتذر منها وهى مسحت دموعها وهزت راسها ليه أنها مش زعلانه منه، وأخيراً مروان اللي دخل مكسوف من نفسه وفكر أنه لازم يعمل حاجه صح ولو لمرة.
أنجي قامت صرخت بهستريا فيها وقالت انتي كدابه، انتي دفعالهم علشان يشهدوا بالكلام ده، صدقني ياسيادة القاضي إياد ابني ومعايا التقارير اللي بتثب كلامي.
ردت تمارا بثقه وقالت:-.قرأت من قبل قصة فأعجبتني. عباره عن لوحة اسمها "الحقيقة العارية أو الحقيقة تخرج من البئر" رسمها جان ليون جيروم عام ١٨٩٦ م
اللوحة تحكي أسطورة الحقيقة والكذب التى انتشرت في القرن التاسع عشر حيث تقول الأسطورة أن الكذب والحقيقة تقابلوا في يوم من الأيام ، فقال الكذب للحقيقة "إن اليوم جميل جدا" فنظرت الحقيقة حولها في شك، و رفعت عينيها للسماء فوجدت أن الشمس مشرقة و أن الجو جميل فقررت ان تقضي اليوم فى نزهة مع الكذب،
عاد الكذب و قال للحقيقة "ان مياة البئر صافية و دافئة فهيا بنا نسبح،نظرت الحقيقة للكذب فى شك للمرة الثانية ثم لمست المياه فوجدتها صافية و دافئة بالفعل، فخلع الاثنين ثيابهم و نزلوا للإستحمام، وفجأة خرج الكذب من البئر سريعاً و ارتدى ثوب الحقيقة و جرى حتى اختفى فخرجت الحقيقة من البئر عارية و غاضبة و جرت محاولة ان تلحق بالكذب فلما رآها الناس عارية انزعجوا منها و أداروا وجوههم عنها،و هنا رجعت الحقيقة المسكينة الى البئر و توارت، و لم تظهر مرة أخرى من شدة خجلها، و منذ ذلك الحين .و الكذب يلف العالم مرتديا ثوب الحقيقة و الناس تتقبله و في نفس الوقت يرفضون رؤية الحقيقة العارية! هذا ما تفعلينه سيدة أنجي تواري الحقيقه بالكذب ف إلي متى؟ وإليكي دليل آخر قوي، سيدي القاضي إن موكلتي السيدة ليله بريئة براءة الذئب من دم إبن يعقوب، ولكم برهان آخر على برائتها،هذا المستند يوجد به تقرير كشف طبي كامل من مشفى حكومي ويوجد إسم المشفى أمامكم وتاريخ كل زيارة قامت بها ليله بالمتابعة على حملها من الشهر الرابع حتى السابع، وإسم الطبيه المعالجه لديها، والأهم من ذلك إسم موكلتي مدون عليه.
القاضي والمستشارين بيقروا التقارير وليله متوتره وانجي هتموت فيها وجت تخرج لكن مستحيل يخلوها تخرج رجعت قعدت مكانها وبتلعن في المحامي، حاولت تتصل عليه لكن تليفونه مقفول،القاضي ساب الورق وسأل تمارا:- الدفاع في حاجه عايزه تضيفيها تاني في القضيه؟
قامت تمارا وقالت:- نعم سيدي القاضي بعد اعتراف الزوج، أريد اثبات زواج السيد مروان من ليله زواجا رسمياً ولها كامل الحقوق،وأريد إثبات نسب لإبنهم علي مروان عبد الرحيم.
سكتت لثواني وبصت لأنجي ورجعت بصت للقاضي وطلبت منه وقالت:- بعد إذن سيادتكم أريد أن أسأل السيده أنجي سؤالا سيجعلها تفقد النطق بعدها أنا متأكدة.
القاضي كشر عينيه وعنده فضول يعرف إيه السؤال وسمح ليها، أنجي بتتنفس غيظ منها وتمارا وقفت قصادها وسألتها:- ياترى والدك صلاح الورداني لما ما.ت دفنتيه فين؟
فتحت عينيها بصدمه واتنفست بسرعه، أمير اتعدل بتركيز وبص لأنجي وبص لتمارا لأن السؤال ده غريب وياترى ليه سألته؟ وليه أنجي وشها لونه أتغير واتخطف كده؟ تمارا اتنهدت وسألتها تاني:- طيب هبسطلك السؤال، قبل ما والدك يتوفي! طلب منك تد.فينه فين؟
انجي بتنهج ومبتردش والقاضي سألها:- جاوبي يامدام أنجي؟
تمارا التفتت للقاضي واتكلمت بابتسامة وقالت:- قولت لسيادتك أنها هتفقد النطق، بس أنا هجاوب مكانها، والد أنجي السيد صلاح الورداني ما ماتش ولسه عايش حي يرزق، مقيم في دار للعجزة مشلولا على كرسية هزيلا ضعيفا فاقداً للنطق.
حصل هرج في القاعه وأمير اتصدم حرفيا واتعدل مكانه، وليله فتحت عينيها بصدمه، وندى حطت أيدها على قلبها، أما أنجي الشنطه وقعت من أيدها وشافت الدايرة بتتقفل عليها، رجعت خطوه لورا وهمست لتمارا بصدمه:- انتي كدابه، انتي كدابه.
تمارا ابتسمت ومسكت الظرف الأزرق وفتحته قدامها وطلعت منه صورة صلاح وهو ع الكرسي وورق الدار اللي هى ماضيه عليه يوم ما سلمت أبوها بايديها لدار العجزه بعد ما أتصاب بشلل نصفي ومتحملتش وسلمته واتخلصت منه، اتكلمت تمارا بجديه وقالت:- مش دي صورة باباكي يا انجي؟ باباكي اللي تعب في تربيتك وكبرتي في خيره وتعبه؟ ويوم ما جاتلة ذبحه صدريه وبعدها جاله شلل نصفي ومتحملتش واتخلصتي منه ورمتيه في دار مسنين؟
انجي صرخت بهستريا فيها وقالت:- انتي كداااابه انتي واحده مجنونه متصدوقهاش.
تمارا قدمت الأوراق للقاضي وقالت:- سيدي القاضي تسمحلي؟
شاور ليها تكمل وتمارا خرجت من باب المحكمة والكل منتظرها ورجعت وهى بتزق صلاح الورداني على كرسي متحرك والكل اتصدم وانجي قلبها دق بخوف واضح، أمير قام وقف ولحد دلوقتي مش مصدق ه في يوم حب واحده شيطانه مش انسانه أبدا، هو في شر كده؟ وقفت تمارا الكرسي قدام انجي وقالتلها:- اعرفك يا انجي بوالدك لسه فكراه؟
صلاح كان عباره عن حطام شكله اتغير عن قبل بكتير خس جداً أيديه بتترجف و وشه ف الأرض مصدوم وفاقد النطق.
أنجي صرخت بهستريا فيهم كلهم وقالت:- ايوووووه أنا اللي عملت كل حاجه أنا اللي رميته في دار المسنين أنا اللي خططت ودبرت وإياد إبن ليله بس من حقي أنا، أنا وبس آنتوا عايزين مني ايه؟ ليله أنا هقتلها وهقتلك ياتمارا هخلص عليكوا كلكوا، آنتوا مش عارفين أنا ميييييين! أنا أنجي الورداني.
العساكر مسكوها والقاضي سأل ليله:- عايزه تقولي حاجه ياليله؟
هزت راسها وقالت:- أيوة ياسعادة القاضي، مروان مكنش متفق مع أنجي على حاجه هى كانت ممضياه على شيكات وبتتهدده.
سكتت وبصت لمروان بعتاب وبصت بعيد، اما مروان نزل راسه بخجل منها.
القاضي:-حكمت المحكمة حضوريا على كل من فتحى الشرنوبي وساميه السواح بالتهم الموجهة إليهم:- بحبس فتحي مع الشغل لمدة ١٥ سنه، وحبس ساميه ثلاث سنوات.
وحكمت المحكمة حضوريا على المتهمه أنجي صلاح الورداني بعد أدلة الإتهام واعترافها بكل الجرائم التي ارتكبتها؟ بالحبس المؤبد مع الشغل.
وأخيراً حكمت المحكمة الموقرة حضورياً بعد الدفاع ببراءة المتهمه ليله محمود صابر من التهم الموجهة إليها الى آخر ما جاء بقائمة أدلة الاتهام، ويتم تسليم طفلها علي مروان عبد الرحيم إليها، رُفعت الجلسة.
تمارا ضحكت وفرحت اوى، وليله مكنتش مصدقه اللي سمعته وحطت وشها بين أيديها وعيطت بشهقات من الفرحه، جريت عليها سعاد تبارك ليها، والستات قامت تسلم على تمارا ومبسوطين منها و آريان وريتال فخورين بيها واكتر واحد كان مبسوط بنجاح تمارا هو أبوها الدكتور محمد عزيز.
بره المحكمه أمير لندى:- ندى ليه منعتيني اني اقدم أقوالي وانها سممتني؟ أنا قولتلك جبت الواد اللي جابلي التورته وهيشهد.
ندى:-كفايه يا أمير هى اعترفت ع نفسها وخدت جزائها، خلينا نفرح ببراءة ليله ونرميها ورا ضهرنا.
صلاح الورداني خرج برعاية كامله مع مجموعة من الأطباء بأمر من المحكمه.
أنجي خارجه من المحكمه وفي أيديها الكلبشات والصحافه واقفه تصور وهى بتخبي وشها واتفاجئت بمراد وفهد واقفين مع تمارا يباركوا ليها، عرفت دلوقتي جابوا العينه ازاي، صكت على أسنانها وشافت أمير محاوط ندي من كتفها و واقف بيضحك مع آريان والدكتور محمد ورؤوف، أمير شافها وهز راسه ليهم باستأذان وراح وقف قدامها وندى كانت خايفه عليه.
أمير بشماته:- مبروك يا أنجي.
زمجرت بغيظ وقالت:- متفرحش اوي هخرج منها وهرجع انتقم منك.
أمير ضحك وقرب من ودنها وقال:- عشم ابليس في الجنه، وكمان عايز افكرك بحاجه.
بصتله وبتنهج من الغيظ وهو كمل بتشفي:- ندى عارفه اني مبحبش كيك الفراوله.
اتمنى ليكي ٢٥ سنة سجن في تعاسة تامه، ولو أني أشك إنك هتقدري. مبروك يا أنجي صلاح الورداني.
انجي صرخت فيه والعساكر الستات خدوها زقوها في البوكس وهى بتصرخ ومحدش سامع ليها.
بعد كده.
قدام باب السجن.
باب السجن فتح وخرجت منه ليله ومش مصدقه، شافت سعاد وأمير وتمارا وندى منتظرينها ليله وسعاد جريوا حضنوا بعض، أمير راح عندها ومعاه علي وقالها:- زي ما وعدتك إني هحط أيد علي في ايدك، حط أيده ف أيدها فعلاً ونفذ وعده،ليله شالت علي وحضنته باشتياق كبير وفضلت تلف بيه وعيطت وضحكت وفضلت تبوس فيه، ندى عينيها لمعت بدموع من المشهد ده، ليله لأمير بعرفان:- مهما اشكرك مش هوفي حقك، أنت السبب بعد ربنا إن أبني يرجعلي وكمان تظهر الحق، أنا مش عارفه أشكرك ازاي.
امير أبتسم:- تشكريني إنك متبصيش وراكي تاني وتعيشي الحياه صح، مش كل الحياه فلوس ياليله، في اسعد من الفلوس وهو إبنك ولا كنوز الدنيا تعوض عنه.
ليله بموافقه:- عندك حق رجوعه لحضني دي بملايين الدنيا كلها.
أمير:-وزي ماوعدتك ياليله أنا امنتلك شغل في الحي عندك سوبر ماركت كبير ملكك وتحت امرك وتعيشي منه مبسوطه وأي حاجه تحتاجيها معاكي رقمي ورقم ندى متتردديش.
ليله بعرفان:- مهمها اشكرك مش هوفي حقك صدقني، بتمنالك حياة سعيدة مع ندى ربنا يوفقكم.
سعاد شاورت ليها ع عربية مختار اللي واقف بيكلم مع يوسف وإيمان وقالت:- تعالي يا ليله اركبي معانا هنوصلك البيت.
ليله بحرج:- معلش يا سعاد انا هاخد تاكسي.
سعاد بتصميم:- انتي بتقولي ايه؟ ده مختار مصمم أنه اللي يوصلك ولحد باب البيت، اما أنا بقى مجهزالك حتة غدوه هتاكلي صوابعك وراها.
مروان جري على ليله وحاول يعتذرلها وهى ردت وقالت:- أنت مشهدتش علشاني يامروان أو علشان ضميرك صحي لأ أنت الدايره اتقفلت عليك، ومالقتش قدامك غير إنك تشهد علشان متتحبسش ، واعمل حسابك إنك هتطلقني وإن مكنش بالذوق هيبقى بالعافيه وهخلعك وهرميك، وأنا انقذتك مش علشانك ولا علشاني لأ برده ، أنا انقذتك علشان تعيش لوحدك وتدوق اللي دوقتهولي، وتعيش مشتت في الأرض، أنا هبدا حياتي ومع أبني إنما أنت ضعت وخسرت كل حاجه ، مبروك عليك الشتات يامروان.
شالت علي وبتركب العربيه لكن ندهت عليها تمارا:- لحظه ياليله.
ليله ابتسمت وراحتلها وقالت:- إستاذه تمارا كنت بدور عليكي عايزه اشكرك من كل قلبي.
تمارا ابتسمت:- كنت بخلص شوية إجراءات، ومفيش شكر بينا ولا حاجه ربنا أظهر برائتك، الفضل لربنا مش ليا.
ردت بحرج:- ونعم بالله.
تمارا قدمت ليها هدية وقالت:- دي هدية بسيطة مني ليكي اتمنى تقبليها ياليله.
ليله بدهشة:- هدية علشاني أنا؟
تمارا:- أيوة مصحف وسجادة صلاة، راحتك هتبدأ من هنا، راحتك هتلاقيها في السجود ياليله.
في الطريق ليله شايله علي في حضنها وقاعده في الكرسي الخلفي وشافت مختار وسعاد وحياتهم مع بعض، واتخيلت لو كانت وافقت كانت هتكون مكان سعاد، ضحكت على نفسها، واقتنعت إن سعاد أحق واحده بمختار، وفرحت علشانها، بصت من الأزاز وحمدت ربنا أنها خرجت للنور من تاني.
في مملكه العدوي.
الكل كان بيحتفل بتمارا ونجاحها الكبير، انها تكسب قضية قصاد محامي كبير زي رأفت وتوقع سيدة اعمال مشهوره زي أنجي؟ فده نجاح كبير فعلاً ووصلت ليه بمساعدة عيلتها، وفضلت تشكر كل فرد ساعدها في القضيه دي وكانت ممتنه ليهم كتير، مراد وفهد زي ما هما ناقر ونقير ومصطفى مطلع عين آركان، أما آريان جاب تورته كبيره وجمع العيله كلها عنده، واحتفل بزوجته وحبيبته ومحمد ونور مبسوطين جداً، أما الجد آدم كان قاعد بعيد ومراقبهم ومبسوط لنجاح عيلته.
في شركة برهامي بعد ما رجعوا من عند ليله.
ندى قاعده في المكتب بتراجع شغلها وأمير قاعد في مكتبه مبسوط وفرحان إن انجي اتسجنت لكن برضو حاسس بالفراغ،في حاجه كبيره ناقصاه، قام وشد الجاكيت وخرج، ندى اتخضت وقالت:- بسم الله مالك يا أمير؟!
أمير قرب منها ومسك أيدها وقال:- يلا علشان نروح نحجز القاعه.
بصتله بعدم استيعاب وقالت:- قاعة ايه احنا لسه جايين من بره وعندنا شغل كتير، والفرح لسه عليه أسبوع كمان وا.......
أمير بدون إنذار قرب منها وقطع كلامها وباسها بوسه طويله، وحط جبينه على جبينها وقال باشتياق:- مش هتحمل بُعدك عني يوم واحد، بكره هتكوني في بيتي وملكي يا ندى، أوعدك بكره هتكوني حرم أمير برهامي.
صوت أنجي في العنبر جايب لآخر السجن والستات اضايقوا منها وقربوا منها وهى رجعت بضهرها وقالت بخوف:- آنتوا عايزين مني إيه؟ آنتوا مش عارفين أنا مين؟ أنا أنجي الورداني، أنجي الوردااااا.
قطعوا كلامها وانهالوا بالضرب عليها ومهمها تستغيث محدش بيحوش عنها.
مروان ماشي في الشوارع ضايع من شارع لشارع مالوش مكان مش عارف يروح فين الفلوس مبقاش ليها اي قيمه دلوقتي، كل احلامه في تكوين أسرة اتحطمت، وبقى مشتت في الشوارع.
ليله واقفه قدام باب الشقه وعلي في أيدها، رفعت عينيها للباب بتتأمل فيه بحنين للماضي، فتحت الباب ودخلت، كانت كل حاجه مكانها زي ما هى دموعها نزلت وهى بتتلفت حواليها كأنها شايفه أبوها وأمها، قعدت على سرير أبوها ومسكت سبحته وصورته ومسحت التراب من عليها وباسته وهمست بندم:- سامحني يابابا، سامحني.
وقفت في اوضتها وافتكرت عملتها مع مروان أول مرة سلمت نفسها ليه، غمضت عينيها بندم كبير وحست أنها صغيره اوى، قعدت على طرف سريرها وشافت الكشكول اللي كانت بتسجل فيه مبيعاتها من محل أبوها، فتحته وابتمست لما شافت أنها كاتبه بعت بخمسين جنيه دره مشوي، ضحكت على نفسها، اتنهدت ومسكت القلم وكتبت:-رأيت الثقب في سفينتك منذ ذلك اليوم الأول لكني غامرت بالإبحار معك.
سمعت صوت علي في الصاله مزرجن وعايز ينام، سابت الكشكول وطلعت ليه بسرعه وبيرفع أيديه ليها وشالته فضلت حضناه تشبع منه، ولما نام نيمته في سرير باباها، وبعدها خرجت من الحمام ولبست الأسدال،وفرشت سجادة الصلاة لأول مرة، وجواها ارتباك وقلق وخوف من إن ربنا يرفض توبتها، لكن مش هتيأس، غمضت عينيها واخدت نفس عميق، رفعت أيديها وعينيها مليانه دموع الندم وكبرت للصلاه وقالت بصوت فيه رجفة:- الله أكبر.
------------------
تمت بحمد الله