رواية خلف قضبان القلوب الفصل السادس و الثلاثون 36 بقلم ميمي عوالى

 

 

رواية خلف قضبان القلوب الفصل السادس و الثلاثون بقلم ميمي عوالى


كانت سوزان تجلس بغرفتها عندما حضر يونس ، حتى استأذنت زهرة فى الدخول عليها فوجدتها تقف امام باب شرفتها و وجهها للسماء مغمضة العينين فى سكينة تامة ، لتحتصنها زهرة و تقول : عروستنا الحلوة هتفضل هنا كتير بالشكل ده و الكل مستنيها برة 
سوزان و هى تزدرد لعابها باضطراب : هو لازم اخرج 
زهرة بحماس : الا لازم ، طبعا لازم عشان عايزين نقرا الفاتحة 
سوزان : طب ماتقروها من غيرى 
زهرة بمرح : انتى عاوزة العريس يفكرنا غاصبينك على الجوازة و اللا ايه ، طب ده حتى قاعد برة يا قلب امه مش على بعضه و عامل زى اللى داخل امتحان و هو مش مذاكر و لا كلمة 
سوزان بامتعاض : يعنى مافرقش عنى كتير 
زهرة : بالظبط كده ، فياللا يا حبيبتى معايا خلي الراجل يبل ريقه و يتطمن
سوزان بترصد : طب مش يمكن ندمان على مجيه يا زهرة و نفسه انه يلغى كل ده من اساسه
زهرة بامتعاض : اصلك لو شفتيه و هو كل يوم يسال زكريا ان كان عرف رايك و اللا لسه ماكنتيش قلتى كده ، ياللا بقى قدامى 
اما بالخارج .. فكان يونس يمسح وجهه بمنديله عندما قال زكريا بدهشه : التكييف شغال و درجة الحرارة كويسة جدا ، نفسى اعرف انت ايه كل العرق اللى انت عمال تعرقه ده .. مالك
يونس : مش عارف
فاطمة و هى تربت على قدم يونس بحب : ماتعاكسش اخوك و سيبه فى حاله ، دلوقتى اما عروستنا الحلوة تهل علينا هيبقى زى الفل لوحده
يونس بتردد : هى فين ، و اللا مش عاوزة تقابلنى 
بدر : يا خبر يا حبيبى .. ازاى يعنى مش عاوزة تقابلك ، هى بس تلاقيها مكسوفة شويتين ، و اللا نسيت زهرة كانت عاملة ازاى يوم قراية فاتحتها هى و زكريا 
زكريا : احنا عاوزين نتجوز بقى يا خالتى 
بدر : اتفق مع عروستك يا قلب خالتك و انا ماعنديش اى مانع ، هو انا فى ديك الساعة اما اتطمن عليها هى و اختها 
زكريا : و انت يا يونس ، ناوى على امتى 
يونس ببعض الامتعاض : مش اما اشوف سوزى الاول عاوزة ايه و بعدين نبقى نشوف وقتها المعاد اللى يناسبها

ليسمع زهرة تقول : و ادى سوزى جتلكم بنفسها اهو ، عاوزة اسمع بقى تسقيفة كبيرة اوى 
ليضج المكان بتهليل الصغار و تصفيق الكبار ، ليقف يونس فى استقبال سوزان التى اقتربت منه بخجل فتاة فى السابعة عشر من عمرها و وقفت امامه قائلة بخفوت دون ان ترفع عينيها اليه : ازيك يا يونس
يونس : انا الحمد لله .. و انتى 
لتومئ برأسها قائلة : الحمدلله 
زكريا : اقعدوا ياللا يا عرسان خلونا نقرا الفاتحة 
يونس : قبل الفاتحة .. لو تسمحولى .. انا عاوز اقعد مع سوزان نتكلم مع بعض شوية 
زكريا : طبعا .. حقكم 
يونس لسوزان : تحبى نخرج فى اى مكان و اللا نقعد هنا 
سوزان بتردد : مش عارفة 
قاطمة : عندكم الجنينة برة روحوا اقعدوا براحتكم زى مانتم عاوزين 
زينب : و انا هعمل لكم حاجة تشربوها 
ليجلس يونس و سوزان امام بعضهما البعض و يلاحظ يونس انها ما زالت تطأطئ رأسها فيبدأ  حديثه قائلا : سوزان .. ممكن تبصيلى عشان اعرف اتكلم
لتنظر اليه بخجل و تقول : اتكلم
يونس : يا ترى سالتى نفسك انا ليه طلبت منك الجواز و فى التوقيت ده بالذات 
لتنظر اليه بتركيز تام و قد تناست خجلها وغلب عليها الفضول فقالت : الحقيقة سالت
يونس : و يا ترى عرفتى الاجابة
سوزان : كنت مستنية اعرفها منك
يونس : افهم من كده انك كنتى ناوية تسالينى 
سوزان : الحقيقة لا .. بس زهرة قالتلى انى اكيد هعرف الاجابة من تصرفاتك و معاملتك معايا 
يونس : و ياترى تحبى تسمعى الاجابة منى دلوقتى و اللا تفضلى انك تعملى بنصيحة زهرة و تكتسفى الاجابة مع الوقت بنفسك
سوزان و هى تزدرد لعابها بتوتر : لا يا يونس .. طالما ان احنا الاتنين تفكيرنا وصل للنقطة دى ، يبقى خلينى اسمع الاجابة منك دلوقتى 
يونس : طب لو انا سالتك و قلت لك انتى ليه وافقتى عليا
سوزان بفضول : ماكنتش عاوزنى اوافق
يونس بنفى : لا طبعا مش كده .. و اكيد كنت بتمنى انك توافقى ، لكن .. انتى لسه ما ابتديتيش حياتك و لا لسه عيشتى و لا شوفتى حاجة من الدنيا 
عمرك كله قضيتيه فى المذاكرة سواء هنا و اللا برة ، و اللى عرفته ان اللى اتقدملك و طلبك للجواز مش شوية ابدا ، و لو اتقارنت بيهم هطلع اقل واحد فيهم
سوزان : ماتقولش على نفسك كده 
يونس بابتسامة : رحم الله امرئ علم قدر نفسه ، على الاقل اللى اتقدمولك مافيهومش حد سبق له الجواز و الخلفة زيى ، و مش هنكر انك تستحقى و تستاهلى انك تقضى عمرك مع واحد تبقى انتى اول نصيبه
سوزان بخفوت : الحقيقة فى مقاييس كتير للجواز غير النقطة دى 
يونس : طب ماتفهمينى 
سوزان بارتباك : انت عاوزنى اقول لك ايه بالظبط ، حاسة انى مش عارفة اجاوبك
يونس : طب انا هسالك كام سؤال و عاوزك تجاوبى عليهم بآه او لأ و اتمنى تكونى صادقة مع نفسك و معايا 
سوزان : اسئلة زى ايه يعنى 
يونس : وافقتى عليا عشان خفتى مثلا ان ماما تزعل او ان الحكاية دى تأثر على علاقاتنا بعد كده 
سوزان : لأ 
يونس : طب وافقتى عليا عشان خاطر همس 
سوزان : مالها همس
يونس : اقصد يعنى تكونى مثلا اعتقدتى ان طالما فكرة الجواز خطرت على بالى انى ممكن اجيب لها مراة اب فحبيتى تحميها من الحكاية دى 
سوزان بدهشة : لأ طبعا
يونس : يعنى معنى كده انك وافقتى عليا كيونس 
سوزان بخجل : ايوة 
يونس : طب يفضل كده اهم سؤال .. شفتى ايه فيا خلاكى تغيرى رايك فى رفضك للجواز و توافقى عليا
سوزان بحمحمة : طب مش لما اعرف الاول انت طلبتنى انا ليه من البداية
يونس : حاضر .. هقول لك ، انتى طبعا عارفة ان نور الله يرحمها كانت حب عمرى ، و انى عمرى ما فكرت ابدا انى ممكن اخون حبى ليها و ابص لاى واحدة تانية مهما حصل 
سوزان و قد بدأ الارتجاف يصل الى اوردتها : ايوة .. عارفة 
يونس : لكن حصل اللى خلانى شكيت فى نفسى ، و فى احساسى ده 
سوزان : انت تقصد تقوللى ايه يا يونس .. انا مش فاهمة 
يونس : فاكرة لما سافرنا البلد و زعلتى منى 
سوزان : ايوة فاكرة 
يونس : بعدها انتى فضلتى فترة بعيدة عنى على غير عادتك ، فى الفترة دى .. لقيتنى مفتقدك و مفتقد اهتمامك ، و بقيت زعلان اوى من روحى انى ازاى قدرت اعمل معاكى كده و ازعلك منى بالشكل ده بعد كل اللى انتى عملتيه معايا .. حسيت انى مديونلك 
سوزان بصدمة : مديون لى انا .. انت ازاى حسبتها بالشكل ده
يونس : احيانا الواحد بيبقى متلخبط و مش فاهم نفسه و لا عارف يفسر حتى مشاعره مظبوط ،
المهم .. اعتقد اننا اتصافينا نوعا ما و اعتذرتلك بعد وفاة زين الله يرحمه 
بعدها .. عرفت بالصدقة بموضوع العرسان بتوعك اللى عمالين يخطبوا ودك و انتى مش موافقة 
فى الاول لقيت نفسى حاسس براحة من جوايا انك رافضة الجواز ، و بعدين بقيت الاقى نفسى متضايق لما كنت بسمع ماما تتكلم معاكى فى الحكاية دى و اللا حتى تدعيلك بيها 
فى الاول فكرت ان طبيعى عشان طول عمرك عايشة وسطنا فمش عاوزك تبعدى عننا 
بس بعد كده اكتشفت انى عاوزك ماتبعديش عنى انا بالذات 🙄 ، و لما عرفت ان العريس اللى جه وراكى من برة ده جه و حاول يقنعك تانى و قعد مع ماما .. حسيت بغضب جوايا منك و بقى نفسى احبسك فى اوضة ما اطلعكيش منها و لا حد يشوفك غيرى 
فجأة لقيتنى متلخبط و تايه ، و مش عارف حبيتك امتى و لا ازاى قدرت احب حد تانى بعد نور 
انا حبيتك يا سوزان و اتعلقت بيكى ، و حاسس انك بقيتى حد مهم جدا  فى حياتى ، بس انا برضة لسه بحب نور و ما اعتقدش انى ممكن انسى حبها ده ابدا 
سوزان و الدموع تتلألأ بعينيها : و انا عمرى ما اقدر اطلب منك انك تنساها يا يونس ، الحاجة الوحيدة اللى هقدر اطلبها منك .. انك بلاش تخلى نور تقف بينى و بينك 
يونس : و ازاى هتقف بينى و بينك
سوزان : يعنى .. مش عاوزاك فى يوم تقارننى بيها 
يونس : اكيد عمرى ما هعمل كده ، بس انتى كمان اوعى فى يوم تعتبى على مشاعرى ناحيتها
لتومئ سوزان بالموافقة فيردف يونس مرة اخرى : طب ممكن اعرف الدموع اللى فى عينيكى دى سببها ايه دلوقتى 
سوزان : سببها ان فى طلب عاوزة اطلبه و مش عارفة ان كان وقته و اللا لا
يونس : اطلبى طبعا و دلوقتى و كل وقت اوعى تترددى 
سوزان: مش عاوزاك تبصلى فى يوم من الايام على انى بصيت لجوز اختى او انى …
يونس بمقاطعة : ايه اللى انتى بتقوليه ده ، انا الحكاية دى عمرها ماخطرت على بالى بالتوظيف ده ابدا ، بس يا ترى انتى الوصف ده مضايقك ، انى يعنى كنت جوز اختك
سوزان : فى حاجات يمكن ما اقدرش اشرحها و لا اوصفها ، و صدقنى هو ده بس كل اللى انا طالباه ، و انا عارفة انك لو وعدتنى .. عمرك ماهتخلف وعدك ليا
يونس بصدق : اكيد اوعدك ، لانى لو يوم بصيتلك كده .. هيبقى الغلط عندى انا ، مش عندك انتى ابدا 
و عندما ساد الصمت لبرهة قال مرة اخرى بفضول : ها .. هتقوليلى بقى وافقتى عليا ليه
سوزان : لو قلت لك ان سؤالك ده من الاسئلة اللى مش هعرف اجاوب عليها دلوقتى و يمكن كمان طول العمر .. تتضايق
يونس : رغم ان الفضول كان قا. تلنى انى اعرف الاجابة ، و دلوقتى فضولى زاد اضعاف مضاعفة بعد كلامك ده ، لكن لو عدم الاجابة هيريحك .. مش هتضايق ،  ها .. ندخل لهم بقى نقرا الفاتحة و نتفق
سوزان : ماشى 
و بعد قراءة الفاتحة قال زكريا : و انتو قاعدين برة انا و زهرة اتفقنا اننا نكتب الكتاب فى البلد و بعدين نطلع نعمل شهر العسل على طول 
يونس باستغراب : و أشمعنى البلد يعنى 
زهرة : اكتر مكان حبيته ، و كمان فرحت اما عرفت ان ليا جدور هناك ، و  حسيت ان الناس هناك طيبين و هيفرحولنا و كمان ماما حساها هتفرح هناك اكتر من اى مكان تانى 
يونس : طب و الناس اللى هنا يا زكريا .. هتعمل الفرح وهتعزمهم هناك 
زكريا : و ليه لا .. بيت جدك ماشاء الله  المكان قدامه يساع من الحبايب الف 
فاطمة : الحقيقة يا يونس .. انا كمان الفكرة عجبتنى ، خلونا نفرح مع اهل البلد و نفرحهم معانا
بدر : و المصاريف اللى كانت هتندفع فى الفرح هنا ، نعمل بيها هناك ، و ند .بح و نأكل الغلابة و ينبسطوا و يدعولكم 
فاطمة ضاحكة : ده سعداوى و فتحية هيطيروا من الفرحة اما يعرفوا 
يونس : طب حددتوا معاد
زكريا : قلنا نستناك انت و سوزى نشوف هتبقوا معانا و اللا ايه
لينظر يونس الى سوزان بفضول قائلا : ايه رايك 
سوزان : اللى تشوفوه
يونس : يعنى لو قلتلك نبقى معاهم ماتزعليش
سوزان : و هزعل ليه
فاطمة : يعنى يابنتى .. يمكن تحبى يبقى لك ليلة لوحدك او تحبى يبقى هنا عشان تعزمى زمايلك و اصحابك
سوزان : انتى عارفة يا ماما انى ماعنديش صحاب ، و ان كان على زمايلى .. فاللى عاوز يحضر هيحضر هنا او فى اى مكان تانى ، فخلينى انا و زهرة سوا متهيالى هيبقى احلى
زكريا بمرح : طول عمرى بقول البت سوزى دى دماغها اكبر حاجة 
فاطمة : طب ها يا اولاد حددوا معاد بقى 
زكريا : هو ممكن على …
زهرة : استنى بس ، احنا حددنا المكان ، و طالما هنبقى سوا كلنا ، يبقى سوزى و يونس هم اللى يحددوا المعاد 
زكريا : ماشى يا ستى ، العدل حلو برضة ، خليهم هم يحددوا
يونس لسوزى : تحبى امتى 
سوزى : اللى تشوفه
يونس : خلاص .. خلينا فى نص الشهر العربى ان شاء الله هيبقى نص رجب كل سنة و انتم طيبين
بدر : يعنى كده بعد اد ايه 
فاطمة بابتسامة واسعة : بعد عشر ايام
زهرة و سوزان فى ان واحد : ايه .. عشر ايام بس
زكريا : مالكم اتخضيتوا كده 
بدر : برضة يا ابنى قليلين ، و مش هيلحقوا يشوفوا حاجتهم و طلباتهم 
زكريا بامتعاض : طب قولوا انتو المعاد اللى يريحكم
زهرة : سيبونى انا و سوزى نشوف و نقول لكم 
يونس : مش عاوزين ننام فى الخط 
بدر : ماتقلقش .. انا هك/ربجهملك و ليك عليا قبل هلال شعبان يكون سيدنا مع ستنا و ستنا مع سيدنا 😂
زهرة : هو السبب اللى هيخلينى اوافقكم على الصربعة دى .. ان خلاص الدراسة فاضل لها ايام ، و مش عاوزة الولاد يتعطلوا كتير عن دراستهم و مذاكرتهم 
زكريا : عموما انا هكلم عم سعداوى و اخليه ينضف الدوار كويس و يبيض الواجهة بتاعته و يوضب الوسعاية اللى قدامه و هقول له يشوف لى حكاية الدبا .يح دى عشان ابعتله فلوس يظبط بيها الدنيا 
فاطمة : فرحكم فى البلد و كل التكاليف على حسابى ، ماحدش فيكم هيدفع مليم
يونس : و ليه يا ماما .. احنا الحمدلله معانا اللى يكفى و زيادة 
زكريا : انتى مستقلية بينا و اللا ايه يا ماما ، و بعدين ماحنا كنا هنعمل هنا و يمكن بتكاليف اعلى كمان
فاطمة : ابوكم الله يرحمه كان موصينى على فرح سوزى و لو كان يعرف بوجود زهرة كان وصانى على فرحها هى كمان 
انا بنفذ وصية ابوكم و انتو لازم تساعدونى على ده
زكريا : ايوة يا حبيبتى بس …
فاطمة باصرار : مافيش بس ، و بعدين انا بجوز بنانى لولادى و عاوزة افرح بيهم ، و قبل الفرح باسبوع و اللا عشر ايام .. هاخد بدر و نسافر نسبقكم عشان نتابع و نظبطلكم كل حاجة على ماتحصلونا 
يونس : خلاص يا زكريا .. سيبها تعمل اللى يريحها 
لتجلس سوزان الى جوار فاطمة محتضنة اياها و هى تقول : ربنا يخليكى ليا و مايحرمنيش منك ابدا 
فاطمة : عمرك ما هتتخيلى و لا تعرفى انا فرحانة بيكى و ليكى اد ايه 
سوزان بدموع صادقة : عارفة يا ماما .. صدقينى عارفة 
زكريا : طب ايه .. احنا مش هنحتفل بقى و اللا ايه ، انا عازمكم كلكم على العشا برة 
سوزان : لأ .. خلونا هنا 
فاطمة : و ليه يا بنتى ماتخرجوا و تنبسطوا 
سوزان : لانى عارفة اننا لو خرجنا .. انتى و ماما مش هتيجوا ويانا ، و انا مش هعرف انبسط و انتى و ماما مش ويانا 
زكريا : خلاص .. يبقى اعزمكم و نحتفل هنا 
فاطمة : ماشى ، اطلب بقى و تعالى نقعد و نشوف هنعمل ايه عشان تكلم سعداوى النهاردة و اللا بكرة بالكتير تخليه يشوفلنا الحاجات اللى عاوزينها دى هتتكلف اد ايه عشان اعمل حسابى 
و فى صباح اليوم التالى كان زكريا جالسا بمكتبه بالشركة و قرر ان يهاتف سعداوى و ما ان سمع صوته قال : ازيك يا راجل يا طيب واحشنى و الله
سعداوى : اهلا يا زكريا يا ابنى ، انت اللى واحشنى و مشتاقين لزيارة حلوة زى اللى وعدتنا بيها النوبة اللى فاتت ، و اللا حتى مكالمة ، بس انت اللى ناسينا خالص
زكريا ضاحكاً : طب ما افتكرتينيش انت و كلمتنى ليه ، و عموما ايه رايك فى اللى ييجى يزور و يقعد و ينام و يقوم كمان .. تعمل له ايه
سعداوى ببعض الترصد : ياخى تعالى انت بس و انى انصبلك سيرك كمان .. بس تيجى و تغيتنا
زكريا باستغراب : اغيتكم ! .. من ايه
سعداوى بامتعاض واضح : الست مريم اختك 
زكريا : مريم .. مالها مريم
سعداوى : مشرفانا اهو بقالها مدة
زكريا بذهول : مريم اختى عندكم فى البلد 
سعداوى : ايوة .. و شوية شوية هتو .لع فينا كلاتنا
زكريا : احكيلى بالراحة بس كده و فهمنى واحدة واحدة ، جتلكم امتى و عملت ايه
سعداوى : اهى بقالها بتاع تلت اسابيع دلوقتى 
زكريا : لوحدها و اللا جوزها معاها 
سعداوى: لا لوحدها ، و من وقت ماجت فضلت بتاع اسبوع ماحدش بيسمعلها حس ، و خالتك حسنية يادوب كانت توديلها الاكل و تشقر عليها و تشوفها لو محتاجة حاجة و تمشى 
زكريا : يعنى كانت بتبات لوحدها
سعداوى : ايوة .. يادوب الغفير كان بيبقى برة ، و حتى حسنية حاولت تفضل معاها بس هى ما رضيتش
زكريا : و بعدين .. حصل ايه
سعداوى: ابتدت بقى تخرج من الدوار ، و ابتدت المشاكل 
زكريا : مشاكل ايه بالظبط
سعداوى : اول هام .. صممت تاخد العربون من تاجر الفاكهة زيادة عن كل موسم و ده زعل التاجر بس انا رضيته بعد كده بكلمتين 
تانى هام .. اخدت هى العربون كله و ما رضيتش تديهولى رغم ان العربون ده زى ما انت دارى اللى بندفع منه فلوس الجمعية الزراعية و التقاوى و الرش ، و لما قلتلها الكلام ده ماعجبهاش و قالتلى اتصرف
زكريا : و بعدين
سعداوى: و لا قبلين .. ادينا فى الموال الاغبر ده من ساعتها و كل يوم و التانى مشكلة شكل 
زكريا : ايه اللى حصل تانى 
سعداوى: اهى نوبة مع حسنية على الاكل و نوبة مع الغفير عشان الناموس و حاجات من دى ياما
زكريا : و ازاى ما تكلمنيش و لا حتى تكلم ماما تقول لها الكلام ده من وقتها لدلوقتى
سعداوى : لولا انى وعدتها اول ما وصلت انى ما اتصلش بحد فيكم .. كان زمانى كلمتكم من يوميها ، و ادينى اهو من وقتها مستنى حد فيكم هو اللى يكلمنى عشان ابلغه ، عشان ما ابقاش انا اللى اتصلت
زكريا : ماشى يا عم سعداوى.. اوعدك انى هتصرف فى اقرب فرصة ، انت بس ماتجيبلهاش سيرة انى كلمتك او انى عرفت حاجة 
سعداوى بسخرية : و لا هو انا اتجننت عشان اجيب التهزيق لروحى و انا فى العمر ده
زكريا : ماعاش و لا كان اللى يعمل فيك كده 
سعداوى : لولا غلاوتكم عندى و عشرتى ويا ابوكم و جدكم رحمة الله عليهم ماكنت اتحملت و لا صبرت على عمايلها دى ابدا
زكريا : عارف يا عم سعداوى و ده العشم برصة 
سعداوى : يعنى انت جاى بصحيح زى ماكنت بتقول 
زكريا : نستينى اللى كنت هقولهولك ، ده انا عندى ليك اخبار حلوة اوى 
اما يونس .. فكان يراجع بعض المستتدات حين دخل عليه زكريا قائلا : عرفت اخر الاخبار
يونس : خير
زكريا : مريم اختك ما سافرتش
يونس بدهشة : ازاى يعنى و كان معاد سفرها اما جت تاخد رامى ، اومال هى فين كل ده و عرفت منين
زكريا : كلمت عم سعداوى من شوية عشان ابلغه باللى اتفقنا عليه امبارح مع ماما و عرفت منه انها من وقتها تقريبا و هى فى البلد 
يونس باستنكار : مريم فى البلد ، و طول الوقت ده ، دى هى بالذات ماكانتش بتتحمل يومين على بعض نقعدهم هناك ، غريبة اوى 
زكريا : فى إن مش كده 
يونس بتأكيد : و إن كبيرة اوى كمان
زكريا : ده غير اللى عملته هناك 
يونس بفضول : خير
و بعد ان قص عليه زكريا ما علمه من سعداوى.. قال يونس باستنكار : هى مافيش فايدة ابدا فيها ، ايه اللى بتعمله ده ، ازاى تمد أيدها على حاجة مش ليها اصلا ، هى ناسية ان الارض كلها نصها بتاعة ماما و النص التانى يخصك انت و خالتك
زكريا : سيبك من الكلام ده دلوقتى .. مش ده المهم
يونس : اومال ايه المهم
زكريا : سبب وجود مريم فى البلد يا يونس و من غير علم حد و كمان موصية عم سعداوى ان ماحدش مننا يعرف ، اكيد سبب كبير جدا 
يونس : اكيد فيه فى دماغها حاجة 
زكريا : او مستخبية من حاجة ، ثم فين جوزها ، ايه .. هيفضل عمره كله بره مثلا ، فى حاجة مش مظبوطة و ماينفعش اننا نفضل كده مش عارفين عنها حاجة 
يونس : طب ايه اللى المفروض نعمله دلوقتى ، و هنقول لماما و الجماعة و اللا ايه ، انت بلغت عم سعداوى باللى اتفقنا عليه امبارح
زكريا : ايوة و نبهت عليه مايجيبش سيرة لحد ، لغاية اما نشوف هنعمل ايه مع الهانم دى
يونس : تفتكر نسافر لها
زكريا : اكيد لازم 
يونس : تفتكر نقول لماما و ناخدها معانا 
زكريا : و الله ماما دى بقت تصعب عليا من حكايات اختك دى ، بحسها بتبقى ضاغطة على اعصابها بزيادة 
و اثناء جلوسهما يستمعان لطرقا على الباب ، لتدلف زهرة حاملة حاسوبها المحمول و على ملامحها بعض التوتر و تقول : فى خبر مش عارفة ان كان حقيقى و اللا ايه و مش عارفة ازاى نتاكد منه
زكريا و يونس معا : خبر ايه ده
زهرة و هى تضع حاسوبها المحمول امامهما : اقروا الايميل ده و انتو تفهموا 
ليجدا امامهما ايميلا من احد عملائهم بالخارج و هو يقدم العزاء للشركة فى وفاة حاتم بتلك الطريقة المحزنة بالمكسيك
يونس بصدمة : حاتم
يونس : و فى المكسيك ، ازاى الكلام ده 
زهرة : الحكاية مش كده بس ، واضح ان الموضوع بقاله فترة لان الجريدة اللى العميل واخد منها الخبر تاريخها دلوقتى عدى عليه حوالى عشر ايام
و كان الخبر بالجريدة يشير الى مق/ تل  رجلين مصريين باحد فنادق المكسيك و اغلاق التحقيقات بعد فشل السلطات فى التوصل الى ملابسات الحادث و اسبابه و لكنها ارجحت ان تكون خلافات مالية بعد الحصول على بعض الاوراق الخاصة بمعاملات مالية تخص احد الرجلين
زكريا بذهول : ده سامى برهان 
يونس : و ايه اللى لمهم على بعض هناك 
زكريا : تفتكر ده له علاقة بوجود اختك فى البلد
يونس : على حسب كلام عم سعداوى اختك فى البلد من قبلها بفترة 
زهرة : هى مريم فى البلد
زكريا : ايوة ، و انا و يونس لازم نسافر لها و حالا ، و من فضلك ابعتيلى نسخة من الايميل ده على الايميل بتاعى قبل مانمشى 
يونس : طب و ماما 
زكريا : نوصل زهرة ، و ناخدها معانا 🫤

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1