رواية الخاطبة الفصل الثالث
فتحت ساره عينيها سريعا وجحظت عيناها بصدمه نهضت سريعا وقالت بعدم تصديق
-انت !! انت جاى ورايا هنا بتعمل ايه !؟
عقد ذراعيه على صدره وقال بتهكم
-انتى العروسه بقى ؟ ومدام هتموتى على الجواز كده ودايره على مكاتب الجواز لابسه عليا ليه الوش الخشب
صرت على أسنانها بغضب وقالت
ساره :أنا لو اعرف انك انت العريس مكنتش جيت من اساسه انت لو اخر راجل مستحيل اتجوزه
نظرت له بغضب وقالت
-انا ماشيه
وقفت سريعا أمامها وقالت بعدم فهم
دلال:استنى بس يا بنتى فهمينى ايه الموضوع انتوا اتقابلتوا قبل كده ولا ايه
تكلم بتهكم وقال
-امممم أمها كانت مريضه النهارده فى المستشفى وانا اللى عالجتها ولما خرجت وصلتهم بعربيتى لحد البيت ولما والدتها طلبت منى اخدها معايا على سكتى اتعجرفت عليا وعملت نفسها البرنسيسه عزيزه وفى الاخر طلعت هتموت على عريس
أغلقت قبضة يدها بغضب شديد وقالت بتحذير
ساره :اتلم احسنلك ، ملكش فيه إذا كنت هموت على عريس ولا لا، حاجه متخصكش أما انت واحد رخم بجد
نظرت إلى ابنها بعينيها حتى يصمت ثم نظرت إلى ساره وتكلمت بهدوء وقالت
دلال:اهدوا بس واستهدوا بالله واقعدوا نتكلم بهدوء
حركت رأسها بالرفض وقالت
ساره :لا مش هقعد وارجوكى ألغى طلبى من عندكم
امسكت يدها وارغمتها على الجلوس وقالت
دلال :اتفضلى بس نتكلم شويه بهدوء واللى انتى عايزاه بعد كده هيتنفذ
زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر
ساره :اللهم طولك يا روح، أنا مستحيل اتجوز البنى ادم ده ده متكبر وقليل الذوق
جلس على المقعد ونظر لها بغضب وقال بسخريه
-لا حوشى يا بت أنا اللى هموت عليكى، ارجوكى وافقى عليا اصل مش هقدر اعيش من غيرك
أغلقت عينيها بغضب شديد وقالت
ساره :ارجوكى سبينى أمشى من هنا حالا قبل ما ارتكب جريمه
صكت على أسنانها بغضب شديد ونظرت إلى ابنها وقالت
دلال :ممكن تهدا شويه يا استاذ امير
نظر إلى الاتجاه الآخر وقال بعدم رضا
امير :انا مش موافق على العروسه دى مش عجبانى يا مدام دلال
وقفت سريعا وحدقة به بغضب وقالت
ساره :بقى انت اللى مش موافق عليا وانا مش عجباك!؟ انت عبيط يا ابنى أنا اللى رفضك من الأول
ثم امسكت حقيبة يدها بغضب وقالت
-عن اذنك يا مدام دلال
وتحركت بأتجاه الباب وفتحته ونظرت مره اخرى إلى أمير وقالت
-انا بعد ما شوفتك النهارده مش هتجوز خالص وهشيل الفكره دى من دماغى نهائى
وخرجت وأغلقت الباب خلفها بغضب
نظرت إليه بغضب شديد وقالت
دلال :انت ايه اللى عملته ده من امته وانت بطفش الزباين من المكتب انت اتجننت ولا ايه يا أمير ده اكل عشنا
صك على أسنانه بغضب وقال
امير :دى لا يا ماما دى بنت متعجرفه ولسانها طويل معرفش شايفه نفسها على ايه
هدرت به بغضب وقالت
دلال :انت ليه محسسنى أنها هتكون جوازه حقيقيه ما انت عارف اللى فيها نفس اللى بتعمله كل مره تخليها تعجب بيك وتوافق عليك تروح تتقدم ليها ناخد منها القرشين اللى متفقين عليهم معاها وبعد كده تسيبها بحجة انك مرتحتش معاها وكل واحد يروح لحاله ونعيد تانى نفس الجره مع العروسه اللى بعدها
حرك رأسه بالرفض وقال
امير :دى لا يا ماما مستحيل اقعد معاها دقيقه واحده
اخذت نفس عميق واخرجته بهدوء وقالت
دلال :اسمع كلامى بس يا حبيبى وبعدين هى مش ضايقتك موضوع الخطوبه ده هيردلك حقك لما تسيبها وترميها زى الكلبه وتعرفها قيمتها وبكده نبقى احنا كسبنا من الاتجاهين كسرتها واخد حقك وانا طلعت منها بالقرشين بتوعى
نظر لها نظره مطوله وابتسم لها ابتسامه شرانيه وقال
امير :تصدقى عندك حق، انتى صح يا ماما، بس ازاى هتقنعيها انها ترجع تانى
حركت رأسها بالرفض وقالت
دلال :مش انا اللى هقنعها يا حيلة امك انت اللى هتروح ليها وتتأسف على اللى حصل ده وتحاول تخليها توافق عليك بأى طريقه
ارجع ظهره للخلف وقال بتفكير
امير :امممم طيب أقنعها ازاى دى
ابتسمت له وقالت بتهكم
دلال:دى عيبه فى حقك حتى، اومال فين ابنى اللى مقطع السمكه وديلها وطول الليل مع البنات، بقى مش عارف يوقع واحده زى دى شكلك اخد على السهل بس يا ابن بطنى
ابتسم لها بثقه وقال
امير :عيب عليكى يا ام امير ده ابنك اللى مجنن نص بنات مصر وسارق قلوبهم منهم سبيها عليا وحياتك عندى مش هتاخد يومين فى ايدى وهتيجى تترجاكى تجوزينا لبعض
ثم هاب واقفا وقال بأبتسامه
-عن اذنك بقى يا مزتى لما اروح اعدل مزاجى اللى عكرته الزفته دى
اقترب إليها وقبل وجينتها وقال
-مافيش حاجه لابنك نور عينك احسن القرشين اللى كانوا معايا طاروا
زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر
دلال :الوضع ده مبقاش ينفع معايا يا أمير انت مضيع فلوسك كلها على السهر والبنات حتى أنا مخلص اللى معايا اول بأول لم ايدك شويه يا ابنى
حرك يده على شعره وقال بتهكم
امير :امممم كلمتين كل يوم هتجيبى القرشين ولا اخلع أنا
نظرت له نظره مطوله ونهضت بغضب فتحت حقيبة يدها وأعطته ما يريد وقالت
دلال :اتفضل اهم بس اعمل حسابك مش هديك فلوس تانى فاهم
ابتسم لها بتهكم وهو يعلم جيدا هذه المقوله الدائمه لها أخذ منها النقود وقبل يدها بحب وتركها وغادر المكان سريعا .
................................................................
عادت ساره وهى غاضبه إلى المنزل ألقت حقيبة يدها على الأريكة وجلست على المقعد ظلت تحرك قدميها وتأكل فى أظافرها بأسنانها وفى ذلك الوقت خرجت والدتها من الغرفه ورأت حالة ساره هكذه تكلمت بأستغراب وقالت
-مالك يا ساره شكلك متعصبه اوى
أغلقت عينيها حتى تهدأ ثم نظرت إلى والدتها بضيق وقالت
ساره :ماما انا مش حابه اتجوز بالطريقه دى ليه ارخص من نفسي واروح اعرض نفسي زى البضاعه للى يسوى واللى ميسواش خليها بوقتها وقت ما يجى النصيب هيدق على الباب
نظرت لها نظره مطوله وقالت بتساؤل
-ليه حصل حاجه فى مكتب الخاطبه ضيقتك ولا ايه يا بنتى
صكت على أسنانها بنفاذ صبر وقالت
ساره :ايوه يا ماما عارفه مين العريس اللى كنت رايحه أقابله النهارده
تسألت بأستغراب وقالت
-مين يا ساره
اجابتها بغضب شديد وقالت
ساره :الدكتور الرخم اللى وصلنا النهارده يا ماما بنى أدم قليل الذوق ومعندهوش ريحة الدم
جحظت عيناها بصدمه وقالت بعدم تصديق
-بجد!! ده ايه الصدفه الغريبه دى !؟ بس انا حساها اشاره من عند ربنا أن يحصل ده كله علشان يكون ليكم نصيب مع بعض
تكلمت سريعا وقالت بغضب
ساره :مستحيل ده لو اخر راجل فى الدنيا كلها مش هتجوزه
تنهدت بحزن وقالت بصوت مختنق
-يا بنتى مافيش وقت لكلام ده المرض بياكل فى جسمى وانتى ملكيش حد بعد منى عايزه اطمن عليكى قبل ما اقابل وجه كريم عايزه اوديكى بيت جوزك بنفسي وانا الصراحه ارتحت اوى لدكتور ده شهم وابن حلال والله انا مش عارفه انتى رافضه ليه ايه حصل لكل ده
وضعت يدها على وجهها وقالت بصوت مختنق
ساره :ابوس ايدك بلاش سيرة الموت دى تانى ربنا يجعل يومى قبل يومك، وبعدين مين ده اللى شهم وابن حلال ده سافل وقليل الادب عمل كده علشان حاجه تانيه فى دماغه فاكرنى سهله وهفرح بى على أساس أنه دكتور وشاب ووسيم وعنده عربيه ياخد منى اللى عايزه ويعيش يومين ويرمينى زى الكلبه اصلك مشوفتيش نظراته ليا عامله ازاى واحنا فى العربيه ولا لما كان عايز يركبنى معاه العربيه لوحدنا بحجة أنه عايز يوصلنى اسكتى يا ماما النوعيه دى مش سهله بيبقوا فرحانين بنفسهم ومش فاضين غير أنهم يلعبوا ببنات الناس
حركت رأسها بالرفض وقالت
-لا كلامك مش صح يا ساره لأن لو زى ما بتقولى كده ايه اللى هيخليه يروح يشوف عروسه فى مكتب الخاطبه وحتى لو زى ما انتى بتقولى وجوده فى مكتب الخاطبه بيأكد أنه شاب كويس وعايز الحلال وبيدور على بنت تصونه وتصون عرضه
تكلمت بضيق وقالت بعدم رضا
ساره :يووووه بقى يا ماما أنا رفضه وخلاص ومش هروح مكاتب تانى علشان ادور على عريس أنا هستنى نصيبى يجى لحد عندى
نظرت لها بضيق وقالت
-وهيجى لحد عندك ازاى بس وانتى قاعده فى البيت لا بتروحى ولا بتيجى علشان حد يشوفك اسمعى كلامى يا بنتى ووافقى ربنا يهديكى
حدقة بها بعدم تصديق وقالت
ساره :انتى بتقولى ايه يا ماما مستحيل اوافق على الشخص ده ومتحاوليش علشان ده من سابع المستحيلات
ثم نهضت وقالت بصوت مختنق
-هدخل اغير هدومى علشان اعمل الاكل عن اذنك
وتركتها واتجهت إلى غرفتها
نظرت إلى أثرها بحزن وقالت
-ربنا يهديكى يا بنتى ويصلح حالك وتوافقى على العريس ويفرح قلبى بيكى قادر يا كريم .
.................................................................
مر عدة ايام لم تخرج ساره من المنزل نهائى ولم يستطيع امير الوصول لها حاولة والدته تساعده وقامت بالاتصال بها عدة مرات لكنها لم تجيب عليها وفى ذات يوم استيقظت من نومها واتجهت إلى غرفة والدتها حتى تيقظها ربت على ذراعها وقالت
-ماما اصحى يلا يا حبيبتى ماما يا ماما
لم تجيب عليها نظرت لها بقلق وقالت بصوت مرتعش
-م م ماما يا ماما
تراجعت إلى الخلف بدموع وامسكت الهاتف سريعا تذكرت كلام امير حينما قال لها أنها تظل بالبيت اتصلت بالمشفى وطلبت طبيب يأتى لها البيت أغلقت الخط وجلست بجوار والدتها وامسكت يدها وظلت تربت عليها بدموع وقالت
-ارجوكى يا ماما ردى عليا ابوس ايدك اتمسكى بالحياه علشان خاطرى أنا مقدرش اعيش من غيرك
وضعت رأسها على صدرها وظلت تبكى وبعد وقت دوى جرس الباب نهضت سريعا وركضت إلى الخارج فتحته جحظت عيناها بصدمه وقالت
-انت !!ج ج جاى ليه
دلف إلى الداخل سريعا وقال بصوت جاد
امير :جاى اشوف شغلى على ما اعتقد حضرتك عارفه أن انا دكتور
اومأت رأسها سريعا وقالت بترجى
ساره :ارجوك الحق ماما مش بترد عليا زى المره اللى فاتت بالظبط
وتحركت سريعا امامه وقالت بدموع
-اتفضل ورايا هى هنا فى الاوضه
تحرك خلفها وهو يشكر الظروف على مساعدتها له دلف الغرفه واقترب من والدتها وبدأ يفحصها تحت نظرات ساره الخائفه
اقتربت منه بقدمين مرتعشة وقالت بصوت حزين
-طمنى يا دكتور ماما مالها
نظر لها وقال بتوضيح
امير :سبق وقولتلك أن حالة والدتك متأخره جدا والمرض كل مره بيتحكم فيها اكتر واللى بيحصل ليها ده شئ طبيعى مضاعفات المرض انا اديتها حقنه هتخليها تنام لأن لو فاقت دلوقتى مش هتقدر تستحمل الالم وهكتب ليها عن نوع مسكن اقوى من اللى بتخده علشان مبقاش ينفع معاها دلوقتى
جلست على المقعد ونظرت إلى والدتها بدموع وقالت بترجى
ساره :ابوس ايدك يا دكتور اعمل اى حاجه خليها ترجع كويسه زى الاول ماما لازم تخف انا مليش غيرها ولو حصلها حاجه أنا ممكن اموت وراها ارجوك
نظر لها نظره مطوله ثم انتبه لحاله تنحنح بتوتر وقال
امير :ا ا انا قولتلك أن مرضها خرج عن سيطرتنا كدكاتره كل اللى اقدر اعمله اكتبلها على شوية مسكنات تخدهم حاولى تشبعى منها على قد ما تقدرى كل واحد مننا ليه يوم هينتهى عمره فيه محدش دايم فيها
وضعت يدها على وجهها وظلت تبكى وهى تحرك رأسها برفض كلامه وقالت من بين شهقاتها
ساره :ارجوك متقولش كده ماما هتعيش وهتفرح بيا زى ما نفسها وهتبقى اجمل واحن جده فى الدنيا كلها
شعر بشفقه اتجاهها اقترب إليها وربت على ظهرها وقال
امير :أهدى يا انسه ساره أنا دكتور ولازم اقولك حقيقة مرضها ولازم اهيئك لأن اللى فاضل فى عمرها مش كتير ايام أو أسابيع بالكتير اوى
حركت رأسها بالرفض وتعالت شهقاتها بحزن شديد رافضه ما قاله لها امير
شعر بضيق من بكائها ود أن يأخذها داخل أحضانه حتى تهدأ انتبه لحاله سريعا تكلم بتوتر وقال
امير :ا ا انا لازم أمشى عن اذنك
تحرك بأتجاه الباب سريعا لكنه وقف فاجئه عندما سمع صوت ساره الباكى وهى تقول له
-انا موافقه اتجوزك، لو موافق، نتجوز الايام دى.
........................................................