رواية فراوليكا الفصل الثالث 3 بقلم مريم السيد

 

رواية فراوليكا الفصل الثالث بقلم مريم السيد



-أنتَ أتجننت يا محمد؟ 
جملة تفوهت بيها بصدمة من كلامه، لقيته قاطعني بضيق وقال: 
-طـول عمرك بتفهمي غلط! 
أنا عمري ما حبيتك أكتࢪ من كون صُحاب أو أخوات يا مريم، لأني شايف إنك متستاهليش تكوني علاقة في حياتي وأنا مش ضامن إنك ممكن تكملي معايا، مش عاوز أكون مجرد إكس في حياتك ولا أنتِ تتأذي مني ولا أنا اتأذي منك، أنتِ تستاهلي كل ما هو جميل يا مريم. 
كُنت واقفه تايهه مش فاهمه كلامه، كلامه عميق وفيه ألغاز كتير، بيحبني ولا مبيحبنيش، عاوزني ولا مش عاوزني! 
كمّـل كلامه بتنهيدة وقال: 
-أنـا معاكي يا مريم ببقى مستخصرك فيا، ببقى مستغرب إزاي واحده زيها قادره تسيطر على مشاعر راجل كده!، وإزاي قادره تكون كل حاجه في أي حاجة! 
لما قعد على الـرصيف بتعب وسند بأيديه على ركبته وأنا قعدت جمبه أسمعه: 
- مش عارف أخليكي تكوني ايه في حياتي لدرجة إنّي خايف عليكي مني! 
أنا مش بحبك كحب أي إتنين عشاق... بس عاوزك جَـمبي دايما صوتك يبقى حواليا، عاوزك تكوني معايا، متبعديش، الـمهم إني عاوزك دايما معايا، بس مدخلش علاقه معاكي يا مريم... 
بصلي بنظره توهان فيها كلام كتير: 
-أنتِ فاهماني يا مريم؟ 
طبطبت على كتفه وقلت بأبتسامة: 
-وأنا مقدره إنك خايف عليا، وعلشان من خوفك عليا وخايف نخسر صحوبيتنا فحقك عليا من إني ظنيت فيك ظن وحش لما مسكت إيديا. 
أبتسم بـ حنان وقال: 
-أنا بحب وجودك أوي يا فراوليكا. 

طـول عمري ببعد عن العلاقات الغير مفهومة، ملهاش نهاية من بداية، بس لأول مره أحس بعجز من علاقتي بمحمد!
علاقة غريبة ملهاش بداية من نهاية، معرفش أعمل حدود ولا أبعد، مش فاهمة أنا ايه بالنسبه ليه؟ ولا هو بالنسبه ليا؟ بس اللي متأكده منه إنه وجـوده أحن عليا من الدنيا دي كلها، قادر يهون عليا ويفهمني ويفهم عفويتي، وجوده، كالمـاء المنفس الوحيد للأسماك. 

-"إزيك... 
يارب تكوني بخير يا مريم، أنا عارف إنك متضايقه مني وأنك بقيتي تتجنبيني من آخر موقف زعلتك مني فيه، بس أنتِ عارفه حمودك إزاي بيحب يهزر معاكي وبيحب يهزر معاكي أنتِ بس، انا بعتلك المسج دي علشان بس تراجعي نفسك وتشوفي نفسك في حوار الخـطوبه، وصدقيني هعمل من النجوم عقد لو حابه "
لما شوفت مسج أحـمد مكنتش عـارفة أرد بـ إيه؟ 
ولما كلمت محمد أستغربت لما قالي "جربي تديله فرصه يمكن بيحبك" إستغربت فعلاً من كلامه أوي، رغم إنه كان ضد فكرة حياتي تـكـون مع أحمد. 
-بُص يا أحمد أنا وافقت أقابلك ونتكلم علشان بس عاملة حساب لـ عمتوا. و... 
قاطعني وقال وهو بيغمز بطرف عينيه: 
-عمتك مين بس.. هو إحنا بنحلو ولا أيه؟ 
إتوترت من نظراته ليا، فضلت أفرك في إيديا وهو بيتكلم معايا، وإتوترت أكـتر لما قال: 
-أنـا بصراحة يا مريوم مقدرتش أستوعب حياتي من غير حياتي معاكي، بقى الجمال والدلال والحلاوة دي كلها أستغنى عنها بسهولة كده! 
لما حسيت نفسي برجع أميل ليه ولكلامه قلت بتوتر: 
-أنا محتاجة أمشي، ممكن نمشي من هنا؟ 
هز رأسه بأيجاب ودفع الحساب ومشينا، كنا بنتمشى وكنا ساكتين، وقفت فجأة وقلت: 
-أنا مستعده أكـون معاك... بس بشرط! 
وقف وبصلي أكمل كلامي فقولت: 
-إنّي لو مره حسيت إنك مش بتحبني وأنه ده مجرد إعجاب تقولي. 
بصلي بإندهاش وقال: 
-بس كده؟ 
رددت كلمته وقلت ببساطة: 
-بـس كده! 
قلع الجاكيت بتاعه وحطه على كتفي وقال وإحنا ماشيين: 
-كُل مره ببقى منبهر بيكي! 
بصتله بسخرية وقلت: 
-إللي يشوفك دلوقتي ميشوفش وقت ما كنت بتتريق عليا! 
مسك إيديا وقال بجدية وكإنه بيحاول يوصلي بإنه غلط وندمان: 
-صدقيني يا مريم أنا بقيت ندمان على كُل لحظة حسيت فيها إنّي بستفردك ولا أني معرفتش أقدرك ولا أحافظ عليكي، عارف إني واحد صايع وكمان تلاقيني علطول زي العيل الروش بهزر مع ده وأضحك مع دي وتلاقيني مع الكل داخل في أي حاجه، عـارف إني مش الإنسان المناسب ولا الكامل ليكي، بس أنا ملقتش حد يقدر يخليني مناسب غيرك، أنتِ الوحيده يا مريوم قادره تخليني أشوف حقيقتي معاكي! 

معـرفش لي وقتها حسيت إنه أحمد كان بيتكلم بصدق، كان عنده حق في كل كلمه بيقولها، نظراته ولمسة إيديه المفاجئة إللي أستغربت لما لقيته مسكني، أستغربت إزاي قادر يسيطر عليا كليا رغم مخاوفي ناحيته، ورغم عدم إنجذابي ليه زي الأول، بس ليه لسه بحس بالحنيه والشوق ليه؟! 

غـريبة الحـياة، توهمك على إنه ليس بحبٍّ، وثمّ تجعلك تقعُ في فخّ الحُب والعُشاق، غريبة الحياة بعلاقتي مع حبيبي، هل هو بحبيبٍ أم هذا وهم العقل لـقلبي!! 

-مـش مصدق بـجد إنّك طلبتي كتب كتاب مش خطوبة! 
قـلت بإبتسامة: 
-عـلشان في كُل خطوة أكون معاك فيها ف الحلال مش نعمل حاجه غلط! 
لما كنا بنتكلم أتصدمت لما لقيت "محمد" واقف مع والدتي وجدته وبيتكلموا، كانت نظراته كلها عليا، أتوترت فـ قولت لـ أأحمد: 
-أحمد تحب تاكل؟ 
ققال بأبتسامة: 
-لي لأ؟ 

قومت دخلت المطبخ وغرفت أكل لأحمد، رميت الملعقة من إيدي لما حسيت بهمس عـند ودني : 
-معقولة بتحبيه لدرجة يخليكي تطلبي كتب كتاب علطول! 
كنت لسه هبعد بس مسكته لكتفي سيطرت عليا، صوته هز جسدي لما قال: 
-مـعقول هتضحي بصحبتك بيا علـشان أكتر بني آدم أستهزأ بيكي! 
بعدت عنه وانا بحاول أجمع قوتي وقلت بجمود: 
-المـره الجايه خد بالك من تصرفاتك يا محمد، وأفتكر إنه كلها إسبوعين وهبقى حرم أحمد النوبي، فأياك تقرب مني. 
قربت منه وهمست بنفس نبرته المغروره: 
-هو حاول يغير من نفسه علشاني، وأنتَ ضحيت بيا علشان غرورك! 

سبته وخرجت لـ أحمد بالطبق ومديته ليه، لما شافني داخله رمى السيجارة سريعًا وقال: 
-صدقيني نسيت نفسي! 
ضحكت وقعدت قصاده في البلكونه وقلت: 
-أأنا مستغرباك أوي يا أحمد! 
رفع حاجبي وحط إيديه على جيوبه وقال: 
-وست مريومتي مستغرباني ليه؟ 
إبتسمت بتلقائيه وقلت: 
-يـعني.. اللي يشوفك زمان من كام شهر كده ميشوفكش دلوقتي وأنتَ بتحاول ترضيني بكل الطرق، كتب وبتقرأ علشاني، وسجاير بتحاول تبطلها، حتى لبسك والبناطيل المقطعه بقيت تمنعها ولبسك بقى كاجوال ومتغير عن إستايلك الشعبي، بقيت مستغربه طريقتك الحنينه واللي بقيت عبارة عن كلام كله مفهوم وليه القيمه، حتى الأستوريز بتاعك عباره عن عبارات لغة عربيه وفيديوهات دينيه، حتى البنات عملت ليهم "un follow" كُل حاجه فيك أتغيرت ١٨٠ درجه لدرجه قـربت أحب... 
سكت لما حسيت إني سرحت جامد في الكلام، قعد قصادي وقال بهدوء: 
-كملي ... لدرجة إنك قربتي تحبيني مش كده؟ 

-"تـحب مين يا عبيط أنتَ مريم محبتش غيري!" 

"تُرى أنّ الحياة تارةً تفاجئك، وتارةً تهديك، الأهم من ذلك، في الحالتين تؤذيك" 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1