رواية نبض القلوب الفصل الثالث 3 بقلم ايه طه

 

 

رواية نبض القلوب الفصل الثالث بقلم ايه طه


في الكلية..

ليلى كانت قاعدة في الكافيتيريا، مشغولة بكتابة ملاحظات المحاضرة، لكن عقلها كان في حتة تانية خالص. كلام آدم من إمبارح ما زال بيدور في دماغها، وإنه بيشوف العلاقة بينهم كأنها "تحدي"، وده كان بيخليها تفكر إنها لازم توريه إنها مش سهلة.

وهي غرقانة في أفكارها، فجأة سمعت صوت مألوف جدًا، الصوت اللي بقى مصدر استفزازها اليومي:

"مش شايفة إنكي بتفكري بتركيز شديد؟ ياترى في إيه؟"

رفعت رأسها بسرعة، لقت آدم واقف قدامها بابتسامته المتعجرفة اللي بقت ترفع ضغطها. لفت دفتر الملاحظات بسرعة، وبصت له ببرود:

"أهو في حد لما يبقى عنده وقت فراغ بيقرر يجي يضايق الناس."

آدم ضحك وهو بيحط إيده في جيبه، وقعد على الكرسي اللي قدامها بكل هدوء:

"بالعكس، أنا بحب أتأكد إن طالبة من طالباتي المتميزات مش بتهدر وقتها في أفكار مشتتة."

ليلى رفعت حاجبها وقالت بسخرية:

"آه طبعًا، وأنا اللي كنت فاكراك بتعمل ده بدافع التسلية."

آدم مال بجسمه شويه لقدام وقال بنبرة هادية لكن مستفزة:

"ممكن نقول تسلية بنكهة تربوية."

ليلى زفرت بضيق، وبصت له بحدة:

"بجد؟ إنت حابب تعيش دور المُرشد الروحي بتاعي؟"

آدم هز كتافه وقال ببساطة:

"مش بالظبط، بس حابب أشوف إنتي لحد فين هتقدري تفضلي مصرة على إنك تفضلي زي ما إنتي، من غير أي تغيير."

ليلى ضحكت بسخرية وقالت:

"وإيه اللي يزعجك في إني أكون أنا؟"

آدم ابتسم وهو بيحرك الكوب قدامه:

"مش مزعجني، بالعكس.. ملفت للنظر جدًا."

ليلى اتفاجئت من كلمته، بس حاولت تخفي رد فعلها، فقامت بسرعة وهي بتلم حاجاتها:

"معلش، عندي محاضرة، مش فاضية للتحليلات النفسية بتاعتك."

آدم بص لها وهو بيرفع حاجبه:

"هروب؟"

ليلى لفت له وقالت بثقة:

"لا، تركيز على الأولويات.. وأنت مش واحدة منهم."

آدم ابتسم وقال بهدوء:

"لسه هنشوف."

في المستشفى..

نيرمين كانت مستنية يوسف يخلص جولته اليومية، وهي قاعدة في الاستراحة. أول ما خرج من غرفة المرضى، راح لمكتبه وهي لحقت وراه بسرعة.

"دكتور يوسف، ممكن دقيقة؟"

يوسف بص لها وهو بيفتح الباب:

"خير يا نيرمين؟"

نيرمين دخلت بعده، وقعدت قدامه وهي ماسكة ملف، بس كان واضح إنها مش جايه بسبب الملف.

"أنا بس كنت عايزة أفهم حاجة.."

يوسف رفع عينه من الورق اللي كان بيقلب فيه:

"إيه هي؟"

نيرمين خدت نفس وقالت:

"ليه بتحاول دايمًا تحط بينك وبين الناس حاجز؟"

يوسف سكت لحظة، بعدين رجع نظره للورق وقال ببرود:

"أنا مش بحط حواجز، بس ببقى واضح، شغلي هو أولويتي، ومش بحب أخلط الأمور."

نيرمين ابتسمت وقالت بهدوء:

"طب إنت عمرك ما فكرت إن يمكن يكون في ناس حواليك مش بيحاولوا يخلطوا الأمور، بس عايزين يفهموك أكتر؟"

يوسف رفع عينه لها، كان في حاجة في كلامها خلته يسكت لحظة، لكنه قال بعد كده:

"أنا مقدر اهتمامك، بس بفضل أبعد عن الحوارات دي."

نيرمين ابتسمت وقالت:

"ماشي.. بس الحياة مش كلها شغل، دكتور يوسف."

يوسف ما ردش، بس فضل سكت وهو حاسس لأول مرة إنه مفيش رد جاهز عنده.

في بيت ليلى..

ليلى كانت قاعدة في أوضتها، بتذاكر، لكن عقلها كان مشغول بحاجة تانية.. بكلام آدم، وبنظراته اللي كانت بتحسسها إنه بيقرأ أفكارها.

يوسف دخل عليها فجأة وقال بجدية:

"ممكن أفهم إيه اللي بينك وبين آدم؟"

ليلى اتخضت شوية، وبعدين رفعت حاجبها:

"هو إنتو ناويين تخلوا حياتي كلها آدم؟"

يوسف قعد على الكرسي قدامها وقال بجدية أكتر:

"أنا بتكلم جد، آدم مش أي حد، وعقليته معقدة، مش سهل تفهميه."

ليلى ضحكت وقالت بسخرية:

"آه طبعًا، شكله مزيج من شارلوك هولمز وأينشتاين."

يوسف تنهد وقال:

"أنا بقولك كده علشان إنتي أختي، مش عايزك تدخلي في دوامة مالهاش نهاية."

ليلى بصت له وقالت بهدوء:

"يوسف، أنا مش داخلة في أي حاجة، هو بس بيحب يستفزني، وأنا مش هسيبله الفرصة."

يوسف بص لها شوية، وبعدين قال وهو بيقف:

"أتمنى تكوني متأكدة من ده."

ليلى بصت له وهي مش عارفة ليه حست إن كلامه فيه تحذير مش بس مجرد نصيحة.

في مكتب آدم..

آدم كان قاعد في مكتبه في شركة والده، بيقلب في بعض الملفات، لما دخل والده فجأة وقال بحدة:

"لحد إمتى ناوي تعيش حياتك في التدريس بدل ما تمسك الشغل معايا هنا؟"

آدم زفر بضيق وقال:

"بابا، ناقشنا الموضوع ده مليون مرة، التدريس مش مجرد شغل بالنسبة لي."

والده بص له وقال بحدة:

"بس مش مستقبلك، الشركة دي محتاجاك، وإنت عارف إن مش هفضل ماسك كل حاجة لوحدي للأبد."

آدم حط القلم اللي كان ماسكه وقال بهدوء:

"أنا بحاول ألاقي طريقي بطريقتي الخاصة.وكمان بساعد حضرتك بالشغل هنا اهو "

والده بص له وقال:

"أرجوك،يا آدم، فكر كويس، لأن في وقت معين، هتضطر تختار."

آدم بص له، وهو عارف إنه مهما حاول يهرب من القرار ده، في يوم هييجي وهيكون مضطر يواجهه. 

في بيت ليلى..

بعد ما يوسف خرج من أوضتها، ليلى سابت الكتب وقامت وقفت عند الشباك، تحاول تستوعب اللي بيحصل في حياتها. ليه فجأة بقى كل حاجة معقدة؟ من ناحية آدم واستفزازاته المستمرة، ومن ناحية تانية يوسف ونظرته التحذيرية. حست إنها في معركة مش فاهمة هي بدأت إمتى، ولا إزاي لقت نفسها وسطها.

وهي سارحة، موبايلها رن، بصت في الشاشة، لقت رقم غريب. ترد ولا لأ؟ بعد تردد، قررت ترد:

"ألو؟"

جالها صوت هادي لكن مستفز:

"بتفكري فيا، مش كده؟"

ليلى شدت حواجبها وقالت بحدة:

"إنت مين؟"

آدم ضحك بخفة وقال:

"إنتي عارفة أنا مين، وليه بتتصنعي المفاجأة؟"

ليلى زفرت بضيق وقالت:

"إنت بجد مريض! إزاي جبت رقمي؟"

آدم:
"ما هو أنا مش معيد عندكم وخلاص، عندي وسائل كتير أجيب بيها المعلومات اللي عايزها."

ليلى شدت نفسها وقالت بحدة:

"طب ومين اللي قالك إني عايزاك تتصل بيا؟"

آدم رد بهدوء مستفز أكتر:

"ماقولتش إنك عايزة، بس برضو ما قفلتيش السكة، معناه إن عندك فضول تسمعيني."

ليلى ضغطت على الموبايل بعصبية وقالت:

"أنا مش فاضية للحاجات دي."

آدم:
"ولا حتى لو قلت لك إني ممكن أساعدك تخرجي من كل الضغوط اللي حواليك؟"

ليلى ضحكت بسخرية:

"إنت آخر حد ممكن يساعدني، وبطل تتعامل معايا كأنك بتدرسني كحالة نفسية."

آدم ضحك وقال:

"طب ماشي، خليكي كده، بس خلي بالك، فيه حاجات بتحصل مش دايمًا بنبقى فاهمينها وقتها، بس بنفهمها بعدين.. لما بيكون فات الأوان."

قبل ما ترد، آدم قفل المكالمة، وسبها واقفة وهي ماسكة الموبايل بقوة، مش عارفة ليه كلماته سابت تأثير غريب جواها.

في المستشفى..

يوسف كان قاعد في مكتبه، بيحاول يركز في تقرير حالة، لكن باله كان مشغول.. مشغول بليلى وآدم، وبنيرمين وكلامها عن إنه لازم يفتح قلبه للحياة شوية. كان عارف إنها عندها حق، لكن هل هو مستعد فعلًا؟ ولا الخوف اللي جواه لسه مسيطر عليه؟

نيرمين:
"دكتور يوسف، معاك مريضة محتاجة استشارة ضرورية."

يوسف رفع رأسه بسرعة، ورجع يلبس قناع الجدية، وخرج بدون تردد، وهو بيقنع نفسه إن الشغل دايمًا هو الحل.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1