![]() |
رواية قطرات الفصل الثالث بقلم مي محسن
اللهم اهدنا الصراط المستقيم
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
الفصل الثالث
هرولت سلمى إليه دقائق وخرجت متعثرة الخطوات، الفزع جلي في وجهها، تكتم بيدها فمها، أخذت حقيبة اللاب توب فارغة وعادت للمكتب قليلاً ثم خرجت والحقيبة منتفخة. وضعتها بدولاب الملفات وأوصدته بالمفتاح.
يجلس أمجد في مكتب الضابط ويده مكبلة بالأغلال الحديدية.
أمجد: حين دلفت مكتبه كان زفر نفسه الأخير بالحياة. أقسم لك لم أكن أنا.
المحامي: ولِمَ ذهبت إليه؟!
أمجد: كنت غاضبًا منه وأريد أخذ حقوقي كاملة بعد أن فصلني وحرمني منها. برغم ظلمه لي، إلا أنني حزين لوفاته بهذا الشكل.
المحامي: لا يوجد مخرج لك. تهديدك له ألصق بك التهمة.
استدعى الضابط سلمى، أمرها بفتح الخزانة وإخراج الحقيبة.
اختل توازنها، كادت أن يغشي عليها، ولكن لا مفر من تنفيذ أوامره. أخرجت الحقيبة، مكدسة بالنقود وبعض الأوراق. حين سألها عنهم تلعثمت.
سلمى: هؤلاء نقودي، حقي... تعويض عن وعده لي بالزواج.
الضابط: قتلته لنكس وعده بالزواج منك، أنتِ رهن الاعتقال.
سلمى: لا... لا، لم أقتله. حين دلفت عليه كان ميتًا.
بعد أن عرفت أسهمان علاقتنا، طلبت منه الطلاق أو طردي، فخفت كثيرًا. ذهبت معه لتناول الغداء وأخبرته بما يريد أن يحدث منذ سنوات. أحمل طفله بين أحشائي، لم يصدق حتى أريته نتيجة التحاليل.
أخرجت التحاليل من حقيبة يدها، تجاهد لتوقف دموعها حتى يتسنى لها الحديث.
سلمى: أعطاني هذا الشيك لتحضر فستان الزفاف، كما وعدني بشراء فيلا كبيرة لي. حين دلفت إليه وجدته غارقًا في دمائه. لم أعرف ماذا أفعل، فأخذت هؤلاء النقود كي لا ألجأ لأحد حتى أضع مولودًا سالماً... لم أعرف ماذا أفعل. معدتي مقلوبة، رأسي على عقب. ذهبت للحمام لأفرغها، وحين عدت كان أمجد يخرج من المكتب مفزوعًا، يصرخ ويطلب النجدة. إنه مجدي من فعلها.
ذهب الضابط لبيت عزيز وقابل السيدة أسهمان وسألها عن مجدي.
أسهمان: توفي والده بأزمة قلبية بعد مشاجرة دارت بينهما. ومنذ ذلك الحين وهو يبدد كل نقوده على المخدرات.
الضابط: لِمَ لم تقومون بعلاجه؟!
أسهمان: حاولنا معه كثيرًا، وكل مرة يهرب من المصحة. فاضطر عزيز لإيقاف كارت الفيزا خاصته. فتلك النقود لم تأتِ وحدها، بل نتاج مجهود عمر عزيز وأخيه، ولن يسمح بإهدارها في المخدرات.
---