رواية ابتسامة الشيطان الفصل الثالث 3 بقلم اسماء ندا

  


 رواية ابتسامة الشيطان الفصل الثالث بقلم اسماء ندا



استدارت تنظر  الى المتحدث وكان هو نفس الشخص الذي كان معها فى المصعد، يجلس على احدى الكراسي ويرفع قدميه فوق مقعد آخر، يخفى وجهه بقبعة قطنية وهو يستند برأسه للخلف، يحرك بين اصابعه  سلسلة ذهبية صغيرة واليد الاخرى يضعها مفروده على احدى قدميه ويبرز منها العروق ، بينما يقف جميع من بالغرفة ولولا أن من على الفراش مصاب كانت اعتقدت انه يجب عليه أن يقف ايضا ، لكنها لم تهتم بحديثه و قالت بلهجة ساخرة 

"عذرا ، هل انت الطبيب المعالج الذي يكتب التقرير او انا ، يجب عليك  أعطائى سببا مقنعا لأفعل ما تطلب، او تتركني أمارس مهنتي "

نزع القبعة من فوق وجهه و هو يعتدل فى الحركة وتبسم نصف ابتسامه قد كانت أسنانه تصدر اصواتا من قوة احتكاكها ببعض ثم  قال

"جيدا ، اكتبى له خروج وانه بكامل ذاكرته و تحملى عودته جثة هامدة فيما لا يقل عن ساعات من خروجه"

صمتت الفتاة قليلا ثم قالت 

" اقنعتنى بهذا السبب لكن كم من الوقت سوف تستطيع إبقاء المريض هنا، هل لحين القبض على المجرم الذي أطلق النار، هذا من الممكن أن يأخذ سنوات "

صدح صوت ضحكات مكتومة ثم همس احدهم بعد ان جلس بجوار المريض على الفراش 

"هذا إن كان لا زال حي من الأساس" 

اجابه بالتأكيد شخصا  دخل من باب الغرفة

"بالطبع حي، و اعتقد انه اوصل تحيات  لوسيفر الى من ارسله" 

رددت الطبيبة بصوت خافت "لوسيفر "

قطع صوتها همسات بالقرب من اذنها بصوت الشخص الذي كان جالسا بأريحية منذ لحظات 

" اجل،  انا هو لوسيفر، تذكرى هذا الاسم جيدا يا صغيرتى، يمكنك الآن كتابة تقريرك  والسماح له بالمغادرة " 

لم يعطيها فرصة للرد ثم ابتعد متوجها عند الباب وقبل ان يخرج التفت ونظر الى المصاب قائلا بشكل امر 

"انهض يكفيك كسلا، لديك مهام للعمل، وانت دايمون احرص على وصوله للقصر ءامنا، كوبر تعال"

ثم خرج من الغرفة يتبعه الشخص الذي كان بالكاد قد وصل، و الباقى تحركوا لمساعدة المصاب للخروج ما عدا شخص واحد وقف امام الطبيبة وهو يمد يده بشكل ودى  ثم قال 

"أسمي  لويس وشهرتى دايمون  ، هل نذهب لإنهاء الأوراق لخروج المصاب" 

مدة الفتاة يدها مصافحة يده قائلة " اسمي  اسلين ولا شهرة لدى، ويمكنك أخذ هذا التقرير للحسابات  والانصراف "

ثم تحركت بانسيابية من جوارة وهى تشعر بعينية تتابعها، ثم صوت همس (سأدعوك زهرة التوليب ) استدارت ناظرة له وهو يضع يده خلف رقبته ويفرقها مبتسما بشكل ماكر، فرفعت احدى حاجبها ثم خرجت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا ولكنها لم تبتعد كثيرا ،لذلك سمعت أحدهم يقول

 "لا تورط  نفسك  مع لوسيفر أن علم  بنظراتك هذه سوف يقتلع عينيك "

ثم تبع الكلام اصوات ضحكات مجموعة الرجال لهذا تبسمت الطبيبة فى نفسها و عادت الى عملها وشئ واحد يشغل عقلها، أين رأت تلك العيون ؟ عيون ليس الكثير يمتلكها بل نادرا جدا من يكون له  هذا اللون للعين ، لون على الرغم من جماله لكنه يدب الرعب فى قلوب من ينظر لهم، هذا اللون الرمادى الأقرب للفضه ، اين رايته ؟ ومتى ؟ وهذه الابتسامة رايتها سابقا، من هو هذا الشخص  ولماذا يلقب ب لوسيفر هذا اسم اسوء شيطان خلق.  

هكذا ظل عقلى يعيد الاسئله مرارا وتكرارا طوال اليوم ، وعند عودتى الى المنزل لا اعلم لماذا تذكرت يوم مقتل والدي،نفس اليوم  الذى أتيت إلى منزل عمتى قبل ان نتقل الى هنا، حيث كانت عمتى تقطن هى وزوجها فى حي قريب من منزل ابى  ولم يكن لديهم أبناء غير فتاه واحدة وقد اختفت لفترة ثم وجدوها مقتولة ومنزوعة الأعضاء.

ذلك اليوم بعد ان نقرت  على باب الشقه، كنت فى قمة الارهاق البدنى والذهنى و ملابسي مملوءة بآثار دماء ابى، كما كانت  تسقط مني  مياه الأمطار مختلطة باللون الاحمر للدماء وامسك بيدى هذا الصندوق الحديدي صغير الحجم، لم أكن وقتها  أستطيع التحدث، وما ان فتحت عمتى الباب حتى سقط واحتضنني الظلام، عندما استيقظت كانت عمتى جالسة بجواري تهمس بكلمات وترددها مرارا 

(سوف يمر كل شئ صغيرتي،  سوف تتحسن الأمور  )

 سألتها بالاشارة ولكنها لم تفهمنى لهذا احضرت ورقة وقلم لى كى أكتب وبالفعل كتبت 
 (لماذا قاموا بذلك ؟لماذا أخذوا امى ؟  هل سوف يقتلوها مثل ابى ؟ )  

همست لى 
(لا اعتقد هذا ولكن عليك من الان ان تتذكري ان اسمك اصبح أسلين ولا تذكرى لاحد ابدا اسمك الحقيقي كى لا يخطفونك صغيرتي ) 

صمت وأنا اضع رأسي على الوسادة مرة أخرى  واغمض عينى مرة اخرى باكية واردد بعقلي هذا الاسم الذي تردد من ابى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة (أرس ريمور) هززت راسي احاول نفض هذه الذكرى ثم دلفت الى المرحاض و وقفت  أسفل الماء البارد كي احاول اخفاء دموعي  الهاطلة من عينى، وبعد نصف ساعة خرجت وامسكت الصندوق الصغير أداعب بيدي القلادة، وامسكت صورة كانت تجمعنى بابي وامي وعمتي وزوجها الذين فارقوا الحياة بحادث سيارة بعد أن صدمهم شخص مجهول الهوية، ثم   أخذت حبة من الدواء المهدئ حتى لفنى الظلام  وذهبت فى نوم عميق مثل كل ليلة تطاردنى ذكريات ذلك اليوم . 

نفس الليلة داخل القصر 

يجلس  اريس ريمور  فى غرفة المكتب الضخمة بتلك الملامح المظلمة، وهو ينقر  بأصابع يده اليمنى فوق  سطح المكتب، يدخن غليونه باليد الأخرى، وعينيه مرتكزه على وجه ابنه فيكتور الذي يجلس بأريحية على الأريكة المقابلة  للمكتب وهو يرفع قدمه أمامه على الطاولة، كما يجلس بجواره دايمون  و كوبر، وقد ساد الصمت بينهم لمدة ليست بقليلة، ولكن قطع الصمت صوت الأب وهو يقول بغضب 

"الم أنهاك عن التعرض لعائلة مرفي، الم يكفى ما فعلت لعائلة ايفرا ، ألم احذر على الأقل من أجل أعمالنا المشتركة" 

قال فيكتور " اجل انت فعلت هذا، لكن  لن اهتم باى من الاعمال اذا اقترب احد من عائلتى، لن اكرر خطأك بالتراخى من اجل الاعمال وتكون النتيجة موت أمى وأختى، ولا احد استطاع او يستطيع أن يلوم على بما فعلته مع سلالة ايفرا كلها "

قال اريس " أعتقد أنني قلت لك ان  كنت يومها رجلا يعتمد عليه و يتحمل المسؤولية ويحمل السلاح  كنت استطعت حمايتهم ولكن تدليل والدتك لك وقتها .. "

قاطعه صوت فيكتور الغاضب والذي اصبح اشبه بصوت الرعد    

"لا تلقى ذنبك انت على انا ، فلولا تراخيك من أجل أعمالك  القذرة، لم يكن ليصبح بينكم خائن، ينقل المعلومات ليسمح من العائلة المنافسة لك بسرقة بضاعتك  ثم الهجوم على بيتك وقتلهم، انها اعمالك انت وليس ذنبي"

قال اريس " لقد انهيت  انا على  عائلة هذا  الخائن وجففت نسله، وقمت انت بعدها  بإبادة العائلة المنافسة، هل تريد  ان اذكرك كيف فعلتها، وكم انا فخور بك، ولكن …"

بصوت قد رج القصر بأكمله صاح فيكتور " بعد ماذا، بعد ان ماتت امى واختى الصغرى، وماذا فعلت أنت أيضا  تزوجت من ارملة الخائن "

قال اريس " تبا،  انها ابنة الرئيس الأكبر، و زواجى منها  لإيقاف الحرب التى اندلعت بموت كابوا عائلة اكسايد "

قال دايمون "من قتل الكابو"

نهض ارس وألقى كل ما فوق المكتب  وهو يصيح بهم 

"لقد اتحدتم سويا الان ضدي، إذا ارنى ماذا سوف تفعل فى عملية تمرير صفقة الطائرات  من روسيا الى …."

قطع حديثه فيكتور وهو يخرج من باب الغرفة،بعد ان هشم كل ما هو زجاج فى نوبة غضب 

"لقد مرت واستلمها الطرف الاخر وبشكل قانونى، كما  ايضا مر داخل خزانتها  أطنان من  مخدر (.......) وانت مشغول بمراضاة عائلة مورفي، تذكر لقد صنعت منى بعد موت امى وصغيرتى الجميلة  الشيطان  لوسيفر، إذا لا تتشكى عندما فقط ابتسم وأظهر أنيابي لأحد اى ان كان  من يكون، وبالنسبة  لعائلة مورفي ڤان لم يلزموا أوامري فسوف تكون نهايتهم شبيه بنهاية إيفرا"

خرج فيكتور من المكتب بل من القصر بأكمله، بالطبع تبعاه الثنائى الذين لا يفارقونه إلا لتنفيذ أوامره، توجه إلى ضافة نهر التيبر ثم أوقف سيارته بجوار المقاعد المرصوصة على ضفاف النهر، لا يشغل تفكيره سوى كلمات  فلاديمير عندما هاتفه قبل اجتماعه بوالده بقليل 

"سوف يحدث الأمر فجرا، اى بعد عدة ساعات سوف ينتحل أحدهم شخصية متسول ويجلس فى طريقها الى الحافلة وما ان تقترب سوف يتظاهر بألم الجوع  وينشدها كي تطعمه او تعطيه بعض المال وما ان تقترب سوف يلقى على وجهها مادة مخدرة"

ولقد أعطاه التعليمات ان يتركهم ينفذوا ويتبعهم كى يعلم باى مكان سوف يتم أخذها وأى العائلات، التى سوف تتجرأ وتعصى أوامره، و سوف  ينتظر مكالمة اخرى يخبره  بالمكان، وبنفس الوقت كان قد جهز مجموعة من الرجال تحت قيادة كوبر للانطلاق  لحمايتها ثم ارجعها الى منزلها قبل أن تفيق، وسوف يقوم بنفس الوقت بإبادة من تجرأوا على مواجهة لوسيفر.

الوقت كان يمر عليه مثل خطوات السلحفاة، يضيق صدرة وتضيع  كل ذرة بداخله  فى ظلمات الغضب مع تخيلات عقله بما سوف تمر به صغيرته كما يدعوها، اقترب ظهور أول خيوط الصباح، اغمض عينيه بعد أن وضع سماعة الهاتف فى أذنه وبدأ يستمع الى صوت فلاديمير الذي اتضح بعد أن فتح  الهاتف 

"لقد غادرت الآن المستشفى وبصحبتها ثلاث ممرضات، لكنها ودعتهم ثم اتجهت الى شارع جانبى كى تختصر الطريق للوصول الى موقف الحافلات، ينتظرها  فى منتصف هذا الشارع  رجال ادريان  و الكسندر و أندريا، اثنان داخل الشارع أما الستة الآخرين ينتظرون داخل سيارتين للدفع الرباعى،على رأس الشارع، اقتربت من المتسول بعد ان اخرجت بعض المال، امسك يدها جاذبا إياها ونهض الاخر ووضع منديلا مخدرا على أنفها، انها تقاومهم بشدة و استطاعت الافلات منهم بعد أن قامت بضرب الاثنين، لقد استفادت من  دروس الدفاع عن النفس حقا، لقد وصلت الى نهاية الطريق ولكنها بدأت تترنح يمينا ويسارا، توقفت سيارة سمراء وهبط منها اثنان وقبل أن تسقط أرضا أمسكوا بها  ثم دفعوها داخل السيارة فى الحقيبة الخلفية، ولحق الاثنان الذين كانوا بالشارع ب السيارة الاخرى، ثم انطلقوا جميعا، وانا خلفهم اعتقد انهم يتجهون الى شارع (......) الرئيسي ومنه الى الطريق المفتوح…"

قاطع حديثه صوت فيكتور 

"ما ان ترى كوبر تبتعد وتختفى لمدة أسبوعين من روما، ستجد فى المطار الرئيسى تذكرة وأوراق لقضاء عطلة مؤرخة بتاريخ قديم من شهر "

ثم اغلق الهاتف واشار الى كوبر الذى كان يستمع هو و دايمون للمحادثة ايضا، اسرع  دايمون بالخروج من السيارة ثم وقف بجوار فيكتور و انطلق كوبر مبتعدا . بعد ان قام بوضع الهاتف على كاميرا الفيديو كى يستطيع فيكتور رؤية وسماع  ما يحدث ثم قام بتثبيت الهاتف عند مرايا السيارة الداخلية. 

أثناء متابعة كوبر  المجموعة التي اختطفت الفتاة، توجه فيكتور ومعه دايمون الى مقر تجمع رؤساء العصابات الصغيرة.

كانت الشمس  بدأت تظهر بخجل، وأسفل  إحدى البارات الكبرى حيث المكان السري لتجمع رؤساء العصابات الصغيرة، والتى تعمل او تحاول ان تعمل فى الخفاء بعيد عن عين أسر المافيا الكبيرة  وهم بالاساس قد انشأوا للعمل فى تجارة الرقيق والأعضاء البشرية  تحت الرعاية المبطنة لاسرة مورفي، وعلى الرغم من معرفة ارس بنشاطاتهم ومعرفته ب الداعم لهم، ادعى عدم معرفته مقابل جزية يتم دفعها او تدريب وإرسال بعض الفتيات  للعمل فى النوادى الخاصة  التى يمتلكها، قال أحد المتواجدين 

"أن لوسيفر لن يهدأ قبل ان ينهى علينا جميعا ويوقف أعمالنا داخل روما "

قال شخص آخر " لقد استمعنا الى كابو عائلة مورفي  وقمنا بمهاجمة فرع من فروع شركات عائلة ارس وقد أصيب أحد أفراد العائلة،  كنوع من التهديد ولكن كانت النتيجة موت العديد من رجالنا غير اختفاء قائد عصابة  لافورد  والذي انتهى به الحال جسد بدون جلد مبتور الأعضاء التناسلية  مع نزع كلية ونصف كبد وعين"

أجاب الشخص لأول مرة أخرى " هذه المرة  ان لم يكن موت لوسيفر نفسه فلن يكون لنا مكان فى أراضي روما "

صوت شخص آخر من الجالسين بشكل تعجب  " لا يوجد حل آخر عن قتل لوسيفر! هل جننت كيف تقتل الشيطان؟  اتعلم ان لم تنجح  فى قتله ماذا سيحدث لك، بل ماذا سيحدث لنا جميعا "

اجاب مرة اخرة الشخص الأول " سوف انجح وسترى، بل سوف ترون جميعا"

ثم نهض لكي يخرج من  الباب الخلفى، لكن صوت أتى من خلفه، صوت لم يخطئ احد ابدا معرفته، صوت يهز القلوب رعبا 

"هل تجيد لعبة المتاهة بين الغابات" 

استدار الرجل بوجه قد غطى الفزع ملامحة وهو ينطق الاسم بشكل متقطع من الرعب 

"ل. ،  ل.  ،  لوسيفر "

لم يجب عليه بل لم ينطق بحرف آخر ، فقط نظرات عينيه كانت تكفى لتجميد الدماء فى عروق جميع المتواجدين ومع ابتسامة 
لم تصل لعينية بدأ دايمون ورجالة بالهجوم على جميع من بالمكان و إفقاد الجميع  الوعى ثم نقلهم الى مكان مجهول . 

بالمزامنة مع تحركات فيكتور استطاع كوبر الوصول إلى المكان الذى وضعت به الفتاة، وقام باقتحامه وقتل واصابة العديد منهم  ثم أخذ الفتاة و  ارجاعها الى شقتها التى كان ينتظر بها فيكتور بعد أن ترك دايمون،  صرف كوبر الرجال الذين كانوا معه وجلس بالسيارة ينتظر فيكتور . 

كان فيكتور يجلس  بجوارها على الفراش بعد أن دثرها جيدا بالغطاء، ينظر إليها ويتذكر ملامح اخته الصغيرة،التى ماتت أمام عينه، ثم يرى ملامحها هى عندما كانت ترتعد خوفا فى ذلك الممر خلف المدفئة، بعد قليل من الوقت لمح أنها بدأت تفوق فهمس بجانب أذنها ( لا تخافي صغيرتي لن يستطيع أحد إيذائك) ثم تسلل خارجا من المنزل.  

بضع دقائق مرت وكان انطلق كوبر، وانطلق خلفه جيش من رجال فيكتور المدججون بالسلاح، متوجها إلى مقر مخازن شركة عائلة مورفى الموجود عند ميناء نهر تيير من الجهة الاخرى بعيدا جدا عن مقر شركته، حيث كان يجتمع كبار رجال العائلة، لمواكبة تحميل شحنة خمور على سفينة خاصة، وبالطبع مخبأ بها العديد من الممنوعات التي تساوي الملايين  من الأموال، التف فيكتور برجاله بخفة حول المخازن وفى نفس الوقت كان دايمون على بعد مسافة ليست ببعيدة عن السفينة  فى قارب متوسط الحجم ومعه مجموعة من الغواصين الذين باشارة واحده منه قفزوا إلى الماء لتثبيت قنابل فى جسد سفينة الشحن التي يمتلكها عائلة مورفي، تزامنا مع هجوم لوسيفر ورجالة على من كان متواجد فى المخازن يشغلهم فى متاهة الدفاع عن أنفسهم، حتى لا يشعر أحد بما يحدث أسفل سفينة الشحن، بعد دقائق عاد الغواصين إلى المركب، فاعطى دايمون الاشارة ل كوبر ثم انسحب بالمركب بعيدا جدا.

اقترب كوبر من لوسيفر وهمس له أن الأمر قد تم، وبالحال اعطى لوسيفر اشارة بالتراجع لرجاله وانسحب من مهاجمة المخازن، دقائق اخرى بعد ابتعاده وظن رجال عائلة مورفيه انهم انتصروا فى التصدى لرجال لوسيفر، و وقفوا يحتفلون ويتوعدون بالانتقام، بدأت أصوات الانفجارات تهز الميناء، وتدمرة السفينة التى اشتعلت النيران لسرعت  تفاعل الخمر مع نيران الانفجار، حتى غرق ما تبقى من حطام السفينة أمام أعينهم.

بعد مرور بضع ساعات قبل وقت الظهيرة بقليل عند  المبنى المركزى  للشركات  الاقتصادية التابعة ل  ارس ريمور ، تداهم الشرطة المركزية المبنى بعد مجموعة بلاغات  تتهم رئيس مجموعة الشركات باختطاف  بعض مديري النوادي
الليلة واحتجازهم فى الطابق الأخير من  المبنى المركزى للشركات، ومشاركة رجال تابعين للشركة بالهجوم المسلح ضد مخازن شركات المورف للخمور و كانت  قد استخرجت الشرطة أمر بتفتيش المبنى الذي تمت الاشارة اليه فى البلاغات . 

وقف قائد قوات الشرطة بوجه مدير الفرع بوجه غاضب بعد ان امتنع المدير  من الصعود الى الخمس طوابق الاخيرة قائلا وهو يشير الى باب الدرج 

قال المدير "عذرا هذا اخر حدود لى ، يمكنك اخذ رجالك والصعود من هناك فقط خمس طوابق خاصة بمالك الشركات و وكلائه و طاقم السكرتارية الخاصة بهم "

قال الضابط يورو "ماذا تعنى بكلامك هذا ، تقدم واصعد امامى"

قال المدير "عذرا، هذا نظام المالك وهنا اخر حدودى "

صدح صوت من اتجاه باب الدرج " تقدم ايها الضابط،  سوف اتابع معك انا من هنا "

استدار الضابط الى مصدر الصوت وكان يقف شخص فى الثامن او التاسع والعشرون من العمر. ذات جسد رياضي  يرتدى بزة رسمية ، يمتلك وجه ذات بشرة خمرية اللون وما ان اقترب الضابط منه حتى بدأ الحديث 

"انا أسمي  ريستور ريمور والقب ب كوبر هكذا يدعونى الاصدقاء ، تفضل هذا الاتجاه  هنا مكاتب السكرتارية وأيضا المساعد أول لرئيس منظمة الشركات، وهو طابق مزدوج  كما ترى ، سوف انتظرك هنا لاصطحابك للطابق الأخير بعد اكمال عملك "

قال الضابط يورو "لا، لا، سوف اصعد معك يمكن تقسيم القوات" 

قال كوبر " حسنا اذا، اتبعنى  من هذا الاتجاه "

صعدا الدرج امامهم ولكن الضابط وقف امام حائط بالمنتصف وظل ينظر للاسفل تارة ثم للاعلى ثم قال 

"هنا يوجد طابق مفقود "

كوبر مبتسما بثبات " طبعا فأن  الطابق بالاسفل يعتبر طابقين مرتفعين سيدى فقد صممها المهندس بدمج ثلاث طوابق فى طابقين كي يحتوى العدد الكبير من الموظفين و العدد الكبير من الحرس الخاص بكلا شركاه انا او دايمون "

أومأ يورو ثم قال " أنتم ، شركاء السيد ارس"

أجاب كوبر " لا ،لا ،  نحن شركاء السيد فيكتور ارس ريمور فى الإدارة ، فقد تقاعد السيد ارس عن العمل تاركا الإدارة الى ابنه فيكتور"

أومأ الضابط برأسه متفهما ثم اكمل الصعود خلف كوبر ،حتى فتح باب ، فتبسم الضابط وهو ينظر بذهول وقال  

"يا الهي  هل انتقلنا الى حدائق عدن ، يا الله انا كنت أعتقد ان هذه الطيور قد انقرضت"

قابلة صوت من خلف احد الشجيرات قائلا 

"تقدم قليلا، وسوف تجد ايضا حيوانات قد أعلن بين عامة البشر عن انقراضها "

قال يورو "هذا صحيح،  من انت وكيف لهؤلاء  الطيور والحيوانات  بالتواجد هنا "

اجاب دايمون وهو يدور حول الشجيرات كي يقابلهم وقال 

"أن فيكتور من عشاق تجميع النوادر ، ليس فقط الطيور والحيوانات بل كل ما هو نادر" 

ثم مد يده مرحبا به وأكمل 

"انا اسمي ريفير دكسيس والقب بدايمون ريمور  المدير الثانى مع الرئيس فيكتور ارس ريمور وزميل المدير الأول  كوبر و بالتأكيد قد تعرفت عليه"  

يورو  وهو يستدير ظنا منه أن كوبر مازال خلفه " أجل ، انه …. ، ماذا، اين ذهب ؟"

قال ديمون وهو يرسم ابتسامة على وجهه "  لقد أنهى مهمته وعاد لعمله، والآن جاء دوري لكي اريك ما هنا وبالطبع أخذ منك عهدا باصلاح الزجاج الخارجى  للطابق الذى قد هدمه بعض رجالك الهابطين  من اعلى المبنى "

قال يورو " بالتأكيد ، نحن نصلح الأضرار الذي تنتج عن الهجوم" 

أشار ديمون له بالتقدم ثم  أخذه في جولة بالمكان الى ان وصل لمكان بحيرة صناعية بها أنواع نادرة من الأوز الطائر و البجع  ثم توقف قائلا 

"عذرا ، لا استطيع التقدم أكثر فهذا المكان خاص ب فيكتور يمكنك المرور فهو على علم بوجودك"
الفصل الرابع من هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1