رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثالث 3 بقلم جميلة القحطانى

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثالث بقلم جميلة القحطانى


كان صباحًا رماديًا من تلك الصباحات التي لا تُبشر بشيء.
فهد كعادته، خرج مبكرًا دون كلمة، ولا حتى نظرة.
وسهير، جلست على السفرة تنظر إلى طبق الفول البارد. لم تكن جائعة، لكن فكرة الجلوس وحدها تزعجها أكثر من الجوع.
رن جرس الباب.
فتحت وهي تتوقع فهد ربما نسي شيئًا. لكنها فوجئت بامرأة في أواخر الثلاثينات، تحمل في يدها صينية عليها فطير وعلبة صغيرة من المربى.
 صباح الخير يا بنتي، أنا سلوى جارتكم، ساكنة في الشقة اللي جنبكم. سمعت إنك جيتي جديد، قلت أجي أرحب بيكي.
ابتسمت سهير، وهي تحاول إخفاء المفاجأة: صباح النور... تسلمي، تعبتي نفسك.
 ولا تعب ولا حاجة، إحنا جيران. والمكان من غير عشرة الناس بيبقى بارد.
دخلت سلوى وجلست، وصارت تنظر إلى سهير بعين الأم الحنونة. سألتها عن اسمها، عمرها، أهلها. وسهير تحكي بحذر، ثم براحة، ثم بدموع خفيفة كأنها وجدت لأول مرة من يسأل دون غرض.
بعد ساعة من الحديث، قالت سلوى:فهد طيب، بس قلبه مقفول. من ساعة ما مراته خانته وهو مش طايق الستات... ربنا يعينك، بس شكلك صبورة.
ضحكت سهير بخفة، لأول مرة منذ أيام:هو مش طايق حتى وجودي. بحس إني عالة هنا.
 لا تقولي كده
 انتي مش جاية تاخدي من حد، إنتي جاية تبني نفسك. ومين عارف؟ يمكن وجودك يغيّر حاجات.
عاد فهد مساءً ليجد المطبخ مرتبًا، ورائحة الفطير تعبق في المكان.
نظر إلى السفرة، ثم إلى سهير الجالسة تقرأ كتابًا صغيرًا.
 ده منين؟
 جارتنا سلوى جابت فطير... كانت لطيفة جدًا، وقعدت شوية.
لم يرد. مشى إلى غرفته، لكنه وقف عند الباب فجأة.
 بلاش تكتروا كلام.
 إحنا ما...
قاطعها بنظرة سريعة.
 بس.
ودخل غرفته.
في تلك الليلة، جلست سهير أمام النافذة، تنظر إلى أضواء الشارع، تفكر في وجه فهد...
ذلك الوجه الذي لم يبتسم منذ مجيئها، لكن نظراته أحيانًا تخونه، تُظهر ما لا يقول.
فهد يملك شركة مقاولات صغيرة لكنها في طور التوسع، يعمل بجد ويكره الأخطاء. معروف بين الموظفين بلقب الجنرال لأنه لا يبتسم، ولا يتساهل، ويحاسب على يدير مكتبه بحزم، ولا يسمح بالمجاملات، حتى أن بعض الموظفين يتهامسون أنه بلا قلب. ومع ذلك، ينجز كل شيء بكفاءة، والكل يحترمه وإن لم يحبوه.
مهاب، صديقه القديم وشريكه في الإدارة المالية، هو عكسه تمامًا: مرح، محبوب، يعرف كيف يتحدث ويحتوي الناس، ويفهم نفسية الموظفين. كثيرًا ما يتدخل ليصلح ما ؟
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1