رواية أسيا الفصل الرابع بقلم فاطمة صلاح
أغلقت باب حجرتها وهي في قمه إرهاقها النفسي والجسدي،بدلت ملابسها وجسلت علي سريرها تفكر في احداث الصباح وتتذكر رد فعل اسيا عندما رأت جسدها
..................
فلاش باك قبل ساعات:
كانت تخلع ملابسها لتري اسيا تلك الجروح التي تملأها والصدمه الاكبر الخيط الاسود التي يغطي ذراعها الشمال لاكثر من٢٠غرزه لتطلق اسيا صرخه هزت الكليه بأكملها وهي تقول بذعر:ياني مين اللي عمل فيكي كده يااا كارمه اكيد الست المفتريه اللي اسمها امك ,امك اي دي شيطانه ربنا ينتقم منها ربنا ياخد..
لتقاطعها كارمه بحزم:دي لو موتتني يا اسيا ونا مظلومه اروح اتاسفلها وابوس ايدها دي امي يا اسيا امي يعني لو لسانك طول عليها تاني تبقي بتهددي صداقتنا!!!
لترد اسيا وهي في قمه غضبها وقد فقدت السيطره كلياً علي لسانها:يشيخه بلا امك بلا زفت انا غلطانه اني نزلت من بيتي والله،صداقتنا اي وزفت اي دي بتموتك بالبطيء شايفه منظرككك،المره الجايه اما ابوكي يتصل بيا احضر جنازتك هقوله معلش اصل امها يعمي يلا باي
لتبكي كارمه وهي تقول:بابا بنفسه يا اسيا منغير ما حتي يعرف سبب ضربها ليا قالي دي امك ولا حد ف الدنيا هيحبك ويخاف عليكي زيها،ولو موتتك صوتك ميعلاش عليها ده ربنا موصي بيها ف القران
لتهز اسيا رأسها بعدم اقتناع:بصي بقي هو عنده حق ان ربنا وصانا بيها بس ربنا ميرضاش بالظلم ده ربنا ينتقم منها هي واخوكي وانا مليش دعوه بامك ده في خيالكك،لو مدت ايدها عليكي تاني هخدك من ايدك وهروح ع القسم اعملها محضر عدم تعرض، اما ناو هتصل بأكرم يودينا مستشفي نطمن عليكي ثم اكملت وهي تنظر بشك ليدها: خلينا نشوف الخياطه دي تمم ولا اي
......................
افاقت كارمه ع نداء والدتها
مني بصراخ هادر:نتي يا مقصوفه الرقبه يا اللي ملكيش فايده قومي ساعديني،امتا ربنا ياخدني عشان ارتاح من القرف اللي نا فيه ده او ياخدكك وساعتها هتبقي الراحه اللي ع حق
لتنزل دمعه مليئه بالقهر علي وجنتيها،فتمسحها سريعاً وترسم بسمه صغيره علي شفتيها
وهي تقول بنبره مكسوره:في اي ياست الكل ائمريني ومتدعيش علي نفسك تاني عشان مزعلش ربنا يديكي الصحه و طوله العمر
والدتها بقسوه ونظرات محتقنه:ائمرك ايي نتي مشلوله يابتتت ده منظر بيتتت فيه بت يشيخه ده نتي قلتك احسن،وبعدين متزعلي ولا تتفلقي ده نتي العيشه ف وشكك تقصر العمررر ،والصحه راحت خلاص ع خدمتكم طول السنين دي،لحد مقولت هرتاح خلاص الاقي ست الحسن عماله ترفضلي ف العرسان عشان حتت صايع ولا هي فباله بدل متحمد ربنا ان حد بصلهاا ومتقدملها لتكمل وهي تلوي فمها باستغراب واحتقار:ع اي معرفش
كارمه بصوت مختنق وبكسره:خلصتي يا ماما!!،تؤمريني بحاجه ولا ادخل قوضتي
مني بصراخ حاد: قوضتك قوضتككك الله اعلم بتعملي فيها اي يااا احمددد تعالي شوف بنتك اللي هتجيب اجليي وهتجبلنااا العااار وتفضحناا وتوطي راسنا ف الطين ياا احمدددد
وهكذا هي حياه"كارمه"قسوهه من الام بدون سبب ولكن ليس بيدها شيء فهي تراها دائما ساقطه وعديمه الفائده، اما والدها"الحاج أحمد"فهو رجل حنون دائما يعلم انها علي صواب ولكن تربي منذ ٦٠عام انه يجب إطاعه الوالدين والصبر دائما علي قسوتهما اضافه علي ذلك ضعفه الشديد بجانب قوه والدتها يجعله يقف مكتوف الايدي وهي تتعدي بالضرب الوحشي عليها"
لتدلف بعد ان هدأ ابيها والدتها نسبياً لحجرتها لتبكي وهي تدعي الله ان يرحمها من كل ذلك حتي دخلت في ثبات عميق
..................
ايقظته الخادمه لتناول الفطور ليدلف الي المرحاض ثم يبدل ملابسه وينزل للفطور
اكرم بابتسامه:صباح الخير يجماعه
رد الجميع:صباح النور/صباح النور يا اكرم/صباح للنور يا انكل/صباح النور يكبير
السيده نازلي:امال يا حبيبي هتجيب امتا الدبل،احنا هنرجع القاهره بكره!
لتلمع عين اكرم بخبث وهو يفكر سريعاً:علي٨كده نروحلهم
لتبتسم لين:انا هروح لليلي عشان وحشاني وكمان ريناد عايزه تقعد مع ادهم ونتو روحو
ريناد بفرح:مامي نا بحبك اوي
اكرم بسخافه:متروحي حد قالك اصلا انك هتيجي
لينظر له والده شذرا:مش كبرت ع الكلام ده يأكرم
اكرم وقد عاد لجديته:في اي يجماعه انا فعلا مش هروح الا بماما ومامه اسيا بس!!
ليقول كريم*زوج ليلي وصديقه من الطفوله فهو ابن خاله*:انا لسه لحد دلوقتي مش مصدق انك هتتجوز وخطبت والكلام ده
اكرم بسخريه:لا صدق!!
دعت والدته داخلها ان يكون نسي الماضي وتكون اسيا هي التعويض له عن كل مامضي
...................................
دلفت للمنزل ويظهر علي وجهها بوضوح معالم الحزن وعلي غير عادتها لم تنبث بحرف ولم تنادي علي والدتها لتأتي الاخري بعد ان سمعت الباب وهو يغلق
لمياء:اسيا!!
اسيا بتعب:ماما انا هنام محدش يصحيني!
لمياء بقلق:مالك يحببتي
اسيا بحزن:تعبت لكارمه
لمياء وهي تمسك بيدها ويجلسوا علي المقاعد:في اي تاني
قصت لها ما حدث للاخري وكيف كسرت والدتها علي يديها لوح من الزجاج وهي تردد "نفسي تموتي"،اسيا بدموع:معقول في ام تتمني الموت لبنتها وبعدين اي السبب اصلا لكل ده هي مكنتش تعرف انه سليم وفتحت اما هي ندهتلها
لمياء بحزن:متجبيها تقعد معانا!
اسيا بتعب:مش هتوافق
اسيا بحيره:ماما انا عملت حاجه ومش عارفه صح ولا غلط
قصت علي والدتها ما فعلته بعد ان اوصلت الاخري لبيتها لتقول والدتها:عين العقل يا اسيا بس يارب كارمه تفهم انك عايزه مصلحتها
اسيا بارهاق:يارب يماما يارب
لمياء بشفقه:ربنا يهديلها مامتها
اسيا:يارب،نا هنام محدش يصحيني
...............
في المساء
دلف سامر لحجرتها ليجدها نائمه وبعمق
لينادي بخشونه وصوت عالي لتستيقظ فزعه
اسيا وهي تهتف بصراخ وبالطبع وصل لاذن اكرم لينفجر ضاحكاً بداخله اسيا:اعوذبلله تؤ في اي يجدعاااان الواحد ميعرفش ينام ساعه ع بعض لتفزع عندما تري والدها هو الذي امامها
ليقول بكل هدوء: ساعه نتي موراكيش الا النوم!!بصي في الساعه يلي مبتعرفيش تنامي ساعه ع بعض
لتنظر باحراج فتراها الثامنه مساءً لتفزع وتقف علي سريرها وهي تقول:نعمم نمت٨ساعات اوفففف
ليقترب منها والدها بنظرات مليئه بالحنو:يالا يا حببتي البسي بسرعه عشان تنزلو تجيبو الشبكه
لتحمر عينيها وهي تقفز من السرير وتقف امام والدها بغضبب وتنوي الرد بأفظع الكلمات فهي الان في قمه غضبها فلا احد يلومها ليقاطعها والدها بنظرات دافئه محبه:مش عايزك تقولي كلام وبعد كده تندمي وتعتذري بس لازم تنزلي عشان نتي العروسه واحنا مقولنلكيش انه نهارده لانها جت فجأه زي مانتي شايفه احنا ف القاعده متفقناش ع حاجه عشان اكرم اسم ع مسمي وكمان هيشيلك في عينه
لترد بمراره:يبابا نا مش عايزاااه انا مش هتغص..
ليقاطعها والدها بغضب ولهجه امره:شوفنا مره اختياركك واديكي شوفتي اي نهايته يبقي تسكتي خالص،٨.٥لو مكنتيش جاهزه هندهلك ام حسين*الخادمه* تلبسك واكيد مش عايزه تتهاني قدام الناس،اي خلاص معتيش بتسمعي كلام اي حد الا نفسككك،معدش ليا احترام عندك!
لتهتف بنبره خاليه من الشعور:لا طبعا يبابا كل ده عشانك وعشان حضرتك مصّر،دقايق وهكون جاهزه
ليقبل والدها رأسها وهو يقول :هي دي اسيا اللي اعرفها مش الشوارعيه الي كانت من شويه،ويغلق باب حجرتها وهو يضحكك
لترتمي علي سريرها ولاول مره تشعر بذلك الحزن كانت تظن انها اكلت الالم والحزن حتي اعتادت وانها اخذت نصيبها من الحزن الاكبر ولكن ما هذا الشعور!،مسحت دمعه قبل ان تنزل وتحرق وجنتيها وهي تتذكر اختيارها التي كانت تشعر انه الشيء الوحيد الصواب بحياتها لتستيقظ علي انه لم يكن سوي أفظع الاخطاء وابشع الاوهام،دلفت الي المرحاض لتأخذ شاور سريع،خرجت لهم وعلي وجهها ابتسامه بارده وهي ترتدي" فستان من الدانتيل الاسود من الصدر ومن اسفل شيفون بلون السماء يصل لبعد الركبه بقليل وذو اكمام قصيره وحقيبه وحذاء ذو كعب عالي باللون الاسود،ووضعت احمر شفاه نبيتي فقط"فكانت ايه في الجمال والبساطه لينظر لها اكرم بهيام ونظره خجلت ان تفسرها فهو لاول مره يراها بتلك الملابس،لتقول السيده"نازلي" بحب:يا حببتيso beatuiful
لمياء بفخر:بقيتي عروسه قمر يا اسيا وهتسبينا
وتستمر الدراما واسيا تلوي في فمها بملل: طب يلا ولا اي
نهض الجميع ليقول اكرم:انزلوا انتو عشان عايز عمي في كلمتين
ذهب الجميع واسيا لم تتحرك خطوه واحده لينظروا لها لتقول:اتكلم قدامي
نظر لها نظره واحده فقط لتزفر بحنق وتدلف للخارج،
..............................
في محل من افخم المحلات التي رأت!
جلست السيده نازلي مع لمياء وهما يتحدثان ليعطيهما الحريه في اختيار شبكتها لتنتقي دبله رقيقه من الذهب الابيض ليفهم عشقها له واختارا خاتم من الالماس ودبله من الفضه له، ورفضت رفض قاطع ان تنتقي طقم من الذهب الابيض فهي رغم مستوي والديها المادي التي يتعدي المتوسط بمراحل قنوعه بشده،وبعد ان سبقوه للسياره،اشتري اكرم طقمان واحد من الذهب الابيض وواحد من الالماس يذهبا بعقل من يراهما من شده الجمال، لتنظر باستغراب وهي تجلس بجانبه في السياره،ليرد بلامبالاه:حاجات للين
اوصل السيده نازلي للفيلا ثم اوصل السيده لمياء للمنزل،حتي اتت اسيا تنزل ليغلق الباب من جانبه وقبل ان تنبث بحرف وقد ارتسم علي وجهها علامات الدهشه،ذهب بالسياره بأقصي سرعه من اسفل بنايتهم وعلي وجهه ابتسامه لم تستطيع ان تفسرها ولكن حركت اشياء بداخلها لم تعتقد انها موجوده من قبل؟!