رواية اللعنة الفصل الرابع بقلم منى حارس
سامح مكنش فاهم حاجة , وايه اللي حصل للقط , دخل لصابرين البلكونه وقالها في ايه يا صابرين مالكم وايه اللي حصل بتصرخي ليه , من بين دموعها قالتله :
- الحقني يا سامح ميشو اول مخرجته من البوكس اتجنن وقعد يتصرف بهيستريا ويعمل حركات مجنونه وخربش سيف في وشه , وبعدها جرى على البلكونة نط وكأنه بينتحر وجري وسط العربيات زى المجنون وكان في حاجة بتطارده وعربيه دهسته تحت عجلاتها وبعدها العربيات بقيت تدوس عليه في الرايحه والجاية , وتودية يمين وشمال لغاية مفرمته خالص بالمنظر البشع دا ورفعت ايديها تشاور عليه وهي بتكمل ..
شوف يا سامح ميشو اتساوى بالاسفلت ازاي شايف الدم بتاعة اد ايه مغرق الدنيا واعدت تشاور على جثة القط بهيستريا وهي مش مصدقة وعلى العربيات اللي رايحة جايه وبعدها حطت ايديها على وشها واعدت تصرخ بهيستريا ..
,سامح بص ناحية ما بتشاور كانت العربيات بتجري بسرعه , ومفيش حاجة من اللي بتقول عليها خالص , قالها :
- اهدى بس يا صابرين لو سمحتي تلاقيه نط من البلكونه وراح هنا ولا هنا وبيلعب في الجنينه وهيرجع متخوفيش الاولاد لو سمحت .
لما سمعته بيقول كدة اعدت تعيط وتصرخ في وشه :
- إنت مش شايف يا سامح الدم بقلك العربيات فرمته تحت عجلاتها يلعب ايه بس في الجنينه دا انتحر , واعدت تشاور على مكانه , بس المرة دى كانت العربيات بتجري بسرعة ورا بعض ومفيش دم ولا جثة القط , غمضت عينيها تاني وفتحتها بس مكنش في حاجة بردوا , مكنش عارفة ايه اللي حصل والجثة بتاعة القط راحت فين دى كانت لسه موجودة قدامها , وهنا سمعت صوت سلمى بتقول بفرح من بين دموعها :
- ماما ماما أنا سامعة صوت ميشو يا ماما ..
الأم بصت عليها بسرعة هي وسامح , ومكنتش عارفة تقول ايه , واللي شافته دا هى شافت القط وهو بينط من البلكونة وبيجري بفزع وبعدها جري وسط العربيات لغاية ما مات قدام عينيها هي شافت كل دا والدم كان كتير أووى , لكن دلوقتي مافيش حاجة .
هى كانت بتتخيل معقول..؟
سمعت صوت بنتها العامية بتردد:
- ماما أنا سامعة صوت ميشو يا ماما من هناك وشاورت ناحية المطبخ , سامح قرب منها وقالها تعالي يا حبيبتي ندور عليه اكيد مستخبي في مكان لان البيت جديد وهو خايف ,.
ووقفت صابرين تبص عليهم وهما رايحين ناحية المطبخ ومش قادرة تتكلم وبتقول لنفسها انا متأكدة إنه نط من البلكونة ومات انا شوفته بعيونه معقول كنت بتخيل معقول ...؟ .
&&&
في المطبخ سامح كان ماسك أيد سلمى وبيقلها انا مش سامع حاجة يا حبيبتي خالص انت متأكدة , ردت بحماس :
- اصبر بس يا عمو أنا سامعه صوته اهو وقربت الطفلة من باب المطبخ وهنا اتفاجأ سامح إنه كان ناسي باب المنور مفتوح .
وقربت سلمى من الباب بالراحة وهي بتقوله
- هنا يا عموا هنا ..
سامح قرب وحاول يسمع وفعلا سمع صوت نونوه ضعيفه جدا كانت خارجة من السلم تلضلمة البعيد وهنا قالها بتوتر :
- استنى يا سلمى ..
قالتله بعناد الصوت من هنا وشاورت على السلم , وكان ضلمه زى القبور وشكلة يخوف .
- قالها لا يا سلمى مينفعش ننزل لان الدنيا ضلمه تحت ..
- ابتسمت وقالته بحزن سبنى انزل انا يا عمو سامح انا متعودة على الضلمه وعايشه فيها هخاف من ايه ..؟
الكلمة اثرت فيه وقالها
- استنى بس ممكن ميكنش هو لانى كنت واقف هنا لما ماما صرخت هو نط في الشارع , الصوت فضل يذيد والطفلة أصرت ان القط بتاعها موجود تحت السلم , بس سامح رفض ينزل رغم انه ممكن يكون السلم على الشارع والقط لف ودخل مثلا بس شيء داخلي بيقول باصرار..
لا متنزلش مش خير وهو دلوقتي مش عاوز ينزل , يمكن من خمس دقايق بس كان ممكن ينزل لكن لما بص لسلمى حس انه لا بلاش يجازف ..
وقرر يقفل الباب وقالها :
- هننزل ندور عليه في الجنيه يا سلمى احسن , وهو كان لسه بيقفل الباب البنت صرخت وقالت :
- ميشو تعالى دلوقتي بقولك انا عارفة انك هناك في الضلمة..
في اخر لحظة من قفل الباب اللي كان صوته عالي وصرير مزعج دخل قط ضحم بسرعة يجري وهو بيموء بطريقة غريبة , سامح رجع لورا بسرعة من الخضة , وهو بيردد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وسلمى فرحت وهي بتقول :
- ميشو حبيبي وحشتني تعالى هنا وفردت ايديها قدمها تتحسس الهواء علشان القط يجي عندها ..... بس القط فضل يبص على سامح وكانت عيونه حمراء بلون الدم وقرب من سلمى وهو بيبص عليه ويبرق جامد ..
سامح حس إن في حاجة غلط في القط ومش طبيعية أبدا , كان خايف مش هينكر غير إن القط كبر شويه هو كان قاعد معاه امبارح وشافه كويس ولعب معاه , ومكنش بالحجم دا ابدا ولا عيونه كانت حمراء بالشكل المرعب دا , وانيابه مكنتش بارزة كدة بالطريقة دى ابدا ..
في حاجة بالقط غريبة , هو أه نفس القط ونفس اللون بس ليه شكله اتغير مش فاهم وبقى مرعب اووى وغريب..
في اللحظة دى سلمى اعدت تنادي على صابرين وهي فرحانه وفضلت تنادي على ماماتها بصوت عالي وهي شايله القط اللي عمال يبص لسامح وانيابه باينه وكأنه بيهدده وبيتوعده لو اتكلم :
- يا ماما ميشو رجع ميشو رجع يا ماما ...
سامح فضل خمس دقايق ثابت في مكانه مش مستوعب اللي حصل ، وقال يمكن بيتهياله وما اخدش باله من القط كويس ولا من حجمه الكبير , هو قعد معاه وقت قليل وكام ساعه بس مش ايام , مهو مش معقول يكون إللي في دماغه دا حقيقي ودا مش القط اصلا بتاع سلمى ودا قط تاني , الفضول خلاه يبص للباب الموارب اللي لسه متقفلش , وسمع صوت همسات وزى ما يكون حد بيتكلم من ورا الباب .
فتح الباب مرة واحدة بس مكنش في حاجة , دخل بعدها المنور وقرر ينزل السلم ويعرف بيودى على فين , استعاذ بالله من الشيطان الرجيم , وحاول يقرأ ايه الكرسي بس حس بتقل في لسانه وأنه مش قادر ياخد نفسه بسهولة ..
وفتح كشاف الموبيل وكانت خيوط العنكبوت ماليه السلالم والتراب ويظهر محدش بينزل السلم دا من سنين , استغرب ازاي القط راجع نظيف رغم لونه الأبيض , ونزل سامح سلمتين , وهو نازل سمع صوت الباب اتهبد مرة واحدة وزى ما يكون حد قفله بسرعة وسمع صوت الترابيس اللي ركبها وهي بتتقفل واحد ورا التاني بسرعه , يظهر إن صابرين قفلت باب المنور عليه لما لقته مفتوح وتربست الباب .
بس استغرب هي ليه حتى ما حاولتش تنادى عليه او تشوفه جوه ولا لا , كان حاسس بانقباض في قلبه شديد ونغزه جامدة , وشامم ريحة وحشة اووى قرر إنه لا مش هينزل ولا عاوز يعرف نهاية السلم , وهيروح يروح لعياله احسن علشان روقية متقلقش عليه , حاول يطلع السلمتين ويرجع بس هنا سمع صوت صفير ريح عالي اووى في ودانه , وريحة وحشة وصوت زيت بيفور على النار
" تششششش تششششششش " اصوات كتير وغريبة متداخله كانت في ودانه وصفير ريح عالي وشديد ..
وهنا الموبيل وقع من ايده مرة واحدة جامد بصوت عالي ، وقع على الأرض واتفتح والبطارية وقعت وانكسر والكشاف انطفى , وبقى واقف في الضلمه اللى سلمى عايشه فيها من سنين وحس بنفس دافي لحد بيتنفس من وراه بسرعه حس بسخونه شديدة من وراه في حد واقف وراه في الضلمه ..
ايوه هو واثق صوت النفس عالي اووى وهنا صرخ سامح بفزع وحاول يدور على التليفون في الضلمة زى المجنون وهنا حس بحاجة طرية تحت ايده فصرخ برعب ...
: تششششش تششششش "
&&&
صابرين سمعت صوت سلمى وهي بتنادى عليها من المطبخ :
- يا ماما ميشو رجع يا ماما ...
راحت تشوفها , لقيت سلمى واقفة لوحدها , وبتقولها بفرح :
- يا ماما ميشو رجع الحمد لله , الام اعدت تبص يمين وشمال مكنش في حاجة وباب المنور كان مقفول بالترباس والقفل عليه , قالتلها :
- هو فين يا سلمى ؟
- ردت الطفله بحماس :
- مش عارفة هو كان معايا بس نزل وجري يا ماما , صابرين كانت دماغها بتلف من منظر القط اللي شافته مفروم في الشارع والعربيات دهسته , مقدرتش تتكلم بس قالتلها , ماشي يا حبيبيتي الحمد لله تعالي ادخلي اوضتك يلا دلوقتي يظهر انى اعصابي تعبانه من الإرهاق....
مسكت ايد سلمى واخدتها على اوضتها بالراحة , وكان لسه سيف قاعد على الأرض بيعيط ومغطى عيونه بايده , وكانت حاسه بصداع وعيونها مزغلله , قربت من ابنها سيف ورفعت ايده واعدت تشاورله ان القط بخير وميخافش , سيف كان مبيسمعش وبيتكلم كلمات بسيطه , الطفل مصدقش بس بص لأخته التؤام ولقاها هي كمان مبسوطة وبتشاور إن ميشو بخير ومحصلوش حاجة , سيف قام من الأرض ودخل الحمام يغسل وشه زى ما صابرين طلبت منه ..
ووقتها صابرين افتكرت سامح جوز روقيه صاحبتها هو راح فين , اعدت تدور عليه في الشقه كلها وتنده بصوت عالي
" يا سامح يا سامح انت فين "
بس مكنش في صوت , بنتها ردت عليها وقالتلها بصوت غريب :
- يا ماما عم سامح مشي هو قالي ان مهمته خلاص انتهت هنا ولازم يروح دلوقتي احسن...
- صابرين رددت كلام بنتها بتعجب :
- مهمته انتهت انا مش فاهمه حاجة , هو مشي حتى من غير ما يشرب حاجة ولا أشكره على اللي عمله معايا هو وروقيه مراته من اول اليوم الرجل تعب معانا ربنا يكرمه يارب .
-ردت الطفلة على امها ببراءة :
- يا ماما هو هيروح خلاص لمكان احسن عند ربنا , مش الجنة فيها حجات حلوة كتير يا ماما
صابرين اتصدمت من كلام بنتها الغريب وزعقت
- انت بتقولي ايه يا سلمي بعد الشر على الرجل ربنا يخليه لولاده ومراته , اسكتي يا حبيبتي بالله عليك ومتقوليش كدة تاني بالله عليك ..
- ليه يا ماما
- كدة متقوليش كدة وخلاص انا دماغي مصدعة وعاوزة اخلص وارتب هدومكم في الدولايب يا سلمى , تعالي نحضر العشا سوى ايه رايك يا حبيبيتي تلاقيكي جوعت انت واخوك من بدرى ما اكلتوش ..
- ماشي انا جعانه اووى وميشو كمان جعان وممكن ياكل اي حاجة ....
وبعدها اعدت تنده على القط بتاعها , يا ميشو تعالى هناكل خلاص بلاش تاكل الخشب انا سامعه صوتك , صابرين بصت لبنتها ومش عارفه تقولها ايه , لانها شافت القط ميت في الشارع , لس مش هتصدم البنت خليها في خيالها احسن وهنا سمعت صوت سيف وهو بيصرخ بصوت عالي من الحمام ...
صرخة سيف كانت عالية أووى ومرعبة , كان قلب صابرين هيقف من الرعب والخوف عليه , سيف مبيتكلمش إلا كلمات بسيطة جدا وبصعوبة وكلماته غير مفهومه زى تهتهه ومبيسمعش خالص , وصوته عمره ما طلع كانت كلماته كلها حروف متقطعه وبيحاولوا يجمعوها زى لعبة البازل علشان يفهموا هو عاوز يقول ايه ,..
مكنتش مدايقة منه ولا حاسه انه هم على قلبها بالعكس صابرين كانت بتحب ولادها أكتر من نفسها , وضحت علشانهم بكل حاجة رفضت تتجوز تاني لأنها مكنتش عارفه جوزها هيتعامل معاهم إزاي وهيقدر يتحملهم زى ما هي مستحملاهم , ومين هيستحمل إعاقتهم إذا كان أبوهم هرب وسابهم ومرديش يتحملهم هيتحملهم الغريب وجوز أمهم ؟
يبقى بتضحك على نفسها ودا كلام مسلسلات وافلام هندي , لما سمعت صرخة إبنها العاليه كانت بتموت حرفيا دا عمره ما صرخ بالشكل دا ولا صوته طلع اصلا , جريت زى المجنونة على الحمام , وكان باب الحمام مقفول من جوه , حاولت تفتح الباب مكنتش عارفة , اعدت تصوت بصوت عالي وهى مش عارفة تتصرف الباب زى ما يكون اتقفل بالمفتاح وسمعت صوت تكه وبعدها تكة تانية و ثالثة بس مكنتش سامعة صوت ابنها خالص .
سمعت صوت سلمى بتعيط وبتقولها :
- سيف يا ماما ماله , صبرين مكنتش عارفة تعمل ايه وتنقذ ابنها ازاي , وحبكت يعني سامح يمشي دلوقتي , حاولت تقتح الباب بقوة وتزقه بكل قوتها وهي بتصرخ
" مالك يا سيف " بس الباب مكنش رادي يتفتح ..
اخدت التليفون المحمول زى المجنونة وقالت تتصل بسامح وقالت لنفسها ، أكيد سامح لسه مبعدش عن البيت , وممكن يرجع يكسر الباب , بس تليفونه كان مقفول اعدت ترن عليه , تاني وتالت ورابع بس مفيش فايدة ، جريت زى المجنونة على شقة سيدنا اللي تحتيها واعدت تخبط زى المجنونة , وهي بتنادى على سيدنا ينقذها ويلحق ابنها بس محدش فتح الباب خالص وكان صوت هدوء وصمت..
وكأن العمارة مش مسكونه ومفيش حد ساكن غيرها هي وأولادها بس , مبقتش عارفة تعمل ايه وتروح فين ومين هيساعدها ملهاش حد في الدنيا حتى الاهل تخلوا عنها ..
تنزل تصوت في الشارع , وهو سيدنا وبنته المجنونة راحوا فين هو قال إنه مبيقدرش يخرج ويسيب البيت أبدا علشان الورثة ، ومشاكله مع الورث والعيلة وعلشان بنته المجنونه متقعدش لوحدها , دول لسه كانوا موجودين من شوية صغيرين راحوا فين ...؟
محدش كان بيفتح الباب ولا بيرد عليها ليه
كانت زى المجنونة وصوت سلمى بنتها بتنده عليها , وهنا افتكرت حسين ولقت نفسها بتتصل بيه من غير ما تفكر , لانه ساكن قريب منها , خطوتين من بيتها وأكيد مش هيتأخر عليها لما يعرف إنها محتاجة مساعدة , رنت عليه , ورد عليها من أول رنة وزى ميكون كان مستني إتصالها وقاعد جنب التليفون , صابرين صرخت من بين دموعها :
- " أرجوك يا حسين إلحقني إبني اتحبس جوه الحمام ومش عارفة اكسر الباب "
كان رده غريب أووى رد ببرود وقالها :
" متخافيش يا مدام صابرين , افتحي الباب بالمفتاح هتلاقي في رف المكتبه التاني في الصندوق الإسود "
مكنتش فاهمه حاجة هو عرف منين الكلام دا ومكان المفتاح , قالته " انت بتقول ايه يا استاذ حسين "
مفتاح ايه اللي بتتكلم عنه مش فاهمه حاجة خالص ..
-
-