رواية الخاطبة الفصل الرابع 4 بقلم دودو محمد


رواية الخاطبة الفصل الرابع بقلم دودو محمد


تحرك امير بأتجاه الباب سريعا لكنه وقف فاجئه عندما سمع صوت ساره الباكى وهى تقول له 

-انا موافقه اتجوزك، لو موافق، نتجوز الايام دى.

استدار لها سريعا ونظر لها بأستغراب وقال بتساؤل

امير :وايه اللى غير رأيك فاجئه كده 

نهضت بحزن شديد واقتربت منه وقالت بصوت منكسر 

ساره :انا لازم اتجوز بسرعه لازم احقق اخر امنيه ليها فى الدنيا 

تكلم بضيق وقال بتساؤل 

امير :ولما نتجوز وينتهى أجلها مصيرنا هيكون ايه 

استدارت وأعطته ظهرها وقالت بتوتر 

ساره :م م مش عارفه ا ا انا اصلا لا عايزه اتجوزك ولا اتجوز غيرك ماما هى اللى بتضغط عليا من ساعة ما عرفت بموضوع مرضها ده كل آمالها أنها تطمن عليا قبل ما يحصلها حاجه وانا لازم احقق أمنيتها دى لو مش موافق معنديش مشكله هروح اى مكتب خاطبه تانى واطلب عريس بسرعه 

تذكر حديث والدته له ظل ينظر لها ثم تكلم بصوت جاد وقال 

امير :موافق 

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت 

ساره :ب ب بس بشرط 

تكلم بتهكم وقال 

امير :نعم يا اختى شرط انتى هتتشرطى كمان اومال لو مكنتيش انتى اللى عرضى عليا الجواز 

أغلقت عينيها حتى تهدأ قليلا ثم تكلمت بصوت مختنق 

ساره :هنتجوز بس جواز صورى بس ي ي يعنى نكتب الكتاب ونروح بيتنا و و وكل واحد ينام فى اوضه لوحده ا ا انا عايزه بس افرح ماما واطمنها عليا مش عايزاها تشيل همى فى اخر يومين فى عمرها عايزها مرتاحه 

عقد ذراعيه على صدره ونظر لها وقال بتساؤل 

امير :ولو قولتلك مش موافق على الشرط ده هتعملى ايه 

حدقة به بغضب وقالت بصوت مختنق

ساره :يبقى فيه غيرك كتير واللى خلقك خلق غيرك هدور على واحد تانى 

ابتسم لها بتهكم وقال 

امير :الكلام ده لو فيه وقت إنما الوقت مش فى صالحك يا قطه 

نظرت له بأحتقار وقالت 

ساره :قد ايه طلعت بنى أدم زباله وواطى بتستغل الظروف بطريقه قذره شبهك 

صك على أسنانه بغضب وقال 

امير: بما انك شيفانى واطى وقذر يبقى كمان هتدفعى ليا فلوس مقابل جوازتنا دى وهتدفعى لمكتب الخاطبه اللى عرفتنا على بعض حقها وعندى شقه صغيره مفروشه فرش على قده هتتجوزى عليه مش هدفع مليم واحد فى الجوازه دى أصلها جايه عليا بخساره 

ابتلعت مرارة كلماته بحلقها ثم نظرت إلى والدتها النائمه أمامها بوجه شاحب من شدة المرض ثم إعادة النظر له واوماة رأسها بدموع وقالت بصوت منكسر 

ساره :موافقه بس بعد اذنك نتجوز هنا فى الشقه مع ماما أنا مقدرش اسيبها وهى فى الحاله دى وانت بنفسك قولتلى اشبع منها كويس اوى 

ارتسمت بسمه على ثغره بأنتصار واومئ رأسه بالموافقه وقال 

امير :وانا موافق 

تنهدت بحزن شديد وقالت بصوت منكسر 

ساره :شوف ناوى تجيب اهلك وتيجى تتقدم امته 

حرك رأسه بالرفض وقال 

امير :واجيب اهلى ليه الجوازه مش مستهله يعنى اكلف اهلى واجيبهم لحد هنا وبعدين الصراحه لا شكلك ولا مستواكى يشرفوا أن اعرفك على اهلى

نظرت له بكره شديد وقالت بصوت منكسر 

ساره :قذر وحقير، شوف ناوى تعمل ايه وابقى بلغنى

اقترب إليها ومال بجسده وقال بصوت هامس خلف أذنها 

امير :هتجوزك النهارده يا عروسه علشان احقق أمنية الست المريضه دى وانول المراد 

تراجعت إلى الخلف سريعا ونظرت له بأشمئزاز وقالت بكره شديد 

ساره :بس متنساش اتفقنا أنه جواز صورى مش اكتر 

تعالت ضحكاته وقال بطريقه مستفزه 

امير :الليله ليلتك يا عروسه سلام 

وتركها وغادر البيت سريعا 

جلست على الأريكة وانهمرت دموعها منها ارجعت شعرها إلى الوراء وقالت بصوت منكسر وحزين 

ساره :مضطره استحمل استفزازه وقرفه علشان احقق لماما أمنيتها الاخيره 

ثم نظرت إلى والدتها وقالت بحزن 

-انا مستعده اعمل اى حاجه علشان سعادتك حتى لو هرمى نفسي فى النار 

وظلت تنظر إلى والدتها وتتابعها بخوف شديد.
................................................................
عاد امير إلى المنزل وهو سعيد بأنتصاره جلس بجوار والدته وأمسك يدها قبلها بحب وقال بسعاده 

-يا مساء الورد يا مساء الياسمين 

نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل

دلال :غريبه ايه اللى حصل!؟ ما انت اليومين اللى فاتوا مكنتش طايق نفسك بسبب أننا مش قادرين نوصله للبنت اللى اسمها ساره

تعالت ضحكاته وقال بسعاده 

امير :لا ما خلاص القدر قال كلمته والحظ وقف جنبى وكنت عندها فى البيت النهارده 

جحظت عيناها بصدمه وقالت بعدم تصديق 

دلال :بجد طيب ازاى عرفت توصل ليها 

ابتسم لها وقال بمرح 

امير :مش بقولك الحظ وقف جنبى النهارده والدتها تعبت كالعاده واتصلت بالمستشفى وطلبت دكتور ضرورى ولما سمعت العنوان وهو بيتقال لواحد زميلى فى المستشفى طلبت منه أن انا اللى اروح الزياره دى وروحت ليها واتكلمت معاها وهنتجوز بليل

تكلمت سريعا وقالت بغضب

دلال :نعم يا روح امك تتجوزوا ومن امته واحنا بنستخدم الجواز فى شغلنا ما طول عمرنا اخرنا خطوبه وبعد كده كل واحد من طريق بحجة أن مافيش نصيب وندخل على الزبونه اللى بعدها اشمعنا دى اللى هتتجوزها 

أجابها بتوضيح وقال 

امير :لاسباب كتير اوى يا ست الكل دى بالذات مختلفه عنهم كلهم الوحيده اللى رفضتنى ونفرت منى عكس التانين من اول لحظه يشوفونى فيها يكلبشوا فيا بأيديهم واسنانهم ودى الوحيده اللى قدرت تحرك فيا روح التحدى اللى جوايا وكمان الصراحه بقى البنت عجبانى اوى عليها لفت جسم فظيعه وكمان هنطلع منها بقرشين حلوين أنا وانتى واهو استمتع يومين بالحلال وبعد كده هرميها رميت الكلاب وابقى كده كسرت غرورها وكبريائها اللى فرحانه بيهم دول 

نظرت له بعدم تصديق وقالت بتساؤل 

دلال :متأكد أن هى دى الأسباب بس يعنى مافيش سبب تانى 

نهض وقال بعدم اهتمام 

امير :لا تانى ولا تالت 

تحرك بأتجاه الدرج وقال 

-اللى فى دماغك ده مستحيل لأنها لا استايلى ولا ذوقى ارتاحى شويه يا دلال واستنى منها تليفون علشان تديكى الفلوس وادعيلى بقى 

وصعد إلى غرفته بالاعلى

ظلت تتابعه حتى اختفى من أمام نظرها وقالت بعدم تصديق 

دلال :اهى دقنى اهى لو مكانش فيه سبب تانى وانت مش عايز تقوله يا أمير خلينا وراك لحد ما نشوف هتودينا على فين .
.................................................................
عم المساء جلست ساره بغرفتها والدموع على وجينتها تتسابق بحزن شديد لن تستطيع تصديق ما سوف يحدث فى هذا الليل تتمنى أن يرجع بها الوقت إلى الوراء ولم تقل له ما قالته بالصباح وفى ذلك الوقت سمعت صوت طرقات على باب غرفتها إزالة عبراتها سريعا وقالت 

-تعالى يا ماما ادخلى 

فتحت والدتها الباب ودلفة إلى الداخل تحركت بضعف شديد وجلست بجوارها امسكت يدها بحنو وقالت بنبره هادئه

-مالك يا بنتى قاعده فى اوضك لوحدك ليه ده منظر واحده هيتكتب كتابها كمان شويه 

تنهدت بحزن شديد وتكلمت بنبره مختنقه وقالت 

ساره :مافيش يا حبيبتى كنت بريح شويه بس علشان تعبت فى تنضيف البيت النهارده وكنت قايمه اخد شاور سريع قبل ما العريس والمأذون يجوا 

حركت رأسها بعدم تصديق وقالت 

-كدابه يا ساره انتى عمرك ما كذبتى عليا قوليلى مالك يا حبيبتى 

أغلقت عينيها قبل أن تهطل الدموع منهما وقالت بصوت حزين 

ساره :وحياتك عندى مافيش بس زعلانه شويه أن مقدرتش احقق أمنيتك واخليكى تشوفينى بالفستان الابيض العريس كان مستعجل اوى وصمم أننا نكتب النهارده ومنضيعش وقت 

ابتسمت لها ابتسامه هادئه وقالت 

-يا حبيبتى أنا اهم حاجه عندى سعادتك وان اطمن عليكى انك بقيتى فى عصمة راجل يحميكى ويخاف عليكى أنا كده مش خايفه من الموت علشان اطمنت عليكى يا حبيبتى خلاص 

ارتمت داخل أحضانها وتمسكت بها بقوه وظلت تبكى بشدة 

ربت على ظهرها وقالت بحنو 

-ششش بس يا قلب امك دموعك دول غاليين عليا اوى امسحى يلا دموعك وأجهزى زمان خالك والمأذون والعريس جاين يلا يا حبيبتى ربنا يجعله زوج صالح ويسعدك يا بنت بطنى قادر يا كريم 

نظرت لها نظره مطوله وابتسمت لها بحزن واومأت رأسها بالطاعه 

نهضت من أمامها وخرجت من الغرفه وتركتها 

ظلت تتابعها حتى اختفت من أمام انظارها تنهدت بحزن ونهضت اتجهت إلى المرحاض اخذت حماما دافئآ وبعد وقت خرجت وارتدت ملابسها وفى ذلك الوقت دوى جرس الباب أغلقت عينيها بدموع وخرجت من غرفتها صافحة خالها ونظرت إلى امير بكره شديد وجلست بجوار والدتها 

تكلمت والدة ساره بأستغراب وقالت بتساؤل

-اومال فين اهلك يا حبيبى محدش فيهم جه معاك ليه 

نظر إلى ساره وابتسم لها بتهكم وقال 

امير :معلش يا طنط اصل أهلى من الصعيد ومحدش فيهم هيقدر يجى فى الوقت الضيق ده بس أن شاءالله هخدكم قريب اعرفكم عليهم 

أغلقت عينيها بغضب شديد وقالت بصوت مختنق 

ساره :ممكن تكتبوا الكتاب بقى 

ابتسم لها بضيق وقال بتهكم

امير :ايه يا عروسه لدرجاتى مستعجله على جوازنا 

زفرت بضيق وقالت بصوت هامس 

ساره :اللهم طولك يا روح 

وظلت صامته لم تجيب عليه 

بدأ المأذون بعقد القرٱن دقائق معدوده وانتهى كل شئ وقامت ساره بالتوقيع على العقد وغادر المأذون وقفت والدة ساره بسعاده وقالت 

-ادخلوا انتوا اوضتكم بقى وانا هعملكم لقمه تاكلوها 

حركت رأسها سريعا وقالت برفض 

ساره :لا يا حبيبتى ارتاحى انتى وانا هعمل الاكل 

امسكت يدها وقالت بنبره هادئه 

-مينفعش يا بنتى الراجل يقول علينا ايه روحى مع جوزك انتى ومتشغليش بالك بحاجه أنا كويسه والله 

زفرت بضيق وقالت بتساؤل 

ساره :طيب أخدى علاجك 

اومأت رأسها بالتأكيد وقالت 

-ايوه يا حبيبتى اخد علاجى والمسكن وقصادك اهو انا كويسه يلا بقى بلاش كلام كتير خدى جوزك وادخلوا اوضتكم 

نظرت إلى امير بغضب وقالت بصوت مختنق 

ساره :اتفضل معايا الاوضه اهى قصادك 

وتركته واتجهت إلى الغرفه 

نظر إلى والدة ساره بأبتسامه وقال 

امير :عن اذنك يا حماتى 

واتجه إلى الغرفه ودلف إلى الداخل واغلق الباب خلفه نظر حوله بأشمئزاز واتجه إلى السرير وجلس عليه وقال 

-مش بطاله لايقه على شكلك 

نظرت له بغضب وقالت 

ساره :لو سمحت قوم من على السرير بتاعى عندك الكنبه اهى نام عليها 

نظر لها نظره مطوله وهب واقفا واقترب إليها وأحاط خصرها بذراعيه وقال بصوت هامس 

امير: ودى تيجى برضه يا عروسه دى الليله دخلتنا 

ظلت تدفعه بعيد عنها بغضب وقالت 

ساره :ابعد عنى يا حيوان احنا مش اتفقنا على كل حاجه الصبح حسك عينك تلمسنى 

حرك أنامله على وجينتها وابتسم لها بأستفزاز وقال

امير :انتى مراتى وانا عايز حقى الشرعى 

دفعته بقوه ابعدته عنها وقالت بغضب 

ساره :كسر حقك انت عارف الجوازه دى ليه ولو مكانش حالة ماما الصعبه أنا مكنتش اتجوزتك من اساسه ارجوك حافظ على اتفقنا ومتقربش منى تانى 

وتركته ودلفت المرحاض أغلقت الباب خلفها واسندت ظهرها عليه وظلت تبكى 

نظر إلى أثرها بضيق وتكلم بتوعد وقال بصوت هامس 

امير:لما نشوف يا حلوه هتقدرى تقاومى لحد امته 

نزع ملابسه وظل بالملابس الداخليه فقط وتسطح على الأريكة 

خرجت من المرحاض جحظت عيناها بصدمه واشاحت نظرها عنه سريعا وقالت بغضب 

ساره :انت ايه اللى عمله ده مينفعش كده لو سمحت 

نظر لها بعدم اهتمام وقال 

امير:والله براحتى وبعدين مافيش حد غريب فى الأوضه انا ومراتى وبس

زفرت بضيق وقالت بغضب 

ساره :اللهم طولك يا روح شكلى هرتكب جريمه قريب اوى واتجهت إلى باب غرفتها 

نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل

امير :رايحه فين كده 

نظرت له بغضب وقالت 

ساره :هروح اشوف ماما بتعمل ايه واساعدها 

وخرجت وأغلقت الباب خلفها 

اعتدل على الأريكة ونظر حوله بالغرفه وجد مكتب خشبى وعليه كتب كثيره نهض واقترب إليه ونظر إلى الكتب بأستغراب وجدهم يخصوا الشعر والنثر الأدبي وروايات لاشهر الكتاب بالوطن العربى جلس على المقعد وفتح الدرج ونظر بداخله وجد بعض الصور الخاصه بها وهى صغيره وأخرى بفترة المراهقه واخرى بعمرها الحالى ظل ينظر لهم بأعجاب انتبه إلى ابتسامتها الساحره وملامحها الهادئه البريئه ارتسمت ابتسامه على ثغره انتبه إلى حاله ترك ما بيده سريعا ونهض بأستغراب حرك رأسه حتى يخرج هذه الأفكار من داخلها وعاد مره اخرى على الأريكة تكلم بعدم رضا وقال 

-انت فيه ايه مالك مش عوايدك تفكر فى واحده كتير كده من أول لحظة شوفتها فيها وانت مش عارف تخرجها من تفكيرك اهدا كده وبلاش كلام عبيط منكرش أنها عجبتنى بس ديتها كام يوم زى اللى قبلها وهرميها رمية الكلاب 

ثم تسطح على الأريكة وظل ينظر إلى الأعلى بتفكير حتى شعر بالملل نهض مره اخرى ارتدى ملابسه وخرج من الغرفه وغادر البيت متجهة إلى إحدى الاماكن الخاصه بالسهرات المشبوهة.

stories
stories
تعليقات