رواية لن اتخلى ابدا الفصل الخامس بقلم فاطمة الزهراء
حضر الطبيب بعد فترة وجيزة و قام بفحصها و كانت حنين معها في الغرفة ليتجه للخارج بعد ذلك و حنين خلفه
تحدث عزيز بقلق شديد :
ـ طمني يا أمجد حالتها إيه دلوقتي
هتف أمجد بهدوء و هو يجلس جواره :
ـ أطمن يا عمي هي كويسه بس محتاجة رعاية الفترة الجاية لأنها حامل
ـ هاه حامل
أردفت حنين بهذه الكلمة و هي تقدم لهم القهوة ليجيبها أمجد :
ـ أيوه يا حنين هي حامل و محتاجه تتابع مع طبيب متخصص بس عندى سؤال مين دي و أنتم تعرفوها منين !!
هتف عزيز بجدية شديدة :
ـ رجعنا من الحفلة لاقينها مغمى عليها في الشارع و مش عارفين عنها أي معلومة
تحدث أمجد بهدوء :
ـ لما تفوق بكره حاولوا تعرفوا عنها معلومة لأن ممكن وجودها هنا يكون خطـ.ـر عليكم
أجابه عزيز و هو ينظر لابنته :
ـ أكيد حنين هتتكلم معاها و تعرف حكايتها أطمن
غادر أمجد بعد ذلك و اتجه عزيز لغرفته و طلب منها أن تنتبه حتى الصباح أومأت بموافقة و ذهبت لتطمئن على آسيا أولاً ثم اتجهت لغرفتها فغداً لديها يومًا شاقًا عليها تنظيف المطعم مبكراً قبل أن يأتي أحد إليه
عند أنس بحث كثيراً عن آسيا و ذهب للمنزل الخاص به ظناً منه أنها ذهبت لهناك و فشل في العثور عليها قرر الاتصال ب أمير كي يساعده في البحث عنها اتجه إليه و لم يجدا حلاً سوى إخبار الشرطة بعد بحثهم عنها في عدة مستشفيات و لم يعثرا عليها ليعودا للفيلا بعد ذلك علم رأفت بما حدث و لم يستطع التحدث مع أنس في هذا الوقت .. صعد لغرفتهما و نظر حوله ليتذكر نظراتها له الليلة الماضية كأنها كانت تودعه اتجه لغرفة أمير و طلب منه أن يقوم بالاتصال ب خالته علها تعرف أي معلومة عن آسيا لينهي المحادثة و ينظر له بيأس تنهد بتعب لقد ضاع حلمه لكنه سيبحث عنه مرة أخرى مهما كلفه الثمن .. عاد للغرفة مرة أخرى و جلس بإرهاق و لا يريد شيء الآن سوى الوصول إلى أي معلومة عنها
صباح يوم جديد و مختلف هبط أنس للأسفل ليجد جده يجلس و معه أمير
ـ أنا مش هتجوز هنا يا جدي من الأول موافقتي كانت غلطه و جيه الوقت علشان أصلحها و أي قرار تاخده نفذه أنا مش هعارض
غادر و تركهما ليقوم رأفت بالاتصال ب رامي و أخبره أنه لن يستطيع إتمام هذا الزواج لقد فقد حفيدته التى اعتنى بها منذ طفولتها حتى و إن لم تكن من دمه لكنه أحبها كباقي أحفاده و ثارت هنا بعد علمها بالأمر لتخبر بعض الصحفيين بالأمر و أيضاً جعلت أصدقائها يعلنوا الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي .. علم أنس بالأمر و تحدث مع رؤوساء تحرير هذه الجرائد و أخبرهم أنهم إن نشروا أي خبر عن هذا الأمر سيقوم بسحب إعلانات شركاته منهم و عدم التعامل معهم مرة أخرى و خشى الجميع من تنفيذ تهديده ليتراجعوا عن الأمر لكنه فشل في عدم إيقاف نشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ليقوم بالاتصال ب رامي و أخبره بفسخ العقد بينهم و أنه سيتكفل بدفع الشرط الجزائي ليزداد غضب رامي من هنا بسبب ما فعلته لقد دمرت كل شيء و لن يستطيع إصلاح أي شيء بعد الآن ليقرر أن يسافروا خارج البلاد كي لا تفتعل شقيقته أي أزمات أخرى
❈-❈-❈
استيقظت في الصباح لتجد نفسها في غرفة غريبة حاولت تذكر آخر شيء حدث معها كل ما تذكرته أنها كانت تسير في الشوارع لتهبط دموعها على وجهها ليس من الخوف لكن بسبب كل ما تعرضت الفترة الأخيرة وقفت و مازالت تشعر ببعض الألم لتسمع صوت طرق على الباب دلفت حنين إليها وجدتها تبكي اقتربت منها
ـ أهدى كده هتتعبي تاني
نظرت لها بعدم فهم لتتحدث حنين بهدوء :
ـ إنتي هنا في أمان ده بيت اللواء عزيز مهران تعالي معايا نتكلم بره
خرجت معها لتجد رجلًا يجلس في الخارج اتجهت إليه برفقة حنين التي أردفت بهدوء :
ـ صباح الخير يا بابا
نظر لها و ابتسم بهدوء :
ـ عندك تأخير النهارده على المطعم
ـ الشباب موجودين هناك أطمن كلمتهم هيرتبوا كل شيء
أشار لهما كي تجلسان و آسيا تتابع ما يحدث بتوتر و خوف خشية أن يعلم أنس مكان تواجدها تحدث عزيز بجدية و هو يتابع نظرات آسيا المضطربة :
ـ متقلقيش إنتي هنا في أمان بس الأول محتاج أعرف إيه حكايتك حنين قالتلك إني لواء في الشرطة
نظرت له بقلق معنى حديثه أنه سيخبر أنس عن مكانها عليها المغادرة سريعاً علم حينها أنها تخفى شيئاً كبيراً ليضطر أن يهددها كي تتحدث
ـ أنا هضطر أبلغ الشرطة
وقفت و أومأت برفض فهي لم ترتكب أي جريمة نظرت حنين لها لتقف جوارها :
ـ أهدى و أطمنى إحنا بس عاوزين نعرف إيه حكايتك و أطمنى اللي هتقوليه مفيش حد هيعرفه
نظر عزيز لها و أومأ بموافقة يبدو أنها من طبقة ثرية لكن ما سبب حالتها ؟!
جلست و أخبرتهما بكل شيء ظل عزيز صامتاً بعض الوقت و قرر أن يتأكد أولاً من المعلومات التي أخبرته بها
ـ يعني البنت تثق في الواحد و بعد كده حياتها تتحول لعذاب بعدين لو بيحبك بجد كان حا.رب علشانك مش استسلم
هتفت حنين بهذا الحديث بغيظ ليتحدث والدها بهدوء :
ـ ده واقع بنعيش فيه يا حنين لو الزوجة مش هتقدر تكون أم وقتها الزوج بيضطر يتعرض لضغوط علشان يتجوز واحده تانية
ـ بس كده تبقى أنانيه منه
ـ أنا حكيت لحضرتك كل شيء و أنتم مش مجبرين تقبلوا وجودي هشوف أي مكان أعيش فيه
أردفت آسيا بهذه الكلمات و هي تقف كي تغادر ليتحدث عزيز بجدية :
ـ على الأقل فكري في الجنين اللي جواكي ياترى هتقدري تراعيه في الظروف دي
استمعت لحديثه بصدمة هل ما فهمته صحيح أم أنها تتوهم أردفت حنين بهدوء :
ـ لما تعبتي امبارح طلبنا دكتور و قال إنك حامل
وضعت يدها على بطنها لتهبط دموعها على وجهها بغزارة لما يحدث هذا معها الآن لقد تمنت أن يحدث هذا الأمر منذ عدة سنوات
ـ الأول هنروح لدكتورة تطمنا عليكي بعد كده هنتكلم اتفقنا
أومأت بموافقة و كانت تسير بدون وعي ذهبت برفقة حنين لأحد المستشفيات و قامت طبيبه بفحصها لتخبرهم أنها حامل في توأم كانت تشعر بسعادة كبيرة و في لحظة فكرت في العودة مرة أخرى لكنها تراجعت من المؤكد أنه تزوج من هنا الآن ستعيش من أجل أطفالها فقط بعد ذلك اتجهت للمطعم مع حنين و تعرفت على جميع العمال
بحث عزيز عن المعلومات التى أخبرته بها آسيا ليتأكد أن كل ما أخبرته به صحيح و فكر قليلاً هل يخبر أسرتها أم ينتظر حتى يرى ما سيحدث معهم أنهى أعماله و اتجه للمطعم ليجد آسيا تجلس شارده و غير منتبه لأي شيء يحدث حولها و كانت حنين تتابع العمل
شاهدت حنين والدها لتقترب منه و هتفت بهدوء :
ـ طمني يا بابا عرفت حاجة عنها
أومأ بموافقة و نظر لها :
ـ كلامها صحيح و لو فتحتي مواقع التواصل هتلاقي الكل بيتكلم عنها
وضعت يدها على وجهها بصدمة :
ـ أنا مش مصدقه إن فيه ناس عندها كمية الشر دي
ـ للأسف يا حنين الطيب في الزمن ده مالوش مكان
اقتربا منها و جلس عزيز أمامها و أحضرت حنين كرسيًا لتجلس معهما
ـ قوليلي ناويه على إيه إنتي دلوقتي مسؤولة عن طفل والده من حقه يعرف عنه
تنهدت بهدوء و أجابته بجدية :
ـ أنا هعيش علشان أولادى مش هقدر أرجع دلوقتي هشوف أي شغل و بيت كمان يكون سعره كويس أنا معايا مبلغ بسيط ممكن أبدأ بيه
أردف عزيز بجدية شديدة :
ـ إحنا هنساعدك يا آسيا و هنكون معاكي طول الوقت
نظرت له بامتنان و خجل :
ـ أنا مش عاوزه أسبب ليكم أي إزعاج
ـ أنا كان عندى بنت واحده دلوقتي عندى اتنين
ابتسمت له آسيا بهدوء لتبدأ حياة جديدة خاصة بها بدأت بالعمل مع حنين في المطعم و قررت عدم معرفة أي خبر عن أنس استطاعت أن تنجح في عملها و كانت حنين معها دائماً
❈-❈-❈
مرت عدة أشهر و أصبح أنس شخصًا آخر يذهب للشركة و يعود في المساء لقد بحث كثيراً عن آسيا و فشل في العثور عليها شعر رأفت بالندم بسبب ما فعله مع الجميع رغم محاولاته هو الآخر في البحث عن آسيا دون إخبار أحد لكنه فشل هو أيضاً في أحد الليالي كان نائمًا ليستمع لصوتها تستغيث به و كأنها أمامه تريد أن ينقذها من شيء ما كلما يحاول الاقتراب منها تبتعد عنه استيقظ و نظر حوله بقلق شديد ليشعر أنها بحاجة شديدة إليه
وصلت للشهر الأخير و أخبرتها الطبيبة أنها قد تلد طبيعي دون اللجوء للجراحة كانت تصرخ بقوة من الألم قرر عزيز أن يقوم بالاتصال ب أنس ففي النهاية هو زوجها و والد هؤلاء الأطفال لكنه تراجع عليه التحدث مع آسيا أولاً ظلت ساعة في غرفة العمليات لتخرج لغرفة عادية بعد ذلك بكت بقوة و هي تحمل أطفالها بين يديها لم تظن أن يتحقق حلمها ظلت يوم بالمستشفى و غادرت بعد ذلك لا ينكر عزيز أنه كان يرغب أن تظل آسيا معهم بالأطفال فهو أحبهم كثيراً لكن في النهاية يجب أن تعود لزوجها كانت في الغرفة لتدلف حنين إليها
ـ بابا عاوز يتكلم معاكي يا آسيا
تنهدت بهدوء لأنها تعلم أنه سيتحدث معها عن أنس و أن من حقه يعلم عن أطفاله اتجهت إليه في غرفة المكتب لا تعلم سبب خوفها من تواجدها في هذه الغرفة رغم أن المكان مختلف لكن تكون بعض الذكريات السيئة تطاردنا طوال الحياة
ـ آسيا أنا عارف إنك موجوعة من عيلتك بس حقهم يعرفوا عن ولادك
أجابته بحزن و وجع :
ـ هما مش عيلتي يا بابا أنا ماليش أهل و ممكن أكون بنت
قاطعها عزيز كي لا تتفوه بهذه الكلمة و أردف بجدية :
ـ إنتي بنتي يا آسيا من أول يوم قولتلك إحنا هنا عيلتك و إنتي مش لوحدك لكن كده بتظلمي أنس و بتظلمي نفسك معاه أنا مش هضغط عليكي بس فكري و واثق إن بنتي هتاخد القرار الصح
تركته و عادت لغرفتها و مر يومان لتجده يجلس في الحديقة اتجهت إليه و وقفت أمامه لتتحدث بتنهيدة عميقة :
ـ أنا خدت القرار يا بابا