![]() |
رواية المطاريد الفصل الخامس بقلم رباب حسين
توالى اللقاء وزاد معه نبضات قلبي إشتياقاََ وفرحةََ وعشقاََ ينبت بداخلي لأول مرة فلم أكن أتخيل أن أقع أسير الحب بهذه السرعة فأصبح اللقاء يشبه حفر لوحةٍ لوجهها داخل فؤداي وبات الليل مشاهدة لهذا الوجه فكلما أغمضت عيني تذكرت وجهها الباسم وعينيها الساحرة التي تجعل نبضات قلبي تعلو وتعلو حتى كدت أخاف أن يسمعها من حولي..... لم نتحدث كثيراََ ولكن كان لقاء العيون يكفي حديثاََ وفي يوم خرجت من المركز العلمي وأنا أبحث عنها فوجدتها تركض إلي وتخبرني أن المعلم سوف يقيم موعد خاص في منزل أحدهم حتى يستذكر بعض الدروس التي مضت ويبحثون عن مكان لهذا فأخبرتها أني أقيم وحدي ولا مانع لدي فذهبنا معاََ وأخبرنا المعلم وحددنا الموعد وعدد الطلاب وعلى الرغم من أن الموعد ليس بخاص بيني وبينها إلا إنني كنت سعيد بقدومها إلى منزلي وجاء الموعد وحضرت وكانت تنظر حولها إلى المكان وبعينيها الكثير من التساؤلات وعندما رحلو جميعاََ طلبت مني أن تتحدث إلي فنزلت إلى أسفل ووقفنا معاََ أمام المنزل
يحيى : خير يا رهف كنتي عايزة حاجة؟
رهف : هو أنت عايش لوحدك خالص؟!!!
يحيى : اه أنا بدرس هنا من زمان عشان والدي كان بيتشغل هنا بس السنة ديه أضطر يرجع البلد وأنا مقدرتش أنقل هناك فا هكمل ثانوي هنا وهدخل جامعة هناك
رهف : طيب عارف تعيش لوحدك؟!
يحيى : الصراحة لا بس بحاول يعني وكمان عشان أركز على المذاكرة عشان عندي أخين صغيرين فا كدة أحسن
رهف في حزن : يعني بعد السنة ديه مش هشوفك هنا في إسكندرية؟!
إبتسم يحيى وقال : يمكن أشوفك هناك في البلد..... في بيتي..... تبقي معايا على طول
إبتسمت رهف ونظرت داخل عينيه وقالت : أنا بحبك
صدم يحيى وقال وهو يبتسم : هو إنتي على طول كدة مندفعة؟!
إبتسمت رهف وقالت : لا ده مش إندفاع ديه حقيقة..... أنا فعلاََ بحبك أخبي ليه؟!
يحيى : طيب على الأقل أصبري لما أقولهالك الأول
رهف : لا أنا لما بحس بحاجة بقولها ولما بعوز حاجة باخدها طالما إني شايفة إني مش غلطانة و بعدين ما أنت لسة قايل تبقي في بيتي يعني بتفكر فيا زي ما بفكر فيك أخبي مشاعري ليه بقى ؟!
ضحك يحيى وقال : هو إنتي مجنونة كدة على طول؟!
رهف : قبل ما أعرفك كانو بيحلفو بعقلي بس جيت إنت قلبت الموازين..... أنا همشي بقى
تركته وذهبت ولكن أوقفها وقال : طيب مش هتاخدي الجاكت
رهف : خليه ذكرى
إبتسم يحيى لها وظل ينظر إليها وهي تركض في سعادة
عادت الذكريات إلى يحيى الذي يجلس ينظر إلى المعطف الذي أعطته له قديماََ ولا يعلم لما يشعر بالتشوش من حديثها فهي ترفض أن يقترب منها دون زواج فكيف وقد رآها في هذا الوضع داخل التسجيل؟ تذكر حديثها في هذه الليلة الأخيرة
"لا يا يحيى إنت متعملش كدة..... مش أخلاقك"
هل ترفض فعل ذلك معي لأجلي حتى لا أفقد نفسي لأجلها وأصبح مثلها أم ترى أني مختلف عن باقي الرجال التي عرفتهم بحياتها وترفض أن تراني مثلهم؟.... نفض يحيى رأسه من هذه الأفكار وألقى المعطف داخل الخزانة وذهب إلى الفراش..... شعر بعد قليل بالتعب ولكن لم يبالي وذهب في نومٍ عميق..... في منتصف الليل نزلت رهف إلى غرفته كي تعطيه بعد الأدوية وبعدما دخلت الغرفة لاحظت إرتعاش جسد يحيى فأسرعت إليه في ذعر وقامت بقياس حرارته وأعطته حقنة لتخفض الحرارة وظلت بجواره حتى سطعت الشمس وغفت على الكرسي..... إستيقظ يحيى ووجد رهف تجلس على الكرسي ظل يتأملها وتزداد ضربات قلبه مما جعله يشعر بالغضب الشديد فقال في غضب : رهف..... رهف نايمة هنا ليه؟!
فتحت رهف عينيها في صعوبة أثر السهر طوال الليل بجواره فقالت : صحيت؟!!.... إنت كويس؟
يحيى : بلاش إستغلال للظروف ما أنا كويس أصلاََ إيه اللي جابك هنا ونيمك في أوضتي..... أظن إتفاقنا إنك تدخلي هنا عشان تديني الأدوية بس..... إتفضلي برا
شعرت رهف بالغضب منه فوقفت وقالت : على فكرة أنا مش قاعدة هنا عشان أتفرج عليك وإنت نايم.....درجة حرارتك كانت ٣٩ ونص وأنا قعدت طول الليل أعملك في كمادات يعني كنت بشوف شغلي مش أكتر... ما لو كنت بتسمع الكلام و بتاخد بالك من نفسك ومن الجرح مكنش حصل فيك كدة وبما إنك صاحي تزعق وتتخانق فا أنت كدة بقيت كويس وأنا مهمتي خلصت عن إذنك
ذهبت رهف من الغرفة ونظر يحيى إلى جواره فوجد إناء ومحرمة كانت تستخدمهما في عمل كمادات له فأغمض عينيه في ملل ثم دخلت أمينة الغرفة وهي تنظر إلى رهف التي تخرج وعلى وجهها علامات الغضب فقالت : مالها الدكتورة يا يحيى؟!! صوتها عالي ليه؟!!
يحيى : مفيش حاجة يا أما
أمينة : عارف لو تبطل طبعك الحامي ديه..... البت حلوة وزي الجمر وإنت عتعاملها كيف الغفر
يحيى : مش بالشكل
أمينة : ولا بأي حاجة..... ولا فيه حاجة عتلفت نظرك للحريم..... أنا مخبراش عتفضل من غير جواز إكديه؟
يحيى : اه يا أما مش هتجوز..... وأكيد ده مش وقته ولا وقت خناق على الجواز..... أبوي لو سمعك مش هيسكت وأنا مصدقت إنه قفل الموضوع ده بعد أخر مرة
زفرت أمينة وقالت : طيب يا ولدي لو مش لادد عليك البنيتة اللي إهنية فكر في الدكتورة..... إهي مصراوية ودكتورة ومتعلمة
أغمض يحيى عيينه وقال في غضب : تااااني يا أما
أمينة : خلاص خلاص عاد... سكتت
لاحظت أمينة أن رهف تهبط الدرج في طريقها إلى الخارج فصاحت بإسمها وتوقفت رهف تنظر إليها فقالت أمينة : مستعجلة ليه؟!!! أفطري لول وبعدين روحي على المستوصف
رهف : لا مليش نفس..... متشكرة
ذهبت رهف ولاحظ يحيى صوتها المنزعج وشعر بالضيق فهي ظلت بجواره طوال الليل وذهبت إلى عملها بالصباح
أمواج البحر العاتية ترتطم بشواطئ الأسكندرية تعبر عن الغضب الذي يكمن بداخل حازم الذي عاد بعد البحث مطولاََ عن رهف ولم يجدها بالأخير.... وصل إلى منزله وفتح الباب وركض إليه أبناءه رهف وسليم وهما يصيحان : بابا.... بابا
إنحنى إليهما وحملهما على ذراعيه وهو يضحك وقال : وحشتوني يا عفاريت
رهف : إتأخرت أوي يا بابا
حازم : معلش حبيبتي كان عندي شغل ورجعت على طول
اقتربت هبة ووقفت أمامه في توتر وقالت : عملت إيه يا حازم ؟!
أنزل حازم الأولاد وزفر وقال : هربت مني برده
تنهدت هبة في راحة وقالت : الحمد لله
زفر حازم في غضب وقال : بقولك إيه يا هبة بلاش تحرقي دمي
هبة : بحرق دمك عشان بحمد ربنا إنك معملتش الجريمة ديه؟
حازم : مش عايز أتكلم في الموضوع عشان كل مرة بنتخانق بسببه
هبة : وأنا هفضل ضد اللي إنت عايز تعمله ده وهفضل أقولك رهف متعملش كدة..... أنا مش فاهمة إزاى مصدقين عنها كدة بجد؟
حازم في غضب : يا بنتي إنتي هتجننيني ما الفيديو باين فيه كل حاجة.... وبعدين إنتي مكنتيش معاها ليل نهار عشان تعرفي هي بتهبب إيه برا.... مش معنى إنك كنتي صاحبتها إنك حفظاها
خرج عمر من غرفته وقال : بس خناق قدام الأولاد..... تعالى قولي عملت إيه يا حازم
حازم : هربت..... معرفتش أعمل حاجة
عمر : طيب خش غير هدومك وارتاح وبطل تتخانق مع مراتك بسببها
حازم : هي اللي مش بتسيب فرصة غير وتقعد تدافع عنها مش كفاية إنها غصبت عليا أسمي البت على أسمها
هبة : أنا وإنت وعدناها بكدة زمان
عمر : خلاص يا هبة..... روحي حضريلنا الفطار وتعالي
ذهبت هبة وجلس حازم بجوار عمر وقال : كان بيني وبينها باب وقدرت تهرب برده
عمر في حزن : اللقا نصيب ويا عالم فيه عمر للقا ولا لا
يجلس عمار علي صفح الجبل شارد الذهن ولاحظ رماح ذلك واقترب منه وجلس بجواره وقال : من عشية وإنت صافن..... خبر إيه؟!
تنهد عمار وقال : مفيش..... بفكر في العملية اللي بعد كام يوم...... محتاجين سلاح وأكل والحكومة مش سايبلنا طريق
رماح : هنلاجي حل متجلجش
عمار : بفكر في اللي حصل إمبارح..... نعمل أي حاجة تتلهي فيها الحكومة ومن ناحية تانية نهرب الحاجة زي ما ولعت في القسم عشان أعرف أنزل ليحيى
رماح : مش عنولع في المركز كل شوية عاد
عمار : لا..... بفكر أولع في الأرض القبلية بتاعت التهامية..... ساعتها يحيى هيجري علي الأرض
رماح : بس يحيى غضبه عيزيد إكديه
عمار : مش مهم..... قولي صحيح.... مين الدكتورة اللي قاعدة عنده ديه؟!
رماح : مخابرش
عمار : طيب شوف حد يدور في الموضوع ويقولي..... عايز أعرف هي قاعدة تعالجه بس ولا فيه حاجة تانية
رماح : ليه؟!
عمار : بعدين هقولك..... بس شوفلي إيه الموضوع بالظبط
رماح : ماشي.... اللي تشوفه
بعث رماح أحد الرجال إلى المركز الصحي وقام بحجز دور الكشف وبعد وقت دخل الغرفة وبدأت رهف في فحصه ثم جلست لتكتب له بعض الأدوية فقال رجب : والله يا دكتورة جيتلنا نجدة
إبتسمت رهف وقالت : الحمد لله ده دورنا كدكاترة يعني
رجب : بس إنتي بتتعبي صوح..... يعني بتمرضي الكبير وكومان إهنيه الله يجويكي
رهف : هي فترة بس وهتعدي وإن شاء الله دكتور تاني يجي بدالي ويكون الكبير خف وساعتها هيبقى مركز معاكم إنتو بس
رجب : الله يكرمك يا دكتورة
ذهب رجب وعاد إلى الجبل وأخبر عمار بما قالته رهف وذهب وتركه مع رماح الذي قال : ما تفهمني يا عمار خبر إيه؟!
عمار : كان نفسي تبقى حاجة تانية غير دكتورة ساعتها كنت هخلي سمعة يحيى في التراب
رماح : كيف يعني؟!!
عمار : خلاص يا رماح اللي كان في دماغي مش هيمشي.... روح شوف الرجالة وشوف التسليم هيتم إمتى
عادت رهف إلى منزل يحيى وذهبت لتطمئن عليه وتعطيه الأدوية.... دخلت الغرفة ولم تتحدث أو تنظر إليه فقط أعطته الأدوية وفحصت الجرح وأثناء ذلك دخل أحمد الغرفة وقال : حمد الله على السلامة يا يحيى
إبتسم يحيى وقال : الله يسلمك يا أحمد.... تعالى أدخل
اقترب أحمد وقال : والله القسم مضلم من غيرك
يحيى : طمني بس حصل إيه في القسم إمبارح؟!
أحمد : متقلقش بسيطة..... أنا حاسس إنهم عملو كدة عشان عمار ينزل براحته
وقعت عين أحمد على رهف وظهر على وجهه علامات الإعجاب فاقترب منها وقال : إنتي الدكتورة الجديدة
أماءت له رهف بنعم فقال : أنا شفتك اليوم اللي إتضرب فيه يحيى بس الدنيا كانت ضلمة مدققتش أوي يعني..... بس ما شاء الله زي القمر
نظرت له رهف وقالت في هدوء : شكراََ
ثم نظرت إلى يحيى وقالت : هجيب شاش من أوضتي وأجي
ذهبت رهف وظل أحمد يتابعها حتى خرجت ثم نظر إلى يحيى وقال في أعجاب : إيه القمر ده..... ديه حلوة أوي
شعر يحيى بالغضب من حديثه فقال : ما خلاص يا أحمد فيه إيه؟!
أحمد : خلاص إيه بس..... هي متجوزة؟!
زفر يحيى وقال : معرفش..... لما تيجي إسألها
أحمد : إنت بجد إزاى محاولتش تسألها حتى..... ديه متتسبش بجد
يحيى : تبقي أخرس بقى عشان متسمعكش
أحمد : ياريت تسمع وأنا أطلب إيدها حالاََ
عادت رهف إلى الغرفة ولاحظت الغضب على وجه يحيى ولكن لم تهتم وباشرت عملها وعندما إنتهت قالت : خلي بالك من الجرح وياريت متتحركش كتير عشان ميحصلش مضاعفات زي إمبارح
يحيى : بخصوص إمبارح...
قطع حديثه دخول أمل فقالت : رهف..... فيه واحد إسمه أيهم برا عايز يشوفك
عقدت رهف حاجبيها وقالت : أيهم.... هنا؟!!
إنتبه يحيى إلى إسمه وتذكر أنها كانت تتحدث معه بالهاتف وهي مبتسمة فتبعها إلى الخارج ولحق بهما أحمد.... وقفت رهف أمام أيهم وقالت : دكتور أيهم..... حمد الله على السلامة..... بتعمل إيه هنا؟!
أيهم : أنا أسف جداََ يا رهف بجد..... أنا غلطت لما جبتك هنا وللأسف مش لاقي حد ياخد مكانك..... أنا هطوع بدالك لحد ما يلاقو دكتور
رهف : إزاى يا دكتور والمستشفى في القاهرة هتعمل فيها إيه؟!
أيهم : مش مهم المستشفى مش مهم أي حاجة غير إنك تكوني في أمان..... أرجوكي خدي حاجتك وأمشي من هنا بسرعة
قاطع حديثه يحيى الذي شعر بالغيرة من حديثه معها وإهتمامه الزائد بها فقال : حضرتك تقدر تمسك المركز الصحي زي ما أنت عايز لكن هي مش هتمشي من هنا
رهف : ليه؟!
نظر لها يحيى ورفع حاجبه ونظر لها في تعجب وقال : هتمشي وتسيبي المريض بتاعك يا دكتورة..... ولا القسم مبقاش ليه لزوم دلوقتي؟
رهف : بس إنت اللي طلبت دكتور مكاني
يحيى : اه حصل فعلاََ.... بس مش ده
نظر له أيهم في تعجب وقال : مش ده؟!!! يعني إيه مش ده ؟! مش شايفني دكتور يعني..... هو مين ده أصلاََ؟
إبتسم يحيى في ثقة وقال : أنا يحيى التهامي..... كبير البلد..... عارف يعني إيه كبير البلد في الصعيد يا دكتور؟!
أيهم : لا معرفش
يحيى : عشان كدة بقي بقول مش ده..... داخل بيت الناس لا تعرف أصول ولا تستأذن وداخل تكلم الضيفة من غير ما تسأل مين صاحب البيت وكمان بتأمر وتنهي إنتي أمشي وأنا هقعد..... حد قالك إني هسمحلك تقعد في بيتي وتبقى الدكتور بتاعي...... تقدر حضرتك تنزل المركز لإن رهف مش بتنام تقريباََ بسبب الشغل والضغط لكن تمشي أو لا ديه بتاعتي أنا مش إنت..... اه كمان لما تقعد هنا ساعة واحدة بس مش هتسمع غير عني أنا وساعتها هتفهم يعني إيه الكبير..... وبعدين متقلقش لما المطاريد يخطفوك محدش هيعرف يرجعك غيري
نظر له أيهم في توتر وقال : يخطفوني؟!!! ليه بقى؟
يحيى : عشان لو حصل إصابات خلال التشابك بينا وبينهم بيخطفو الدكتور.... أنا بفهمك عشان تعرف إنت داخل على إيه
أيهم : لا لو كدة يا رهف وإنتي هتفضلي هنا خلاص نسيب المركز من غير دكتور وأنا هرجع القاهرة تاني وأدور على دكتور يمسكه..... بس إنتي متروحيش كمان خليكي هنا مع أستاذ يحيى
نظرت له رهف في تعجب من تراجع موقفه وكيف يقرر ترك المرضى بالمركز الصحي دون طبيب ثم أردف أيهم : المهم ترجعي بعد ما يخف على طول..... الحقيقة مكناش عارفين إن المستشفى هتبقى وحشة كدة من غيرك..... أنا مستنيكي
نظر له يحيى في غضب ثم أمسك يده ليصافحه وضغط عليها في غضب وقال : نورت يا دكتور أيهم..... أحمد وصل الدكتور لمحطة القطر أحسن يتخطف وهو ماشي لوحده كدة
شعر أيهم بالخوف وقال : لا ده أنا أطلع من هنا بسرعة بقى..... خلي بالك من نفسك يا رهف
أحمد : إتفضل يا دكتور أنا هوصلك
مال أحمد على يحيى وهو في طريقه إلى الباب وقال : أول مرة أشوفك بتغير يا يحيى
تركه وذهب ونظر إليه يحيى ثم نظر إلى رهف التي تنظر إلى أيهم في تعجب وهو يفر هارباََ من المنزل فقال يحيى : جبان..... ذوقك بقى وحش جداََ بصراحة
نظرت له رهف وقالت : ذوقي؟!!
يحيى : اه..... مش ده اللي كنتي بتضحكي معاه في التليفون؟!
رهف : هو عشان ضحكت معاه يبقى فيه بينا حاجة أو هو ذوقي
يحيى : والله واحدة زيك لما بتضحك مع راجل بشوف نيتها حاجة واحدة بس
تركها وذهب إلى غرفته فلحقت به رهف وقد طفح كيلها منه وأغلقت الباب بعنف خلفها تحت نظرات أمل التي كانت تتابع ما يحدث في صمت وتعجبت مما فعله يحيى وعندما دخلت رهف الغرفة وقفت أمام يحيى وجذبته من ذراعه وقالت في غضب : أنا لأخر مرة يا يحيى بحذرك.... مش مسموحلك تتكلم معايا كدة تاني.... قولتلك إمبارح تعتبرني الدكتورة اللي بتعالجك وبس
يحيى : هو إنتي فاكرة إني أول ما هتقولي كدة هنسي اللي عملتيه فيا؟!
رهف : أنا اللي عملت فيك؟!!! ده مفيش حد مداسش عليا وأنا معملتش أي حاجة وإنت أولهم..... كلكم بتحاسبوني غلطة ومحدش فيكو فكر يجي يسألني ويسمعني
يحيى في غضب : طيب فهميني...... قوليلي الحقيقة
رهف : بعد إيه؟!!! جي تسأل على الحقيقة بعد ١٥ سنة
يحيى : فهميني يا رهف...... قوليلي إزاى طلعتي كدة...... حد ضحك عليكي طيب ومشيتي في السكة ديه غلط..... أبوكى عيان وكنتي محتاجة فلوس..... قوليلي أي سبب يخليني أنسى الوجع اللي جوايا..... إكدبي عليا وأنا موافق بس ريحيني
رهف : للأسف معنديش حاجة أقولها ومش مجبرة إني أكدب ولا أدافع عن نفسي قدامك
أمسكها يحيى من يدها وقال في غضب : لا مجبرة..... بحق ال١٥ سنة دول وبحق الوجع اللي بحس بيه كل أما أفتكر اللي شفته زمان مجبرة تقوليلي أي سبب
رهف : مش هيحصل
يحيى : تمام..... بس إفتكري إني قولتلك زمان لو شفتك تاني مش هسيبك غير لما أخد حقي منك
رهف : وده هتاخد إزاي؟!
زفر يحيى وأعتدل في وقفته ونظر إليها وقال : من ساعة اللي حصل وأنا مش قادر أنسى غدرك ليا ومش قادر أشوف واحدة غيرك...... يمكن إنتي كنتي بتتسلي بيا لكن أنا لا..... والنار اللي جوايا مش هتهدي غير لما أطولك..... وساعتها هقدر أكمل حياتي عادي وأتجوز وأنساكي..... أنا عارف نفسي مش هعرف أنساكي غير لما أخد منك اللي أنا عايزه
رهف : وأنا قولتلك إمبارح مش هتلمسني
يحيى : هتجوزك..... وبعد كام شهر أطلقك..... وساعتها تختفي من حياتي كلها
نظرت له رهف في حزن فكم تمنت أن تصبح زوجته في يومٍ ما ولكن لم تكن تتخيل أنها ستشعر بهذا الألم وهو يطلب منها ذلك وأخذت تفكر قليلاََ فلا سبيل لديها سوى الموافقة حتى يتأكد يحيى أنها شريفة ولم تخطئ أبداََ فنظرت إليه والدموع في عينيها وقالت : موافقة