رواية فرحة لم تكتمل الفصل الخامس 5 بقلم رحمة ابراهيم

 

رواية فرحة لم تكتمل الفصل الخامس بقلم رحمة ابراهيم


(مريم خارجة من باب بيتها، لابسة لبس بسيط مرتب، شعرها ملموم، ووشها هادي لكن عينيها فيها كسر باين. ركبت ميكروباص وسط الزحمة، وقعدت ناحية الشباك… بتبص على الشوارع كأنها أول مرة تشوفها.)

(الصوت الداخلي لمريم):

"هو ده الصح؟

ولا أنا بضحك على نفسي تاني؟

بس يمكن… الكمان يعلم قلبي يسمع حاجة غير القسوة."

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

(المشهد: قدام كلية تربية موسيقية)

(مريم وقفت تبص على لافتة الكلية، ابتسمت ابتسامة خفيفة حزينة، وقالت لنفسها…)

مريم (بهمس):

"لو هتعلم أعيش… لازم أبدأ من هنا."

(دخلت، خلصت الورق، وقدّمت، وسابوا لها ورقة فيها معاد الكشف والمقابلة.)

موظفة – بابتسامة باهتة:

"مقبوله تعالي الاسبوع الجاي عشان تبدي المحاضرات . نتقابل تاني بس وانتي متخرجه ان شاء اللله شرفتيني 

مريم – بابتسامة شبه ميتة:

"شكرا 

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

المشهد: باب كلية تربية موسيقية – بعد ما خلصت التقديم

(الجو كان دافي بس ساكت، كأن الدنيا واقفة بتتفرج على كلية تربية موسيقية.

، ووقفت شوية تبص حوالينها… ناس بتضحك، ناس بتصور، هي بس اللي واقفة وسط كل ده مش حاسة بأي حاجة.

(مريم خارجة من باب الكلية،

فضلت تمشي ناحية الموقف، تركب مواصلة ترجّعها للبيت. وسط الزحمة، 

(ركبت جنب الشباك، وفضلت تبص برا، ساكتة، بتعدّي عينها على الناس والبيوت واللافتات، وكل حاجة بتفكرها إنها ماشية في طريق جديد… بس جواها كأنها لسه واقفة في نفس المكان.)

صوت بنت من وراها – بنبرة مدهوشة وحنونة:


شيماء – بصدمة بسيطة:

"مريم؟!"

(مريم لفت وهي مش متأكدة من الصوت… لكن أول ما شافتها، ابتسمت ابتسامة مش فاهمة هي فرحانة ولا مضايقة.)


شيماء"إنتي كنتي جارتي  قبل ما تنقلي… فاكرة؟"

مريم  – وهي بتضحك بمرارة:

"فاكرة كل حاجة… 


بفرحه شيماء 

(حضنوا بعض بسرعة، وفيه دفء حقيقي ف اللحظة.)

شيماء ! إزايك؟! مشوفتكيش من سنين…"

شيماء – وهي بتقعد جنبها:

"أنا كويسة…     "أنا مش مصدقة! دي صدفة غريبة! وإنتي؟ إيه أخبارك؟"

بخير لسه مقدمه في كليه تربيه موسيقي

"برافو يا مريم… دايمًا كنتِ بتحبي المزيكا." "… حتى صوتك وإنتي بتغني من البلكونة."

"لسه بتغني…"

مريم لا 


(لحظة صمت بينهم… بعدين مريم تكسر الصمت)

مريم – بتردد:

"أخبار يوسف أخوكي إيه؟"

شيماء – عينيها بتلمع بالدموع:

"يوسف؟"

(نظرت بعيد شوية، صوتها اختنق بالحزن)

… حب بنت حبها بزيادة. وودته في الإدمان… تعب اوي ."

(رجعت تبص لمريم)

"بس الحمد لله، بيتعافى… بقاله سنة في طريق الصح. بقى أهدى، أنضج… ويمكن أحسن من قبل."

(مريم سكتت… بس جواها حاجة اتحركت. يوسف؟ اللي كان زمان طفل شقي بيعاكسها وبيجري؟! دلوقتي راجل شايل وجع… زيها؟)

(الموصلّة بتقف)

 شيماء – وهي بتقوم:

"ده موقفنا… تنزلي؟"

مريم – وهي بتهز راسها:

"آه، يلا."

(نزلوا سوا… ومشيوا جنب بعض. الجو بقى مغيم، بس في قلب مريم شعاع بسيط نور.)





(شيماء وهي ماشية جنب مريم، كانت كل شوية تبص فيها وتبتسم، كأنها مش مصدقة إنها قابلتها تاني.)

شيماء – فجأة وهي بتوقف:

"مريم؟ تعالي معايا البيت… نسلم على ماما، ويوسف كمان."

مريم – بتردد وخجل:

"لأ مش حابة أضايقكم… مش لازم يعني."

شيماء – بإصرار دافي:

"بطلّي الكلام ده. ماما هتفرح بيكي… ويوسف هيحب يشوفك."

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

(مريم بصت بعيد شوية، قلبها دق فجأة لما سمعت اسمه، بس في الآخر وافقت وهزت راسها.)

(وصلوا قدام العمارة… نفس البلكونة، نفس الريحة، نفس السلم اللي كانت بتجري عليه وهي صغيرة… بس قلبها دلوقتي تقيل.)

(الباب اتفتح… صوت خافت من جوّه)

أم يوسف – من جوه:

"شيماء؟ مين معاكِ؟"

شيماء – وهي بتدخل:

"ماما! بصي مين لقيتها؟! دي مريم يا ماما! مريم بنت الأستاذ إبراهيم!"

أم يوسف – وهي بتخرج بسرعة من المطبخ، عينيها بتلمع:

"ياااااه… مريم؟! بسم الله ما شاء الله! كنتي فين يا بنتي؟!"

(حضنتها بحنية، بس مريم كانت متوترة ومش عارفة ترد، عينها بتزوغ في كل اتجاه… بس مش قادرة تبص لقدّام.)

(وفي اللحظة دي…)

صوت رجولي نازل من فوق السلم الداخلي:

"مين يا شيماء؟"

(مريم حسّت بجسمها اتجمد… الصوت ده؟ خشن… لكن فيه دفء مش غريب.)

(نزل يوسف… أطول، جسمه أتقل، دقنه خفيفة، وعينيه فيها حزن قديم ومخمور بنضج ما يتوصفش… لبس بيتي بسيط، بس وقفته فيها رجولة.)

شيماء – وهي بتبتسم بمكر:

"دي مريم… جارنا القديمة. فاكرها؟"

(يوسف وقف مكانه، بص لمريم… لحظة سكون طويلة، مفيهاش ولا نفس.)

يوسف – بهدوء تقيل:

"فاكرها…"

مريم – بصوت واطي:

"إزيك يا يوسف؟"

يوسف – بابتسامة شبه حزينة:

"كويس… أحسن. وإنتي؟"

مريم – وهي بتزق جواها كل الوجع وترد ببسمة ضعيفة:

"بحاول أكون أحسن برضو."

(يوسف ابتسم، بس في عينه كانت فيه دمعة ماتوقعتش تشوفها…)

شيماء – وهي بتكسر الصمت:

"يوسف، مريم قدمت في كلية تربية موسيقية النهارده…

يوسف لسه بتكتبي اغاني وبتلحني  زي زمان 

مريم اه انت لسه بتغني  صوتها لسه زي زمان."

يوسف – وهو بيبصلها بنظرة مش مفهومة:

"أكيد لسه… أحلى من زمان كمان.


الأم – وهي بتحط إيديها على كتف مريم:

"يلا يا بنتي، اتعشي معانا. متسيبينيش كده."

(مريم سكتت لحظة… وبعدين ابتسمت بخفة.)

مريم – بصوت هادي:

"ماشي…"

(وهي قاعدة، حست إنها داخلة على فصل جديد… يمكن تلاقي فيه أخيرًا لحن الحياة اللي ضاع منها.)


﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎


(خرجت مريم من بيت شيماء، كانت ماشية في الشارع وهي مش حاسة برجليها… قلبها لسه مضطرب، لقاء يوسف فتح أبواب كانت مقفولة جواها من سنين. بس دلوقتي، لازم تروح تقابل الدكتور هشام زي ما اتفقوا.)

(وصلت عند العيادة، طلعت السلم بخطوات بطيئة، وفي قلبها حاجة مخنوقة… كأنها داخلة تقابل شخص فاهمها أكتر من نفسها.)

السكرتيرة – بابتسامة هادية:

"اتفضلي يا مريم… الدكتور مستنيك."

(دخلت، لقت الدكتور هشام قاعد في مكانه المعتاد، مكتبه مرتب، ونظراته فيها دفء بس كمان تركيز حاد.)

الدكتور هشام – بابتسامة بسيطة:

"أهلاً يا مريم… عاملة إيه النهارده؟"

(سكتت… قعدت قدامه، وبصت له بعينين فيها حاجات كتير متكسّرة.)

مريم – بصوت واطي:

"قابلت يوسف…"

(الدكتور سكت لحظة… وبعدها قال بهدوء:)

"يوسف…؟"

مريم – وهي بتحاول تتحكم في صوتها المرتعش:

"ابن جارتنا… اللي كنت بلعب معاه زمان…

قابلته بالصدفة عند شيماء، وبصلي كإني ما اتغيرتش…

بس أنا اتغيرت يا دكتور… اتغيرت أوي."

الدكتور هشام – وهو بيكتب حاجة سريعة في نوتته:

"وحسيتي بإيه لما شُفتيه؟"

(مريم بصت للأرض… عضّت شفايفها، وبعدين قالت:)

"حسيت إني لسه واقفة في نفس الحتة…

لسه الطفلة اللي بتدور على حضن…

لسه البنت اللي بتتمنى حد يصدق إنها تستحق تتحب…"

الدكتور هشام – بنبرة حنونة وجادة:

"إنتي مش واقفة في نفس الحتة يا مريم…

إنتي جيتي لحد هنا، وده لوحده خطوة كبيرة."

مريم – بنظرة فيها دموع مكبوتة:

"بس أنا تعبت…

كل حد يدخل حياتي، بيكسرني أكتر.

حتى اللي كنت فاكرة إني ممكن أحبهم… بيطلعوا بيستغلوني.

أنا مش واثقة إني هعرف أعيش من غير خوف."

(الدكتور بصّ لها بعمق… وبعدين قال بصوت ثابت:)

"الخوف مش دليل ضعف…

الخوف دليل إنك لسه بتحاولي… ولسه بتتمني…

وده لوحده، بداية التعافي."

(سكتوا شوية… كانت اللحظة فيها صمت أصدق من ألف كلمة.)

الدكتور هشام – وهو بيقفل النوتة:

"ممكن أطلب منك حاجة؟

متحكميش على نفسك بعين اللي كسروا قلبك…

وشوفي نفسك بعين واحدة بس… بعينك إنتي.

اللي نجت، واللي لسه واقفة رغم كل حاجة."

(مريم نزلت دمعة… لكنها مسحتها بسرعة.)

مريم – بابتسامة حزينة:

"هحاول يا دكتور…

أنا تعبت من الهروب."

الدكتور – بنبرة مشجعة:

"ويمكن ده أول اعتراف حقيقي…

إنك مش عايزة تهربي تاني."

(مريم قامت من مكانها، حسّة بخفة بسيطة رغم التعب… كأن قلبها اتفتح شوية، ولو حتى بسطر واحد جديد.)

(مريم وقفت تفتح باب العيادة، وخطواتها كانت بطيئة… كل كلمة الدكتور لسه في ودانها، بس جوّاها كان في عاصفة ما تهداش.)

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

(طلعت على الرصيف، الهواء كان بارد، والسماء ملبدة بغيوم سودا، كأنها مرآة لحالها.)

(شافت في المراية الجانبية للعربية صورة نفسها… العينين اللي كانوا فيها دموع، دلوقتي شبه غُربال بيتسرّب منه كل أمل.)

(بتهمس لنفسها بصوت خافت، لكنه مليان كراهية وحيرة:)

"أنا مين؟

ليه كل ده لازم يحصل؟

ليه الدنيا بتكسرني وأفضل أنا اللي اتكسرت؟"

(وفي اللحظة دي، موبيلها رن. كانت رسالة من يوسف.)

(فتحت الرسالة، وكان فيها صورة قديمة ليهم، وهتافه بسيط:

"لسه فاكر أيامنا، يمكن نرجع نكون زي زمان؟").......

الفصل السادس من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1