رواية قلب لا يلين الفصل السادس بقلم نورا نبيل
************************
.. أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنتِ
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملتِ
واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ
وقلّمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفالِ
إلا أنتِ ..
..
أشهدُ أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنتِ
والعقل والجنون إلا أنتِ
والملل السريع
والتعلّق السريع
إلا أنتِ
..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلتِ
وحرّرتني مثلما فعلت
نزار قبانى
***********************
ما ان استمعت كريمان الى صوت جرس الباب يدق بألحاح شديد توجهت الى الباب ، وقامت بفتحه لتجدامامها امرأة شديده الاناقه رائحه عطرها قويه للغايه وترتدى فستانا من
اللون الاسود شديد الاناقه ويتدلى من رقبتها عقد ماسى
وقفت تحدق بكريمان بتأفف تتاملها من راسها حتى اخمص قدميها بنظرات مليئه بالا حتقار قائله بغرور
وهيا تشير لها بيدها بتكبر:-
انت ياشاطرة روحى ناديلى سيدك مراد بسرعه علشان مستعجله.
كريمان بحده غير عاديه :-
اولا انا اسمى كريمان ثانيا استاذ مراد نايم ، وطلب منى ما ان محدش يزعجه.
غضبت منها بشده ثم هتف بها بغضب صارم قائله:-
انت متخلفه متعرفيش انا مين ؟!
كريمان بعدم اهتمام :-
انت مين يعنى ،؟!!
كادت ان تدفعها ،وهيا تصيح بها بغضب قائله:-
انا ساره هانم خطيبه مراد يا جاهله انت .
كريمان بجمود :-
متأسفه انا معرفش حضرتك
رفعت سارة يدها، وهى تكز على اسنانها بغضب ،وكادت تهوى بها على وجهها
الى ان اوقفها صوت مراد الذى
ما ان شاهدها حتى صاح بها بغضب شديد:-
ساره ايه الى جابك هنا؟!
اظن انا سبق ،وحذرتك ان تجيلى البيت
مما افزعها لترتد الى الخلف تحاول ان تتماسك امام غضبه الشديد
اقتربت منه بغنج قائله بدلال محاوله ان تحتضنه :-
ايه ياحبيبى فى حد يقابل خطيبته كده يامورى ؟!!
صدمت كريمان بشده فوقع الكلمات عليها اصابها بصدمه كانت تظن ان زوجته هجرته او توفيت لكن لم تكن تتخيل
ان يكون خاطبا.
مراد غاضبا رامقاها اياها بنظرات مشتعله من شده الغضب :'
لوسمحت ياسارة اتفضلى ارجعى على بيتك انا تعبان عايز
ارتاح اكمل قائلا بنبرة تحذريه مشيرا لهابيديه رامقا اياها
بنظرات حاده كنظرات الصقر. مشيرا الى قائلا بجمود:-
كريمان هنا احترامها من احترامى مش ها اسمح لحد يقلل منها كفايه حبها للاولاد ، واهتمامها بيهم
غادرت سارة لاويه فمها بغضب ،وهى تزمجر بغضب شديد رامقه كريمان بنظرات قاتله حتى انها كادت ان تتعثر من فرط ماتشعر به من غضب.
خيط بسيط من الفرحه تسلل الى قلبها جعلها رغم صدمتها به تفرح كثيرا لأهتمامه بها ،ومد افعته عنها
ودت ان تشكره على دعمه له لكن خشيت ان يرها متصيده فرص ، ويعود لأتهامها بأنها تسعى خلفه مثلها كمثل غيرها.
اكتفت بالصمت
لكتها مالبثت ان تذكرت انه لم يتناول طعام الغداء
تحدثت اليه قائله بترددوهيا متوجسه من رده فعله:'-
استاذ مراد حضرتك ما أكلتش احضر لك الاكل ؟!!
مراد بأرهاق شديد.:-
تمام جهزيهولى على السفره ،وانا جاى حالا.
كريمان بسعاده غامرة لمجرد انه قبل ان تعد له الطعام دون ان يوبخها كالعاده:-
حالا ها اجهزه لحضرتك
غادرت مسرعه تتفنن فى تزين الطعام له واعدت له كوب من العصير الطازج ووضعت كل شئ على الطاوله ثم انصرفت
لتركه يتناول طعامه كما يريد
جلس مراد يتناول طعامه بصمت تام،ولكنه لايستطيع ان يكف عن التفكير بموضوعه مع سارة فتلك اللزجه تصر على ان تقتحم حياته رغم عنه ,ووالدته تساندها بذلك
اخذ يحدث نفسه بغضب قائلا:-
لازم اخلص من مطاردتها ليا ،واصرارها الدائم بكل الطرق انها تتجوزة .
اخذ يلوك الطعام بصمت بينما عقله لا يكف عن التفكير بحل يخرج تلك اللزجه من حياته فهو يراها فتاه مغرورة ،ومدلله لا تصلح ابدا ان تصبح اما لأطفاله ،وايضا لا يستيطع ان يأتمنها على اسمه .
تركته سهيله ، وغادرت الحياه لتتركه فريسه سهله لاى امرأه تقابله ،واطفاله الصغار يخشى عليهم من بطش زوجه اب قاسيه.
بينما والدته تقيم بفرنسا مع اخر ازواجها لا يهمها احفادها ،ولا ولدها الوحيد بل كل ما يهمها ان تحيا كما تريد غير عابئه بمشاعر ولدها فهو لم يراها منذ مايقرب من خمس سنوات ، ونادرا ما سئلته عن الاطفال .
انهى طعامه ،ونهض متوجها الى مكتبه اغلقه خلفه ،وجلس شاردا يحاول ان يجد حلا ليخلصه منها ، ومن مطاردتها التى اصبحت تصيبه بالاختناق.
اغمض عينيه وعاد برأسه الى الخلف محاولا ان يخرج تلك البغيضه من تفكيرة
اثناء ماكانت تجمع الاطباق من فوق مائده الطعام تذكرت انها لم تحدثه بشأن الملابس اعدت له قهوته كما يفضلها
ثم توجهت لغرفه المكتب طرقت على الباب اجابها صوته قائلا بجمود :-
ادخل.
دلفت الى الداخل بتردد ,لاتعلم من اين تبدء ،؟!وكيف ستحدثه بشان الملابس؟!!
تقدمت لحيث يجلس وضعت القهوة امامه بصمت .
تنحنت محاوله ان تلفت انتباها اليها
فتح عينيها يحدق بها بنظرات جامده لكنها تتأملها مليا منتظر حديثها
تحدثت اليه محاوله ان تبدو جاده :'-
انا متشكره على الملابس الى حضرتك جبتهالى بس اسفه مس ها اقدر اقبلها.
مراد بهدوء على غير عادته :'-
انسه كاريمان انت مربيه لاولادى ومظهرلك يهمنى وانت طالما بتشتغلى عندى يبقى كل شئ يخصك مسؤليتى ياريت بلاش تعترضى علشان مش ها اقبل اى مناقشه بالموضوع ده.
حاولت كريمان ان تفتح فمها اعتراضا لكنه اشار لها لتصمت
كادت ان تغاد ر الغرفه غاضبه من رفضه لاعتراضها
اوقفها قائلا بتساؤل ،ونظرات غامضه يرمقها بها :-
انسه كريمان انت مرتبطه؟!!
فوجئت كريمان بسؤاله ذلك ، وتجمدت بوقفتها من شده الصدمه فهيا لم تكن تتوقع منه ذلك السؤال الجرئ.فكيف له ان يوجه لها سؤال كهذا هل فقد عقله ام ماذا ؟!!
تحدثت اليه مندفعه بغضب:-
اعتقد.ده ميخصش حد غير ى ، ولا حضرتك شايف حاجه غير كده؟!!
مراد ناظرا اليه بغموض شديد متأملا اياها بشرود:-
انت شغاله عندى على ما اعتقد.،وطبعا يهمنى اعرف كل حاجه عنك ، ولا ايه.؟!
-لاطبعا مش من حقك ده حياتى الشخصيه ،وانا حره فيها
مراد ،وقد اصر على انتزاع الحقيقه منها بأى طريقه حدثها بتساؤل رامقا اياها بحده قائلا"-
اتمنى تفهمى موقفى ،ومفيش داعى للعصبيه من حقى ابقى مطمئن على اولادى معاكى ، وان مفيش حاجه ها تشغلك عنهم
اردفت قائله بغضب شديد :-
احب اريح حضرتك انا مش مرتبطه ،ولا ها ارتبط اكملت قائله ، وقد تصاعد غضبها منه :-
اتمنى تكون اطمنت
تركته مغادره الغرفه بغضب كأن شياطين الارض تلاحقها
بقى يحدق فى اثرها وارتسمت على شفتيه ابتسامه
غامضه، واخذ يرتشف قهوته بتلذذ
توجهت الى غرفه فارس وجدته يقف على احد المقاعد يحاول جلب احد العابه من اعلى الخزانه لكنه لا يستطيع
حدثته بحده لاول مرة منذ ان عملت لديهم قائله بغضب:'-
يعنى لما تقع تتعور هاتبقى مبسوط يا فارس , كده غلط حبيبى متعملش كده تانى.
حزن فارس لاويا فمه ببكاء ، وجلس على فراشه يبكى
شعرت بالغضب من نفسها لأنها افرغت غضبها به، وهو ليس له
*********************************
لم يكن يجمعنا حُب عميق ، بل ما جمعنا هو اللاشيء !
اللا شيء الذي يجعلنا نغيب ،و نعود الى بعضنا منهزمين
اللا شيء اقوى من الحب بكثير 💛🌟
*****************************
اثناء ماكانت تحارب للوصول الى الحصان الخشبى انزلقت قدمها ،وكادت ان تسقط فا فوجئت بمن يتلاقها بين ذراعيه بلهفه محدقا بعينيها بتيه ،وشرود وانفاسه تلفح صفحها
وجهها محدقا بشفتيها بمشاعر مبهمه لا يستطيع تفسيرها
غير قادر على مقاومه هذا السحر المنبعث من نظراتها الخجوله كأنه وقع اسيرا لها.
كانت تشعر بالتيه والذوبان بين ذراعيه قلبها يدق بعنف مفرط يكاد دقاته ان تكون مسموعه
كاد ان يقبلها الا ان اوقفه صوت فارس قائلا بلهفه :-
كوكى انت كويسه مش جرالك حاجه.
تحررت من بين يديه ،ووقفت تلملم شتات نفسها ، تحاول جاهده السيطرة على اعصابها المضطربه ،وتحاول تهدئه ضربات قلبها الغيرعاديه التى تدق بجنون
توجهت لفارس تحتضنه كأنها تحتمى به من جنون مشاعرها ناحيته.
تركها مراد.بعد.ان رمقها بنظرات تقطر شغفا ،وابتسامه جانبيه ترتسم على محياه اعاد خصلات شعره التى انزلقت على وجهه الى الخلف ،واكمل طريقه الى المطبخ ليعد لنفسه
فنجانا من القهوة بجمود كأنه لم يفعل بها شئ
لعله يستطيع ان يركز ويتاخذ،قرارا مناسبا
جلست تشارك فارس اللعب ، وعقلها بمكان اخر
كانت تؤنب نفسها قائله بغضب :-
ايه الى انا فيه ده ؟!!ليه كل ما يقربلى بحس بمشاعر غريبه ؟!!
،ومش بقدر اسيطر على مشاعرى
.
حاولت ان تطرده من تفكيرها ، واندمجت باللعب مع الصغير
الى ان اسدل الليل ستائره فنهضت لتبدل لفارس ملابسه ،وتضعه بفراشه بعد ان اطعمته ،وايضا اطعمت
الصغار ،وبدلت ملابسهم ثم شعرت بالنعاس يداعب اجفانها نهضت متوجهه الى غرفتها لتنال قسطا من الراحه
بدلت ملابسها لملابس النوم ،واندست بفراشها ، ثم مالبثت ان غلبها النعاس لتنام بعمق شديد
****************************
اخذ مراد يجوب الغرفه ذها با ،وايابا يحاول ان يصل لقرار
يريحه من هذا الارق الذى يؤرق ايامه ،ولياليه .
حين شعر بالتعب من كثره التفكير قرر ان يخلد الى النوم ليريح عقله من التفكير قليلا
اندس فى فراشه بعد ان نزع عنه الروب لينال قسطا من الراحه فغدا يوم شاق جدا .
بالصباح نهض الجميع من نومهم مراد اول من استيقظ
بدل ملابسه ،وخرج ليجلس على السفره يتناول افطاره بصمت رامقا اياها بنظرات غامضه يتأملها مليا ,ويدقق بتفاصيلها
مما سبب لها حرج شديد ،وجعل الدم يتدفق الى خديها لشعورها بالخجل الشديد.
انتهى من تناول طعامه ثم قبل فارس ونهض متوجها الى عمله.
ما ان وصل الى الشركه تفاجأ بسارة جالسه تنتظرة بغرفه السكرتاريه
رمقها بنظرات حارقه ضامما قبضه يده بعضب كأنه يود لو يصفعها بشده ليعلمها قليلا من الاخلاق التى تفتقر لها
دلف الى مكتبه بجمود ، فتبتعته بغنج ،ودلال ،وهيا تكاد تأكله بنظراتها الخبيثه وبداخلها تردد قائله بتصميم:'-
لازم اتجوزك يامراد مش ها اسيبك تضيع من ايدى المرة دى كمان كفايه استحملت اخوك عشر سنين علشان بس ابقى
جمبك لولا انك كنت متجوز عمرى مكنت اسيبك تفلت من ايدى ابدا زفرت بحنق ،وهيا تتذكر اول يوم شاهدته به كانت تجلس برفقه شقيقه بأحد النوادى،
لفت انتابها شخص ذوهيبه طاغيه يسير بالنادى بثقه شديده متوجها نحو طاولتهم .
ما ان شاهدته يصافح شقيقه قائلا بمرح :-
شريف فينك يا عم انت من يوم ما انا اتجوزت ، وانت مختفى خالص مبتجيش تزورنى ليه؟!!
وقعت كلماته عليها اصابها بصدمه شديده فهيا كانت تمنى نفسها بوقوعه بشباكها لتجعله زوجا لها .
فقررت ان توافق على الزواج من اخيه لتكون بقربه.
منذ ذلك اليوم اعجبها بشده حين قدمه اخيه اليها قائلا بسعاده شديده :-
اقدملك ساره خطيبتى
اومأ لها زين برأسه محييا لها قائلا بجمود :-
تشرفت بمعرفتك استاذة ساره
بادلته النظره الجامده بنظرات هائمه متأمله اياه بوقاحه شديده :-
االشرف ليا استاذ مراد قالتها بغنج وهيا تأكله بعينيها تتأمل كل انش به طوله الفارع شعر الناعم الفحمى اللون حركه فكيه
كل شئ به قد سحرها .
عادت من شرودها على صوته الجهورى الذى ما زال رغم كل تلك السنوات يثير الرجفه بها قائلا:-
انت تانى ياسارة ايه جابك هنا؟!!
تقدمت نحوة ببطئ متأمله اياه بوقاحه كادت ان تحتضنه الا انه دفعها بحده لترد الى الخلف حتى كادت تسقط لولا انها تمسكت بالمقعد خلفها.
هدرت به بنفاذ صبر قائله بفحيح كفيحيح الافعى :_
انت ليا يامراد مش ها اسمح لحد ياخدك منى كفايه صبرت السنين الى فاتت خلاص مش ها اصبر تانى.
مراد هادرا بها بغضب شديد :-
انت مجنونه اكيد انت ارمله اخويا عمرك ما هاتكونى اكثر من كده اكمل بحده اكثر دافعا اياها بقسوه:-
انت مستحيل تصلحى تكون زوجه ليا ،وام لاولادى
اجابتها بحده اكثر نظراتها اصبحت اقسى ،وهيا تنظر اليه قائله بهستريا:-
مستحيل يامراد اتخلى عنك انت ليا مهما حصل انا متجوزتش شريف الا علشان ابقى قريبه منك
زفر مراد بغضب محاولا ان يجد حل للخلاص من تلك اللزجه التى تصر على ان تحصل عليه كأنه قطعه اثاث لارأى له
تحدث اليها بهدوء محاولا ان يتخلص منها بلطف قائلا:-
انت مصممه يا سارة على فى دماغك ده؟!!
ساره بسعاده وكأنها قد اوشكت على نيل موافقته:-
طبعا طبعا يامورى اكيد انت عارف بحبك قد ايه؟!!
رمقها مراد بغموض لاويا فمه بتهكم قائلا:-
تمام يوم الخميس الجاى فى حفله عندى فى البيت جهزى نفسك ،والبسى اشيك فستان، وتعالى
ركضت ناحيته بسعاده تكاد تطير فرحا حاولت ان تحتضنه لكنه صدها بلطف قائلا:-
اتفضلى يلا ياسارة عندى شغل
خرجت ،وهيا تكاد ترقص فرحا ، وهيا تفكر ماذا سترتدى لذلك اليوم المميز ؟!
زفر مراد براحه حين استطاع التخلص منها جلس يتابع عمله يرهق نفسه بالعمل لعله يخرج تلك اللزجه من تفكيره
***************************
انتهت كريمان من اعداد الطعام للغداء ثم اطعمت الصغار ،وبدلت ملابسهم ثم اطعمت فارس
ثم ذهبت لتاخذ حمام، وتبدل ملابسها
تاركه فارس يتابع الكارتون بانتظارها لتشاهده معه
اغتسلت، وبدلت ملابسها ثم خرجت لتجلس برفقه فارس
ليندموجا سويا بمشاهده الكارتون
انتهى مراد من عمله ،وعاد للمنزل يشعر بأرهاق شديد
لقد.ارهق نفسه بشده فى العمل ليهرب مما يؤرق تفكيره
دلف الى المنزل يجر اقدامه جر من شده مايشعربه من اجهاد
حين دلف الى المنزل شاهدها تجلس الى جوار طفله تحتضنه بحب كبير مما ادخل السعاده على قلبه
هتف بها بجمود قائلا:-
انسه كريمان ممكن اتكلم معاكى بعد اذنك؟!! منتظرك بالمكتب